مئة سنة لعينة
بعد خمسة سنوات من معركة يوبي
تستطيع الان رؤية حشد عملاق من الجيوش
حشد يفوق الثلاثين الف جندي
و لكن يالغرابة الامر
فعلي عكس المتوقع يبدو في عيونهم نظرة فقدان للامل
نظرة تبين الي اي حد تدمرت عزيمتهم
نظرة توضح مدي قوة اعدائهم
هيا .. انظر الي الاعداء
ما هذا
انه جيش لا يزيد عن عشرة الاف جندي
هو يبدو كجيش عادي جداً
و لكن لتقترب قليلا من الجنود
جميعهم يحملون مطارق حديدة عملاقة
يوجد علي وجوههم بعض العروق الظاهرة
جميعهم اصحاب عضلات عملاقة
تبا لما هم بهذه القوة
لا احد يعلم
هيا عد بسرعة
ففي تلك اللحظة بدأ الجيشان بالالتحام
بضربة واحدة يسقط خمسة
و بضربة اخري يسقط سبعة
هذا هو ما كان يفعله الجنود الاشداء الاقوياء
-----------------
و لكن من اين بدأ كل هذا
في عصر الحروب هذا
و قبل اربع سنوات
كان هناك اربعة ممالك
هي من تبقت:
مملكة باتيا هي اقواها
تاتي بعدها امبراطورية جوتيا
امبراطورية سانيا
و اضعفها هي بلاد الشمس المشرقة
و لكن قبل ثلاث سنوات سقطت مملكة باتيا
و احد اكبر حلفاء بلاد الشمس المشرقة و احد اهم اسباب بقائها
علي يد تحالف بين جوتيا و سانيا
و قبل سنة واحدة بدأ تحالف بينهما مرة اخري
لاسقاط بلاد الشمس المشرقة
من الاشياء التي يجب ان تقال :
ان مملكة باتيا اشتهرت بتفوقها في العلوم و خاصة الكيمياء
و بعد سقوطها استولت مملكة جوتيا علي علومها بالكامل
فقد كان الاتفاق الاراضي لسانيا
و باقي الاشياء لجوتيا
و السبب كان بسيط جدا
سانيا كانت الاصغر مساحةً
و بالرغم من ذلك
كانت الاكثر سكاناً
.. بعدما استولت جوتيا علي علوم باتيا بستة اشهر
ظهرت وحدة قتالية غريبة
كان عددها لا يزيد عن الف في البداية و ظلت تكبر و تكبر حتي اصبح عددها عشرين الف فارس
لقد كانت من الفرسان فقط
لقد كانوا شديدي القوة
لقد كانوا شديدي السرعة
لقد كانت سرعة بديهتهم شيطانية
و لكن هؤلاء العشرين الف
بعد بدأ الحرب علي بلاد الشمس المشرقة
استطاعوا تدمير نصف جيوشهم الاساسية
اكثر من ستين الف جندي قد تم تدميرهم علي يد هذه الوحدة
و لكن السبب ليس قوتهم وحدها
و لهذا تم تسميتهم الشياطين
بل قدرة قائدهم الفائقة علي اختيار الاستراتجيات
فقد كان هذا هو القائد الذي قاد جيوش التحالف ضد باتيا
و لهذا لقبه الكل بملك الشياطين
و معظم الناس ظنوا في البداية انه شير
و لكن ما لم يكن يعرفه الا كبار القادة
هو انه ليس شير
بالرغم من انه قريب جداً له
لا انه ليس اخيه
انه ليس صديقه
اجل انه ابنه
لم يكن شير متزوجا
و لكنه تبني هذا الفتي عندما كان في بداياته كقائد عسكري
فقد علمه والده من صغره – الذي كان قائد عسكري بدوره -
" ان لم تملك شيئاً تقاتل من اجله
اذن لا تقاتل "
و هذا هو الحال معه
فقد تبناه و احبه كأبنه و هذا الفتي احب شير كوالده
و لكن بعد نفي شير و نفي الطفل معه الذي كبر ليصبح شاب عمره لا يزيد عن الثمانية عشر عاماً
اختفي فجأة
ليظهر بعدها بعام كامل في مملكة جوتيا كقائد عسكري بها
----
كانت هذه المعركة التي بدأت في تلك اللحظة
هي اخر امل لبلاد الشمس المشرقة او هذا ما كان يظنه الناس
فقد خرج الملك اخيرا بعد ان اختبئ لمدة ثلاثة اعوام داخل قصره الحصين
خرج كقائد لوحدة قتالية مدربة
و قد كانت الاخيرة
و لكنه هزم في ثلاثين دقيقة
و بعد بضعة ايام وصل امبراطوري جوتيا و سانيا الذين اجتمعا في قصر تم انشاؤه في اجمل مكان بين حدود الدولتين
هدية
رأس
رأس في علبة هدايا
---
بعد مقتل الملك تولي ابنه الاكبر الحكم و ياللحظ
فقد كان اكثر ذكائا و حباً لوطنه علي عكس والده الذي لم يهتم الا بعرشه
و لهذا اول ما فعله هو ارسال شخصاً لاحضاره
لاحضار الوحش
..
