إمبراطورية “هوانغيوان” تحيط بها سحبٌ شاهقة وضبابٌ كثيف.
وهذا الضباب يشير إلى مدينة السحاب والضباب ، التي نالت اسمها لقربها من غابة السحاب .
تلك الغابة تزخر بوحوشٍ من الرتبة المتدنية، الأمر الذي يجذب عددًا كبيرًا من المرتزقة للتجمع هناك.
وفي أرجاء إمبراطورية هوانغيوان، تقيم الكثير من الأكاديميات ميادين تدريب لطلّابها القدامى والجدد داخل هذه الغابة.
هذا التدفق البشري الهائل أسهم في ازدهار المواد والبضائع في مدينة السحاب والضباب، وفي انتعاش تجارتها وثقافتها وقوتها العسكرية.
وفي هذه المدينة المزدهرة، يوجد متجرٌ صغير يقع في زاوية شارع مهجور.
كان مالك المتجر مسندًا ذقنه على إطار نافذته، يحدّق بمللٍ في الشارع الخالي.
ـ «دينغ، تم تحديث نظام المدير. هل يرغب المضيف بتفعيل النظام؟»
رنَّ صوتٌ إلكترونيٌ خالٍ من أدنى مشاعر في ذهن تشي لي .
تجمّد تشي لي لوهلة، ثم لم يستطع منع دموع العواطف من الانهمار.
لقد انتظر شهرًا كاملًا في صبرٍ مرير، وأخيرًا حصل على الإصبع الذهبي المعياري الخاص بعابري العوالم!
في ذهنه، ظهرت صورة حمل النظام على كتفيه، مهتزًا كالنمر المفترس، والأمم تقدِّم له الولاء، والحسان يلتففن حوله من اليمين واليسار، متربعًا على عرش قمة الحياة!
… ولكن، ما هذا الذي يسمّى بنظام مدير المتجر؟
ورغم ارتباكه، قال في قلبه دون تردد: ـ «تشغيل!»
ـ «لقد تلقّى نظام المدير أمر التشغيل، ويُصدر الآن مهمة الافتتاح.»
ـ «مهمة البدء:
المتجر الأول
تشي لي مذهولًا: ـ «مهلًا، أليس هذا المتجر الحالي يُحتسب؟»
فأجابه النظام ببرود: ـ «ما تملكه الآن حظيرة كلاب... وليس متجرًا.»
…
انتفض تشي لي من على إطار النافذة، ونظر إلى متجره المبعثر، وأيقن أنّ الوقت قد حان لتنظيفه.
كان قد تخلّص سابقًا بثمنٍ بخس من الأعشاب الطبية التي تركها صاحب المتجر السابق، أما الرفوف الخشبية والكاونترات فكانت مهترئة.
فانتقى القليل مما يزال صالحًا، ورمى البقية دون تردّد.
وبعد جهدٍ مضنٍ، كان الليل قد حلّ.
أصبح داخل المتجر جديدًا بالكامل، لكنه بدا فارغًا إلى حدٍّ ما.
فرك تشي لي خصره المتعب، ونادى النظام في ذهنه:
ـ «ما رأيك؟ هذا الآن متجري.»
النظام: ـ «مقبول بالكاد.»
ـ «اكتملت مهمة التفعيل، وسيبدأ نظام مدير المتجر رسميًا الآن!»
وفورًا، أضاء نورٌ أبيض داخل المتجر، ماسحًا كل أركانه.
ـ «اكتمل المسح… تم تجديد المتجر… متجر
الأول
وتحت عينَي تشي لي المندهشتين، تبدلت جميع مرافق المتجر.
كل الأثاث القديم اختفى، وبرزت من جهة الباب منضدة مربعة تحجب خلفها غرفة صغيرة.
طُليت الجدران من الجانبين بلونٍ أبيض ناصع، أما الجدار المواجه للشارع فقد أزيلت نافذته واستبدلت بجدارٍ زجاجي.
وفي الداخل، حُوّلت الغرفة الصغيرة إلى مستودع مجهّز، ووضعت بجواره سرير صغير ناعم يستريح عليه المدير.
النظام: ـ «تم افتتاح المتجر الأول بنجاح، يُرجى من المضيف استخراج البضائع المخصصة للبيع.»
وقبل أن يستوعب تشي لي الكلام، سمع صوت «طنين» مفاجئ، وسقطت بجانبه عجلةٌ دائرية ضخمة تبدو كعجلة حظ.
قفز تشي لي مذعورًا.
ـ «هلّا أعطيتني تحذيرًا مسبقًا؟!» قالها شاحب الوجه، وهو يحدّق بالدولاب الدائرية.
على سطح الدولاب، برزت كلمات لامعة: وحوش روحية، أدوات سماوية، وحوش خالدة، مهارات قتالية من مستوى الحاكم…
فتألّقت عينا تشي لي ببريقٍ أخضر من اللهفة والطمع.