مائة سنة لعينة

----

بعد معركة شينجكي بثلاثة اشهر

ارسل الملك القائد شير مرة اخري في مهمة انتحارية ليتخلص منه

بعدما وصلته معلومات من مملكة نوديا

بحشدها لجيش مكون من 20 الف شخص

ليبدأ بغزو مدينة تسمي تايجو

و كان اهم ما يميز تلك المدينة هو ان كل القوافل التجارية تمر من عليها

ولهذا تم توريط شير في هذه المعركة بجيش قدره

عشرة الاف جندي

فهذه معركة مهمة و شير مدرك اهميتها بالفعل

و

تم اختيار ارض المعركة

سهول جبلية واسعة تبعد عن المدينة بعشرين ميل

اول ما فعله شير عند وصوله هو صعود اعلي قمة جبلية ليأخذ نظرة علي السهول

العديد من الجبال الشاهقة

قناتان صغيرتان ضيقتان كمدخل و مخرج

و طبعاً بالاضافة الي الطريق الاكثر خطورة الا و هو الطريق الجبلي

جبل صغير بين كل جبلين كبار

المكان المثالي كحصن

وصل شير الي النقطة قبل وصول جيوش نوديا

بخمسة ايام حسب تقدير المستكشفين

امر شير ببناء ابراج مراقبة شاهقة علي كل جبل صغير

و تجهيز احجار عملاقة لكي يتم سحق الجنود اثناء مرورهم من خلال القنوات

و مرت الخمسة ايام بغمضة عين

فارسل شير عشرة مستطلعين ليحددوا موقع العدو

و لكنهم لم يجدوهم !!

ياللغرابة

اصابت هذه المعلومة شير بالحيرة

فقام بالصراخ بسرعة

" احضروا خريطة "

ليأتي الجنود بخريطة كاملة للمنطقة المحيطة

كانت هناك ثلاثة مدن في الطريق الي تايجو

و قد اعطوا تقرير بالفعل عن رؤيتهم جيش من الاعداء علي مرمي البصر

و لكنهم لم يبلغوا عن اي حركات عدائية من طرفهم

و هنا بدأ شير بالبحث عن مدن تتشارك نفس هذه الثلاث مدن في الطريق اليها

و بعد البحث و التفكير

ادرك شير تواجد مدينة واحدة فقط تتشارك مع تايجو بنفس الطريق

مدينة يوبي

مدينة نائية صغيرة لم يسمع عنها شير الا الان

و لكن لا يوجد ما يميزها لكي تقوم جيوش نوديا بعناء التقدم اليها و غزوها

و لكن شير لم يتوقف عن هذا الامر

"بسرعة خريطة لمدينة يوبي"

و ما ان رأي شير الخريطة حتي انصدم

" بالرغم من ان موقع مدينة يوبي عادي جداً الا ان هناك شئ يميزها عن بقية المدن

هي تطل علي النهر الاحمر

و ما الذي يميز النهر الاحمر

يمر من وسط العاصمة الملكية !!

هذا غريب

كيف لم ينتبه اي شخص لذلك سوي الان

و لكن تباً

الطريق العادي يستغرق يوم كامل لكي نصل الي يوبي

بالتأكيد في هذا الوقت ستكون المدينة قد دمرت تماماً و تم احتلال النهر الاحمر "

هذا ما كان يفكر فيه شير

و بسرعة جمع كامل جيوشه و بدأ بالاستعداد لكي يتوجه

الي مدينة يوبي باسرع ما يملك

ليأتي له من بعيد قبل ان يبدأ رحلته فارس مصاب و يحمل في يده رسالة

و بدأ بالصراخ بانه مبعوث من حامية مدينة يوبي

و انه يريد مقابلة القائد

ليهرع اليه شير و قبل ان يكمل الفارس جملته الاولي

سأله شير بكل وضوح

المهاجم مملكة نوديا اليس كذلك؟

لتظهر علي الفارس علمات الدهشة و هو يجيب

" اجل "

