عندما خرج كيكيمورا من المقبرة وإستعاد وعيه، أحس بطاقة صغيرة جدا يصعب ملاحظتها تكونت داخل بطن، بين بطنه وظهره بالتحديد، وكانت دافئة بعضا الشيء.

بعد مرور الأيام بدأت تلك الطاقة بالتضخم شيئا فشيئا، حتى أصبحت أكثر كثافة. لم يرى كيكيمورا لونها أو شكلها، بما أنها داخل جسده، لكنه أحس أنها جزء منه، وأحس أنها كلما كبرت كلما أصبحت النسبة المضافة أقل.

في البداية بدأت تتضخم بسرعة، لكن بعد مرور الوقت بدأت عملية التضخم تتباطأ حتى توقفت وبقي حجمها ثابت ولم تكبر حتى بعد مرور الوقت كالسابق.

بدأ كيكيمورا بكب تركيزه كليا على التحكم بالطاقة، بينما يتبع تعليمات ماركوس، بدأ بتخيل طاقة الظلام تخرج من مركز سحره صعودا إلى يده تم تتسرب إلى كفه، بدأ يتخيل في أعماق وعيه وخياله الباطني، كرة صغيرة ملساء.

فتح عينيه فجأة ليجد كرة سوداء قاتمة متشكلة على كفه، لكن في اللحظة التي تشتت فيه تركيزه اختفت الكرة كليا دون أي أثر.

"واااه، لقد نجحت." قالها كيكيمورا بصوت عالي وبدأ بالقفز بالأرجاء فرحا.

وكيف له ألا يكون كذلك، فقبل مدة ليست بالطويلة كان فاقدا الأمل في تعلم السحر، وها هو الآن يتقنه، بالرغم من أن الكرة تبدوا ضعيفة ولا يمكن إعتمادها في الهجوم إلا أنها تبقى تعويذة سحرية بعد كل شيء وهذا أمر مفرح.

(لم أتوقع أن يتقنها بهذه السرعة.) إندهش ماركوس للحظة عندما رأى الكرة السوداء المتكونة على يد كيكيمورا، في الظاهر تبدوا على أنها تعويذة بسيطة، إلا أن إتقانها يتطلب وقت لا يستهان به، من عملية تفكير وتخيل الكرة إلى عملية التحكم بالسحر ثم إدماجهم معا لتشكيل تعويذة متكاملة. وهذا لم يتطلب كيكيمورا لفعله سوى بضع دقائق.

هذا أمر لا تراه كل يوم.

"أحسنت، أيها الفتى..."

"هاهاها، هل رأيت، هل رأيت؟ لقد كونت كرة سوداء على كفي." وبدأ كيكيمورا بإعادة تشكيل الكرة على كفه ثم إبطال التعويدة، وإعادة إنشائها وهكذا.

لم يسع لماركوس سوى الإبتسام وهو يشاهد كيكيمورا الفرح.

"السحر لا يقتصر على كرة سوداء صغيرة كما تعلم."

فور سماع كلمات ماركوس، أبطل كيكيمورا تعويذته وعاد إلى قربه لسماع محاضرته التالية.

"كما فعلت سابقا، قمت بتخيل كرة ودمجتها مع سحرك لتكوينها، يمكن أيضا فعلها مع أي شكل كان، سيف، مطرقة، منجل، لكن... حاول مثلا أن تشكل سيف ما."

بدأ كيكيمورا بتخيل سيف داخل وعيه، وبعد مرور ثواني تشكل سيف أسود على شكل كاتانا على يده.

"حسنا..." قالها ماركوس بحزم، ثم شكل سيف أحمر في يده وضرب به سيف كيكيمورا.

في اللحظة التي إلتقى بها السيفان انكسر سيف كيكيمورا بسهولة كالزجاج.

"كلما كانت طاقة سحرك أكثر كثافة كلما كان تعاويذك أكثر قوة، وكلما كانت الأشكال التي تكونها أكثر صلابة."

"حاول أن تشكل السيف ثانية."

"حـ-حـسنا." قالها كيكيمورا بتردد، فالأحداث حدثت بسرعة ولم يستطع مواكبة شرح ماركوس.

شكل السيف الأسود كما أخبره العجوز وإنتظر تعليماته التالية.

لم يتكلم ماركوس حتى بعد مرور خمس دقائق لكن، في الجهة المقابلة يمكنك رؤية وجه كيكيمورا المتألم المليء بالعرق وهو يحمل السيف القاتم.

فجأة تلاشى السيف واختفى.

تنفس كيكيمورا الصعداء بعدها بصعوبة، وأدخل الهواء إلى رئتيه بقوة حتى تألم صدره بعد أن وضع يديه على ركبته وهو ينهج.

"كلما كان سحرك أكثر كثافة كلما كانت المدة التي تستخدم فيها سحرك أطول ويمكنك تسميتها بقدرة التحمل." قالها ماركوس بعد أن رفع إصبعه.

ثم أكمل قائلا: "سحرك الآن ضعيف، وقدرة تحملك أضعف، أنت لا يمكنك الحفاظ على التعويذة لخمس دقائق حتى، لكن هذا أمر جيد بالنسبة لشخص مبتدأ في السحر مثلك."

"هدف هذا التمرن هو رفع قوة سحرك، من شدة التحمل إلى قوته."

"ستبدأ بتكوين السحر والحفاظ عليه."

فور إنتهاء ماركوس من كلامه توجه نحو الحائط ووضع كفه عليه، فجأة خرجت قطعة صخرية من الحائط مليئة بالأسلحة. ثم أمسك بسيف متوسط الحجم ورماه لكيكيمورا.
"حينما تصبح قادر على كسر هذا السيف سننتقل للمرحلة التالية من التدريب."

------------------------------------------------

عاد العجوز ذوا اللحية البيضاء وسيرس معا إلى مدرسة الجليد، وحصل سيرس على غرفة الضيافة في الطابق الأعلى من المدرسة.

يعيش في هذا الطابق مدير المدرسة وحفيدته فقط، لكن الآن أصبح يعيش فيه سيرس مؤقتا بينما يتحرى عن رئيس العصابة.

كان الوقت متأخرا بالليل... بدأ سيرس بالتجول داخل المدرسة.

كانت فارغة من الطلاب. لا يمكنك سماع أي شيء بسبب هدوء الأجواء. كان صوت إرتطام حذاء سيرس الخشبي مع الأرض هو المسموع.

تنتهي الدروس غالبا في المساء ويغادر الطلبة إلى مرافقهم الخاصة، حتى الأساتذة يغادرون.

أثناء تجوله في المدرسة سمع سيرس فجأة بعض أصوات إرتطام السيوف، وتوجه إلى مكان الصوت.

كان باب الغرفة غير مغلق، وينسدل ضوء أبيض من الجانب المفتوح. فتح سيرس الباب ببطىء، ليجد حفيدة العجوز ذوا اللحية البيضاء تتدرب على السيف وحدها، كانت تضرب في بعض الأحيان دمى حديدية بسيفها حتى تتشكل خدوش عميقة عليها.

"من هناك؟" إلتفتت الفتاة بسرعة عندما سمعت صوت فتح الباب.

-----------------------------------------

الفصل 36 إنتهى~

لا تنسو فبتعليقاكم أستمر.

2017/06/21 · 625 مشاهدة · 740 كلمة
Alae_Essaki
نادي الروايات - 2024