889 - أفاتار (13)
تمت ملاحظة وابلٍ من الشهب.
مطرٌ من النجوم يتساقط من السماء.
أدركتُ مجددًا كم من الكواكب النجمية كانت موجودة في سماء الـ<تيار النجمي>.
الكواكب النجمية التي فرضت السيناريوهات على التجسدات، وهتفت لهم، وضحكت منهم، وسخرت، ودعمت، وأنقذت، وتم إنقاذها.
كانت الكواكب النجمية تزن الأمور.
رفعت بصري نحو المشهد الذي رأته هي ذلك اليوم في عالم هان سويونغ.
"لقد بدأ."
كل شيء جرى وفق إرادة هان سويونغ. الكواكب النجمية التي مُنعت من الهرب من مخططها لم يكن أمامها سوى اتباع خطتها.
「الموجة الأولى، الصاعقة.」
أحد الكواكب النجمية الممثلة لـ<أسغارد> وقف في وجه موجة البرق.
[أنا رعد الخميس!]
رعد الخميس، ثور.
[لم أظن أنني سأقاتلك في النهاية.]
إندرا، ملك الحكام والبرق.
كما شاركت الكواكب النجمية ذات الرتبة السردية المنتمية إلى "تين-يو".
[أوووووووووو!]
"برق الكارثة والحصاد"، رايجين.
كوكب نجمي ياباني لم يظهر بشكل صحيح في القصة الأصلية.
كوغوغوغوغوغو!
لكن هؤلاء الثلاثة لم يتمكنوا من إلغاء كل موجات البرق.
[سننضم نحن أيضًا!]
الخبراء في فنون القتال القائمة على الكهرباء، والكواكب النجمية للعظماء، تعاونوا كذلك.
لكن رغم تعاونهم، اجتاحت موجة البرق المنتشرة بلا رحمة كون الـ<تيار النجمي>.
تبددت الكواكب النجمية دون حتى أن تصرخ.
لكن لم يكن هناك وقت للالتفات إلى الوراء.
「الموجة الثانية، اللهب.」
تتابعت موجة اللهب دون أن تمنحهم فرصة لالتقاط أنفاسهم. بدأت الكواكب النجمية بالانسحاب خوفًا من موجة اللهب الأعظم من سابقتها.
"الآن دوري لأتقدم!"
بينما تقدم كيم ناموون، وقد غطّى [اللهب الأسود] جسده بالكامل، هتفَت الكواكب النجمية الأخرى بحماس.
[لا شيء يُقارن بنيران البركان!]
حداد البركان، هيفايستوس.
[حان وقت اختيار أقوى لهب.]
"المأساة المحترقة"، كاغوتسوتشي، و"الفانوس التائه"، جاك أو لانترن.
وخلفهم ظهر حاكم النار الذي غمر جسده اللهب المتوهج.
[سأوقفها.]
آغني، "لهب التطهير"، أحد "اللوكابالا" في <فيداس>.
[هذه المرة، لن أتغيب.]
كذلك، سوريا، "حاكم النور الأسمى"، أحد "اللوكابالا".
[ك... لقد تم صدّي—!]
[كواااااااه!]
ومع ذلك، كانت القوة الإجمالية غير كافية. كلما ازدادت قوة الكواكب النجمية، ازدادت الصدمات المنبعثة من تنين النهاية قوةً. وعندما تلاشى هيفايستوس وآغني في الصفوف الأمامية إلى رماد، صرخت الكواكب النجمية المذعورة وفرّت.
ومع هذا، بقيت بعض الكواكب النجمية في أماكنها.
[ليس بعد.]
كانت آخر ملاك رئيسي متبقٍّ من الـ<ايدن> رقم 1863.
قاضية النار الشبيهة بالشيطان، يوريل.
الجدار الناري الذي بنته صدَّ موجات الحرارة. وشيئًا فشيئًا، بدأ [جحيمها الناري] بشق موجات اللهب.
كارثة أكدت دمار الـ<تيار النجمي> مع تجسدها. ارتجفت الكواكب النجمية وهي تشاهد الكارثة تُلغى أمام أعينها في الزمن الحقيقي.
[نعم، فعلناها. فعلناها!]
[قد يكون هذا حقًا…!]
رغم أن الأضرار على الكواكب الأخرى كانت جسيمة، فإن الكواكب النجمية التي حمت منطقة السيناريو الرئيسي استعادت روحها.
