822 –الحلقة 41–السفسطة (7)

ما هي الحياة المكتوبة في نص؟

يمكن لسنةٍ كاملة من حياة الشخص أن تمر في جملة واحدة، ويمكن تلخيص حياة شخصٍ ما في فقرة واحدة.

حين أفكّر في حياة الشخصيات، أشعر أحيانًا بحزنٍ عميق.

هل عبّرت حقًا عن حياة هذه الشخصية بالكامل؟ أليس بإمكاني أن أروي المزيد عنها؟ هل هذا المشهد هو فعلًا "اللحظة الأبرز" في حياتها؟

إذًا، أين تذهب بقية حياتها التي لم تصبح لحظة بارزة؟

"أنا أشعر بالملل."

ربما تكون هذه اللحظة واحدة من تلك البقايا التي اختفت على هذا النحو.

"أنت تتفوّه بالهراء."

بعد مرور ثلاثة أشهر على إنقاذ يو جونغهيوك من جماعة عبدة الدم في الجولة الأربعين، وجدت نفسي أُلقيت في الفراغ برفقته.

لتوضيح ماهية الفراغ باختصار:

[السيناريو المخفي – دخول "فراغ الأرض"!]

هناك عالم آخر يقع تحت غلاف الأرض الذي نعيش عليه، والجرف الذي سقطنا منه كان واحدًا من المداخل المؤدية إلى المنطقة المشتركة.

كانت المنطقة المشتركة مكانًا تجتمع فيه وحوش من المستوى الخامس فما فوق — وحوش يمكنها بسهولة أن تحكم كنوعٍ من الغزاة.

"فلنصمد قليلًا بعد، فقط عدّ في رأسك عشر دقائق."

"إذا واصلت الكلام بهذا الشكل، فسيعثر علينا."

انتظرنا بصمت حتى اختفى الوحش ذو المستوى الثاني، "التنين الأحمر".

كان من السخيف أن يكون المكان الذي سقطنا فيه هو عُشّ التنين الأحمر، لكن من ناحية أخرى، كان ذلك من حسن الحظ.

بعد فترة، غادر التنين الأحمر للصيد، وبدأنا بتفقد عشه.

"لقد وجدته"

بركة الحمم الخاصة بالتنين الأحمر.

كان بالإمكان رؤية بعض الأسماك تسبح في الداخل.

مانيونهواري.

إحدى أندر الأرواح في "الموريم صفر ". روح تملك طاقة داخلية يطمع فيها حتى الكوكبات المتعالية وكوكبات السدم العملاقة. أمسكته على الفور، وفتحت بطنه بحذر. كانت وصفة "المانيونهواري" مكتوبة بالتفصيل في الجولة الحادية والثمانين من "طرق البقاء".

قال يو جونغهيوك وهو يراقب عملي

"هذه ليست الطريقة الصحيحة."

"لا، هذه هي الطريقة الصحيحة، حتى طريقة استخدام الطاقة السحرية صحيحة."

"إذا أعددته هكذا، ستخسر نصف طاقته الداخلية."

"لكن بهذه الطريقة يكون من السهل تناوله. على المريض أن يلتزم الصمت فقط."

السبب الذي جعلني أطبخ شيئاً لست بارعاً فيه هو ذلك اللعين من الجولة الأربعين.

لقد نجا بالكاد بعد أن سقط من حافة جرف، لكن بسبب تأثره الشديد بالسم غير الملموس، لم تعد طاقة يو جونغهيوك الداخلية.

"لو أنك لم تأكل أرواح دمي، لما حدث هذا."

م:الحبوب الي تنوالهم في الفصل الماضي

"أجل، كل هذا خطئي."

بعد فترة، انتهى طبق المانيونهواري الرديء. قلب يو جونغهيوك السمكة بأصابعه وكأنه يبحث في كومة قمامة، وعلّق بكلمة قصيرة.

"قمامة."

"ماذا؟ لم تتذوقها حتى."

"أعرف دون أن أتذوق."

