يستلقي بيون في كومة من الخراب و الجثث تملئ المكان و رائحة الدماء تنثر رائئحة الموت في الجو , إن السماء الزرقاء تحورت لسماء سوداء ملبدة بالغيوم السوداء الماطرة و الرياح الغربية الباردة تهب بقوة جاعلتا البرد يتسلل الى عظام بيون حتى اصبح يشعر عظامه كالاغصان الجافة الأيلة للأنكسار بأي لحظة ,


يفتح بيون عينيه كي يجد نفسه ملقي على ظهره في منطقة مريبة مليئة بالخراب البيوت و الأسواق العامرة و القلاع الحصينة , الطواحين الشامخة , بارات الخمر , إسطبلات الأحصنة كل شيء تدمر و كأنها لم تعمر منذ مئات السنوات و كأنها لم تكن عامرة حتى الامس القريب لقد حل عليها ظل الموت فخربت العمران و زهقت الأرواح , كل شيء اسود الارض المحترقة و الجثث المتفحمة و المباني المدمرة لقد هوت المنطقة بخراب لم تشهده في تاريخها لقد توشحت المنطقة بأكملها بوشاح الموت الاسود لم تعد كما كانت و لن تعود لسابق عهدها , إن الصورة مشوشة بالكامل عيناي بيون الرمادية مشوشة شبكية عينيه تضررت كثيرا .


تسائل بيون في نفسه عن ما الذي حدث ؟ , و أين الجند ؟ لقد كانت المعركة محتدمة بشدة , نظر بيون الى جسده المصاب إن الدماء تنزف منه بكثرة و كأن جسده تخرم من كثرة الجروح و نزيفه للدماء و لون جلده اصبح شاحبا للغاية من شدة نزيفه للدماء ,


حاول بيون رفع جسده فوجد انه يوجد على رجله اليمنى صخرة متوسطة الحجم و لكنها كانت كافية لكي يشعر بيون بأن عظمة ساقه قد رضت و قدمه قد كسرت بعض عظامها , ان الصورة بدأت بالأتضاح قليلا فأن الضغط الهائل الذي كان على الشبكية بدأ يخف , إن المكان كله عبارة عن رماد و جليد "ما الذي حدث بحق خالق الجحيم هل انتهت الحرب أم ماذا"


بعد عدة محاولات للوقوف استطاع بيون رفع ظهره و اسنده على شيء وراءه لف رأسه ببطئ فوجد انها جثة .


" اللعنة !كيف؟ لما انت بالذات لما ! "


غضب بيون بشدة ولكن بعد ثورة غضبه رأى المدينة انها مدمرة بالكامل لقد تراقص الموت فوق سمائها و أحالها لخرابة , صعق بيون هو لا يستطيع ان يصدق حجم الدمار الذي حدث اخر ما كان يتذكره هو دخوله بقتال مميت .


رثى بيون صاحبه رثاء الخل لخليله "وداعا يا صاحبي لقد كنت شخص صالحا و الأن بما انني الذي بقيت على قيد الحياة هل انتصرت ام ماذا حصل لي "


صوت مهيب انطلق من مكان بعيد "انتصرت! ههها لا تمزح معي "


سمع بيون الصوت وسحب رجله من تحت الصخرة و استجمع قواه فأستطاع أن يقف ونظرإللى اتجاه الصوت فرأى شخصا غريبا للغاية توسعت حدقة عينى بيون و جفت قرنيته من هول الصدمة و ذهل بشدة مما رأى و كأنه يرى شبحا فتح بيون فمه ولم يعلم ما يقوله بلع ريقه بصعوبة بالغة وهو لا يصدق ما يراه إنها الطامة الكبرى .


"ما الذي يحدث بحق خالق الجحيم "


اشار الشخص الى السور الجليدي الذي يحيط بالقارة جمعاء و السور بدأ يذوب بسرعة هائلة و تتساقط الكتل الجلدية منه و تتساقط قطع الجليد الى قاع المحيط محدثة موجات مائية تحرك صمت السطح و تدخل من عبر الشقوق التي حدثت سفن بحرية حربية عملاقة , لم يرى احد مثلها من قبل و لو رأتها القبائل البدائية فلا عجب انها ستعبدها من شدة خشيتها .


صعق بيون مما رأه إن الامور تتراكم عليه و تركله بشدة في كل الاتجاهات جاعلة منه حائر غير قادر على الكلام و نزلت دمعة صغيرة من عينيه تخفف من جفاف قرنيته , العرق يتصبب من جبينه و لم يجرأ على قول أي شيء .


أشار الشخص الغريب إلى ناحية الشرق نظر بيون وكان جميع أصدقائه اصبحوا جثث هامدة غضب بيون بشدة مما رأه و بعد بدأ استيعابه للموقف وحك أسنانه و ضغط عليها بقوة ثم نظر الى ذلك الشخص بحقد اغتمره مما رأه ثم اشار الشخص الغريب إلى بطن بيون نظر بيون الى بطنه و كانت الدماء تنزف منها بشدة و امعائه قد ظهرت قليلا واعضائه الداخلية قد تضررت للغاية .


" انها الخيانة اذا "


تكلم ذلك الشخص اخيرا " انك ذكي كما عرف عنك يا بيون شين و الأن اغرق في الجحيم "


(بوابة الجحيم )


بدأ جسد بيون بالتفتت الى قطع صغيرة نظر بيون الى ذلك الشخص بنظرة وعيد و تحدي


" لقد خنتني ولن اغفر هذا ابدا ما حيت حتى لو أكل التراب عظامي سأرجع من أعماق الجحيم كي اخذ بثأري اعدك انني سأجعلك تتمنى الموت ألف مرة في اليوم ولن تجده أبدا لأنني انا بيون شين وانت تعلم كيف يكون غضبي و انتقامي "


سقط جسد بيون على الأرض وبدأ بالتحول إلى فتات صغيرة نظر بيون الى اجساد اصدقائه إن الكل يتفتت و يتناثر مع الرياح ثم فني جسد بيون و اختفى مع الرياح.


نظر الشخص " أذا كنت تريد ان تصبح ملكا للقارة لا تمازحني أنت لا شيء بالنسبة الى الرعب الذي يوجد خارج هذا الجليد"


( هذه هي نهاية رحلتك الأن أنا أؤمن يقينا راسخا بعودتك و لكن حتى ذلك اليوم لندع التاريخ و الزمان يجريان براحتهما )


و فجأة شيء يرن فتح الخط , صوت شخص متردد قلق خرج من الأداة "ألم نبالغ قليلا ؟! أذا أخذنا أجسادهم معنا كن لاستفدنا منها اكثر"


رد الشخص الغريب موافقا الشخص الأخر " معك حق و لكنها أوامر الأسياد و هل نجرأ على مخالفة أوامرهم , إن هؤلاء الضعفاء النكرات لديهم أهمية بالغة عند الأسياد "


وبعدها بعدة دقائق فتح بيون عينيه ليقف كل شعرة في جسده و ليصرع من الرهاب الذي أصابه


" هل أنا الان في الجحيم !"


والأن عند المكان الذي يوجد به ذلك الشخص امسك بأداة الاتصال


"هكذا اذا انتهت الحرب الصغيرة التافهة التي ضيعت وقتنا فلنكمل علمنا و عملنا اوراشيون هيا لا يوجد وقت للكسل فالحرب العظيمة قد بدأت بالفعل "

2020/10/20 · 292 مشاهدة · 910 كلمة
jloyxinia
نادي الروايات - 2024