لكن وجه هان سويونغ لم يكن مشرقًا.
「التدفق ليس جيدًا.」
المشهد أمامها كان مشهدًا من فرضية تم التخلص منها مسبقًا.
「الفرضية المهملة 87413. "التخريب".」
في تلك الفرضية، تم صدّ موجات البرق والنار بسهولة غير متوقعة، ونتيجة لذلك، واجه الـ<تيار النجمي> نهاية مروعة.
《احتمالية الـ<تيار النجمي> تتحرك.》
عضّت هان سويونغ شفتيها.
[ما الأمر، لماذا الاحتمالية فجأة—]
[اللعنة! ذاك هو…!]
تتدفق احتمالية الـ<تيار النجمي> في الاتجاه الذي يرغبه الكواكب النجمية المراقبون.
حتى في هذا الوضع حيث لا يُحصى عدد الكواكب النجمية التي تواجه تنين النهاية، لا يزال هناك من يستمتع باللعبة.
[لماذا الكواكب النجمية ذات الرتبة الأسطورية…]
كانت تلك الكواكب قد ضحّت بأساطيرها وغادرت منطقة الكارثة.
كانوا يشاهدون دمار الأرض في منطقة السيناريو الأخير.
《الكواكب النجمية الأسطورية في الـ<تيار النجمي> تضحك على "مخرجة النهاية الزائفة".》
لم يريدوا لهان سويونغ وغيرها أن يمنعوا كارثة تنين النهاية، لأن ولادة مثل تلك القصة كانت ستمنحها قوة تدمير مواقعهم أنفسهم.
「الموجة الثالثة، الفوضى.」
هاجمت الموجة الثالثة الكواكب النجمية.
[آآآآآآه!]
الكواكب النجمية التي ضربتها موجة الفوضى من الأمام انهارت بأنينها الأخير.
كانت موجة الفوضى مختلفة جوهريًا عن موجتي البرق والنار. لا يقدر على مواجهتها سوى الكائنات التي تملك الخير والشر معًا أو التي تحظى بحماية "حاكم من العالم الآخر". ومع ذلك، لم يكن الأمر بلا حل. فلو اتحدت كواكب "الخير المطلق" و"الشر المطلق" التي شاركت في حرب القديسين والشياطين، يمكنهم إعادة سرد حكاية تلك الحرب واستحضار خاصية الفوضى.
إلا أن—
《بعض الكواكب النجمية غادرت السيناريو محميةً بـ"السديم"!》
استغلّت الكواكب النجمية ضعف قيود السيناريو وغادرت واحدة تلو الأخرى.
في لحظة، لم يتبقَّ في المقدمة سوى كوكب نجمي واحد من حرب القديسين.
"يوريل! لا!"
تبدّد تجسد الملاك الأعلى التي رمت بكل شيء مع ألسنة [نيران الجحيم] إلى رماد.
انهار توازن ساحة المعركة، وارتجفت الكواكب النجمية العظمى رعبًا. كل ما في المنطقة كان يُجرف بموجة الفوضى.
لكن هان سويونغ لم تستسلم.
"توقعت هذا."
وبينما كانت تحدّق بموجة الفوضى القادمة، أخرجت ثمرة ايدن المقدسة من جيبها. وفي اللحظة التي قضمتها فيها، تدفقت طاقة الفوضى عبر جسدها.
《قوة "ثمرة شجرة الخير والشر" تتغلغل فيك!》
《كل الكواكب النجمية للخير المطلق مذهولة من اختيارك!》
《كل كواكب الشر المطلق مذهولة من اختيارك!》
《بعض الكواكب الأسطورية تسخر منك، قائلة إنك لن تتحملي "موجة الفوضى" وحدك.》
كانت هان سويونغ تدرك ذلك.
تناول ثمرة شجرة الخير والشر لم يكن سوى وسيلة لجعل جسدها موصلًا للفوضى.
ولمنع الكارثة القادمة، احتاجت إلى دعم كائن عظيم قادر على تقييد تنين النهاية.
أول ما خطر ببالها كان "الضباب المجهول"، لكنها علمت أن استدعاءه سيؤدي إلى دمار الأرض كذلك. لم يدم ترددها طويلًا.
"أيها الكائن العظيم الذي يحكم الحكايات القديمة!"
بدأت دوائر الفوضى ترتفع حول جسدها.
