الفصل الرابع: إجتماع الرجال
♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦
♦ ♦ ♦
الجزء 1
الشهر التاسع ، شهر سبتمبر اليوم 3 الساعة 04:01
أصاب التعب المتراكم برين دفعة واحدة ، لذلك نام لمدة يوم كامل تقريبًا عند جاء الى منزل غازيف ، استيقظ ليأكل قليلاً ، ثم عاد إلى الفراش.
لم يكن يرغب في الاعتراف بذلك ، لكنه كان يستريح بهدوء في منزل غازيف لأنه شعر بالأمان فيه ، علم أن منافسه غازيف لن يستطيع تحمل ضربة واحدة من شالتير ، ومع ذلك فإن منزل خصمه السابق كان الآن أكثر الأماكن أمانًا في العالم بالنسبة له ، البقاء هنا خفف من توتره وجعله قادرًا على النوم بهدوء.
ضرب الضوء وجه برين من خلال فجوات نافذة التهوية.
أيقظ الضوء برين من نومه.
فتح عينيه ، لكن أشعة الضوء الثاقبة جعلته يُغمض عينيه مرة أخرى ، ومد يده لحجب ضوء الشمس.
استند برين على إحدى ذراعيه وجلس على حافة السرير ، نظر حول الغرفة مثل فأر خائف ، كانت الغرفة بسيطة وتحتوي على الحد الأدنى من الأثاث ، وكانت المعدات الخاصة ببرين مكدسة في زاوية الغرفة.
"هل هذه هي الغرفة التي يستخدمها كابتن محارب المملكة لإستقبال الضيوف؟"
عندما نظر برين حول الغرفة الفارغة ، ترك بضع كلمات لاذعة تخرج من فمه لأن قلة الناس جعلته يشعر بالراحة ، ثم قام بالتمدد ، وأصدرت مفاصله أصوات طقطقة بينما استرخى جسده المُتيبس وانتشر الدم في جسده مرة أخرى.
وتثاءب بشدة.
"...لابد وأنه يسمح للأشخاص بالمبيت هنا في الليل ، من المؤكد أنهم سيشعرون بخيبة أمل كبيرة ".
لم يكن السبب في أن العائلة الملكية والنبلاء عاشوا مثل هذه الحياة الفاخرة لمجرد أنهم استمتعوا بها ، بل كان أيضاً من اجل الغرور و لحماية صورتهم العامة.
وبالمثل ، عندما يرى الرجال أسلوب حياة قائدهم الفخمة ، فإن ذلك سيحفز رغبتهم في التَميز و صُنع اسم لأنفسهم ومنحهم الدافع.
"...لا ، لست في وضع يُسمح لي فيه بقول مثل هذه الأشياء ،" تمتم برين بذلك لنفسه ، ثم شخر ، كانت (الشخرة) مُوجهةً إليه وليس لغازيف.
من المؤكد أن السبب هو أنه تم سحبه من حافة الجنون ، المكان الذي كاد أن يُلقى فيه بسبب تلك الصدمات العقلية المزدوجة ، للإعتقاد أنه سيفكر بالفعل في مثل هذه الأمور التافهة.
عندما فكر برين في تلك الوحش القوية ، وجد أنه لا يستطيع إيقاف يده من الإرتعاش.
"كما اعتقدت…"
الرعب الذي أصاب قلبه لم يزُل بعد.
شالتير بلادفولن.
الكائنة ذات القوة المطلقة ، الشخص الذي حتى برين - الذي تخلى عن كل شيء آخر سعياً وراء مهارات السيف - لا يمكن أن يضاهيها ، كانت وحشًا بين الوحوش ، ومع ذلك كان مظهرها ذو جمال عالمي ، كانت شخصًا تتمتع بقوة حقيقية.
انتابه الخوف في قلبه لمجرد ذِكرها.
لقد عاش في رعب دائم من مطاردة تلك الوحش له ، وبمجرد وصوله إلى الطريق المؤدي إلى العاصمة الملكية ، لم يَنَم أو حتى يَستَرح ، بل هرب فقط للنجاة بحياته ، ظهر شبح شالتير أمامه عندما كان نائمًا ، وبدا أن الليل أخذ شكلها وهو يركض على طول الطرق ، بعد أن سحقه هذا القلق ، لم يتمكن حتى من الحصول على قسط جيد من الراحة في الليل ، كل ما إستطاع فعله هو الجري وكأنه لا يوجد شيء آخر في العالم بالنسبة له.
لقد اختار الفرار إلى العاصمة الملكية لأنه كان يعتقد أنه يمكنه أن يختبأ بين حشود الناس و سوف يُضيعها ، ومع ذلك ، لم يكن يتوقع الخسائر الفادحة التي لحقت به في رحلته الشاقة ، أو الافتقار إلى الحفاظ على الذات الذي نشأ نتيجة لذلك.
كان لقاء غازيف تطوراً غير متوقع ، ربما تخيل برين أن بإمكان غازيف القضاء على شالتير ، ولذا دفعته ساقيه دون وعي إلى البحث عن منافسه ، ومع ذلك ، لم يجد الإجابة.
"ماذا يجب ان افعل الان…"
لم يكن لديه شيء.
فتح يديه فكانتا فارغتين.
نظر إلى ثيابه في زاوية الغرفة.
لقد حصل على "كاتانا" من أجل الانتصار على غازيف ، ومع ذلك ، ماذا سيفعل بعد أن يهزم غازيف؟ لقد عرف الآن أن هناك كيانًا أقوى منه بعدة مرات ، إذا لم يستطع هزيمة الكيان المذكورة (شالتير) ، فما الفائدة من الانتصار على من تحتها؟ (غازيف)
"ربما ينبغي أن أذهب لأخذ المحراث بدلاً من ذلك... ربما يكون أكثر فائدة."(يرجع يعمل في المزرعة أو الحقول)
بعد ذلك ، شعر برين بوجود شخص ما في الخارج تمامًا عندما كان على وشك السخرية من نفسه.
