تجلس رفقة محاميها و صديقها سيباستيان في مقهى يطل على البحر تتأمل امواجه في صمت ليكسره الاخر يجذب انتباهها لحديثها

سيباستيان : لقد حكمت عليك المحكمة بدفع غرامة و اعفاءك من كل التهم الموجهة اليك

اومأت له ليشعر بالملل من تصرفاتها الغير عادية ليمسك يدها يضربها بمزاح علّها تضع تعبيرا لوجهها الخالي من اي تعبير و لو كان من الالم..

افروديت : ياا، لما فعلت هذا

سيباستيان : ما بك تبدين كسحلية غارقة في بركة ماء

افروديت : لدي حفل الليلة

سيباستيان : و ماذا في ذلك ! الا تريدين الذهاب ؟

افروديت : حسنا دعني اخبرك ، الحفل في بيت العم يوجين و ذلك يعني انه يجب علي الحضور و الا ..

سيباستيان بترقب : و الا ؟

افروديت : سأتعرض للتوبيخ طوال حياتي ، اتعتقد انه سيقتلني ام ماذا

قالتها بسخرية لتضحك على ملامح الاخر ثم تحمحم لتتكلم بجدية

افروديت : في الواقع انا قلقة من ان اقابل ابن عمي ويليام

نبست باخر كلمة بهمس ليرد الاخر

سيباستيان : ماذا ، هل سيقتلك ايضا

قالها بسخرية لتضربه ناهية اياه عن المزاح لتقترب منه و تهمس

افروديت : هو مخيف حقا ، رغم انني لا ألتقي به الا في المناسبات العائلية إلا انه يعطي شعورا بالغموض و الرعب و الحيرة

سيباستيان : هييي لا تبالغي ليس و كأنه عضو مافيا فقط اذهبي و استمتعي و ابتعدي عنه كلما لمحته

سكتت لتعود للبحر تتأمله تفكر في ما قاله صديقها فمنذ ان تزوجت لم تراه و لا تتمنى ان تلتقيه حتى و ان كانت صدفة هي قوية و لا تخاف من احد عداه هو الذي نجح في ادخال الرعب لقلبها دون قصد منه

هي ذكية ذكاء حاد لكنه عبقري ، طبيب نفسي مشهور في الوسط هادئ ذو ملامح حادة و عيون زرقاء و شعر ابيض يكبرها بعشر سنوات فهي تبلغ الخامسة و العشرين و رغم صغر سنها لم تفشل في اي قضية وُكِّلت اليها

هو طويل و هي أقصر منه هو صامت اغلب الوقت و غير متسرع اما هي فكثيرة الكلام و واسعة المخيلة لكن حين تأتي سيرته تصبح بكماء و عمياء و تفقد كل حواسها

لهذه الدرجة يؤثر عليها خاصة انها سبق و ان عرفت عنه معلومات زادت من رعبها منه و لم تخففه

اما في الجهة الاخرى حيث يقف ذلك الطبيب يتأمل السماء من نافذة عيادته بعد ان اكمل علاج احد مرضاه

اغلق النافذة و كل الستائر ليخلع نظارته يضعها على المكتب بعد ان حفظها في محفظتها ليس الامر و كأنه لا يرى من دونها او ان نظره ضعيف هو فقط يرتديها ليوحي للشخص الذي يقابله انه طبيب حكيم و طيب ليضفي شعورا بالراحة لمرضاه

خرج من العيادة تاركا وراءه السكريتيرة تتولى اغلاقها

اما هو فقد عاد لمنزله مستمرا في تأدية دور الطبيب المثالي ، حيّا والديه ليدخل غرفته و مع اغلاق الباب اختفت ابتسامته الودودة التي كان يتصنعها لتحلّ مكانها نظرة حادة و عيون مظلمة انطفأ بريقهما ليجلس على سريره مخرجا صورة من تحته يتأملها بهيام و يتمتع بكل ثانية يناظرها بها بينما يتلمسها بيده

" قريبا سأجعلك ملكي قريبا سنجتمع معا مثلما كنا قريبا ساحصل عليك و لن ادعك تذهبين فقد نلت ما يكفي من العقاب و انتظرتك الى ان مت رغم استمرار دقات قلبي و اصبحت جثة رغم استمرار حركتي فأنا يا حبيبتي مهووسك و انت هوسي "

همس ليقترب من الصورة يقبلها لينهض يستعد للحفل الذي سيلتقي فيه بمحبوبته التي لطالما اراد ان تلحظه و ان تكلمه حتى لنصف ساعة او لعشر دقائق لكنه لا يراها الا في المناسبات العائلية كهذه و التي دائما ما تتجنب التواصل معه باي شكل من الاشكال

لكنه لم يكتفي بهذا القدر من الالتقاء بل بات يراقبها كلما سنحت له الفرصة و كم زاد ألمه عندما علم بزواجها الذي دام لسنتين مرت عليه كانها قرون

سنتين قضاهما يلوم نفسه على سماحه باتباع رغبتها سنتين قضاهما في صراع نفسي بين عقله و قلبه هل يذهب إليها يواجهها بماهية مشاعره ام يلتزم الصمت من اجل سعادتها ؟

هو اختار الخيار الثاني تحت شعار من احب احدا فسيحب ان يراه سعيدا لكن ليس بعد الان هو اصبح يتنفسها متيم بها يعشقها اكثر من الماضي في صغرهم

اقسم ان تكون له و معه و إليه فإن لم يكن ذلك برضاها فهو

غصبا عنها

_______________

انتهى

رايكم بالبارت ؟

ما سر خوف افروديت من ويليام ؟

2023/08/07 · 218 مشاهدة · 681 كلمة
Ohsuhi
نادي الروايات - 2025