《السديم <بابروس> يحذّرك!》
《السديم <الأولمبوس> يصدر أوامر لتجسيداته!》
《السديم <أسغارد> يحدّق بك بغضب!》
اندفعت تجسدات السدم نحوها بعزم على إيقافها حتى لو دمّروا أنفسهم.
كان هذا ما ظنّته الكواكب النجمية الأسطورية في الـ1863: إن لم يزيلوا هان سويونغ الآن، ستصبح أعظم تهديد لهم مستقبلًا.
الفوضى أمامها، وتجسدات السدم خلفها، ومع ذلك كانت تبتسم.
"كنت أعلم كل هذا."
كانت هذه القصة الأخيرة للـ<تيار النجمي> التي خططت لها.
「الفرضية 88876. "الفوضى العظمى".」
غطّت موجة الفوضى الأرض.
《حماية "الكائن القديم العظيم" تحيط بك.》
وفيما لم يجرؤ أي كوكب نجمي على النطق، بدأت موجة الفوضى تُمتَصّ إلى يدها.
لكن حتى مع قوة "الكائن القديم العظيم"، كان من المستحيل التعامل معها كليًا، لذا بدلاً من امتصاصها اختارت تغيير مسارها وإعادتها.
وفي الاتجاه الذي وجهت إليه الموجة—
《الكواكب النجمية الأسطورية مذهولة!》
كانت الكواكب النجمية الأسطورية للسيناريو الأخير هناك.
كوغوغوغوغوغو!
صرخت الكواكب النجمية. ومع تعاويذ لا تُحصى غطّت السماء، غمرتها موجة الفوضى.
《الكواكب النجمية الأسطورية على متن "السفينة الأخيرة" تزأر!》
غطّى السواد السماء. ومض الكون، وتناوب الليل والنهار.
بدأت الكواكب النجمية المضيئة تخبو، وتناقص عدد الرسائل غير المباشرة واحدًا تلو الآخر.
نزل ظلام كثيف، وغلف الصمت الكون.
وبعد وقت، عندما انقشع ذلك الظلام، فتحت هان سويونغ عينيها ببطء.
ما رأته في السماء كان تنين النهاية، عائدًا إلى ختمه متعبًا، و"السفينة الأخيرة" ممزقة إلى نصفين، عالقة في الغلاف الجوي.
《كل الكواكب النجمية في الـ<تيار النجمي> لن تنسى أبدًا "مخرجة النهاية الزائفة".》
انتهى السيناريو.
لقد أوقفت صدمة تنين النهاية.
"تمّ الأمر."
أطلقت تنهيدة بالكاد.
انتهت الكارثة. نجحت الفرضية. لكن حين أدارت رأسها ببطء، رأت مشهدًا لم يكن في 「الغش التنبؤي」 خاصتها.
"آه."
الشخصيات التي كان عليها حمايتها كانت ممددة بلا حراك هناك.
「الفرضية 88876. "الفوضى العظمى".」
لي هيونسونغ، كيم ناموون، لي جيهي، لي سيولهوا، شين يوسونغ. و…
「فشل التطور.」
بدأ المشهد يتمزق أمام عينيها. كما لو أن جملة كُتبت خطأً تُمحى بلا رحمة.
「كان يجب أن تكون فرضية فقط.」
بقيت الجمل التي لم تُمحَ تتردد بين المشهد الممزق.
「كانت قصة لا ينبغي أن تصبح واقعًا.」
حدّقتُ في تلك الجمل بخواء.
「ذاك الرجل ربما لم يرغب برؤية قصة كهذه.」
كانت تُسمع بين حينٍ وآخر أصوات هان سويونغ ورسائل النظام. كانت تحمل رفاقها الساقطين في المشهد الممزق. إصابات قاتلة لا تنفع معها حتى "حبة الحياة والموت".
「لا أحد يجب أن يموت.」
كان 「غشها التنبؤي」 يجن جنونه. وغمر الطين المتدفق المجموعة.
بدأت قوة العالم الآخر بابتلاع كل شيء في المنطقة. غُطّي الموتى والمقر المدمّر.
وحينها فقط أدركت كيف صنع المشهد الذي رأيتهم.
صحيح. الناس الذين التقيتُهم، القاعدة في غوانغهوامون، كل ذلك كان من صنع هان سويونغ—
"كيم دوكجا-شي."
