883 - أفاتار (7)
خلال الوليمة القصيرة، قدّمتني هان سويونغ للناس.
"إنه صديقي."
لم أتوقع أن تعرّفني هكذا، فحدّقت فيها بدهشة. والناس الذين سمعوا كلامها بدوا حائرين أيضًا.
تفاجأ بعضهم متسائلين إن كان للقائدة صديق أصلًا، بينما أومأ آخرون قائلين إنهم يثقون بصديق القائدة.
ضحكت هان سويونغ كما لو وجدت ردود أفعالهم مضحكة وأضافت:
"كنت أمزح. في الحقيقة، هذا الرجل رسول من خطٍّ زمنيٍّ آخر. جاء ليساعد عالمنا قبل السيناريو الأخير. لا تتجاهلوه، وعاملوه جيدًا."
كان تفسيرها يفتقر إلى بعض التفاصيل المهمة، وتساءلت إن كان الناس سيقتنعون، لكن المفاجئ أن ردّ الفعل لم يكن سيئًا.
"إن كان قد جاء للمساعدة، فهو مرحّب به."
"إن كانت القائدة قد جلبته، فلا بد أن لديها سببًا."
حتى الكوكبات وافقت.
《الكوكبة "حاكم الحرب البحري" يومئ برأسه.》
《الكوكبة "الجنرال الأصلع للعدالة" يقول: "إن كان الأمر هكذا، فأنا أصدّق."》
لكن السبب لم يكن منطق وجودي، بل كاريزما هان سويونغ الطاغية.
بصراحة، الناس هنا سيصدّقون كلامها حتى لو صنعت "حبة الحياة والموت" من الحجارة.
"هان سويونغ! هان سويونغ!"
كان كل من نجا حتى السيناريو الأخير يهتف باسمها.
وبرغم أنهم لم يفعلوا سوى مناداتها وسماع اسمها، شعرت فجأة أني أفهم القصة التي مرت بها.
حتى لو كان كل هذا إعدادًا متقنًا لـ"نهاية زائفة"، فقد كانت لحظة تجعلني أرغب طوعًا في تصديق هذا المشهد.
"كيم دوكجا!"
ثم سُمع صوت آخر يناديني من مكان ما.
"أنت وسيم!"
حينها فقط فهمت لِمَ جعلتني هان سويونغ أرتدي بهذه الطريقة.
《سيناريو جديد قد وصل!》
ظهرت تنبيهات السيناريو.
كان السيناريو هو المبرر الأدنى لوجودي في هذا العالم.
وكان دليلًا على أن الاتجاه الذي بنته هان سويونغ قد اعترفت به الدوكايبي والكوكبات.
تحقّقت فورًا من محتواه.
《<السيناريو الفرعي – الضيف غير المدعو>
التصنيف: فرعي
الصعوبة: ???
شروط الإتمام: حلّ مشكلة خطّ الزمن المعني، والعثور على طريقة للعودة إلى خطّك الزمني الأصلي.
المدة المحددة: 30 يومًا
المكافأة: ???
الفشل: اختفاء الجسد المتجسِّد.》
إنه سيناريو فرعي، لا رئيسي.
فأنا لم أؤدِّ السيناريو الرئيسي في هذا العالم أصلًا، لذا لم يُمنح لي حق "السيناريو الأخير".
ومع ذلك، كان مضمون المهمة غريبًا قليلًا.
'حلّ مشكلة هذا الخط الزمني؟ ما مشكلته أصلًا؟'
فمهما نظرت حولي، لم أشعر بوجود خلل خاص. وكان عنوان السيناريو "الضيف غير المدعو"، ما جعلني أتساءل عمّا كانت تفكر به إدارة السيناريو.
وبينما كنت غارقًا في أفكاري، لوّحت هان سويونغ بيدها وقالت:
"بما أنك ستبقى هنا، سيكون من الجيد أن تتعرّف على الناس."
"..."
"ذلك الرجل غادر بلا مشاعر، لكني أظنك مختلفًا."
"ما قلتهِ سابقًا..."
كلماتها أثناء الوليمة ظلت تتردد في ذهني.
「 هذه المرة، فلنشهد نهاية هذا العالم معًا. 」
هزّت رأسها وكأنها تعرف ما سأقوله.
"لا تأخذها على محمل الجد، كانت مجرد كلمات."
"حقًا؟"
"لكن إن بقيت هنا أسبوعًا، فستجد نفسك راغبًا في البقاء."
كان في صوتها يقين غريب.
"لا أعلم في أي سيناريو خطك الزمني، لكن... العودة لن تكون سهلة بعد أن تلعب السيناريو رقم 99 بشخصية ذات مستوى أقصى."
"لست شخصية بمستوى أقصى."
"على كل حال."
"وهذا ليس أول مرة أصل فيها إلى السيناريو 99."
"ماذا؟"
كنت قد خضت الجولة الأربعين لتشيون إينهو عبر "خلل الزمن".
