الفصل الثاني: إحتشاد السحالي
♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦
♦ ♦ ♦
الجزء 1
كانت الشمس عالية في السماء بعد نصف يوم من ركوب رورورو ، وصل زاريوس إلى وجهته دون مواجهة أيً من الأعداء الذين كان قلقًا بشأنهم.
كان هناك العديد من المنازل التي تشبه تلك الخاصة بقبيلة المخلب الأخضر ، وتحيط بها حواجز من الأوتاد الحادة التي تشير الى جميع الجهات ، كانت الفجوات بين الأوتاد كبيرة إلى حد ما ، لكنها كانت كافية لإبعاد الوحوش مثل رورورو ، كان هناك عدد أقل من المباني و المنازل مقارنة بقبيلة المخلب الأخضر ، لكنهم كانوا أكبر.
لذلك ، لم يستطع تحديد القبيلة التي لديها عدد أكبر من الأفراد.
رفع كل مبنى علمًا يرفرف في مهب الريح ، العلم المذكور كان مزينًا برمز السحالي لقبيلة "العين الحمراء".
بالفعل ، كانت هذه هي الوجهة الأولى التي اختارها زاريوس - مكان إقامة قبيلة العين الحمراء.
بعد النظر حوله ، تنهد زاريوس بإرتياح.
لحسن الحظ ، ما زالوا يعيشون حيث أخبرته معلوماته السابقة أنهم سيكونون ، كان يخشى أن يكونوا قد هاجروا بعد الحرب السابقة ، وحينها سيضطر أن يبدأ بالعثور على قبيلتهم.
بالنظر إلى الاتجاه الذي جاء منه ، رأى زاريوس قريته في حدود رؤيته ، لا بد وأنهم بالتأكيد يستعدون لترحيب كبير بضيوفهم القادمين ، وعلى الرغم من أنه شعر بعدم الارتياح عندما غادر قريته ، إلا أنه كان متأكدًا تمامًا الآن من أنهم لن يتعرضوا للهجوم.
وكان أفضل دليل على ذلك هو وصول زاريوس بأمان إلى هنا.
على الرغم من أنه لم يكن متأكدًا مما إذا كان ذلك قد تم سهوًا من قبل ما يسمى بـ " الكائن الأسمى " أو إذا كان هذا التطور يقع ضمن النطاق المتوقع للأحداث ، يبدو أن العدو لم يقصد التراجع عن كلامه ، ولم يقصدوا كذلك منع السحالي من إعداد أنفسهم.
بالطبع ، حتى لو ظهرت قوى ذلك الشيء " الكائن الأسمى " ، لم يكن أمام زاريوس خيار سوى المتابعة بكل قوته.
ترجل زاريوس من رورورو وتمدد بتكاسل.
على الرغم من أن ركوب رورورو لفترات طويلة جعل عضلاته متيبسة ، إلا أن التمدد بهذه الطريقة جعله يشعر بالراحة.
بعد ذلك ، أشار زاريوس إلى أن رورورو يجب أن يبقى في مكانه وينتظر ، بعد ذلك ، أخرج بعض الأسماك المجففة من أكياس سرجه وأطعمها إلى رورورو .
في الأصل ، كان ينوي أن يجلب شعبه حصصهم الغذائية إلى هنا ، لكنه لم يستطع إصدار هذا الأمر لأنه ربما يكون قد أضر بمناطق الصيد التابعة لـ العين الحمراء.
بعد التربيت على جميع رؤوس رورورو ، انطلق زاريوس بنفسه.
إذا كان قد أبقى رورورو بجانبه ، فإن وجود الهيدرا قد يجعل الجانب الآخر حذرًا جدًا من الخروج والتحدث ، بما أن زاريوس قد جاء ليقترح تحالفًا ، لم يكن يريد الضغط عليهم بلا داع.
تناثرت المياه حول قدميه وهو يتقدم.
من زاوية عينه ، لاحظ زاريوس العديد من المحاربين من قبيلة العين الحمراء يراقبون تحركاته من داخل الحواجز ، مثلهم مثل محاربي قبيلة المخلب الأخضر ، لم يرتدوا أي دروع وحملوا رماحًا طويلة ، كان كل منها في الأساس عبارة عن عصا طويلة مائلة برأس حاد من العظم ، حمل آخرون القاذفات (أسلحة ذات مدى بعيد) ، لكن حقيقة عدم إطلاق أي منهم مقذوفات عليه تشير إلى أنهم لم يكن لديهم نية للهجوم على الفور.
لم يرغب زاريوس في إثارة غضبهم أيضًا ، لذلك اقترب ببطء حتى وصل إلى بوابتهم الرئيسية ، ثم التفت إلى السحالي الذين يراقبونه بحذر ، وصرخ بأعلى صوته:
"أنا زاريوس شاشا من قبيلة المخلب الأخضر! أسعى للحصول على لقاء مع زعيمكم! "
بعد مرور بعض الوقت ، وصل سحلية عجوز يحمل عصا ، تبعه خمسة من أفراد قبيلته ، تم طلاء جسد السحلية العجوز برموز بيضاء.
هل هو كبير كهنتهم؟
جعل زاريوس نفسه مثيرة للإعجاب حتى عندما كان يقف هناك منتظرًا.
حاليا ، كانا متساويين ، وبالتالي ، لم يستطع إظهار أي علامة ضعف ، ظل زاريوس ثابتًا بينما كان الكاهن يشاهد العلامة على صدره.
"أنا زاريوس شاشا من قبيلة المخلب الأخضر ، هناك شيء يجب أن أناقشه معكم ".
"...على الرغم من أنني لا أرغب في الترحيب بك ، إلا أن قائدنا قرر منحك لقاءً ، تعال معي."
هذا الرد الملتوي ترك زاريوس في حيرة من أمره.
ما حيره هو عدم تسميته لقائدهم "بالزعيم" ، بالإضافة إلى ذلك ، لم يطلبوا منه أي دليل على هويته ، ومع ذلك ، سيكون الأمر مزعجًا إذا تحدث كثيرًا وأزعجهم ، بشعور غامض بأن شيئًا ما كان خاطئًا ، تبع زاريوس مجموعة السحالي.
♦ ♦ ♦
تم جلبه إلى منزل صغير جيد التجهيز.
كان أكبر من منزل شقيق زاريوس في قريته ، تم تزيين الجدران بزخارف مرسومة بدهانات نادرة ، مما يدل على المكانة العالية لساكنه.
الغريب أن هذا المنزل يفتقر إلى النوافذ ، رغم وجود فتحات تهوية منتشرة في جميع أنحاء جدرانه ، مثل أي سحلية آخر ، يمكن أن يرى زاريوس في الظلام بشكل جيد ، ومع ذلك ، هذا لا يعني أنهم استمتعوا بالعيش في الظلام.
و إذا كان الأمر كذلك ، لماذا عاش هذا القائد في كوخ صغير مظلم مثل هذا؟
ظهرت أسئلة من هذا القبيل في ذهن زاريوس ، لكن لم يُجِب عليها أحد.
وعندما نظر الى الوراء ، رأى أن الكاهن والمحاربين الذين قادوه إلى هنا لم يكونوا موجودين.
عندما سمع لأول مرة الأشخاص الذين يقودونه يخبرون الجميع بالمغادرة ، كان يعتقد أنهم كانوا مهملين للغاية ، وكان قد سأل تقريبًا عن سبب قيامهم بذلك.
ومع ذلك ، بمجرد أن علم زاريوس أن الطلب جاء من قائد القرية ازداد احترامه تجاه الشخص الموجود داخل الكوخ.
كان زاريوس قد وعد شقيقه الأكبر بأنه سيعود بأمان ، لكن هذا لا يعني أنه يجب أن يعود سالمًا ، إن إحاطته بالمحاربين المسلحين لممارسة الضغط عليه لن يجدي نفعا ، بدلاً من ذلك ، إذا فعلوا ذلك ، لكان قد أصيب بخيبة أمل بسبب افتقارهم إلى البصيرة.
ومع ذلك ، إذا كان من في داخل هذا المسكن قد توقع ذلك بالفعل ، وقدم هذا العرض الرائع...
هل هذا يعني أنني سأتعامل مع مفاوض ماهر...
تجاهل زاريوس عمدًا الأشخاص الذين يراقبونه من بعيد ، تقدم نحو الباب وصرخ بصوت عال:
"أنا زاريوس شاشا من قبيلة المخلب الأخضر! قيل لي أن قائد هذه القبيلة موجود هنا! هل يمكنني أن اطلب لقاءً معك؟ "
أجابه صوت خافت ، مما سمح له بالدخول ، كان صوت أنثوي.
دخل زاريوس دون تردد.
كما هو متوقع ، كان الداخل مظلماً للغاية.
على الرغم من أنه يمتلك الرؤية الليلية ، إلا أن التغيير الدراماتيكي في مستويات الضوء جعلت زاريوس يرمش.
كانت هناك رائحة كريهة معلقة في الهواء ، ربما بسبب طهو نوع من الأعشاب ، كان زاريوس يتوقع امرأة عجوز ، لكن الصوت حطم بسهولة هذا التصور المسبق له.
"مرحبا بك"
جاء الصوت عبر باب من داخل الغرفة المظلمة ، لذلك افترض أنه لا بد أنه يخص شخصًا عجوزًا ، لكن الآن ، أدرك أن الصوت كان شابًا ومليئًا بالحيوية.
عندما تكيفت عيون زاريوس أخيرًا مع الضوء المحيط ، حل شكل سحلية في مجال رؤيته.
“ بياض الثلج “
كان هذا أول ما فكر به زاريوس عندما رآها.
كانت قشورها بيضاء كالثلج ومشرقة كالنهار ، نظيفة وخالية من العيوب.
كانت عيونها المستديرة اللامعة قرمزية متوهجة مثل الياقوت ، لم يكن جسدها النحيف ذكوريًا ، بل أنثويًا.
كان جسدها مغطى بتصاميم قبلية باللونين الأحمر والأسود تشير إلى أنها كانت بالغة ، وأنها تعرف الكثير من التعاويذ...
...وانها غير متزوجة.
كان زاريوس يشعر بألم شديد جعله يشعر أن شيئًا ساخنًا قد تم ضغطه بقوة على جسده ، عذاب انتشر في جسده في الوقت المناسب مع ضربات قلبه ، شهد زاريوس شيئًا من هذا القبيل.
لم يؤلمه ذلك ، ولكن -
وقف زاريوس بصمت في وضعه الأصلي.
كان رد فعل نظيره على صمته غير قابل للقراءة ، بابتسامة ساخرة ، سألت:
"يبدو أنه حتى حامل ألم الصقيع - أحد الكنوز الأربعة - يعتبرني انحرافًا أيضًا."*(يعني حالة شاذة وغير مشابه للسحالي الأخرين)
في البرية ، كان المهق حالة نادرة جدًا ، كان ذلك لأن المصابين بالمهق كانوا واضحين للغاية وكانوا يواجهون صعوبة في التغلب على قسوة الحياة.
ينطبق الشيء نفسه على السحالي ، الذين امتلكوا درجة من الحضارة ، كان ذلك بسبب افتقارهم إلى التكنولوجيا لتمكين الأشخاص الذين يخشون الشمس ويعانون من ضعف البصر من البقاء على قيد الحياة ، نتيجة لذلك ، كان هناك عدد قليل جدًا من السحالي المهق البالغين ، وقد قُتل بعضهم عند الولادة.
بين السحالي ، كان اعتبارهم مجرد مصدر إزعاج أمرًا جيدًا ، في أسوأ السيناريوهات ، كان يُنظر إلى البعض على أنهم وحوش ، كان هذا هو معنى السخرية في ابتسامتها.
ومع ذلك ، لم ينطبق أي من ذلك على زاريوس*(يعني ما كان يمارس عليها العنصرية).
"- ما خطبك؟" استفسرت الأنثى المتفاجئة عن زاريوس ، الذي كان متجمدًا عند عتبة بابها.
كانت إجابة زاريوس هي صرخة نمت بنبرة عالية قرب النهاية ، مع بعض التوتر في المنتصف.
اتسعت عيون الأنثى السحلية وانخفض فكها قليلاً ، شمل هذا على دهشتها وارتباكها وإحراجها.
كان يُعرف هذا الصوت باسم نداء التزاوج.
بعد أن أدرك الفعل الأحمق الذي قام به دون وعي ، تحرك ذيله ذهابًا وإيابًا ، ما يعادل احمرار الخدود لدى البشر ، لقد ضرب بعنف لدرجة أنه بدا كما لو أن المنزل سيُهدم.
"إيه ، لا ، هذا ليس المقصود ، لم أقصد ذلك ، أنا - "
بدا أن رد فعل زاريوس المذعور أدى إلى تهدئة الأنثى ، وحاولت تهدئته بنبرة غاضبة.
"من فضلك اهدأ ، سيكون الأمر مزعجًا للغاية بالنسبة لي إذا فقدت السيطرة هنا ".
"آه! آسف."
بعد الاعتذار ، دخل زاريوس الكوخ ، حتى الآن كان ذيل السحلية الأنثى مستلقيا على الأرض ، يبدو أنها تمكنت أخيرًا من استعادة رباطة جأشها ، ومع ذلك ، فقد ارتعش طرفه وارتجف ، مما ألمح إلى أنها لم تُهدأ نفسها تمامًا بعد.
"من هنا لو سمحت."
"- شكرا لك."
قادت الأنثى زاريوس إلى ما بدا وكأنه مقعد على الأرض بدا وكأنه منسوج من ألياف نباتية ، أخذت مكانًا مقابله بمجرد أن جلس.
"ممتن لمقابلتك ، انا رحال من قبيلة المخلب الأخضر ، زاريوس شاشا ".
"شكرًا لك على تقديمك الرسمي ، أنا القائمة بأعمال رئيس قبيلة العين الحمراء ، كوروش لولو ".
بعد تقديم نفسيهما ، نظر الاثنان بعضهما البعض ، كما لو كانا يجريان تقييماً لنظيرهما.
ملأ الصمت القصير الكوخ ، لكنه لم يستمر ، كان زاريوس ضيفًا ، لذلك كان على كوروش - بصفتها المضيفة - التحدث أولاً.
"إذن ، فلنتوقف عن التصرف برسمية ، أود أن نكون قادرين على التحدث بحرية ، لذلك سيكون من المناسب الاسترخاء ".
أومأ زاريوس برأسه استجابة لطلب الانفتاح.
"أنا ممتن لذلك ، الحقيقة هي أنني لست معتادًا على التحدث رسميًا ".
♦ ♦ ♦
"الآن ، لماذا أتيت إلى هنا؟"
كانت لدى كوروش فكرة بالفعل ، على الرغم من سؤالها.
ظهر كائن أوندد غامض في وسط قريتهم ، ويبدو أن شخصًا ما قد استخدم سحر التحكم في السحب من الطبقة الرابعة「التحكم في الغيوم」 ، بالإضافة إلى ذلك ، كان الزائر سحلية بطل لقبيلة أخرى.
وبالتالي ، هناك اجابة واحدة يمكن أن تُقال ، تمامًا عندما كانت كوروش تتساءل عن كيفية الرد على زاريوس ، سمعت إجابة فاقت توقعاتها تمامًا.
"- من فضلك تزوجيني."
-
-؟
-!
"آه -؟"
للحظة ، تساءلت كوروش عما إذا كانت قد أخطأت السمع.
"صحيح ، هذا ليس سبب مجيئي ، بالإضافة إلى ذلك ، أعلم جيدًا أن هذا النوع من الأشياء يجب أن يأتي بعد أن ننتهي من مناقشة الأعمال ، ومع ذلك ، لا يمكنني إنكار ما أشعر به في قلبي ، أفترض أنك يمكنكِ أن تسخري مني كذكر أحمق ".
"او ، إيه ، مم ، اوه…"
بعد سماع هذه الكلمات التي لم تسمعها من قبل منذ ولادتها ، والتي اعتقدت أنها لن توجه إليها أبدًا ، مزقت عاصفة من الفوضى قلب كوروش ، ولم تكن قادرة تمامًا على التركيز.
ابتسم زاريوس بمرارة عندما رأى كوروش في تلك الحالة ، وتابع:
"أنا آسف ، أنا حقا كذلك ، لا ينبغي أن أفعل شيئًا كهذا في هذا الوقت ، لا أمانع إذا أخبرتني إجابتك لاحقًا... "
"إيه ، امم... حسنًا."
بإسهاب ، تمكنت كوروش أخيرًا من جمع أفكارها مرة أخرى ، أو على الأقل تمكنت من البدء في التفكير مرة أخرى ، على أي حال ، هدأت أخيرًا ، ولكن عندما ظهرت كلمات زاريوس في ذهنها ، شعرت كما لو أن رأسها سيحترق في أي لحظة.
نظرن إلى وجه الذكر الذي أمامها ، مع الحرص على عدم كشف نفسها بأنها تقيس تعابيره الرزينة.
