عاد كيكيمورا إلى غرفته واستحم حتى يزيل رائحة العرق، فهو لم يخرج من تلك الغرفة قط حتى اليوم، أسبوع كامل دون استحمام.
كان العجوز ماركوس يحضر له الأكل والشراب كل يوم حتى يركز على تدريبه ولا يركز على شيء آخر تافه كالأكل.
ارتدى كيكيمورا لباسا جديدا أهداه إليه العجوز سون عندما أنهى العقد مع ملك الشياطين.
سروال جلدي أسود اللون ضيق من الأسفل مع حزام أحمر ملوي على خصره مرتان، قميص بسيط أبيض وقلنسوة سوداء فوق القميص، تغطي رأسه مخفية شعره الأسود الطويل. كما أنه يرتدي حداء خشبي أهداه له سيرس في بداية تدريبه. ومنذ حينها لم يغيره قط، فهو يعتبره تذكار منه.
بالنسبة لهذا الجيل، موضة الحداء الخشبي قد ولت، لم يعد هناك أي شخص يرتدي الأحدية الخشبية. لكن سيرس بقي متشبث بتقاليد الأحدية الخشبية وأصبح رمز له، لذلك أهدى واحد لكيكيمورا حتى يصبح رمز يدل على أنه تلميذ سيرس، بالرغم من أنه لا أحد سيعرف معنى ذلك الرمز.
"هممم هل أحمل شيئا ما لأكله؟" قالها كيكيمورا وهو يحمل محفظة حمراء اللون.
قرر أخيرا حمل بعض المأكولات حتى لا يضيع أثناء بحثه عن الطعام في المدرجات، فهو جديد على القصر بعد كل شيء. ثم حمل محفظته وخرج من غرفته متوجها للطابق الأول.
كان الجو مزدحما في المدرجات، نساء، رجال، أطفال. منهم تلاميذ ومنهم رؤساء الطوائف. بالرغم من أنه مازال يومان على بداية المسابقة، إلا أن الجميع متحمس. ومن سيكون عكس ذلك؟ فالتصفيات كانت كالنار التي أحرقت أرواحهم. قتالات مدوية وتقنيات لم يسمعوا بها.
كما أنه هناك إشاعة بوجود ممثلي بعض الطوائف القوية في عالم الشياطين. ولا ننسى ذلك المقاتل الذي قضى على جميع المشاركين العام الماضي وتم إقصائه بسبب قتله لأحد مشرفي المسابقة. وها هو الآن يعود ثانية. هل ستكون هناك مجزرة كالمرة السابقة أم لا؟ هذا هو السؤال الذي ينتظر الجميع إجابة عنه.
"آآه ستكون مسابقة هذه السنة أكثر نارا من السنة السابقة." قالها أحد الجماهير مخاطبا صديقه الجالس بقربه.
"نعم، نعم... لا أستطيع تحمل إنتظار يومين كاملين، التشويق يقتلني. لكن انا سعيد لأني أتيت باكرا حتى أحصل على مقعد في الأمام."
"أظن أن رغبتنا في المقاعد الأمامية تختلف..."
"ماذا تعني؟ ألست هنا لرؤية القتالات؟"
"أنا هنا لأرى الحسناوات، فكما رأيت في التصفيات هناك بعض النساء الجميلات."
"آآه، يا لك من منحرف، ليست هناك متعة في رؤية النساء كما تعلم، المتعة هي القتالات، إلتقاء السيوف، تطاير العرق الممزوج بالدم، صراخات المشاركين، صياح الجماهير آآآه، لا أستطيع التحمل."
<سيداتي سادتي>. فجأة صوت مرتفع نسبيا يبدوا على أنه لرجل، خرج من العدم.
"حسنا أصمت، لقد بدأ."
<مرحبا بكم في أولى مسابقات الطابق الأول من القصر>
<شاهدنا سابقا التصفيات، ولم تخيب آمالنا... هناك مشاركين أقوياء هذه السنة كما تروا>
<بعد يومين ستبدأ المسابقات، لكن الآن حان موعد نشر لائحة المشاركين>
ظهرت لائحة طويلة في الشاشات الموجهة نحو الجماهير.
<هذه هي لائحة المشاركين، تمعنوا فيها واحفظوا الأسماء حتى تهتفوا بها>
<بعد لحظات سيتم الإعلان عن المشاركين المتبارزين في أولى المسابقات في هذه الدورة، وستكون النزالات بعد يومين من الآن>
*اوم*
ظهرت اللائحة أخيرا من المشاركين في أول مسابقة.
"ماذا؟"
"ما الذي يجري؟"
"هل هناك خطأ ما؟"
تعالت المكالمات الجانبية بين الجماهير فور رؤيتهم للائحة المشاركين.
عدد المتأهلين في المسابقة الأولى هو 100 شخص. تقام النزالات حسب عدد المتأهلين. ويتغير عدد المتأهلين حسب نوع مسابقة التصفيات.
في العادة سيتم تحديد نزالات حسب عدد المتأهلين حتى يبقى واحد فقط هو الفائز. وينتقل ذلك الفائز إلى الطابق الثاني.
فمثلا في اليوم الأول ستقام خمس نزالات بين شخصين. وتستمر المابقة لعشر أيام. ويتأهل 50 شخص.
بعدها ستقام نزالات بينهم حتى يبقى 25. ثم 5 ثم 1.
لكن الآن أمر مختلف، أو ربما هناك خطأ، فعدد المشاركين في المسابقة الأولى حسب اللائحة هو 100... مائة شخص سيتقاتلون فيما بينهم؟ هذا جنون...
-------------------------------------------
"أظن أن هذا كل ما لديك... وأنا من توقعت الكثير منك."
نظرت الفتاة بخوف في إتجاه العجوز سيرس، لكن تغيرت نظراتها فور سماع كلماته المستهزئة
"لا تستخف بي."
فور إنتهائها أخرجت العصى المنغرسة في الدمية ورمتها بقوة في إتجاه سيرس، لكنه تفاداها بسهولة تامة.
وقفت بسرعة ودون حتى أن تتخذ وضعية الهجوم قفزت بسرعة في إتجاه سيرس منهالة عليه بضربات بسيفها.
لكن سيرس لم يعاني كثيرا في تجنب الضربات، فضرباتها كانت واضحة، بالرغم من أنها تبدو قوية إلا أنها بطيئة ويمكن التنبؤ بمكان الضربة بسهولة.
رفع سيرس قدمه وضربها ثانية في بطنها حتى طارت متوجهة نحو الحائط. لتصطدم به.
"آآه، آسف أظن أنني بالغت." قالها سيرس بتعابير غير مبالية.
لكن الفتاة وقفت على غير المتوقع وحملت سيفها ثانية في وجه سيرس. لكن وضعية حملها للسيف كانت مختلفة عن السابق ونظراتها كانت مغايرة.
<فن السيف المقدس... المهارة الأولى> كلمات ليست بالطويلة خرجت من فم الفتاة كالثلج بصوت باهت.
إنخفض جسدها قليلا ثم دفعت بقدمها الأرض حتى خلفت زوبعة صغيرة خلفها، تم توجهت بسرعة نحو سيرس.
تغيرت نظرات سيرس قليلا ثم قال: "أظن أنك أصبحت جدية الآن."
----------------------------------------------------------------
الفصل 38 إنتهى~
لا تنسوا فبتعليقاتكم أستمر~