823– الحلقه 41– السفسطة (8)
[يمكن فتح النهاية المنسية في "آخر رف للكتب".]
[عند فتح النهاية، يمكنك استخدام "خطأ الوقت" الخاص بتلك الجولة.](*)
كانت الرسالة التي تتردد في رأسي صعبة الفهم.
الأحداث التي جرت حتى تلك اللحظة كانت تطنّ في ذهني. كلمات تتدفق بلا ترتيب.
يو جونغهيوك،تنين الدم الأحمر، ماننيونهواري،شق الأرض،ثلاثة أشهر من الزمن قد مرت.
المشاهد تدور وتتبعثر. جمل تتكسر مثل الأكاذيب.
لم أشعر أن الأمر حقيقي على الإطلاق.
«هل كل هذا حقًا مجرد "خوف"؟»
هل حقًا غيّرت الماضي؟ أم أن ما رأيته لم يكن سوى وهم؟
إن كنت قد غيّرت الماضي، فهل أثرت أفعالي على النهاية؟
[◼◼ تبعات الخوف المفاجئ تتسلل ببطء.]
مرّ وقت طويل قبل أن أدرك أن الهاتف كان يرن. المرسل هو "أنا".
— هيه.
من الذي كنتُ أمثّله طوال الوقت؟ هل الجمل التي نطقتها كانت حقًا كلماتي؟
هل أنا كيم دوكجا؟ أم لي هاكهيون؟ أم لا هذا ولا ذاك؟
أنا...
ذاك الذي خدع النجوم، السفسطائي الشرير، شرير محطة غومهو، قائد الحرس الحديدي، منافس الملك الأسمى، ذاك الذي شهد نهاية خط العالم، والذي وصل إلى الجدار الأخير، مسجّل الخوف—
— الاصغر!
استفقت فجأة من شرودي.
"آه—"
صفا ذهني وانحسر الارتباك، ومع انفلات أنفاسي المتقطّعة شعرتُ بوخزة من دموع.
— أحسنت، أحسنت.
تمتمتُ وأنا شارد.
"يو جونغهيوك… ماذا حدث ليو جونغهيوك؟"
— ماذا تقول؟ أين يو جونغهيوك؟
"يو جونغهيوك من الجولة الأربعين… كان هناك."
— أعلم ما رأيته، لكن أفق. لقد انتهى كل شيء، القصة انتهت.
لامست تلك الكلمات شيئًا في أعماقي.
"لا… لا شيء انتهى بعد."
كنا هناك، أنا وهو. نجونا لثلاثة أشهر في تلك المنطقة الملعونة.
لقد أنقذته.
كنتُ هناك.
— تلك الجولة انتهت.
لم أرد أن أصدّق. شعرتُ أنّه لو مددتُ يدي الآن، ستعود إليّ كل تلك اللحظات. لا يزال أثر تفكيك "ماننيونهواري" عالقًا في أطراف أصابعي.
— ذلك الـ يو جونغهيوك جاء معك إلى هذه الجولة.(*)
تردّدتُ، ونظرتُ إلى هاتفي الذكي.
هل يحق لي التفكير بهذه الطريقة؟
كما قلتُ ليو جونغهيوك، هل أستحق أن أسمع نفس القصة؟
هل أنا أهلٌ لذلك؟
"لا، أنا—"
— يا الاصغر!… أفق بسرعة أمامك!…
انقطع الاتصال مجددًا. بدا أننا دخلنا منطقة تنقطع فيها الاتصالات.
نظرت حولي فرأيت أضواء المترو الخافتة تتلألأ.
شعرت بالغثيان من جديد، وكنت أتشبث بعامود في القطار وأترنح ببطء.
[لقد استيقظ تجسيدك في "مترو طريق العودة من العمل".]
الخوف انتهى حقًا.
لكن لماذا ما زلت في "مترو طريق العودة من العمل"؟
السبب كان واضحًا.
[لقد فتحت الفصل الأول من "◼◼- مستوى الخوف، السفسطائي الشرير".]
هذا "القطار" لم يصل بعد إلى وجهته.
[لقد فسّرت "الخوف الذي لا يمكن تفسيره".]