لا أستطيع أن أصدق أنه يمكن أن يكون هادئًا للغاية بعد أن قال لي شيئا كهذا... هل يقدم اقتراحات مثل هذه كثيرًا؟... صحيح أنه وسيم جدا... آه! ما الذي أفكر فيه!؟ يجب أن يكون هذا مخططه... نعم ، هذا صحيح ، من الواضح أنه يحاول فقط أن إراحتي* ، علاوة على ذلك ، ليس الأمر كما لو أن أي شخص سيقدم اقتراحًا لشخص مثلي...!
ㅤㅤ
(يعني المهق يتم معاملتهم بعنصرية وهي فكرت انو يحاول التخفيف عنها)
ㅤㅤ
نظرًا لعدم معاملتها كامرأة من قبل ، فقد ألقت بها هذه التجربة في حالة من الاضطراب ، لم تلاحظ الطريقة التي ارتعش بها طرف ذيل زاريوس قليلاً ، كان الذكر الذي أمامها يكافح أيضًا للسيطرة على عواطفه ومنعها من الاندفاع للخارج.
وهكذا عم الصمت بينهما لبعض الوقت ، سيستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يتمكن الاثنان من تبريد رأسهما بسبب الأفكار المحمومة.
بعد مرور الوقت الكافي لهم لاستعادة رباطة جأشهم ، أدركت كوروش أنه يجب عليهم العودة إلى الموضوع الأصلي في الوقت الحالي.
تمامًا عندما أرادت كوروش أن تسأل زاريوس عن أسباب قدومه إلى هذه القرية ، تذكرت ما قاله للتو.
كيف لي أن أسأل شيئًا كهذا!؟
صفع ذيل كوروش الأرض بضربه ، ارتجف الذكر أمامها ، كما لو أنه تعرض للضرب جسديًا.
أصيبت كوروش بالذعر ، مدركة أن هذا كان سلوكًا فظًا للغاية.
حتى لو كان رحالا ، فإنه لا يزال يمثل قبيلته ، لم يكن مجرد سحلية عاديًا ، بل كان بطلاً يحمل ألم الصقيع ، لم يكن هذا هو الموقف الذي كان عليها أن تتخذه مع شخص كهذا.
لكن هذا كله خطأك! فقط اسرع وقل شيئا!
اختار زاريوس الصمت لأنه كان محرجًا مما فعله ، لكن كوروش لم تدرك ذلك لأنها حاولت وضع غطاء على البركان في قلبها.
استمر الصمت ، أدركت أن هذا لا يمكن أن يستمر ، اتخذت كوروش قرارها وقررت تغيير الموضوع.
"بالنظر إلى أنك لست خائفًا من مظهري ، لابد أنك شجاع جدًا ، هل أنا محقة؟"
عندما سمع رد كوروش الذي ينتقد الذات ، أجاب زاريوس بتعبير بدا أنه يقول ، ما هذا الهراء الذي تتفوهين به؟
بماذا يفكر على أية حال؟ فكرت كوروش في ذلك.
"قلت ألا تخشى جسدي الأبيض هذا؟"
"...إنه مثل الثلج الذي يغطي الجبال."
"...إيه؟"
"- إنه لون جميل."
وبالطبع ، قال لها الشيء الوحيد الذي لم يقله لها أحد من قبل.
ماذا يقول هذا الشخص!؟
غير قادرة على تحمل الضغط من الداخل ، انفجر الغطاء على مشاعر كوروش.
عند رؤية كوروش في حالة خسارة كاملة لما يجب فعله بعد ذلك ، قام زاريوس بمد يده ولمس قشورها البيضاء كوروش ، كانت يده ترعى تلك الحراشف اللامعة والجميلة والتي تبدو مصقولة - والتي كانت لطيفة إلى حد ما عند لمسها.
"شا!" شهقت كوروش فيما بدا وكأنه خوف.
يبدو أن هذا الصوت برد رؤوسهم إلى حد ما.
كان كلاهما يعلم أن شيئًا ما كان يحدث لهما ، لكنهما لم يستطعان كبح جماح نفسيهما ، ملأهم الذعر ، لماذا لم يستطع السيطرة على نفسه ولمسها؟ ولماذا تركته يفعل ذلك؟ أصبحت هذه الأسئلة قلقًا ، والتي بدورها تحولت إلى ارتباك.
في النهاية ، ضربت ذيولهم الأرض مرارًا وتكرارًا ، بقوة لدرجة أن المنزل بأكمله بدا وكأنه يهتز.
لم يمض وقت طويل حتى التقت أعينهم وأدركوا حالة ذيول بعضهم البعض ، ثم تجمدت ذيولهم في منتصف الحركة ، كما لو أن الوقت قد توقف بالنسبة لهم.
"..."
"..."
يمكن للمرء أن يصف الحالة المزاجية في الهواء بأنها ثقيلة ، كلمة " توتر" ستكون أيضًا قابلة للتطبيق تمامًا ، عم الصمت عليهم مرة أخرى ، ونظروا إلى بعضهم البعض خلسة قدر استطاعتهم ، بعد ذلك ، تمكنت كوروش أخيرًا من جمع شتات نفسها ، بنظرة في عينيها قالت إنها لن تدع أي كذبة تنطلي عليها ، سألت:
"...لماذا... فعلت ذلك فجأة؟"
في حين أن كوروش لم تعبر بشكل كاف عما تريد قوله ، ولكن يبدو أن زاريوس قد التقط معنا كلامها ، وقدم إجابة مباشرة وصادقة.
"أعتقد أن هذا ما يسمونه بـ الحب من النظرة الأولى ، أيضا ، قد نموت في هذه المعركة ، لذلك لم أرغب في ترك أي ندم ورائي ".
تُركت كوروش مذهولة من كيفية الرد على اعتراف زاريوس الجاد ، ومع ذلك ، كان هناك شيء في هذه الكلمات لا يمكن أن تقبله.
"...إذن حتى حامل ألم الصقيع يعتقد أنه قد يموت؟"
"نحن لا نعرف شيئًا عن العدو ، لذلك لا يمكننا الاستخفاف بهم... هل رأيتِ الوحش الذي استخدموه لنقل رسالتهم؟ الذي جاء إلى قريتنا بدا هكذا... "
سلم زاريوس الى كوروش رسمًا تخطيطيًا للوحش المعني ، نظرت إليه وأومأت برأسها.
"مم ، إنه نفسه."
"هل تعرفين أي نوع من الوحوش هذا؟"
"لا ، لا أحد آخر في قبيلتي يعرف ، في هذا الشأن ".
"حقا... حسنًا ، لقد رأيت وحشًا كهذا من قبل..."
تلاشى صوت زاريوس هنا ، ثم درس رد فعل كوروش بعد أن قال ، "لقد هربت منه."
"- إيه؟"
"أنا لم أتغلب عليه ، أو بالأحرى ، كاد أن يقتلني ".
بعد إدراك مدى قوة هذا الوحش ، تنهدت كوروش بإرتياح ، يبدو أن إيقاف المحاربين كان الشيء الصحيح الذي يجب القيام به.
"هذا الشيء يمكن أن يخلط بين عقل المرء وعويله ، وهو مخلوق غير مادي ، الأسلحة الغير سحرية عديمة الفائدة ضده ، لذلك لا نستطيع أن نرهقه بأعداد كبيرة".
"لدينا نحن الكهنة تعاويذ يمكنها أن تسحر الأسلحة مؤقتًا..."
"...هل يمكنكم الدفاع ضد الهجمات العقلية؟"
"يمكننا تحسين المقاومة ضد هجمات كهذه ، لكن حماية عقول الجميع أمر صعب جدا عليّ"
"هكذا إذن... هل يمكن لجميع الكهنة إلقاء تعويذات كهذه؟"
"يمكن لأي كاهن تقريبًا تعزيز المقاومة ، لكنني الوحيد في قبيلتي الذي يمكنها الحماية من الالتباس".
أدركت كوروش أن تنفس زاريوس كان خشنًا إلى حد ما ، يبدو أنه أدرك أن كوروش لم تكن تتفاخر.
بالفعل ، كانت كوروش لولو كاهنة مخضرمة ، وربما كانت قوتها تفوق أي كبير كهنة آخر بين السحالي.
"...متى سيتم مهاجمة قبيلة العين الحمراء؟"
"قالوا إن دورنا سيكون الرابع".
"هل هذا صحيح... إذن ، ما الذي تخططين للقيام به؟"
مر الوقت.
فكرت كوروش بمزايا وعيوب إخباره ، من المؤكد أن قبيلة المخلب الأخضر ستختار القتال ، وكان زاريوس هنا على الأرجح لتأمين تحالف للقتال معهم ، كيف يمكنها تحويل ذلك لصالح قبيلة العين الحمراء؟
لم تكن قبيلة العين الحمراء تنوي تشكيل تحالف ، كانوا يعتزمون الفرار ، بعد كل شيء ، كان قتال أي شخص يمكنه استخدام تعويذات الطبقة الرابعة حماقة مطلقة ، لم يكن هناك استنتاج آخر يمكن استخلاصه بالنظر إلى أن عدوهم يمكنه أن يستخدم الأوندد أيضًا.
ومع ذلك ، هل سيكون من الحكمة حقًا إخباره بذلك؟
بينما كانت أفكارها تدور في رأسها ، ضيق زاريوس عينيه ، كما لو كان سيكشف روحه لها.
"اسمحي لي أن أصرح برأيي الصادق."
لم تعرف كوروش ما سيقوله زاريوس ، ولذا أبقت عينيها مركزتين عليه.
"ما يقلقني هو ما سيحدث بعد الفرار."
لم يكن لدى كوروش أي فكرة عما كان يتحدث عنه زاريوس ، شرح زاريوس نفسه بهدوء.
"هل تعتقدين أنه يمكنكم الاستمرار في العيش كما كنتم دائمًا بعد مغادرة مكانكم المألوف؟"
"لا أعتقد ذلك... لا ، سيكون ذلك اقرب الى المستحيل"
إذا غادروا هذا المكان وبنوا حياة جديدة في مكان آخر ، فسيستلزم ذلك الدخول في بيئة جديدة ، سيكون عليهم أن يراهنوا بحياتهم في صراع من أجل من أجل النجاة والفوز ، وفي الحقيقة ، لم يكن السحالي هم حكام هذه البحيرة ، لقد قاتلوا لسنوات لاقتناء مكانتهم في هذه الأراضي الرطبة ، عرق مثلهم لا يستطيع بسهولة اقتلاع جذورهم والازدهار في منطقة مجهولة.
"وهذا يعني أنه قد يكون من الصعب العثور على الطعام والمأوى ، هل أنا على صواب؟"
ردت كوروش "بالفعل" بنبرة حادة نوعًا ما نقلت شكوكها.
"إذن ، ماذا سيحدث إذا حاولت القبائل الخمس الفرار؟"
"هذا -!"
كانت كوروش عاجزة عن الكلام ، لأنها قد أدركت بالفعل نوايا زاريوس الحقيقية.
كانت المنطقة المحيطة بالبحيرة واسعة ، ولكن في أي مكان هربت إليه قبيلة معينة سيكون أيضًا منطقة متنازع عليها بشدة بالنسبة للقبائل الأخرى ، بمعنى آخر ، مجرد الانتقال إلى مكان جديد من شأنه أن يشعل معركة من أجل البقاء ، علاوة على ذلك ، سيتقاتلون جميعًا على الأسماك التي كانت طعامهم الأساسي ، ماذا سيحدث إذا حدث ذلك؟ السيناريو الأسوء هو أن تحدث مثل تلك الحرب في الماضي.
"إذن أنت تخبرني... سبب رغبتكم في القتال على الرغم من افتقادنا للثقة هو..."
"…نعم ، إنها ليست مجرد مسألة تخص قبيلتي ، لكنني فكرت أيضًا في كيفية تقليل اعداد القبائل الأخرى ".
"أي نوع من الأسباب هذا!؟"
هذا هو السبب في أنه أرادهم أن يتحدوا ويقاتلوا ، حتى لو خسروا ، فإن عدد السحالي سينخفض.
كانت الفكرة متطرفة - فكرة أن كل شخص يمكن الاستغناء عنه إلى جانب المحاربين والصيادين والكهنة ، ومع ذلك ، يمكنها فهم الأساس المنطقي وراء ذلك ، أو بالأحرى ، عندما يفكر المرء بروية في الأمر ، فإن التضحية بالآخرين هو الخيار الأكثر حكمة.
إذا كان هناك عدد أقل من السحالي ، فلن يحتاجوا إلى الكثير من الطعام ، بهذه الطريقة ، قد تتمكن القبائل المختلفة من التعايش في وئام.
بحثت كوروش عن طريقة ما لإنكار هذه الفكرة.
"- أنت تخبرني أنك تريد تقليل أعدادنا وإنشاء حياة جديدة في مكان آخر دون أن تعرف حتى مدى خطورة منزلنا الجديد؟"
"إذن دعني أسألكِ هذا - ماذا سيحدث إذا فزنا بسهولة في معركتنا؟ عندما تنخفض كمية الأسماك ، هل ستذبح القبائل الخمس بعضها البعض مرة أخرى؟ "
"قد يكون من الأسهل صيد الأسماك في المستقبل!"
"وماذا لو لم يكن كذلك؟"
لم يكن لدى كوروش أي فكرة عن كيفية الرد على رد زاريوس البارد.
بدا أن زاريوس يفترض السيناريو الأسوأ أثناء التخطيط ، والذي بدا وكأنه موقف متطرف لكوروش ، إذا فعلوا كما كانت تفكر ، فستحدث مأساة عندما تصبح الأوقات صعبة ، ومع ذلك ، إذا فعلوا ما أشار إليه زاريوس ، فقط قال أنه قد يتم تجنب المأساة.
بالإضافة إلى ذلك ، حتى لو مات السحالي الكبار في المعركة ، فسيكون ذلك موتًا مجيدًا لهم.
"...إذا رفضت أي قبيلة اقتراحنا ، فسنضطر إلى نواجههم في معركة أولاً."
نبرته المنخفضة جعلت كوروش ترتجف.
ما كان يقصده هو أنهم سينقصون من أعداد قبيلة العين الحمراء قبل أن يهجروا إلى مكان.
لقد كانت نتيجة منطقية ومناسبة للغاية.
عندما تصطدم القبائل الذين نقصت أعدادهم بقبيلة العين الحمراء - التي كانت قوتها غير منقوصة - ستكون معرضة لخطر الفناء ، لتجنب ذلك ، كان الخيار الوحيد أمامهم هو الاعتداء على أي قبائل لم تختر الانضمام إلى التحالف ، لقد كان قرارًا عقلانيًا تمامًا اتخاذه من منظور قائد كان أفراده في خطر ، وإذا كانت في منصبه ، فربما تكون قد اتخذت هذا القرار أيضًا.
ㅤㅤ
(شرح لمن لم يفهم ، لنفترض ان قبيلة العين الحمراء لم تنضم الى التحالف واختارت الهرب وبعد ذلك وجدت مكانا للعيش وصيد الاسماك ولكن بعد الحرب القبائل الاخرى التي تحالفت وقاتلت في الحرب قد نجوا ولكن اعدادهم نقصت بشكل كبير جدا بسبب الحرب في هذه اللحظة راح تكون قبيلة العين الحمراء عندها افضلية لأنهم لم يشاركوا في الحرب ولم تنقض اعدادهم ويمكنهم بسهولة القضاء على القبائل الناجين من الحرب ، وزاريوس هنا هو يقول انو اذا اي قبيلة ما قبلت التحالف راح يواجهوهم في معركة عشان ينقصوا من اعدادهم عشان ما تكون عندهم الافضلية بعد الحرب)
ㅤㅤ
"أعتقد أنه طالما أننا نشكل تحالفًا ، حتى لو خسرنا ، ستكون هناك فرصة ضئيلة لقتل بعضنا البعض عندما تنتقل قبائلنا إلى أراضٍ جديدة."
لم تفهم كوروش معنى هذه الكلمات ، وظهر جهلها على وجهها ، عندها قرر زاريوس شرح ما قاله بعبارات أبسط.
"أعتقد أن التحالف سيعزز روح التعاون المتبادل ويغير وجهات نظرنا ، سيكون الجميع رفاقًا نزفوا الدم معًا ، وليس سحالي من قبائل مختلفة ".
"هكذا إذن" غمغمت كوروش كدلالة على أنها فهمت.
بعبارة أخرى ، قد لا تنحدر القبائل التي قاتلت جنبًا إلى جنب بالضرورة إلى العنف بمجرد ندرة الطعام ، ومع ذلك ، نظرًا لرأي كوروش وتجاربها السابقة ، تساءلت عما إذا كان بإمكانهم الوصول إلى مثل هذه الحالة.
