"حسنًا…."
تنفّس تشي لي بعمق، وقد أثقل صدرَه الهمّ. فلكي يستخرج بضائعه من
بركة البيوض
ولحسن الحظ، كان هذا الوقت موسمًا لانتساب طلاب الكلية الجدد. مدينة السحاب والضباب تعجّ بالناس.
ورغم أن متجر الروائع يقع في مكان ناءٍ بعض الشيء، إلا أنّ العثور عليه ليس بالمستحيل.
وبينما كان تشي لي يطلق تنهيدة إحباط، انفتح باب المتجر فجأة، ودخل خمسة شبان دفعة واحدة.
تألّقت عينا تشي لي بالحماس، فاعتدل في جلسته سريعًا.
—
"هل يوجد صاحب المتجر هنا؟"
سأل قائدهم، شاب يرتدي درعًا جلديًا فخمًا يوحي بأنه رأس المجموعة.
—
"أنا هو."
أجاب تشي لي بنبرة هادئة… رغم أنّ قلبه يقفز من الفرح.
تفحّص الشاب المكان بتمعّن قبل أن يقول باستهجان: —
"أأنت حقًا تدير متجرًا؟ المكان فارغ! ماذا تبيع هنا؟"
أشار تشي لي بثبات إلى الرفوف: —
"حبوبٌ علاجية."
—
"حبوب؟"
في الحقيقة… لا وجود لما يسمّى بالحبوب العلاجية في هذا العالم. فكلّ ما لديهم مجرد جرعات كيميائية يصنعها الكيميائيون. ولهذا كان تشي لي يخشى ألّا تباع منتجاته أبدًا.
سأل الشاب بنبرة يشوبها الفضول والشك: —
"وما نفع هذه الأشياء الغريبة؟"
—
"الزجاجة الحمراء تشفي الجروح، والزجاجة الزرقاء تستعيد القوّة القتالية والطاقة السحرية."
لمع البريق في عيني الشاب فجأة: —
"شيءٌ بهذه الفائدة… بكم تبيعها؟"
كان اسمه كي مينغلانغ . هو ورفاقه الخمسة طلاب جدد في أكاديمية التألّق ، يستعدّون لدخول غابة السحاب لخوض اختبار المستجدين . وقد أخبرهم الطلّاب القدامى أنّ الاختبار مليء بالمخاطر… وامتلاك زجاجات علاج إضافية قد ينقذ الحياة.
لكن الجرعات الكيميائية نادرة وغالية، وما كان لديهم منها لا يكفي سوى للطوارئ.
—
"التسعيرة موجودة أسفل الرف."
انحنى كو مينغلانغ ليقرأ… ثم اتّسعت عيناه، وهتف غاضبًا: —
"عشر بلّورات روحية؟! أتريد سرقتنا؟!"
وأشار نحو الخارج: —
"ببلّورة روحية واحدة أستطيع شراء كومة من الأعشاب الطبية من متجر الأعشاب المجاور! حتى جرعات الكيميائيين ليست بهذه الفجاجة!"
فردّ تشي لي ببرود: —
"لا تقارن حبّاتي بتلك القمامة."
—
"تافه! متجر نصّاب!"
أطلق تشي لي صوتًا خافتًا من الضيق: —
"تسك…"
آه… لو لم يكن هذا النظام المخادع يعتمد نسبة نجاحٍ ١٪ فقط في السحب الجيد… كان سيصبح غنيًا الآن بدلًا من بيع حبّة بعشرة بلّورات… لا يحصل منها سوى على عشرة سكّات ذهبية!
لكن يبدو أنّ الحظ قرّر ألا يهجره تمامًا. فبعد مغادرة المجموعة الأولى، دخل زوجٌ شاب؛ رجل وامرأة بملابس فاخرة، يبدوان بوضوح من أبناء الأُسر المترفة.
جلس تشي لي خلف المنضدة وقال بنبرة هادئة: —
"مرحبا، هل تبحثان عن شيء محدد؟"
سألت الفتاة بدهشة صادقة: —
"سيدي… ماذا تبيعون هنا؟ المكان شبه خاوٍ!"
لم تكن الأولى التي تقول ذلك. أشار تشي لي إلى الرفوف مجددًا.
وبعد نظرات قصيرة، قال موضحًا: —
"الزجاجة الحمراء تحوي
حبّة الشفاء
… تعالج الجروح فورًا. والزرقاء تحتوي
حبّة الاستعادة
… تستعيد القوّة القتالية والطاقة السحرية."
تألّق الفضول في أعينهما: —
"شيء بهذه الأهمية؟!"
فمثل هذه الحبوب… مادة استراتيجية من الدرجة الأولى في اختبار المستجدين .