[اقتراح التفسير: زميل منفصل عن الحياة والموت]
[لقد بُوركت بالخوف.]
كل "خوف" حين يُفسَّر بنجاح يؤثر على المفسر، تمامًا كما تندمج قصة في أخرى بطبيعتها.
علينا الانتظار لنرى إن كان التأثير إيجابيًا أم سلبيًا، لكن في الوقت الحالي، كان جسدي أخف، ومجال رؤيتي أوسع.
「قصتي في رؤية العالم قد قفزت خطوة إلى الأمام.」
استمتعت بتلك اللحظة قليلًا، ثم فجأة نظرت حولي. كان هناك شخص منهار على المقعد المقابل لي.
"هيه."
إنها آنا كروفت.
يبدو أنها سقطت مثلي، إذ كانت تفتح عينيها ببطء.
"آه، آه... تشون إنهو. لا..."
"لا بأس."
اتسعت عينا آنا كروفت.
وضعت يدي على كتفها للحظة لتهدئتها. إن كان حدسي صحيحًا، فلا بد أنها تمر بنفس الارتباك الذي مررت به.
أي ذكريات يا ترى رأت آنا كروفت؟
هل انجذبت هي أيضًا إلى ذكريات الجولة الأربعين مثلي؟
آنا كروفت التي كانت تلتقط أنفاسها للحظة، رفعت رأسها نحوي.
كان صوتها يرتجف.
"ظهرت رسالة تقول إن التفسير فشل."
لقد فشل التفسير.
كانت رسالة مختلفة عمّا رأيته .
"لكن بما أنّ الشخص الذي ركب القطار معي نجح في التفسير، فسيُعطى لكِ فرصة أخرى..."
اتسعت عينا أنّا كروفت وهي تتحدث.
"تشون اينهو، أنت—"
"نعم. نجحت في التفسير."
"انا مدينة لك."
كان شعورًا غريبًا سماع كلمات مشابهة من آنا كروفت بعد يو جونغهيوك.
حسنًا، لم أقصد ذلك، لكن سأكون ممتنًا إذا اعتبرت هذا دينًا.
كان هناك شيء واحد كنت فضوليا تجاهه.
"ما الخوف الذي رأيته؟"
استنادًا إلى حقيقة أن آنا لم تكن في قصة الجولة الأربعين التي دخلتها، فمن المحتمل أنها لم تشارك في نفس القصة التي دَخْلتها.
فما نوع الذكريات التي واجهتها؟
"لا أعرف. لا أتذكر."
"لا شيء؟"
"نعم. لا شيء. أتذكر أنني سمعت أنني غير مؤهلة."
غير مؤهلة؟
"أتذكر أيضًا رؤية رسالة تفيد بأن تفسير الخوف فشل بعد ذلك."
فكرت للحظة وأومأت برأسي.
ربما هذا هو الفرق بين من ينجح في تفسير الخوف ومن يفشل. أولئك الذين لا يستطيعون تفسير الخوف بطريقتهم الخاصة لا يملكون ذكريات عن عيشج ذلك الخوف.
"هل تتذكرين ما قلته قبل أن تدخلي الخوف؟"
تذكرت ما قالته لي آتا قبل لحظات من بدء أضواء المترو في الوميض بجنون.
"عندما سألت من أنا، قلت إنني واحد من أقرب زملاء يوجونغهيوك. ماذا قصدتِ بذلك؟"
"هل قلت ذلك؟"
بدت على وجهها ملامح وكأنها لا تستطيع فهم أنها هي نفسها من قال ذلك.
"صحيح أنك كنت زميل ليوجونغهيوك سابقًا، لكن... زميل؟ انتظر لحظة. هذا لا يمكن أن يكون... زميل...؟"
امتلأت عيناها الحمراوان بالريبة، ودار شكها بقوة للحظة.
عيون الشيطان العظيم.
لقد فعّلت [الزمن الماضي]. لكن في اللحظة التالية، أصبح بُؤبؤها غائمًا واندفعت شرارات ضوئية.
"هاه، ما هذا."
ظننت أنني أعرف ما الذي حدث.