وفي تلك الجولة، أكملت "السيناريو الأخير" فعلًا، ولو كان ذلك إعادة تجربة.
"هل خطك الزمني أيضًا في السيناريو 99؟"
"لا."
"إذن؟"
"لا يمكنني إخبارك بالتفاصيل."
نظرت إليّ هان سويونغ بنظرة غريبة وضمت شفتيها.
"لكن أليس هذا المكان أكثر متعة؟ ليست كل السيناريوهات 99 متشابهة."
صحيح، جولتها الـ1863 كانت مختلفة تمامًا عن جولة تشيون إينهو الأربعين.
فهي على عكسه، كانت تملك الكثير من الرفاق.
"وفي الخط الزمني الذي جئتَ منه، لا يوجد ’أنا‘ أيضًا؟"
وخز قلبي عند سماع كلماتها.
"نعم، لم تعد هناك ’أنتِ‘."
"إذن لا أحد ينتظرك."
"لا أعلم لِمَ تبدين واثقة، لكن هناك من ينتظرني أيضًا."
"حقًا؟ كم عددهم؟"
تخيّلت وجوه القرّاء في ذهني: دانسو اجاشي، كيونغ شين، تشا سونغوو، تشا ييرين، يي هيونوو، وجي إيونيو…
ثم خطر لي تساؤل غريب:
هل هم حقًا بانتظاري؟
「 كانوا بحاجة إلى ’كيم دوكجا‘ أكثر من أي أحد.」
لكن هل أنا "كيم دوكجا" الذي يحتاجونه فعلًا؟
وأضافت هان سويونغ جملة كأنها تغرس مسمارًا في ذلك السؤال:
"هل أنت حقًا ما يحتاجه أولئك الناس؟"
كان في ملامحها انتصار، كأنها قرأت تاريخ حياتي.
وبدل أن أقاومه، سألتها:
"لِمَ تريدين بقائي هنا؟"
لم تُجب فورًا، بل نظرت إلى السماء الليلية البعيدة وقالت بعد لحظة صمت:
"ألم تقل إنك ستساعدني على تجاوز ’الجدار الأخير‘؟"
الجدار الأخير.
خلف تلك السماء البعيدة بالتأكيد آخر بوابة يجب على هان سويونغ تجاوزها.
"هل أنا حقًا من تحتاجينه؟"
كانت بقايا ضوء النجوم القليلة تضيء وجوهنا بخفوتٍ جعل ملامحها تضيع في الظلمة.
______________________________
في صباح اليوم التالي، أيقظني كيم ناموون.
"القائدة قالت أن آخذك معي. هل يمكنك المشي الآن؟"
أومأت.
كان تأثير حبة الحياة والموت واضحًا. الجزء السفلي من جسدي، الذي لم يتحرك بالأمس، أصبح خفيفًا كأنه وُلد من جديد.
"لا مشكلة."
"إذن اتبعني."
مضى أمامي وقال دون التفات:
"هل هناك ما يجب أن أفعله؟"
"لا شيء محدد."
تساءلت لِمَ اختارته هان سويونغ من بين الجميع، لكنه بدا أكثر من لديه وقت فراغ في القاعدة.
"القائدة طلبت مني فقط أن أريك بعض الأشخاص وأعرفك بالمهام."
"وأين هي؟"
"القائدة مشغولة دائمًا."
طبيعي، فقيادة مثل هذه القوة تتطلب عملًا كثيرًا منذ الصباح. على عكس <شركة كيم دوكجا> الصغيرة، بدت <شركة هان سويونغ> تعجّ بالموظفين.
كان كيم ناموون يتجول بانزعاج معرفًا بي المرافق.
"هذا حمّام خاص بالضباط، وهناك غرفة حواسيب تذهب إليها جيهي كثيرًا."
"غرفة حواسيب؟"
"طبعًا. الحاسوب مصنوع بتقنية سحرية، لا يشغل أحدث الألعاب. هناك قاعة بلياردو تزورها جيهي أحيانًا، وتلك مكتبة تكرهها..."
كان كلامه يدور كله حول شخص واحد.
"اللعنة، أشعر وكأني شخصية NPC في لعبة. تعرف ما هو الـNPC يا سيدي؟"
"أجل أعرف."
"أوه، تحب الألعاب إذن؟"
ظنّ أنه وجد قاسمًا مشتركًا، فبدأ يتحدث بحماس عن الألعاب التي يحبها. فتذكرت فجأة أنه طالب ثانوي.
"احم، أنا الذي أتكلم وحدي، آسف."
"لا بأس."
"جيهي لا تحب الأحاديث الطويلة."
راقبته وهو يحك رأسه بشيء من الحزن.
هل تغيّر شيطان الوهم كيم ناموون بسبب هان سويونغ؟ أم بسبب بيئة الجولة 1863؟
"لكن الآن بعد أن نظرت إليك، فهمت لمَ طلبت القائدة مني أن أرافقك."