"أنغلاوس ، هل أنت مستيقظ؟... من المفترض أن تكون مستيقظًا"
هذا الصوت يخص صاحب هذا المنزل.
"آه ، سترونوف ، أنا مستيقظ."
فُتح الباب ودخل غازيف الغرفة ، كان مجهزًا بالكامل في زي المعركة.
"لقد نِمت لفترة طويلة ، لقد صُدمت من مدى عمق نومك ".
"نعم ، شكرًا على السماح لي بذلك ،اسف بشأن ذلك."
"لا تقلق بشأن ذلك ، ومع ذلك ، يجب أن أتوجه إلى القصر الآن ، أخبرني عما حدث بعد عودتي ".
"...إنه أمر سيء جدًا ، قد ينتهي بك الأمر مثلي ".
"ومع ذلك ، لا بد لي من الاستماع ، أعتقد أنه يجب أن يكون أفضل إذا شربنا بينما تحدثنا لتخفيف الحالة المزاجية... عامل هذا المكان على أنه منزلك حتى أعود ، اطلب مساعدة الأسرة* (إثنين من الخدم يعملون في منزل غازيف) إذا كنت تريد أن تأكل أي شيء ، يجب أن يكونوا قادرين على طهي شيء ما من أجلك ، وإذا كنت تريد الخروج... فلديك المال ، أليس كذلك؟ "
"…لا ، لكن... إذا كنت بحاجة إلى أي شيء ، يمكنني بيع أغراضي السحرية ".
أظهر برين لغازيف الخواتم التي كان يرتديها.
"ألا بأس بالأمر حقًا؟ إنهم ليسوا بذلك الرُخص ، أليس كذلك؟ "
"لا بأس ، أنا لا أهتم ".
لقد اشترى هذه الأشياء لهزيمة غازيف ، الآن بعد أن علِم أنه لا جدوى من القيام بذلك ، ما فائدة إحتفاظه بهم على أي حال؟
"قد يكون من الصعب بيع العناصر باهظة الثمن في بعض الأحيان ، يحتاج المشتري إلى جمع الأموال ، خذ."
رمى له غازيف كيسًا صغيرًا ، أمسكه برين ، وسمع صوت خرخرة المعدن من الداخل.
"…أسف على هذا ، سأستعير هذا منك إذًا ".
♦ ♦ ♦
الشهر التاسع ، شهر سبتمبر اليوم 3 الساعة 10:31
تجول سيباس على مهل وهو يفكر في كيفية التعامل مع الأشخاص الخمسة الذين كانوا يتبعونه منذ أن غادر منزله ، كان يعتقد أن تحريك جسده من شأنه أن يحسن من مزاجه ويساعده على التفكير في فكرة جيدة.
سرعان ما رأى حشدًا من الناس يتكدسون على الطريق أمامه.
والصوت القادم منهم إما هو شتم أو ضحك ساخر مصحوب بصوت شيء يضرب شيئا آخر ، وصرخات على غرار "سيموت على هذه الحال" و "من الأفضل مناداة الحراس".
حجب الحشد رؤيته ، لكنه كان على يقين من حدوث نوع من العنف هناك.
فكر سيباس في أنه يجب عليه تغيير طريقه واتخاذ طريق آخر ، تردد للحظة ، ثم تابع طريقه مباشرة.
قاده طريقه إلى وسط الحشد.
"المعذرة"
إنزلق سيباس بين الحشود بهذه الكلمات ووصل إلى وسط المتفرجين.
مشهد رجل عجوز يتحرك برشاقة مثل الماء المُنساب صدمهم ، تفاجأ الأشخاص الذين شاهدوا سيباس يمر من أمامهم.
يبدو أن هناك شخصًا آخر يحاول الوصول إلى قلب الحشد بخلاف سيباس ، قال الشخص المذكور ، "المعذرة" ، لكنه لم يستطع التقدم عبر الحشود البشرية وكان عالقًا ، غير قادر على التقدم أو التراجع.
وصل سيباس إلى وسط المتفرجين دون صعوبة ، وهناك رأى ما يجري بأم عينيه.
كان العديد من الرجال الغير مهذبين يركلون ويدوسون على شيء ما.
تحرك سيباس بدون إصدار صوت ، ولم يتوقف إلا عندما كان أمام أولئك الرجال.
"ماذا تريد ، أيها العجوز؟!"
لاحظ أحد الرجال الخمسة أن سيباس يقترب منه وصرخ في وجهه.
"بدا هذا المكان صاخبًا بعض الشيء ، لذلك جئت لإلقاء نظرة."
"هل تريد أن تتعرض للضرب أيضًا؟!"
ركض الرجال لمحاصرة سيباس ، عندما تركوا مواقعهم الأصلية ، كشفوا عن الشيء الذي كانوا يركلونه طوال هذا الوقت ، بدا وكأنه ولد ، كان منهاراً على الأرض وكان ينزف من وجهه ، ولم يتضح ما إذا كان الدم يسيل من فمه أم أنفه.
يبدو أن الصبي قد فقد الوعي بعد أن تعرض لمعاملة وحشية لفترة طويلة ، لكنه لا يزال يبدو وكأنه يتنفس.
نظر سيباس إلى الرجال ، كانت رائحة الكحول تنبعث من أفواههم وأجسادهم ، كانت وجوههم حمراء ، ولكن ليس من مجهود بدني بل بسبب الإكثار من شرب الخمر.
هل فقدوا السيطرة على دوافعهم العنيفة لأنهم كانوا في حالة سُكر؟
كان لدى سيباس تعبير فارغ على وجهه عندما سأل:
"لا أعرف لماذا تفعلون هذا ، لكن ألا تعتقدون أن الوقت قد حان للتوقف؟"
"هااه؟! هذا الفاسق أوقع الطعام على قميصي! كيف يمكنني السماح له بأن يفلت بذلك؟ "
أشار الرجل إلى بقعة على قميصه ، لقد بدت وكأنها وصمة عار ، ومع ذلك ، كانت ملابس الرجال قذرة بالفعل ، وإذا كان الأمر كذلك ، فإن البقعة بالكاد كانت واضحة.