بمجرد أن خفضت كوروش رأسها وبدأت تفكر ، سأل زاريوس:
"بالتفكير بالامر ، كيف نجت قبيلتكم في تلك الفترة (الحرب الماضية)؟"
رفعت كوروش رأسها ، كما لو كانت قد طُعنت بإبرة ، استدارت بصلابة نحو زاريوس ، الذي كان على وجهه نظرة تفاجئ.
إذاً هو لا يعرف إجابة ذلك السؤال.
على الرغم من أنهم لم يعرفوا بعضهم البعض لفترة طويلة ، ولكن كان لدى كوروش فهم تقريبي لشخصية زاريوس ، وأخبرتها غرائزها أن سؤاله لا يشكل تهديدًا لقبيلتها.
ضيقت كوروش عينيها وحدقت في زاريوس ، كما لو كان تحاول اختراقه بنظرتها الثاقبة ، كانت تعلم أن زاريوس سيكون مرتبكًا بشأن سبب نظر شخص ما إليه بهذه الطريقة ، ولكن مع ذلك ، لا يزال يتعين عليها القيام بذلك .
"- هل يجب أن أخبرك؟"
♦ ♦ ♦
كانت نبرتها مليئة بالازدراء والاستياء ، كان التغيير رائعًا لدرجة أنه جعل زاريوس يتساءل عما إذا كان يتحدث إلى شخص آخر.
ومع ذلك ، لن يتراجع زاريوس هنا ، لأنه من المحتمل أن يكون هذا شريان حياة يمكن أن ينقذ الجميع.
"أود أن أسمع ذلك ، هل كانت بقوة الكهنة؟ أم أن هناك طريقة أخرى؟ ربما تكون هناك طريقة لإ- "
قطع زاريوس كلماته في منتصف الطريق..
إذا كان هناك حقًا طريقة لإنقاذ الجميع ، فلن تكون النظرة على وجه كوروش مريرة جدًا.
ربما شعرت كوروش بما كان يفكر فيه زاريوس ، لأنها ضحكت وكأنها تسخر من نفسها.
"أنت على حق ، لا توجد طريقة لإنقاذ الجميع ".
توقفت هنا وابتسمت بتعب.
"لقد لجأنا إلى أكل لحوم بني جنسنا - كنا نأكل رفاقنا الموتى."
تركت الصدمة المذهلة زاريوس عاجزًا عن الكلام ، إن قتل الضعيف - تقليل أعدادهم - لم يكن ممنوعا ، لكن أكله كان فعلاً شنيعاً ، ومن المحرمات بين المحرمات.
لماذا تخبرني بهذا؟ لماذا تخبرني بشيء كان يجب أن تحتفظ به سراً طوال حياتها ، لشخص من خارج القبيلة - لزائر؟ هل يمكن أنها لا تنوي السماح لي بالمغادرة على قيد الحياة... لا ، لا يبدو الأمر كذلك.
♦ ♦ ♦
حتى كوروش كانت مندهشة من سبب إخبار زاريوس بكل هذا.
كانت تعلم جيدًا أن قبيلتها سوف يتم ذمها بسبب ذلك ، لكن لماذا -
ثم واصلت حديثها وكأن فمها لم يعد تحت سيطرتها.
"في ذلك الوقت - أثناء الحرب - كانت قبيلتنا في حالة يرثى لها بسبب نقص الطعام ، ومع ذلك ، لم نشارك في القتال لأن قبيلتنا بها عدد أكبر من الكهنة وعدد أقل من المحاربين نسبيًا ، يمكن للكهنة أن يصنعوا الطعام بالسحر ".
كما لو كانت تحت سيطرة شخص أخر ، استمرت كوروش بالكلام.
"ومع ذلك ، فإن الطعام الذي صنعه الكهنة بالسحر كان مجرد حل مؤقت ، وكانت قبيلتنا تتجه ببطء وثبات نحو الدمار ، ومع ذلك ، عاد الزعيم فجأة ببعض الطعام ذات يوم ، لحم أحمر طازج ".
- ربما أردت أن أعترف... بذنوبي له.
ملأ الهواء صوت صرير أسنانها.
استمع الذكر أمامها بصمت ، لم يحاول منعها من الكلام و لم يظهر أي علامة على ذلك اطلاقا.
كانت كوروش ممتنًا لذلك.
"كان لدى الجميع فكرة عن ماهية هذا اللحم ، كانت هناك قوانين صارمة تم وضعها ، وتم نفي العائلات التي انتهكت هذه القوانين ، الزعيم لم يحضر تلك اللحوم إلا بعد أن غادر هؤلاء المنفيون ، لكن الجميع تجاهل شكوكهم وأكلوا اللحم من أجل النجاة ، بالطبع ، لا يمكن أن تستمر الأمور على هذا النحو إلى الأبد ، وصلت مشاعر الجميع المكبوتة إلى ذروتها ، ثم انفجرت ".
أغمضت كوروش عينيها واستدعت وجه الزعيم السابق.
"نحن الذين أكلنا ذلك اللحم... حتى عندما عرفنا ما هو... كنا مذنبين بنفس جريمة الزعيم ، عندما أفكر في الأمر الآن ، يبدو الأمر مضحكًا تقريبًا ".
بعد أن أنهت حديثها ، نظرت كوروش في عيون زاريوس ، ولأنها لم تر في عينيه أي علامة على الاشمئزاز ، أحست بفرحة سرية تبعها مفاجأة لفرحها.
لماذا كانت سعيدة جدا بهذا؟
بدأت كوروش في إدراك الإجابة على هذا السؤال.
"…ارجوك انظر اليّ ، في بعض الأحيان ، يظهر أشخاص مثلي في قبيلة العين الحمراء ، عندما يكبرون ، يطورون شكلاً من أشكال القدرة الخاصة - في حالتي ، كنت موهوبة في السحر الكهنوتي ، لذلك ، ينتهي بي المطاف لأكون الزعيمة القادمة... وهكذا رفعت رايتي وقمت بثورة ضد الزعيم السابق ، تلك المعركة قسمت القبيلة إلى قسمين ، لكننا انتصرنا لأننا كنا أقوى ".
"وهكذا أصبحت مخازن الطعام لديكم الآن كافية لأن أعدادكم قد تناقصت؟"
"نعم... وفي النهاية نجت قبيلتنا ، عندما تمردنا ، صمد الزعيم حتى النهاية ، وتوفي بعد اصابته بجروح لا حصر لها ، قبل أن يتلقى الضربة القاتلة نظر إلي وابتسم ".
انزلقت الكلمات بشكل مؤلم من فم كوروش.
كان هذا هو الذنب الذي كان يتغلغل في قلبها منذ أن قتلت الزعيم السابق.
لم تستطع الاعتراف بخطاياها للأشخاص الذين وقفوا إلى جانبها ، المتواطئين في خيانتها ، لكن الآن ، يمكنها أن تفرغ ما بداخلها من أعباءً لزاريوس ، هذا هو السبب في أنها كانت تستمر في الحديث عن الماضي.
"كانت ابتسامة لم أكن أتوقعها من شخص ينظر إلى الشخص الذي يوشك على قتله ، لم يكن هناك كراهية أو استياء أو عداء أو حقد - لقد كانت ابتسامة جميلة! كنت أتساءل... هل من الممكن أن الزعيم قد فعل كل هذا بعد أن أخذ كل شيء في الحسبان؟ في المقابل ، كنا نتصرف فقط بدافع من العداء والمثالية ، كان الزعيم هو الذي على حق! وبعد وفاة الزعيم - أي بعد قتل كبش الفداء على كل ذنوبنا - اتحدت قبيلتنا مرة أخرى ، بالإضافة إلى ذلك ، فقد ترك لنا هدية الفراق المتمثلة في حل مشكلة نقص الطعام لدينا! "
حتى الآن ، وصلت كوروش بالفعل إلى نقطة الانهيار.
لقد كافحت لفترة طويلة مع شعورها بالذنب وعبء أن تصبح الزعيمة بالنيابة ، وهكذا ، عندما تترك نفسها تنهار ، فإنها ستفعل ذلك بقوة هائلة ، ومع ذلك ، ابتلعت كوروش الطوفان الوشيك بداخلها ، لأنها كانت تعلم أنه إذا سمحت لأفكارها بالوقوع في الفوضى ، فقد لا تتمكن حتى من الكلام.
ملأ النحيب الهواء ، ظاهرياً كان هناك قدر ضئيل من الدموع ، لكن داخلياً كان هناك بحر من الدموع.
♦ ♦ ♦
يا له من جسد ضعيف لديها
في العالم الطبيعي ، كان الضعف لا يطاق ، مع أن الأطفال كانوا لا يزالون مجموعة محمية ، إلا أن هناك اختلاف بسيط بين السحالي الذكور والإناث ، كل منهم قيمته القوة ، ومن هذا المنطلق يجب أن يسخر من الأنثى أمامه ، بعد كل شيء ، كيف يمكن لزعيم قبيلة أن يظهر ضعفه أمام عضو في قبيلة أخرى - أمام شخص غريب؟
ومع ذلك ، فكر زاريوس بشكل مختلف.
ربما شعر أنها أنثى جميلة ، ولكن أكثر من ذلك ، بدت له كمحاربة ، كانت محاربة أُصيبت ، كانت تلهث وكانت يائسة ، لكنها استمرت في المضي قدمًا ، شعر زاريوس أن هذا كان مجرد كشف عن جانبها الضعيف.
إذا كانت لا تزال على استعداد للوقوف والتقدم ، فهي ليست ضعيفة.
انحنى زاريوس عن قرب ولف ذراعيه برفق حول كوروش.
"- نحن لا نعرف كل شيء ، وقد يتخذ كل منا قرارًا مختلفًا في موقف مختلف ، لو كنت أنا ، كنت سأفعل نفس الشيء ، لكني لا أريد أن أحاول أن أريحكِ أو أواسيكِ ، لأنه لا يوجد شيء اسمه إجابة صحيحة في هذا العالم ، كل ما يمكننا فعله هو اختيار المضي قدمًا ، وأشعر أنه حتى بعد كل الأسف والبؤس والجروح التي تغطي باطنك ، كل ما يمكنكِ فعله هو اختيار التقدم للأمام ".
تدفق دفء أجسادهم إلى بعضهم البعض ، ورافق ذلك هزة صغيرة لنبضات القلب ، للحظة ، شعر كما لو أن قلوبهم كانت تتزامن ببطء مع بعضها البعض.
يا له من شعور غريب.
كان هذا دفئًا لم يشعر به زاريوس من قبل في حياته ، لم يكن لأنه كان يحتضن السحلية.
هل من الممكن أن ذلك بسبب أنني أحمل هذه الأنثى - كوروش لولو - بين ذراعي؟
لم يمض وقت طويل حتى رفعت كوروش نفسها عن صدر زاريوس.
ندم زاريوس لفترة وجيزة على رحيل دفئها ، لكنه التزم الصمت لأنه لم يكن يعرف كيف يعبر عن هذا الشعور.
"يبدو أنني قد أحرجت نفسي أمامك... هل إنخفض رأيك عني الآن؟"
"ماذا تقصدين بالحرج؟ هل أبدو مثل الرجل الذي يضحك على شخص يواصل المضي قدمًا على الرغم من جراحه وقلقه على المستقبل؟ ...لكني أعتقد أنك تبدين جميلة جدا ".
"-!"
"-!"
تجعد الذيل الأبيض ، وصفع الأرض بشكل متكرر.
"…يا للهول."
لم يستفسر زاريوس عما قصدت كوروش بهذه الكلمات ، بدلا من ذلك ، سأل سؤالا آخر.
"صحيح ، هل قبيلة العين الحمراء تربي الأسماك؟"
"نُربي؟"
"نعم ، تربية ورعاية الأسماك ليتم أكلها".
"نحن لا نفعل ذلك ، لأن الأسماك نعمة من الطبيعة."
مما يمكن أن يقوله زاريوس ، لم تمارس أي قبيلة سحالي تربية الأسماك على الإطلاق ، كان ذلك لأنهم شعروا أن زراعة طعامهم هو شكل من أشكال الكفر.
"يبدو أن هذا هو ما يعتقده الكهنة ، هل يمكنك محاولة تغيير رأيهم وإقناعهم بتربية الأسماك لملء بطونهم؟ يبدو أن الكهنة في قبيلتنا قد قبلوا ذلك ".
أومأت كوروش.
"إذن سأعلمكم كيفية تربية الأسماك ، الشيء المهم هو خُلاصتهم ، تحتاجون إلى إطعامهم بالفواكه التي يتم إستحضارها بواسطة تعاويذ الكهنة ، تنمو الأسماك بشكل كبير ودهني عندما تتغذى على هاته الأشياء ".
"هل من المناسب حقًا أن تخبرني بأسرار تربية الأسماك؟"
"بالتاكيد ، لا جدوى من إخفاء ذلك ، من الأهمية أن أساعد أكبر عدد ممكن من القبائل في ذلك ".
انحنت كوروش بعمق أمام زاريوس ورفعت ذيلها شكر له.
"لك امتناني الشديد "
"أنت... حسنًا ، ليس عليك أن تشكرني ، لكن في المقابل ، أود أن أسألك مرة أخرى."
اختفت العاطفة من وجه كوروش ، وأدى هذا التحول في الموقف إلى تهدئة قلب زاريوس.
كان هذا سؤالًا لا يمكنه التهرب منه ، أخذ زاريوس نفسًا عميقًا ، وكذلك فعلت كوروش.
ثم سأل زاريوس:
"ما الذي تنوي قبيلة العين الحمراء فعله بشأن المعركة القادمة؟"
"...بعد ما ناقشناه بالأمس ، نحن حاليًا نؤيد الفرار."
"إذن ، القائمة بأعمال الزعيم كوروش لولو ، دعني أسألك مرة أخرى - هل ما زلت تشعرين بنفس الشعور؟"
لم تستطع كوروش الرد عليه.
كان من الطبيعي التردد ، لأن هذا يتعلق بمصير قبيلة العين الحمراء.
ومع ذلك ، لم يستطع زاريوس فعل أي شيء حيال هذا ، لكنه فرض الابتسامة على وجهه.
"...عليك أن تتخذي هذا القرار ، أعتقد أن السبب وراء ابتسامة الزعيم السابق لك هو أنه كان يأتمنك على مستقبل القبيلة ، وإذا كان الأمر كذلك ، فقد حان الوقت للارتقاء إلى مستوى ثقته فيك ، هذا كل ما لدي لأقوله ، الباقي متروك لك ".
كانت عيون كوروش المستديرة تدور حول الغرفة ، لا يعني ذلك أنها أرادت الفرار أو طلب المساعدة ، لكنها كانت تبحث عن الإجابة الصحيحة في قلبها.
بغض النظر عن ردها في النهاية ، كل ما كان على زاريوس فعله هو قبول إجابتها.
"بصفتي القائمة بأعمال الزعيم ، هل لي أن أسأل كم عدد الأشخاص الذين تنوي قبيلة المخلب الاخضر إجلائهم؟"
"في الوقت الحالي ، نخطط لإجلاء 10 محاربين ، 12 صيادًا ، 3 كهنة ، 70 ذكرًا و 100 أنثى وبعض الأطفال."
"...أما بالنسبة للآخرين؟"
"- اعتمادًا على الظروف ، قد نضطر إلى تركهم جميعًا يموتون."
حدقت كوروش في الفضاء الفارغ وغمغمت:
"- حقًا"
"إذن ، من فضلك أعطني إجابتك ، القائمة بأعمال الزعيم قبيلة العين الحمراء كوروش لولو."
♦ ♦ ♦
نظرت كوروش في خياراتها.
يمكنها قتل زاريوس ، شخصيا لم ترغب في القيام بذلك ، لكن الأمر مختلف بصفتها زعيمة بالنيابة.
وماذا عن قتله والفرار مع باقي أهل القبيلة؟ تخلت كوروش عن هذا الخيار ، لأنها كانت مقامرة خطيرة للغاية وكانت تتعلق بمستقبلهم ، إلى جانب ذلك ، لم يكن هناك ما يضمن أنه قد جاء بمفرده حقًا.
إذن ماذا عن الاتفاق معه ثم الهرب مع الجميع؟
من المحتمل أن يكون ذلك مشكلة أيضًا ، إذا حاولوا أن يكونوا أذكياء وأفسدوا الأمر ، فقد يؤدي ذلك إلى حرب مع قبيلة المخلب الأخضر - حرب من شأنها أن تؤدي إلى إبادة شعبهم ، بعد كل شيء ، كانت نيتهم تقليص عدد السكان ، ولا يهم من سيموت من أجل حدوث ذلك.
في النهاية ، إذا لم يتلق إجابة بالموافقة على التحالف ، فمن المحتمل أنه سيقود جيشًا إلى قبيلة العين الحمراء لتدميرهم.
ومع ذلك ، لم تكن تعرف ما إذا كان زاريوس قد أدرك أن هناك عيبًا في تلك الخطة ، لا تزال مشكلة ندرة الغذاء قائمة.
ثم أدركت كوروش الأمر ، وابتسمت ، لم يكن هناك ابدا خيار آخر ، منذ اللحظة التي اقترح فيها زاريوس التحالف ، منذ اللحظة التي اقترح فيها عليهم العمل مع قبيلة المخلب الأخضر
كانت الطريقة الوحيدة لنجاة قبيلة العين الحمراء على قيد الحياة هي التحالف معهم والانضمام إلى المعركة ، كان يجب على زاريوس أن يدرك ذلك أيضًا.
ومع ذلك ، فقد أراد من كوروش أن تعطيه إجابة ، ربما أراد أن يرى ما إذا كان كوروش - زعيمة قبيلتها - تستحق الوقوف بجانبه كرفيقة له.
إذن ، كل ما تبقى هو إخباره عن قرارها.
ومع ذلك ، إذا أخبرته ، فإن الكثير من الناس سيموتون ، ومه ذلك-
"اسمحي لي أن أوضح شيئا ، نحن لا نكافح من أجل الموت ، نحن نكافح من أجل الانتصار ، ربما قلت الكثير من الأشياء التي جعلتك غير مرتاحة ، لكن طالما أننا سنهزم العدو ، يمكننا أن نضحك على كل شيء ، أرجو أن تفهمي ذلك."
أومأت كوروش برأسها لتشير بأنها فهمت.
كان رجلاً عطوفًا ، بهذا ردت كوروش بقرارها:
"...نحن ، قبيلة العين الحمراء، سننضم إليكم ، لأنني لا أرغب في جعل ابتسامة الزعيم السابق بلا معنى ، وأيضًا لأنني أريد أن أعطي قبيلة العين الحمراء أفضل فرصة للنجاة."
انحنت كوروش بعمق ورفعت ذيلها.
"- شكرا جزيلا لك."
أومأ زاريوس برأسه ، وتحدث ذيله المنتصب بقوة عن مشاعره أكثر مما يمكن أن تحدثه كلماته.
♦ ♦ ♦
جاء الصباح.
نظر زاريوس نحو البوابة الرئيسية لقرية قبيلة العين الحمراء ، حيث وقف أمام رورورو.
فتح فمه وتثاءب ، كان لا يزال يشعر بالتعب قليلاً ، لأنه كان منضماً لإجتماع قبيلة العين الحمراء حتى وقت متأخر من الليلة الماضية ، ومع ذلك ، كان الوقت جوهريًا ، وكان عليه أن يزور قبيلة أخرى بحلول اليوم.
كافح زاريوس بشراسة لعدم التثاؤب مرة أخرى ، لكنه خسر قتاله وتثاءب مرة أخرى ، بصوت أعلى من ذي قبل.
مع أن الرحلة على ظهر رورورو كانت بالكاد مستقرة ، ولكن لسبب ما شعر أنه لا يزال بإمكانه النوم فوقه.
نظر زاريوس إلى الشمس ، التي بدت صفراء زاهية رغم أنها أشرقت للتو ، ثم نظر إلى البوابة الرئيسية ، خيم عليه شعور بالارتباك ، لأن شيئًا غريبًا قد خرج.
كانت حزمة عشب.
كانت عبارة عن مجموعة من الملابس التي كانت مصنوعة من شرائط طويلة من القماش ومحشوة بأعشاب طويلة ، إذا استلقت على المستنقع ، فستبدو مثل كومة من الحشائش من مسافة بعيدة.
آه ، أين رأيت وحشًا كهذا من قبل -
بينما كان زاريوس يتذكر المشاهد التي رآها كمغامر ، كان رورورو يزمجر بطريقة تهديدية من خلفه.
بالطبع ، عرف زاريوس من هي تلك الكومة من الأعشاب ، لم يكن هناك شك في ذلك ، بعد كل شيء ، ذيلها الأبيض كان بازراً من الخلف.
بينما كان يحدق بغباء في الذيل المتمايل ويربت على رورورو لتهدئته ، كانت كومة الحشائش قد إقتربت بالفعل من زاريوس.
"- صباح الخير."
"مم ، صباح الخير... يبدو أنك جمعت القبيلة."
نظر نحو مساكن قبيلة العين الحمراء ، كانت مليئة بالطاقة والنشاط ، حيث كان العديد من السحالي يركضون ذهابًا وإيابًا ، وقفت كوروش جانبا لتشاهد ، ثم أجابت:
"مم ، لم تكن هناك مشاكل في ذلك ، يجب أن نكون قادرين على الوصول إلى قرية الذيل الحاد بحلول اليوم ، وقد اخترنا بالفعل الأشخاص الذين سنقوم بإجلائهم ".
وفقًا للتعويذات التي ألقاها كهنة القرية ، كانت قبيلة الذيل الحاد أول من تعرض للهجوم*(استعملوا السحر وتواصلوا مع القرية الاخرى واستفسروا عن من سوف يهاجم اولا) ، كانت حقيقة أن أول قبيلة تعرضت للهجوم لم تكن قبيلة ناب التنين بمثابة هبة من السماء عندما فكروا في الوقت الذي غادروا فيه.
"إذن ، لماذا تريدين المجيئ معي ، كوروش؟"
"الجواب بسيط يا زاريوس ، ولكن قبل أن أجيب عليك ، قل لي - ماذا تنوي أن تفعل الأن؟ "
بعد الاجتماع الطويل الذي استمر من المساء حتى منتصف الليل ، لم يشعر أي منهما بعدم الارتياح من مخاطبة بعضهما البعض بأسمائهما الأولى ، حتى الطريقة التي تحدثوا بها قد تغيرت ، ربما لأنهم أصبحوا على دراية ببعضهم البعض.
"أنوي زيارة قبيلة أخرى - قبيلة ناب التنين."
"إنهم القبيلة التي تقدر القوة على كل شيء ، أليس كذلك؟ لقد سمعت أن لديهم أعظم قوة قتالية بين جميع القبائل ".
"مم ، هذا صحيح ، نظرًا لأننا لم نتواصل كثيرًا معهم ، فمن الأفضل أن نعد أنفسنا لأي شيء ".
كان كل شيء عنهم يكتنفه الغموض ، لذا فإن الانتقال إلى منطقتهم كان أمرًا محفوفًا بالمخاطر ، بالإضافة إلى ذلك ، فقد استوعبوا الناجين من القبيلتين اللتين تم تفكيكهما خلال الحرب السابقة ، مما جعل الأمور أكثر خطورة.
تميز زاريوس خلال تلك الحرب ، لذلك سيكون عدوًا مكروهًا للناجين من هاتين القبيلتين.
ومع ذلك ، فقد كانوا القبيلة التي هم في أمس الحاجة إلى قوتهم خلال الصراع القادم.
"هكذا إذن... إذًا سيكون من الأفضل لي أن أرافقك."
"- لماذا؟"
"هل هذا غريب؟"
كومة الحشائش خشخشة بهدوء ، لم يكن لدى زاريوس أي فكرة عما تعنيه هذه الكلمات لأنه لم يستطع رؤية وجهها.
"ليس غريبا... بل خطير جدا."
"هل هناك أي مكان آمن خلال هذا الوقت؟"
لم يستطع زاريوس الرد على ذلك ، عندما فكر في الأمر بهدوء ، كان هناك العديد من الفوائد في إحضار كوروش معه ، ومع ذلك ، كذكر ، لم يرغب في إحضار الأنثى التي كان يحبها إلى مكان كان يعلم أن هناك خطرًا كبيرًا ينتظره.
"- أنا حقا لا أستطيع أن أهدأ."
لم يستطع رؤية وجه كوروش داخل كومة الأعشاب ، لكنها بدت وكأنها تبتسم.
"...إذن سأطرح عليكِ سؤالاً آخر ، لماذا تلبسين هكذا؟ "
"هل هو قبيح؟"
لم يكن قبيحًا بقدر ما كان غريبًا ، ومع ذلك ، هل من الأفضل أن أمدحها على ذلك؟ لم يعرف زاريوس كيف يجيب ، ولكن بعد بعض التفكير ، قام بتغيير حجم التعبير الذي لم يستطع رؤيته وأجاب:
"...حسنًا ، يجب أن أقول إنك تبدين جيدة... أليس كذلك؟"
"كما لو كنت كذلك."
كوروش أنكرت انكاراً قاطعاً ، ربما كان هذا هو سبب شعور زاريوس بالضعف فجأة.
"هذا ببساطة لأنني لا أتعامل بشكل جيد مع ضوء الشمس ، وبالتالي ، أنا بحاجة لارتداء مثل هذا عندما أذهب للخارج ".
"هكذا إذن"
"آه ، أنت لم تعطني إجابتك بعد ، هل ستدعني آتي معك؟ "
بغض النظر عما قاله لها ، سيكون كل هذا بلا معنى ، سيكون وجودها مفيدًا لهدفه المتمثل في تكوين تحالف ، لا بد أنها اقترحت ذلك لأنها اعتقدت ذلك أيضا ، وبالتالي ، لم يكن هناك سبب لرفضه لها.
"…حسنا ، إذن ، أتطلع لمساعدتك ، كوروش ".
بشعور من الفرح بدا وكأنه ينبع من أعماق قلبها ، أجابت كوروش:
"- فهمت ، اترك الأمر لي يا زاريوس ".
"هل أنت مستعدة للانطلاق؟"
"بالتاكيد ، حقيبتي مليئة بكل ما أحتاجه ".
بعد سماع ذلك ، نظر زاريوس إلى ظهرها ووجد انتفاخًا هناك ، جاءت الرائحة الكثيفة للعشب الطازج والأعشاب الأخرى منها ، بما أنها كاهنة ، يجب أن تمتلك المهارات المتعلقة بالأعشاب وما شابه ، لذلك يجب أن تمتلئ بمثل هذه المواد.
"زاريوس ، تبدو متعبًا."
"آه ، نعم ، أشعر ببعض الإرهاق ، كنت مشغولا جدا اليومين الماضيان ، لذلك لم يكن لدي وقت للنوم ".
بعد ذلك ، ظهرت يد بيضاء الحراشف من تحت كتلة الحشائش.
"خذ ، هذه فاكهة ريكيريكو تناولها كلها بقشرتها ".
قدمت له اليد البيضاء ثمرة بنية اللون ، وضعها زاريوس في فمه وعضه عليها دون تردد.
ملأ طعم مرّ فمه ، طرد منه التعب ، مع أن النهكة لم تكن مقبولة ، ولكن بعد المضغ عدة مرات ، ازدهرت النكهة على لسانه ، بالإضافة إلى ذلك ، حتى الأنفاس التي زفرها كان لها نفس المذاق.
”موو! ما هذا الإحساس الرائع الذي يملأ رأسي؟ "
كان زاريوس قد تبنى دون وعي التشنج اللفظي لأخيه الأكبر ، لم تستطع كوروش إلا أن تضحك عندما رأت ذلك.
"لقد اختفت رغبتك في النوم ، أليس كذلك؟ لكن الحقيقة هي أنها لم تختف حقًا ، لذا لا تَعتَّد عليها كثيرًا ، سيكون من الأفضل أن تجد مكانًا للراحة ".
كل نفس أخذه زاريوس وأطلقه ملأه بالنعيم ، عندما انتشر إحساس بالبرودة في كامل جسده ، رد:
"إذن ، سآخذ قيلولة أثناء وجودي على ظهر رورورو."
بقول ذلك ، صعد زاريوس على الفور على ظهر رورورو ، تبعته كوروش ، على الرغم من أن رورورو كان يحدق في زاريوس بسبب الشعور الشرير لكومة من العشب تتسلقه ، إلا أن زاريوس تمكن أخيرًا من تهدئته.
"إذا فلنذهب ، المقاعد ليست مستقرة جدًا ، لذا من الأفضل أن تتمسكِ بي ".
"حسنا."
أحاطت ذراع كوروش بخصر زاريوس ، جعل الوخز من ملابس الحشائش خاصتها زاريوس يشعر بالحكة.
"..."
عبس زاريوس ، لم يكن هذا ما تخيله.
"- هل هناك خطب ما؟"
"لا لا شيء ، هيا بنا ، رورورو ، سأترك الأمر لك ".
ما الذي جعلها سعيدة للغاية؟ جاءت ضحكة كوروش المرحة من خلفه ، وبينما كان رورورو يترنح ، كان زاريوس يبتسم.
الجزء 2
كانت غابة توب العظيمة صامتة في ظل اضطهاد حكامها الجدد ، كان ذلك لأن جميع الكائنات الحية هنا قد اختبأت ، خائفة من أنظار أولئك الذين يسيطرون عليها.
ومع ذلك ، لم يكن هذا هو الحال بالنسبة لمنطقة معينة من الغابة.
ملأ صوت قطع الأشجار وتحريك جذوع الأشجار الهواء في ذلك المكان.
كان هناك غوليم الذي يشبه آلة حديدية ثقيلة يحمل جذوع الأشجار إلى مبنى خشبي ضخم كان لا يزال قيد الإنشاء.
يبدو أن الأمر سيستغرق وقتًا طويلاً قبل أن يكتمل هذا المبنى ، مع أن هذا المبنى كان يشغل مساحة كبيرة ، إلا أن الأجزاء التي تم بناؤها بالفعل صغيرة بشكل مدهش.
عملت هناك مجموعة من الأوندد و الغوليم.
من بين هؤلاء الذين لم يرحموا كان إلدر ليتش الذي كان يرتدي أردية حمراء زاهية لافتة للنظر.
بين الحين والآخر ، كانت الشياطين التي يبلغ طولها حوالي 30 سنتيمترا تقترب منهم - وحوش صغيرة بأجنحة الخفافيش وجلد نحاسي أحمر- يسمى عفريت شيطاني* ، احتفظت العفاريت الشيطانية بذيولهم النحيلة - التي كانت مبللة بوخزات تقطر السم - بعيدًا عن الطريق خشية أن يعترضوا طريق عمل إلدر ليتش.
ㅤㅤ
(كانت الكلمة الإنجلزية هي Imp ، ولكن هذه الكلمة لديها أكثر من ترجمة منها ، عفريت ، قزم ، شيطان ، ولكن بما أنوا قيل أنهم شياطين فقد جمعت بين كلمة عفريت وشيطان)
ㅤㅤ
كشف أحد إلدر ليتش المجتهدين في عمله عن المخططات التي كان يحتفظ بها وأعطى أوامر لأحد الغوليم تحت قيادته.
توقف الغوليم بطاعة عما كان يفعله وقارن موقع العمل أمامه بالمخططات ، بعد فترة وجيزة ، تحدث إلى العفريت الشيطاني النتواجد على كتفه.
بعد سماع ذلك ، أشار العفريت الشيطاني إلى أنه فهم ، وطار في الجو.
طار بحركات غير رشيقة ، فتح العفريت الشيطاني عينيه وأخذ بسرعة يستكشف محيطه ، وسرعان ما وجد هدفه وذهب اليه.
كان الهدف المذكور هي حارسة الطابق السادس من ضريح نازاريك العظيم- أورا بيلا فيورا ، بعبارة أخرى ، كانت واحدة من الأشخاص الذين حكموا هذه الغابة الآن.
♦ ♦ ♦
قامت فتاة دارك الإلف بتدوير لفافة على شكل مكبر صوت حتى يصل صوتها إلى مسافة طويلة ، هبط العفريت الشيطاني أمامها وانحنى بعمق ، وعندها سألته بنبرة مألوفة:
"حسنًا ، ومن أي مجموعة أنت؟"
"أورا سما ، أنا من المجموعة U الرقم 3 "
" المجموعة U ، هاه؟ حسنًا ، فهمت ، هل هناك خطب ما؟"
تم تقسيم أطقم العمل هنا إلى مسميات على اسم حروف من "A" إلى "O" ، وتم تكليفهم بالعمل في مناطق مختلفة ، على حسب ما تذكرع أورا ، تم تعيين المجموعة U في المخزن ، كان التقدم في ذلك ثاني أسرع تقدم بين جميع المجالات الأخرى.
"هناك تباين في سماكة الأخشاب المستخدمة في البناء ، لذا هل يمكننا الحصول على مزيد من الوقت -"
صمت العفريت الشيطاني فجأة ، لأن الشريط الفولاذي حول معصم أورا أصدر صوتًا فجأة.
" وقت الإستراحة ~!"
تغير وجه أورا عندما سمعت ذلك الصوت الكسول والمبهج ، تدلى أذناها وبدا أنها ضعيفة بشكل غريب ومحرجة.
"فهمت ، بوكوبوكوتشاغاما سما!" ردت على معصمها.
"آه ، حان وقت تناول الطعام ، لذلك انتهينا من العمل في الصباح."
بالكاد احتاج أي من الوحوش هنا لتناول الطعام ، في الواقع ، كانت أورا ترتدي أيضًا خاتم التغذية*، مما يلغي الحاجة إلى الطعام أو النوم ، ومع ذلك ، أصر سيدها على أن "كل شخص يجب أن يأخذ فترات راحة من وقت لآخر" ، لذا كان عليها أن تطيعه على الرغم من رغباتها.
(لقيت اكثر من ترجمت للكلمة ذي بس خليتها تغذية عشان دور الخاتم يخليك ما تحتاج الأكل)
"آه ، المعذرة بشأن ذلك ، لكني بحاجة إلى الراحة ، لذا عُد بعد ساعة."
ㅤㅤ
”مفهوم ، إذن سأذهب أنا ايضا ".
انحنى العفريت الشيطاني وحلّق وسط عاصفة من الخفقان الصاخب.
عندما شاهدت العفريت الشيطاني وهو يطير باتجاه المخزن ، هزت أورا كتفيها ، ثم نظرت إلى شريط حول معصمها.
ثم أصبح وجهها مبتسمًا.
كانت هذه مكافأة منحها إياها سيدها على عملها الشاق ، بالطبع ، تم إنشاء الحراس لخدمة أسيادهم والكائنات السامية ، لذلك كان العمل الجاد من أجلهم حقيقة أساسية في الحياة ، وبالتالي ، لا ينبغي أن يقبلوا المكافأة ، لأن عملهم كان مجرد مسألة طبيعية.
ومع ذلك ، لم تستطع رفض شريط الذي قدمه لها سيدها.
"كوكوكو ، أريد أن أسمع المزيد من صوت بوكوبوكوتشاغاما سما."
كانت أورا تداعب الشريط الذي على معصمها بحنان ، كانت تلك الإيماءة أكثر حبًا ولطفًا من طريقة مداعبة وحوشها.
جميع الأصوات المسجلة في هذا العنصر جاءت من الكائنة السامية التي أنشأءت أورا.
امتلأت أورا بالبهجة ، حتى لو كان فائدته فقط هو معرفة الوقت.
شعرت بالغيرة عندما علمت أن شقيقها (ماري) قد تلقى خاتمًا من آينز أوول غون ، ولكن بكل صدق ، شعرت أن هذا العنصر أفضل.
" إيهيهيهيه ~"
تدلّت آذان أورا وداعبت الشريط بنظرة محرجة على وجهها ، ثم أومأت برأسها بارتياح وهي تلمع تحت ضوء الشمس ، لكن بعد ذلك بوقت قصير ، أمالت رأسها في حيرة.
"لماذا قال آينز سما إنني لا أستطيع ضبطه لأوقات معينة؟"
أمر آينز سما بعدم ضبط الساعة لتوضيح أوقات 07:21 أو 19:19.
"حسنًا... قد أسأله لاحقًا ، آه حماقة!"
بعد أن لاحظت الوقت الذي طاف فوق الساعة ، هرعت مسرعة.
كانت هناك خادمة حيث كانت متجهة الى وجهتها.
كانت الخادمات الـ 41 اللواتي خدمن ضريح نازاريك العظيم مخلوقات غير متجانسة تسمى هومونكولي* ، كلهم يشبهون النساء الجميلات ، ومع ذلك ، هذه الخادمة لم تكن كذلك.
ㅤㅤ
(الخادمات هومونكولي أو هومونكلوس كائنات بشرية اصطناعية صنعوا عن طريق الخيمياء)
ㅤㅤ
كان لديها رأس كلب مقسومًا من المنتصف بخط - يشبه الندبة ، مكتملاً بآثار خياطة ، بدا الأمر كما لو أن وجهها قد انقسم إلى نصفين وتم خياطته مع بعضه مرة أخرى معًا.
كان اسمها بيستونيا . س . وانكو.
كانت الخادمة الرئيسية لضريح نازاريك العظيم ، و كاهنة رفيعة المستوى.
"لقد أحضرت الهامبرغر كما طلبت أورا سما ، الأطباق الجانبية عبارة عن مخللين وبطاطس مقلية غير مقشرة ، بينما المشروب عبارة عن كولا… ووان* "
ㅤㅤ
(كلمة تقولها دائما لما تنهي الجملة)
ㅤㅤ
التأخير قبل كلمة "ووان" جعل أورا تعتقد أنها نسيت إضافة التشنج اللاإرادي في نهاية كلماتها ، لكن أورا لم تعلق على ذلك ، كان اهتمامها ينصب على الرائحة التي أثارت بطنها وجعل لعابها يسيل ، في حين أن الخاتم الذي ارتدته يعني أنها ليست بحاجة لتناول الطعام ، إلا أنه لم يجعلها غير قادرة على القيام بذلك ، بالإضافة إلى ذلك ، كان تناول الطعام نشاطًا ممتعًا ، خاصة عندما يتعلق الأمر بمثل هذه المأكولات اللذيذة.
"التأثيرات المجمعة لهذا الطعام والشراب هي -"
"آه ، لا حاجة لذلك ، لم أطلب منك أن تفعلي هذا من أجلي تعزيز إحصائياتي ".
"فهمت -ووان."
اقتربت أورا من بيستونيا وعربة الطعام التي كانت تدفعها ، والتي كانت تنبعث منها رائحة لذيذة.
"حان وقت الأكل ، وقت الأكل ~!"
قامت بيستونيا بنزع الغطاء الفضي من فوق الطبق بينما كانت أورا تنشد قافية الأكل.
"اوووههههه ~"
كانت عينا أورا ملتصقتين بالطعام عندما ظهر ، وفي نفس الوقت قالت شيئًا خطر ببالها.
“لحم البقر A-7 المفروم جيد ، لكنني أفضل اللحم المفروم المختلط ، آمل أن تتمكني من صنع فطيرة ثلاثية مع هذا اللحم ".
"حاضر ، سأبلغ رئيس الطهاة برغباتك ووان."
"مم ، شكرا لك!"
التقطت أورا الصينية بأكملها وضحكت وهي تبتعد.
الجزء 3
بينما كان زاريوس يتفحص قرية قبيلة ناب التنين التي تقع أمام عينيه ، إندفعت كومة من النباتات إلى جانب رأسه ، وغني عن القول ، أن كتلة الأوراق تلك كانت في الواقع كوروش ، مدت يدها لسحب الغطاء النباتي الذي يغطي وجهها ، والذي شعر زاريوس أنه جميل جدًا.
"هل حقًا ستندفع بهذه الطريقة نحوهم؟ هل تريد خوض قتال معهم؟ "
"لا ، على العكس تمامًا ، في الواقع ، تضع قبيلة ناب التنين قيمة كبيرة على القوة ، إذا تركت رورورو ورائي وذهبت سيرًا على الأقدام ، فقد ينتهي الأمر بأن يتداني الجميع قبل أن أصل إلى زعيمهم ، الدخول على ظهر رورورو سوف يجنبنا هذا النوع من المشاكل ".
بعد التقدم مع رورورو لمسافة ، يبدو أنه تم رصدهم ، لأن العديد من المحاربين خرجوا من القرية ، كل منهم يحمل سلاح ويراقب زاريوس ومجموعته.
شعر رورورو بعدائهم وأطلق هديرًا ، عندما سمع زاريوس هدير رورورو ، حثه على المضي قدمًا.
الاستمرار في هذا من شأنه أن يُشعل المواجهة ، استمر زاريوس في التقدم حتى أصبح الصراع حتميًا تقريبًا قبل إيقاف رورورو والنزول منه ، قفزت كوروش إلى أسفل أيضًا.
عدد لا بأس به من المحاربين حدقوا فيهما بغضب ، بدا أن نظراتهم كانت تضغط عليهم بشكل ملموس ، لم يعد هذا مجرد عداء ، ولكن نية قتل.
إهتزت كوروش بنظراتهم وتجمدت ، كان ذلك لأنها لم تكن من ذوي الخبرة في ساحة المعركة ، على الرغم من قدراتها القوية ككاهنة.
على النقيض منها ، تقدم زاريوس إلى الأمام ، أخفى كوروش بجسده وصرخ:
"- أنا زاريوس شاشا ، ممثل جاء للزيارة ، أسعى للحصول على لقاء مع زعيمكم! "
نسف صوته القوي نية القتل في الهواء ، انقلبت الطاولة على المحاربين من قبيلة ناب التنين ، الذين جفلوا و اهتزوا.
ثم رفعت كوروش صوتها وذكرت اسمها.
"أنا كوروش لولو ، القائمة بأعمال زعيم قبيلة العين الحمراء ، أنا أيضًا أبحث عن لقاء مع زعيمكم ".
على الرغم من أن صوتها لم يكن عالياً ، إلا أنه كان مليئًا بالاطمئنان والثقة التي تحمل مصير قبيلتها على كتفيها ، بدافع من الصوت الرجولي والفخور للذكر بجانبها ، لم تعد الفتاة المرتعشة بعد الآن.
"أقول مرة أخرى! أنا هنا لرؤية الزعيم! أين هو!؟"
في تلك اللحظة تموج الهواء ، كان الأمر كما لو أن العاطفة قد تحولت إلى صدمة اجتاحت جميع المحاربين.
فتح رورورو فكيّ رؤوسه وأخرج زئيرًا مخيفًا ، أصبح غاضبًا ، عندما تردد صدى صوت الهيدرا من كل مكان ، بدا الهواء وكأنه كان خائفًا.
"...ليست هناك حاجة لحمايتي من الأشياء الصغيرة مثل هذه."
"لم أفعل ذلك لحمايتك ، لقد اخترتِ المجيء إلى هنا بمحض إرادتك ، ومع ذلك ، كنت أنا من دمرت قبيلتهم ، لذلك يجب أن أكون الشخص الذي يتحمل نظراتهم الانتقامية ".
بدأ المحاربون يتجمعون عند مدخل القرية ، كان كل منهم شديد العضلات ، كانت أجسادهم مغطاة بالندوب الباهتة ، مما يعني أنهم كانوا محاربين مخضرمين ، ومع ذلك ، لم يرى زاريوس زعيمهم بينهم.
كل هؤلاء السحالي كانوا مجرد محاربين ، لم يكن لدى أي منهم المكانة المخيفة لأخيه ، ولم يكن لأي منهم أي شيء مثل مظهر كوروش الغير عادي أو جَوُ سلطتها.
عندما زأر رورورو ، ظل السحالي واقفين ، وبعد ذلك -
"نغك!"
- كوروش بلعت واصدرت صريرًا ، ومع ذلك ، شعر زاريوس بالفعل بوصول سحلية آخر وظل غير متأثر ، كان ذلك لأنه شعر بالفعل بالاقتراب البطيء لكائن جبار حتى قبل ظهوره.
ومع ذلك ، لم يستطع إلا أن يحدق في السحلية أمامه.
ببساطة ، كان هذا السحلية وحشًا.
كان في مواجهتهم سحلية عملاق يزيد ارتفاعه عن 130 سنتيمترا ، هذا وحده ما كان ليصنفه بأنه وحشي.
كبداية ، كانت ذراعه اليمنى كبيرة للغاية وغريبة المظهر ، مثل المخلب الضخم لسرطان عملاق ، و كانت ذراعه اليسرى نحيفة ، تشبه ذراع زاريوس تقريبًا ، كانت ذراعه اليمنى فقط هي التي كانت سميكة بشكل غير طبيعي ، ولم تصبح بهذه الطريقة بسبب طفرة أو مرض ، ولكن ببساطة بسبب كتلة العضلات الهائلة.
كان إصبع خنصره و إصبعه الصغير مفقودان من يده اليسرى.
إمتدت ندبة من رأسه حتى حافة فمه ، ربما بسبب نوع من الإصابة ، كان ذيله مسطحًا ، كما لو تم سحقه ، كان يشبه التمساح أكثر من السحلية.
ومع ذلك ، من بين كل هذه الميزات المرئية ، كان الشيء الذي لفت الانتباه أكثر هو العلامة على صدره ، كان التصميم مختلفًا عن التصميم الذي كان على صدر زاريوس ، لكن المعنى كان هو نفسه – كان هذا السحلية أيضًا "رحالاً".
"مرحبًا ، يا سيد ألم الصقيع."
توافق صوت السحلية الضخم و العميق مع مظهره بشكل مثالي ، ربما كان يتحدث بشكل طبيعي ، لكن كان يشع بجو رائع من القوة.
"ممتن لمقابلتك ، أنا من قبيلة المخلب الأخضر زاريــ- "
لوح السحلية الوحش بيده لمنع المقدمات.
"اذكروا أسمائكم".
"...أنا زاريوس شاشا ، وهذه كوروش لولو."
"أهذا... وحش نباتي؟ لا ، نظرًا لأنك أحضرت الهيدرا معك ، فمن المنطقي أن يكون لديك مخلوق آخر بجانبك ، لا يوجد ما يدعو للقلق".
"…ليس تماما."
لوح السحلية الوحشي مرة أخرى لكوروش ، التي كانت تخلع زي أوراقها.
"لقد كانت مجرد مزحة ، لا تأخذي كل ما أقوله على محمل الجد ، يا للإزعاج".
"-"
بعد إلقاء نظرة خاطفة على كوروش وهي تخلع كومة أوراقها ، نظر إلى زاريوس.
"لماذا أنت هنا؟"
"قبل ذلك ، هل لي أن أعرف اسمك؟"
"أوه ، أنا زعيم قبيلة ناب التنين ، زينبورو غوغو ، نادني بزينبورو. "
ضحك زينبورو ، في حين أن هذا كان بالضبط ما توقعه ، إلا أن فكرة أن يصبح الرحال زعيماً كانت لا تزال مفاجئة للغاية.
من ناحية أخرى ، كانت إجابة يمكنه قبولها ، لم يكن السحلية مثله مجرد رحال ، في الحقيقة ، تلاشى العداء المتجمع لحظة ظهوره ، من الواضح أنه كان سحلية يتمتع بسلطة كبيرة ، بالإضافة إلى قوة وقيادة عسكرية غير عادية.
"نادني بزاريوس ، إذن ، أخبرني ، زينبورو... هل قامت أي وحوش غريبة بزيارة قريتك مؤخرًا؟ "
"مم ، ذلك المبعوث من قبل الكائن الأسمى أو شيء من هذا القبيل."
"حسنًا ، إذا جاءوا ، فيمكننا مناقشة -"
رفع زينبورو يده لمقاطعة زاريوس.
"أعتقد أنني أعرف ما تريد أن تقوله ، ومع ذلك ، فإننا نستمع فقط إلى القوي ، اسحب سيفك"
قام السحلية الشاهق أمامه - زينبورو غوغو من قبيلة ناب التنين - بالكشف عن أنيابه بابتسامة مسننة.
"ماذا!؟"
بينما كانت كوروش تلهث ، رأت نظرة موافقة على وجه زاريوس والمحاربين المحيطين بها.
"...حسنًا ، هذا يجعل الأمور أكثر بساطة ، يا زعيم قبيلة ناب التنين ، هذا بالتأكيد يوفر الكثير من الوقت ".
"أنت مبعوث رائع حقًا ، لا ، بصفتك سيد ألم الصقيع ، ربما ينبغي أن أقول إنه كان متوقعًا"
♦ ♦ ♦
كان اختيار الأقوياء لزعمائهم قرارًا عقلانيًا للغاية بالنسبة إلى السحالي.
ومع ذلك ، هل كانت حقًا فكرة جيدة عندما تضمنت استمرار بقاء قبائلهم؟ ألا يجب عليهم مناقشة الأمر مع الآخرين والنظر في الأمر من زوايا مختلفة قبل التوصل إلى نتيجة؟
كانت تلك الأفكار تدور في رأس كوروش - تلاها مفاجأة أنها في الواقع ستفكر بهذه الطريقة.
الحقيقة هي أن جميع المحاربين الذين كانوا يراقبونهم وافقوا على قرار زعيمهم ، سواء كانوا ذكورًا أو إناثًا ، ربما كانت ستفعل نفس الأمر لو طُلب منها نفس الشيء سابقًا.
إذن ، لماذا أتساءل عن هذا الآن؟
من أين أتت هذه الشكوك؟
هل كان ذلك بسبب نوع من الهجوم السحري؟ كان ذلك مستحيلاً ، كانت واثقة من أن لا أحد في هذا المستنقع كان متفوقًا عليها من حيث السحر ، هذه الثقة جعلتها متأكدة تمامًا من أنها لم تكن ضحية لنوع من التعاويذ.
استدارت كوروش لتنظر إلى الاثنين.
زاريوس و زينبورو.
كانا يقفان بجانب بعضهما البعض ، ويبدون كالأطفال مقارنة بالبالغين.
لم يحدد جسد المرء كل شيء ، كانت تعرف ذلك جيدًا باعتبارها ساحرة ، ومع ذلك ، نظرًا للاختلاف الهائل بين أجسادهم ، لم يسعها إلا أن تأمل ألا يكون هذا هو الحال.
تأمل؟ آمل أنهم لن- أنهم لن يضطروا للقتال؟
أرادت كوروش معرفة سبب شعورها بشيء غريب ، لماذا لا تريد ذلك؟ لماذا لم تكن تريدهم أن يتقاتلوا؟
كان هناك إجابة واحدة على ذلك ، والتي جاءت الى ذهنها دون تقولها.
ابتسمت كوروش بمرارة ، وكأنها تسخر من نفسها.
هي لا تريد من زاريوس القتال لأنها تخشى انه سوف يتأذى او..... سيموت
كان هذا كل شيء باختصار.
كان من النادر خوض هذه المعارك حتى الموت ، ومع ذلك ، فإن كلمة "نادر" تعني أن الاحتمال لا يزال موجودًا ، يمكن أن تضيع الأرواح بسهولة إذا قاتلوا حتى لم يعودوا يمتلكون حواسهم ، كأنثى ، لم تكن تريد أن يموت رفيقها لأنه شارك في هذه المعركة.
بعبارة أخرى ، قبلت كوروش منذ فترة طويلة اقتراح زاريوس في قلبها.
لقد استسلمت ببساطة... هل هذا يعني أنه من السهل خداعي؟ إيه ، أشعر... أنا سعيدة ومنزعجة قليلاً... آه ،يا للإزعاج!
بعد أن قبلت مشاعرها العميقة ، تقدمت كوروش إلى زاريوس وهو يستعد للمعركة ، ووضعت يدها على كتفه.
"هل تحتاج لأي شيء؟ هل ينقص أي شيء؟ "
"لا أنا بخير"
رَبَتَّت كوروش على كتفه.
كان كتفه قويا.
منذ أن بلغت سن الرشد ، سارت كوروش في طريق الكاهن ، كانت قد لمست أجساد العديد من الذكور أثناء التضرع ، بينما كانت تضع الدواء عليهم ، وأثناء قيامها بإلقاء التعاويذ عليهم ، لكن اتصالها بجسد زاريوس كان أطول من كل تلك الأوقات الأخرى مجتمعة.
إذن هذا هو جسد زاريوس... هاه.
عضلاته المتماسكة ، مليئة بالدم الحار الذي كان يتوق إلى القتال والرجولة المرسومة عليه.
"…ماذا دهاكِ؟"
كان زاريوس حائرا من يد كوروش العالقة على كتفه.
"- إيه؟ آه ، ذلك... كان ذلك تضرع ، تضرع الكاهنة ".
"أنا أرى ، إذن أرواح أسلافك تحافظ على أرواح القبائل الأخرى؟"
"أرواح قبيلتنا ليست تافهة للغاية ، حظا سعيدا."
اعتذرت كوروش داخليًا لأسلافها لأنها رفعت يدها عن كتفي زاريوس ، ولأنها كذبت بشأن الدعاء لهم من أجل انتصار الذكر الذي تفضله.
كان زينبورو يستعد أيضًا للمعركة ، كان يحمل عمودًا ضخمًا في يده اليمنى ، مطرد فولاذي يبلغ طوله 3 أمتار تقريبًا ، سيحتاج السحلية العادي إلى كلتا يديه لاستخدامه.
وبعد ذلك - أرجحه بتكاسل.
تسبب اكتساح المطرد في عاصفة من الرياح اجتاحت كوروش ، التي كانت على بُعد مسافة منه.
"هل يمكنك... لا ، يجب أن أسأل ، هل ستكون بخير؟"
"بشأن ذلك... حسنًا ، سأرى كيف ستسير الأمور."
في البداية ، أرادت كوروش أن تسأل عما إذا كان بإمكانه الفوز ، لكنها في النهاية لم تفعل ، لابد أن زاريوس قد قبل القتال وهو يعلم أن النصر لم يكن مستحيلاً.
هذا يعني أن الذكر الذي أمامها لن يخسر ، لقد تعرفا على بعضهما البعض ليوم واحد فقط وسافرا مع بعضهما البعض لمدة نصف ذلك الوقت ، لكن كوروش كانت على يقين من ذلك.
لقد أحبت هذا الرجل لأنه كان هناك شيء تحبه.
"إذن ، هل أنت جاهز ، سيد ألم الصقيع... آه ، زاريوس."
"أنا مستعد ، عندما تكون مستعدًا ".
مع موقف درامي ، أدار زاريوس ظهره إلى كوروش ودخل في دائرة المبارزة.
تنهدت كوروش ، كان ذلك بسبب ظهره الذي لم يستطع إلا أن يلفت انتباهها.
♦ ♦ ♦
دفء يدها التي كانت تلمس كتفه منذ قليل تلاشى ببطء.
المعركة التي سَتُخاض الأن كانت في الأساس نسخة مبسطة من معركة اختيار زعماء القبائل ، نظرًا لأن هذا كان يهدف إلى أن يكون قتالًا فرديًا ، فإن المساعدة السحرية من طرف ثالث كانت ضد القواعد.
ومع ذلك ، فإن الدفء على كتف زاريوس - والذي جعله يشعر بالتوتر والعصبية - والاتصال الجسدي مع كوروش جعله يتساءل عما إذا كانت قد ألقت عليه بعض السحر ، ومع ذلك ، كان من المستحيل انها لا تعرف هذه القاعدة بصفتها القائمة بأعمال زعيم قبيلتها.
إذن ، لماذا كان متحمسًا للغاية ، على الرغم من أنها لم تُلقي أي سحر عليه؟
هل كان ذلك لأنه أراد أن يبذل قصارى جهده من أجلها ، كذكر يستعرض أمام أنثى؟ قال أخوه الأكبر ذات مرة إنه كان "شجرة ذابلة..." لكن هذا لا يبدو صحيحًا تمامًا.
دخل زاريوس الدائرة المكونة من السحالي ، وسحب بسرعة ألم الصقيع من خصره ، انبعث من النصل ضباب أبيض فاتر ، كما لو كانت استجاب لإرادة زاريوس.
اضطراب اجتاح السحالي المحيطين.
الناجين من قبيلة النصل الحاد - بعبارة أخرى ، كانوا يعرفون المالك السابق لـ ألم الصقيع ، وقد فهموا قوته المخيفة.
عندما رأى قوة ألم الصقيع التي لا يستطيع إطلاق العنان لها إلا المالك الحقيقي ، تحول تعبير زينبورو الوحشي إلى تعبير عن الفرح ، كشف أسنانه وزمجر مثل الوحش.
ردًا على الروح القتالية لخصمه ، لم يكن لدى زاريوس سوى رد واحد بارد:
"أنا لا أريد أن أؤذيك بشدة."
أثار تهكمه على الفور غضب جميع المحاربين من حوله ، ومع ذلك ، هدأوا على الفور حيث تردد صدى صوت عالي التدفق بشكل غير طبيعي في الهواء.
دفع زينبورو طرف مطرده نحو الأرض الطرية.
"أوه... إذن اجعلني أقبل هزيمتي! استمعوا جميعا! إذا مت في هذه المعركة ، سيكون هو زعيمكم الجديد! لن تكون هناك اعتراضات على ذلك! "
لم يوافق المحاربون المحيطون على الفور ، لكنهم لم يحتجوا أيضًا ، إذا قتل زاريوس بالفعل زينبورو ، فإنهم سوف يطيعونه ، ولكن عن غير قصد.
"حسنا ، الآن تعال إلي مع الاستعداد للموت ، يجب أن أكون أقوى خصم واجهته على الإطلاق ".
"بالفعل... مفهوم ، أيضا ، إذا مت على يدك- "
نظر زاريوس مرة أخرى إلى كوروش.
"لا تقلق ، سأدع إمرأتك تعود بأمان ".
"...إنها ليست ملكي بعد."
"كيك ، يبدو أنك تحب هذا الوحش النباتي حقًا ، هل هي حقا أنثى جيدة؟ "
"جيدة جدا."
لم يأبهوا بالمرأة المذكورة ، التي كانت تحتضن رأسها وتجلس في وضعية القرفصاء على الأرض.
"والآن بعد أن قلت ذلك ، ربما إذا فزت ، فسوف أجردها وأراها عارية وأرى كيف تبدو قبل أن أتركها تذهب ".
حتى الآن ، كان زاريوس ممتلئًا فقط بنية القتال ، ولكن الآن هذه النية طورت فارقًا بسيطًا آخر.
"...يبدو أنك قدمت لي سببًا ممتازًا للفوز ، لن أسمح لشخص مثلك بالاستمتاع بجسد كوروش العاري ".
"أنت حقا تحبها بشكل ميؤوس منه ، أليس كذلك؟"
"نعم بالتأكيد ، ليس لديك ادنى فكرة كم انا واقع في حبها ".
بدا أن العديد من السحالي الأخريات يتحدثن إلى الأنثى في وضعية القرفصاء ، لكنها هزت رأسها على عجل ، وضع الرجلان هذه المسألة بعيدًا في الوقت الحالي.
"ها!"
ابتسم زينبورو فرحا.
"إذن اهزمني! إذا مت ، فلن يهم شيء من هذا بعد الآن ".
"كانت هذه نيتي."
حدق زاريوس و زينبورو ببعضهما ، يبدو أنهم قالوا كل ما يجب أن يقال.
"-ها أنا قادم."
"-هيا تعال."
تبادل الاثنان كلمات مقتضبة ، لكن بلا ضربات.
تمامًا كما توقع السحالي المشاهدون للذروة ، بدأ زاريوس في التقدم ببطء ، لم يكن هناك صوت ، على الرغم من كون المكان مستنقعًا مغمورًا بالمياه.
ظل زينبورو واقفا و لا يزال في انتظار خصمه.
لم يمض وقت طويل ، عندما وصل زاريوس إلى مسافة معينة ، انطلقت رنة ضخمة من الهواء قفز زاريوس بعيدًا عنه ، كان صوت زينبورو يأرجح مطرده.
لم تكن هناك مهارة في ذلك ـ كانت مجرد أرجحت قوية.
ومع ذلك ، فقد كان صادمًا للغاية.
زينبورو شدد على مطرده ، واتخذ موقفًا ، وأعد نفسه لتوغل زاريوس التالي ، لقد استخدم المطرد الضخم بيده اليمنى فقط ، مباشرة بعد كل تأرجح إعصاري ، سيعيد ضبطه على الفور إلى وضع الاستعداد.
شعر زاريوس بشيء غريب.
لذلك ، للتحقق من معنى تلك الحركة ، انطلق ودخل نطاق هجوم خصمه - وتعرض لهذا التأرجح الشبيه بالإعصار ، لقد أوقفه بذراعه التي تمسك سلاحه ألم الصقيع ، لكن صاعقة من الألم الشديد حطمت يده التي تمسك بالسيف ، وتم رمي جسده بعيدًا ،
يمكن للمرء أن يقول إنه يتمتع بقوة ذراع غير عادية إذا كان بإمكانه قذف سحلية كبير بقوة ذراع واحدة فقط.
- كانت دمائهم تغلي.
زأر المحاربون المحيطون عندما رأوا زعيمهم يعرض قوته التي لا مثيل لها.
تحرك ذيل زاريوس وهو يتعثر ولكنه ما زال واقفا على قدميه.
صافح يده المخدرة وضيّق عينيه.
هذا... ما هذا؟
تركز اهتمام زاريوس على الجسد الضخم أمامه.
ماذا يحدث هنا؟ هذا… ضعيف جدا.
بالفعل ، كانت هذه ضربة سريعة ، وإذا صدها بسيفه ، فسيتم إرساله طائرًا ، لكن هذا كل شيء ، لم يكن الأمر مرعباً على الإطلاق.
كانت حركات زينبورو مثل طفل يُأرجح عصا ، لم يكن هناك أسلوب يمكن الحديث عنه ، فقط قوة غاشمة مطلقة ، كان السؤال الآن هو ما إذا كان هذا هو كل ما لديه حقًا ، يجب أن يكون الشخص الذي يمتلك ذراعًا ضخمة مثل ذراعه قادرًا على استخدام سلاحه بمهارة أكبر.
هل يمكن أنه لا يستخدم قوته الكاملة لسبب ما؟
شعر زاريوس أن الأمر لم يكن كذلك.
بدأ يعيد النظر في استراتيجيته ، متيقظًا من شعور غير عادي بعدم معرفة الحقيقة ، ابتسم زينبورو الثابت وسأل:
"ماذا جرى؟ ألن تستخدم قوة ألم الصقيع؟ "
من الواضح أنه كان يسخر منه بتلك الابتسامة ، لكن زاريوس لم يأخذ طُعم زينبورو.
"ذات مرة تعرضت للهزيمة على يد حامل ألم الصقيع السابق."
تذكره زاريوس ، كان يعرف الشخص الذي تحدث عنه زينبورو - الزعيم السابق لقبيلة النصل الحاد ، وكذلك الشخص الذي أخذ زاريوس رأسه*(قتله).
لقد خفف من التركيز الشديد الذي وجهه نحو زينبورو ، وجعل نظره أوسع.
من بين كل أولئك الذين يحملون العداء تجاهه ، يجب أن يكون أولئك الذين كرهوه أكثر هم الناجين من قبيلة النصل الحاد.
"من هنا جاءت الجروح على يدي اليسرى."
رفع زينبورو يده اليسرى وأصابعه المفقودة للتأكيد.
"ربما إذا استخدمت القدرة التي استخدمها ذلك الرجل لهزيمتي ، فقد تتمكن من الفوز."
"حقا؟" أجاب زاريوس بصوت بارد وهادئ.
من المؤكد أن تلك القدرة كانت قوية للغاية.
لأنه لا يمكن استخدامها إلا ثلاث مرات في اليوم ، كانت لديه فرصة جيدة للفوز إذا استخدمها ، كان السبب في هزيمة زاريوس للمالك السابق لـ ألم الصقيع هو أن خصمه قد أنفق بالفعل استخداماته الثلاثة للقدرة ، إذا كان خصمه قد تمكن من استخدامها في ذلك الوقت ، فربما يكون زاريوس هو الشخص الذي مات بدلاً من ذلك.
ومع ذلك ، فإن أي شخص يعرف قوة ألم الصقيع لن يحرض عن عمد حامله على الاستفادة منها.
بقي زاريوس على أهبة الاستعداد.
ليس لدي أي فكرة... ومع ذلك ، لا فائدة من تضييع الوقت في هذا الأمر ، حان الوقت لأقوم بحركتي.
بعد أن قرر ما سيفعل ، تقدم زاريوس إلى الأمام ، أسرع مرتين من ذي قبل.
رد زينبورو على زاريوس بسرعة مروعة.
لم يهرب زاريوس ، لكنه واجه الضربة وجها لوجه بإستعمال ألم الصقيع ، كل من رآه شعر أن زاريوس سيُقذف بعيدا مرة أخرى.
قابل زاريوس المطرد بألم الصقيع وصد الهجوم.
لم تكن هناك حاجة لفنون الدفاع عن النفس أو ما شابه ، كانت تقلبات مطرد زينبورو بمثابة لعب للأطفال ، بغض النظر عن مدى تأرجحه بقوة ، يُمكن تشتيت ضرباته بسهولة.
اتسعت عيون زينبورو في حالة صدمة - لا ، في احترام.
في الوقت نفسه ، انطلق زاريوس إلى الأمام بسرعة البرق ، أسرع من قدرة زينبورو على إعادة المطرد ، حتى مع وجود عضلات مثل عضلاته ، فإن إعادة ضبط موقفه بعد ضربه بقوة كاملة بمطرده سيستغرق وقتًا ، كان ذلك الوقت كافياً لزاريوس ليقترب منه.
في اللحظة التالية ، أرجح زاريوس ألم الصقيع نحو زينبورو —
♦ ♦ ♦
- وتناثرت الدماء.
اندلعت الهتافات المدوية من كل مكان ، فضلا عن أنين من الألم.
لم يكن زينبورو هو من أصيب بل كان زاريوس.
على عكس ما فعله حتى الآن ، تقدم زينبورو للأمام نحو زاريوس ، عازمًا على عدم السماح له بالفرار ، قاد الطريق بالسلاح الذي أصاب زاريوس.
كان هذا السلاح - مخالبه.
اصطدمت مخالبه بألم الصقيع ، و رن رنين المعدن ، تخلى زينبورو عن المطرد.
"غوه -!"
زفر زينبورو ، وبينما كان يتقدم للأمام ، وجهت ذراعه الضخمة سلسلة من الضربات.
بالمقارنة مع أسلوب الهواة السابق ، كانت يده العارية على مستوى الإحتراف ، الآن بعد أن تم الكشف عن أهم جزء من اللغز ، تم تجميع كل شيء معًا من أجل زاريوس.
لم يكن زينبيرو محاربًا ، بل كان راهبًا ، شخص استخدم قوة " الكي" لتحويل جسده إلى سلاح حي.
زاريوس صد يده (التي يستخدمها كسلاح) بألم الصقيع .
كانت مخالب السحالي أكثر حدة وأصلب من أظافر الإنسان ، لكنها لم تصدر أصواتًا معدنية كهذه ، في الواقع ، كانت هذه قدرة راهب تسمى「السلاح الطبيعي الحديدي」، والتي عززت الأسلحة الطبيعية للفرد ، مثل المخالب أو الأسنان.
قيل أن قبضة أمهر الرهبان يمكن أن تكسر مادة الأدمنتايت ، أقوى معدن معروف في العالم الجديد ، ومع ذلك ، بناءً على الإحساس الذي عبر من خلال ألم الصقيع ، فإن زينبورو لم يصل بعد إلى هذا المستوى ، كان فقط على قدم المساواة مع الفولاذ ، ومع ذلك ، يمكن لمخالبه المُتصلبة أن تقف على أُسس متساوية مع ألم الصقيع ، أحد الكنوز الأربعة ، لذلك لم يستطع أن ينظر إليها بازدراء..
تبادل الاثنان ضربة تلو الأخرى.
ضرب زينبورو بيده الحديدية المُدعمة "بالكي" بينما أرجح زاريوس ألم الصقيع ، قفزوا بعيدًا لتجنب ضربات بعضهم البعض ، وفتحوا المسافة بينهما.
"- هاها ، إذن أنت ما زلت على قيد الحياة!"
لعق زينبورو على أطراف مخالبه الممزوجة باللحم والدم.
قام زاريوس أيضًا بتمديد لسانه الذي كان أطول من لسان الإنسان ، ولعق السائل الأحمر الذي يتدفق من المكان الذي يتوافق مع خد الإنسان.
كان سعيدًا لأنه نجح في التهرب من المخلب الذي كان يهدف إلى اقتلاع عينيه ، لقد أصيب بجروح ، ولكنها لم تكن جروحاً عميقة ، وكان بإمكانه مواصلة القتال ، شكر أرواح قبيلته على حمايته ، و-
ربما تهربت من ذلك لأن أسلاف قبيلة كوروش حموني.
كان زاريوس ممتنًا ، لكن زينبورو كان يتذمر بدلاً من ذلك.
" بالتفكير في الأمر ، إذا هزمتك دون أن أجعلك تستخدم تلك القدرة ، فسوف أشعر وكأنك تتعامل بسهولة معي."
قام زينبورو بقبض قبضتيه وضرب صدره عدة مرات.
"آسف ، لكنني لا أنوي استخدام تلك القدرة."
"أوه؟ إذن لا تقل أنك لم تبذل قصارى جهدك بعد الخسارة ".
"هل تعتقد أنني شخص سيقول مثل ذلك الكلام؟"
"...لا ، لا أظن ، المعذرة ، لقد أخطأت ، فقط... إذا كنت لن تستخدم تلك القدرة ، ها أنا ذا آتٍ! "
مع صرخة ، اندفعت ساق زينبورو نحو زاريوس مخترقةً الهواء.
لم يكن هناك أي تردد في تلك الحركة.
قام زاريوس بأرجحت ألم الصقيع نحو ساق زينبورو أثناء تفادي الركلة ، ولكن سمع صوت رنين معدني ، وارتدت الضربة.
اتسعت عيون زاريوس.
عندما يلتقي السيف باللحم ، يجب أن يكون الجسد قد جُرح ، كانت هذه هس طريقة عمل هذا العالم ، ومع ذلك ، فإن "كي" الراهب قَلَبَ هذه القاعدة رأسًا على عقب.
كانت هذه نتيجة 「الجلد الحديدي」 هذه المهارة يمكن أن تغلف الجسم "بالكي"قبل أن يلمسه أي هجوم ، مما يجعله صلبا مثل الفولاذ ، يشبه إلى حد كبير「السلاح الطبيعي الحديدي 」، كلما كان الشخص متقنا للمهارة أكثر ، أصبح الجزء المغلف بالكي أصلب.
حقيقة أن خصمه قد صد سيفًا سحريًا بلحمه العاري تقول الكثير من مهاراته كراهب ، ومع ذلك ، لا زال زاريوس يشعر أن لديه فرصة للنصر.
لم يكن هناك فرق كبير بين مهاراتهم القتالية ، كان فقط أن الظروف كانت ضد زينبورو منذ البداية.
♦ ♦ ♦
جاء زينبورو بسلسلة محيرة من الضربات.
ركلة محلقة ، اكتساح بالذيل ، لكمة مستقيمة ، مخلب سكين ، هاجم بكل هذا وأكثر.
كانت كل ضربة ضربها زينبورو سريعة وثقيلة ، كل ما يمكن أن يفعله زاريوس ضد خصم مثل هذا هو تبني دفاع كامل.
مزيج يتبع الجمع.
إذا لم يدافع ضد ضربات خصمه المدمرة ، فإن هزيمة زاريوس مضمونة ، واثقون من انتصار زعيمهم ، هتف السحالي المحيطون بينما زينبورو يَضرب ضربة تلو الأخرى.
كانت مخالب زينبورو تخدش زاريوس من حين لآخر ، مما أدى بسهولة إلى إصابة جسده وتركت جروحًا تسببت في خروج الدماء ، لا يمكن اعتبار هذه الإصابات خفيفة بأي حال من الأحوال.
كان جسد زاريوس مغطى بتلك الجروح ، حياته كانت معلقة على الميزان ، ولن يكون غريباً إذا استسلم ، أثبتت النظرات المبهجة على وجوه السحالي المتفرجين ذلك فقط أثناء استعدادهم للاحتفال بالنصر الوشيك لزعيمهم.
ومع ذلك - لم يكن هذا هو الحال بالنسبة لـ زينبورو.
في كل مرة يتم فيها صد ضرباته ، شعر زينبورو بأن النصر ينزلق أكثر فأكثر بعيدًا عن قبضته ، مما جعله يشعر بالقلق.
كان ألم الصقيع مشبعًا بالبرد ، وكان يتسبب في أضرار برد إضافية كلما أصاب عدوًا ، ومن الآثار الجانبية لذلك أنه تسبب في أضرار باردة لأي شخص لمس السلاح ، بعبارة أخرى ، كان مجرد لمس السلاح كافيًا لأن يتآكل ببطئ جسم زينبورو بأضرار برد.
كانت يداه متجمدتان ، وساقاه مخدرتان ، وحركاته تتباطأ.
اللعنة ، لقد خسرت بسرعة كبيرة في المعركة السابقة... لذا لم أكن أعرف أن لديه قوة مثل هذه أيضًا! إذاً لم يقتصر الأمر على تلك القدرة فقط*! كما هو متوقع من أحد الكنوز الأربعة !
ㅤㅤ
(القدرة يلي يقدر يستخدمها ثلاث مرات في اليوم ويلي كان يقلو استخدمها)
ㅤㅤ
اتخذ زاريوس موقفًا دفاعيًا لأنه كان يعلم أن العنصر كان له تأثير مثل هذا ، أو بالأحرى ، لقد فعل ذلك لأنه كان يعلم أنها طريقة أكيدة لإحداث الضرر ، ربما كان هذا هو السبب في أنه لم يتجنب هجمات زينبورو.
لقد اختار طريقًا ثابتًا نحو النصر.
هذا النقص في الفتحات جعله أعظم أعداء زينبورو* في الوقت الحالي.
ㅤㅤ
(زينبورو يستخدم مخالبه (وجسده بشكل عام) في الهجوم والهجوم فعال جدا عليه)
ㅤㅤ
استخدم زينبورو بطاقته الرابحة على زاريوس ، إذا تمكن من صد هذه الحركة أيضًا ، فإن فرص زينبورو في الفوز ستكون ضئيلة.
شعر وكأنه كان يندفع نحو حصنًا منيعًا بمفرده.
آه ، اللعنة ، لا أستطيع أن أضربه - لكن! لقد انتظرت طويلا لهذا!
معركته مع السحلية من الماضي (مستخدم ألم الصقيع السابق) تومضت في ذهنه ، لقد كان الآن أقوى مما كان عليه في ذلك الوقت ، وقد تدرب بلا توقف من أجل تحقيق النصر ، حتى عندما سمع أن الشخص الذي هزمه قد قُتل ، ربما شعر بالندم ، لكنه لم يتوقف عن التدريب.
كان ينتظر هذا اليوم.
كزعيم ، لم يستطع التخلي عن كل شيء للانغماس في المعركة* ، لذلك كان مسروراً عندما سمع أن حامل ألم الصقيع قد جاء إلى قريته.
ㅤㅤ
(يعني هو صار زعيم قبيلة وعنده مسؤوليات لحين ما يقدر يندفع وراء رغباته الشخصية ويترك قبيلته يلي يحكمها)
ㅤㅤ
لم يستطع ترك هذه المعركة التي طال انتظارها تنتهي بهذا الشكل.
بدأ زينبورو يفقد الإحساس في اللكمات والركلات ، ولم يعد بإمكان الكي الوصول إلى أطرافه ، ومع ذلك ، استمر في الهجوم.
إنه قوي ، أقوى من ذلك الرجل من المرة السابقة!
تمامًا كما شحذ نفسه بلا توقف ، يجب أن يكون السحلية الذي أمامه قد درب نفسه دون أن يتراخى أيضاً.
في حين أنه كان يمكن أن يقول إنه لا يستطيع تقليص الفجوة بينهما بسبب ألم الصقيع ، إلا أنه لم يكن لديه رغبة في التحدث عن مثل هذا الكلام.
رائع حقا! إنه حقًا سيد ألم الصقيع! أقوى سحلية على الإطلاق!
لم يُوقف زينبورو هجماته ، حتى عندما امتدح زاريوس ، الذي كان يصد ضرباته بإستخدام ألم الصقيع.
♦ ♦ ♦
الجروح والدماء والمزيد من الجروح.
كرست كوروش كل اهتمامها لمشاهدة هذا الصراع المكثف ذهابًا وإيابًا ، وبمهاراتها الكاهنة المتميزة ، كانت قد رأت بالفعل كيف ستنتهي المعركة.
لا يصدق... لا بد أنه توقع كل هذا عندما بدأت المعركة.
كانت كوروش في حالة من الرهبة من مهارات المحارب المتميز زاريوس.
استمرت الهتافات من كل مكان.
كانوا يهتفون لزينبورو ، الذي كان يهاجم بلا توقف ويبدو أن له اليد العليا ، لم يدرك أي منهم أن أطراف زينبورو كانت تتباطأ تدريجياً.
كان زاريوس قويًا جدًا ، كانت كوروش متأكدة من ذلك.
قاتل جميع السحالي تقريبًا بأجسادهم وقوتهم الغاشمة ، لكن زاريوس و زينبورو قاتلوا بمهارة ، و ألم الصقيع ساعد هذه المهارة القتالية.
لذلك ، كان ألم الصقيع عاملاً رئيسياً في تطور الوضع الحالي ، ومع ذلك ، لم يكن هذا هو السبب الوحيد لذلك.
إذا أعطى أحدهم ألم الصقيع لمحارب عادي ، فهل يمكنه القتال مع زينبورو هكذا؟
كان الجواب لا ، لم يكن زينبورو مجرد شخص ضعيف.
كان السلاح قوياً ، لكن حقيقة أن زاريوس يمكنه استغلاله بكامل إمكاناته تثبت حقا أنه محارب من الدرجة الأولى.
لكن الأهم من ذلك كان عقله الإدراكي والتحليلي.
كان زاريوس قد تهرب من ضرب مطرد زينبورو لأنه كان على رأس الموقف وكان يراقبه عن كثب ، لقد شعر بوجود ورقة رابحة لخصمه وأن المطرد كان مجرد إلهاء.
عندما ذهب في تلك الرحلة بصفته رحالا ذا علامة ، ما الذي أحضره معه بخلاف معرفة تربية الأسماك وتقنيات المعركة هذه؟
قبل أن تعرف ذلك ، تأكدت كوروش من انتصار زاريوس ، الآن ، هي فقط تراقب صورة وجهه ، وقلبها أصبح ينبض بشكل طبيعي.
"إنه حقًا عينة رائعة من الذكور..."
♦ ♦ ♦
بدا أن الوقت يمر أمام أولئك الذين يشاهدون هذه المعركة المثيرة ، لكن المشاركين في المعركة شعروا بخلاف ذلك ، كانت الخسائر التي لحقت بأجسادهم وأرواحهم بسبب لهاثهم أكثر شدة من مرور الوقت.
على الرغم من تغطيته بالدماء ، إلا أن روح زاريوس القتالية كانت لا تزال قوية ، لذلك ، هنأه السحالي المحيطين به ، بعد كل شيء ، لم يصمد أي شخص آخر هذه الفترة الطويلة ضد زعيمهم من قبل.
وبعد ذلك ، تمامًا عندما بدا أن زينبورو على وشك المطالبة بالنصر ، تخلى عن موقفه القتالي.
انتظر الجمهور بفارغ الصبر ، يجب أن يعلن زينبورو فوزه في أي وقت.
ومع ذلك ، حدث العكس.
"لقد خسرت!"
لكن زعيمهم كان يجب أن يكون هو الفائز.
ومع ذلك ، لماذا أعلن هزيمته؟ فقط كوروش هي التي توقعت هذا ، وإندفعت نحو حلبة القتال.
"هل انت بخير؟"
عندما سمع هذه الكلمات ، زفر زاريوس وخفض السيف في يده ، وقال بصوت مرهق:
"لم أصب إصابة بليغة... يجب أن أكون قادرًا على القتال في المعركة القادمة."
"…مم ، على أي حال ، سأستخدم سحر الشفاء عليك ".
مع صوت حفيف من زي العشب ، أخرجت كوروش رأسها للخارج.
شعر زاريوس بدفء مريح يخنق جروحه ، يختلف عن الحرارة الحارقة التي أحدثتها ، بينما كان ينعم بإحساس الحيوية المتدفقة إلى جسده ، التفت لينظر إلى السحلية العملاق الذي قد خاض معه للتو صراع حياة أو موت.
كان زينبورو محاطًا بجماعته ، كان يشرح لهم الموقف ، والاستراتيجية التي استخدمها زاريوس.
"هذا سيفي بالغرض."
أعلنت كوروش أن علاجه قد اكتمل بعد أن ألقت تعويذتين عليه ، ونظر زاريوس إلى جسده.
بينما لا يزال الدم المتخثر عالقًا بجلده ، إلا أن الإصابات الموجودة تحته تعافت تمامًا ، كان هناك توتر معين حول الجروح السابقة عندما قام بتحريك جسده ، لكن على الأقل لم يبدوا وكأنهم سينفتحون.
"- شكرا لك."
"على الرحب والسعة."
ابتسمت كوروش بشكل مشرق ، وكانت الأسنان اللؤلؤية التي كشفت عنها جميلة جدًا.
"- أنت جميلة."
"ماذا -!؟"
ضربت ذيلها ، وتناثر الماء من شدة الضربة.
حدق الاثنان بصمت في بعضهما البعض.
كان صمت كوروش هو أنها لم تكن لديها أي فكرة عن سبب ذِكر هذا الذكر لشيء من هذا القبيل ، لم تكن معتادة على مثل هذه الإطراءات ، لذلك سماع زاريوس يقول أشياءً كهذه لم تكن جيدة لقلبها.
في هذه الأثناء ، لم يكن لدى زاريوس أي فكرة عن سبب التزام كوروش بالهدوء ، هل فعلتُ شيئا خاطئاً؟ أفكار مثل هذه مرت في ذهنه ، الحقيقة هي أنه كان لديه خبرة قليلة مع الإناث ، لذلك لم يكن لديه أي فكرة عما يجب أن يفعله ، كان زاريوس متوترًا بشكل كبير أيضًا.
بمجرد أن بلغ الحرج بينهما ذروته ، أنقذهما صوت.
"أوي أوي ، هل تحاول أن تجعلني أشعر بالغيرة ، أيها الوغد؟"
نظر الاثنان إلى مصدر الصوت - إلى زينبورو.
تركت ردود أفعالهما المتزامنة والمتطابقة زينبورو عاجزًا عن الكلام للحظات.
"حسنًا! أوي ، يا بيضاء ، ماذا عن بعض الشفاء هنا؟ "
بدا زينبورو غير مبالٍ تمامًا بمهق كوروش ، ومع ذلك ، تذكرت كوروش الجسم الذي يحمل علامة زينبورو وأدرك سبب رد فعله بهذه الطريقة.
"حسنًا ، حسنًا ، حسنًا... لكن ألا يجب أن تدع كهنة قبيلتك يشفونك؟"
"آه ، لا يهم ، يكفي كلام ، إنك مزعجة حقا ، أشعر وكأن عظامي مجمدة ، هل يمكنكِ الإسراع قليلاً؟ "
"فقط تذكر أن تخبر كهنتك أنك من طلبت مني أن أفعل ذلك."
"لا بأس ، سأقول إنني أجبرتك على ذلك"
تنهدت كوروش وألقت سحرها الشفائي.
لاحظ زاريوس أن نظرات العدائية من حوله قد تضاءلت إلى حد ما ، وأنه كانت هناك بعض العيون الودودة التي تنظر إليه.
"حسنًا ، تم ذلك."
ألقت كوروش تعويذات شفاء على زينبورو أكثر من زاريوس ، وهذا يعني أن إصاباته لم تكن خارجية ، بل داخلية.
"أوه ، أنتِ أفضل من كهنتنا."
