ينكشف المشهد أمامنا،كان عبارة عن فتى ذو شعر أسود مائل للأزرق يجلس مع فتاة صغيرة ذات شعر أسود و بشرة سمراء.
نظر لوسي بجدية إلى روبين المرتكبة بعد أن سمعت بأنه سوف يغادر الجزيرة لفترة من الوقت.
قالت روبين بصوت مذعور و نبرة خائفة:"لماذا عليك أن تغادر الجزيرة..."
"أحتاج إلى التدريب." قال لوسي ببساطة بينما إستمر في تناول وجبته.
"التدريب مجددا..." تمتمت روبين بصوت منخفض بينما أخفضت رأسها.
كانت روبين تحس بالحزن الشديد،سوف يغادر لوسي،الشخص الوحيد الذي يعتني بها هناو يتركها وحيدة،لم تستطع روبين تقبل هذا.
لا تريد البقاء وحيدة بعد الآن،ليس بعد أن جربت دفئ أن تكون محاطاً بشخص يهتم بك.
"اوي،ما بال هذا الوجه الكئيب؟" قال لوسي لروبين بعد أن لاحظها أنها على وشك البكاء لكنها كانت تحاول كبح دموعها.
"ه...هذا لأنك سوف تغادر و تتركني هنا لوحدي..."نظرت روبين إليه بحزن.
"ماذا؟متى قلت أنني سوف أذهب لوحدي و أتركك؟لا أتذكر اني قلت شيئا كهذا."أحب لوسي رؤية ردة فعل روبين المرتكبة.
على خلاف شخصيتها الهادئة المستقبلية،لا تزال روبين حاليا مجرد طفلة،على الرغم أنها عانت من طفولة قاسية،و أيضا عندها تكون مع لوسي تتصرف بشكل مندفع أكثر.
بالعودة إلى روبين المتفاجأة،نظرت إليه بدهشة ثم صرخت:"إذا أنت تقول....أنني سوف اذهب معك؟!"
"بالطبع سوف تفعلين،هل ظننتي فعلت أنكي سوف تبقين لوحدك."ضحك لوسي.
بدأت روبين تصرخ من السرور و تقفز في مكانها لكن بعد فترة نظرت إلى لوسي الذي كان يشاهدها بمرح ثم قالت:
"و ماذا سأفعل بدموعي الان؟!" قالت مزيفة نبرة غاضبة.
كان لوسي الذي يشرب كأس الحليب سكان يختنق،ثم بعد القليل من الضرب على صدره استعاد هدوئه و قال:
"لكنك لم تبكي اصلا..."
......
خرج لوسي من المنزل و هو يرتدي تعبيرا جادا على وجهه الوسيم.
لقد فكر جيدا في قرار إصطحاب روبين معه و توصل إلى أفضل حل و هو أن تبقى بجانبه.
في المقام الأول،لا يعرف لوسي أحدا غيره هنا بمقدوره الإعتناء بها في فترة غيابه،التي قد تستمر لشهور.
هل يطلب من عم روبين الاعتناء بها مجددا؟سخافة،لقد "سرقها" من بين أيديهم عنوة في المرة السابقة،رغم أنهم كانوا سعداء برحيها.
حتى لو إفترضنا أنهم قبلوا بها مرة،ماذا بعد؟ستعود روبين ليتم معاملتها كالعبد في ذلك المنزل؟و يتم التنمر عليها مرة أخرى؟حتى لو أراد لوسي أن يدعها مع كلوفر،فهو لا يعرف ظروف الشخص الآخر و لا يريد إحراجه بهذا الطلب.
فإن كان مستعدا للإعتناء بها لما تركها في تلك الحالة قبل أن تقابل روبين لوسي في المقام الأول!
و السبب الأكثر أهمية و الذي كان لوسي يحاول إنكاره هو بسبب أنانيته.
لوسي لا يريد أن تبقى روبين مع شخص آخر،إنه قلق عليها و سوف يبقى باله دائما مشوشا إن لم تكن معه، كيف سوف يتدرب و هو في هذه الحالة؟
بالطبع،لوسي واثق من أنه يستطيع حماية روبين أثناء الرحلة.
بقوة لوسي الحالية،جنبا إلى جنب مع قوة فاكهته الشيطانية،لوسي متأكد أنه لن يواجه الكثير من المشاكل في البحار الأربعة،و إن لم يصطدم مع مستعمل لوغيا اخر في النصف الأول من الغراند لاين لن يواجه أي مشكلة.
أما بالنسبة للعام الجديد،لن يصل لوسي إلى هناك،لا زال الوقت مبكرا جدا.