نظر سيباس إلى الشخص الذي بدا أنه زعيم هذه المجموعة المكونة من خمسة أشخاص ، قد يكون الإختلاف طفيفًا للغاية بحيث يتعذر على أي إنسان عادي اكتشافه ، لكن سيباس - الذي كان لديه الإدراك الحسي الشديد للمحارب - كان قادرًا على معرفته.
"ومع ذلك... الأمن في هذه المدينة سيء حقًا."
"آه؟!"
تحدث سيباس كما لو أنه أكد للتو شيئًا قد لاحظه من بعيد ، ظن الرجال أنه قلل من شأنهم وأطلقوا أصوات استياء.
"... إنقلعوا." (إنصرفوا ، إبتعدوا ، غادروأ)
"هاااا؟ ما الذي تقوله ، أيها العجوز؟ "
"سأقولها مرة أخرى ، إنقلعوا."
"أيها الوغد....!"
احمر الرجل الذي بدى كزعيم المجموعة باللون الأحمر وشد قبضته - ثم انهار على الأرض.
جاءت أصوات الصدمة في كل مكان من حولهم ، بما في ذلك الرجال الأربعة المتبقون.
ما فعله سيباس كان بسيطا جدًا ، لقد شكل ببساطة قبضة بيده وضرب ذقن الرجل ، وإن كان ذلك بالسرعة التي يصعب على البشر مجاراتها ، وقد تسبب ذلك في إصابة الرجل بارتجاج في المخ بسرعة عالية ، كان بإمكانه أيضًا أن يقذف الرجل في الهواء بسرعة ، لكن ذلك لم يكن ليخيف الآخرين ، وهكذا ، فقد قرر كبح ضربته قليلا.
"هل ما زلتم ترغبون في القتال؟" قال سيباس بهدوء.
هدوءه وقوته قطعا سُكر الرجال ، ولذا تراجعوا عدة خطوات واعتذروا.
أعتقد أنكم تعتذرون للشخص الخطأ ، فكر سيباس في ذلك لكنه لم يقل شيئًا.
أمسك الرجال بزميلهم الذي فقد وعيه وهربوا ، لم يُزعج سيباس نفسه بعناء النظر إليهم وبدلاً من ذلك سار نحو الصبي الذين كانوا يضربونه ، ومع ذلك ، توقف في منتصف الطريق.
ماذا يفعل؟
الآن ، يجب أن يتعامل مع المشكلة التي كانت تواجهها ، فقط الأحمق من سيذهب ويقع في المزيد من المشاكل في مثل هذا الوقت ، ألم ينتهي به الأمر في هذه الحالة المحفوفة بالمخاطر لأنه كان شديد التعاطف ويتصرف دون تفكير؟
على أي حال ، تم إنقاذ الصبي ، يجب أن يكون راضياً عن ذلك.
خطرت هذه الفكرة في ذهن سيباس ، لكن على الرغم من ذلك أكمل سَيرَه نحو الصبي ، لقد لمس ظهر الصبي الثابت وضخ القليل من " الكي " فيه ، من المحتمل أن يؤدي توجيه الكمية الكامل لـ " الكي " الخاص به إلى شفاء جميع إصابات الصبي على الفور ، لكن هذا سيكون ملفتًا للنظر للغاية.
وهكذا ، فعل سيباس الحد الأدنى الضروري ، ثم أشار إلى شخص صادف أنه قابل عينيه.
"...أرجوك خذ هذا الصبي إلى المعبد ، قد تكون ضلوعه مكسورة ، لذا يرجى توخي الحذر عند حمله على لوح النقل ، ولا تهزه كثيرًا ".
أومأ الرجل برأسه لسيباس ، ثم تقدم سيباس الى الأمام ، لم يكن بحاجة إلى الدفع ليستطيع المرور عبر الحشد ، لأنهم قد أخلوا الطريق أمامه عندما تقدم إلى الأمام.
واصل سيباس التقدم مرة أخرى ، لم يمض وقت طويل حتى شعر أن عدد الأشخاص الذين يلاحقونه قد ازداد.
ومع ذلك ، كانت هناك مشكلة واحدة ، وهي هوية الذين يلاحقونه.
الأشخاص الخمسة الذين تبعوه عندما خرج من المنزل كانوا على الأرجح رجال ساكيلونت ، في هذه الحالة ، ماذا عن الاثنين اللذين أصبحا يلاحقانه بعد أن أنقذ الولد؟
لقد بدوا كأنهم رجال بالغين على وقع خطواتهم و وتيرتهم ، لكن لم يكن لديه أي فكرة عن هويتهم.
"لا أستطيع التفكير في إجابة ، على أي حال... ربما يجب أن ألقي القبض عليهم أولاً ".
إنعطف سيباس ذاهبا الى شارع ذي إضاءة خافتة ، بقي الذين يلاحقونه وراءه.
"...ومع ذلك ، هل هم حقًا يحاولون إخفاء أنفسهم؟"
لم يُخفوا أصوات خطواتهم ، هل كانوا يفتقرون إلى القدرة على القيام بذلك ، أم أن هناك سبب آخر؟ قرر ألا يفكر كثيرًا في الأمر ، بعد كل شيء ، يمكنه التحقق من الحقيقة بعد القبض عليهم ، قرر سيباس أن يقوم بإتخاذ إجراء بمجرد أن شعر بعدم وجود أي شخص في الجوار (يقصد مواطنون عاديين).
عندها فقط ، جاء صوت ذكر أجش - لكنه شاب - من أحد الأشخاص الذين كانوا يلاحقونه.
"-المعذرة."
