الفصل الثالث: من يَلتقط ومن يتم اِلتقاطه
♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦
♦ ♦ ♦
الجزء 1
الشهر الثامن ، شهر أوت اليوم 26 الساعة 15:27
بعد إيصال السيدة العجوز إلى منزلها ، واصل سيباس طريقه إلى وجهته الأصلية.
وصل إلى مكان فيه جدران طويلة ممتدة.
ثلاثة أبراج - كل منها بطول خمسة طوابق - بَرُزَت من داخل تلك الجدران ، كان ارتفاعهم عالياً وذلك تَجلى من خلال حقيقة أنهم كانوا أطول المباني في الجوار.
كانت هذه الأبراج محاطة بالعديد من المباني الطويلة والضيقة المكونة من طابقين.
كان هذا مقرًا لنقابة السحرة في المملكة ، لقد احتاجوا إلى مساحة واسعة لتطوير تعاويذ جديدة وتدريب السحرة ، ربما كان السبب في قدرتهم على شراء كل هذه الأرض على الرغم من عدم وجود دعم من المملكة هو بسبب تصنيعهم وبيعهم للعناصر السحرية.
بعد المشي قليلا ، رأى بوابة متينة ، فٌتحت البوابة المغلقة ، وعلى جانبيها كان هناك عدة حراس مسلحين متمركزين بالقرب من المباني المكونة من طابقين.
لم يعرقل الحراس سيباس - رغم أنهم نظروا إليه بسرعة - ومر عبر البوابة.
كان أمامه دَرَج عريض منحدر بلطف ، وفُتحت مجموعة من الأبواب على مبنى منفصل يبدو مميزًا ، وبطبيعة الحال ، كانت هذه الأبواب مفتوحة للترحيب بالزوار.
عند دخوله ، وجد نفسه في مدخل صغير ، وكان بهو المبنى أمامه ، تَدلت ثُريات سحرية من السقف العالي للقاعة.
على اليمين كانت صالة ضيوف تحتوي على أريكة والعديد من قطع الأثاث الأخرى ، كان هناك بعض السحرة يتحدثون في الداخل ، على اليسار كانت لوحة الإعلانات ، كان العديد من الناس يتفحصونها بجدية ، ارتدى البعض رداءة وبدوا وكأنهم سحرة ، في حين بدا البعض الآخر وكأنهم مغامرون.
كانت هناك منضدة في أقصى أطراف القاعة ، وكان هناك العديد من الشبان والشابات يجلسون خلفها ، كانوا جميعًا يرتدون أردية ، وكان على صدورهم شارات تطابق الرمز الذي رآه أثناء دخوله المبنى.
على جانبيّ المنضدة كان هناك دميتان ، كانوا بحجم البشر الحقيقيين ولم يكن لديهم ملامح وجه ، بعبارة أخرى غوليم خشبي ، على ما يبدو ، تم استخدامهم كحراس ، لا بد أن حقيقة أنهم لم ينشروا أي حراس بشريين بالداخل كانت فخرًا من جانب نقابة السحرة ، بغض النظر عن الحراس الخارجيين.
أصدرت أحذية سيباس صوتاً وهو يمشي بثبات نحو العداد.
لاحظ الشاب في المنضدة سيباس واستقبله بنظرته ، أومأ سيباس برأسه رداً له ، لقد كان يأتي إلى هنا كثيراً ، لذلك كان كلاهما على دراية ببعضهما البعض.
"مرحبًا بك في نقابة السحرة سيباس سما ، كيف يمكن أن أساعدك اليوم؟"
"نعم ، أود شراء لفافة ، هل يمكنك أن تريني القائمة المعتادة؟ "
"بالتأكيد."
سرعان ما أحضر الشاب كتابًا كبيرًا إلى المنضدة ، لابد وأنه جهزه عندما لاحظ اقتراب سيباس.
صفحات الكتاب مصنوعة من ورق عالي الجودة رقيق وأبيض كالثلج ، بينما الغلاف مصنوع من الجلد ، بالمجمل كان منتجاً رائع الصنع ، كانت الحروف الموجودة على الغلاف مطبوعة بالذهب ، وربما كانت تكلفة هذا الكتاب وحده باهظة الثمن جدا.
أمسك سيباس الكتاب وقربه الى نفسه واستعرضه.
للأسف ، لم يفهم سيباس الكلمات المكتوبة عليه ، أو بالأحرى ، قد يكون من الأفضل أن نقول إن كائنات يغدراسيل لم يكونوا قادرين على فهم كتابة هذا العالم الجديد ، على الرغم من المبدأ الغريب حيث تمت ترجمة اللغة المنطوقة تلقائياً ، ومع ذلك فإن النص المكتوب لم يترجم.
ومع ذلك ، أعطاه سيده عنصرًا سحريًا يمكنه حل هذه المشكلة.
أخرج سيباس علبة نظارات من جيب صدره وفتحها.
كانت هناك نظارات في الداخل ، كان حامل العدسات مصنوعًا من معدن يشبه البلاتين ، وعند إلقاء نظرة فاحصة ، يبدو أنه قد نُقش بأحرف صغيرة ، أو نوع من الأنماط المشابه للخطوط ، كانت العدسات نفسها من بلورة تشبه الجليد الأزرق.
من خلال ارتداء هذه النظارات ، يمكنه فهم النص المكتوب من خلال قوة السحر.
أجرى سيباس مسحًا سريعًا للصفحات بعناية ، ثم تجمد فجأة ، نظر بعيدًا عن الكتاب ، إلى الفتاة بجانب الشاب عند المنضدة ، وسأل بلطف:
"هل هناك خطب ما؟"
"آه ، لا شيء..."
احمرت الفتاة خجلاً وخفضت وجهها.
"أنا أعتقد... أنك تبدو وسيمًا جدًا."
"شكرا جزيلا."
ابتسم سيباس واحمر وجه الفتاة أكثر.
كان سيباس ، الرجل ذو الشعر الأبيض ، شخصًا يمكنه أن يَفتِن الآخرين عند يرونه لأول مرة ، كان حسن المظهر ، لكن الطريقة التي يمشي بها كانت أكثر لفتًا للإنتباه ، عندما كان يسير في الشوارع ، كانت 9 نساء من كل 10 - بغض النظر عن العمر - يلجأن لإلقاء نظرة ثانية عليه ، لا عجب أن الفتيات عند العداد وجدن أنفسهن مفتونين به ، وكان ذلك أيضًا أمرًا شائعًا.
وجد سيباس ذلك مفهومًا ، ثم أعاد عينيه إلى الكتاب ، توقف عند صفحة معينة وسأل الشاب:
"هل يمكنك أن تخبرني عن هذه التعويذة... 「اللوح العائم」، أظن أنني نطقت اسمها بشكل صحيح؟"
"بالتأكيد."
بدأ الشاب حديثه.
" 「اللوح العائم」 هي تعويذة من الطبقة الأولى تنشئ منصة عائمة شفافة ، حجم وقدرة تَحمل المنصة تختلف باختلاف القوة السحرية للساحر ، ومع ذلك ، عند صب التعويذة من اللفافة ، فإنها تقتصر على سطح متر مربع واحد ويمكن أن تحمل 50 كيلوغرامًا كحد أقصى ، يتحرك اللوح الذي تم إنشاؤه خلف الساحر ، ويمكن أن يكون على بعد 5 أمتار كحد أقصى منه ، نظرًا لأن 「اللوح العائم」 يتبع الساحر من الخلف ، فلا يمكنك جعل اللوح يتحرك أمام الساحر ، إذا استدار الساحر ، فسوف يتحرك اللوح ببطء نحو ظهره ، إنها في الأساس تعويذة نقل ويمكن رؤيتها بشكل شائع أثناء أعمال الحفر ".
أومأ سيباس برأسه "فهمت ، إذن سآخذ لفافة من هذه التعويذة."
"بالطبع بكل تأكيد."
لم يفاجأ الشاب بحقيقة أن سيباس اختار تعويذة منخفضة الطلب كهذه ، بعد كل شيء ، كل اللفائف التي اشتراها سيباس كانت لتعاويذ لا تحظى بشعبية ، إلى جانب ذلك ، كانت القدرة على إفراغ الفائض من المخزونات بمثابة هبة من السماء لنقابة السحرة.
"لفافة واحدة؟"
"نعم من فضلك."
أشار الشاب إلى الرجل الجالس في الجوار.
تهض الرجل - الذي كان يستمع إلى حديثهما - على الفور على قدميه وفتح الباب المؤدي إلى غرفة خلف المنضدة ودخلها ، كانت اللفائف عناصر باهظة الثمن ، وحتى مع نشر الحراس ، لن يكون من المفيد تكديسها في منطقة البيع.
بعد حوالي 5 دقائق ، عاد الرجل الذي غادر ، واللفافة في يده.
"اللفافة الخاص بك ، سيدي."
نظر سيباس إلى اللفافة الموجودة على المنضدة ، تم صنعها بأناقة ، وتبدو مختلفة تمامًا عن الورق الذي يمكن للمرء شراؤه من السوق ، تم كتابة اسم التعويذة بالحبر الأسود على الجزء الخارجي من اللفافة ، وبعد التحقق من أنها نفس التعويذة التي يريدها ، أزال نظارته.
"بالفعل ، هذه هي ، سوف آخذها ".
انحنى الشاب بأدب "شكرا لك ، نظرًا لأن هذه لفافة ذات تعويذة من الطبقة الأولى ، فسيكون سعرها عملة ذهبية واحدة وعشر عملات فضية."
قد تُكلف جرعة التعاويذ من نفس المستوى عملتين ذهبيتين ، لذلك كانت هذه اللفافة أرخص نسبيًا ، كان ذلك لأنه في ظل الظروف العادية ، لا يمكن استخدام اللفائف إلا بواسطة السحرة فقط ، وبالتالي ، كان من المنطقي أن تكون الجرعات أكثر تكلفة ، بالنظر إلى أنه يمكن استخدامها من قِبل أي شخص.
ومع ذلك ، كانت كلمة "نسبيًا" هي الكلمة الأساسية هنا ، كانت عملة ذهبية واحدة وعشر عملات فضية باهظة الثمن بالنسبة للشخص العادي ، لأن هذا المبلغ يعادل أجر نصف شهر تقريبًا ، ومع ذلك ، بالنسبة إلى سيباس - أو بالأحرى سيده - كان مبلغاً تافهاً.
ثم أخرج سيباس محفظته و فتحها وسحب 11 قطعة نقدية وسلمها للشاب.
"لقد استلمت المبلغ الصحيح."
الشاب لم يختبر مصداقية النقود أمام سيباس ، فَبِسبب تعاملاتهم الكثير فقد إكسب سيباس ثقة الشاب.
♦ ♦ ♦
"هذا الرجل العجوز وسيم حقًا!"
"مم!"
اندلع الجدل بين طاقم العمل - وخاصة السيدات - بمجرد مغادرة سيباس لنقابة السحرة.
لم يعودوا نساء حكيمات ، لكنهن فتيات محبوبات قابلن للتو أميرهن الوسيم ، عبس أحد الرجال الجالسين على المنضدة وظهر تعبير من الحزن على وجهه ، لكنه شعر أيضًا بوجود سيباس المثقف ولذا التزم الصمت.
"لابد وأن لديه خبرة في خدمة بعض النبلاء العظماء ، لن أتفاجأ إذا كان هو نفسه نبيلًا ، أو الابن الثالث لحاكم صغير أو شيء من هذا القبيل ".
كان من الشائع بالنسبة للأطفال النبلاء الذين لا يستطيعون أن يرثوا منصب كبير العائلة أن يصبحوا خدمًا أو خادمات ، تميل العائلات النبيلة ذات الرتبة العليا إلى توظيف المزيد من الأشخاص من هذه الخلفيات ، بعد مشاهدة تأثير سيباس النبيل ، كان بإمكانهم قبول حقيقة أن سيباس كان شخصا ذو شأن عالي.
"كل شيء صغير يفعله أنيق ، من الطريقة التي يقف بها حتى الطريقة التي يتحرك بها."
كل من جلس على المنضدة لم يستطع إلا أن يومئ برأسه.
"إذا طلب مني تناول الشاي ، فسأقبله بالتأكيد."
"مم! أنا أيضا! أنا أيضا! سأذهب بالتأكيد أيضا! "
صاحت السيدات الواحدة تلو الأخرى ، تحدثوا عن مكان وجود المقاهي الجيدة ثم عن كيف سيكون مثاليًا كمرافق لهم ، نظر الرجال إليهم من الجانب ، وبدأوا يتحدثون أيضًا.
"إنه يبدو متعلمًا حقًا ، هل تعتقدون أنه ساحر أيضًا؟ "
"لا أعرف ، لكنه قد يكون كذلك."
جميع التعاويذ التي اشتراها سيباس مؤخرًا كانت مطورة حديثًا ، وهذا يعني أن لديه معرفة واسعة بالسحر ، إذا كان قد طُلب منه شراء لفافة ، كان بإمكانه ببساطة أن يطلب من موظفي العداد مباشرة ، دون الحاجة إلى تصفح الكتاب ، كانت حقيقة أن سيباس قد تصفح صفحات الكتاب تشير إلى أنه كان يتخذ القرارات بشأن التعاويذ التي يجب شراؤها.
لم يكن هذا شيئًا يمكن أن يفعله أي رجل عجوز عادي ، بعبارة أخرى ، ظنوا أنه تلقى تعليمًا متخصصًا في السحر ، أو أنه كان ساحر.
"وأيضا تلك النظارات... تبدو باهظة الثمن."
"هل تلك النظارات عنصر سحري؟"
"أشك في ذلك ، ولابد وأنها مجرد نظارات جميلة الشكل ، من صنع الأقزام ، ربما ".
"حسنًا ، هذا مذهل ، امتلاكه لنظارات كتلك"
تمتم أحد الرجال: "أود أن أرى الفتاة الجميلة التي جاء معها ذات مرة". كان الرد من جانبهم موجة من الرفض.
"آه ، تلك المرأة لا شيء مميز فيها سوى مظهرها."
"مم ، شعرت بالأسف الشديد لسيباس سان حينها ، لابد وأنها تجهده بالعمل الكثير ".
"إنها تبدو جميلة ، لكنها تتمتع بشخصية مروعة ، هل رأيت الطريقة المثيرة للاشمئزاز التي كانت تنظر إلينا بها؟ أشعر بالأسف على سيباس سان ، المضطر لخدمة شخص مثلها ".
لم يجرؤ الرجال على الرد بعد سماع السيدات ينتقدونها ، كانت سيدة سيباس ذات جمال ساحر ، وقد سرقت قلوبهم في لحظة ، تم اختيار السيدات بجانبهم ليكونوا وجهًا لنقابة السحرة ، ولكن مقارنتهن بتلك المرأة كان بمثابة مقارنة القمر بسلحفاة تزحف في الوحل ، أراد الرجال إخبار السيدات بألا يشعرن بالغيرة ، لكن كان من الواضح ما سيحدث إذا تحدث أحد بهذه الكلمات بصوت عالٍ.
لم يكن الرجال أغبياء بما يكفي لفعل ذلك ، وبالتالي-
"حسنًا ، يكفي الدردشة."
كلمات الشاب قطعت أحاديثهم عندما اقترب مغامر من المنضدة ، أصبحت وجوه الجميع جادة ، وشرعوا في العمل بجدية.
♦ ♦ ♦
الشهر الثامن شهر أوت اليوم 26 الساعة 16:06
بعد مغادرته لنقابة السحرة ، نظر سيباس إلى السماء.
كان إصطحاب السيدة العجوز إلى المنزل قد جعله يتخطى الوقت المخطط له ، وكانت السماء تتحول ببطء إلى اللون الأحمر ، بعد إلقاء نظرة خاطفة على الساعة التي أخرجها من جيب صدره ، أدرك أن الوقت قد حان للعودة إلى المنزل ، ومع ذلك ، فإن عمل اليوم لم ينته بعد ، وبما أن هذه الأمور يمكن أن تتأجل إلى الغد ألا ينبغي له أن يفعلها؟ ، أم يجب عليه الالتزام بالخطة وإنهاء جدول أعماله بحلول اليوم ، على الرغم من أن ذلك سيؤدي إلى قضاء وقت إضافي؟
لقد تردد للحظة فقط.
كان قرار مساعدة السيدة العجوز قراره ، وبالتالي ، يجب أن يكمل مهامه لليوم.
"-شيطان الظل."
ظهر وجود هائج من ظل سيباس.
"أخبر سوليشون أني سوف أتأخر قليلاً."
لم يكن هناك رد ، لكن الوجود بدأ يتحرك ، تطاير من ظل إلى ظل ثم ابتعد تدريجياً.
تمتم سيباس ، "حسنًا" ، وبدأ يتحرك.
لم يكن لديه وجهة في ذهنه ، إلا أن سيباس كان على وشك التعرف بشكل كامل على تخطيط العاصمة الملكية ، لم يأمره سيده بالقيام بذلك ، لكنه اختار ببساطة التحرك بشكل مستقل كجزء من واجبات في جمع المعلومات الاستخبارية.
"إذن ، سوف أتوجه إلى هناك اليوم."
بعد أن تمتم لنفسه فرك لحيته ، قام سيباس بشقلبت اللفافة في الهواء و أعاد إمساكها بيد واحدة ، بدا وكأنه طفل مسرور عندما فعل ذلك.
مشى إلى الأمام ، مبتعدًا عن المنطقة المركزية للعاصمة الملكية ، حيث كان الأمان هناك.