"كما توقعت تماماً ... ارني اسرع طريق الي يوبي "

ليبدأ الفارس بالكلام

"اسرع طريق يستغرق اقل من اربعة ساعات"

ليرد شير عليه

" جيد جداً "

و بدأ بالصراخ في جنوده معطيا للفارس قيادة الجيش حتي يصلوا الي يوبي


امر شير الجيش بان يتجمع كل خمسة مشاة و رماة اسهم في مجموعة واحدة

فهم الان يمرون من خلال احدي الغابات الكثيفة

و بعد مرور ثلاثة ساعات من بدأ الرحلة

استطاع شير سماع صوت النهر

اذن لقد اقتربوا

و بعد نصف ساعة اضافية بدأ شير بسماع صوت تآوهات و لكنه لسوء الحظ لا يمكنه فعل اي شئ لها لهذا امر كل جنوده بان يركضوا باسرع ما لديهم حتي يخرجوا من الغابة

و بدأ بالركض

ظل يركض و يركض و يركض

حتي وجد نفسه امام ارض فسيحة يوجد بالقرب منها مدينة فبدأ بانتظار بقية جنوده الذين لم يصل منهم سوي ثمانية الاف رجل

لقد خسر الفي رجل بدون قتال

هذه كانت ضربة موجعة له

و لكنه تغاضي عن هذا بسرعة و توجه الي المدينة ليجد الناس سعداء جداً بوصوله لها

فهم الان يعتبرروه المنقذ

و لهذا قام بجمع كل حماة المدينة الذين لا يزيدون عن الف جندي و اضافهم الي جيشه

تسعة الاف جندي .. رقم ليس ببسيط

و كان من خارج اسوار المدينة تستطيع رؤية

جيوش عملاقة تبلغ العشرين الف جندي و قد تزيد عنهم

و في منتصف المخيم الخاص بهم تستطيع رؤية خيمة مختلفة عن باقي الخيم و بداخلها رجل عملاق سمين يحمل هراوة عملاقة تخرج منها مسامير يأكل بنهم و كأنها اول مرة يأكل فيها

ليدخل عليه جندي متوتر

و هو يقول

" تم رصد جيش مكون من حوالي ثمانية الاف جندي يدخل المدينة "

"اذن فقد وصل هذا الطفل شير .. لم اتوقع وصوله بهذه السرعة "

و من ثم قام بمناداة شاب عملاق هو الاخر و لكن السبب هو عضلاته

" قم بحشد الجيوش بتشكيلة دفاعية المشاة في المقدمة و الفرسان في المؤخرة قوموا بتغطيتهم بالاسهم و تقدموا ببطئ حتي انتهي من وجبتي الثالثة "

" سمعا و طاعة يا ايها القائد "

قام الشاب المسمي بجرازوج بحشد الجنود و من ثم عاد ليخبر قائده بهذا

و في نفس الوقت كان شير قد اعطي اوامره لقواده

" القائد نيستون

اجمع رماة الاسهم فوق اسوار المدينة و

ما ان يبدأ القتال لا تتوقفوا عن قذف اسهمكم الا بعد اقتراب جنودنا من مدي الاصابة

مسموح فقط للرماة الماهرين بقذف الاسهم بعد ذلك

كل اصابة لحليف بعقاب

القائد راي

... اجمع امهر مئتي جندي و ادخلوا الغابة و قوموا بالدوران من خلف جيوش نوديا بعد رؤيتكم لسهم ناري يصيب هذه البقعة

* و اشار لارض طينية قريبة من مكان خروج شير من الغابة*

و بعد الدوران اهجموا بتشكيلة الاختراق

الي بقية القواد

قوموا بتقسيم جنود المشاة علي شكل فرق لها قائد

علي كل قائد ترتيب جنوده علي شكل مثلثات

سيكون المشرف علي كل الفرق هو القائد يولوكس

و هو سيرسل الفرق علي شكل موجات

بعد كل موجة سيقوم القائد فين لونغ بارسال مائة فارس

علي الموجة التالية انتظار عودة جنود الموجة التي قبلها

ليضرب المشاة ضربتهم و يعودوا

و علي الفرسان قتل اي شخص يحاول مطاردة المشاة

وبعد الاشارة النارية احتشدوا بتشكيلة دفاعية و ابدأوا بالتقدم ببطئ

اريد مئتي فارس و الف جندي مشاة داخل اسوار المدينة "