سيتم ضربه بشدة إن واجه أحد متقني الهاكي هناك.
و بنائا على كل هذه الاسباب،قرر لوسي أنه سوف ينطلق هو و روبين في رحلة بحرية بعد أسبوع.
و هناك شيئ آخر...سوف يتدرب لوسي حتى الموت في هذا الأسبوع المتبقي قبل الانطلاق!
.....
في الغراند لاين،و تحديدا بالقرب من أرخبيل شابوندي.
كان هذا الأرخبيل هو نقطة تجمع القراصنة من أجل العبور إلى العالم الجديد عبر تغطية السفن و الغوص نحو جزيرة رجال الأسماك.
لماذا يتعين عليهم تجنب الذهاب بطريقة عادية؟
السبب بسيط،كان هذا بسبب مقر البحرية،المارين فورد!
يعتبر المارين أقوى قاعدة بحرية على الإطلاق.
هناك حيث يجتمع كل نخبة مشاة البحرية المكونين من الأدميرال الخلفي،نواب الأدميرال،و القوة الرئيسية للبحرية!الأدميرالات!
جميع هذه الموارد و القوى البشرية يقودهم شخص واحد و هو أدميرال الأسطول!
يتجلى المشهد أمامنا الذي كان عبارة عن حصن مبني على الطريقة الصينية.
كان المبنى الأطول يشبه الحصن،كان مبنيا من اجود و أفضل أنواع المعادن و الأحجار.
كانت هناك كتابة عملاقة على المبنى مكتوبة باللغة اليابانية و تترجم إلى كلمة"العدالة".
هذه الكلمة لوحدها مدى تصميم البحرية على القضاء على الشر و الحفاظ على سلام العالم،من وجهة نظرهم على الأقل.
تختلف وجهات النظر و مفاهيم العدالة من شخص لأخر،و لا يمكن القول أن هذا خاطئ و الاخر صحيح.
على أية حال هذا موضوع ليوم أخر.
بالعودة إلى المارين فورد،داخل مكتب أنيق و مرتب،مليئ بالمستندات و الأوراق،كانت هناك لافتة معلقة على الباب تحمل كلمات"مكتب أدميرال الأسطول".
كان هذا هو مكتب أدميرال الأسطول كونغ،الشخص الشي يسيطر على كل مشاة البحرية في هذا العالم.
حاليا كان كونغ جالسا في مكتبة يتفحص ورقة بيضاء مليئة بالمعلومات مبدياً تعبيراّ جادا.
كونغ هو رجل طاعن في السن، متوسط القامة تقريبا، و عريض الجسم، يمتلك عضلات مصقولة و مفتولة.ذو بشرة سمراء ، عيناه سوداء صغيرة،يمتلك كونغ شعر أبيضا طويلاً مع بعض الخصلات السوداء المتبقية و لديه لحية طويلة غريبة الشكل مسسنة على شكل ثلاث جبال مقلوبة إن صح التعبير.
يمتلك ندبة كبيرة تحت عينه اليسرى تبرز كدليل على حياته المليئة بالقتال و المعارك التي خاضها في فترة خدمته، يرتدي رداء ابيض طويل الذي يخص القوات البحرية و ايضا يرتدي قميص احمر و سروال بني اللون، لديه قطعة قماش خضراء على يده اليسرى و يرتدي حذاء اسود اللون.
"لقد تخلصنا للتو من روجر و كلماته الغبية تسببت في جنون الناس في كل أنحاء العالم،بصفتنا مشاة البحرية و حافظي السلام في هذا العالم يتوجب علينا أن نقاوم هذا الشر و نحني العالم،سوف أصدر أمرا ببدأ التجنيد العالمي لكل قواعد البحرية الموجودة في هذا العالم!" قال كونغ بحزم بينما أصبحت نظرته مصصمة.
"هناك موضوع مزعج آخر،بناء على جواسيس حكماء العالم و مشاة البحرية فإن علماء الآثار في اوهارا لا ينوون أن يعيشوا حياتهم بهدوء....أفترض أن الحكماء الخمسة على علم بهذا،أتسائل ما هي ردة فعلهم بهذا الشأن."
كانت الحكومة العالمية تزرع العديد من الجواسيس في جزيرة اوهارا.
و حدث السيناريو الأسوء الذي لم يتوقعه لوسي.
......
في هذا العالم هناك من يدعون أنهم أحفاد منشئي هذا العالم،يلقبون أنفسهم بالألهة بينما يعيشون في أعلى نقطة في هذا العالم كي لا يتنفسوا هواء البشر العاديين،حتى عندما يخرجون من جنتهم لا يرضون أبدا أن يتفسوا نفس الهواء مع البشر القمامة،من وجهة نظرهم على الأقل.