بعد انعطاف عدة زوايا ، بدأت الأزقة تبدو أكثر إتساخًا ، وظهرت رائحة كريهة خافتة في الهواء ، و رائحة القمامة وغيرها من النفايات ، شعر كما لو أنها تلطخ ملابسه جسديًا ، وسار سيباس في صمت.
توقف فجأة واستطلع ما يحيط به ، يبدو أنه دخل إلى زقاق خلفي منعزل للغاية ، وضيق للغاية بحيث سيضطر الناس إلى الضغط على بعضهم البعض للمرور.
كان من الصعب التنقل عبر هذه الأزقة الضيقة ، حيث كان ضوء غروب الشمس محجوبًا من قبل المباني الشاهقة في كل مكان ، وأيضا كانت الأرض التي يمشي عليها قذرة ، ومع ذلك ، لم يشكل ذلك أي عقبة أمام سيباس ، مشى صامتًا مستتراً وجوده وكأنه قد ذاب في الظل.
استدار سيباس عند عدة منعطفات أخرى بينما كان يتجه نحو منطقة ذات كثافة سكانية أقل ، ثم توقفت خطواته الواثقة الغير مترددة فجأة.
جلبه تِجواله بلا هدف إلى هنا ، وأدرك أنه قد قطع شوطًا طويلاً عن المقر الرئيسي الذي كان يقيم فيه ، تمكن سيباس من إدراك مكانه تقريبًا عن طريق غرائزه ، وتتبع عقليًا الطريق من المقر الرئيسي الذي كان يقيم فيه إلى هذا المكان.
بالنظر إلى السمات الجسدية لسيباس ، كان بإمكانه قطع المسافة في خط مستقيم ، سيستغرق الأمر بعض الوقت إذا اضطر إلى المشي بشكل طبيعي ، والآن بما أن الليل على وشك الحلول ، ربما حان الوقت للعودة.
لم يكن قلقًا بشأن سلامة سوليشون التي تعيش معه.
حتى لو ظهر عدو قوي ، لا يزال لدى سوليشون وحش في ظلها ، مثل الكثير عند سيباس ، يجب أن تكون قادرة على كسب بعض الوقت للتراجع بإستخدام الوحش كدرع لها ، ومع ذلك-
"...هل يجب أن أعود؟"
بكل صدق ، أراد أن يستمر في المشي ، لكن إضاعة الوقت في نشاط نصف ترفيهي لن يُسمح به ، ومع ذلك ، حتى لو كان سيعود إلى المنزل ، يمكنه على الأقل رؤية ما يوجد أمامه ، ولذا واصل السير في الأزقة الضيقة.
بينما كان سيباس يتقدم بصمت في الظلام ، رأى بابًا فولاذيًا ثقيلًا أمامه - على بعد حوالي 15 مترًا - وفجأة دبت الحياة فيه عندما انفتح ، وتسرب الضوء من الداخل ، توقف سيباس وراقب بصمت.
بمجرد أن تم فتح الباب بالكامل ، قام أحدهم بإخراج رأسه للخارج كما لو أنه يرى ما إذا كان هناك أحد في الجوار ، سمحت الإضاءة الخلفية لسيباس فقط برؤية صورته الظلية ، لكن ربما كان الشخص رجلاً ، نظر الرجل من حوله عدة مرات ، لكنه لم يلاحظ سيباس ، وعاد إلى الداخل.
كان هناك صوت رطم عندما سقط كيس كبير على الأرض في الخارج ، بالإضاءة القادمة من جهة الباب ، إستطاع سيباس أن يرى بأن الجسم الناعم بداخل الكيس قد تغير شكله عندما سقط على الأرض.
كان الباب لا يزال مفتوحًا ، لكن يبدو أن الشخص الذي ألقى الكيس مثل القمامة عاد إلى الداخل ، ولم تكن هناك أي حركة لفترة من الوقت.
عبس سيباس ، وكان مترددًا بشأن ما إذا كان يجب عليه المضي قدمًا أو أن عليه تغيير اتجاهه ، من المحتمل أن يؤدي غرس أنفه في هذا إلى وقوعه في مشاكل.
بعد تردده لفترة وجيزة ، واصل تقدمه الصامت على طول الزقاق الضيق المظلم.
"-لنذهب."
فُتح فم الكيس.
كشطت أحذية سيباس على الأرض ، وسرعان ما مشى في طريق الكيس المُلقى وسرعان ما اقترب من الكيس.
عندما كان على وشك تجاوزه ، توقف في مكانه.
شعر سيباس أن شيئًا ما قد أمسك ببنطاله ، نظر سيباس إلى الأسفل ورأى ما كان يتوقعه.
ذراع نحيلة ، مثل غصن ذابل خرج من داخل الكيس ، ممسكة بساق بنطاله ، ظهر جسد نصف عاري لامرأة من الداخل -
كان فم الكيس مفتوحًا على مصراعيه ، وكان الجزء العلوي من جسد المرأة مكشوفًا.
كانت عيناها الزرقاوان مظلمتان ، غائمتان وفاقدتان للحياة ، كان شعرها بطول كتفيها فوضويًا ، مع نهايات متقصفة بسبب سوء التغذية ، كان وجهها منتفخاً ، على ما يبدو من كثرة الضرب ، وكان هناك العديد من البقع الحمراء الباهتة على جلدها الجاف الذي يشبه اللحاء.
كانت كيس عظام جاف ، بالكاد بقي فيها أي حيوية.
كانت جثة ، لا ، ما زالت تتنفس ، كانت اليد التي تمسك بساق سيباس أفضل علامة على ذلك ، ومع ذلك ، إذا كان كل ما يمكنها فعله هو التنفس ، فهل يعتبر ذلك حقًا بمثابة حياة؟
"...هلا أفلتي يدك من فضلك؟"
لم تُجب الفتاة على كلام سيباس ، كان من الواضح أنها لم تتجاهله ، بعد كل شيء ، كانت جفونها منتفخة للغاية لدرجة أنهم كانوا مفصولين بشق رقيق ، أعينها الغائمة الذين بدوا وكأنهم يحدقون الى السماء من الداخل لم يتمكنوا من رؤية أي شيء على الإطلاق.
كل ما كان على سيباس فعله هو تحريك ساقه وسيكون قادرًا على تجاهل تلك الأصابع ، التي لا يمكن حتى مقارنتها بالأغصان الجافة ، ومع ذلك ، لم يفعل ، بدلاً من ذلك ، استمر في السؤال:
"...هل أنت تحتاجين مساعدة؟ لو -"
"—أوي ، أيها العجوز ، من أين أتيت؟ "
تمت مقاطعة سيباس بصوت منخفض وحشي.
ظهر رجل من خلف الباب الفولاذي ، إنتفخت أذرعه وصدره بالعضلات ، أظهر وجهه المليء بالندوب بوضوح عداءه ، وكان يحدق ببغض في سيباس ، الفانوس الذي كان يحمله إنبعث منه ضوء أحمر.
"أوي أوي أوي ، ما الذي تنظر إليه ، أيها العجوز؟"
نقر الرجل على لسانه بصوت مبالغ فيه ، ثم هز ذقنه على سيباس.
"إنقلع من هنا على الفور ، أيها العجوز ، بينما لا تزال سالماً ".
بعد أن رأى الرجل أن سيباس بقي ساكناً ، تقدم خطوة إلى الأمام ، وأغلق الباب خلفه بضربة قوية ، وضع الرجل الفانوس ببطء عند قدميه بتبجح مرعب.
"أوي ، هل أنت أصم أيها العجوز؟ "
هز كتفيه وطقطق رقبته ، ثم رفع يده اليمنى ببطء وشدها مُكوناً منها قبضة ، من الواضح أنه لم يكن خائفًا من استخدام العنف.
"همم..."
ابتسم سيباس ، الإبتسامة القادمة من عجوز مثل سيباس ، من الواضح أنها إبتسامة كريمة أظهرت هدوءًا وتعاطفًا لا مثيل لهما ، ومع ذلك ، لسبب ما ، تراجع الرجل كما لو أن آكل لحوم شرس قد ظهر أمامه .
"آه... آه ، آه ، ما أنت -"
اهتزت ابتسامة سيباس ، ولم يستطع الرجل إنهاء الكلمات التي كان يحاول تشكيلها ، ترنح إلى الوراء دون أن يدرك مدى ثقله لهاثه.
دس سيباس اللفافة - المميزة بعلامة نقابة السحرة - التي كان يمسكها ، ثم خطا خطوة واحدة إلى الأمام ، وقلص الفجوة في وجه الرجل ، ومد يده ، لم يستطع الرجل حتى الرد على تلك الحركة ، بصوت هامس صامت سقطت اليد التي مسكت بنطال سيباس على أرضية الزقاق.
مد سيباس يده الى الرجل الواقف أمامه و أمسكه من طية صدر السترة ، ثم رفع جسده بسهولة عن الأرض.
من المؤكد أن أي شخص يرى هذا سيتساءل عما إذا كانت هذه مزحة ما.
من خلال المظهر فقط ، لم تكن هناك فرصة لسيباس ليستطيع بها فعل شيء لهذا الرجل الضخم ، سواء كان ذلك من حيث العمر ، والعضلات ، وأذرعه السميكة ، والطول ، والكتلة ، وهالة العنف من حوله.
ومع ذلك ، رفع هذا الرجل العجوز المميز هذا الوزن الثقيل بيد واحدة.
-لا ، لم يكن الأمر كذلك ، ربما يستطيع شاهد عيان أن يشعر بالفرق بينهما ، في حين أن البشر لديهم غرائز ضعيفة ، إلا أنهم لا يزالون قادرين على الشعور بفارق كبير بين طرفين.
كان الفارق بين سيباس وهذا الرجل...
الفرق بين الأعلى المطلق والدوني المطلق.
الرجل الآخر - الذي رُفع بالكامل عن الأرض - ضرب بساقيه ولف جسده ، ثم ، عندما فكر في لَوْيِ يد سيباس بكلتا يديه ، امتلأت عيناه بالخوف عندما أدرك شيئًا ما.
أدرك أخيرًا أن الرجل الذي أمامه لا يشبه ما يوحي به مظهره ، لقد أدرك أيضًا أن المقاومة العبثية لن تؤدي إلا إلى إثارة غضب الوحش الذي أمامه.
"ما هي؟"
عندما بدأ الرجل في التصلب من الخوف ، شق ذلك الصوت البارد طريقه الى أذنيه.
كان هذا الصوت واضحًا وهادئًا مثل جدول ينساب بهدوء ، والتباين المطلق مع اليد التي كانت ترفعه بسهولة زاد من خوف الرجل.
أجاب الرجل بصوت خافت من الذعر: "إنها موظفة لدينا".
"سألتك ما هي ، وإجابتك هي أنها موظفة؟ "
تساءل الرجل عما إذا كان قد قال شيئًا خاطئًا ، ومع ذلك ، كانت هذه هي الإجابة الأصح التي كان يمكن أن يقدمها في ظل الظروف الحالية ، كانت عيون الرجل واسعة من الخوف ، وترتجف مثل أعين حيوان صغير خائف.
"ليس بالشيء الجدير بالذكر ، ولكن بعض زملائي ينظرون إلى البشر على أنهم "أشياء" ، لذلك أعتقد أنك تنظر إلى الناس على أنهم أشياء أيضا ، إذا كنتَ تؤمن بوجهة النظر هذه ، فلن تَعتبر نفسك قد ارتكبت شيئًا خاطئًا ، ومع ذلك ، أجبت أنها موظفة ، إذاً أنت تعتبرها إنسانة ، هل انا محق؟ إذن اسمح لي بسؤال آخر ، ماذا كنت ستفعل بها؟ "
فكر الرجل للحظة ، ومع ذلك-
كان الأمر كما لو سمع صوت ضغط.
اشتدت قبضة سيباس ، وأصبح الرجل يلهث.
" اوغغهه —!"
شدد سيباس قبضته على الرجل أكثر ، مما جعل التنفس أكثر صعوبة عليه ، وأطلق الرجل نُواحًا غريبًا ، كما لو أن سيباس كان يرسل رسالة مفادها: "لن أعطيك الوقت للتفكير ، أجب الآن."
"لقد كانت مريضة ، لذلك كنت سآخذها إلى المعبد -"
"- أنا لا أحب أن يُكذب عليّ."
"اييي!"
أصبحت قبضة سيباس أقوى ، واحمر وجه الرجل وتسربت صرخة من حلقه ، على الرغم من أنه كان كرمًا من خلال استبعاد حقيقة أنه وضع شخصًا ما في كيس من أجل نقلها ، إلا أن تصرفات الرجل المتمثلة في إلقاء كيس في زقاق لم يكن يُنظر إليه على أنه كان يأخذ شخصًا مريضًا إلى المعبد لتلقي العلاج ، كان الأمر أشبه بالتخلص من القمامة.
"توقف ، أرجوك…"
كان الرجل يعاني من صعوبة في التنفس ، تخبط بعنف عندما أدرك الخطر المميت الذي كان فيه.
حاول الرجل ضرب سيباس بقبضته ولكن سيباس تمكن من صدها ، ضربت أرجل الرجل جسد سيباس واتسخت ملابسه ، لكن سيباس كان رزينًا مثل الجبل.
-بالتأكيد.
كيف يمكن لمجرد أرجل انسان أن تحرك لوحًا ضخمًا من الحديد؟ حتى بعد أن تلقى ضربة منه ، نفض سيباس ببساطة الغبار عن نفسه وقال بلا مبالاة:
"أنصحك أن تقول الحقيقة."
"غااههه -"
كان الرجل غير قادر على التنفس ، وضيق سيباس عينيه على وجه الرجل القرمزي ، ترك الرجل قبل أن يموت.
مع ضربة قوية وصوت عالٍ ، سقط الرجل على أرضية الزقاق.
" غااههه!"
قام الرجل بإخراج آخر بقايا الهواء داخل رئتيه كصرخة شهقة ، ثم إستنشق بشراهة الهواء النقي بكميات كبيرة ، واصل سيباس النظر إليه في صمت ، ثم وصل إلى حلقه مرة أخرى.
"انتـ- انتظر... من فـ- من فضلك ، انتظر!"
بعد أن عانى شخصيًا من رعب الحرمان من الأكسجين ، اندفع الرجل بعيدًا عن يد سيباس.
"تيـ - هذا صحيح! كنت سآخذها إلى المعبد "
هل ما زال يكذب؟ أعتقد أن إرادته قوية جدًا...
كان سيباس يعتقد أن الرجل سيقول الحقيقة على الفور خوفًا على حياته ، ومع ذلك ، كان الرجل خائفًا بالفعل ، لكنه لم يبدو أنه سيتحدث على الفور ، بعبارة أخرى ، كان خطر ترك تسرب هذه المعلومات منه على قدم المساواة مع تخويف سيباس.
فكر سيباس في ما إذا كان يجب عليه تغيير خطته ، كانت هذه أرض العدو ، حقيقة أن الرجل لم يصرخ لمن كان خلف الباب للمساعدة تشير إلى أنه لم يكن يتوقع أن ينقذه أحد ، ومع ذلك ، فإن البقاء هنا لفترة طويلة سيؤدي فقط إلى مزيد من المشاكل.
لم يأمره سيده بالتسبب في المتاعب ، كانت أوامره هي الاندماج في المجتمع وجمع المعلومات سرا.
"إذا كنت ستأخذها إلى المعبد ، إذن اسمح لي بذلك ، سأضمن سلامتها ".
ابتلع الرجل ريقه وعيناه ترتعشان ، ثم حاول بجنون أن يجمع عذرًا.
"... ليس هناك ما يضمن أنك ستأخذها حقًا إلى هناك."
"إذن يمكنك أن تأتي معي."
"أنا مشغول الآن ، لذا لا يمكنني الذهاب ، سآخذها لاحقًا ".
بدا أن الرجل قد شعر بشيء من تعبيرات سيباس ، واستمر في الحديث بسرعة:
"إنها ملك لنا بموجب القانون! إذا تدخلت ، فسوف تنتهك قوانين البلد! وإذا كنت تجرؤ على أخذها ، فسيكون ذلك اختطافًا! "
تجمد سيباس وعبس للمرة الأولى.
لقد لعب الرجل على أعظم نقاط ضعفه.
مع أن سيده قال له أنه يستطيع اتخاذ إجراء علني عندما يستدعي الموقف ذلك ، إلا أن ذلك الإجراء ممكن فقط وهو يلعب دور كبير الخدم الذي يعتني بسيدته.
قد يؤدي خرق القانون إلى إجراء تحقيق ، وربما يؤدي إلى كشف تمويههم ، بمعنى آخر ، قد يؤدي ذلك إلى تداعيات كبيرة وواضحة لن تَسُر سيده.
لم يعتقد سيباس أن الرجل الغاشم الماثِل أمامه كان مُتعلمًا جدًا (مثقفاً) ، لكن صوته كان مليئًا بالثقة ، بعبارة أخرى ، لابد أن شخصًا ما علمه القليل عن القانون ، وإذا كان الأمر كذلك ، فقد يكون هناك أساس واقعي لكلماته.
نظرًا لعدم وجود شهود ، كانت الإجابة بسيطة " العنف " و سيصبح ببساطة جثة أخرى هنا بعنق مكسور. (يقتله وياخذ الفتاة ، وما في شهود ويروح)
ومع ذلك ، كان هذا هو خياره الأخير ، الذي لا يمكنه استخدامه لتحقيق رغبات وأهداف سيده ، لم يستطع أن يقتل لأجل فتاة قابلها بالصدفة.
ومع ذلك ، هل من الصواب التخلي عن هذه المرأة؟
وبينما كان سيباس يتردد ، مَلأهُ ضحك الرجل الفظ بالغضب.
"يا كبير الخدم المخلص ، هل ستخدع سيدك حقًا وتُسبب له المتاعب؟"
لأول مرة ، ترجعد جبين سيباس من الإحباط وهو ينظر إلى الرجل المُبتسم ، ربما استوعب الرجل ضعفه في هذا الصدد.
"أنا لا أعرف أي نبيل تخدم ، لكن ألن تسبب مشاكل لسيدك إذا خرجت الأمور عن السيطرة؟ ومن يدري ، قد يكون لسيدك علاقات مع مؤسستنا ، ألست خائفا من التوبيخ؟ "
"...هل تعتقد حقًا أن سيدي لن يستطيع حل مسألة بهذا الحجم؟ القواعد موجودة لكي يكسرها القوي "
بدا أن هذه الكلمات قد وصلت إلى أذان الرجل ، وخيم الخوف على وجهه للحظة ، ومع ذلك ، استعاد ثقته على الفور.
"...لماذا لا تجرب الأمر إذاً وتسبب المشاكل لسيدك؟"
"...همف."
خدعة سيباس لم تنجح مع الرجل ، لابد و أنه يتمتع بدعم قوي ، بالحكم على أن هذا النهج لم يكن فعالًا ، قرر سيباس تغيير طريقته.
"…فهمت ، بالفعل ، سيكون الأمر مزعجًا للغاية من الناحية القانونية ، ومع ذلك ، هناك أيضًا قانون ينص على أنه إذا طلب شخص ما المساعدة ، فيمكن للمرء تقديم المساعدة المذكورة دون خوف من العواقب القانونية ، كنت أتصرف فقط وفقًا لذلك القانون ، بادئ ذي بدء ، إنها فاقدة للوعي حاليًا ، لذا يجب أخذها إلى المعبد لتلقي العلاج ، هل أنا مخطئ؟ "
"إيه... لا... هذا..."
تمتم الرجل في نفسه.
سقط قناعه.
تنهد سيباس بارتياح بسبب ضعف مهارات الرجل في التمثيل وردود أفعاله البطيئة ، كان سيباس قد أخبره للتو كذبة ، بما أن الشخص أمامه قرر محاولة استخدام القانون ضده ، ألقى سيباس بدوره كمية من الهراء القانوني عليه.
إذا استمر الرجل في المجادلة باستخدام القانون - حتى لو كان يكذب - فلن يتمكن سيباس ، الذي لم يكن يعرف الكثير عن قوانين هذا البلد ، من الرد ، ومع ذلك ، فإن الرجل لم يفهم القانون وكان فقط يُردد ما سمعه ، لذلك لم يستطع أن يكتشف كذبة سيباس.
بالإضافة إلى ذلك ، افتقاره إلى المعرفة القانونية يعني أنه لم يكن لديه رد عندما استخدم شخص آخر القانون للمجادلة ضده ، وأيضاً ، ربما كان هذا الرجل تابعًا لشخص ما ، لذا لا ينبغي أن يكون قادرًا على اتخاذ قراراته بنفسه.
ابتعد سيباس عن الرجل وحمل رأس المرأة.
"هل تريدين مني أن أنقذك؟" سأل سيباس المرأة ، قبل أن يقرب أذنه من شفتيها المتشققتان.
كل ما كان يسمعه هو صوت التنفس الخافت ، لا ، لقد كان أشبه بآخر هواء يخرج من بالون ، هل مثل هذا الصوت يعد بمثابة تنفس؟
لم يكن هناك رد ، هز سيباس رأسه وسأل مرة أخرى:
"هل تريدين مني أن أنقذك؟"
كان إنقاذ هذه الفتاة مختلفًا تمامًا عن مساعدة تلك السيدة العجوز ، أراد سيباس مساعدة أكبر عدد ممكن من الأشخاص من حوله ، لكن إنقاذ هذه الفتاة قد ينطوي على متاعب هائلة ، هل سيفهم الأسمى لماذا فعل هذا؟ ألم يكن هذا انتهاكًا لإرادته؟ هبت عاصفة باردة في قلبه وهو يفكر في هذه النقطة.
لم يكن هناك رد.
تسللت ابتسامة خافتة و خبيثة إلى وجه الرجل.
بالنظر إلى أنه كان يعرف نوع الجحيم الذي مرت به ، كان من الواضح لماذا كان يبتسم بهذه الطريقة ، وإلا فلماذا ألقى بها في الخارج جاهزة للتخلص منها؟ (عارفها متأذية لدرجة انو ماراح تقدر تتكلم)
الحظ السعيد لم يكرر نفسه ، لأن الظواهر التي تحدث بانتظام لا يمكن اعتبارها حظًا سعيدًا.
بالفعل ، إذا اعتبر أحدهم أن إمساكها ببنطال سيباس حظًا سعيدًا ، فلن يكون لديها المزيد من الحظ السعيد.
-في حالتها ، كان حظها الوحيد هو حقيقة أن سيباس دخل هذا الزقاق ، وانتهى الأمر الآن ، كل شيء آخر يتوقف على مدى رغبتها في البقاء على قيد الحياة.
لم يكن هذا حظاً.
-بصوت ضعيف.
نعم ، تحركت شفتا الفتاة بشكل طفيف ، لم تكن تلك الحركة الطبيعية للتنفس ، لقد كان عملاً إراديًا وواعيًا.
"-"
كان رد سيباس الوحيد على سماع هذه الكلمات إيماءة كبيرة.
"أنا لا أؤمن بمساعدة أولئك الذين لا يستطيعون إلا الصلاة من أجل الآخرين لإنقاذهم ، ومع ذلك... إذا كنت تكافحين وتسعين للعيش... "
تحركت أصابع سيباس ببطء لإغلاق عيني الفتاة.
"لا تخافي ، واستريحي ، أنت تحت حمايتي الآن " (سيباس الأسطورة ، سيباس صدقوني يحتاج أنمي لحاله)
أغمضت الفتاة عينيها الغائمتان ، كما لو كانت ملفوفة بكفن دافئ من التعاطف.
لم يستطع الرجل الآخر تصديق ما رآه لتوه ، ولذلك لفظ أول ما خطر بباله.
"لا يمكن-"
لم أسمع شيئًا ، أراد الرجل أن يقول ذلك ، لكنه تجمد في مكانه.
"هل تقول أنني... كاذب؟"
لم يكن يعرف متى وقف سيباس ، لكن نظرته الحادة أذهلت الرجل.
كانت تلك العيون مخيفة.
أوقفت تلك العيون الخبيثة تنفس الرجل ، وكأنها تمتلك القدرة على سحق قلبه جسديًا داخل صدره.
"هل تقول إنني سأكذب على أمثالك؟"
"آه ، لا ، آه..."
تشقق حلق الرجل ، ثم ابتلع ، تحركت عيناه مركزة على ذراعي سيباس ، لا بد أنه تذكر عاقبة حمله في الهواء وعدم قدرته على التنفس.
"إذن ، سوف آخذها معي."
"آه ، انتظر! لا ، من فضلك انتظر! " صرخ الرجل ، ونظر إليه سيباس من زاوية عينه.
"ماذا الآن؟ هل تحاول كسب المزيد من الوقت؟ "
"لست كذلك ، إذا أخذتها بعيدًا ، ستصبح الأمور سيئة للغاية ، ستقع عليك كارثة أنت وسيدك! هل سمعت عن الأصابع الثمانية؟ "
كان سيباس قد سمع بهذا الاسم خلال جمعه المعلومات ، الأصابع الثمانية كانت منظمة إجرامية تحكم المملكة في الظل.
"إذًا ألن تساعدني هنا؟ من فضلك تظاهر أنك لم ترى أي شيء ، إذا أخذتها ، فسيحسبون ذلك على أنه فشل من جانبي وسيعاقبونني ".
عندما رأى سيباس أن الرجل كان يحاول إقناعه الآن بعد فشل في استخدام القوة ، نظر إليه بنظرة متجمدة وتحدث بنبرة شديدة البرودة:
"سآخذها معي."
"أرجوك ، هلا أشفقت عليّ يا رجل! سيقتلونني! "
نظر سيباس في الرجل ، وفكرت أن سيكون من الأفضل قتله الأن ، كان الرجل لا يزال يبكي بينما كان سيباس يزن إيجابيات وسلبيات إنهاء حياة الرجل.
كان سيباس يعتقد أن الرجل كان يحاول فقط كسب الوقت لتصل المساعدة ، لكن نظرًا لموقفه بدا أن ذلك غير مُرجح ، ومع ذلك ، لم يستطع التفكير في سبب آخر.
"لماذا لم تطلب المساعدة؟"
اتسعت عيون الرجل في حالة صدمة ، ثم أجاب بسرعة.
باختصار ، إذا هربت المرأة بينما كان يطلب المساعدة ، سيكون في الأساس يُخبر من يعمل لديهم أنه ارتكب خطأ لا يمكن إصلاحه ، بالإضافة إلى ذلك ، لم يعتقد أنه يستطيع هزيمة سيباس حتى لو نادى على زملائه للمساعدة ، لهذا السبب كان يحاول إقناع سيباس بتغيير رأيه.
حتى سيباس لم يستطع حشد دوافعه أمام هذا الموقف المثير للشفقة تمامًا ، واختفت نيته في القتل ، ومع ذلك ، لا يزال لا ينوي تسليم الفتاة للرجل ، في هذه الحالة-
"...لماذا لا تهرب؟"
” كن منطقياً من فضلك ، من أين يمكنني الحصول على المال من أجل الهرب؟ "
"لا أعتبر المال أهم من الحياة ، ومع ذلك... سأقدم هذا لك. "
أضاء وجه الرجل على كلمات سيباس.
ربما يكون قتله حقًا أكثر أمانًا ، لكن في نفس الوقت ، تركه يهرب بكل قوته قد يكون قادرًا على كسب بعض الوقت لسيباس ، كان عليه أن يستغل هذا الوقت لعلاجها ونقلها إلى مكان آمن.
وأيضاً ، فإن قتله هنا قد يدفع الآخرين للبحث عنها ، لأنها ستكون مفقودة.
بالإضافة إلى أنه قد يُسبب مشاكل للأشخاص المقربين منها ، لأنه لا يعرف الظروف التي أدت إلى وضعها الحالي.
في هذه المرحلة ، بدأ سيباس يتساءل لماذا إتخذ هذا المسار الخطير في المقام الأول.
والحقيقة هي أنه لم يفهم ما الذي دفعه لإنقاذ هذه المرأة ، أي مقيم آخر من نازاريك سيتجاهلها لتجنب التورط في أمور مزعجة ، كانوا سيديرون رؤوسهم الى الجانب الآخر وكأنهم لم يرو شيئا.
-إن إنقاذ شخص ما في ورطة أمر منطقي.
قرر سيباس تجاهل تلك العبارة التي ظهرت في قلبه لسبب غير مفهوم وقال:
"خذ هذا ، وظِف مغامرًا واهرب."
أخرج سيباس كيسا ، ظهرت نظرة شك في عيون الرجل ، ربما لم يكن مشهد هذا الكيس الصغيرة مطمئنًا للغاية.
في اللحظة التالية ، تبعت عيون الرجل العملات المعدنية التي سقطت على أرضية الزقاق ، مركزة على ذلك الإشراق الشبيه بالفضة ، كانت تلك عملات بلاتينية تتدحرج على الأرض ، عشرة منها في المجموع ، كل منها تساوي عشرة أضعاف الذهب.
"اهرب بكل قوتك ، هل فهمت؟ أيضاً ، لدي بعض الأسئلة لك ، هل لديك الوقت للرد عليها؟ "
"آه ، لا بأس ، لقد أخبرتهم بالفعل أنني سوف سأتخلـ - سأخذها إلى المعبد ، يجب أن أكون قادرًا على توفير بعض الوقت ".
"فهمت ، إذن امشي معي ".
ومع ذلك ، رفع سيباس ذقنه للإشارة إلى أن الرجل يجب أن يتبعه ، ثم حمل الفتاة ومضى قدمًا.
الجزء 2
الشهر الثامن، شهر أوت اليوم 26 الساعة 18:58
يقيم سيباس حاليًا في منطقة سكنية راقية بالعاصمة الملكية بأمن جيد.
كان هذا المسكن الخاص أصغر من القصور على الجانبين ، كما لو كان مبنيًا كمنزل لخدم العائلات التي تسكن المباني المحيطة ، ومع ذلك ، فهو كبيرًا جدًا بالنسبة لـ سيباس و سوليشون وحدهما.
لقد استأجروا مثل هذا المكان الكبير لسبب ما بالطبع ، نظرًا لأنهم كانوا يتظاهرون بأنهم أعضاء من عائلة ثرية جاءوا من بعيد لأجل التجارة، فلا يمكنهم العيش في منزل قديم متهالك ، لهذا السبب - ولأنه لم يكن لديهم أي أوراق اعتماد لتقديمها أو أي معارف - كان عليهم أن يدفعوا عدة مرات أكثر من السعر الجاري (رشوة) لنقابة المنشئين عند تأجير المنزل بالإضافة إلى ذلك ، كان عليهم الدفع مقدمًا ، وهو ما مثل نفقات كبيرة جدًا.
تلقى سيباس استقبالا فوريا عندما وصل إلى المنزل ودخل من الباب الأمامي ، من إستقبلته كانت ترتدي ملابس بيضاء ، كانت واحدة من تابعات سيباس ، سوليشون إبسيلون واحدة من خادمات المعارك (بلياديس) ، ومن كان يسكن معهم في المنزل هنا هم "شياطين الظل" و "غرغول" *(وحوش على شكل تماثيل حجرية) ، لكن تم تكليفهم بمهام الحراسة ولن يخرجوا لمقابلته.
"مرحبًا بعودتـ -"
قطعت سوليشون كلماتها في منتصف حديثها ، حتى أنها تجمدت في مكانها ، حدقت في الشيء الذي كان سيباس يحمله بعيون كانت أكثر برودة من المعتاد.
"...سيباس سما ، ما هذا؟"
"شخص إلتقطته"
لم ترد سوليشون على هذه الإجابة المقتضبة ، ومع ذلك ، بدا أن الهواء أصبح أثقل من حولهم.
"…فهمت ، لا أعتقد أنها هدية لي ، فهل لي أن أسأل كيف تنوي التخلص منها؟ "
"حسناً ، هل يمكنكِ أن تبدأي بشفاء جروحها؟ "
"شفاء…"
نظرت سوليشون إلى الفتاة التي كان سيباس يحملها ، بمجرد أن فهمت الأمر ، هزت رأسها وحدقت في سيباس.
"لو كان الأمر كذلك ، ألن يكفي أخذها إلى المعبد؟"
"…بالفعل ، يا لي سخافتي ، لقد نسيت ذلك تمامًا... "
نظرًا لأن سيباس كان غير متأثر تمامًا ، قامت سوليشون بتثبيت نظرتها الباردة عليه ، التقت أعينهم لمدة ثانية ، وفي النهاية كانت سوليشون هي التي رمشت أولاً.
"هل أتخلص منها ، إذن؟"
"لا ، بما أنني أحضرتها الى هنا ، يجب أن نفكر في أفضل الطرق للتعامل معها ".
"…مفهوم."
كانت سوليشون من النوع التي تفتقر إلى التعبيرات الخاصة بها ، ولكن كان من الممكن استخدام وجهها الآن كقناع ، حتى سيباس لم يستطع قراءة المشاعر التي تسكن عينيها ، كل ما استطاع معرفته هو أن سوليشون كانت مستاءة تمامًا من الظروف الحالية.
"هل يمكنكِ إجراء فحص لها من فضلك؟"
"مفهوم ، إذن ، سأفعل ذلك على الفور... "
"ليس في هذا المكان..."
لم تكن الفتاة تعني شيئًا لـ سوليشون ، ولكن مع ذلك ، فإن إجراء فحص لها عند الباب الأمامي لم يكن شيئًا جيدًا.
"هناك غرفة إضافية بالداخل ، هل يمكنكِ إجراء الفحص هناك؟ "
أومأت سوليشون بصمت.
لم يتحدث أي منهما أثناء إحضار الفتاة إلى غرفة الضيوف ، بالإضافة ، سيباس و سوليشون لم يكونا أبدًا من النوع اللذان يمكنهما إجراء محادثة ، لكن هذا لم يفسر الجو الصلب الذي بينهما.
فتحت سوليشون الباب لسيباس الذي كان يحمل الفتاة بكلتا يديه ، تم إغلاق النوافذ بالستائر الثقيلة وبالتالي كانت الغرفة مظلمة ، لكن على الأقل لم تُعطي الغرفة الشعور بإختناق للمرء ، تم فتح الباب عدة مرات من قبل ، لذلك كان الهواء بالداخل نظيفًا ، وكانت الغرفة نظيفة تمامًا.
كانت الغرفة نفسها مضاءة بشرائط رقيقة من ضوء القمر الذي يتدفق من خلال الفجوات في الستائر ، بعد الدخول ، وضع سيباس الفتاة بحذر شديد على السرير المغطى بملاءات نظيفة.
لقد غرس في الفتاة "الكي" ، وأجرى بعض الشفاء الأساسي ، ومع ذلك ، ظلت بلا حراك مثل الجثة.
"إذن…"
مزقت سوليشون بلا مبالاة القماش الذي غطى الفتاة ، وكُشف عن جسد مصاب بكدمات وضربات ، كان من المفترض أن يؤدي هذا المشهد المروع إلى صعوبة في المشاهدة ، لكن تعبير سوليشون لم يتغير ، وكان لديها نظرة باهتة وغير مبالية في عينيها.
"...سوليشون ، سأترك الباقي لك."
بعد ذلك ، غادر سيباس الغرفة ، لم تبدو سوليشون وكأنها أرادت التواصل معه مرة أخرى عندما بدأت تشخيصها.
الآن وقد أصبح سيباس في الممر ، ما كان يجب أن تسمعه سوليشون وهو يقول بهدوء:
"يا للحماقة."
اختفت تمتماته في الممر ، وبطبيعة الحال لم يرد عليه أحد.
قام سيباس بفرك لحيته لا إرادياً ، لماذا أنقذ تلك الفتاة؟ حتى أنه لم يستطع تفسير السبب.
هل كانت شفقة؟
لا ، لم يكن الأمر كذلك ، لماذا أنقذها؟
كان سيباس كبير الخدم ، وكان أيضًا مسؤولًا عن جميع خدم نازاريك ، ينتمي ولائه إلى كل واحد من الكائنات 41 السامية ، كان مدينًا بخدمته المخلصة إلى قائد النقابة (مومونغا) الذي اتخذ اسم آينز أوول غون.
كان ولائه حقيقيًا ، يمكنه أن يقول بثقة أنه سيرمي بحياته بكل سرور في خدمة الأسمى.
ومع ذلك... من الناحية النظرية ، إذا كان عليه اختيار واحد فقط من الكائنات 41 السامية لطاعته ، فإن سيباس سيختار الرجل الذي يُدعى تاتشمي دون تردد.
♦ ♦ ♦
كان أقوى كائن في آينز أوول غون ، وهو الشخص الذي أنشئ سيباس ، لقد كان بطل العالم وشخصية لا تضاهى في الشهرة.
ازدهرت النقابة في المقام الأول لأنها كانت نقابة قاتلي اللاعبين (Pking) ، ولكن من يجرؤ على تصديق أن تاتشمي ، أحد الأعضاء الأولين ، قد أسس المجموعة التي سبقت النقابة من أجل حماية الضعفاء؟ ومع ذلك ، كانت هذه هي الحقيقة.
عندما تعرض مومونغا للهجوم بشكل متكرر وكاد أن يترك اللعبة بغضب ، كان تاتشمي هو الذي أنقذه ، عندما لم تتمكن بوكوبوكوتشاغاما من العثور على أي شخص للمغامرة معه بسبب مظهرها ، كان تاتشمي هو الذي تواصل معها.
(- شرح من عندي - تاتشمي جمع 9 أعضاء في البداية من بينهم مومونغا وأسس مجموعة أسماها (ناين أوول غون) ولكن حصلت مشاكل بين تاتشمي و واحد من أصدقائه وكانوا يتشاجرون كثيرا وبعد ذلك الشخص الذي كان يتشاجر مع تاتشمي ترك المجموعة (ناين أوول غون) وتاتشمي شعر بالذنب ولهذا قرر تفكيك هذه المجموعة وأن ينشأوا نقابة (أينز أوول غون) وأن يكون مومونغا القائد)
♦ ♦ ♦
كانت إرادة ذلك الرجل هي السلسلة الغير مرئية التي ربطت سيباس الآن.
"ربما تكون هذه لعنة..."
كانت تلك الكلمات وقحة بشكل رهيب ، إذا كان أي من الكائنات الأخرين الذين خدموا آينز أوول غون - الذين تم إنشاؤهم من قبل الكائنات 41 السامية - حاضرين وسمعوا هذه الكلمات ، فقد يهاجمونه على الفور بسبب عدم احترامه.
"من الخطأ إظهار الشفقة وتقديم المساعدة لأولئك الذين لا ينتمون إلى آينز أوول غون" ، تمتم سيباس هذه الجملة بشكل قاتم.
كان هذا متوقعًا.
كل عضو في نازاريك - باستثناء أولئك الذين تمت برمجتهم بطريقة أخرى من قبل الكائنات 41 السامية ، مثل الخادمة الرئيسية ، بيستونيا .س. وانكو - سيعتقد اعتقادًا راسخًا أن التخلي عن أولئك الذين لا ينتمون إلى آينز أوول غون هو العمل الصحيح.
* (بيستونيا هي ذيك يلي عندها شكل كلبة يلي جات في المجلد الرابع وكانت مع أورا)
على سبيل المثال ، سمع ذات مرة من سوليشون أن إحدى خادمات المعارك لوبيسرغينا تتفق جيدًا مع فتاة من قرية كارني ، ومع ذلك ، كان سيباس يدرك تمامًا أنه إذا حدث أي شيء ، فإن لوبيسرغينا ستضحي بتلك الفتاة دون تردد.
لم يكن ذلك لأنها كانت قاسية.
إذا تم أمرهم من قِبل الكائنات السامية بالموت ، فسوف يقتلون أنفسهم دون تأخير ، إذا تم أمرهم بقتل شخص ما ، فسوف يقتلونه ، حتى لو كان الهدف صديقًا لهم ، من ناحية أخرى ، فإن أي شخص لا يفهم هذا سوف يتلقى نظرات شفقة من رفاقه.
كان اتخاذ القرار بناءً على المشاعر البشرية - بعبارة أخرى ، المشاعر عديمة القيمة - خطأً في حد ذاته.
لكن ماذا عن نفسه؟ هل فعل الشيء الصحيح؟
تمامًا عندما كان سيباس على وشك العض على شفته ، خرجت سوليشون من الغرفة ، كان وجهها لا يزال قناعًا فارغًا ولم تكن هناك أي عاطفة.
"كيف سار الأمر؟"
"...إنها تعاني من مرض الزهري واثنين من الأمراض المنقولة جنسياً ، العديد من ضلوعها وأصابعها مكسورة ، قُطعت أوتار ذراعها اليمنى وساقها اليسرى ، تم سحب القواطع العلوية والسفلية (القواطع: الأسنان وعددهم 8) ، تضاءلت وظائف أعضائها الحيوية ولديها شق في الشرج ، هناك علامات على إدمان المخدرات ، بالإضافة إلى ذلك ، هناك آثار لا حصر لها من كدمات و جروح ، هذا يختتم الملخص الأساسي لحالتها ، هل تحتاج إلى شرح أكثر تفصيلاً؟ "
"لا ، لا أعتقد ذلك ، الشيء المهم هو - هل يمكن شفاؤها؟ "
"بسهولة."
كما توقع سيباس كان رداً غير متردد.
يمكن بقدرات الشفاء إستعادة جميع أطراف الشخص التي تم قطعها ، في الواقع ، يمكن لـ سيباس استخدام "الكي" لعلاج أي شكل من أشكال الإصابة الجسدية ، كانت الحقيقة أنه إذا لم يكن قلقًا بشأن حالات الطوارئ أو ظهور الحقيقة ، لكان بإمكانه أن يشفي كاحل السيدة العجوز الملتوي على الفور. (في فصل المقدمة ساعد عجوز على حمل أشياء)
ومع ذلك ، في حين أن "الكي" الخاص به يمكن أن يشفي الإصابات الجسدية ، إلا أنه لا يمكن أن يساعد في حالات التسمم أو الأمراض أيضًا ، لأن سيباس لم يتعلم هذه المهارات ، لذلك ، كان عليه أن يطلب من سوليشون المساعدة في هذا الجانب.
"سأترك الأمر لكِ إذاً"
"إذا كان من الضروري استخدام سحر الشفاء ، فربما يكون من الأفضل إستدعاء بيستونيا سما."
"ليست هناك حاجة للذهاب الى هذا الحد ، سوليشون ، لديك لفافة من سحر الشفاء ، أليس كذلك؟ "
بعد رؤية إيماءة سوليشون ، تابع سيباس:
"استخدميها ، إذًا."
"...سيباس سما ، هذا اللفافة منحنا إياه الأسمى ، لا ينبغي استخدامها على مجرد بشرية".
بالفعل. كان يجب عليه أن يفكر في طريقة أخرى بدلاً من ذلك ، من الأفضل أن تلتئم جروحها أولاً ، قبل أن يعالج إدمانها ومرضها ، ومع ذلك ، لم يكن يعرف ما إذا كان لديه الوقت لذلك ، إذا كانت تحتضر بسبب إدمانها أو بسبب أمراضها ، فإن شفاءها سيكون بلا جدوى ما لم يتم إعادة تطبيق الشفاء المذكور باستمرار.
بعد التفكير في هذا الأمر ، أصدر سيباس أمرًا إلى سوليشون بصوت فولاذي ، من الأفضل منع أي شخص من معرفة نواياه الحقيقية.
"افعليها"
قامت سوليشون بتضييق عينيها ، وفي الوقت نفسه ، بدا أن هناك لهباً أسود مُحمر يتوهج في أعماقها ، ومع ذلك ، خفضت سوليشون رأسها اعترافًا بإخفاء هذا التغيير.
"…مفهوم ، سأعيد تلك الأنثى إلى حالتها الأصلية ، بعبارة أخرى ، سأعيد جسدها إلى الحالة التي كانت عليها قبل أن تنخرط في تلك الأنشطة ، هل انا محقة؟"
بعد الحصول على موافقة سيباس ، انحنت سوليشون مرة أخرى.
"سأفعل ذلك"
"إذن ، هل يمكنني أن أزعجك في غلي بعض الماء وتنظيفها بعد العلاج؟ سأشتري لها شيئًا لتأكله ".
لا أحد هنا بحاجة لتناول الطعام ولا أحد هنا يمكنه الطهي ، وليس معهم عنصر سحري لكي يعطيه للفتاة و يجعلها لا تحتاج إلى تناول الطعام ، وهكذا كان عليه أن يشتري لها الطعام.
"...سيباس سما ، شفاء الجسد مهمة بسيطة ، لكن... لا أمتلك القدرة على شفاء الصدمات العقلية (النفسية)"
توقفت سوليشون مؤقتًا ثم نظرت مباشرة إلى سيباس قبل المتابعة.
"إذا كانت هناك حاجة للشفاء من مثل هذه الصدمات ، أعتقد أنه سيكون من الأفضل الطلب من آينز سما المساعدة ، ألن تطلب منه أن يفعل ذلك؟ "
"...ليست هناك حاجة لإزعاج آينز سما ، سنترك الأعراض العقلية (النفسية) لوقت لاحق ".
انحنت سوليشون بعمق مرة أخرى ، ثم فتحت الباب ودخلت الغرفة ، بينما كان سيباس يشاهدها وهي تغادر ، اتكأ ببطء على جدار قريب.
كيف سيتعامل معها-
أفضل طريقة هي الانتظار حتى يتم علاجها - بينما كان الرجل يفر (يلي عطاه المال وقله يهرب) - ثم يصطحبها إلى المكان الذي تريد الذهاب إليه ويطلق سراحها ، كان عليه أن يختار موقعًا بعيدًا عن العاصمة الملكية ، لن يكون إخبارها بالخروج من هنا أمرًا خطيرًا للغاية فحسب ، بل سيكون قاسيًا للغاية ، لن تكون هناك أي مساعدة على الإطلاق.
ومع ذلك ، هل كان هذا هو حقاً الفعل الصحيح الذي يجب القيام به بالنسبة له - سيباس تيان ، كبير خدم نازاريك -؟
تنهد سيباس بشدة.
كان سيكون من الجيد لو أن ذلك التنهد سمح له بطرد المخاوف التي تراكمت في قلبه ، ومع ذلك ، لم يحدث ذلك ، كان قلبه ينبض وكانت أفكاره ضبابية.
"يا لي أحمق ، أنا سيباس ، فعلت كل ذلك من أجل بشرية... "
لكن بغض النظر عن مدى عمق تفكيره ، لم يستطع التوصل إلى نتيجة ، وهكذا ، قرر سيباس التوقف عن البحث عن إجابة ، الآن ، يجب أن يبدأ بحل المشاكل البسيطة ، قد يكون هذا مجرد تأخير لا مفر منه ، ولكن هذا كان أفضل ما يمكن أن يأتي به سيباس في الوقت الحالي.
♦ ♦ ♦
سوليشون غيرت شكل اصبعيها ، إصبع السبابة وإصبع الأوسط إندمجا وأصبحا أطول ، وإتخذا شكل هيكل يشبه المِحقن بِسُمك عدة مليمترات ، بصفتها شوغوث (Shoggoth)* ، كانت سوليشون دائمًا قادرة على إجراء تعديلات كبيرة على شكلها ، لذا فإن تغيير سمك أصابعها كان سهلاً.
(شوغوث (Shoggoth) أحد فصولها العرقية ، شوغوث (Shoggoth) وحش موجود في الأساطير والخرافات وموجود أيضا في الألعاب إبحثوا عنه عشان تشوفوا شكله)
نظرت إلى الباب ، وبمجرد أن شعرت أن سيباس لم يعد بالخارج ، اقتربت بهدوء من المرأة المتواجدة على السرير.
"بما أنني حصلت على إذن سيباس سما ، فقد أعتني بهذا العمل الغير سار بسرعة ، ربما تفضلين ذلك بهذه الطريقة ، علاوة على ذلك ، ليس الأمر كما لو أنك ستشعرين بما سأفعله بكِ "
وصلت سوليشون إلى داخل جسدها بيدها الغير محولة وسحبت لفافة مخزنة بداخلها.
لم تكن هذه اللفافة العنصر الوحيد الذي أخفته سوليشون داخل جسدها ، بالإضافة إلى الفائف وغيرها من العناصر السحرية القابلة للاستهلاك ، فقد احتوى جسدها أيضًا على عدد كبير من الأسلحة والمواد الوقائية وغيرها من المعدات الحربية ، لم يكن هذا مستغرباً أو خارجًا عن المألوف نظرًا لأن جسدها يمكن أن يخزن العديد من البشر.
نظرت سوليشون إلى المرأة الفاقدة للوعي.
كانت غير مهتمة بمظهرها ، فكرة واحدة فقط خطرت على عقلها.
كان ذلك - لا يبدو أن طعم هذه البشرية سيكون جيدًا.
بدا هذا الجسد وكأنه جثة ماشية ، على الأرجح لن تكون سوليشون مبتهجة أو فرحة حتى لو أذابت عليها المواد المسببة للتآكل.
"يمكنني أن أفهم نوايا سيباس سما إذا كان ينوي جعلها لعبتي بعد أن تتعافى ، لكن..."
كانت على دراية بشخصية سيباس ، فهو قائد خادمات المعارك (بلياديس) ، ولن يسمح أبدا بمثل هذا الشيء ، بعد كل شيء ، لم يسمح لها بالقبض على أي بشر وأكلهم أثناء رحلتهم ، باستثناء أولئك الذين حاولوا نصب كمين لهم. (قطاع الطرق يلي ظهروا في المجلد 3)
"إذا كان سيباس سما قد أنقذها بناءً على أوامر من الأسمى ، فسأطيع بكل سرور... ولكن هل يستحق حقًا إنفاق أحد الأصول القيمة من الكائنات الأسمى على مجرد بشرية مثلها؟"
هزت سوليشون رأسها وبَدَدَت تلك الأفكار.
"...هل يجب أن آكلها قبل عودة سيباس سما؟"
كسرت سوليشون الختم وفتحت اللفافة ، التعويذة المختومة بالداخل كانت تسمى「شفاء」لقد كان سحرًا شافيًا راقيًا من الطبقة السادسة ، ويمكنه استعادة قدر كبير من الصحة بالإضافة إلى شفاء الأمراض المختلفة والحالات الغير طبيعية الأخرى.
في ظل الظروف العادية ، قد يتطلب استخدام سحر اللفافة مستويات في فصول وظيفية مناسبة ، بعبارة أخرى ، سيحتاج المرء إلى مستويات في فصول وظيفية من نوع كاهن لإستخدام تعاويذ الكاهن ، والذي كان سحرًا مقدساً ، ومع ذلك ، فإن بعض الفصول الوظيفية من نوع اللص لديها القدرة على محاكاة فصل واستخدام التعاويذ السحرية من خلال "الخداع" ، مثل اللفافة.
كمغتالة ، كانت لـ سوليشون مستويات في عدة فصول وظيفية من نوع اللص ، وهكذا ، كانت قادرة على استخدام لفافة「شفاء」، والتي لن تكون قادرة على استخدامها بطريقة أخرى.
"فقط للإحتياط ، ربما يجب أن أخدرها ، بعد ذلك…"
استخدمت سوليشون مهارة لتصنيع مرخي عضلي منوم ، وحقنته في الفتاة.
♦ ♦ ♦
الشهر الثامن ، شهر أوت اليوم 26 الساعة 19:37
عاد سيباس من شراء الطعام فور خروج سوليشون من الغرفة ، كان لديها دلو في كل يد ، وفي كل دلو عدة مناشف بالداخل.
كانت الملابس قذرة والمياه الساخنة سوداء ، مما يشير إلى الظروف الغير صحية التي كانت تعيش فيها الفتاة.
"شكرا لك على جهودك ، أنا على ثقة أنه لم تكن هناك مشاكل في عملية الشفاء...؟ "
"نعم ، لقد تم الاعتناء بكل شيء ، ولم تكن هناك أي مشاكل ، ومع ذلك ، لم يكن هناك ملابس لها لترتديها ، لذلك اخترت ملابس لها بشكل عشوائي ، هل توافق؟"
"بالطبع ، سيفي ذلك بالغرض "
"حسنا... يجب أن يكون المخدر المنوم قد انتهى مفعوله الآن... ولكن إذا لم يكن لديك توجيهات أخرى ، فسوف أغادر."
"شكرا جزيلا لك سوليشون."
هزت سوليشون رأسها كإستجابة ، وتخطت سيباس.
بعد أن شاهدها وهي تغادر ، طرق سيباس الباب ، لم يكن هناك رد ، لكنه شعر بوجود شخص يتحرك في الداخل ، ففتح الباب بهدوء.
استعادت الفتاة التي كانت نائمة على السرير وعيها للتو ، جلست ، ولا تزال نعسانه.
كانت مختلفة تمامًا عما كانت عليه من قبل.
شعرها الأشقر الذي كان قذراً أصبح يتوهج الآن ببريق جميل ، استعاد وجهها النحيف والغائر نضارته ، أصبحت شفتيها المتشققان الآن زهرية صحية.
على العموم ، كانت جميلة ، على الرغم من أن مظهرها قد يوصف بشكل أفضل بأنه "جمال ناعم" بدلاً من كونه "مثيرًا ميتًا".
أصبح عمرها الآن واضحًا للعيان ، بدت وكأنها في أواخر سن المراهقة ، بين 15 و 19 عامًا ، على الرغم من أن الظل على وجهها من سنواتها في الجحيم الذي صنعه الإنسان جعلها تبدو أكبر سناً مما كانت عليه في الواقع.
كانت سوليشون قد أعطتها رداء أبيض لارتدائه ، لكنه كان عاديًا وغير مزخرف ، ويفتقر إلى الزينة أو الدانتيل أو غيرها من الزخارف الجذابة.
"أنا واثق من أنك قد تعافيت تماما ، كيف تشعرين؟"
لم يكن هناك جواب ، لم تبدو عيناها المجوفتان قويتين بما يكفي للنظر إلى سيباس ، ومع ذلك ، لم يمانع ، لكنه واصل الكلام.
لا ، الحقيقة أنه لم يكن يتوقع منها أن تجيب عليه ، كان ذلك لأنه استطاع أن يقول أن تعبيرها الفارغ يخص شخصًا مشتت الذهن ومحبط.
"هل أنت جائعة؟ أحضرت لك شيئًا لتأكليه ".
لقد اشترى الوجبة من مطعم.
كانت العصيدة في الوعاء الخشبي مصنوعة من مرق الحساء الملون ، كانت تحتوي على بعض زيت السمسم حسب الرغبة ، وعلى العموم كانت الوجبة تفوح برائحة شهية.
ارتعش وجه الفتاة استجابة للرائحة.
"هيا ، تفضلي وكُلي"
نظرًا لأن الفتاة لم تنغمس تمامًا بعد إلى عالمها الخاص ، وضع سيباس الوعاء الخشبي و الملعقة أمام الفتاة.
لم تتحرك ، لكن سيباس لم يحثها على الأكل.
ربما لو كان هناك شخص آخر هنا لبدأ يُخيم عليه الإحباط من كثرة الإنتظار ، ولكن بعد فترة طويلة تحركت يد الفتاة ببطء ، حركات شخص يخاف التعرض للضرب المبرح.
لقد شُفيت جروحها من الخارج تمامًا ، لكن الألم الذي كان يُخيم على ذكرياتها ما زال باقياً.
التقطت الملعقة الخشبية ، وغطستها في العصيدة ، ثم قربتها إلى فمها وأدخلتها.
يمكن أن تكون العصيدة العادية غنية جدًا وسميكة ، ولكن سيباس طلب من صاحب المتجر تقطيع 14 مكونًا مختلفًا جيدًا ثم طهيهم على نار بطيئة لصنع شيء يمكن ابتلاعه دون مضغ.
بدأ حلقها في العمل ، وانزلقت العصيدة الى بطنها.
ارتجفت عينا الفتاة قليلا ، كانت حركة صغيرة ، لكنها كانت كافية لتحويلها من دمية فارغة من الداخل إلى إنسانة حقيقية ، ارتجفت يدها الأخرى أثناء تحركها لأخذ الوعاء من سيباس.
أمسك سيباس الوعاء ونقلته إلى مكان كان من الأسهل عليها الوصول إليه.
أمسكت الفتاة بالوعاء بنفسها ، ثم أخذت ملعقة بعد ملعقة قوية من العصيدة وهي تلتهمها.
إذا لم يتم تبريد العصيدة حتى تصبح قابلة للأكل بشكل صحيح تمامًا فمن المحتمل أن لسانها كان سيحترق بالنظر لطريقة تناولها الطعام بشكل مجنون ، تسربت العصيدة من فمها ولطخت ملابسها لكنها لم تهتم ، كانت تشربه أكثر مما كانت تأكله.
بعد الانتهاء من الأكل بسرعة أصبحت مختلفة تمامًا عن السابق ، تمسكت الفتاة بالوعاء وزفرت بعمق.
مع استعادة إنسانيتها ، أغلقت جفونها ببطء وبثقل.
اجتمع مزيج من بطن ممتلئ وملابس جديدة وجسم نظيف لتهدئة روحها ، ثم بدأت تشعر بالتعب.
ومع ذلك ، بمجرد أن أغمضت عيناها ، فتحتهما وظهر الخوف في عينيها.
هل كانت خائفة من إغلاق عينيها ، أم أنها كانت تخشى أن يكون كل هذا حلم وأنه لم يتم إنقاذها؟ أم أنه شيء آخر؟ كان سيباس يراقبها من الجانب ، لكنه لا يعرف.
ربما حتى هي لا تعرف.
من أجل مواساتها ، قال سيباس بلطف:
" يحتاج جسمك إلى النوم ، لا تضغطي على نفسك واحصلي على نوم جيد ، لن تتعرضي لأي ضرر طالما بقيت هنا ، أنا أضمن هذا ، عندما تستيقظين ، ستظلين على هذا السرير ".
تحركت عينا الفتاة لأول مرة ونظرتا مباشرة إلى سيباس.
كانت عيناها الزرقاوان باهتان ويفتقران إلى الحيوية ، ومع ذلك ، لم تكن تلك عيون جثة ، لكنها كانت عيون شخص حي.
فتحت فمها الصغير - وأغلقته ، ثم فتحته - وأغلقته مرة أخرى ، هذا كررت نفس الأمر عدة مرات ، كان سيباس يراقبها بحنان ، لم يحثها على شيء ، كان يراقبها ببساطة في صمت.
"آه…"
أخيرًا ، انفتح فمها وخرجت عدة أصوات غير مسموعة تقريبًا ، ثم أضافت بسرعة:
"شكرا... شكرا لك."
الكلمات الأولى التي قالتها لم تكن للسؤال عن ظروفها الحالية ، ولكن لشكره ، بعد أن استوعب جزءًا من شخصيتها ، أعطاها سيباس ابتسامة حقيقية ، ليست الإبتسامة المزيف التي إعتاد أن يرتديها عادة.
"لا بأس ، الآن بعد أن أنقذتك ، سأبذل قصارى جهدي لضمان سلامتك ".
اتسعت عينا الفتاة قليلا وبدأ فمها يرتجف.
تبللت عيناها الزرقاوان ثم انهمرت الدموع ، فتحت الفتاة فمها ثم بكت بشفقة.
وسرعان ما سمع صوت الشتائم من خلال البكاء.
شتمت مصيرها ، لقد استاءت من حقيقة أنها كانت حية في هذا العالم ، كانت مليئة بالكراهية ، لِمَ لَمْ يساعدها أحد ، كان غضبها موجهًا إلى سيباس أيضًا.
لو كنت قد أنقذتني في وقت سابق ، وأشياء من هذا القبيل.
بعد تلقيها لطف سيباس - بعد أن عوملت معاملة إنسانية ، بدا الأمر كما لو أن جزءًا منها قد انهار تحت ضغط كل شيء عانت منه سابقا ، لا ، ربما يكون من الأفضل القول إنه بعد استعادة إنسانيتها ، لم تعد قادرة على تحمل ذكرياتها المؤلمة.
مزقت شعرها ، وانقطعت خصلات الشعر بصوت خافت ، تشابك عدد لا يحصى من الألياف الذهبية حول أصابعها النحيلة ، إنقلب وعاء العصيدة والملعقة على السرير.
راقبها سيباس بصمت وهي تصاب بالجنون.
كانت كراهيتها وشتائمها موجهتان إلى الشخص الخطأ ، من الواضح أنها كانت تبحث عن كبش فداء ، ربما لو كان شخص أخر لكان غير سعيد ، وربما حتى غاضب ، ومع ذلك ، لم يكن هناك غضب على وجهه ، كانت تجاعيده مليئة باللطف.
انحنى سيباس إلى الأمام وعانقها.
كان مثل أب يحتضن طفلته ، لم يكن هناك حقد هناك ، فقط لطف لا ينتهي.
جسدها تصلب للحظة ، بعد ذلك ، عندما أدركت مدى اختلاف هذا العناق عن الرجال الذين سعوا فقط إلى انتهاك جسدها ، استرخى جسدها ببطء.
"لا بأس."
كرر سيباس تلك الكلمات مثل تعويذة ، وهو يربت عليها بلطف على ظهرها ، كما لو كان يريح طفلًا يبكي.
إنتحبت الفتاة ، وبعد ذلك ، عندما أدركت ببطء ما كان سيباس يقوله ، دفنت وجهها في صدر سيباس وبكيت بصوت أعلى ، ومع ذلك ، كان بكائها الأن مختلفًا قليلاً عن بكائها السابق.
♦ ♦ ♦
تمكنت أخيرًا من التوقف عن البكاء بعد مرور بعض الوقت ، غرقت دموع وجهها على ملابس سيباس ، تركت ذراعي سيباس وخفضت رأسها لإخفاء وجهها الخجول.
"آه... أنا... آسفة..."
"من فضلك لا تقلقي بشأن ذلك ، إنه لشرف للرجل أن يُعطيَّ صدره لامرأة لتستند عليه ".
أخرج سيباس منديلًا نظيفًا من جيب صدره وسلمه لها.
" استخدمي هذا رجاءً."
سألت الفتاة بتوتر "لكن... تقرضني... منديلا... نظيفا... كهذا...".
مد سيباس يده لذقنها ، ثم رفعت وجهها برفق ، لم يكن لديها أي فكرة عما حدث ، ولكن عندما كانت تتجمد من الخوف ، كان المنديل يُمسح بلطف على عينيها ، وآثار دموعها.
هذا يذكرني بمحادثة「الرسالة」الأخيرة التي أجرتها سوليشون مع شالتير... يبدو أن شالتير كانت فخورة جدًا بحقيقة أن آينز سما ساعدها في مسح دموعها.
ما هي الظروف التي جعلت سيده يمسح دموع شالتير؟ لم يستطع أن يتخيل شالتير تبكي ، بينما كان عقله مشغولاً بتخمينات غير مجدية ، إنشغلت أيديه على تنظيف وجه الفتاة.
"آه…"
قال سيباس وهو يضع منديلًا رطبًا إلى حد ما في يديها: "خذي ، من فضلك استخدميه ، إنه لأمر محزن للغاية عدم استخدام منديل ، خاصة عندما لا يستطيع حتى تجفيف الدموع ".
ابتسم سيباس ثم ابتعد عنها.
"حسنا إذاً ، إحصلي على قسط من الراحة ، سنناقش المستقبل وأشياء أخرى عندما تستيقظين ".
لم يكن هناك شيء لا يستطيع السحر فعله ، تم شفاء جسدها من خلال العلاج السحري لـ سوليشون ، وتم القضاء على إرهاقها العقلي (النفسي) ، وبالتالي ، يمكنها العمل بشكل طبيعي على الفور ، ومع ذلك ، كانت في الجحيم قبل ساعات قليلة فقط ، قد تنفتح جروحها العاطفية مرة أخرى جراء محادثة طويلة.
الحقيقة هي أن عقلها لم يكن مستقرًا تمامًا ، ومن هنا بدأ بكائها المؤلم قبل قليل ، يمكن للسحر أن يخفف لفترة وجيزة تلك المعاناة النفسية ، لكن يمكنه فقط علاج الأعراض وليس سببها ، على عكس الجسد المادي ، لا يمكن التئام الجروح غير المرئية للروح بسهولة.
على حد علم سيباس ، فإن الأشخاص الوحيدين القادرين على إزالة الضرر العقلي (النفسي) الذي تعرضت له تمامًا هم سيده أو ربما بيستونيا .س. وانكو.
أراد سيباس ترك الفتاة ترتاح ، لكنها أجابت بسرعة:
"المستقبل…؟"
لم يعرف سيباس ما إذا كان عليه مواصلة التحدث معها ، ومع ذلك ، نظرًا لأنها كانت هي من بدأ المحادثة ، فقد قرر الرد مع مراقبتها.
"لن يكون من الآمن بالنسبة لك الاستمرار في الإقامة في العاصمة الملكية ، أليس لديك أصدقاء أو أقارب تستطيعين الذهاب إليهم؟ "
هزت الفتاة رأسها.
"هل هذا صحيح…"
ليس لديك أي أحد؟ لكن بالطبع لم يقل ذلك.
وجد سيباس ذلك مزعجًا ، ومع ذلك ، لم تكن هناك حاجة للتسرع ، من المحتمل ألا يتم القبض على ذلك الرجل قريبًا (يلي عطاه المال وقله يهرب) ، وسيستغرق التعرف على سيباس منهم بعض الوقت ، كان يعلم أنه كان متفائلاً ، ولكن بإخبار نفسه أن لا يقلق ، كان يأمل أن يكون الأمر كذلك ، على أقل تقدير ، كان يأمل أن تتمكن من استعادة معنوياتها أولاً.
"حسنًا إذًا ، هل يمكنكِ إخباري بإسمك؟ "
"آه... أنا... تواري..."
" تواري؟ ، أنا لم أخبرك باسمي بعد ، أنا سيباس تيان ، لكن نادني بسيباس ، أنا أخدم سوليشون سما ، سيدة هذا المنزل ".
كانت تلك هي القصة التي وُضعت كغطاء لإخفاء حقيقتهم.
عادةً ما كانت سوليشون ترتدي فستانها الأبيض بدلاً من ملابس الخادمة في حالة فاجأهم الضيوف ، ومع ذلك ، كان عليه أن يذكرها بالبقاء في شخصية سيدة هذا المنزل الآن بعد أن أصبحت تواري معهم.
"إذًا... سوليـ... شون..."
"نعم ، سوليشون إبسيلون سما ، على الرغم من أنني أشك في أنه سيكون لديك فرصة لمقابلتها ".
"...؟"
"يمكن أن يكون من الصعب التعامل مع سيدتي في بعض الأحيان."
أغلق سيباس فمه وكأنه يشير إلى أن هذا هو كل ما سيقوله في الأمر ، بعد صمت قصير تحدث مرة أخرى.
"حسنا ، احصلي على قسط من الراحة اليوم ، سنناقش المستقبل غدا ".
"حسنا…"
بعد التحقق من عودة تواري إلى السرير ، أخذ سيباس وعاء العصيدة وغادر الغرفة.
عندما فتح الباب ، لم يتفاجأ عندما وجد سوليشون تقف هناك ، ربما كانت تتنصت عليهم ، لكن سيباس لم يَلُمها ، لم تعتقد سوليشون بأن سيباس سيوبخها لفعل ذلك ، لذلك كل ما فعلته هو إخفاء وجودها والوقوف خارج الباب ، نظرًا لأنها تتمتع بمستويات في الفصل الوظيفي "مغتالة" ، كان من الممكن أن تقوم بعمل أفضل في الاختباء إذا أرادت.
"ماذا حدث؟"
"سيباس سما ، هل لي أن أسأل كيف تنوي التخلص منها؟ "
ذهب انتباه سيباس إلى الباب خلفه ، كان سميكاً ، لكنه ليس عازلًا للصوت تمامًا ، إذا تحدثوا هنا ، فمن المحتمل أنها ستكون قادرة على سماع جزء من محادثتهم.
ابتعد سيباس عن الباب ومشى إلى الأمام ، وتبعته سوليشون بصمت خلفه.
بمجرد أن وصلوا إلى مكان كان متأكدًا من أنه لن يسمعهم فيه أحد ، توقف.
"...أظن أنكِ تقصدين تواري ، أنوي الانتظار حتى الغد قبل أن أقرر ما أفعل ".
" إسم... "
لم تنهي سوليشون جملتها ، لكنها تمالكت نفسها ثم تحدثت مرة أخرى.
"ربما أنا أتخطى حدودي ، لكني أعتقد أن هذا الشيء (تواري) لديها فرصة كبيرة لعرقلة أنشطتنا ، يجب أن نتعامل معها في أسرع وقت ممكن ".
الآن ما الذي يمكن أن تعنيه عبارة "التعامل معها" بالضبط؟
بعد الاستماع إلى كلمات سوليشون الباردة ، فكر سيباس: كما توقعت ، كان هذا هو الرأي الذي قد يكون لدى خادم نازاريك المخلص وصاحب التفكير الصحيح حول شخص من خارج نازاريك ، كان موقف سيباس تجاه تواري غير طبيعي. (يعني هو الحالة الشاذة بينهم لأنوا عمل شي ما راح يعمله أي احد في نازاريك)
"أنتِ على حق ، إذا تدخلت في الأوامر التي قدمها لنا آينز سما ، فسأتعامل معها دون تأخير ".
بدت سوليشون متفاجئة ، وكأنها تقول: "إذا كنت تعرف ، فلماذا فعلت ذلك؟"
"ربما سيكون لها بعض الفائدة ، وبما أننا إلتقطناها ، فسيكون من المؤسف التخلص منها ، نحن بحاجة إلى التفكير في طريقة للاستفادة منها بشكل صحيح ".
"...سيباس سما ، لا أعرف من أين أو لماذا التقطتها ، لكن الإصابات التي لحقت بها تشير إلى أنها أتت من بيئة معينة ، ألا تعتقد أن الشخص الذي تسبب في تلك الإصابات لهذه البشرية لن يكون سعيدًا بمعرفة أنها لا تزال على قيد الحياة؟ "
"لن تكون هناك مشاكل من هذه الجهة."
"...هل تقول أنك تعاملت بالفعل مع هؤلاء الأشخاص؟"
"لا ، الأمر ليس كذلك ، إذا ظهرت أي مشاكل ، فسوف أتخذ الإجراء المناسب ، لذلك ، أتمنى أن تكوني قادرة على المراقبة بهدوء حتى ذلك الحين ، هل تفهمين ، سوليشون؟ "
"…مفهوم."
ابتلعت سوليشون إحباطها المتزايد وهي تراقب سيباس يغادر.
الآن بعد أن قال لها سيباس كل ذلك ، لم تستطع قول أي شيء حتى لو كانت غير راضية عن طريقة تعامله مع الموقف ، بالإضافة إلى ذلك ، طالما لم تحدث أي مشاكل ، يمكنها بالفعل الجلوس والمراقبة.
ومع ذلك-
"للإعتقاد أنه سيستخدم موارد نازاريك على مجرد بشرية..."
كانت كل ثروات وموارد نازاريك تخص آينز أوول غون ، بعبارة أخرى ، كانت مِلكًا للأسمى ، هل كان من المقبول حقًا إنفاقهم دون إذن؟
لم تستطع التوصل إلى إجابة مهما فكرت.
الجزء 3
الشهر التاسع، شهر سبتمبر اليوم 3 الساعة 9:48
فتح سيباس الباب الرئيسي ، كالعادة ذهب إلى نقابة المغامرين في الصباح وسجل جميع المهمات الموجودة على لوحة الإعلانات في دفتر ملاحظاته قبل أن يتمكن المغامرون من أخذها.
كان سيباس قد أُمر بجمع المعلومات من العاصمة الملكية - حتى ثرثرة الشوارع - وكتابتها على الورق ثم إرسالها إلى نازاريك ، كان تحليل البيانات عملية صعبة ، لذا تُرك الأمر بالكامل لمفكري نازاريك للتعامل الأمر.
مر عبر الباب ودخل المنزل ، قبل عدة أيام ، كانت سوليشون تأتي لإستقباله ، لكن-
"مرحبًا... بعودتك... سيباس... سما."
تم تسليم هذه المهمة الآن إلى الفتاة ذات الكلام الرقيق في ملابس الخادمة التي غطت تنورتها الطويلة ساقيها.
في اليوم التالي لإلتقاطه تواري ، جرت مناقشة ، وتقرر أنها ستعمل في هذا المنزل.
كان من الممكن أن يعاملوها كضيفة ، لكن تواري رفضت.
قالت إنها شعرت بعدم الارتياح حيال معاملتها كضيفة علاوة على إنقاذها من قبل سيباس ، على الرغم من أنها لم تكن مؤهلة بشكل صحيح لسداد لطفه ، إلا أنها كانت تأمل في أن تفعل شيئًا للمساعدة في أشغال المنزل.
بعد أن فهم ما هي نواياها الحقيقية ، بدأ يشعر بعدم الارتياح أيضًا.
بعبارة أخرى ، فهمت أن وضعها هنا محفوف بالمخاطر - وأنها كانت مصدر متاعب لهذا المنزل - ولذا أرادت أن تعمل بأقصى ما في وسعها لتجنب التخلي عنها.
بالطبع ، أخبر سيباس تواري أنه لن يتخلى عنها ، إذا كان من النوع الذي يمكنه أن يتجاهل شخصًا ليس لديه أي أحد ليلجأ إليه ، فلم يكن لينقذها أبدًا في المقام الأول ، ومع ذلك ، كان يفتقر إلى القدرة على الإقناع لمداواة الجروح في قلب تواري.
"لقد عدت ، تواري ، هل سار العمل بشكل جيد؟ "
أومأت تواري.
على عكس ما كانت عليه عندما التقيا لأول مرة ، تم قص شعرها بدقة وكانت ترتدي غطاء رأس أبيض صغير.
"كل شيء... سار على ما يرام."
"هل هذا صحيح ، من الجيد سماع ذلك ".
بدت قاتمة كما هي دائمًا ولم يتغير تعبيرها ، لكن القدرة على العيش كإنسانة خفف تدريجياً من الخوف الذي سيطر عليها ، و أمكنها التحدث بشكل أكثر وضوحًا الآن.
ما تبقى هو أكثر ما يقلقني...
مشى سيباس ومشت تواري معه.
من الناحية الفنية ، فإن السير بجانب سيباس ، رئيسها ، سيكون انتهاكًا لآداب الخادمة ، ومع ذلك ، لم يتم تدريب تواري على الإطلاق كخادمة ولم تفهم تلك الشكليات ، ولم يرغب سيباس في تثقيفها في مثل هذه الأمور.
"ماذا لدينا اليوم؟"
"يـ... يخنة.... بطاطا..."
" إنني أتطلع إلى ذلك ، إن طعامك لذيذ ، تواري ".
احمرت خجلاً وخفضت وجهها بينما امتدحها سيباس بابتسامة ، وأمسكت بمئزر زي الخادمة بيداها بتوتر.
"أنت ، أنت... طيب جدا..."
"لا ، لا ، أنا أعني ما قصدته ، لا أعرف شيئًا عن الطهي ، لذا فقد قدمت لي معروفًا كبيراً ، هل لديكِ مكونات كافية؟ أخبرني إذا كان هناك أي شيء ترغبين في شرائه ".
"نعم ، أنا... سوف أخبرك... عندما أريد شيئا ".
استطاعت تواري أن تتحرك بشكل طبيعي داخل المنزل وأمام سيباس ، لكنها ما زالت تنفر العالم الخارجي ، نظرًا لأنها لم تستطع العمل في الهواء الطلق ، فقد تولى سيباس مهمة التسوق لشراء المكونات وما إلى ذلك.
لم يكن طبخ تواري شيئاً فخماً ، لقد أعدت فقط أطباق يومية بسيطة.
نظرًا لأن هذه الأطباق لا تتطلب مكونات باهظة الثمن ، فقد تم الحصول عليها بسهولة في الأسواق ، وأيضا إكتسب سيباس معرفة حول المكونات المذكورة في السوق وطعام وشراب هذا العالم ، وإعتبر أن ذلك مكسباً له ، حيث أنه أحس بأنه يقتل عصفورين بحجر واحد.
وميض من الإلهام ضرب سيباس فجأة.
"...لنذهب للتسوق معًا لاحقًا."
ظهرت نظرة صدمة على وجه تواري ، ثم هزت رأسها بخجل ، شحب وجهها للحظة وتعرق.
"أظن ، أظن أني... سأرفض..."
فكر سيباس ، "كما توقعت" ، لكنه لم يقل بذلك.
رفضت تواري فعل أي شيء قد يتضمن الخروج من المنزل منذ أن بدأت العمل.
لقد اعتبرت هذا المنزل بمثابة دفاع مطلق من أجل قمع الخوف داخلها ، بعبارة أخرى ، رسمت خطاً لتخبر نفسها أن هذا المكان مختلف عن العالم الخارجي ، الأمر الذي أضرها ، كانت هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكنها من خلالها العمل بشكل طبيعي.
ومع ذلك ، إذا استمر ذلك ، فلن تتمكن تواري من مغادرة المنزل ، ولن يتمكن سيباس من الاحتفاظ بها هنا طوال حياتها.
أدرك سيباس أنه كان من الصعب جدًا على تواري السير بين جموع الناس نظرًا لحالتها العقلية (النفسية) ، كان ينبغي أن يقضي المزيد من الوقت لمساعدتها على التعود على التواجد مع الآخرين مرة أخرى ، لكن هذا يتطلب وقتًا طويلاً.
لم يكن سيباس ينوي الاختباء هنا أو قضاء بقية حياته في هذا المكان ، لقد كان دخيلًا تسلل إلى هذه المدينة فقط من أجل جمع المعلومات ، إذا أصدر سيده الأمر بالانسحاب -
كان عليه أن يواصل تدريب تواري لمنحها إمكانيات إضافية ، استعدادًا لذلك اليوم.
توقف سيباس عن الحركة ونظر مباشرة إلى تواري ، احمر وجهها وخفضت رأسها بخجل ، لكن سيباس أمسك بخديها بكلتا يديه ورفع وجهها.
" تواري ، أنا أتفهم مخاوفك ، ومع ذلك ، لا تقلقي ، أنا - سيباس - سأحميك ، سأقوم بسحق أي وجميع الأخطار التي تقترب وأضمن عدم تعرضك للأذى ".
"..."
" تواري ، أرجوا منك الخروج معي ، إذا كنت خائفة ، يمكنك إغلاق عينيك ".
"..."
عندما ترددت تواري ، أمسك سيباس يديها بإحكام ، ما قاله بعد ذلك كان غير عادل لها بشكل رهيب.
"هل أنت على استعداد لتثقي بي ، تواري؟"
ملأ الصمت الممر ، ومرّ الوقت ببطء ، في النهاية ، أصبحت عيون تواري رطبة ، وانفصلت شفتاها الوردية الرقيقة لتكشف عن أسنانها البيضاء اللؤلؤية.
"...سيباس سما... أنت ماكر جدًا... عندما... تضع الأمر على هذا النحو... كيف يمكنني أن أرفض؟"
"من فضلك كوني مرتاحة ، على الرغم من مظهري ، فأنا قوي جدًا... دعيني أوضح الأمر على هذا النحو ، في كل العالم هناك 41 شخصًا فقط أقوى مني... حسنًا ، وعدد قليل من الآخرين ".
"هل... هذا... كثيرًا؟"
إعتقدت تواري أن سيباس كان يمازحها لطمأنتها ، ولذا ابتسمت ، رأى سيباس ذلك وابتسم دون أن يقول كلمة واحدة
بدأ سيباس بالمشي مرة أخرى ، كان يعلم أن تواري كانت تختلس النظر إلى وجهه من الجانب ، لكنه لم يقل شيئا.
كان سيباس يعلم أن تواري لديها بعض مظاهر الانجذاب الباهتة إليه ، ومع ذلك ، شعر سيباس أن الأمر أشبه بالامتنان له لإنقاذها من عذابها ، كان الأمر مشابهًا لغسيل المخ ، أو الثقة التي وضعتها في شخص يمكن الاعتماد عليه.
بالإضافة إلى ذلك ، كان سيباس رجلاً عجوزًا ، وربما تكون تواري قد خلطت بين إحساسها بالقرابة الأسرية والحب الرومانسي.
حتى لو شعرت تواري بحب حقيقي لسيباس ، فإنه لم يشعر أنه يستطيع مبادلتها الأمر بشكل مناسب ، بعد كل شيء ، كان يخفي عنها الكثير من الأشياء ، وكانت ظروف كل منهما بعيدة عن بعضها البعض.
"إذن سأتي لك بعد مناقشة بعض الأشياء مع سيدتي."
"سول... سان..."
أصبح تعبير تواري قاتمًا بعض الشيء ، عرف سيباس السبب ، لكنه التزم الصمت حيال ذلك.
بالكاد إلتقت سوليشون مع تواري ، على أقصى تقدير كانت قد تنظر إليها بشكل عابر وتغادر دون أن تقول كلمة واحدة ، قد يشعر أي شخص بعدم الارتياح حيال تجاهله بهذه الطريقة ، وفي حالة تواري ربما ستشعر بالرعب.
"لا بأس ، سيدتي على هذا النحو مع الجميع ، ليس الأمر وكأنها تفعل ذلك لكِ وحدك... بكل صراحة يمكن أن تكون عنيدة قليلاً في بعض الأحيان ، عليك أن تحافظي على هذا سرًا ، رغم أن... "
ابتسم سيباس ، وبعد أن أنهى كلماته النصف مازحة ، خفت حدة القلق على وجه تواري إلى حد ما.
"غالبًا ما تتعرض لنوبات غضب عندما ترى فتيات لطيفات."
"...أنا ... كيف يمكنني... أنا لست مثل... السيدة..."
لوحت تواري بيديها بشكل محموم وكأنها ترفض هذه الكلمات.
كانت تواري جميلة ، لكنها لم تكن مثل سوليشون ، ومع ذلك ، كان الجمال في عين الناظر.
"من حيث المظهر ، أنت أجمل من سيدتي."
"ما-ماذا! كيف يمكن…"
كان وجه تواري يحترق وهي تخفضه ، نظر إليها سيباس بلطف ، ثم رأى تعبيرها يتغير وحاجبيها يتجعدان.
"أنا... أنا... قذرة..."
تنهد سيباس داخله وهو يشاهد وجه تواري ممتلئًا بالاكتئاب ، ثم التفت إلى وجهها وقال:
"بالفعل ، هذا هو الحال مع الأحجار الكريمة القيمة ، فالتي لا تحمل علامات مميزة أكثر ، تعتبر أكثر نقاءً ".
انخفض وجه تواري أكثر عندما سمعت تلك الكلمات.
"ومع ذلك - الناس ليسوا أحجارًا كريمة."
رفعت تواري رأسها فجأة.
" تواري ، يبدو أنك تعتبرين نفسك قذرة ـ ولكن من يستطيع أن يحكم على نقاء الإنسان؟ هناك معايير محددة بوضوح للأحجار الكريمة... ولكن من سيضع المعايير لفضيلة وطهارة الإنسان؟ هل هناك قيمة مشتركة يجب تجاوزها؟ بعض الرأي العام الذي يجب الالتزام به؟ هل هذا يعني أنه يمكن تجاهل أفكار وآراء الآخرين؟ "
توقف سيباس هنا ، ثم تابع:
"لكل شخص تعريف مختلف للجمال ، إذا كان الجمال لا يمكن تحديده من خلال مظهر المرء ، فعندئذ في رأيي ، لا يمكننا تحديد الجمال من خلال ما اختبره الناس ، ولكن من خلال كيف هم في الداخل.. لا أعرف ما مررت به وقد أمضيتُ بضعة أيام فقط معك ، لكن ما أعرفه هو أن الشخص بداخلك هو أبعد ما يمكنني تخيله عن كونه قذرًا ".
أغلق سيباس فمه ، وتحول الممر إلى عالم لا يُسمع فيه إلا صوت وقع الأقدام ، يبدو أن تواري قد اتخذت قرارها وقالت:
"...إذا ...كنت تعتقد أنني نقية... إذًا إحضنـ"
كان سيباس قد احتضنتها بالفعل قبل أن تتمكن من إنهاء كلماتها.
"بالنسبة لي أنتِ جميلة جدا."
امتلأت عينا تواري بالدموع عندما سمعت كلمات سيباس اللطيفة ، ربت سيباس على ظهر تواري برفق ، ثم تركها ببطء.
" تواري ، أسف ولكن سيدتي تناديني ويجب عليّ الذهاب ".
"مفـ ، مفهوم..."
ترك سيباس تواري حمراء العينين تنحني خلفه وطرق على الباب ثم فتحه دون انتظار إجابة ، عندما أغلقه ، ابتسم لـ تواري ، التي كانت تتجسس عليه طوال ذلك الوقت.
تم تأجير هذا المنزل ، لذلك لم يكن به الكثير من الأثاث على الرغم من الغرف الكثير ، ومع ذلك ، كانت هذه الغرفة مليئة بالأثاث الأنيق ، وهو ما يكفي لإبهار أي ضيف يأتي للزيارة ، ومع ذلك ، فإن أي شخص يعرف أي شيء سيدرك أنه لم يكن أي من الأثاث هنا تحفًا مهيبًا ، وأن الغرفة بأكملها كانت كلها أنيقة ولا تحتوي على أي مضمون.
"سيدتي ، لقد عدت."
"...شكرا لعملك سيباس."
كانت سوليشون ، سيدة هذا القصر المزيف ، وعلى وجهها نظرة متعجرفة وهي مستلقية على الأريكة في وسط الغرفة ، ومع ذلك ، كان هذا مجرد تمثيل ، كان ذلك لأن تواري كانت أيضًا في المنزل ، لذلك كان عليها أن ترتدي قناع وريثة متعجرفة.
غادرت عينا سوليشون سيباس وذهبت إلى الباب.
"...غادرت؟"
"يبدو كذلك"
نظر الاثنان إلى وجوه بعضهما البعض ، وتحدثت سوليشون بنبرة عادية.
"متى ستتخلص منها؟"
سألت سوليشون دائمًا نفس السؤال كلما التقيا ، وكان سيباس يعطيها دائمًا نفس الإجابة.
"عندما يحين الوقت."
في ظل الظروف العادية ، سيكون هذا هو نهاية الموضوع ، و سوف تتنهد سوليشون عمدًا ، ثم تنسى الأمر ، ومع ذلك ، لا يبدو أن سوليشون تميل إلى التخلي عن الأمر اليوم ، واستمرت في السؤال:
"...هل يمكن أن تعطيني إشارة واضحة حول"الوقت"؟ لا أحد يستطيع أن يقول ما إذا كان إخفاء تلك البشرية سوف يسبب مشاكل أم لا ، ألا ينتهك ذلك أوامر آينز سما؟ "
"لم تحدث أي مشاكل حتى الآن... الخوف من البشر والمشاكل التي قد يُحدثونها ليس الموقف الذي يجب أن يتخذه خادم آينز سما".
ساد الصمت القاتل بينهما ، وزفر سيباس بهدوء.
كان الوضع سيئا للغاية.
