"روبين،تراجعي قليلا.." أمسك لوسي بالفتاة الصغيرة و أخذها إلى مكان آمن ثم بدأ يمشي نحو القبطان العجوز بهدوء.
جذبت تحركاته انتباه القراصنة و المسافرين.
من يجرأ على التحرك حاليا في هذه السفينة بدون إذن من لوربون؟
ليست لديهم القوة في أرجلهم لكي ينهضوا أصلا!
"هممم؟من هذا الشقي الصغير؟" نظر لوربون إلى لوسي الذي مهما رآه،يمكنه القول أنه يبلغ من العمر 15 سنة على الأكثر.
و على الرغم من أن لوسي بطول 1.83 سنتم،إلى أنه يعتبر مجرد قزم آخر بالنسبة للوربون العملاق ذو الأربعة أمتار.
وصل لوسي بجانب القبطان الساقط على الأرض و نظر إليه بدون تعبير ثم قال:"مرحبا أيها العجوز..أقول..إن أردت النجاة من هذا الموقف فيمكنني مساعدتك...لكن ما الثمن الذي يمكنك دفعه؟"
"؟؟؟"
نظر القراصنة إلى لوسي كما لو كانوا ينظرون إلى أحمق صغير يقول نكتة.
حتى البحارة الذين ظنوا أن لوسي لديه خطة من نوع ما و اشتعل القليل من الأمل فيهم سرعان ما خفضوا رأسهم بخيبة أمل.
ساد صمت غريب فجأة على السفينة التي كانت تتعرض للنهب.
ثم سرعان ما اندلعت أصوات الضحك الهستيرية.
"وهاهاهاهاها! انظروا من سوف ينقذ السفينة و يضرب الأشرار!"
"بجدية~هل يضن نفسه بطلا ام ماذا!"
"هل تضررت خلايا دماغه من الخوف المفرط أم ماذا"
"هاهاهاهاها."
كان لوربون أيضا يستمتع بهذا المهرج الصغير أمامه،ضحك بشدة لدرجة الموت،و لكن هل سيبقى قادراً على الضحك بعد قليل..؟من غير المرجح.
كانت روبين التي تراقب من بعيد تنظر بغضب إلى هؤلاء القراصنة الذين سخروا لوسي و كلامه.
كل ما يقوله لوسي صحيح!إذا قال لوسي أنك على خطأ فهو على حق!كيف تجرأ هؤلاء الأشخاص القبيحون على الضحك عليه؟
فجأة تمنت روبين لو امتلكت روبين القوة لقتل هؤلاء الغوغاء بنفسها و لكي لا يلطخ لوسي يده بدمائهم القذرة.
سوف تستمر هذه الفكرة الصغيرة في ذهن روبين في الإتساع شيئا فشيئا مع مرور الزمن إلى أن تنفجر في هوس و جنون مطلق....لكن هذه قصة ليوم آخر.
بالعودة للوسي،الشاب الذي تسبب في كل هذا الإضطراب،كان لا يزال ينظر إلى الرجل العجوز القصير أمامه بدون أي تعبير.
"لقد سألتك...هل أنت مستعد لدفع ثمن جعلي أساعدك؟" قال لوسي.
كان القبطان العجوز مرتبكا،فشلت المفاوضات مع القراصنة قبل قليل و قد تم الحكم عليهم بالعيش بقية حياتهم كعبيد،و فقط عندما استسلم و وقت في اليأس أتى إليه هذا الصبي يخبره بإستعداده على مساعدته طالما يدفع الثمن المناسب؟
'يا له من يوم...' تنهد العجوز في ذهنه.
"سوف أعطيك كل الأموال و الذهب الذي تريد طالما تحل هذه المشكلة التي نحن فيها!" قال القبطان بصوت عالي سمعه كل من في السفينة.
توقف لوربون عن الضحك الهستيري بينما يحدق في لوسي و القبطان بغضب،برزت العروق في رأسه بينما صاح على أتباعه:
"اقتلوا ذاك الشقي اللقيط!!"
"حاضر قبطان!"
تحرك اقرب قرصان من لوسي و لوح بسيفه نحوه لكي يقطعه إلى النصف.
"سورو!" صرخ لوسي،ثم اختفى عن أنظار الجميع في اللحظة التالية.
"أ-أين ذهب؟!" كان المهاجم مرتبكا،لكن قبل أن يتحرك للبحث عنه،سمع صوتا من الخلف.
"هل تبحث عني؟"
جاء صوت لوسي الهادئ من خلف القرصان،مان لوسي يثبث إصبعه السبابة على رأس القرصان ثم صرخ."شيغان!"
*بام!*
تناثرت الدماء الطازجة،اخترق اصبع لوسي رأس القرصان و أحدثت ثقباً عميقا في الجمجمة.
تناثرت مادة الدماغ البيضاء الممزوجة مع الدماء الحمراء في الأرض.
سقطت جثة القرصان على الأرض،كانت عيناه مفتوحة على مصراعيها،كان يحمل تعبيرا من الكفر و عدم التصديق.
بالعودة إلى المتفرجين،كانوا صامتين بينما يحدقون في رهبة من لوسي.
