الساعة 12:00

‎في قلب المجمّع الحديدي تحت الأرض، على عمق

‎ خمسين مترًا، كان قسم التدريب رقم 6 ينبض كقلبٍ خفيّ تحت الأرض.

‎أصوات الركلات، الصرخات المكبوتة، صفارات التنبيه، كلها كانت موسيقى يومية معتادة في عالم القتلة المأجورين.

‎الفرق D

‎ماريو، وسون وقفوا في صف مع عشرة متدربين آخرين، أعمارهم بين 14 و20، عيونهم باهتة، وبعضهم ملفوف اليد أو الرقبة.

‎دخل المدرب الأول…

‎"يانغ سو"، مقاتل صيني أسطوري سابق، لا يتحدث كثيرًا، وجهه مشوه في النصف الأيسر، وساقه الاصطناعية لا تمنعه من سحقك في ثلاث ثوانٍ.

‎رفع يانغ سو صوته:

‎— "الدرس اليوم: تقنية النقطة القاتلة."

‎انطلقت شاشة هولوغرافية في منتصف القاعة، وأظهرت صورة لجسد بشري متحرك، تظهر عليه نقاط حمراء وزرقاء.

‎— "النقاط الحمراء… تنهي حياة الخصم في ثانية. الزرقاء… تشلّ حركته تمامًا. تعلم أن تلمس إحداها… وستتحكم بخصمك كأنك ترقص به."

‎ابتسم بسخرية ثم أكمل:

‎— "لكن التمرين؟ سيكون حيًّا."

‎فتح الباب الجانبي، واندفع منه أسير مقيد.

‎— "هذا قاتل مأجور قديم. سيساعدكم في التدريب. من يسقطه دون أن يُقتل… سيحصل على رخصة المستوى الأول."

‎ماريو همس لسون:

‎— "هذا جنون… هذا ليس تدريبًا، هذا إعدام ميداني."

‎سون لم يرد. كانت عيناه جامدتين. شيء ما بداخله يستيقظ.

‎بدأت الدورة.

‎الأسير اندفع كوحشٍ حقيقي، برغم قيوده، كان يهاجم بجسده، يركل، يضرب، يعضّ، يجرح.

‎المتدرب الأول حاول أن يهاجمه من الأمام…

‎لكن الأسير أمسك عنقه، وطرحه أرضًا في ثانيتين.

‎صرخ يانغ سو:

‎— "أنت ميت!"

‎ثم أشار إلى التالي.

‎سون دخل، تحرّك بخفة، لكنه لم يعرف كيف يصيب نقطةً حمراء… فتعرض لركلة أسقطته.

‎فشل.

‎ثم دخل ماريو…

‎لكن بدل الهجوم، وقف جامدًا، ينتظر الضربة الأولى، وفور أن اقترب الخصم… عكس الضربة، وأمسك بكتفه، ثم حاول توجيه إصبع نحو الرقبة.

‎لم يُفلح، لكنه نجا.

‎يانغ سو أشار له:

‎— "ذكي… لكن بطيء."

‎ثم همس لأحد المدربين: "لاحظت تلك المهارة؟ الانعكاس… هذا الصغير خطر."

‎الآن جاء دور غاندي .

‎دخل بهدوء، وعيناه لا تزيغان.

‎لم يتخذ وضعية دفاعية… بل ابتسم.

‎ثم في لحظة واحدة…

‎تقدّم، وقفز جانبًا، وركل ركبة الأسير بزاوية غريبة، ثم ضغط على نقطة خلف أذنه، فسقط الأسير متشنجًا، غير فاقد للوعي… لكنه لا يتحرك.

‎صمتت القاعة.

‎يانغ سو تمتم:

‎— "ضربة دقيقة… كأنها من شخص راشد، مدرب."

‎رفع يده ببطء:

‎— "أنت… مقبول. اجلس."

‎الساعة 14:00

‎ انتقلوا إلى قاعة تدريب أخرى.

‎مدربة تدعى لينورا، كانت مسؤولة عن التدريب العقلي.

‎وقفت أمامهم وقالت:

‎— "أنتم مقاتلون؟ جيد. لكن هل تستطيع القتل دون شعور؟ هل يمكنك قتل من كنت تحبه؟"

‎ضغطت على زر، فظهرت صور متتابعة لأشخاص عاديين، نساء، أطفال، رجال طيبون.

‎قالت:

‎— "اختبار اليوم: من من هؤلاء يستحق القتل؟ اختر وقل السبب. إن كنت لا تستطيع… فلا مكان لك بيننا."

‎الجميع سكت.

‎أما غاندي، فكان أول من رفع يده، وأشار إلى أحدهم، ثم قال:

‎— "نظرة عينيه خائفة، لكنه يرتدي ساعة خاصة تُباع فقط للوسطاء القذرين في السوق السوداء… إنه يشبه من قتل أمي. أقتله."

‎لينورا نظرت له مطولًا.

‎— "أنت لا تفكر فقط… بل تتذكر."

‎الساعة 16:00 — التدريب الثالث لهذا اليوم

‎قاعة 9، التي تُعرف داخليًّا باسم: "غرفة الأشباح".

‎أُغلقت الأبواب الحديدية خلف المتدربين، وفور دخولهم… انطفأت الأنوار، وساد ظلامٌ دامس.

‎صرخ أحدهم:

‎— "ما الذي يجري؟!"

‎لكن صوتًا ناعمًا وباردًا خرج من مكبرات الصوت:

‎— "تدريب الساعة الرابعة بعد الظهر: فنّ التسلل والقتل الصامت."

‎أُضيئت الأرضية بضوء أزرق خافت، يُظهر مسارًا متعرّجًا، كأنك تسير في شوارع ضيقة ليلاً.

‎ثم تابع الصوت:

‎— "كل متدرب سيُطلق في الممر وحده… في الظلام… وسيحاول الوصول إلى نهاية الطريق دون أن يُكشف.

‎في الطريق… هناك 3 كائنات مراقبة. إن شاهدتك واحدة، تم تسجيل فشلك."

‎فتح الباب الجانبي.

‎دخل أول متدرب… ثم الثاني…

‎وعند دور سون، وقف يراقب الممر.

‎الفخ الأول كان خيطًا ضوئيًّا بين جدارين، لا يُرى بالعين المجردة.

‎سون لم يخطُ خطوة حتى أخرج من جيبه مسحوقًا أسود، ورشّه في الهواء…

‎ظهر مسار الضوء… فتسلل تحته بانحناءة دقيقة، كأن عظامه بلا مفاصل.

‎ثم، تحرّك نحو زاوية بها مرآة مكسورة، أدرك أن خلفها جهاز كشف حرارة.

‎أغلق عينيه، وأخذ نفسًا عميقًا…

‎ثم فجأة ضغط على نقطةٍ في عنقه، وخفّض حرارة جسده — تقنية تعلمها ذات مرة من رجل صيني عجوز أثناء ترحاله.

‎نجح… لم يُكتشف.

‎وفي آخر الممر، وجد الكائن الأخير، روبوتًا بعين حمراء.

‎سون وقف خلف تمثال حجري، لا يتحرك… ثم جمع حفنة من الرمل من الأرض، ورماها إلى الجانب الآخر.

‎حين استدار الروبوت، اندفع سون بخفة، ومرّ.

‎في الخارج، وقف يانغ سو بيده جهاز التقييم.

‎تمتم:

‎— "لم يُسجل أي كشف… هذا الولد يزداد غرابة."

2025/08/03 · 3 مشاهدة · 779 كلمة
onitchannn
نادي الروايات - 2025