كانت الفتاة مليئة بالعرق لدرجة تبلل ملابسها به. كانت تجمع شعرها الأبيض على شكل ذيل حصان حتى لا يزعجها أثناء التدريب، ترتدي لباس رياضي أسود اللون وتحمل سيف مائل نسبيا من الرأس ويزداد سمكا كلما اقتربت لمقبضه.
كان وجهها مليء بقطرات العرق المنسدلة من جبهتها نزولا إلى حاجبيها اللذان يمنعان العرق من الدخول إلى عينيها وصولا إلى خديها المحمران بسبب ارتفاع حرارة جسمها بسبب التدريب.
يمكنك رؤية هالات سوداء أسفل عينيها، ربما بسبب سهرها المتواصل للتدريب أو سهرها لسبب ما مغاير، لكن بالرغم من ذلك، مازالت تبدوا جميلة، حتى مع التصاق خصلات شعرها على جبهتها بسبب العرق لا تزال جذابة.

عمرها لم يتعدى العشر سنوات، لا أحد يعرف قوتها الحالية كونها لا تتدرب سوى تحت رقابة العجوز ذوا اللحية البيضاء، كما أنها لم تدخل في عراك مع أي أحد سابقا.
بسبب جمالها تم تصنيفها على أنها الملاك الأبيض لمدرسة الجليد، مهما كنت جميلا ومهما كان منصبك عاليا، لست كفؤا للتكلم معها حتى، فما بالك بمواعدتها او طلب الزواج منها . لذلك تبقى الملاك التي يحلم بها كل طالب. وتبقى مثل اللوحة التي لا يسعك فعل شيء سوى النظر إليها.

تقدمت بخطوات ثابته في اتجاه العجوز سيرس وانحنت أمامه باحترام قائلة:

"أهلا بك أيها الضيف، هل تريد شيئا ما؟"

"لا، لا شيء، فقط أكملي تدريبك." قالها سيرس بعد أن رفع يديه معارضا لكلامها.

"حسنا."

ثم عادت إلى مكانها، وحملت سيفها ثانية، وإتخدت وضعية الهجوم... لكنها لم تهجم بالمقابل عادت إلى وضعيتها العادية والتفتت إلى سيرس قائلة:

"في الحقيقة، أحتاج لرفيق تدريب، هل يمكنك مساعدتي؟"

"لا مشكلة، فأنا أيضا بدأت أحس بالملل بعض الشيء."

توجه سيرس إلى رف الأسلحة وحمل سيف خشبي ثم عاد أمامها دون أن يتخذ أي وضعية.

"لكن ألا بأس بذلك؟ فأنا أستعمل سيف حقيقي كما تعلم"

"هذا السيف كافي..."

لم يسع للفتاة سوى القبول بإختيار سيرس، لكن هل سيكون الأمر بخير؟ كيف سيتصدى لها بسيف خشبي فقط، بينما هي تستعمل سيف فولاذي مصقول بمهارة، يمكنه أن يقطع أي شيء إذا كان مستعمله قوي كفاية.

هي لا تعلم ما هي قوة سيرس الحقيقة، هي حتى لا تعلم ما إسمه، كل ما تعرفه هو أنه جاء مع جدها بعد أن عاد من البعثة، كما أن جدها يتعامل معه بإحترام ووقار.

اتخذت الفتاة وضعية الهجوم واستعدت. بالرغم من أن منافسها هو مجرد عجوز إلا أنها لن تتهاون معه.

توجهت الفتاة بسرعة كبيرة نحو سيرس ملوحة بسيفها في إتجاهه. لكن في المقابل سيرس بقي واقف ولم يتحرك، وفي اللحظة التي ضربته بسيفها، راوغها بمهارة إلى اليمين. حولت الفتاة نظرها بسرعة وحرفت إتجاه السيف نحو سيرس.
تراجع سيرس للخلف بسرعة لتفادي هجومها القوي، لكن بدون تردد قلبت الفتاة وضعية حملها للسيف وأعادت تلويحة السيف في الجهة المقابلة لسيرس.
لم يسع لسيرس سوى التنهد، يمكنك رؤية تعابيره الغير المبالية بشكل واضح على وجهه.
رفع أخيرا عصاه وضرب السيف بقوة حتى فقدت سيطرتها عليه وأصبح دفاعها مفتوح ثم ضربها في بطنها بقوة كبيرة حتى طارت في الهواء لتصطدم بالدمية الحديدية.
سقطت على الأرض متألمة وبصقت الدماء على الأرض.

"ما الذي حدث؟" تفاجأت الفتاة حقا بعد تعرضها لهجمة سيرس. فهي لم ترى شيئا سوى عصى تضربها في بطنها.

كانت تفتخر دائما بسرعتها الكبيرة لكن سيرس لم يتفوق عليها فقط، بل ضربها بهجوم لم تراه حتى.

"هل هذا كل ما لديك؟" قالها سيرس بعد أن بدأ بتلوح السيف الخشبي يمينا ويسارا. وفي اللحظة التي توقف فيها عن التلويح، رمى السيف الخشبي بقوة في إتجاه الفتاة.

*بام*

إخترق السيف الخشبي الدمية الحديدية مسببا جرح صغير في وجه الفتاة التي بقيت ساكنة في مكانها. يبدوا أن سيرس تعمد عدم إصابتها.

---------------------------------------------------

مر أسبوع بسرعة، أصبح كيكيمورا يتقن أخيرا مبادئ سحر الظلام، لم يعد يتأخر في إلقاء التعاويذ، وأصبحت تعاويذه أكثر قوة.

في الأسبوع المنصرف، كل ما فعله هو تشكيل كرة ثم الحفاظ عليها لأطول مدة ممكنة، ثم يعيد تشكيل كرة أكبر من السابقة ويحاول رفع حجمها.

كما أخبره ماركوس، كان يشكل سيف ويحاول كسر السيف الذي أعطاه له. وبالفعل نجح بذلك لكن بصعوبة تامة.

كل ما يعرفه الآن كيكيمورا هو مبادئ سحر الظلام، من تشكيل أسلحة، إلى تقويتها ورفع صلابتها.

حاليا كيكيمورا يتدرب على تشكيل السحر وهو الآن قد شكل كرة ظلامية قاتمة اللون، حجمها لم يتعدى كرة السلة، لكنها قوية ويمكنها أن تدمر صخرة بسهولة.

"حسنا، أظن أن المرحلة الأولى إنتهت."

"آآه، أخيرا." قالها كيكيمورا وسقط على الأرض بسبب التعب الذي تعرض له في هذه الأيام المنفرطة.

كانت تعاليم ماركوس مفيدة في تدريبه حقا، كما أنه أقل قسوة من سيرس، وهذا ما ساعده على الإسترخاء في التدريب.

"آآآه، لقد كدت أنسى." فجأة وقف كيكيمورا بسرعة صارخا.

"ماذا؟"

"ما تاريخ اليوم؟"

"همم، بقي يومين على نهاية الشهر على ما أعتقد."

"آآآه، لقد تأخر الوقت... موعد نزالي بعد يومين، وأنا لم أسجل اسمي بعد."

مسح كيكيمروا العرق من جبينه وفتح باب الغرفة للمغادرة قائلا.

"سأعود بعد نهاية المسابقة." فور إنتهائه غادر مسرعا تاركا ماركوس حائر في أمره.
----------------------------

الفصل 37 إنتهى ~

لا تنسوا فبتعليقاتكم أستمر

2017/06/24 · 598 مشاهدة · 776 كلمة
Alae_Essaki
نادي الروايات - 2024