الجزء 2
الشهر التاسع ، شهر سبتمبر اليوم 3 الساعة 10:27
كان كلايمب يفكر في طريق عودته إلى القصر الملكي.
لقد فكر في المعركة التي خاضها مع غازيف في الصباح ، وأعاد القتال في ذهنه مرارًا وتكرارًا ويفكر في كيفية القتال بمهارة أكبر ، كان يفكر في التكتيكات التي سيحاولها إذا سنحت له فرصة أخرى.
و بينما كان كلايمب يفكر لاحظ مجموعة من الحشود يتجمعون ، جاءت صرخات غاضبة منهم ، وكان هناك حارسان يراقبان من بعيد غير متأكدان مما يجب القيام به.
جاءت أصوات جدال عالية من وسط الحشود ، ولم تكن تبدو مثل محادثة عادية.
أصبحت تعبيرات كلايمب بارده ، وإقترب من الحارسان.
"ماذا تفعلون؟"
قفز الحارس خائفًا ، نظرًا لأن شخصًا ما قد نادى عليه من الخلف ، واستدار لينظر إلى كلايمب.
كان الرجل يرتدي قميص سلسلة ويحمل رمحًا ، كان يرتدي معطفاً مزيناً بشعار المملكة أعلى قميص السلسلة ، كان هذا هو الزي الرسمي للحارس العادي في المملكة ، لكن كلايمب شعر بأن الشخصان اللذان أمامه غير مدربان جيدًا.
بادئ ذي بدء ، لم يكن أي منهما قد شحذ البنية الجسدية المناسبة ، كانوا أيضًا كثيفي الشعر و لم يتم تلميع قمصانهم ، كان هناك جو خافت من الأوساخ معلقًا حولهم وبدوا قذرين في المظهر العام.
"أنت…"
كان كلايمب أصغر منهم ، لذلك رد عليه الحارس بنبرة كانت مزيجًا من الحيرة والانزعاج.
"أنا خارج العمل في الوقت الحالي."
انتشر الارتباك على وجه الحارس عندما سمع صوت كلايمب القوي ، ربما كان ذلك بسبب إشعاع هالة التفوق على الرغم من كونه أصغر منهم.
يبدو أن الحراس استنتجوا أنهم لا يمكن أن يُخطئوا باتخاذ موقف خاضع ، وإستقاموا.
"يبدو أن هناك اضطراب مدني".
قاوم كلايمب الرغبة في توبيخهم بالقول إنه يعرف ذلك بالفعل ، على عكس حراس القصر ، تم اختيار الحراس الذين قاموا بدوريات في المدينة من السكان العاديين ولم يكونوا مدربين تدريباً جيداً ، في الحقيقة ، كانوا مجرد مدنيين يعرفون كيفية استخدام السلاح.
كلايمب أدار عينيه من الحراس المتوترين إلى الحشد ، سيكون من الأسرع تسوية الأمر شخصيًا بدلاً من إنتظارهم أن يقوموا بأي شيء.
في حين أن دس أنفه في أعمال الحراس قد يُعتبر تجاوزًا لسلطته ، ومع فإنه لن يكون قادرًا على مواجهة سيدته المحبوبة إذا كان ببساطة يقف مكتوف اليدين بينما يتعرض مواطن لسوء المعاملة.
"انتظروا هنا."
دون انتظار ردهم ، اتخذ كلايمب قراره و إندفع إلى الحشد ، ودفع جسده بقوة ، على الرغم من وجود فراغات بين كل الحشد ، إلا أنه لم يكن قادرًا على تجاوزها ، لا ، لن يكون من الطبيعي أن يتمكن أي شخص من القيام بذلك.
كاد أن يُدفع به للخارج ، لكنه كافح ليشق طريقه إلى الأمام ، كان هذا عندما سمع صوتًا من وسط الحشد.
"...إنقلعوا."
"هاااا؟ ما الذي تقوله ، أيها العجوز؟ "
"سأقولها مرة أخرى - إنقلعوا."
"أيها الوغد....!"
كان هذا سيئا.
هؤلاء الهمجيون لم يكتفوا بضرب الصبي ، الآن أرادوا أن يضربوا رجلاً عجوزًا أيضًا.
احمر وجه كلايمب وهو يشق طريقه بيأس إلى الأمام ، وعندما تجاوز الحشد ، رأى شخصا عجوزا أمامه ، كان محاطًا بمجموعة من الشباب ، كان عند أقدامهم صبي تعرض للضرب المبرح لدرجة أنه بدا وكأنه قطعة قماش ممزقة.
كان الرجل العجوز يرتدي ملابس أنيقة ، وأعطى إحساساً بأنه نبيل أو خادم لنبيل ، كان الرجال المحيطين به كانوا مفتولي العضلات وبدو في حالة سُكُر ، الجانب الشرير كان واضحاً.
قام أحد الرجال - الذي بدا أكثر قوة - بشد قبضته ، مقارنة به ، بدا الرجل العجوز أقل شأناً بكثير ، سواء كان ذلك في متانة أجسادهم ، أو انتفاخ عضلاتهم ، أو قسوتهم المتعطشة للدماء ، من المؤكد أن الرجل الثمل يمكنه بسهولة أن يقذف الرجل العجوز في الهواء بضربة واحدة ، أدرك الناس من حولهم ذلك ، وشهقوا في رعب من المأساة التي كانت على وشك أن تحل بالرجل العجوز.
وسط كل هذا ، فقط كلايمب أحس بشعور غريب.
أجل بالفعل ، بدا الرجل الذي شد قبضته أقوى ، ومع ذلك ، شعر كلايمب بهالة من القوة المطلقة قادمة من الرجل العجوز.
تجمد كلايمب للحظة وفقد فرصته في إيقاف جماح عنف الرجل ، رفع الرجل قبضته -
- ثم انهار على الأرض
هتف الناس حول كلايمب من الصدمة.