"لماذا [الزمن الماضي]..."
كانت الجولة الأربعون التي عاش فيها يوجونغهيوك وتشون اينهو وآنا الآن "سجلًا" لا يمكنها قراءته.
أتساءل إن كان لهذا علاقة بتفسيري الجديد للخوف.
لم أستطع تحديد ما إذا كانت هذه أخبارًا جيدة أم لا.
بالطبع، لم يكن هذا الشيء الوحيد الذي لم أستطع تحديد ما إذا كان خبرًا جيدًا أم لا.
"لا بأس. ليس عليك أن تجبري نفسك على رؤيته. هناك مشكلة أكبر."
نظرت حولي بحذر وقلت.
لم تكن هذه هي المقصورة "3807" التي ركبناها أنا وأنّا.
كانت جثث التجسيدات والدماء متناثرة في كل مكان.
بعبارة أخرى، كانت هذه المقصورة قد تعرضت بالفعل لـ"منطقة الجريمة" وقد قام شخص ما بقتلهم جميعًا. ربما كان "الراكب الأخير" قد تم اختياره بالفعل الآن.
الراكب الاخير المتبقي ربما كان تشيوك جونكيونغ.
ارتجف صوت آنا من الدهشة.
"يا إلهي. إذا حدث هذا..."
"سيكون كل شيء على ما يرام. لقد اقتربنا من الخوف بطريقة مختلفة عن الآخرين."
لم نستخدم "منطقة الجريمة"، لذلك ستكون عقوبتنا مختلفة. هذه هي قاعدة هذا "الخوف".
في اللحظة التي فكرت فيها بذلك، فُتح الباب أمامي ببطء. لم تكن العربة الأمامية هي عربة الركاب.
"آه."
ومض سجل هان سوييونغ في ذهني. إذا كانت أفكاري صحيحة، فكان هذا المكان أمامي مباشرة…
「غرفة المحرك.」
بادلت النظر مع آنا كروفت وتقدمت ببطء نحو المدخل.
في اللحظة التي دخلنا فيها، ابتلعنا الفراغ.
غرفة مطلية بالأسود الداكن. عندما نظرت عن كثب، ما ظننت أنه جدار أسود كان في الواقع نافذة. كان عالم مظلم ومرعب ينعكس وراء النافذة.
تم تركيب عدة شاشات قديمة في الغرفة. وكان رجل طويل يقف أمام الشاشة التي تصدر ضوءًا خافتًا.
لا بد أن هذا الرجل هو "المهندس".
التقت عيناي بالمهندس الذي استدار ببطء. لا، للأكون دقيقا، شعرت بذلك هكذا.
شكل بلا فم، أو أنف، أو عينين. علامة استفهام كبيرة كانت تطفو فوق وجه المهندس. وكانت علامة الاستفهام تحدق بي.
【ادخل.】
في اللحظة التي سمعت فيها صوته، شعرت بشعور غريب من سوء النذير.
طرقت قطعة من القصة رأسي وشعرت بإحساس من الوخز.
「إن الإنسان الأحمق لا يعلم أن عرش "الملك" عالٍ جدًا.»
في تلك اللحظة، شعرت بجسد آنا واقفًا بجانبي يشدّ على نفسه.
【ذلك الصديق سيبقى هكذا لبعض الوقت. لأنها ليست جديرة لسماع صوتي.】
امتدت النقطة الخاصة بعلامة الاستفهام على كلا الجانبين كما لو كانت تبتسم، ثم ارتجفت كالشفتين
【على كل حال، لقد مر وقت طويل منذ أن كنت في "سون" لمدة ثلاثة أشهر. بفضلك، استمتعت قليلًا.】
على الشاشة القديمة، كانت الاشهر الثلاثة التي عشتها أنا ويو جونغهيوك تتدفق .
راقبت الشاشة مع المهندس للحظة.
كان لدي شيء أود أن أسأله.
"هل ما عشته حدث حقًا؟"
【لقد قلت لك للتو، كنت في "سون".】
سون. مصطلح للنوم الذي ليس عميقًا.
