رغم كون حالته يرثى لها، لكنه يقف بكل شجاعة أمام الوحش وهو مليء بدمائه الناتجة عن الضربة السابقة.

"كيف لك أن تهجم على فتاة صغيرة ضعيفة؟"

صرخ كيكمورا متذمرا، ثم أكمل قائلا

"هل أنا بالنسبة لك لا أستحق المواجهة مقارنة مع الفتاة؟ يا لوقاحتك."

لكن الوحش لم يعر كيكمورا أي إنتباه وأكمل طريقه اتجاه الفتاة.

"هااااا! أيها الوحش الغبي أنا أتكلم معك" وعلامات التذمر تملء وجهه الطفولي.

قوة كيكمورا أضعف من الوحش بأشواط، هو يعلم أنه إذا واجهه سيموت بدون أن يصيب الوحش بأي خدش. في الحقيقة حتى مغامر متمرس لن يستطيع مجابهته. فهذا الوحش نادر.

رغم أن كيكيمورا ضعيف جسديا لكنه يغطي ضعفه الجسدي بالمعرفة والذكاء، فمنذ الصغر وهو يمضي أيامه في المكتبة والبحث في علم الكيمياء والطب والوحوش كما أنه درس علم النقوش واللغات والتاريخ.

فذكائه يعتبر فريد من نوعه. لكنه جسمانيا أضعف من الضعفاء. فإذا لقبه أحد بالقمامة فإنه أساء إلى القمامة بدورها.

لم يعرف كيكمورا لما ظهر هذا الوحش النادر في هذه الغابة المظلمة، لكن هذا ليس ما يشغل باله حاليا، فأهم شيء بالنسبة له الآن هو النجاة وحماية الفتاة.

أمسك كيكيمورا بعصى من الأرض وصعد إلى أعلى الشجرة، ثم قفز متجها نحو الوحش الذي بدى مركزا على الفتاة.

*هاااااااااااااااااااه*

"مت أيها الوحش"

*بااام*

ارتطمت حافة العصى بظهر الوحش، لكنها انكسرت بسبب قسوة جلده. ثم سقط كيكيمورا على ظهره.

التفت الوحش إلى كيكيمورا وبدأ بالاقتراب إليه بخطوات بطيئة. كل خطوة يخطيها على الأرض تترك تصدعا عليها.

كيكيمورا لم يتحمل ضغط القوة الناتجة عن الوحش، فهو حتى لم يعد قادرا على الوقوف. فبدأ يزحف على بطنه محاولا الفرار بما أوتي من قوة.

لو شاهد أحد ما هذا المنظر لشفق على حالته.

تحسر كيكيمورا داخل نفسه على ضعفه، فهو لم يستطع أن يحمي حتى فتاة صغيرة ضعيفة.

ولم تمضي سوى ساعات على مغادرته للقرية، وهو الآن على وشك الموت.

"آسف يا أبي، أظن أنني سألحق بك قريبا."

من شدة خوفه وحسرته فقد كيكيمورا وعيه.

.

.

.

"هااااااااااا، اقترب أيها الوحش الغبي..."

"هاه؟ أين أنا؟"

يستيقظ كيكيمورا بسرعة ليجد نفسه فوق سرير أبيض. وأصوات العصافير تسمع في الخارج.

نظر من النافذة فرأى حقلا من الزهور، وجو مشمس مختلف عن جو الغابة المظلمة.

"آآآه، يبدوا أنني مت. لا بد أنني حقا في الجنة"

رفع الغطاء الأبيض محاولا الخروج بسرعة.

"هاااااااا، لما أنا عاري؟" دهش كيكيمورا عندما وجد جسده عاري دون أي قطعة قماش.

فجأة دخلت الفتاة حاملة وعاء به ماء إلى الغرفة.

"هااااا، أ-أنت..."

إنصدم كيكيمورا عندما شاهدة الفتاة التي دخلت. فهي نفسها الفتاة التي كانت في الغابة.

عندها سألها مسرعا: "هل قتلك الوحش أيضا؟ ياااه يبدوا أننا حقا محظوظين لدخولنا الجنة معا، همم"

ثم بدأ بهز رأسه بعدما أغمض عينيه.

بعدها صرخت الفتاة: "آآآآه، أيها المنحرف. م-م-ماذا تفعل؟؟؟"

ثم وضعت يديها على خديها.

"لا بد أنك تريد أن تفعل بي شيئا منحرفا، لا، أنت تريد أن تجعلني دمية عندك لتعود إليها وقت حاجتك، لا، لا، لا بد أنك ستأكلني حتى بعد انتهائك ...." وبدأت بالكلام بالسرعة يصعب فهمها.