يبدو أن الرجل العجوز قد شكل قبضة بيده وضرب بها الرجل الآخر على ذقنه بسرعة لا تصدق ، حتى رؤية كلايمب الحادة بالكاد كانت قادرة على مواكبة سرعة تلك الضربة.
"هل ما زلتم ترغبون في القتال؟"
وجه الرجل العجوز هذا السؤال الهادئ والخطير إلى الرجال الباقين.
إن الجمع بين مظهره الخارجي الغامض ونبرته الهادئة كسرت سُكر الرجال ، لا - حتى الحشود كانوا خائفين من وجوده ، لقد فقد الرجال كل إرادة للقتال.
"إيه ، أم ، نحن ، نحن آسفون ".
قام الرجال بالتراجع واعتذروا ، ثم أمسكوا بزميلهم - الذي تم إسقاطه على الأرض بشكل مخزي - وهربوا ، لم يفكر كلايمب في اللحاق بهم ، لأن وضع الرجل العجوز المستقيم مع صدره المنتفخ قد سرق قلبه وتركه مجمداً في مكانه.
لقد بدا وكأنه نصل متقن الصنع ، كان مشهدًا يملأ أي محارب رآه بالوقارة ، لا عجب أنه لم يستطع التحرك.
ربت الرجل العجوز على ظهر الصبي الساقط ، كما لو كان يفحص جروحه ، ثم أمر أحد المارة بأخذ الصبي للعلاج في المعبد قبل أن يبتعد ، فتح الحشود طريقا للرجل العجوز لكي يسير عليه ، كانت عيون الجميع مثبتة على ظهره ، هكذا كانت جاذبية حضور الرجل العجوز.
سارع كلايمب إلى الصبي الذي سقط ثم أخرج الجرعة التي أعطاها له غازيف بعد التدريب.
"هل يمكنك أن تشرب هذا؟"
لم يكن هناك جواب ، لقد أغمي عليه تمامًا.
فتح كلايمب الزجاجة وسكب السائل على جسد الصبي ، اعتقد الكثير من الناس أن الجرع يجب أن يتم شربها ، لكن الحقيقة هي أنها ستنجح حتى عند رشها على الجسد ، كان السحر رائعًا حقًا.
بدا أن جلد الصبي يمتص السائل لأنه اختفى في جسده وعاد اللون إلى وجه الصبي.
أومأ كلايمب بارتياح.
عندما أدرك الحشد أن كلايمب قد استخدم للتو عنصرًا باهظًا مثل تلك الجرعة ، شعروا بالرهبة ، تمامًا كما كانوا من قبل مع مهارة الرجل العجوز الخارقة للطبيعة.
لم يندم كلايمب على استخدام الجرعة ، بعد أن أخذ ضرائب الناس ، كان من الطبيعي أنه - بصفته الشخص الذي عاش على الضرائب - يجب أن يحميهم ويحافظ على النظام العام ، لقد شعر أنه يجب أن يكون قادرًا على فعل الكثير ، حتى لو لم يكن قادرًا على الدفاع عن الناس.
يجب أن يكون الصبي على ما يرام الآن بعد أن أعطاه كلايمب الجرعة ، ولكن سيكون من الأفضل له أن يذهب إلى المعبد تحسباً فقط ، نظر إلى الحراس الواقفين ولاحظ أن الإثنان قد أصبح ثلاثة ، يبدو أن شخصاً ما وصل متأخراً.
كان الحشد يلقي بنظرات انتقادية على الحراس.
نادى كلايمب على الحارس الغير مرتاح:
"خذ هذا الصبي إلى المعبد."
"ماذا حدث له…؟"
"اعتدى عليه شخص ما ، لقد استخدمت بالفعل جرعة شفاء عليه ، لذا يجب أن يكون على ما يرام ، ولكن آمل أن تأخذه إلى المعبد لإجراء فحص ، من أجل السلامة ".
"نعم ، مفهوم! "
بعد تسليم الفتى للحراس ، أدرك كلايمب أنه لم يتبق له شيء هنا ، كجندي مكلف بالعمل في القصر ، سيكون من الأفضل عدم التدخل في شؤون الأماكن الأخرى.
"هل يمكنني أن أزعجك لاستجواب أي شهود عيان حول تفاصيل ما حدث هنا؟"
"مفهوم."
"إذن سأترك الباقي لكم."
ولاحظ كلايمب أن الحراس قد اكتسبوا بعض الثقة وتحركوا بسرعة أكبر عند تلقي الأوامر ، ركض إلى الأمام دون كلمة أخرى.
"إلى أين أنت ذاهب..." نادى عليه أحد الحراس ، لكن كلايمب تجاهله.
لم يُبطئ من سرعته إلا عندما وصل إلى الزاوية التي إنعطف إليها الرجل العجوز.
بعد ذلك ، بدأ في تتبع الرجل العجوز.
سرعان ما رأى الرجل العجوز يمشي على طول الشارع.
أراد أن ينادي عليه ، لكنه لم يجرؤ على القيام بذلك ، كان ذلك لأنه شعر بوجود جدار غير مرئي بينهما ، إحساس بالقوة الهائلة التي بدت أنها تسحقه.
أخذ الرجل العجوز منعطفا وتوجه إلى منطقة أكثر ظلمة ، تبعه كلايمب ، كان يسير خلف الرجل العجوز ، لكنه لم يجرؤ على التحدث إليه ومخاطبته.
ألا يعد هذا تعقباً؟
بدأ كلايمب يشعر بالإنزعاج مما يفعله ، حتى لو لم يكن يعرف كيف يقترب من الرجل العجوز ، فإنه لا يستطيع الاستمرار في ملاحقته هكذا ، في محاولة لتغيير الوضع ، واصل كلايمب ملاحقته بصمت.
بمجرد دخولهم إلى زقاق خلفي فارغ ، أخذ كلايمب عدة أنفاس عميقة ، كما لو كان صبيًا يشجع نفسه ليعترف بحبه لفتاة ، ثم استجمع شجاعته وقال:
"-المعذرة."
