الفصل 1 صبي يُدعى شيرون

كان ظلام الليل في نهايته, و بدأ الشروق الذي طال انتظاره من الشرق. كانت الأشعة الخافتة من الشمس المنبثقة, قد أضاءت الأرض و منعشة بذلك الحياة عليها أيضا. الشمس طهرت الظلام و أعطت حياة جديدة لجميع المخلوقات لبدء يوم جديد آخر. بين جميع الحيوانات البرية في الغابة, صبي صغير يبدو تقريبا في عمر 15 مازال مستمتعا بالنوم تحت ظل إحدى الأشجار الكبيرة الموجودة في الغابة.

سبب بقاءه نائما في الغابة مازال مجهولا, و الأشعة سرعان ما سقطت على عينيه و بدأت بإزعاج نومه العميق. فتح الصبي عينه ببطء, ثم قام بالوقوف وتثاءب. كان يلبس ملابس و التي بدت نفس تلك الخاصة بالمواطن. لم تكن لاممزقة ولا قديمة لكن بدت فقط بسيطة.

أخذ الحقيبة الملقاه بجانبه و حملها على ظهره.

" أظن أنه يجب علي الذهاب, سوف يكونون قريبا هنا."

بدأ بالسير باتجاه الطرف الشمالي للغابة,حيث نهاية الغابة تقع بالقرب من قرية بعيدة عن المدينة. القرية كانت تشبه الغابة, متوهجة بجمال الطبيعة... مملوءة بالخضرة ولعدد قليل من الناس. بعض الأطفال يلعبون بالجوار, و الأمهات يتكلمن مع بعضهن و تستطيع أن تجد بضع محلات هناك.

" آوج." صوت متألم قد جذب إنتباه الصبي. قفز باتجاه السيدة العجوزة التي تجلس على الأرض و هي تتألم. ظهرها كان يؤلمها بسبب الأمتعة التي تحملها على ظهرها.

" هل تأذيتِ, أيتها السيدة العجوز؟"

" لا, لاشيء أيها الشاب الصغير." حاولت أن تخفي ألمها عنه.

" لاتكذبي, أنا سمعته بوضوح. أنت صرخت بألم."

" أنه لاشيء لتكون جدي للغاية حوله. إنه يحدث عادة بتقدم العمر."

"دعيني أساعدك. أنا سأحمل الأمتعة إلى المكان الذي تذهبين إليه."

"لاحاجة لفعل هذا, أنا سأحملها." أجابت السيدة العجوز مع إبتسامة على وجهها.

"لا تقلقي. والداي أخبراني أنه يجب علي مساعدة الآخرين عندما يحتاجون ذلك. لذا إلى أين سنذهب؟" هو وضع الأمتعة على ظهره بالفعل, و لم ينتظر الإجابة منها.

"أظن أن هذه هي هزيمتي. ذلك النهر..." أشارت بإصبعها باتجاه نهر متدفق ليس بعيد جدا عنهم. " أنا يجب علي الذهاب إلى القرية المجاورة لكي آخذ عربة نقل للعودة إلى المنزل من هناك."

" ثم إذن لنذهب."

وصلوا إلى ضفة النهر خلال وقت قصير. عربة النقل مرت بحانب الصبي الذي أوقفها, ووضع الأمتعة في عربة النقل.

"شكرا جزيلا لك. هنا... خذ هذه التميمة كهدية. أنها ستحميك من عيون الشر." سلمته التميمة بمجرد أن أخرجتها من جيبها.

" شكرا جزيلا. سأعتز به."

لم تكن عربة النقل في أي مكان قريب لكي تُرى لذا حرك الصبي رأسه لإلقاء نظرة من على جابيه و خلفه ليتأكد من أنه لايوجد شخص بالقرب من هنا. فتح التميمة بموجة من السحر, و كل ما وجده كان قطعة من الورق مكتوب عليها بضع كلمات.

الكلمات كانت:

" تهانينا على مهمتك السابقة. كانت مهمة تتطلب 24 ساعة ولكنك أنجزتها في 6 ساعات فقط. لم يكن شيء مفاجئ منك. بما أن لديك بعض الوقت المتبقي لدي مهمة أخرى لك. هناك بلدة تدعى ريغال في جنوب شرق هذه القرية. سيكون هناك إجتماع لتجار المخدرات هناك. نحن لانعرف أين سيعقدون الإجتماع وليس لدينا حتى الوقت الكافي للعثور عليه. و الشيء الوحيد الذي يقودنا إليهم هي معلومات حول صاحب متجر في البلدة يبيع المخدرات سرا. جد طريقك معه و أوقف إجتماع تداول المخدرات هذا. الفشل ليس إختيار. إذا فشلت, سيكون هناك الآلاف من الشباب الذين سوف يقعون فريسة لإدمان المخدرات طوال حياتهم. سيعقد الإجتماع في الساعة 7:00 مساء هذا كل ما حصلنا عليه. التالي متروك لك. سوف تحترق هذه الورقة و التميمة من تلقاء نفسها بمجرد إعادتها إلى التميمة. حظا سعيدا."

وضع الورقة في التميمة, ثم أغلقها ورماها بعيدا. سرعان ما تحولت التميمة إلى لاشيء, إحترقت بالنيران.

" بلدة ريغال! ها أنا قادم."

مع إبتسامة على وجهه ونظرة خطيرة في عينه, تحرك نحو وجهته, بلدة ريغال.

في السماء, إرتقعت الطيور و على الأرض, مشى الرجل. و الصبي يدعى شيرون.

_______________________

ترجمة: Nilla

أرجو الدعم بتعليق تشجيعا لنا

2018/10/29 · 722 مشاهدة · 607 كلمة
N.L
نادي الروايات - 2024