بعد عودة لوسي إلى غرفته مع روبين،أمر القبطان بتنظيف جثث القراصنة و رميها في البحر،ثم شرع العمال في تنظيف أي آثار للدماء بينما كان القبطان يقوم بتهدأة المسافرين على متن السفينة أثناء الإعتذار لهم عن كل هذا.

على الرغم أنه لم يكن خطأه،لكنها لا تزال شكليات عمل.

بعد أن عاد الهدوء إلى السفينة،كان القبطان العجوز يفكر في كلام لوسي الأخير و عن "المكافأة".

عرف القبطان أن لوسي يريد المال،لقد أخبره أنه سوف يعطيه ما يريد طالما يحل لهم هذا الوضع،على الرغم من أنه لم يكن يتوقع أن ينجح لكنه فعل,لهذا عليه أن يوفي بجزئه من الإتفاق.

......

سرعان ما حل الليل على البحر الأزرق.

داخل غرفة لوسي، كانت روبين نائمة في سريرها بينما لوسي جالسا على الكرسي و هو يفكر في شيئ ما.

"يجب أن يتصل بي القبطان قريبا من أجل المال." كان لوسي يلمس ذقنه بيده اليمنى و هو يفكر.

"في الأصل كنت سوف اطرد هؤلاء القراصنة على أية حال،لكن لا ضرر من الإستفادة قليلا من هؤلاء الأغنياء هنا،بالإضافة إلى أنني أحتاج إلى المال أيضا لإكمال رحلتي دون أن أضطر للسرقة أو شيئ من هذا القبيل.."

"لكن يبدو أنه علي تغيير خططي قليلا.."

يتذكر لوسي ما حصل قبل قليل.

#إسترجاع#

بعد أن جعل لوسي روبين تنام،خرج متسللا لأنه أحس بوجود شخص يراقبه عندما كان يتعامل مع القراصنة سابقا.

فجأة،رأى ظل شخص يراقبه،لم يستطع تحديد شخصيته لكن لوسي بإمكانه التأكيد أنه لم يره من قبل.

تضاهر لوسي و كأنه لم يرى شيئا و استمر في التجول بشكل عرضي في الزوايا الصعبة في السفينة.

فكر لوسي قليلا،كام الضلام و الليل يعيق الرؤية و هذا جيد له،لن تكون هناك أي مشكلة في التعامل معه الان.

فجأة،توقف لوسي و صرخ داخليا:

*سورو!!*

قام بتنشيط سورو إلى أقصى حد يستطيع القيام به.

سرعان ما ضهر خلف المتجسس الذي فشل في الرد في الوقت المناسب.

*شيغان!*

*بيو!*

إخترقت أصابع لوسي كتف المتجسس لأن هذا الأخير نجح في المراوغة قليلا.

كان لوسي يستهدف رأسه في المقام الأول،لكنه فشل.

"اللعنة!لم انجح في القضاء عليه بشكل صامت!" لعن لوسي إخفاقه.

كان العميل يلهث بينما يقطر الدم من كتفه،ينظر إلى لوسي يحدق ممزوج بالخوف.

صرخ العميل:*جيبو!*

(جيبو هي تقنية المشي فوق القمر التي تسمح المستعمل بركل الهواء للطيران.)

في اللحظة التالية بدأ العميل يركل الهواء أثناء صعوده إلى السماء و بدأ يبتعد تدريجياً عن السفينة بصمت!

"اللعنة إنه يحاول الهروب!" شتم لوسي بصوت منخفض.

كان العميل يهرب،نظر لوسي إلى محيطه،لم يكن هناك شخص هنا و يبدو أن الضجة لم تصل إليهم.

اتخذ قراره و زفر.

أشار بإصبعه نحو اتجاه العميل.

"الشعاع الأزرق!"

*بووووم!!"

ضرب شعاع أزرق العميل الشي لاحظ الخطر و أراد الهرب عن طريق الغوص و لكن بعد فوات الاوان.

*إنفجار!!*

هز انفجار الشعاع تلك المنطقة من الماء التي حاول العميل الهرب عن طريقها.

ارتفعت المياه من البحر لتشكل موجة بطول 5 أمتار.

لم يرى لوسي جثة العميل،لقد احترقت كلها و إن كان لا يزال هناك القليل فقد جرفته مياه البحر.

سرعان ما جذب هذا العمل انتباه العديد من العمال على متن هذه السفينة.

*سورو!* إختفى لوسي من الموقع.

عندما وصلوا إلى الموقع لم يجدوا شيئا.

"هل كان ملك بحر يمر من هنا؟" شحب البحارة عندما فكروا في هذا الإحتمال.

#نهاية الاسترجاع#

.....

*طرق! طرق! طرق!*

خرج لوسي من أفكاره عندما طرق أحدهم باب مقصورته،نهض من مكانه و فتح الباب.

ما رآه كان وجه عجوزا ذو لحية بيضاء و قبعة بحار نموذجية.

"هوهو،اذا إنه السيد القبطان هنا للزيارة؟" قال لوسي بينما كان يحدق في الحقيبة الكبيرة التي كان يحملها الرجل العجوز.

"مرحبا أيها المنقذ...لقد أتيت هنا من أجل-" قبل أن يكمل القبطان كلامه قاطعه لوسي.

أولا ،أنا لست منقذا،انا فقد عقدت معك اتفاقا و حان الوقت لتسدي وعدك من الاتفاق،شكرا على تعاونك." قال لوسي ثم أخذ الحقيقة من يد الرجل العجوز.