استدار الرجل العجوز بعد سماع أحدهم يناديه.
كان شعره أبيض وكذلك لحيته ، ومع ذلك ، كان ظهره مستقيمًا ، مثل شفرة مصنوعة من الفولاذ ، كان وجهه الوسيم متجعدًا ، مما أعطى مظهرًا لطيفًا لملامحه ، إلا أن عيونه الحريصة و الحادة تشبه عيون النسر الذي يحدق في فريسته.
حتى أنه تمتع بجو النبلاء.
"هل تحتاج شيئا؟"
بدا صوت الرجل العجوز مسناً إلى حد ما ، لكنه فاض بالحيوية المذهلة ، شعر كلايمب بضغط غير مرئي يضغط عليه وابتلعه.
"اه اه-"
لم يستطع كلايمب الكلام ، مرتبكًا من حضور الرجل ، عندما رأى الرجل العجوز ذلك ، أرخى الرجل العجوز نفسه وترك التوتر يهرب من جسده.
"من تكون بالضبط؟"
كانت نبرته لطيفة ، بعد تحرره من الإجهاد الهائل الساحق ، استعاد فم كلايمب قدرته على العمل.
"...إسمي كلايمب ، وأنا جندي متواضع لهذه الأمة ، شكرًا لك على عملك الشجاع في إكمال المهمة التي كان من المفترض أن تكون لي ".
عندما انحنى كلايمب بعمق لشكره ، دخل الرجل العجوز مرحلة التفكير ، ثم ضيق عينيه ، بعد ذلك ، قال بهدوء "آه..." حيث أدرك ما يعنيه كلايمب.
"…لا بأس ، سأذهب الأن في طريقي ".
أنهى الرجل العجوز المحادثة وكان على وشك المغادرة ، لكن كلايمب رفع رأسه وسأل:
"ارجوك انتظر ، في الواقع... حسنًا ، هذا محرج إلى حد ما ، لكني كنت ألاحقك منذ فترة لأن لدي طلبًا لأطلبه منك ، أعلم أنني قد أبدو وكأنني أحاول قضم أكثر مما أستطيع مضغه ، وأنت حر في الضحك عليّ ، ولكن إذا كنت لا تمانع ، فهل يمكنك أن تعلمني أسلوبك الذي إستخدمته قبل قليل؟ "
(أقضم أكثر مما أستطيع المضغ يعني أن يحاول فعل شيء فوق إستطاعته)
"…ماذا تقصد؟"
"آه ، لقد كنت أدرس فنون الدفاع عن النفس لفترة طويلة وأود تحسين مهاراتي بشكل أكبر ، بعد أن رأيت حركتك التي لا تشوبها شائبة ، كنت آمل أن تعلمني القليل من أسلوبك ، إذا كان الأمر لا بأس معك".
نظر الرجل العجوز في كلايمب.
"همم... أرني يديك."
مد كلايمب يديه ، وفحص الرجل العجوز كفيه بعناية ، لقد جعل كلايمب يشعر بالحرج قليلاً ، أدار الرجل يديه ونظر إلى أظافره وأومأ بارتياح.
”سميكة و متينة ، هذه أيدي محارب حقًا ".
ارتفعت الحرارة في صدر كلايمب عندما سمع الرجل الآخر يمدحه ، كانت الفرحة في قلبه تشبه إلى حد كبير ما شعر به عندما قدم غازيف كلمات المديح الخاصة به.
"لا ، شخص مثلي... بالكاد يتمسك بلقب المحارب."
"لا أعتقد أنك بحاجة إلى أن تكون متواضعاً... هل لي أن أرى سيفك الأن؟"
قَبَل الرجل العجوز السيف وفحص المقبض ، ثم وجه بصره الشديد إلى جسد السيف.
"فهمت... هل هذا سلاحك الإحتياطي؟"
"كيف عرفت!؟"
"كما اعتقدت ، انظر ، هل ترى هذا الانحناء هنا؟ "
نظر كلايمب إلى المكان الذي كان يشير إليه الرجل العجوز ، من المؤكد أن جزءًا من السيف قد تضرر ، ربما عندما كان قد ضرب بشكل سيئ خلال تلك المباراة التدريبية.
"أعتذر لقد أريتك شيئا مخجلاً!"
كان كلايمب محرجًا جدًا لدرجة أنه أراد دفن رأسه في حفرة على الأرض.
كان كلايمب يعلم أن مهاراته بحاجة إلى مزيد من الصقل ، لذا فقد بذل قصارى جهده للاعتناء بأسلحته ، من أجل تحسين فرصه في الفوز ، أو على الأقل اِعتقد أنه كان كذلك… حتى الآن.
"فهمت ، أعتقد أنني أملك الأن فهما أوليا لشخصيتك ، بالنسبة للمحارب ، سلاحه مثل المرآة التي تعكس شخصيته ، أنت رجل رائع للغاية ".
كانت أطراف آذان كلايمب لا تزال تحترق وهو يرفع رأسه لينظر إلى الرجل العجوز.
رأى ابتسامة حميدة ولطيفة ومليئة بالنعمة.
"حسنا ، إذن ، سأحاول تدريبك قليلاً ، لكن-"
تماما عندما كلايمب كان على وشك تقديم الشكر ، قاطعه الرجل العجوز واستمر في الحديث.
"لدي مسألة أود استشارتك بشأنها ، قلت أنك جندي ، هل أنا محق؟ حسنًا ، منذ عدة أيام ، أنقذت فتاة - "
بعد الاستماع إلى قصة الرجل العجوز - سيباس - كان كلايمب يحترق من الغضب.
لم يستطع إخفاء استيائه من حقيقة أن قوانين رانار المتعلقة بمنع تجارة العبيد قد تمت إساءة استخدامها بهذه الطريقة ، وأن الأمور لم تتغير حتى الآن.