لم تكن لسوليشون أي تعبير على وجهها ، لكن سيباس كان بإمكانها أن يعرف أنها كانت تغلي عليه بالغضب ، قد يكون هذا المنزل عبارة عن مقر مؤقت فقط ، لكن سوليشون اعتبرته فرعًا من نازاريك ، وحقيقة أن بشرية كانت تعيش هنا دون إذن جعلها غير سعيدة.
لم تتخذ سوليشون أي خطوة لإلحاق الضرر بـ تواري حتى الآن بسبب تقييدها بالقوة من قبل سيباس ، ومع ذلك ، إذا بقيت الأمور على ما هي عليه ، فقد لا يدوم ذلك طويلاً.
كان سيباس مدركًا تمامًا أن الوقت ينفد.
"...سيباس سما ، بمجرد أن تُعرض تلك البشرية الأوامر التي أصدرها آينز سما للخطر - "
"- سأتعامل معها في ذلك لحين."
أنهى سيباس الجملة بنفسه دون إعطاء فرصة لسوليشون لمواصلة الحديث ، نظرت إليه بلا عاطفة ، ثم أومأت برأسها لتدل على فهمها.
"إذاً لن أقول أكثر من ذلك ، سيباس سما ، من فضلك لا تنس الكلمات التي قلتها للتو ".
"بالطبع لا ، سوليشون."
"…ومع ذلك."
أخفت النبرة الهادئة لسوليشون المشاعر القوية لدرجة أنها جعلت سيباس يتوقف في مكانه.
"... و مع ذلك ، سيباس سما ، ألا يجب أن نبلغ عن تلك (تواري) لآينز سما؟ "
صمت سيباس ، بعد ثوانٍ أجاب:
"أعتقد أن الأمور ستسير على ما يرام ، أنا غير مرتاح بشأن تضييع وقت آينز سما على مجرد بشرية تافه ".
"...تتواصل معك إنتوما والآخرين بانتظام بواسطة تعاويذ「الرسالة」 كل يوم ، لماذا لا تطرحه عليهم مسألة تلك البشرية؟... أم أن هناك شيئًا ترغب في إخفاءه؟ "
"كيف يمكن ذلك؟ ليس لدي مثل هذه الأفكار ، لن أفكر أبدًا بـ - "
"هذا يعني... أن كل ما فعلته ليس لتحقيق مكاسب شخصية... هل أنا على محقة؟"
توتر الهواء بينهما.
كان سيباس يعلم أن سوليشون كانت إختارت هذا الموضوع عمدًا ، وكان يدرك تمامًا أنه في خطر.
كل سكان نازاريك يدينون بالولاء المطلق لآينز أوول غون ، لكل الكائنات السامية ، كان من المؤكد أن الجميع لديهم ولاء مطلق ، وخاصة الحراس ، حتى مساعد رئيس الخدم إكلير*( البطريق ) ، الذي خطط لأخذ نازاريك لنفسه ، شعر بالولاء والاحترام الصادق للكائنات 41 السامية .
بطبيعة الحال ، كان سيباس واحدًا منهم.
ومع ذلك ، فقد يعتقد أنه من الخطأ التخلي عن كائن يرثى له لمجرد خوفه من الخطر ، ومع ذلك ، فقد فهم أيضًا أن معظم الموجودين في نازاريك لن يوافقوا على هذا الفعل.
لا ، كان يعتقد فقط أنه يفهم الأمر ، كان موقف "سوليشون" قبل بضع ثوانٍ قد أخبره بوضوح بمدى سذاجته.
كانت سوليشون جادة ، ربما قد تنقلب على سيباس - الذي كان أحد كبار المديرين في نازاريك وأحد أقوى المقاتلين في نازاريك - اعتمادًا على إجابته ، لم يكن يتوقع أن تتمادى سوليشون إلى هذا الحد من أجل التخلص من المشكلة.
ابتسم سيباس.
عندما رأت تلك الابتسامة ، امتلأت عيون سوليشون بالدهشة.
"…بالطبع ، سبب عدم إبلاغ آينز سما بهذا الأمر لم يكن لأجل مكسب شخصي ".
"هل هناك أي شيء تثبت به هذا؟"
"أنا أقدر مهارات الطبخ لتلك الفتاة."
"تقصد... طبخها؟"
كان الأمر كما لو كانت هناك علامة استفهام على رأس سوليشون.
"نعم ، بالإضافة إلى ذلك ، أليس من المريب أن يعيش شخصان فقط في مثل هذا المنزل الكبير؟ "
"…ربما."
لم يكن لسوليشون خيار سوى الموافقة على هذه النقطة ، سيجد أي شخص أنه من الغريب أن مثل هذا المنزل الكبير كان بالكاد ممتلئا ، مقابل كل الأموال التي أنفقت عليه.
"أعتقد أننا بحاجة إلى عدد قليل من الناس ، علاوة على ذلك ، ألن يكون سيئًا إذا لم نتمكن من تقديم طبق واحد من الطعام إذا وصل أي ضيوف؟ "
"...بعبارة أخرى ، أنت تستخدم تلك البشرية كتمويه؟"
"أجل بالفعل."
"ولكن لماذا كان عليك استخدام هذه البشرية بالذات..."
"أنا مهتم بـ تواري ، حتى لو كانت لديها شكوكها تجاهنا ، فأنا أعتقد أنها لن تنشرها على الملأ أبدًا (تشي بهم) "
فكرت سوليشون لفترة وجيزة في الأمر ثم أومأت برأسها.
"أجل بالفعل"
"هكذا هو الأمر ، هذا مجرد خداع ، لذلك ليست هناك حاجة لطلب إذن آينز سما للقيام بذلك ، لكل ما نعرفه ، قد يوبخنا ويقول ، فكروا في هذه الأمور الصغيرة بأنفسكم ".
هكذا شرح سيباس بهدوء الأمر لسوليشون الصامتة.
"هل يمكنكِ قبول ذلك؟"
"…مفهوم."
"إذن ، سنستمر على هذا النحو من -"
توقف سيباس في منتصف حديثه ، لأنه سمع شيئًا مثل جسمين صلبين يتصادمان.
كان صوتا خافتًا جدًا ، ربما لن يسمعه أحد غير سيباس.
تكرر هذا الضجيج المضطرب مرة أخرى ، وكان على يقين من أنه تم إجراؤه عمداً.
فتح سيباس باب الغرفة ودخل الممر ، مركّزًا حواسه.
تجمد عندما أدرك أن الصوت قادم من مطرقة الباب الرئيسي ، لم يطرق أحد على هذا الباب أبدًا منذ قدومهم إلى العاصمة الملكية ، لقد أجروا أعمالهم شخصيًا ولم يطلبوا من أي شخص الحضور إلى المنزل ، كان ذلك بسبب قلقهم من أن يتساءل الآخرون عن سبب إقامة شخصين فقط في هذا المنزل الكبير.
والآن ، جاء شخص ما لزيارة هذا المنزل ، بالتأكيد يجب أن يكون هناك نوع من المشاكل قد قدم لهم.
سيباس أمر سوليشون بالبقاء في الغرفة وسار إلى الباب الرئيسي ، حيث رفع غطاء فتحة الباب.
كان يرى رجلاً ممتلئ الجسم بالخارج ، وجنود المملكة يقفون خلفه على كلا الجانبين.
كان الرجل ممتلئ الجسم يرتدي ملابس أنيقة ، وكان يرتدي ملابس مصممة بشكل جيدًا ، كان يحمل شارة ثقيلة على صدره تعكس ضوءًا نحاسيًا ، كان وجهه الأحمر المتعرق مليئًا بالدهون وله لمعان زيتي ، ربما بسبب أكله الكثير من الوجبات الغنية.
وفي الجزء الخلفي من المجموعة كان هناك رجل غريب المظهر.
بدت بشرته شاحبة وكأنها لم تتعرض أبدًا للشمس ، كانت عيونه حادة ووجهه الخشن يشبه حيواناً مفترساً ، كانت ملابسه الداكنة فضفاضة ، لابد أن لديه أسلحة تحت تلك الملابس الفضفاضه.
كان يشع برائحة الدم والخبث ، التي وخزت حاسة سيباس السادسة.
لم يكن لدى سيباس فكرة عمن هم هؤلاء الرعاع من غير الأسوياء أو ماذا يريدون.
"...هل لي أن أعرف من هناك؟"
"أنا المفتش ستافان هيفيش"
أعلن الرجل السمين على رأس المجموعة عن إسمه ، كان صوته صاخبًا وغير مناسب إلى حد ما.
كان المفتشون موظفين عموميين يحافظون على النظام في العاصمة الملكية ، يمكن للمرء أن يقول إنهم كانوا قادة الحراس الذين قاموا بدوريات في العاصمة ، وكان لديهم سلطة كبيرة ، لم يكن لدى سيباس أي فكرة عن سبب قدوم هذا الرجل الذي يُدعى ستافان ، وهذا ما أقلقه.
تجاهل ستافان رد فعل سيباس وتابع:
"أنا متأكد من أنك تعلم أن قوانين المملكة تحظر التجارة بالعبيد... هذا القانون اقترحته الأميرة رانار نفسها ودخل حيز التنفيذ بعد مراجعته ، التقرير الذي وصلني يشير إلى أن سكان هذا المسكن خالفوا هذا القانون ، وبالتالي ، أود التحقيق في الأمر ".
في النهاية ، قال ستافان: "هل لي بالدخول ، من فضلك؟"
تردد سيباس وأصيب بعرق بارد.
لقد فكر في العديد من الأعذار لمنعه من الدخول ، لكن طرده بعيداً قد يؤدي إلى مشاكل أكبر في المستقبل.
لم يكن هناك ما يضمن أن ستافان هو في الواقع مثل ما قال ، كان على جميع الموظفين العموميين في المملكة ارتداء شارات مثلما فعل ستافان ، لكن لم يكن هناك ما يدل على أنه موظف حكومي شرعي ، فربما يكون مزيفًا ، على الرغم من أن العقوبة على القيام بذلك كانت شديدة جدًا.
ومع ذلك ، ما الضرر الذي قد يلحقه عند السماح للعديد من البشر بالدخول إلى المنزل؟ إذا كانوا يعتزمون اللجوء إلى العنف ، يمكن لسيباس التعامل معهم بسهولة ، في الواقع ، فإن كونهم محتالين لن يناسب سوى أغراض سيباس.
لم يكن هناك ما يدل على رأي ستافان بشأن صمت سيباس ، ومرة أخرى ، سأل:
"إذا جاز لي ، هل يمكنني أن أجتمع مع سيد المنزل؟ في حين أنه ما اليد حيلة إن لم يكن سيد المنزل موجود ، إلا أننا هنا من أجل إجراء تحقيق ، سوف تسوء الأمور إذا عدنا خالي الوفاض ".
ابتسم ستافان ، لم يكن هناك أي علامة على التواضع في تلك الابتسامة ، لقد أخفى نبرة التخويف من خلال إساءة استخدام السلطة.
"قبل ذلك ، أود أن أسأل ، من هذا الرجل الذي يقف خلفك؟"
"همم؟ اسمه ساكيلونت ، إنه يمثل المؤسسة التي أبلغتني بهذا الحادث ".
"أنا ساكيلونت ، ممتن لمقابلتك."
بعد رؤية ابتسامة ساكيلونت الباردة ، شعر سيباس بإحساس الهزيمة يتسلل إليه.
كانت ابتسامته الباردة مثل ابتسامة صياد قاسي يسخر من فريسته وهي تدخل في فخه ، من المؤكد أنه قد اتخذ جميع الترتيبات المناسبة مع جميع الأطراف مسبقاً قبل التبختر أمامه ، في هذه الحالة ، من المحتمل جدًا أن ستافان مسؤول حقيقي ، سيكونون بالتأكيد مستعدين لأي رفض من جانبه ، وإذا كان هكذا ، يجب عليه أن يرى ما يخبئه له.
"…مفهوم ، سأبلغ سيدتي على الفور ، يرجى الانتظار هنا لبعض الوقت ".
"حسنًا ، سننتظر ، سننتظر."
"ومع ذلك ، يرجى أن تكون سريعًا حيال ذلك ، ليس لدينا كل يوم ".
سخر منه ساكيلونت ، بينما هز ستافان كتفيه.
”مفهوم ، إذن ، يرجى المعذرة ".
خفض سيباس غطاء ثقب الباب واستدار نحو غرفة سوليشون ، قبل ذلك ، كان عليه أن يخبر تواري بالاختباء داخل المنزل –
♦ ♦ ♦
جعل الجنود ينتظرون في الخارج ، بينما أحضر ستافان وساكيلونت إلى الداخل ، لقد صُدم كلاهما بشكل واضح عندما رأوا سوليشون.
قالت وجوههم إنهم لم يتوقعوا رؤية مثل هذه المرأة الجميلة ، تغير تعبير ستافان ببطء ، وعيناه تجولان بين وجهها وصدرها الواسع ، كانت هناك نظرة قاتمة من الشهوة في عينيه ، في المقابل ، شد ساكيلونت وجهه تدريجيًا ، غير راغب في الاسترخاء.
كان من الواضح أي منهما كان أكثر جدارة بالحذر ، دعاهم سيباس إلى الجلوس على الأريكة المقابلة لسوليشون.
تبادلت سوليشون ، التي كانت جالسة بالفعل ، الأسماء مع ستافان و ساكيلونت ، اللذين جلسا للتو.
"إذن ، ما الأمر؟"
جلب سؤال سوليشون سعالًا مبالغًا فيه من ستافان ، فقال:
"تم إخطارنا من قبل مؤسسة معينة أن شخصًا ما أخذ إحدى العاملات ، في نفس الوقت ، سمعت أن الشخص المسؤول دفع مبلغًا كبيرًا من الأموال القذرة لعامل آخر ، بلدنا يحظر تجارة العبيد... ألا يبدو هذا مخالفة للقانون بالنسبة لك؟ "
نما صوت ستافان بشكل مُطرِد وأكثر حماسة وقسوة ، لكن استجابة سوليشون كانت غير مبالية تمامًا:
"أوه حقا؟"
كادت نبرتها أن تجعل الاثنين يلفان أعينهما ، من الواضح أنهم كانوا يحاولون ترهيبها ، لكنهم لم يتوقعوا ردًا كهذا منها.
"سيباس يتعامل مع كل الأمور المزعجة ، سيباس ، سأترك الباقي لك ".
"ألا بأس بذلك؟ إذا ساءت الأمور ، فقد تصبحين مجرمة ".
"أوووووه ، أنا خـــــــائفــــــة جـــــــدا ، أبلغني عندما أكون على وشك أن أصبح مجرمة ، سيباس ".
ابتسمت سوليشون لهم على نطاق واسع وهي تنهض.
"استمتعوا جميعًا."
لا أحد إستطاع منعها عندما غادرت ، في تلك اللحظة ، أدركوا بالضبط مدى قوة ابتسامة المرأة الجميلة.
قبل أن يتم إغلاق باب الغرفة ، كان بإمكانهم سماع صيحات المفاجأة حيث فوجئ الجنود بالخارج بمظهر سوليشون الجميل.
"-إذن سأستمع لكما بالنيابة عن سيدتي."
جلس سيباس أمامهم بابتسامة ، تراجع ستافان عندما رأى ابتسامته ، ولكن قرر ساكيلونت التحدث نيابة عنه للمساعدة في الاحتفاظ بالسيطرة على الموقف.
"حسنا ، سأخبرك ، سيباس سان ، كما أخبرك ستافان سان عند الباب ، لقد فقدنا أحد الأشخاص من… مؤسستنا ، استجوبنا رجلاً فقال إنه سلمها مقابل نقود ، وفكرت ، ألم تكن تجارة العبيد ممنوعة في المملكة؟ لم أكن أرغب في تصديق أن أحد موظفينا يمكنه فعل شيء كهذا ، لكن لم يكن لدي خيار سوى الإبلاغ عنه ".
"بالفعل ، لا يمكننا التغاضي عن تجارة العبيد القذرة! "
ضرب ستافان الطاولة.
"لهذا السبب ، أبلغنا السيد ساكيلونت هنا عن هذه القضية حتى مع وجود خطر تلطيخ سمعة مؤسسته! يا له من مواطن نموذجي! "
أومأ ساكيلونت بشكر بينما كان ستافان يثرثر بترهاته.
"شكرًا لك يا هيفيش سما."
أي نوع من المهازل هذه ، فكر سيباس لذلك ، وفي غضون ذلك ، بدأ عقله يعمل ، كان من الواضح أن الاثنين كانا متعاونين ، و إذا كان الأمر هكذا ، كان الأمر شبه مؤكد أنهم جهزوا كل شيء قبل حضورهم الى هنا ، وإذا كان الأمر هكذا ، فإن هزيمته كانت مؤكدة ، ومع ذلك ، كان عليه أن يقلل خسائره ، ولكن كيف؟
إذن ، ما هي شروط انتصار سيباس؟
كخادم شخصي لنازاريك ، كان شرط فوز سيباس هو القضاء على المشكلة وعدم ترك الأشياء تتراكم ، لم تكن حماية تواري بالتأكيد جزءًا من ذلك.
لكن-
"أعتقد أن الرجل الذي يدعي أنه أخذ المال شهد زورًا ، أين هو الآن؟"
"تم القبض عليه للاشتباه به في تجارة العبيد وهو رهن الاحتجاز حاليا ، بعد استجوابه ، تمكنا من معرفـ - "
"- هوية الشخص الذي اشترى موظفتنا ، وهذا أنت ، سيباس سان."
ربما كان الرجل قد باح بكل شيء عندما تم القبض عليه ، على الأرجح أنه تم الضغط عليه أثناء الاستجواب لكي يحصلوا على معلومات مفيدة لهم.