منذ خمسة سنوات تم نفي شير
الي قرية في اقاصي الحدود مع سانيا تسمي "دين تو"
موجودة علي هضبة عالية
تجعلك تستطيع رؤية احد اقوي حصون بلاد الشمس المشرقة حصن "ديو تو"
و لهذا دائماً كانت قرية "دين تو" دائماً ضمن اي خطة لاسقاط بلاد الشمس المشرقة
و لكن بالرغم من كل هذا لم يهتم بها الملك باي شكل من الاشكال
و لكن بعد بدأ الحرب
اكثر ما اثار دهشة كل القواد هو عدم حصولهم علي اي تقرير يفيد استيلاء سانيا عليها او حتي اقتراب
و لم يحاول احد معرفة السبب
و لكن الان و فقط الان
المبعوث الذي ارسله الملك الجديد " ناجاكاتسو "
ادرك السبب خلف هذا
فما ان وصل الي القرية وجدها خالية تماماً من الرجال
وجد فوق الاسوار متسول قوي البنية يرتدي جلباب قديم
يشرب الساكي
يبدو و كأنه لم يستحم منذ خمسة سنوات
ذو لحية رمادية اللون
يصرخ في بعض الاشخاص خارج اسوار القرية الخشبية القديمة
و هو يضحك ضحكات هيستيرية سببها شربه
فجلس ذلك المبعوث بالقرب من هذا المتسول
و هو ينظر له قبل ان يأخذ اي لمحة عما يحدث خارج القرية
وجده يصرخ بصوت عال
" موري يا ايها الاحمق
كيف تريد حماية القرية و انت لا تستطيع قيادة حصان ايها الاحمق "
" و انت يا كورو
قيادتك للحصان جيدة .. هيا ابدأ بالتدرب علي القتال من فوقه"
و ما ان نظر امامه
حتي انصدم
فمن كلام هذا المتسول يبدو الامر و كأنهم يدرب بعض الاشخاص علي
القتال باستخدام الاهداف القشية
و لكن ما كان امامه لم يصدقه
فقد كان هؤلاء الاشخاص يتدربون ... علي اهداف حية
ليست حيوانات .. او اشخاص مقيديين
بل كانوا يتدربون اثناء وقوع معركة
فبالنظر بعيداً يمكنك ان تري مخيم الاعداء الملئ بالفوضي
و الجنود المحتشدين الذين ارتبكوا من غرابة ما يحدث
و يمكنك رؤية بعض الجنود الحائرين مما يحدث بهم
فهناك فتي لم يتعدي الخامسة عشرة يحاول القتال بسيفه خشبي
و فتاة صغيرة تمسك بيديها الرقيقتان احد الاقواس التي كانت مرمية هنا او هناك
و تحاول التصويب به علي احد الجنود الذين اصيبوا بالشلل من هول الصدمة
و من بعيد يمكنك رؤية راهب كبير في السن يقاتل الجنود بعصا خشبية يمسك بها بكلتا يديه و يرديهم قتلي بضربة او اثنتين علي الرأس
و في احد الزوايا يمكنك رؤية رجل يمتطي حصان و يقع منه كل بضعة دقائق ليبدأ بالضحك و من ثم قتل بعض الجنود ليعاود ركوب الحصان مرة اخري
كل هذا يحدث اثناء اعطاء هذا المتسول لهم الاوامر و النصائح و هم يتدربوا
فيقول لهذا الفتي
" عليك استخدام كامل قوتك اثناء كل تلويحة بالسيف "
و يقول للفتاة
" خذي وقتك في التصويب اهتمي بالدقة اولاً و بعدها اهتمي بالسرعة "
و من ثم ينظر الي فتي شاب اخر يقوم بتفادي كل الضربات الموجهة له
" استخدم خفتك و مرونتك في شئ اكثر افادة ايها الاحمق "
ليبدأ بالضحك بجنون عندما رأي كيف يقاتل هذا العجوز و هو يقول
" هذا العجوز الوغد يقاتل جيداً "
و بعدها فجأة لاحظ المتسول المبعوث و نظرة الصدمة البلهاء الظاهرة علي وجهه
" اي وحش هذا الذي يجعل القرويين يصلون الي تلك المرحلة "
---------------------------------------
انتهي الفصل
ننتظر تعليقاتك و ارائكم
مع تحيات
صلاح الدين و يوسف العازمي