"...؟"
"تبدو مكتئبًا."
صدمتني بصيرته المفاجئة.
أبدو مكتئبًا؟
عندما نظرت إلى انعكاسي في الزجاج، بدا وجهي فعلًا كئيبًا بعض الشيء.
ولو فتشت عن السبب، لوجدت كثيرًا، لكني لم أرد التفكير.
منذ أن جئت إلى هذا العالم، لم يسر أي شيء كما خططت. في مركز إعادة التدوير، وفي مملكة الخوف، والآن هنا.
هكذا وصلت إلى الجولة 1863.
تركَتني هان سويونغ بين يدي كيم ناموون، فألقيت وسط السيناريو الأخير لعالم غريب وأنا أستمع إلى حديثه عن الألعاب.
أطفأت هاتفي وشغّلته مرارًا، ظنًا أن الحديث مع أحد قد يريحني، لكن لم أستطع التواصل مع أخي الأكبر.
حتى لو تواصلت، لم يكن ذلك سيحل المشكلة.
كما تعلم، كنت سأسمع منه أن قراءة "طرق البقاء" ستجعل الأمور أفضل.
"كنت هكذا من قبل. تجاوزت الأمر الآن، لكن تشجع. لكل شخص أوقات صعبة."
"نعم."
كلمات مواساة بسيطة.
أجبت بشكل عرضي، ونظرت إلى مشهد غوانغهوامون من النافذة.
كانت هان سويونغ محقة.
حتى وإن كان السيناريو نفسه، فالمنظر مختلف كليًا.
حتى في عالم بلا كيم دوكجا، يمكن للناس أن يقتربوا من النهاية.
هل الجميع بخير هناك؟
هل يتذكرني يو جونغهيوك وبقية القرّاء؟ كم مضى من الوقت؟ ماذا حلّ بجي إيونيو وهيوون؟
هل لأن الغروب المنعكس بدا جميلًا جدًا، أم لأن وجوه الناس أمامه كانت دافئة؟
فكرت للحظة:
「 هل ما زلتُ شخصًا ذا معنى في هذه القصة؟ 」
عندها سُمِع صوت ارتطام قوي من داخل القاعدة.
التفتُّ أبحث عن مصدره، فربّت كيم ناموون على كتفي بلا اكتراث.
"يبدو أن وقت التدريب قد حان."
تدريب؟
قادني إلى ساحة التدريب تحت الأرض. عند المدخل، تجمع عدد من المتجسدين يراقبون شاشة ضخمة.
كانت هناك شخصية مألوفة أمامها.
"وصلت؟"
"نعم، جيهي."
"قلت لا تخاطبني هكذا."
"آسف."
نظرتُ إلى الشاشة معها. الرجل الذي فيها أعرفه جيدًا.
"أوه، هل هيونسونغ-شي في حالة جيدة اليوم؟"
كما هو متوقع من السيناريو الأخير، لي هيونسونغ بعضلاته المفترسة كان يلوّح بقبضتيه ويدكّ الصحراء.
"القائدة صنعته. إنه محاكاة معركة كبرى تعتمد على أسطورة من الماضي."
الخلفية صحراء جافة، ومع كل حركة لهيونسونغ، تتكوّن فُوّهات هائلة في الرمال.
أهو [تحطيم جبل تايسون]؟ يبدو أنه قادر فعلًا على تحطيم جبل كما يوحي اسمه.
دويّ! دويّ! دويّ!
يبدو أن هذا هو مصدر الأصوات التي سمعتها منذ قليل.
"عند الدخول، يمكنك اختيار أسطورة محددة ومقاتلة شخصيتها."
فهمت النظام تقريبًا.
إن كان عليهم مواجهة هيونسونغ القوي هكذا، فلا بد أن خصمه في المحاكاة مذهل.
اشتدّ القتال وسط العاصفة الرملية، حيث تقاطع القبضات والسيوف، وارتفع إعصار أسطوري.
هل الخصم كوكبة؟
وإن كان كوكبًا، فكم هو بارع في السيف؟
مع كل وميض لضربة سيف، دوّى صوت كأن السماء تتشقق.
انتظر لحظة… لا يمكن!
حين رأيت المعطف الأسود يرفرف وسط الغبار الكثيف، أدركت كيف أصبح مقاتلو هذا الخط الزمني أقوياء إلى هذا الحد.
فبعض القصص تبقى في قلوب الناس كالظلال حتى بعد نهايتها.
"أتساءل إن كان العم هيونسونغ سيفوز هذه المرة."
على الشاشة، كان لي هيونسونغ يقاتل يو جونغهيوك من الجولة 1863.
_____________________________
NPC (Non-Player Character)
شخصية موجودة في اللعبة لكنها ليست تحت سيطرة اللاعب، تتحرك وتتفاعل حسب برمجة اللعبة.
______________________________
Mero