لم يسعَ تشي لي سوى الحصول على نوعين جديدين فقط من الحبوب هذه المرة.
ومع احتساب الثلاث زجاجات الموضوعة مسبقًا على الرف الأمامي، أصبح في متجره الآن ثلاثٌ وعشرون زجاجة خزفية صغيرة معروضة للبيع.
وما إن يضع زجاجة جديدة على الرف، حتى يظهر سعرها تلقائيًا بجانبها.
كانت الحبوب الثلاثة الجديدة من الرتبة الشائعة ، فظهر سعر الواحدة منها: عشرة بلّورات روحيّة .
أمّا حبّة الالتئام من الرتبة الجيّدة، فكان ثمنها ثمانين بلّورة روحيّة مباشرة.
فكّر تشي لي قليلًا، ثم وضع ثلاث زجاجات إضافية من مشروب ماي دونغ على المنضدة الأمامية، استعدادًا لبيعها عند الحاجة.
شيئًا فشيئًا… بدأ المتجر الصغير يأخذ شكل متجرٍ حقيقي.
لكن رغم ذلك، كان الزبائن الذين يدخلون بين الحين والآخر، ما إن تقع أعينهم على الأسعار حتى يشتموا المتجر ويتّهموه بالاحتيال، ثم يهربون خارجًا وكأنهم لو تأخروا لحظة واحدة فسيُسلبون كل ما يملكونه.
والحقيقة… أنّ الإخوة آل يينغ كانوا الزبائن الوحيدين الذين دفعوا مالًا حتى الآن!
«أيها النظام، أسعارك هذه غير مناسبة أبدًا.» تمتم تشي لي بضجر وهو ملقٍ بجسده فوق الطاولة، يتفاوض في ذهنه مع النظام.
لكن النظام ردّ ببرود: «البضاعة تساوي سعرها. وعلى المضيف ألّا يُكثر من الكلام.»
كاد تشي لي يصرخ غيظًا من شدّة القهر… نعم، هو يعرف أن الحبوب تستحق هذا السعر وأكثر، لكن الزبائن لا يعرفون!
«حسنًا، يكفي لهذا اليوم.» قالها وهو يقضم فطيرته على عجل، ثم أغلق باب المتجر.
مدير متجر محترف يجب أن يلتزم بساعات عمل محدّدة!
في صباح اليوم التالي…
فتح تشي لي باب المتجر ورأسه أشبه بعشّ طيور من شدّة الفوضى، ثم ذهب لشراء فطيرتين يسدّ بهما رمقه.
فالمال كلّه ذهب للمخزون… وتشي لي أصبح مفلسًا تمامًا .
«المدير! ها أنت هنا بالفعل!»
رفع رأسه وهو يلتهم فطيرته، ليرى أمامه شابًا وفتاة يقفان عند المدخل… إنهما يينغ فِنغ و يينغ شيوي .
«أتيتما باكرًا.» قالها وهو يدفع الباب بمرفقه منشغلًا بالطعام.
«مدير! هل باب متجرك منقوش عليه دائرة سحرية؟ حاولنا أنا وأختي فتحه لكنّه لم يتحرّك أبدًا!» قال يينغ فنغ بدهشة.
فهما حاولا الدخول أوّلًا… لكن مهما دَفَعا الباب، لم يتزحزح.
اعتقدا أنه مغلق… لكنّه لم يكن كذلك!
«ربما.» أجاب تشي لي ببرود وهو يلوك لقمة كبيرة.
في الحقيقة… هذا نظام الدفاع الذي ركّبه النظام في المتجر. طالما أن تشي لي ليس داخله… فلا أحد في العالم يستطيع فتح الباب .
«أرأيتِ يا أختي! كنت أعلم أن تخميني صحيح!» قال يينغ فنغ بفخر، قبل أن يلتفت إلى تشي لي متحمّسًا: «كنت أعلم أن حبوبك ليست عاديّة! أنت حقًا مذهل!»
—«
أمس… كنت تريد تدمير متجري
قالها تشي لي في قلبه باستياء، بينما بقي وجهه هادئًا.
«لذا… جئنا اليوم لنشتري المزيد من الحبوب. مدير… نريد كلّ الحبوب الموجودة في المتجر !» أعلن يينغ فنغ بجرأة.
ففي اعتقاده، إنتاج مثل هذه الحبوب الثمينة نادر للغاية … وإلا لما كانت الأرفف شبه فارغة بهذا الشكل.
«هل أنتم متأكّدون؟» وجّه تشي لي نظره نحو يينغ شيوي تحديدًا.
فهو يعرف أن صاحبة القرار الحقيقي هنا… هي الأخت.
«مدير… لديّ ما يكفي من المال لشراء ما تملكه الآن. ثلاثون بلّورة روحية ما زالت في جيبي!» قال يينغ فنغ متحفّزًا.
وأومأت يينغ شيويه برأسها بهدوء تأكيدًا.
«جيّد، تفضّلا… ادخلا المتجر.» قال تشي لي وهو يرفع كتفيه دون مبالاة.
لكن داخله… بدأ يُعدّ الأرباح 💰