"إذن حلمت؟"
【حسنًا. ما مدى الاختلاف بين الأحلام والواقع برأيك؟】
"لا أعلم، لكن الأحلام هي أحلام والواقع هو الواقع. هما ليسا نفس الشيء."
【ومن يقرر ذلك؟】
"ماذا؟"
【إذا كان هذا الكون بأكمله حلم شخص ما، وكل من في الحلم يعيش دون أن يعرف ذلك، فهل هو حلم أم واقع؟】
صمتُ للحظة. شعرت أنني فهمت ما كان يقصده.
نظر إليّ المهندس للحظة وأضاف.
【معظم هذا الكون يتكون من ذلك. ليس نحن من نقرر ما إذا كان حلمًا أم واقعًا.】
"الحلم الأقدم."
ارتجف المهندس عند إجابتي.
فكرت للحظة ثم أضفت.
"بالنسبة لشخص يحلم طوال حياته، فإن ذلك الحلم هو أيضًا واقع."
ضحك المهندس ضحكة عميقة وكأن إجابتي كانت ممتعة له.
【لقد رأيت رجلاً يتحدث مثلك منذ زمن طويل.】
كان واضحًا عن من كان يتحدث.
أخذت نفسًا عميقًا وفتحت فمي.
"الرئيس. هل من الممكن أن تكون أنت…"
فكرت.
تمامًا كما فعلت <شركة كيم دوكجا>، وأسموديس، وصانع الإنتاج الضخم ، وأوريل، ربما هناك حالات "أخرى" مماثلة.
حتى وإن رأوا "نهايتهم" الخاصة، لم تكن الأبراج راضية بعد عن النهاية.
نظرت ببطء حول غرفة المحرك. وبعد تفكير عدة مرات، كان هناك شخص واحد فقط يمكنه أن يركب هذا "القطار".
نجم كان يومًا خصم كيم دوكجا، ونجم قاد القطار لشركة <كيم دوكجا> في اللحظة الأخيرة.
كان وصفه—
【شش. أنا الآن "مدير محرك الرعب".】
شاهدته يضع إصبعه على شفتَي علامة الاستفهام، فترددت وسألت.
"هل أنت بخير؟"
بدا على مدير المحرك علامة فهم معنى سؤالي، وصمت للحظة قبل أن يومئ برأسه.
【أنا راضٍ عن دوري. قيادة القطار هي تخصصي.】
أتساءل إن كانت الكوكبة التي أحبت قصة ما يوما ، لا تستطيع مغادرتها أبدًا حتى بعد انتهاء القصة.
نظرت إلى لوكابالا العظيم لـ<فيدا> الذي كان يومًا أكثر إشراقًا من أي شخص آخر للحظة وسألت.(*)
"ماذا ستفعل بي الآن؟"
【هذا هو "مترو العودة من العمل". إذا استيقظت في مقعد القبطان، يجب أن تصل إلى وجهتك الآن.】
الوجهة.
【من وظيفتي أن أوصلك إلى وجهتك. إلى أين تريد الذهاب؟】
يبدو أن "مترو العودة من العمل" كان نوعًا من وسائل النقل في هذا "الخوف".
فكرت للحظة ثم فتحت فمي:
"إلى المكان الذي أريد الذهاب إليه."
المكان الذي أردت الذهاب إليه كان مكانًا لا يمكن الوصول إليه بواسطة "وسائل النقل العامة". لم يكن مكانًا يمكن الوصول إليه بالجري السريع.
كان الوصول إليه يستغرق وقتًا. كان يتطلب قصة. كان عليّ أن أمر بمعاناة رهيبة وأن أتغلب على عدة موتات.
مكان حتى كيم دوكجا، الذي تحمل لفترة طويلة جدًا، لم يستطع الوصول إليه في النهاية.
【أفهم.】
نظر إليّ المهندس وأومأ برأسه كما لو كان يعرف وجهتي.
【تريد الذهاب إلى "المنزل الكبير".】
***********
نهاية الفصل.
1(*): تذكروها معلومة مهمه.
2(*):بمعنى أنه تراجع وهو حاليا في الجولة 41
3(*):كوكبة حكام النور الاعلى "سوريا"
مشاهد من الفصل: