2 - بداية الرحلة مرة أخرى 1

قارة أوراشيا و تحديدا في شمال شرق مملكة أيلندا الاتحادية تقع في ما كان يسمى قديما بمدينة أران اما الأن فهي عبارة عن مدينة أشباح خاوية من أهلها و عمرانها , حطام بيوتها يدل على فترة عصيبة عاشتها المدينة يبدو أنها كانت تصارع على البقاء و قد وقعت بين فكي قوى مفترسة نهشتها و دمرتها و لم تبقي منها الا الخراب , قد تدمرت الاسوار و أسواقها المسقوفة خربت و حرقت قد خربت المدينة القديمة التي بنتها قبائل السلاف قديما .


لم يبقى فيها حجر على حجر حتى سورها العالي الذي كان يصعب على كل الغزاة أختراقه لم يبقى له أثر إلا بضع الأعمدة الحجرية العشوائية التي لن تعرف هويتها أن كانت سور أم حائط منزل فاخر , أن خراب المدينة يحكي قصة حزينة تأن قلوب من كان رأها يوما عامرة هذه المدينة الخلابة التي كان يتغنى بها الشعراء بشعرهم و يكتبون القصائد عن جمالها يوما كانت المدينة مشهورة بغناها الفاحش و قوتها المهيبة التي تخشاها كل الأمارات المختلفة أصبحت خرابا .


لقد قتل أهلها أو هجروا منها و لا يسكن فيها الأن ألا الأشخاص شديدي الفقر المعدمين المشردين أو الهاربين من القانون من لم يجدوا ملاذ أمن كريما فلجئوا لهذه الخرابة لعلها تقيهم حر الصيف و برد الشتاء الخرابة التي كانت يوما تسمى أرام .


هبت رياح غربية حاملة معها غيوم سوداء ثقيلة محملة بالخيرات على المدينة و الأرياف التي تحيط بها , تهطل الامطار الغزيرة على حطام مدينة أران فتختلط قطرات المطر مع الخراب فتنتج عطرا حلو و مر يجعل المرأ يضحك و يبكي يضحك من الفرحة و يبكي من الأسى التي وصلت له حال هذه المدينة .


تمحي الامطار رائحة الجثث المتعفنة و تجرف معها جثث مجهولة كانت لأشخاص مفعومين بالحياة مثلهم مثل اي شخص لديهم عائلاتهم و اصدقائهم و أحلامهم و طموحاتهم أما الأن لم يتبقى الا جثثهم المشوهة التي لن تعرف هويتها حتى لو حاولت التدقيق بها .


تركت الأبدان هنا بدون أن تشيع و بدون أن يقام لها جنازة و كأنها لم تكن يوما حية و كأن الأبدان المتحللة مجرد قطع لحم فاسدة لحيوان مات دون أن يستفاد من لحمه .


جرفت الامطار عائلات كاملة و قاذورات المدينة المتنوعة فهي اصبحت مكان قذر يتروث به المشردين في أي مكان و أن لها رائحة نتنة تقشعر لهولها الابدان و تنفر منها الأنس و الجان .


يمتطى احد الرجال الغرباء حصان بني قصير القامة و يتجول في الاحياء المدمرة لخرابة أران ،نظر يمنة و يسرى لم يعد يستطيع التعرف على المدينة التي هواها و أحب هواها و ترابها لم يرى إلا دمارا إنها ليست أران التي يعرفها فتلك المدينة قد انتهت و لم يبقى منها إلا ظل في ذكرى العشاق و من زار المدينة يوما و أعجبته .


نطق الرجل و قلبه يعتصر من الحزن و عيناه تذرف دموع الحزن على أران الجميلة التي أغتصبت و قتلت و خربت "ها !! أهكذا اصبحت يا أران؟ انا لم اعهدك هكذا من قبل "


أنشد الرجل و قلبه يعتصر من الألم.


"لم يكن وصلك إلا حلما في الكرى أو خلسة المختلس


و ترا ما فيه من عيب سوى أنه مر كلمح البصر


فأعيدوا عهد أمس قد مضى تعتقوا عبدكم من كربه


بعد أن تجول الرجل بالمدينة قليلا لم يستطع فؤاده أن يحتمل أكثر فقرر الذهاب منها إلى قرية شيما.


و في شمال غرب مدينة أران بمكان ليس ببعيد في الريف الشمالي و بالقرب من بحر الحيتان البيضاء يمتد سهل اخضر جميل واسع يقع بين وادي الموت في الشرق من مملكة أيلندا الاتحادية الى الشمال الغربي من المملكة عند نهر زولي العظيم في الغرب .


تتزاجد قرية صغيرة في هذا السهل الاخضر قرية بسيطة جدا كل سكانها يقربون لبعضهم البعض و يدينون بالويدست تدعى بسم قرية شيما نسبة إلى مزارع قديم جدا استوطن هو و عائلته هذا السهل لأول مرة و ما يزال نسله يعيش في هذا السهل ,و اعتاد سكان القرية


عند انتهائهم من حرث اراضيهم بمعاويلهم الحديدية البدائية أن يجتمع الجميع من كبار و صغار مشايخ و أطفال عند اكبر فرد في القبيلة يتبادلوا أطراف الحديث و يتناقشون بما جد و جاد , حتى في هذه الايام التي اصبح أهالي قارة أوراشيا لا يهتمون للعادات و التقاليد كثيرا ما يزال أهالي الريف الزراعي متمسكين بعاداتهم خاصة قرية شيما حيث أن أهلها ملتزمين بصرامة بتقاليدهم و يجتمعون عند اكبر فرد في القبيلة كل يوم في الظهيرة .


سكان قرية شيما غاية في البساطة مجرد مزارعين جهال لا يعرفون القراءة و الكتابة يقودهم في هذه الحياة مشاعرهم و حبهم يعيشون على ما تعطيهم الأرض من خيرات و يوصفوا بالسذاجة من سكان المناطق المجاورة .


اجتمع اليوم كل سكان القرية عند مطعم السيد تين وهو اشبه بالمضيفة منه على أن يكون مطعم و لكنة يحب السيد تين تسميته بالمطعم و ذلك يعود لأنه بشبابه كان يحلم ببناء مطعم في المدن , مضيفته بسيطة خشبية كراسيها و طاولاتها مصنوعة من أرخص أنواع الخشب .





2020/10/21 · 238 مشاهدة · 773 كلمة
jloyxinia
نادي الروايات - 2024