"إذن لماذا لا تطبخه بنفسك؟"

"تحتاج إلى طاقة داخلية لطهي المانيونهواري. وأنا لا أستطيع استخدام السحر الآن."

ابتلع يو جونغهيوك المانيونهواري وهو يغير ملامحه بكل الطرق الممكنة.

ومع ذلك، كان الأمر مؤثرًا، اضطر يو جونغهيوك لتجاوز أسطورته الشخصية التي تقول إنه "لا يستطيع أكل ما يصنعه الآخرون".

وبالمناسبة، الآن بعد أن فكرت في الأمر، فهمت لماذا أصبح يو جونغهيوك وتشون إينهـو قويين جدًا في الجولة الأربعين.

بما أنهما كانا يأكلان أشياء كهذه طوال الوقت، فلا بد أنهما انتهيا بأجساد ترغب بها حتى النجوم نفسها.

مجرد التفكير في ذلك جعلني أشعر بعدم الارتياح قليلًا.

هل يمكن أن يكون يو جونغهيوك وتشون إينهـو قد أصبحا بهذه القوة في الجولة الأربعين بسببي؟

هل يمكن أن أكون أنا، الذي يقف هنا الآن، قد تدخلت في الجولة الأربعين من خلال هذا "الخوف" وغيرت مجرى التاريخ؟

لا أعلم إن كان هذا منطقيًا…

بعد لحظات، تمتم يو جونغهيوك وهو يمضغ المانيونهواري .

"طاقتي الداخلية عادت قليلًا."

كانت تلك اللحظة التي أثمرت فيها جهود الأشهر الثلاثة الماضية أخيرًا.

المانيونهواري هو المانيونهواري، لكن عدد الأرواح التي هزمتها لاستعادة طاقة ذلك اللعين الداخلية تجاوز العشرات. كنت أريد أن أحتفل على الفور، لكنني حاولت ألا أظهر ذلك.

『ربما أستطيع الهرب من هذا الخوف الآن.』

لأنني لو أظهرت أي فرح بلا سبب، قد يقوم "الخوف" بحبسي مجددًا.

هذا الخوف لم يكن له بداية أو نهاية واضحتان.

ومع ذلك، إذا كان الخوف أيضًا "قصة"، فلا بد أن له بداية ونهاية.

وإذا كان حدسي ككاتب صحيحًا، فإن نهاية هذا الخوف ستكون "عندما تعود طاقة يو جونغهيوك الداخلية في الجولة الأربعين".

إنها خاتمة مناسبة لجولة كاملة.

"هذا جيد."

قلت ذلك بشعور متناقض.

إذا كانت قد عادت حتى القليل من طاقته السحرية، فإن يو جونغهيوك سيتمكن الآن من تكرار الأونكيجوشيك واستعادة مهاراته السابقة.

وبشكل أدق، سيتمكن من امتصاص كل الإكسير الذي تناوله حتى الآن والحصول على جسد تجسد أقوى بكثير مما كان عليه.

وعندها، لن يكون الهروب من هذا الكهف مشكلة على الإطلاق.

"انا مدين لك بشيء ما"

تفاجأت قليلًا من تعليق يو جونغهيـوك غير المتوقع

هل كنت أعلم أن هذا الفتى سيقول شيئًا كهذا؟

"إذًا سدّد الدين"

"حسنًا"

"ها؟"

قطّب يو جونغهيـوك حاجبيه

"أخبرني بما تحتاجه"

دين يو جونغهيـوك… هذا أمر ثمين

فكّرت لوهلة ثم قلت

"لا أريده الآن… سدّده في الجولة الحادية والأربعين"

حدّق يو جونغهيـوك بي وكأنه مصدوم

"نسيت للحظة أنك تعرف بشأن التراجع… لكن لا أستطيع الوفاء بهذا الوعد"

"لماذا؟"

"لأنك في المرة القادمة لن تكون الشخص الذي أنت عليه الآن"

"وكيف عرفت ذلك؟"