ليس و كأنهم لم يروا كيف مات اولائك البحارة الثلاثة عندما قاتلوا القراصنة.
لكن ذاك الشاب إختفى للتو و ضهر مرة أخرى خلف القرصان!و الاكثر أنه اخترق رأسه بإصبعه فقط!
إزداد غضب لوربون ثم صاح بجنون:"يا رجال!قطعوه اربا اربا!!"
اندفع كل القراصنة نحو لوسي،كان البعض يحمل البنادق و اخرون يحمل السيوف،و هناك من يحمل أسلحة مختلفة أخرى كالسلاسل و الكرات الحديدية.
*بام! بام! بام!*
تم إطلاق العديد من الرصاصات النارية نحو لوسي.
سورو مرة أخرى!
*وووووش!!"
إختفى لوسي ثم ضهر أمام قرصان يحمل بندقية و ألقى بلكمة على وجهه كسرت فكه.
أسقط القرصان البندقية من شدة الألم.
لكن قبل أن تسقط في الأرض حملها لوسي.
*بام!*
أطلق النار مباشرة على رأس القرصان الشي لكنه قبل قليل!
انفجر رأسه في بركة من الدماء التي إنطلقت مثل النافورة.
"سورو!"
*بام!*
*بام!*
*بام!
..
.
.
*بام!"
كان لوسي مثل الشبح،يختفي عن الأنظار و عندما يعود للظهور يكون أمام أحد القراصنة موجها البندقية على رأسه،ثم يطلق النار مما يخلق بركة من الدماء و العضام.
حدق المسافرون على السفينة برهبة،بينما تقيئ البعض من الأطفال و النساء،كان الرجال يرتجفون.
أما بالنسبة لروبين،فلم تشعر بأي خطأ في موتهم،لماذا؟لأن لوسي من كان يقتلهم!
"تفذت الذخيرة...هاه." تمتم لوسي بينما كان يقف أمام قرصان مرعوب بينما حاول إطلاق النار،وجد أن البندقية قد فرغت،رماها على الأرض،ثم أمسك القرصان من عنقه.
رفعه بيد واحدة،بدا القرصان يتوسل و يصرخ من أجل الرحمة،لم يهتم لوسي لهذا الغوغاء و استمر في زيادة القوة على يده،بدأت ساق القرصان ترتجف،حاول التحرر من أجل تنفس بعض الهواء لكن لم يستطع،بدا لون وجهه يتغير،مل لوسي من هذه المسرحية و طبق قوة أكبر أدت إلى اختناق القرصان مباشرة و موته.
رمى الجثة على الأرض،حدق في المشهد أمامه،كان لوربون يحدق فيه بعيون غير مصدقة.
لقد حدث كل شيئ بسرعة،منذ بدأ لوسي الهجوم لم تمر سوى 30 ثانية أو أكثر بقليل.
لم يكن بمقدور لوربون المساعدة حتى وجد اتباعه في هذه الحالة.
بالعودة إلى لوسي،حدق في السفينة التي امتلأت الان بالدماء و الجثث المشوهة.
حدق في يده التي بل تزال تحمل القليل من آثار الدماء مما يدل على أنه المتسبب في هذا.
"لقد عرفت منذ البداية أنه سيتوجب علي فعل هذا...منذ أن أتيت إلى عالم ون بيس،هذا العالم عالم قذر،من الممكن أن اكون اكثر شخص على دراية بهذا،القمامة موجودة في كل مكان،لا أبرر القتل و لست قديسا يساعد الناس،كما أني لا أهتم بأحد في هذا العالم حالياً سوى تلك الصغيرة..." عندما قال آخر جزء من كلامه،كان يحدق في روبين التي تنظر إليه بعيون مشرقة.
"لن أناقش هذه المسألة التفاهة حول القتل و القتال مرة أخرى!" تمتم لوسي في نفسه ثم استدار ليرى لوربون يحدق فيه بكفر.
"كما رأيت يا رأس العضلات،مات جميع اتباعك الوضيعين،هل تريد اللحاق بهم؟ما رأيك؟" سخر لوسي من الرجل العملاق أمامه.
"أيها الوغد!!تسخر مني!" صاح لوربون و سيطر عليه الغضب.
اندفع نحو لوسي الذي ضل يراقبه بهدوء.
"حسنا،دعني اريد مدى إتساع العالم." اندفع لوسي نحوه بإسخدام سورو.
كانت سرعته اسرع بقليل من اندفاع لوربون،وصل إليه ثم شد قبضته و لكم.
*لكمة!*
كان لوربون يحمل فأسا عملاقة بطول مترين تقريبا،سرعان ما قام بالدفاع عن نفسه باستخدامها.
"كيوووك..!!" أحس لوربون بوزن الفأس يزداد عندما سقطت لكمة لوسي عليها.
"هااااااه!!!" صرخ لوربون عندما استعمل كل قوته ليدفع قبضة لوسي.
لكن دون جدوى.
لم يستطع إلى تحريك قبضة لوسي قليلا.
