الأنوية السحرية مواد شديدة التنوّع في الاستخدام. سواء في صياغة الأسلحة والعصيّ والدروع ، أو تحضير الجرعات ، فهي مواد أساسية لا غنى عنها.
ومهما كان مستوى النواة السحرية، فهي ثروة بحدّ ذاتها . لكن كلّما ارتفع مستواها… ارتفع ثمنها وقيمتها .
قالت يينغ شيوي مبتسلة، ولوهلة بدت كأنها على وشك افتراس أحد: ــ "لا بأس… مئة بلّورة روحية فقط." ثم وضعت النواة على الطاولة أمام تشي لي.
ــ "أختي… ــ اسمع كلامي."
انتفخت وجنتا يينغ فنغ، لكنه ابتلع ما كان يريد قوله.
اختارت يينغ شيوي من الرفوف: حبّة الاسترداد، حبّة الاستعادة، وحبّة الشفاء. أما بقيّة الحبوب الداعمة فلم تكن ضمن اهتماماتها. باستثناء حبّة الإدراك الصغيرة التي خطرت ببالها للحظة، لكنها أهملتها.
فالكثير من السحرة يجيدون تعويذات داعمة، فلم تجد تلك الحبوب مهمّة بالنسبة لها.
قال تشي لي بنبرة هادئة ورسميّة: ــ "شكرًا لزيارتكم، ونرحّب بعودتكم مجددًا."
حدّق يينغ فنغ في وجهه بغيظ، وكاد أن يقول: "
لن نعود أبدًا! "
لكن الكلمات توقّفت عند شفتيه… ولم يستطع التفوّه بها.
ــ " تهانينا للمضيف! لقد تمّ إكمال مهمة الترقية الخفيّة… وحصلت على زبون يعاود الشراء! " رنّ صوت النظام فجأة.
ارتعش تشي لي وهو يراقب ظلّ الأخوين المختفي خارج المتجر. ــ "ماذا…؟! "
ــ " سيُجرى تحديث نظام مدير المتجر هذه الليلة. نرجو من المضيف الاستعداد." هذه المرة سمعها بوضوح كامل:
ترقية!
نفخ تشي لي صافرة مبتهجًا: ــ "هذان الشقيقان يجلبان الحظ حقًا! "
ثم نظر إلى صندوق العملات… لم تبقَ فيه إلا مئة قطعة ذهبية .
فتغيّر مزاجه فورًا.
ـ "أيها البائع! نريد شراء بعض الحبوب!" دخل فتى وثلاثة آخرون على عجل.
اعتدل تشي لي في جلسته ونظر إليهم بلا تعبير.
إنهم كي مينغلانغ ورفاقه ، العائدون من غابة الغيوم الداكنة.
كان كي مينغلانغ نادمًا بشدّة على أنه لم يشترِ المزيد في المرة الماضية، فقد شاهد ما فعلته الحبوب مع أبناء عائلة يينغ… وعضَّ أصابع الندم.
لهذا أقسم أن
لا يضيّع الفرصة مرة أخرى
قال تشي لي ببرود خفيف: ــ " أنت ثانية؟ "
ضحك كي مينغلانغ بتملّق: ــ "نعم، نعم أيها البائع! حبوبك… رائعة حقًا! "
ورغم أنه وريث عائلة كبيرة، فإن مدينة يونوو ليست سوى حدود نائية من إمبراطورية هوانغيوان، ونفوذ عائلته لا يصل بعيدًا إلى هنا…
هزّ تشي لي رأسه: ــ" إنها كذلك بالفعل. "
ــ إذن… فتح كي مينغلانغ فمه ليبدأ مساومة.
فقاطعه تشي لي فورًا: ــ " اختر ما تريد… متجر صغير…
ولا مساومة هنا! "
تجمّد كي مينغلانغ بمكانه. ــ " لكن… أنا زبون كبير… ألا يوجد تخفيض؟ "
ردّ تشي لي ببطء: ــ " لا. "
ثم ألقى عليه نظرة ذات مغزى: ــ " هذا… متجر نصّاب . "
توقّف الكلام في حلق كي مينغلانغ.
يا للفضيحة! لقد كان هو أوّل من وصف المتجر بذلك…
وتمنّى لو يصفع نفسه الآن.
ــ " آسف! كان ذنبي حينها… تجاوزتُ حدودي! أنت شخص كريم… لا تجعلها مشكلة كبيرة! " ابتسم كي مينغلانغ تودّدًا.
ردّ عليه تشي لي ببرود: ــ " في الحقيقة… أنا أهتم بهذه الأمور. ولولا ذلك… لما سمحت لك بدخول المتجر اليوم أصلًا. "
عضّ كي مينغلانغ على شفتيه بقهر… ولم يستطع الردّ لثوانٍ طويلة…