كانت هذه هي الأرض المقدسة ماريجوا،حيث يعيش أحفاد الآلهة.
في ماريجوا حاليا،في غرفة السلطة.كان هناك خمس شخصيات غامضة في هذه الغرفة.
لا يمكن رؤية مظهرهم المحجوب بالظل،لكن يبدو و كأنهم كانوا يناقشون شيئا.
"لوسي راغنار؟" قال أحد الشخصيات الخمس في الغرفة.
"يستعمل القوى الست؟من أين تعلم هذا؟" قال آخر.
كانت الغرفة مظلمة للغاية لسبب غير معروف و لا يمكن معرفة من يتكلم لكن الأصوات كانت تختلف في كل جملة تُقال.
"ماذا تقترحون بهذا الشأن؟" جائت جملة أخرى في الظلام.
"حاليا علينا أن نراقب جزيرة مسببي المشاكل هؤلاء بصمت"
"أجل،لا يجب علينا التسرع،بمجرد أن نأكد التهمة التي عليهم لن ينجوا أحد،مستعمل واحد للقوى الست لن يغير مجرى الأمور أبدا."
إستمرت الاصوات في المناقشة بين بعضهم البعض،جاء صوت مختلف هذه المرة لم يشارك في المناقشات من قبل و قال:
"إذا،فلنطلب من السي بي 9 إرسال كل المعلومات المتوفرة عن لوسي راغنار إلينا في أسرع وقت، و لنتجاهله مؤقا،بما أنه لا يشكل أي تهديد حاليا،في غضون عام أو أكثر بقليل سوف ننهي تلك الجزيرة بمن فيها على أية حال"
"أنا موافق" قال صوت اخر.
"بالتأكيد."
"يجب علينا فعل ذلك."
"ليس لدي شيئ لأعترض عليه أنا أيضا."
جائت الأصوات الأربعة الأخرى على التوالي معربين عن إتفاقهم،و هكذا انتهى النقاش حول لوسي.
سرعان ما سقطت غرفة السلطة في صمت مخيف.
في الجهة الأخرى،لم يكن لوسي يعلم أنه دخل رادار حكومة العالم بالفعل،و بدأ أكثر الناس سلطة في هذا العالم بالحديث عنه.
......
البحر الأزرق الغربي،اوهارا.
مر أسبوع منذ أن قرر لوسي الذهاب في رحلة تدريبية هو و روبين في البحر.
بعد أن أقنع كلوفر أنه سوف يعتني بروبين و لن يدعها تصاب بأي مكروه،ذهب إلى التدريب كالعادة،لكنه لاحظ شيئا غريبا يحدث.
كان أحدهم يراقبه،لم تكن روبين،كان شخصا يستعمل القوى الست مثله.
ماذا يعني هذا؟ من يمكن أن يكون؟عرف لوسي الجواب بمجرد أن فكر لثانية واحدة.
بالطبع هم عملاء الحكومة العالمية!
لحسن الحظ لم يستعمل لوسي قوته في فاكهة الشيطان كثيرا و كان يركز أغلب وقته على تعلم القوى الست!
لحسن الحظ!
فكر لوسي في هذا الأمر كثيرا في الاسبوع الماضي و توصل إلى تحليل منطقي.
قبل ثلاثة أيام.
كان لوسي في غرفته بينا نامت روبين على المكتب بعد أن أنهكت نفسها في قرائة الكتب.
لوسي كان يفكر في الجاسوس الذي ضل يراقبه و لكنه لم يكتشفه إلى بعد مدة.
"منذ متى كان يراقبني؟"
"هل يعلم بشأن قوة فاكهتي الشيطانية؟من غير المرجح، إن علم حقا ثم أبلغ الحكماء الخمسة فسوف أكون قد تعرضت للهجوم من قبل كل العملاء في الجزيرة بحول هذا الوقت!"
"هناك تفسير واحد لهذا،الحكومة العالمية لا تعرف بشأن قوة فاكهة الشيطان الخاصة بي لكنهم يعلمون أنني أمارس القوى الست،بذكاء الحكماء الخمسة،لن يخاطروا بالكشف عن قواتهم في الجزيرة و تنبيه العلماء أنهم قد دخلوا رادارهم."
"إن تم إكتشافهم قبل أن تؤكد التهمة عليهم فسوف يهرب بعض العلماء من هذه الجزيرة و تبدأ مطاردة مزعجة،و هذا ما لا تريده الحكومة."
"على الأرجح لن يتحركوا ضدي حاليا لأني مجرد شخص واحد."