"شكرا لك ، ومع ذلك ، فأنا عادة لا أشفي أعضاء آخرين... لا يهم. شكرا لك على كلماتك اللطيفة."
"الآن ، بما أننا تعافينا ، فلماذا لا نتحدث عن الموضوع الرئيسي ، قد يكون هذا متسرعا قليلا ، لكنك لا تمانع ، أليس كذلك؟ "
"أوه! إذن دعنا نسمع - على الرغم من أنني أردت أن أقول ذلك... "
توقف زينبورو في منتصف الجملة ثم ابتسم.
"ولكن أولا ، دعونا نشرب!"
لم يكن لدى زاريوس و كوروش أي فكرة عما تعنيه هذه الكلمات ، وكانت وجوههم مرتبكة بنفس القدر.
"يجب مناقشة الأعمال المزعجة وأنت تشرب النبيذ"
فهم زاريوس معنى ثراع حياة أو موت ، بعد كل شيء، لقد أثبت قوته ، الأمر الذي كان مفيدًا في التفاوض ، كانت هذه هي طريقة حياة السحالي ، من ناحية أخرى ، كانت حفلات الشرب غريبة عنه ، لأن قبيلة المخلب الأخضر لم يكن لديها مثل هذه العادات.
الناس الذين ذهبوا للشرب مباشرة بعد القتال من أجل حياتهم بدو حزينين للغاية بالنسبة له.
"أنا لا أفهم..."
استُنزِفت القوة من جسد زاريوس وكان وجهه يحمل مفاجأة صريحة وهو يتمتم برده ، ومع ذلك ، فقد أغرقته على الفور موجة متصاعدة من الأسف في قلبه ، نادمًا على تصرفه الطفولي أمام زعيم لم يتحالف معه حتى الآن ، في الواقع ، شعر أن كوروش تنظر إليه بتعبير غريب في عينيها.
لم يكن لدى زاريوس أي خبرة بالحب ، لذلك لم يكن لديه أي فكرة عن أن كوروش كانت تنظر إليه طوال هذا الوقت ، كان يرى جانبًا جديدًا من محبوبته ، ووجده فضوليًا ورائعًا.
"لا ، أعني ، إذا شربنا كثيرًا ، فلن تكون رؤوسنا مُرَكِزة ، الأمر الذي سيكون مزعجًا بالنسبة لنا."
حاول زاريوس على عجل تعديل كلماته ، لكن زينبورو تجاهلها برده:
"أوي أوي ، أنت رحال ، أليس كذلك؟ ألا يقولون إنه إذا كنت تريد أن تتعلم شيئًا ما ، فَإذهب إلى الأقزام؟ "
"لا ، لم أتعلم من الأقزام ، ولكن من أهل الغابة."
"حقا؟ إذن كل ما تحتاج إلى معرفته هو درس الأقزام: الأصدقاء الذين يشربون معًا يصبحون أصدقاء راسخين ، ربما لن يكون لدينا الكثير من الوقت معًا ، لكن يجب أن نناقش الأمور بصراحة وانفتاح ، ألا يجب علينا زاريوس شاشا؟ "
"هكذا إذن... نعم ، مفهوم ، زينبورو غوغو."
"جيد! هيا أيها الناس! حان وقت الشرب! هاتوه الى هنا! اجعلوا كل شيء جاهز! "
♦ ♦ ♦
بلغ ارتفاع كومة جذوع خشبية على الأرض مترين تقريبًا ، وكانت ألسنة اللهب القرمزية عليها مشتعلة بشدة ، كما لو كانت تصل إلى السماء ، طارد هذا الحريق الأحمر الهائل ظلام الليل.
بالقرب من الكومة الخشبية كان هناك إناء كبير يزيد ارتفاعه عن متر وعرضه حوالي 80 سنتيمتراً ، خرج منه رائحة مخمرة.
تناوب العشرات من السحالي على سحب السائل من الوعاء ، ومع ذلك ، لا يبدو أن النبيذ في الداخل قد نفد.
كان هذا أحد الكنوز الأربعة التي تم تصنيفه جنبًا إلى جنب مع ألم الصقيع إسمه -برميل النبيذ العظيم-
في حين أنه يمكن أن ينتج كمية لا حصر لها من النبيذ ، إلا أن الطعم كان مقبولًا في أحسن الأحوال ، وأي شخص يعرف النبيذ جيدًا ستنقلب معدته فور شم رائحته ، ومع ذلك، كان رحيقًا لذيذًا للسحالي.
لذلك ، استمر الضيوف في القدوم.
كانت هناك منطقة هادئة على بعد مسافة من براميل النبيذ ، كان السبب وراء هدوء هذا المكان بسيطًا بما فيه الكفاية - لأنه كان مليئًا بجثث العديد من السحالي والذيم كانوا في حالة سُكر ، وكانوا يرقدون هنا.
جميع السحالي الذين كانوا في حالة سكر لدرجة أنهم أغمي عليهم تم إلقاؤهم هنا.
بعد أن تخلت عن زيها المُوَرق ، شَقَت كوروش بعناية - مع الحرص على عدم الدوس على ذيول السحالي الساقطين - طريقها إلى هذا المكان ، مع إيلاء اهتمام وثيق بإلأرض ، كانت خطواتها متساوية ، لذا بدت وكأنها لا تزال رصينة ، لكن كان من الصعب القول إنها لم تكن في حالة سكر.
بدا أن ذيلها كان له حياة خاصة به ، في بعض الأحيان كان يتلوى ، وأحيانًا يقف مستقيماً وأحيانًا يتدلى ، تصرف كطفل متحمس.
الحقيقة هي أن كوروش شعرت بشيء مثل ريح باردة تجتاح روحها ، مع أن جزءً من ذلك كان بسبب النبيذ ، إلا أنه لم يكن السبب الوحيد ، كما ساهم الشعور المتحرر بجسدها في ذلك.
كانت هذه هي المرة الأولى التي تعرض فيها جسدها المصاب بالمهق على الكثير من الناس ، ومع ذلك ، كان زعيمهم وحشًا في حد ذاته ، كع أن الأشخاص من حولها قد ذُهلوا في البداية ، إلا أنها سرعان ما اختلطت معهم.
مع كلتا يديها ممتلئتين بالطعام ، واصلت كوروش المليئة بالنعيم في التقدم.
وصلت إلى المكان الذي كان يجلس فيه زاريوس و زينبورو على الأرض ويرفعان كأسًا لبعضهما البعض.
يبدو أن الكؤوس المذكورة صُنعت باستخدام قشور جوز الهند ، وكان السائل بداخل شفافًا ، لكن انبعث منه رائحة مخمرة كثيفة.
وضعت كوروش زوجًا من الأسماك النيئة أمامهما - وجبات خفيفة مع المشروبات ، ابتسم زينبورو و حيا كوروش.
"وحش النبات."
"...أيمكنك التوقف عن مناداتي بهذا الإسم؟"
لقد خلعت زيها بالفعل ، فلماذا أصر على مناداتها بذلك؟ يبدو أنه خطط للترفيه عن نفسه بهذه الطريقة ، بمجرد أن أدركت ذلك ، قررت كوروش التوقف عن مقاومتها التي لا طائل من ورائها.
"هل انتهيتم من مناقشاتكم؟"
نظر زاريوس و زينبورو إلى بعضهما البعض ، وأومأوا برأسيهما.
"نعم ، بشكل عام"
أراد الاثنان التحدث على انفراد ، لذلك طلبوا من كوروش تركهم ، نظرًا لأنهم قالوا الكثير ، كل ما يمكنها فعله هو المغادرة وإحضار بعض الطعام ، ولكن في قلبها ، كانت تأمل أن تكون جزءًا من محادثتهم ، بعد كل شيء ، إذا كانوا يناقشون المعركة القادمة ، فمن المؤكد أنها ستشاركت فيها.
كانت تأمل أن يُسمح لها أن تشارك في الأجزاء المهمة من المناقشة ، حتى لو لم تستطع الاستماع إلى الأجزاء المزعجة -
"هذه محادثة بين الذكور."
- لكن زينبورو صدمها بهذه الكلمات الباردة ، أعربت كوروش عن استيائها في وجهها ، لكن لم يكن لديها خيار سوى تغيير الموضوع.
"إذن ، ما الذي تنوي فعله؟ القتال كتفاً بكتف كحلفاء؟ "
"ماذا؟ أوه ، كما لو كان عليك أن تسأل ، بالطبع سنقاتل ، أو بالأحرى ، حتى لو لم تأت ، فسنقاتل على أي حال ".
"أنت حقًا مهووس بالقتال."
"أوه ، لا تمدحني بهذه الطريقة ، الآن أشعر بالحرج!"
لم ينتبه زينبورو إلى كوروش وهي تدحرج عينيها ، لكنه طلب منها شيئا.
"حسنًا ، ساعدني في التحدث معه بطريقة منطقية ، يا وحش النبات ، بغض النظر عن الطريقة ، إن زاريوس لا يقبل منصب زعيمنا ".
كانت هناك نظرة مرهقة ويائسة على وجه زاريوس ، إذا حكمنا من خلال تلك النظرة ، كان بإمكان كوروش أن تقول إنه كرر إجابته عدة مرات في غيابها.
"لا يمكنه القبول ، بعد كل شيء ، أنتم من قبائل مختلفة ، وهو - "
كانت كوروش على وشك أن تقول "إنه رحال" ، لكنها تذكرت أن زينبورو كان أيضًا رحالا ، وقررت تغيير الموضوع.
"إذن لماذا أصبحت رحالا ، على أي حال؟"
"ماذا؟ أوه ، بعد أن خسرت أمام المالك السابق لـ ألم الصقيع ، شعرت بالإحباط ، وأردت أن أصبح أقوى ، ولهذا سألت نفسي ، لماذا لا أترك هذا المكان وأذهب إلى مكان آخر؟ لهذا السبب أصبحت رحالا ".
بجانبه ، قام زاريوس بتقريب كتفيه في حالة من الضعف ، في ذلك الوقت ، تذكرت كوروش ما أخبرها به زاريوس عن رحلاته الخاصة.
في الماضي ، عندما غادر في رحلته ، كان الشيء الوحيد الذي يحافظ عليه هو عزمه وإحساسه بالواجب تجاه قبيلته ، كان من المفترض أن يشعر زينبورو - بصفته زميلًا رحالا - بنفس الشعور... ولكن في الوقت الحالي ، لم تستطع الشعور بأي شيء من ذلك منه.
وضعت كوروش يدها اللطيفة على كتف زاريوس ، كما لو كانت تقول ، هو هو ، وانت انت.
في هذه اللحظة ، من المحتمل أن يستنتج أي شخص يراقبهم إلى أنهم عشاق ، عندما أدركت ذلك ، إنتصب ذيل كوروش ، بينما تحرك ذيل زاريوس ذهابًا وإيابًا.
حدّق الاثنان في بعضهما وابتسموا بخجل.
تظاهر زينبورو أنه لم ير شيئًا من ذلك واستمر:
"اعتقدت أنه يجب أن يكون هناك شخص قوي جدًا داخل ذلك الجبل ، بالنظر إلى حجمه ، لذلك خلال رحلاتي ، قابلت الأقزام وتعلمت الكثير منهم ، حصلت على ذلك المطرد منهم أيضا ، لم أكن أرغب في ذلك في البداية ، ولكن بما أنهم طلبوا مني الاحتفاظ به كتذكار لاجتماعنا ، كان علي أقبل به ".
"...حقا ، ذلك لطيف."
بدت إجابة كوروش خفيفة بعض الشيء ، أو بالأحرى باردة نوعًا ما.
"شكرا."
- لم تنجح السخرية معه أيضا.
الآن بعد أن خرب المزاج الجيد في الهواء ، التقطت كوروش نبيذها وشربته في دفعة واحدة ، شعرت أنها تحترق عندما نزل في حلقها ، وبدا أن الحرارة تشع من بطنها في جميع أنحاء جسدها بالكامل ، شرب زاريوس نبيذه دفعة واحدة أيضًا.
بعد ذلك ، ظهر سؤال هادئ في الهواء ، بدا الأمر مختلفًا تمامًا عن الصوت قبل قليل ، ولحظة جعلهم يتساءلون من الذي سأل هذا السؤال.
"هل تعتقد أنه يمكننا الفوز؟"
أجاب زاريوس بهدوء:
"…ليس لدي فكرة."
”مم ، نفس الشيء هنا ، بعد كل شيء ، لا يوجد شيء اسمه معركة يكون النصر فيها مضمونًا ، إذا تجرأ شخص ما بالفعل على التباهي بكيفية فوزه على الرغم من عدم معرفته بقوة عدوه ، فسأضربه بشدة حتى يسكت".
لم تلقي كوروش أي رد على زينبورو وهو يضحك.
"ومع ذلك... خصمنا مهمل قليلاً ، التغييرات هنا يجب أن تؤثر على فرصنا في النصر ".
بدلاً من زاريوس ، نظرت كوروش إلى زينبورو بنظرة محيرة على وجهها.
"هل يمكنك أن تتذكر ما قاله ذلك الوحش؟"
"آسف ، كنت نائمًا حينها."
"...بالتأكيد لابد وأنك سمعت عن ذلك من شخص آخر؟"
"همف ، لا يمكنني أن أزعج نفسي لتذكر شيء من هذا القبيل ، لذلك نسيت ، على أي حال ، الشيء المهم هو أنهم جاؤوا بحثًا عن قتال ، لذا سنقدم لهم قتالًا ".
لا أمل لهذا الرجل - قررت كوروش التخلي عن محاولاتها للتفسير ، ابتسم زاريوس بسخرية ، وأجاب.
"...قال لنا أن نكافح بكل قوتنا."
جاء تعبير خطير على وجه زينبورو ، والتوت ملامحه بوحشية.
"حسنًا ، هذا فقط يثير استيائي ، للإعتقاد أنهم يسخرون منا منذ البداية ".
زأر زينبورو بغضب.
حمل الصراخ معه غضبه واستيائه.
"هذا صحيح ، إنهم متغطرسون ، حقيقة أنهم متعجرفون... ربما تشير إلى أنهم أقوياء بما يكفي لكسر مقاومتنا بسهولة ، لكننا سنسحق ثقتهم بأنفسهم ، سنجمع القبائل الخمس ونظهر لهم قوتنا الكاملة ، أريد صد هجومهم وأظهر لهم أننا قوة لا يستهان بها ".
"همف ، حسنًا ، أستطيع أن أفهم ذلك ، أعجبني ذلك."
تمامًا عندما كان الرجلان يناقشان بشغف خطط معركتهما ، تدخلت كوروش بينهما
"أشك في أن هناك فائدة كبيرة في جرح كبريائهم ، كل ما علينا فعله هو إثبات قيمتنا لهم ، ربما إذا علموا ذلك ، فلن يبيدونا ".
" أوي ، أوي ، أوي ، هل تخبرني أن أنحني لأشخاص مزعجين كهؤلاء؟"
قالت كوروش بهدوء: "زاريوس... أعلم أن الهروب أمر خطير ، لكنني أعتقد أنه من الأفضل العيش ، حتى في العبودية".
لم ينكرها الآخران أو يضايقانها بسبب عقلية العبودية.
لم يكن الأمر أنهم يريدون أن يُحكموا ، لكن كونهم عبيدًا له مستقبل أكثر من كونهم جثثًا ، طالما كان هناك مستقبل ، كان هناك احتمال لانهائي.
على سبيل المثال ، يمكنهم تعليم طريقة تربية الأسماك للجميع ، وهذا قد يسمح لهم بمغادرة منازلهم والفرار إلى مكان آخر.
أي زعيم تخلى عن هذا الاحتمال وأمر الجميع بالموت لا يستحق منصبه.
"الآن ، استمعوا عن كثب."
عندما سمعوا صوت زاريوس الهادئ ، قام الثلاثة بوخز آذانهم ، وسمعوا أصوات الفرح القادمة من الحفلة.
"بعد أن يتم حكمنا ، قد لا نتمكن من الضحك والبهجة بهذا الشكل."
" ربما بإمكاننا ذلك"
"حقا؟ أنا لا أعتقد ذلك ، لا أعتقد أن أي شخص يُسعد بمشاهدتنا نموت سيكون عطوفًا للغاية ، بعد كل شيء ، إذا كانت هناك أي رحمة في قلوبهم ، فلن يخططوا لإبادتنا بهذه الطريقة الشيطانية ".
أومأت كوروش.
ولكن مع ذلك -
"ومع ذلك ، ما أريد أن أقوله هو... من فضلك لا تمت."
"- لن أفعل ، ليس قبل أن أسمع إجابتك ".
"-!"
تبادل كوروش و زاريوس النظرات العاطفية تحت سماء الليل.
وبعد ذلك ، قطعوا نذرهم.
- غير مهتمين بـ زينبورو ، الدخيل الضجر.
♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦
نهاية الفصل الثاني
¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤
【ترجمة Mugi San 】
¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤
♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