في البحر الأزرق الصافي، كانت الرياح شديدة القوة و كأنها تنذر بوجود عاصفة عنيفة قادمة في الطريق،و كانت الأمواج الشرسة تهدر و كأنها في حرب،بينما كانت الأسماك تحت الماء تقتل بعضها البعض بدم بارد.
و في وسط كل هذه الفوضى،كانت هناك سفينة متسوطة الحجم تتصارع ضد هذا البحر الهائج،و في داخل السفينة و تحديدا في أحد الغرف الصغيرة.
كانت روبين جالسة على ضهر لوسي الذي كان يمارس تمارين الضغط كالعادة،اقترحت روبين بأن تكون بمثابة أتقال مساعدة في التدريب لكنها في الحقيقة أرادت فقط الجلوس على ضهر لوسي القوي.
كان لوسي يعرف دوافعها الطفولية بطبيعة الحال لكنه لم يآبه لها و تركها تفعل ما تريد.
"914...913..."
كان لوسي يلهث بينما يؤدي تمارين الضغط و العرق يتساقط من جسده على الأرضية الخشبية.
بعد أكثر من ثلاثة أشهر من مجيئه إلى هذا العالم،لم يتوانى لوسي في تدريبه و لو ليوم واحد و كانت هذه هي النتجية،ازداد عدد التمارين التي يمكنه ادائها عدة مرات.
..
.
..
"1000!"
إنتهى لوسي أخيرا من تمارين الضغط،نزلت روبين من ضهره و ذهبت لتقرأ كتابا عشوائيا بينما كان لوسي يقوم بالقرفصاء.
"لقد مرت ثلاثة أيام منذ أن بدأنا الإبحار و لكننا لم نصل إلى الجزيرة الاولى بعد...تنهد~لقد مللت من هذه التمارين الروتينية!" تذمر لوسي بإنزعاج.
*ضوضاء ضوضاء*
"همم؟ما هذه الضوضاء في الخارج؟" سمع لوسي فجأة ضوضاء كبيرة و على ما يبدو إطلاق نار في السطح.
سرعان ما عرف أن هناك شيئ يحدث في السطح، لبس ملابسه التي تغطي صدره ثم قبعته التي أخفت وجهه،امسك بروبين المرتكبة و حملها على كتفه ثم خرج من الغرفة.
إستخدم سورو و ضهر في سطح السفينة بسرعة.
سرعان ما رأى سبب كل هذا الضجيج.
رأى المسافرين الآخرين على متن هذه السفينة و هم جالسون في الأرض و أيديهم فوق رؤوسهم، بينما كان هناك مجموعة من الأشخاص ذوي المضهر الشرس يحملون البنادق و السيوف بينما يبتسمون بشكل شرير.
عرف لوسي الوضع الحالي بمجرد نظرة،تنهد بينما لعن داخلياً حظه الشيئ.
'يبدو أن هذه السفينة تم مهاجمتها من طرف القراصنة،و تم أخد الركاب كرهائن.' قال في نفسه.
في زاوية السفينة،كانت هناك ثلاثة جثث ميتة، بينما الدم يتسرب منها،من الواضح أن سبب تلك الطلقات النارية بات واضحا للوسي.
عرف لوسي أصحاب هذه الجثث،لقد كانوا عمالاً على متن هذه السفينة سبق و أن تفاعل معهم في الثلاثة أيام التي قضاها هنا.
رأت روبين لأول مرة في حياتها مشهداً لجثة ميتة،بينما الدم يتسرب و تنتشر رائحته في الهواء،لكن سرعان ما تجرف رياح البحر الهائجة رائحة الدماء.
ربت لوسي على رأسها بينما كان يطمئنها بصوت منخفض،لم ينتبه لهم أحد بسبب الضوضاء و الضحك المريع للقراصنة.
سرعان ما هدأت روبين يسبب يد لوسي اللطيفة،في نظر روبين،كانت يده ناعمة جدا رغم أن الحقيقة مختلفة،بسبب تدريبه المكثف،كانت يديه الإثنتين بدأت تفقد نعومتها السابقة و أصحبت قاسية يوم بعد يوم.
بعد أن تعامل مع مسألة روبين،سرعان ما رأى لوسي قرصاناً يبدو و كأنه الزعيم هنا.
كان رجلا يبدو في منتصف العمر،كان ضخما جدا،بطول أربعة أمتار أو أقل بقليل،كان عريضا و مفتول العضلات،كان يرتدي معطفا من جلود الحيوانات بينما أبقى المعطف مفتوحا مبرزا عضلاته الغير متناسقة و صدره المليئ بالجروح.
لم يكن بإستطاعة لوسي رؤية شعره بوضوح لأنه كان يرتدي قبعة جلدية مرسوم عليها وجه ثور أسود هائج.
يمكن لأي شخص أن يقول أنه كان رجلا شرسا من أول نظرة.
فتح الرجل الثور فمه مضهرا أنيابه الكبيرة و الحادة بينما نظر إلى الرهائن ثم قال:
"كيهاهاهاها!!أنا قبطان قراصنة الثور الأسود،المدعو بالثور لوربون! أعلن أنني إستوليت على كل الثروات في هذه السفينة!"