"و ماذا اذا كنت اعرف القوى الست؟لن يسبب هذا اي فرق! أضن أن هذه هي أفكار الحكماء الخمسة حاليا...و هم على حق..."
"تنهد...الكثير من الأفكار تؤلم الرأس حقا." تنهد لوسي ثم سمع فجأة صوتا رقيقا و مألفوا يدخل أذنه.
"اننن،لوسي...سوف أذهب معك..." كانت روبين النائمة تتكلم مع نفسها بينما كانت هناك إبتسامة لطيفة على وجهها.
"هاه،بماذا تحلم هذه الشقية..." ابتسم لوسي عند رؤية هذا المشهد اللطيف.
حمل روبين من المكتب ثم قبلها على جبهتها و أخذها إلى السرير لكي تنام بهدوء.
"فلتنامي جيدا."
الوقت الحالي.
عندما تذكر لوسي أفكاره قبل ثلاثة أيام،كان متأكدا بأن الحكومة لن تفعل شيئا،على الاقل حاليا.
لكنه لا يزال يتوخى الحذر و يأتي متنكرا إلى هنا.
أما أين كان؟ كان في ميناء جزيرة اوهارا،السفن الصغيرة و الكبيرة منتشرة في كل مكان.
كان لوسي سوف يركب على متن سفينة تجارية متوسطة الحجم و يسافر معها إلى الجزيرة التالية.
الشيئ المختلف فيه هو أنه يرتدي ملابس على غير العادة و يخفي وجهه.
كانت روبين الصغيرة كذلك تخفي وجهها بوشاح كبير ملتف حولها.
كان لوسي يرتدي قميصا ذو لون أسود مائل للأزرق بدون أكمام، و يرتدي سروالا أسود طويلا،يرتدي حذائا رياضيا أزرق اللون مع بعض الخطوط السوداء عليه،إختار هذا اللون لكي يتناسب مع لون شعره.
بالنسبة لروبين،كانت هذه اللولي ترتدي قميصا ذو لون أزرق غامق،و ترتدي فستاناً أسودا مخطط باللون الوردي،تلبس في أقدامها حذائا صغيرا ذو لون وردي.
قاموا بتغطية وجوههم بمختلف الطرق،روبين بالوشاح و لوسي بقبعة تخفي أكثر من نصف وجهه،لم يرتح لوسي أثناء إرتداء هذه القبعة لكنه أراح نفسه بأنه سوف ينزعها عندما يصعد على متن السفينة و يتأكد أنه ليس هناك أي جواسيس و عملاء للحكومة على متنها.
اقترب لوسي من روبين و رفعها ثم صعد على متن السفينة التي كانت تمتلئ بالمسافرين شيئا فشيئا.
"هل انتي مستعدة يا روبين؟" همس لوسي لها.
"نعم، فلنذهب في رحلة!" قالو بمرح بينما كانت تردد كلمة "رحلة" لكن و لحسن الحظ لم تجذب الاهتمام لأن الضوضاء من الناس الآخرين حجبت صوتها الرقيق.
ابتسم لوسي برفق تحت قبعته،ذهب إلى العمال و أعطاهم الأوراق التي تبثث هويته التي ابتكرها بمساعدة كلوفر، بعد اثباث الهوية اخرج القليل من المال و أعطاه للعامل ثم اكمل مسيره.
بعد نصف ساعة،بدأت السفينة في التحرك.
إلتفت لوسي إلى جزيرة اوهارا التي كانت تتقلص في بصره شيئا فشيئا.
همس لنفسه:"أشعر كما لو أنني عندما أعود إلى هنا...سوف تكون الأمور مختلفة عن هذا المشهد،كم هذا غريب،لن أقضي صور بضعة أشهر غائبا."
"ربما هذه مخيلتي فقط." حاول لوسي إقناع نفسه لكن الشعور السيئ لم يختف.
شد قبضته ثم قال بحزم:" لكن لا يوجد ما يمكنني فعله!أنا...أنا أضعف من أن أقاوم الحكومة العالمية!"
"لوسي هل انت بخير." سألت روبين التي كانت على جانب لوسي بقلق.
"اووه،روبين،لا تخافي أنا بخير...حسنا هيا بنا نأكل شيئا أنتي جائعة صحيح؟" غير لوسي الموضوع.
سال لعاب روبين عندما ذكر لوسي الطعام.
"طعام!طعام!طعام!طعام!" قالت بمرح.
عندما التفت لوسي للوراء مرة أخرى،كانت الجزيرة قد اختفت من بصره بالفعل....
أنا جائع.."
تنهد لوسي تنهداً طويلا.