تساءل سيباس عما إذا كان ينبغي أن يتصرف بغباء و يدعي أنه لا يعرف شيئا ، أو يكذب ، أو يقدم إنكارًا صارماً ومستقيماً.
ماذا لو قال إنها ليست في المنزل؟ ماذا لو قال إنها ماتت؟
لقد فكر في عدد لا يحصى من الأعذار ، لكن لم يبدو أي منها وكأنه سيفي بالغرض ، وربما لن يستسلموا بسهولة ، سيكون من الأفضل له أن يسأل عما يريد أن يعرفه.
"ومع ذلك ، ما الذي قادكما لي؟ ما الدليل الذي لديكم؟"
كان هذا ما حير سيباس ، ولم يترك أي أثر لاسمه أو هويته ، لا ينبغي أن يكونوا قادرين على العثور على أي دليل يشير إليه ، ومع ذلك ، كان الاثنان هنا ، كيف وجدوه؟ كان دائمًا شديد الحذر أثناء تجوله وحذرًا من أن يتم إتباعه ، لم يكن يعتقد أن أي شخص في هذه المدينة يمكن أن يتبعه دون أن يرصده.
"لقد كانت اللفافة."
فجأة صاعقة ضربة دماغ سيباس.
-اللفافة التي اشتراها من نقابة السحرة.
كان شكل وطريقة صنع تلك اللفافة مميزة ، ولم تكن بالتأكيد قصاصة عادية من اللفافات ، أي شخص يمكنه التعرف على لفافة كهذه سيكون قادرًا على معرفة أنه تم شراؤها من نقابة السحرة ، و بعد السؤال في الجوار وجدوا بعض الأدلة ، و رجل في زي كبير الخدم و يحمل لفافة سيكون بارزاً جداً ولن يكون من الصعب التعرف عليه.
ومع ذلك ، فإن هذا وحده لن يثبت أن تواري كانت هناك ، يمكنه أيضًا الإصرار على وجود شخص آخر يشبهه.
ومع ذلك ، سيكون في مشكلة إذا قالوا إنهم سيفتشون المنزل ، في الواقع ، سيكتشفون أن ثلاثة أشخاص فقط يعيشون في هذا المنزل ، بما في ذلك تواري.
إذا وصل الأمر الى هذا الحد فكل ما يمكنه فعله هو قول الحقيقة ، قرر سيباس أن يترك مصيره للآلهة.
"...لقد أخذتها بالفعل ، هذه هي الحقيقة ، ومع ذلك ، أصيبت بجروح بالغة في ذلك الوقت ، واضطررت للقيام بذلك لأنني كنت أخشى أن تكون حياتها في خطر ".
"بعبارة أخرى ، أنت تعترف بشرائها."
"هل لي أن أتحدث إلى ذلك الرجل الذي قمتم بإستجوابه؟"
"لسوء الحظ ، لا يمكننا السماح بذلك ، ستكون الأمور سيئة إذا سُمح لكما بمطابقة قصصكما ".
"يمكنك-"
البقاء معنا في الغرفة والإستماع إلينا ، أراد سيباس أن يقول ذلك ، لكنه أغلق فمه.
لقد خططوا لكل شيء ، حتى لو تحدث مع ذلك الرجل ، فليس من المحتمل أن يكون الوضع لصالحه ، كان الاستمرار في هذا النهج مجرد مضيعة للوقت.
" قبل أن ننتقل الى موضوعنا ، ألا تعتقدون أن السماح لها بالتعرض لمثل هذه الإصابات الخطيرة أثناء العمل يمثل مشكلة أكبر في نظر الأمة؟ ألا توجد قوانين ضد ذلك أيضًا؟ "
"الظروف في مؤسستنا قاسية جدا ، الإصابة أمر لا مفر منه ، ضع في اعتبارك أن العمل في المناجم وما إلى ذلك يشمل أيضا خطر المخاطر المهنية ، انه نفس الشيء."
"...أشك في أنهما نفس الشيء."
"ها ها ها ها ، نحن في صناعة الخدمات ، نلتقي بجميع أنواع العملاء هناك ، نحن نولي اهتمامًا كبيرا ، حسنًا ، فهمت وجهة نظرك ، سنكون أكثر حذرا في المرة القادمة... نعم ، أكثر حذراً قليلاً ".
"…قليلا فقط؟"
"أه نعم ، إن القلق بشأن التفاصيل يكلف مالًا ، و يسبب مشاكل أيضًا ".
سخر ساكيلونت من سؤال سيباس.
في المقابل ، ابتسم سيباس.
"- حسنًا ، هذا يكفي."
تنهد ستافان ، كان موقفه أحد المواقف التي يستخدمها المرء عند التعامل مع الحمقى.
"واجبي هو التحقق ما إذا كانت تجارة العبيد مستمرة ، رفاهية الموظفين هي مسألة أخرى تماماً ، كل ما يمكنني قوله هو أنه لا علاقة لها بقضيتنا".
"...إذن ، هل يمكنك أن تخبرني من هم الأشخاص الذين يتخصصون في مثل هذه المشكلات؟"
"...همم ، أود إخبارك ، لكن هناك بعض الصعوبات في القيام بذلك ، وللأسف ، حشر أنفك في أعمال الآخرين لن يؤدي إلا الى استيائك".
"...إذن ، يرجى الانتظار حتى أجد الأشخاص المعنيين أولاً."
ابتسم ستافان بابتسامة شريرة ، وكأنه يقول ، "كنت أنتظر منكَ أن تقول ذلك."
إمتلك ساكيلونت نفس النظرة على وجهه.
"... آه ، أود أن أنتظر ذلك ، لكن المؤسسة قد رفعت دعوى بالفعل ، لذلك يجب أن ألقي القبض عليك وأبدأ التحقيقات ، إنه الأمر خارج عن يدي ".
بعبارة أخرى ، لقد نفد الوقت.
"بالنظر إلى الموقف والأدلة الظرفية ، من الواضح أنك مذنب ، لكن المدعي قال إنه على استعداد للتساهل معك ، ستكون هناك حاجة إلى تعويض لتسهيل الأمور ، بالطبع ، سيتطلب إتلاف الوثائق المتعلقة بجريمة تجارة العبيد أيضًا القليل من المال ".
"ماذا تقصد بالضبط بـ "تسهيل الأمور؟"
"حسنآ ، نود منك إعادة موظفتنا ، والتعويض عن خسارة الدخل الذي تكبدناه أثناء احتفاظك بها ".
"قهمت ، وكم المبلغ؟ "
"بالعملات الذهبية... حسنًا ، آه ، سأقدم لك خصمًا ، 100 قطعة ذهبية ، سيكلفك التعويض 300 قطعة ذهبية أخرى ، لذا يبدو إجمالي 400 قطعة نقدية عادلة ، ألا تعتقد ذلك؟ "
"...هذا مبلغ كبير ، كيف وصلت إلى هذا الرقم؟ كم كانت تكسب لكم في اليوم وكيف يتم حسابه بالضبط؟ "
قاطعه ستافان قائلاً: "إنتظر قليلاً ، هذا ليس كل شيء ، ساكيلونت سان."
"آه ، لقد نسيت تقريبًا ، نظرًا لأنني قدمت بلاغًا بالفعل ، فسوف يتعين عليك الدفع لإتلاف ذلك البلاغ أيضًا ، حتى لو قمت بتسوية الأمر معنا تحت الطاولة ".
"هذا صحيح ، كيف يمكن أن أنسى؟ "
ابتسم ستافان بشكل شرير مرة أخرى.
"…بعد؟"
"همم؟"
"لا ، لا شيء" ، قال سيباس ذلك بهدوء وهو يبتسم.
"اممم ، المعذرة ، هيفيش سما" ، انحنى ساكيلونت لستافان.
"إتلاف الوثائق يكلف ثلث مبلغ التعويض ، حيث ستدفع 100 قطعة ذهبية إضافية ، وبهذا يكون المجموع 500 قطعة ذهبية ".
"هل المال الذي دفعته عندما أحضرتها إلى هنا مشمول؟"
"كيف يمكن لذلك ان يحدث؟ اسمع يا سيد ، عندما تتوصل إلى اتفاق مع الطرف الآخر ، فهذا يعني أنك لم تشتري عبداً أبدًا ، بمعنى آخر ، سيتم شطب النقود التي أنفقتها على شراء العبد ، فقط تخيل أنك فقدت المال في مكان ما ".
(يقصد المال يلي عطا للرجال وقله اهرب ، هم لما قبضوا عليه فأكيد انهم أخذوا المال منه وهو لحين سألهم وقلهم نقودي يلي مع الرجال راح تتحسب على إنها نقودي وتخفضولي من قيمة 500 قطعة ذهبية)
لاعتقادهم أنهم يتوقعون بالفعل أن سيباس قد "فقد" 100 قطعة نقدية ذهبية ، من المؤكد أن معظم تلك النقود أصبحت في جيوبهم.
"...ومع ذلك ، فإن إصاباتها لم تتعافى تمامًا ، إذا أخذتموها الآن ، فقد تُفتح جروحها مرة أخرى ، وإذا لم تتلق العلاج المناسب ، فقد تفقد حياتها ، أعتقد أنه سيكون من الأفضل لها البقاء معي والحصول على الرعاية هنا ، ما رأيكم؟"
توهجت عيون ساكيلونت بطريقة غريبة.
عندما لاحظ هذا ، أدرك سيباس عمق خطأه ، لقد سمح لهم بإدراك مقدار قيمة تواري بالنسبة له.
"فهمت ، فهمت ، معك حق ، إذا حدث وماتت ، سنحتاج منك أن تدفع ثمن المال الذي كان سيتم إنفاقه عليها ، إذاً ما رأيك في إقراضنا سيدة المنزل بينما موظفتنا تتعافى لديك؟ "
"أوه! هذا منطقي ، أنت تحتاج شيئا لتسد به ذلك النقص! "
كانت هناك شهوة واضحة في ابتسامة ستافان ، بالتأكيد هو يتخيل تجريد سوليشون من ملابسها.
تلاشت الابتسامة عن وجه سيباس ، وأصبح بلا تعبير.
ربما لم يكن ساكيلونت جاداً ، لكنه سيستمر في الهجوم إذا أظهر أي ضعف ، بفضل فضحه عن ارتباطه بـ تواري ، لا تزال هناك احتمالية بأن الوضع قد يتدهور أكثر.
"...ألا تخشى أن تُوقِعَكَ شهوتك في المشاكل؟"
"كيف تجرؤ على التحدث معي هكذا؟!"
كان وجه ستافان أحمر فاتح وهو يصرخ.
كان صوته مثل صوت الخنزير وهو يُذبح ، فكر سيباس في ذلك وهو يُحدق في ستافان دون قول أي كلمة.
"ماذا تقصد بالشهوة؟ كل هذا لدعم القانون الذي أَقَرَته الإرادة المجيدة للأميرة رانار! كيف تجرؤ على تسميت ذلك بالشهوة! اظهر بعض الاحترام!"
"نعم ، نعم ، لا تنفعل ، هيفيش سما."
بمجرد أن تدخل ساكيلونت ، هدأ ستافان على الفور ، كان غضبه قد تلاشى في وقت مبكر جدًا ، في إشارة إلى أن هذا كان مجرد تكتيك تخويف وليس غضبًا حقيقيًا.
يا له من تمثيل رهيب ، تمتم سيباس في داخله.
"لكن ساكيلونت سان..."
" هيفيش سما ، قلنا كل ما جئنا إلى هنا لنقوله ، كنت أفكر في العودة غدا لأرى ما قرره ، هل هذا مناسب لك ، سيباس سان؟ "
"حسنا"
بذلك ، أحضر سيباس الجميع إلى الباب الرئيسي ، وعندما كانوا على وشك الخروج ، ابتسم ساكيلونت الذي كان في أخر المجموعة لسيباس وترك له هذه الكلمات.
"ومع ذلك ، يجب أن أشكر تلك العاهرة ، للإعتقاد أن قطعة القمامة تلك يمكن أن تتحول في الواقع إلى أوزة تبيض ذهباً"
وبذلك أغلق الباب.
نظر إليهم سيباس ، كما لو كان الباب شفافًا ، لم يكن هناك تعبير معين على وجه سيباس ، بدا هادئاً كالعادة ، ومع ذلك ، كان هناك شعور واضح في عينيه.
كان ذلك الشعور هو الغضب.
- لا ، كلمة "غضب" كانت لطيفة جدًا لدرجة أنها لا تصف شعوره.
" حانِق" و " ساخط" ، هذه الكلمات ستكون أكثر ملاءمة.
كانت كلمات ساكيلونت الأخيرة صادقة ، فقد قالها لأنه كان متأكدًا من أنها كانت نهاية سيباس وليس لديه مكان يلجأ إليه - وأن فوزه كان مضمونًا.
" سوليشون ، يمكنك الخروج الآن "
خرجت سوليشون من الظل استجابةً لصوت سيباس ، لقد اندمجت في الظل بقدرات من الفصل الوظيفي "المغتالة" الذي لديها.
"هل سمعتِ كل ذلك؟"
سألها سيباس فقط كإجراء شكلي ، وبطبيعة الحال ، أومأت سوليشون وقالت ، "بالطبع".
"ماذا تنوي أن تفعل الآن ، سيباس سما؟"
لم يستطع سيباس الإجابة على هذا السؤال على الفور ، وعندما رأت ذلك ، حدقت في وجهه ببرود.
"...ماذا عن تسليم تلك البشرية إليهم؟"
"أشك أن هذا سيحل المشكلة."
"…هل هذا صحيح؟"
"إذاً كشفوا نقطة ضعفنا ، فهم سوف يسعون إلى الاستفادة منها وسوف يمتصونا حتى نجف ، هؤلاء الأشخاص هم من هذه العينة ، لا أعتقد أن تسليم تواري لهم سيحل المشكلة ، والأهم من ذلك ، فإن المشكلة الحقيقية تكمن في مقدار ما علموه عنا أثناء تحقيقهم بشأننا ، لقد دخلنا العاصمة الملكية كتجار ، ولكن إذا أجروا تحقيقات تفصيلية عنا ، فسوف يكشفوننا ويكتشفون تنكرنا "
"إذن ، ماذا تنوي أن تفعل؟"
"لا اعرف ، سأفكر في الأمر بينما أتمشى قليلا ".
فتح سيباس الباب وتوجه إلى الخارج.
♦ ♦ ♦
شاهدته سوليشون في صمت ، نظرت إلى ظهر سيباس وهو يتقلص بعيدًا.
كان كل هذا بلا معنى.
لا شيء من هذا كان ليحدث لو لم يلتقط تلك البشرية ، ومع ذلك ، فقد فات الأوان لذلك ، كان السؤال هو ماذا سيفعلون الأن.
بصفتها تابعة لسيباس ، لم يكن بإمكانها ببساطة تجاهل تعليماته ، لكنها شعرت أن ترك الأمور هكذا لن يؤدي إلا إلى نتيجة أسوأ.
إذا تمكنت أختنا الصغيرة من الخروج... إذا كان بإمكاني اتخاذ إجراء كواحدة من خادمات المعارك (بلياديس) ، فلن نواجه هذه المشكلة الآن.
كانت مترددة.
لم تكن أبدًا مترددة في حياتها.
في النهاية ، اتخذت قرارها ، رفعت يدها اليسرى وفتحتها.
خرج منها شيء كأنه يطفو على الماء ، كانت عبارة عن لفافة كانت مخزنة داخل جسدها ، تم إعطاؤها لها في الأصل للتواصل في حالات الطوارئ - على الرغم من أنه بفضل العمل الشاق لـ ديميورج ، كانت هناك الآن طريقة لتصنيع لفافات ذات تعاويذ منخفضة المستوى ، ومع ذلك ، لم تكن "سوليشون " على علم بهذا قبل أن تنطلق في مهمة جمع المعلومات ، ولذلك اعتقدت أن هذه اللفافة ستُستخدم فقط في موقف صعب - واعتقدت "سوليشون " أن هذه حالة طارئة.
فتحت اللفافة ونشّطت التعويذة المختومة بالداخل ، بمجرد استخدامه ، انهار اللفافة وسقطت على الأرض على شكل غبار ، ثم اختفى الغبار.
مع دخول التعويذة حيز التنفيذ ، تم توصيل سوليشون بالطرف الآخر ، و سألت:
"أهذا أنت آينز سما؟"
『سوليشون - همم؟ ماذا حدث؟ بما أنكِ تتصلين بي ، فهل هذا يعني أن هناك حالة طوارئ؟』
"نعم."
سوليشون توقفت عند هذه النقطة ، لقد توقفت بسبب ولائها لسيباس ولأنها فكرت في احتمال أنها قد تكون مخطئة ، ومع ذلك ، فإن ولائها لآينز تجاوز كل ذلك.
بالإضافة إلى ذلك ، كان ينبغي عليهم أن يأخذوا في الحسبان أكبر الفوائد للكائنات السامية في كل خطوة يقومون بها ، ومع ذلك ، فإن كل ما فعله سيباس حتى الآن يمكن أن يقال أنه انتهك هذا المبدأ.
لذلك قررت أن تترك القرار بيد سيدها وقالت:
『ربما يكون سيباس سما قد خاننا』
”ما!… آه؟ … لا ، كيف يمكن أن يكون… همم… لا تمزحي معي ، سوليشون ، أمنعك من اتهام الآخرين بغير دليل.. هل عندك دليل؟”
『نعم ، مع أنه لا يعتبر دليلًا تمامًا...』
♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦
نهاية الفصل الثالث
¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤
【ترجمة Mugi San 】
¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤
♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