حين أدرت رأسي فجأة، كانت لي سيولهوا تمسك بمعصمي.
"علينا العودة الآن."
"لم ألتقِ هان سويونغ الحقيقية بعد."
"القائدة لا تريد مقابلتك. لأن..."
"لأني أعرف الحقيقة كاملة."
رؤية ترددها جعلني أضيف:
"لهذا السبب علينا أن نلتقي أكثر."
"سويونغ-شي—"
"يجب ألا تستخدم هان سويونغ [أفاتار] بعد الآن."
كنت أعرف ما تحاول قوله.
القدرة على تغطية غوانغهوامون بـ[أفاتاراتها] لم تكن معجزة على نطاق يمكن أن يؤديه كوكب نجمي عادي.
ربما أصبحت هان سويونغ كيانًا يتجاوز البشر. ربما امتلأت بقوة "الكائن القديم العظيم" الذي عقدت معه اتفاقًا، وصارت حاكمًا.
"هناك شيء يجب أن أقوله مهما حدث."
ومع ذلك، لم أستطع الاستسلام.
"لا تكن طماعًا."
"..."
"كان هذا اختيار القائدة. صنعت هذا العالم، وصنعتنا نحن الأفاتارات، كان كل شيء من اختيارها. ليس لك أن تتدخل."
"..."
"كل ما عليك فعله هو التظاهر بعدم المعرفة. عش هذا العالم الذي صنعته القائدة، ثم عد إلى عالمك الأصلي كقارئ أنهى قصة ممتعة. عندها—"
نزعتُ يدها وبدأت أمشي.
"كيم دوكجا!"
تلاشى صوت لي سيولهوا في البعيد، وغمر الظلام بصري من جديد. ومع كل خطوة، كانت العتمة تتموج بضجيج.
أدركت سريعًا أن الظلام لم يكن مجرد غيابٍ للضوء.
「فشل.」
「لقد فشلت.」
「فشلت هذه القصة.」
كان هذا الظلام بقايا 「غشها التنبؤي」.
ناديت باسم هان سويونغ.
"هان سويونغ!"
الفرضيات المهملة، والذكريات المنبوذة، أمسكت قدميّ بخفوت.
وفي نهاية تلك البقايا كان هناك باب قديم.
قرأت اللافتة الصغيرة عليه.
"الكتابة".
ما إن رفعت يدي لأطرق الباب حتى قفز الظلام من خلفي وأمسكني. وكأنه يخبرني ألا أزعجها، جذبتني الجمل الحالكة لتقيّد يدي وقدمي، وسرعان ما اسودّتا وابتلّتا.
"هان سويونغ!"
بدلًا من الجواب، استمرّ صوت لوحة المفاتيح بالصدور من خلف الباب. حقيقة أنني أسمع هذا الصوت تعني أنها تسمع صوتي أيضًا.
"كيم دوكجا قد قرأ قصتك بالفعل!"
كان عليّ أن أجعلها تفتح الباب بنفسها وتخرج.
"القصة التي كتبتيها أنقذت كيم دوكجا!"
ربما كلماتي كانت تزعزع أساس الكون. ربما كنت أدفعه نحو الدمار مجددًا من أجل إنقاذ شخصٍ واحد أمامي.
「لا أعلم لماذا هي مهووسة بـ"القراء".」
لكني فكرتُ في حياة هان سويونغ.
「ربما هذا هو الإعداد الذي تلقتْه كـ"كاتبة".」
فكرتُ في الجمل التي كتبتها ومسحتها، وفي أبدية الكتابة الممتدة أمامها.
「إنها تستحق معرفة حقيقة هذا العالم. تمامًا كما فعل يو جونغهيوك.」
فكرتُ في الكاتبة التي كرّست حياتها لإنقاذ شخص واحد، وفي القارئ الوحيد الذي قرأ قصتها مجددًا. في شخصين لم يلتقيا قط، لكنهما أنقذا بعضهما. ربما كان ذلك الخلاص كافيًا. ربما لا يحتاج ذلك العالم إلى قصة جانبية.
ومع ذلك، أليس من المقبول منحهما جملة واحدة فقط؟ حتى لو كانت مجرد حاشية، حتى لو غيّرت تلك الحاشية كل شيء في هذا العالم.
"أنتِ tls123."
توقف صوت لوحة المفاتيح.
______________________________
Mero