"عندما تتغيّر الجولة، سيعود الجميع — ما عداي — إلى الماضي، ستختفي الذكريات، ويُنسى التاريخ، ولن يبقى سوى بضع أسطر من القصة"

مجرد بضعة أسطر من القصة.*

"ولماذا تقول ذلك بكل هذه الجدية؟ أليست هذه طبيعة حياتنا؟"

"ماذا؟"

"بعض الأشياء تُنسى، وما يُتذكّر منها فقط هو ما يبقى… تتحول إلى مشاهد، جمل و قصص… حتى اللحظات الثمينة، وحتى اللحظات الحزينة، ستظل في النهاية مجرد بضعة أسطر من القصة"

فكّر يو جونغهيـوك قليلًا في ما قلته، ثم أجاب

"لماذا تقول ذلك؟"

"أعني، لا تستخف بتلك السطور القليلة من قصة"

ربما لا تحتاج الحياة إلى الكثير من الجمل لتتغير.

سطر واحد، ثم آخر، ذلك السطر الذي كُتب بشق الأنفس قد يغيّر حياة أحدهم.

"مضحك، أن أسمع هذا من شخص لا يتذكر شيئًا"

"نعم، أنا آسف"

"الآن قل لي ما الذي تريده حقًا، إذا واصلت قول الهراء فلن أرد لك دَينك"

"حتى لو لم يكن الآن، لن تستطيع رد دَيني"

تجهم يو جونغهيك مرة أخرى.

"ما الهراء الذي تحاول قوله الآن"

"أنا لا أقول هراء، بل أقول الحقيقة. لنفترض أنك سترد دَيني بعد شهر لأنك مدين لي الآن، فهل تشون إينهو الآن هو نفسه تشون إينهو بعد شهر؟"

"ماذا—"

"هناك من سيقول إنه نفس الشخص، لأن هناك كثيرًا من القصص في هذا العالم التي تعترف بهم كـ'الشخص نفسه'"

"..."

"لكن فلنفكر هكذا، إذا فقدت كل القصص التي أملكها الآن بعد شهر، وفقدت معها كل ذكرياتي، فهل سيكون تشون إينهو الحالي هو نفسه تشون إينهو بعد شهر؟"

"..."

"يبدوان متماثلين تمامًا، وشخصياتهما متشابهة، يتحدثان بالهراء كثيرًا، ويضحكان بنفس الطريقة البائسة وأعينهما مفتوحة على اتساعها، فهل يمكن القول إنهما الشخص نفسه؟"

ربما يو جونغهيوك يعرف هذا التناقض أكثر من أي شخص آخر.

إنه لا يستطيع سداد الدين الذي عليه في هذه الجولة في الجولة التالية.

الرفاق الذين ضحوا بأنفسهم من أجله لن يعودوا أبدًا.

سيُسحق تحت وطأة ذلك الدين من الذكريات البعيدة.

حدّقتُ بـ يو جونغهيوك للحظة، ثم واصلت قولي

"لكن يمكنك فعل ذلك"

"ماذا؟"

"يمكنك أن تعتبرني في الجولة القادمة الشخص نفسه. هذا الرجل فقد ذكرياته، لكنه تشون إينهو الذي أعرفه. فكّر بالأمر بهذه الطريقة، وتعامل معه كما تتعامل معي الآن"

"ولماذا عليّ فعل ذلك؟"

"لأنك بذلك لن تكون وحيدًا "

ارتجف بصر يو جونغهيوك وهو يتوقف لحظة.

تابعت الكلام.

"أخبرك ألا تعيش هكذا، متظاهرًا بالوحدة في هذا العالم، متظاهرًا بأنك البطل، متظاهرًا بأنك تحتضن ظلام الكون. ماذا لو نسيك الناس؟ فكّر بوقاحة لوحدك، ذلك الرجل هو نفسه من الجولة السابقة، لقد نسي، لكنني أنا أتذكر، لذا سأنتقم. أليس هذا هو المعيار الذي طبّقته على الأشرار؟ أنا شرير أيضًا"

صمت يو جونغهيوك لبرهة.