كيكيمورا وهو منصدم: "خيالك خصب حقا ..."

فجأة ودون أي سابق إنذار دخل الوحش الذي هجم عليهم سابقا وهو يحمل بعض الطعام.

فقفز كيكيمورا لا شعورا فوق سريره صارخا

"أ-أ-أنت، ماذا تفعل هنا؟ هل مت أيضا؟"

فأجابه الوحش: "هاهاهاهاها مت؟"

ارتفع صوت كيكيمورا مع غرابة الموقف: "أنت تستطيع الكلام ؟؟"

"هاهاهاهاها" ازدادت الضحكات دون توقف.

فجأة دخل عجوز ذو لحية سوداء ومفتول العضلات من الباب وهو يضحك بطريقة هستيرية.

الذي بدى أنه هو مصدر الصوت ليس الوحش.

"أنت فعلا مسلي، استيقظت منذ فترة وجيزة فقط وبدأت بإثارة الفوضى، آآآه الشباب حقا."

لم يستطع كيكيمورا فهم ما يجري، فهو منذ لحظات كان يواجه وحش مرعب محاولا حماية فتاة، وكان على وشك الموت ليستيقظ ويجد الفتاة والوحش أصدقاء وعجوز غريب معهم أيضا.

"ما الذي يحدث؟ لما الوحش هنا؟ ولما أنا ما زلت على قيد الحياة "

سأل كيكيمورا الرجل العجوز الذي بدى سعيدا.

فأجابه بعد أن جلس على السرير:

"هاهاها، هذه الفتاة هي حفيدتي، وهذا الوحش هو حارسها الذي كلفته شخصيا بحمايتها.

البارحة هربت خارجا فضلت الطريق ودخلت إلى الغابة المظلمة. ولسوء الحظ واجهت وحش ما لكن تدخل الحارس الشخصي لحمايتها. وأثناء انشغاله مع الوحش الآخر أتيت أنت.

عندما شاهدك الوحش تحمل الفتاة ظن أنك تمس بها سوءا لذا هاجمك. لكني عندما وصلت لهناك ورأيت شجاعتك محاولا حماية حفيدتي، أوقفته وقررت أن أجلبك إلى هنا"

"همم، إذن هذه ليست الجنة؟"

فجأة ضربت الفتاة رأس كيكيمورا متذمرة: "هااا أيها الغبي، هل هذا فقط ما تفكر به."

"ما اسمك أيها الفتى؟ ومن أين أتيت؟"

بادر العجوز بالسؤال

"اسمي كيكيمورا، وأتيت من قرية لا أريد أن أتذكر اسمها حتى." أجابه وعلامات الحزن تملأ وجهه.

فرد عليه العجوز قائلا بعد أن أحس بحزن كيكيمورا: "أنت لا يجب عليك أن تهتم بالماضي، فكر بالمستقبل. فالآتي هو الأهم"

أجابه كيكيمورا بعد أن زاد اكتئابه عن السابق: "لكن ليس لي أي مكان أذهاب إليه كما أنني ضعيف لا أستطيع حتى حماية نفسي فما أدراك بالآخرين."

وقف العجوز من مكانه وبدأ بحك لحيته السوداء. ثم قال:

"حسنا لقد قررت... ستصبح تلميذي هاهاهاهاها" ثم بدأ بالضحك بشكل هستيري وعلامات الغرابة بادية على وجه الفتاة والوحش أيضا.

لكن كيكيمورا لم يصدق ما سمعت أذناه فقال بسعادة بعد أن وقف: "حقاااا ؟؟"

فرد عليه العجوز: "نعم، نعم، أنت تروق لي. وبما أنك تملك الشجاعة الكافية فأنت مؤهل لتصبح تلميذي، كما أنك وسيم مثلي هاهاهاها"

بعد أن وقف كيكيمورا من مكانه سقط اللحاف الذي كان يغطي جسمه فأصبح عاريا.

صرخت الفتاة: "كيياااااا، أيها المنحرف، هل تريد أن تقوم بأفعال منحرفة حتى أمام جدي، أنت جريء حقا، لالا يبدو أنك تنوي أن تنتظر حتى يغادر جدي لتقوم ب ..." ثم بدأت بالكلام بسرعة يصعب فهمها

مع صوت ضحكات العجوز جعلت كيكيمورا يشعر بالغرابة: "هل حقا سأمضي باقي حياتي مع هؤلاء، إنهم حقا غريبي الأطوار..."

2017/06/02 · 682 مشاهدة · 909 كلمة
Alae_Essaki
نادي الروايات - 2024