لا ، هذا ليس صحيحًا ، كلايمب هز رأسه.
حرمت قوانين المملكة تجارة العبيد ، ومع ذلك ، كان مشهدًا مألوفًا أن يُجبر الناس على العمل في ظروف سيئة من أجل سداد ديونهم ، كانت الثغرات مثل هذه في كل مكان ، في الواقع ، كان بسببهم أن قانون مكافحة تجارة العبيد قد صدر.
كانت قوانين رانار عديمة الفائدة ، اجتاحت تلك الفكرة المخيفة عقله للحظة ، سرعان ما طرد هذه الفكرة بعيدًا ، في الوقت الحالي ، كان عليه أن يفكر في وضع سيباس.
جعد كلايمب جبينه.
كان سيباس في وضع سيء للغاية ، ربما إذا تمكنوا من التحقيق في عقد الفتاة ، فيمكنهم قلب الأمر ضدهم ، لكن كلايمب لم يعتقد أن الطرف الأخر لم يستعد لهذا الاحتمال.
إذا ذهب هذا الأمر إلى المحاكم ، فسيخسر سيباس بالتأكيد.
ربما لم يرفع خصومه دعوى قضائية لأنهم شعروا أن بإمكانهم امتصاص المزيد من المال منه بهذه الطريقة.
"هل تعرف أي شخص صالح يمكن أن يساعدني في هذا الأمر؟"
لا يعرف كلايمب سوى شخص واحد فقط ، سيدته ، كان بإمكانه أن يقول بكل ثقة أنه ما من نبيل كان أكثر استقامةً منها وجدارة بالثقة منها.
بالطبع ، لم يستطع تقديم رانار إليه.
بالنظر إلى أن هؤلاء الأشخاص أمكنهم التمادي إلى هذا الحد ، فمن المؤكد أن لديهم علاقات قوية مع الأشخاص ذوي السلطة ، ومن المؤكد أن أي نبلاء متورطين سيتحركون بسرعة ، إذا حاولت الأميرة - المنتسبة إلى الفصيل الملكي - التحقيق أو إرسال المساعدة وألحقت أضرارًا بأحد أعضاء فصيل النبلاء ، فقد يؤدي ذلك إلى اندلاع حرب شاملة بين الجانبين.
كان استخدام القوة عملاً صعبًا ، خاصة في بلد مقسم مثل المملكة إذا تم التعامل مع الوضع بشكل شيء فسوف تكون النتيجة حدوث حرب أهلية.
لم يستطع جعل رانار تفعل شيئًا من شأنه أن يمزق البلاد.
كان هذا هو الاستنتاج الذي توصل إليه أثناء حديثه مع لاكيوس والآخرين ، هذا هو السبب في أن كلايمب لم يقل شيئًا - لا ، لم يستطع قول أي شيء.
قال سيباس بهدوء: "فهمت".
لم يكن هناك ما يدل على كيفية تمكنه من التقاط الاضطرابات الداخلية لكلايمب ، ولكن هذه الكلمات كان لها تأثير ملموس على كلايمب.
"...وفقا لها (تواري) ، كان هناك العديد من الرجال والنساء".
كيف يكون ذلك؟ يجب أن يكون هناك بيت دعارة واحد فقط يديره قسم العبيد ، هل هناك شيء آخر؟ أم... هل هذا المكان هو بيت الدعارة الذي تحدثت عنه لاكيوس سابقًا؟
"ربما يمكننا التفكير في طريقة لتحريرهم... يجب أن أسأل سيدتي أولاً ، ولكن نظرًا لأن سيدتي تحكم ذلك نطاق ، فإذا كان بإمكاننا السماح لهم بالهروب إلى هناك..." (يقصد أنوا يحرروا الأشخاص من بيت الدعارة وبعدين تعطيهم رانار مأوى يعيشوا فيه في منطقة تحت تحكمها أو باللأحرى تحت تحكم والدها الملك)
"هل يمكنك فعل ذلك؟... هل هذا يعني أنها تستطيع الاحتماء هناك أيضًا؟ "(تواري والأشخاص الأخرين)
"...أسف ، سيباس سما ، يجب أن أسأل سيدتي عن هذا قبل أن أؤكد لك ، ومع ذلك ، فإن سيدتي حنونة وعطوفة ، لا أعتقد أنه ستكون هناك مشكلة! "
"أوه... يجب أن تكون سيدتك شخصًا رائعًا إذا كنت تنظر إليها بمثل هذا التقدير العالي."
كلايمب أومأ بعمق ردا على سيباس ، في الواقع ، لم تكن هناك سيدة أعظم من رانار.
"لنغير الموضوع ، ماذا سيحدث إذا كان هناك دليل على أن بيت الدعارة هذا ينتهك القانون؟ على سبيل المثال ، إذا ثبت تورطهم في تجارة العبيد ، هل سيتم تدمير هذا الدليل أيضًا؟ "
"الاحتمال موجود ، ولكن بمجرد نقل المعلومات إلى السلطات المختصة.... أتمنى ألا تكون المملكة قد تدهورت إلى هذا الحد بعد."
"…حسنا لقد فهمت ، إذن سؤال آخر ، إذا سمحت ، لماذا تريد أن تصبح أقوى؟ "
"إيه؟" كلايمب صر على أسنانه ، كان هذا متوقعًا ، نظرًا لأن هذا التغيير في الموضوع كان أكثر حدة من السابق.
"لقد قلت للتو أنك تريدني أن أدربك ، أنا أثق بك ، لكني أود أيضًا أن أعرف سبب رغبتك في أن تصبح أقوى ".
ضيق كلايمب عينيه على سؤال سيباس.
لماذا أراد أن يصبح أقوى؟
كان كلايمب طفلاً مهجورًا ، لم يكن قد رأى حتى وجوه والديه ، لم يكن ذلك حدثًا غير عادي في المملكة ، لم يكن موت الأيتام في الشوارع خبراً مهماً.