تراجع لوسي عن اللكمة مما خفف وزن الفأس،شعر لوربون بالارتياح معتقدا أنه تمكن من جعله يتراجع.
لكنه سرعان ما احس بالخطر آتي عندما رأى لكمة أخرى قادمة.
حمل فأسه مرة أخرى و دافع.
*لكمة!*
*لكمة!*
*لكمة!*
*لكمة!*
انهالت عدة لكمات على لوربون الذي كان يدافع بشكل يائس ،كان إعتداء لوسي شديدا،كل لكمة كانت تحمل قوة وحشية خالصة،لم يستطع شخص مثل لوربون متخصص في القوة أن يتعامل معها و لم يستطع سوى الدفاع بشكل بائس!
"اغغغغ!! من هذا الوحش السخيف!" صرّ لوربون على أسنانه بشدة،كان في وضع يائس،بإمكانه الإحساس أنه لن يصمد أكثر،كانت يديه تصرخ من التعب و الألم.
فجأة،توقف لوسي عن اللكم و تراجع بضع خطوات عن لوربون الذي كان يلهث بشدة.
"هيا حاول بجهد أكبر...أيها الضعيف." استهزء لوسي منه،اراد أن يلعب مع خصمه حتى الموت،سوف يجعله يغضب و يهاجم بشكل بائس و من ثم يضيقه اليأس الحقيقي!
"هذا الشقي...اللعنة!"
صرخ لوربون داخلياً،ثم في اللحظة التالية استدار و حرك جسده الكبير.
كان يهرب!
لقد علم لوربون أنه لن يستطيع هزيمة لوسي حاليا،لماذا يغضب من كلماته و يضيع حياته هبائا؟
"من الافضل أن أتراجع حاليا،لكن عندما أعود أقوى سوف اريك الجحيم!" لعن لوربون بصوت عالي ثم زاد سرعته و هرب.
"للإعتقاد بأن رأس العضلات هذا لن يقع في فخي..." صدم لوس من القرار الذي اتخذه لوربون.
"لكن هذا لن يغير شيئا!"
أشار لوسي بإصبعه نحو لوربون الذي اقترب من وصوله إلى سفينة القراصنة الخاصة به،كانت سفينة لوربون راسية بالقرب من السفينة التي ركب لوسي عليها.
قفز لوربون بكل قوته من السفينة التي مات فيها جميع اتباعه بطريقة وحشية،لكنه لم يهتم،طالما بقي حيا سوف يستطيع تجنيد بعض الأشخاص الآخرين.
عندما وصل إلى سفينته و أحس بالقليل من الأمان.
رأى الفتى الذي أهانه يشير بإصبعه السبابة نحوه،لم لوربون ما الذي يريد تحقيقه من هذا،لكن سرعان ما أتاه الجواب.
بدأت الطاقة الزرقاء الحارقة تتكون و تتزايد في اصبع لوسي.
سرعان ما أصبحت مثل شعاع الليزر الخاص بكيزارز لكن بلون مختلف.
"الشعاع الأزرق!" أعلن لوسي بقوة.
*وووششش!*
انطلق الشعاع من اصبع لوسي بسرعة خارقة إلى اتجاه لوربون الذي كان لا يزال يحدق في اصبع لوسي و لم يتدارك دماغه الموقف بعد.
*بام!*
*إنفجار!*
دوى صوت الإنفجار العالي عندما ضرب الهجوم جسد لوربون مباشرة و حوله إلى رماد،اتسع مدى الإنفجار إلى خمسة أمتار ليشمل السفينة كلها،تدمرت السفينة و سقط الخشب في البحر بينما احترقت الاشرعة،إحترق علم قراصنة الثور الاسود أيضا،غرقت السفينة كلها بدون أي أثر متبقي،و كأنها لم تكن هناك في المقام الأول.
حدث كل هذا بينما كان قبطان السفينة العجوز يراقب هذا التحول بعيون مفتوحة على مصراعيها،كان العمال و المسافرين في نفس الوضع أيضا،بينما كانت روبين تنظر بإعجاب متزايد إلى لوسي.
"لوسي أنت رائع كالعادة!" لاحظ لوسي الذي كان لا يزال في نفس الوضع روبين تقترب منه بمرح و بإبتسامة على وجهها.
"هاها،روبين،هل رأيت كيف لقنت اولائك الأشرار درسا؟" ضحك لوسي بينما نظف الدماء التي كانت لا تزال عليه بالليزر العنصري الموجود في جسده.
عندما أصبح نظيفا،حمل روبين على كتفيه كالعادة،ثم رأى العديد من النظرات موجهة إليه.
ينظر البعض إليه في رهبة،و البعض في إعجاب،بينما البعض خائف،هناك حتى من هو حسود.
"حسنا الطبيعة البشرية بعد كل شيئ." تنهد لوسي ثم استدار عائدا إلى غرفته.
لكن قبل أن يفتح الباب و يذهب إلى مقصورته توقف و قال:" أيها القبطان،لا تنسى مكافأتي رجاءا، و سوف أزعجك قليلا في تنظيف تلك الجثث."
و هكذا ببساطة،عاد لوسي إلى غرفته مع روبين.