ليحتشد الجيشين في خلال ساعة واحدة و كان قرص الشمس في منتصف السماء في ذلك الحين

اول مبادرة للهجوم كانت من طرف جيوش مملكة نوديا

ليبدأ الرماة بقذف اسهمهم بلا توقف

خاطفين معها ارواح العشرات من الجنود

و في لحظة واحدة تم ارسال اول موجة

التي كانت وحدها قادرة علي خطف اكثر من مئتي جندي من المفاجئة


فيا لسوء حظ قائدهم السمين

فهو معروف في مملكته بانه من اسوء القادة في اختيار الاستراتجيات

و لكنهم ارسلوه لانهم ظنوا ان الهجمة ستأتي علي حين غرة و ان مملكة الشمس المشرقة سترسل قائد ليس بهذا الذكاء

و لكنهم يا لسوء حظهم واجهوا شير

العبقرية العسكرية التي لا مثيل لها

و ظلت الموجات تتوالي حتي وصلت خسائر نوديا الي ما يزيد عن الالف جندي و في تلك اللحظة امر قائد جيوش نوديا

كامل الجيش بالهجوم ليبدأ تسعة عشر الف جندي

او اقل بقليل بالهجوم علي ما لا يزيد عن ستة الاف جندي

و لكن في اللحظة ذاتها ارسلت الاشارة النارية لتحتشد الفرق مكونة تشكيلة دفاعية عبارة عن التكتل علي شكل مستطيل مع امساك كل جندي بدرعه مغطيا به كامل جسده

و في نفس اللحظة خرجت الفرقة الخاصة بشير من احد ابواب المدينة الجانبية

و خرجت فرقة راي من خلف جيوش نوديا

لتحاصر جيوش نوديا من الجهات الاربعة

امامهم الموت من يولوكس و فين لونغ

و خلفهم راي

علي يسارهم شير و علي يمينهم الجبال

منطقة مغلقة من اربعة جهات

و في لحظة واحدة جنود شير كونوا تشكيلة اختراق قسمت جنود نوديا الي نصفين

و من ثم بدأ الرماة من فوق اسوار القلعة بارسال موجات لا متناهية من الاسهم

لترتوي الارض في ذلك اليوم بالدماء

ليصبغ في ذلك اليوم شعر الجنود

يصبغ بلون يرعب كل من يراه

يصبغ باللون الاحمر القاني

لون دماء الاعداء

لون دماء المعتدين علي الوطن

في هذه المعركة قتل قادة شير الاربعة

في هذه المعركة قتل كل جندي في جيش شير

ما لا يقل عن اثنين

في هذه المعركة تم تأليف اكثر الاشعار ملحمية

في هذه المعركة تم رسم اكثر الصور دموية

في هذه المعركة اصتبغت اسوار المدينة باللون الاحمر

في هذه المعركة قتل ما يزيد عن ثلاثين الف جندي

بعد هذه المعركة ذاع صيت شير كأفضل عبقرية عسكرية في التاريخ

و لكن هيهات

الظالم دائماً ما سيظلم

و هذا هو ما حدث

بعد هذه المعركة تم عزل شير من منصبه كقائد عسكري

تم نفيه بعيداً عن موطنه

و لكن هذا لا يعني انها نهاية الاسطورة

قد يعني هذا انها البداية

--------------

اي اعطونا ارائكم و تعليقاتكم

تأليف

صلاح الدين & يوسف العازمي & يوسف اليازجي

2017/07/03 · 316 مشاهدة · 1390 كلمة
alazmi0yousef
نادي الروايات - 2024