بدأ القراصنة في الضحك بجنون أكبر بينما ينظرون بإعجاب إلى قبطانهم المرعب.
لكن بالنسبة للمسافرين في هذه السفينة،كان هذا الإعلان بمثابة حكم الشيطان عليهم.
"لا يعقل..." قال أحد الأثرياء الذين كانوا موجودين بنبرة عدم تصديق.
"اللعنة!لم يكن يجدر بي السفر على متن سفينة بطاقم ضعيف كهذه!" لعن أحدهم بينما ألقى كل اللوم على البحارة الذين خاطورا بحياتهم من أجل الدفاع عنهم.
"الثور لوربون هو قرصان سيئ السمعة مع مكافأة تقدر بخمسة و ستين مليون بيلي!(65)" صرخ أحدهم بخوف.
بدأ بعض الأشخاص الضعيفي الإرادة في البكاء بالفعل بينما كانت النساء يرتجفن.
"إنتظر يا سيدي،ما رأيك أن نعقد إتفاقا."
و سرعان ما جاء صوت في مقدمة السفينة،خرج رجل عجوز قصير،كان يرتدي ملابس و قبعة البحار،كان ذو شعر أبيض بالكامل يدل على قدمه،و يمكن للوسي أن يعرف من النظرة الأولى أنه قبطان هذه السفينة الذي تكلم معه في أول يوم له هنا.
نظر لوربون إلى الرجل العجوز الذي يبدو كالقزم أمامه بغضب و قال:"صفقة؟من أنت أيها العجوز؟"
"أنا قبطان هذه السفينة يا سيدي." أجاب القبطان بأدب،لم يجرأ على أن لا يكون محترما و يتسبب في غضب لوربون و ثم يفقد فرصة القيام بصفقة.
"كيهاهاهاها!!جيد جدا! قبطان هذه السفينة؟إذا ماذا تريد هل أتيت للتوسل من أجل حياتك؟" سخر لوربون من الرجل العجوز أمامه بينما بدأ القراصنة الآخرون في السخرية منه.
"في...في الواقع يا سيدي،طالما تتركنا نذهب أنا و الناس في هذه السفينة بسلام، فسوف نتأكد من إرضائك بكل الكنوز بحوزتنا! أرجوك فقط جنب حياتنا،ما رأيك يا سيدي الكريم؟" بدأ القبطان في الكلام مع ذعر واضح في نبرة صوته،لقد أراد أن يساوم من أجل حياة الناس هنا بكل الأموال الموجودة على هذه السفينة حاليا.
لم يندم على هذا،لكن هل سيقبل القرصان الشرس أمامه بهذا العرض؟
"أترككم تذهبون؟! كيهاهاهاها!!يبدو أنك تسيئ فهم شيئا ما هنا أيها الرجل العجوز!عندما قلت أني سآخذ كل الثروات هنا،لقد قصدتكم أنتم أيضا!يباع العبيد بسعر جيد في العالم السفلي ألا تعلم؟!كيهاهاهاهاها!!" ضحك لوربون بجنون بينما كان يرى نظرة اليأس على وجه القبطان العجوز.
لقد كان يحب هذه النظرات اليائسة من الضحايا الذين يقتلهم.
لقد أصبح قرصاناً من أجل الأموال،لكن هناك جزء مجنون فيه يحب رؤية الذبح و التعذيب،يحب تعذيب ضحاياه عقليا و جسديا،و عندما ينظرون إليه بتلك النظرات...يحس بنشوة تفوق تلك التي يحصل عليها عندما يمارس الجنس!
لقد كان مختلا يستحق تلك المكافأة على رأسه.
"عبيد؟!"
"اااااه!! لقد إنتهى أمرنا!إنتهى أمرنا!"
"أمي أبي!لماذا الجميع يصرخون يبكي"قال طفل بينما كانت الدموع في عينيه و هو يرى الناس تبكي و تصرخ بجنون،لكنه لم يكن يعرف،ان أمه التي إعتاد أن يراها أقوى امرأة في العالم،كانت تبكي أيضا.
لكن و وسط هذا المشهد الدرامي،كان هناك شخصين لم يبالو و يضهروا أي ردة فعل بشأن كلام لوربون.
كان لوسي هادئا لأنه بالطبع واثق من قوته.
لم تكن غطرسة أو غرور،كانت ثقة.
بالنسبة لروبين،فهذه الطفلة تظن أن لوسي هو أقوى شخص في العالم،لماذا تخاف من ذاك العملاق القبيح الثرثار؟
"حسنا يا رجال!إبدئوا النهب!إن قاوم أحد فاقتلوه،لسنا بحاجة إلى العبيد الغير مطيعين،يمكنك إستعمال النساء الذين تريدون!كيهاهاهاهاهاه!!" صرخ لوربون بجنون على تابعيه الذين ضحكوا بجنون أيضا.
"روبين،تراجعي قليلا" قال لوسي بهدوء.
سوف يتم سفك بعض الدماء.