بدأت بركة التنين الدموي الأحمر بالغليان، وسرعان ما قفزت عدة ماننيونهواري واختفت

فجأة تساءلت.

هل تدرك الماننيونهواري أنها تعيش في الحمم؟ بما أنها وُلدت فيها، فربما لا تعرف حتى أنها ساخنة.

"حتى لو ساعدتك في الجولة الحادية والأربعين، فلن تكسب شيئًا من ذلك الآن"

"ولِمَ لن أكسب شيئًا؟ أنا سأتلقى المساعدة في الجولة الحادية والأربعين"

"ماذا—"

"في حياتي القادمة، أريد أن أركب حافلة التراجع وأعيش حياة مريحة"

قهقه يو جونغهيوك ساخرًا من كلامي، ورغم أنها كانت سخرية، إلا أنه مضى وقت طويل منذ أن رأيته يضحك.

"يا لك من مجنون"

"هل أنت الوحيد الذي سيفعلها؟"

سمعت صوت العش يهتز بخفة، كان ذلك إشارة إلى أن التنين الأحمر قد عاد. حان وقت الرحيل الآن.

في تلك اللحظة، قال يو جونغهيوك شيئًا غير متوقع.

"تشون إينهوا"

"نعم."

"لا يزال هناك الكثير لأقدمه في الجولة الأربعين."

لم يكن يو جونغهيوك ينظر إلي، لكنني شعرت أنه يحدق بي أكثر من أي وقت مضى.

"وماذا في ذلك؟"

"ليس لدي أي نية للاستسلام في هذه الجولة بسهولة."

في اللحظة التي سمعت فيها ذلك، أدركت ما كان يو جونغهيوك يحاول قوله.

"ساعدني في هذه الجولة."

أن اكون شريكه في الجولة الأربعين. ذلك المتكبر كان يقولها مباشرة.

لقد أسرتني كلماته.

لكن حين التقت عيناي بعينيه الملتفتتين، اجتاحتني مشاعر غريبة.

「ما يراه ليس أنا.」

كنت مجرد وهم صنعه هذا الخوف الغريب، وما كان يو جونغهيوك ينظر إليه لم يكن كيم دوكجا أو لي هاكهيون، بل قشرة تشون إينهو.

الشخص الذي كان يتحدث عن أن يصبح رفيقه الآن لم يكن أنا.

في اللحظة التي أدركت فيها تلك الحقيقة، شعرت بشيء يتشابك في رأسي.

"يو جونغهيوك."

طالما أن الأمر وصل إلى هذا الحد، لماذا لا أخبر يو جونغهيوك الجولة الأربعين، بمعلومات مهمة؟

حتى لو فشلت الجولة الأربعين، ماذا لو أخبرته بكل ما أعرفه ليتمكن من تغيير التاريخ في الجولة الحادية والأربعين؟

"يو جونغهيوك، اسمي الحقيقي هو—"

في اللحظة التي كنت على وشك الكلام فيها، امتلأ العالم بشررٍ ساطعة. اختفى التنين الأحمر الجاري من بعيد، وتلاشت المشاهد المعتادة. اختفى يو جونغهيك، واختفيت أنا أيضًا.

في عالمٍ لا تتعدى فيه الحياة سوى بضعة أسطرٍ من الجمل، صرخت باسمي نحو يو جونغهيوك.

[رعب من مستوى ◼◼، الفصل الأول من 'السفسطائي الشرير' قد انتهى.]

[لقد أسهمت بشكل حاسم في إتمام ذلك الرعب.]

سواء سمع يو جونغهيوك أم لا، فقد سُجلت نهاية الجولة الأربعين ببضعة أسطر فقط.

[يمكنك الآن قراءة 'النهاية المنسية' لرعب مستوى ◼◼، 'السفسطائي الشرير'.]

*********

نهاية الفصل

(*):كانت الكلمة بالاصل "حكاية" مو قصة ولكن ممكن تكون في السياق بمعنى "قصة"

2025/08/12 · 20 مشاهدة · 1596 كلمة
MALIA
نادي الروايات - 2025