"كم هنا؟" سأل بشكل عرضي بينما كان يفتح الحقيبة و ضهر لي بصره العديد من الاوراق النقدية من فئة 10 ألف بيلي.

"إنه ما مجموع 200 مليون بيلي أيها المنقذ." حاول القبطان تجاهل نظرة لوسي أليه عندما وصفه ب"المنقذ"مرة أخرى.

"و هل هذه الاموال كلها كانت تخصك؟" سأل لوسي مع أنه خمن الإجابة بسبب شخصية القبطان و كيف يجيد التلاعب بالكلمات.

"لا لا،لقد تطوع العديد من المسافرين هنا على "التبرع" بالمال للمنقذ الذي أنقذ حياتهم." قال القبطان بينما كان يمسح العرق من جبهته.

طرد لوسي الرجل العجوز بأدب لأنه أراد الراحة قليلا،لقد كان متعبا قليلا من المعركة مع القراصنة،ثم ذاك العميل الذي ظل يزعجه.

خرج القبطان ثم اقفل لوسي الباب جيدا و عاد لينام،لم ينسى أن يضع الحقيبة في مكان آمن أيضا.

.....

مرت أيام لوسي التالية في السفينة بشكل عادي،لكن إن كان تغير شيئ ما،فسوف يكون أن لوسي ظل في غرفته مع روبين و نادرا ما غادر.

أما روبين،فقد كانت تدرس كالعادة لأنها شعرت بالملل الشديد،و كانت أيضا تراقب لوسي و هو يتدرب في بعض الأوقات.

بعد أسبوع من مغادرة لوسي لأوهارا،أخيرا وصلوا إلى جزيرة.

كان لوسي و روبين يقفون على سطح السفينة في مواجهة القبطان العجوز.

كانوا يرتدون نفس ملابسهم التي غادروا بها لكن هذه المرة لم يكلفوا نفسهم عناء التنكر بوشاح أو قبعة لأن العميل من الحكومة العالمية قد تم الإعتناء به.

"هل أنت متأكد حقا من البقاء على هذه الجزيرة يا سيدي المنقذ؟" سأل القبطان العجوز الشاب أمامه.

كان لوسي قد إعتاد على طريقة المخاطبة هذه التي يناديه بها القبطان و لم يعلق عليها بعد الان و لكنه أجاب على سؤاله.

"نعم،سوف أبقى في هذه الجزيرة النائية قليلا، لدي أشياء لأفعها هنا."

كانت الجزيرة التي وصل إليها لوسي جزيرة غير مأهولة من طرف الإنسان.

كانت أمثل مكان لكي يتدرب فيه لوسي و يصقل قدراته القتالية جنبا إلى جنب مع القوى الست و قوة فاكهته الشيطانية.

"بما انك مصر يا سيدي المنقذ فلا يمكنني سواى أن أساعدك قليلا." أشار القبطان بإصبعه إلى قارب صغير كان راسيا على شاطئ الجزيرة.

كان القارب يبدو كالقزم بالنسبة للسفينة التي كانوا فيها.

لكن لوسي لاحظ أن هناك صناديق على القارب،سرعان ما نظر إلى الرجل العجوز و قال:"أيها الرجل العجوز....أنت.."

"لا عليك لا عليك." قال القبطان بحسرة و لكن يبدو أنها كانت حسرة عن شيئ ما في الماضي و لا يتعلق الأمر بلوسي.

"لو لم تكن موجودا لإنقاذنا من القراصنة ذاك اليوم،فكانت هذه الأشياء لتقع في أيديهم على أية حال.." تنهد القبطان و استمر.

"اسمعني أيها المنقذ الشاب،عندما كانت في عمرك أردت أن أكون جنديا بحريا يحمي العدالة،عندما أصبحت في منتصف العمر كنت راضيا عن إيجاد وظيفتي كتاجر و اكمال حياتي ببساطة،عندما أصحبت في هذا العمر أردت فقط النجاة من الموت مهما كانت الطريقة،حتى لو كانت عن طريق التفاوض مع قراصنة أشرار.."

"عندما آراك اتذكر نفسي عندما كنت صغيرا...لكن الفرق هو أنك بالفعل ذاك البطل الذي أردت أن أكونه." اختتم العجوز كلامها بتنهد طويل على عمره الضائع.

"لن أؤخرك أكثر من هذا أيها المنقذ الشاب،مهما كان الشي تريد القيام به،فلا تفقد قلبك."

ربت القبطان على ضهر لوسي من الخلف لانه كان أقصر من أن يصل إلى كتفه.

ظل لوسي صامتا عندما هبط هو و روبين من على السفينة التي قضو فيها أسبوعا.

"شكرا ايها العجوز..."

تمتم لوسي بينما كان ينظر إلى السفينة التي بدأت في الإبحار ثم أضاف.

"لكنني لست بطلا."

إلتفت إلى روبين الي نظرت إليه و قالت:" لا يا لوسي،أنت بطل."

"لا أريد أن أكون شيئا عظيما كهذا،أريد فقط أن أعيش هذه الحياة بدون أي ندم و على أكمل الوجه" ربت لوسي على رأس روبين الصغير.

"حسنا كفانا من هذه الدراما الغبية و هيا بنا إلى العمل روبين!" قال لوسي بمرح لروبين.

"حاضر لوسي!" صرخت روبين ثم تبعت لوسي إلى القارب الصغير الراسي.

----------------------------

يتبع....

(لن يكون هناك فصول غدا).

2023/08/16 · 182 مشاهدة · 1193 كلمة
Truck-san
نادي الروايات - 2025