كان مصير كلايمب في الأصل أن يموت بهذه الطريقة في ذلك اليوم الممطر.
وبعد ذلك - في ذلك اليوم ، رأى كلايمب الشمس (رانار) ، وأصبح مفتونًا بعمق بهذا الإشراق المتوهج.
عندما كان طفلاً ، كان يشعر بالإعجاب فقط ، ولكن مع تقدمه في السن ، أصبح هذا الشعور الذي بداخله أكثر ثباتاً من أي وقت مضى.
-كان حب.
كان عليه أن يسحق تلك المشاعر ، كانت تلك معجزة حدثت فقط في الملاحم البطولية التي غناها الشعراء ، لا يمكن أن تحدث في الحياة الحقيقية ، تمامًا مثل عدم تمكن الرجل من لمس الشمس ، لن تتمكن مشاعر كلايمب من الوصول إليها ، لا ، لم يستطع فعل ذلك.
المرأة التي أحبها كلايمب بعمق كان مقدر لها أن تكون زوجة شخص آخر ، كأميرة ، لا يمكن أن تنتمي إلى شخص مثل كلايمب ، الذي كانت أصوله غير واضحة ، والذي كان حتى أقل من عامة الناس.
إذا توفي الملك ، سيرث الأمير الأول العرش ، وسيتم تزويج رانار من أحد النبلاء الستة العظماء ، ربما يكون الأمير قد رتب بالفعل شيئًا كهذا مع أحدهم ، قد يتم إرسالها إلى بلد آخر كجزء من زواج سياسي.
كانت حقيقة أن رانار - التي كانت في سن الزواج - لا تزال عازبة وليس لها خطيب مفاجأة تمامًا.
كان وقتهم معًا ثمينًا للغاية لدرجة أنه سيدفع أي ثمن لإيقاف تدفق الوقت ، فقط حتى يتمكن من الحفاظ على هذه اللحظات الذهبية إلى الأبد ، إذا لم يقض وقته في التدريب ، فيمكنه الاستمتاع بالمزيد من هذه اللحظات.
كلايمب ليس لديه موهبة ، كان مجرد شخص عادي ، من خلال التدريب المتكررة ، أصبح قويًا جدًا مقارنة بجندي عادي ، إذاً ألن يكتفي بذلك؟ ألا يجب عليه التوقف عن التدريب والبقاء بجانب رانار وعدم إضاعة الوقت؟
لكن - هل هذا جيد حقًا؟
كلايمب أعجب بذلك التألق الشبيه بالشمس ، لم تكن كذبة و لم يكن مخطئًا ، كانت أمنية كلايمب صادقة.
لكن-
"هذا لأنني رجل."
ابتسم كلايمب.
أجل بالفعل ، أراد كلايمب الوقوف بجانب رانار ، أشرقت الشمس في السماء ولن يستطيع مجرد رجل عادي أن يأمل في الوصول إليها ، ومع ذلك ، أراد كلايمب تسلق أعلى القمم ليقترب منها قدر استطاعته.
لم يكن يريد أن يكتفي بالإعجاب والتمجيد للشمس من بعيد. (كل الكلام ذا عن الشمس هي في الحقيقة رانار هو فقط يستخدم تشبيه)
كانت هذه أمنية شاب ضعيف ، لكنها في الوقت نفسه كانت أمنية تناسب الشاب تمامًا.
أراد أن يصبح رجلاً يستحق أن ينضم إلى المرأة التي تعجبه ، حتى لو لم يكن اتحادهما أبدي.
كان بإمكانه أن يتحمل حياته الخالية من الأصدقاء ، وتدريباته القاسية ، وجهوده التي قللت من وقت نومه.
ويترك الآخرين يسخرون منه بسبب حماقته.
ففي النهاية ، لم يتمكنوا من فهم ما شعر به إلا إذا أحبوا شخصًا ما حقًا.
♦ ♦ ♦
ضيق سيباس عينيه بينما كان ينظر إلى كلايمب ، كانت هناك نظرة صارمة على وجهه ، كما لو كان يحاول فك الرموز الدقيقة المضغوطة لرد كلايمب البسيط.
ثم أومأ برأسه.
"بعد سماع إجابتك ، قررت كيفية تدريبك."
تماما عندما كان كلايمب على وشك تقديم الشكر ، مد سيباس يده لإيقافه.
"ومع ذلك أرجوا منك أن تعذر وقاحتي ولكنك غير موهوب ، سيستغرق التدريب المناسب وقتًا طويلاً جدًا ، ومع ذلك ، ليس لدي ذلك الوقت ، أرغب في تدريبك بطريقة تظهر النتائج بسرعة ، لكنها ستكون... عملية شاقة"
ابتلع كلايمب ريقه مرة أخرى.
أرسلت النظرة في عيون سيباس قشعريرة في العمود الفقري لكلايمب.
امتلأت تلك العيون بقوة لا تصدق ، متجاوزةً الضغط الروحي الذي مارسه غازيف عندما كان جادًا وبالتالي لم يستطع الرد على الفور.
"بصراحة ، قد تموت."
لم يكن يمزح.
غرائز كلايمب أخبرته بهذا ، لم يخشى كلايمب الموت ، لكنه أراد أن يموت من أجل رانار ، لم يكن يريد التخلص من حياته لسبب أناني.
لم يكن جبانًا... لا ، ربما يكون جبانًا جدًا.
كلايمب ابتلع ريقه مرة أخرى ، وتجمد ، ملأ الصمت محيطه لفترة من الوقت ، وكان بإمكانه حتى سماع الصخب من بعيد.
"يعتمد ما إذا كنت ستموت أم لا على قلبك... إذا كان هناك شيء مهم بالنسبة لك ، شيء يجعلك ترغب في العيش ، حتى لو كان مجرد خربشة على الأرض ، فيجب أن يكون الأمر على ما يرام."
ألم يكن سيعلمه فنون الدفاع عن النفس؟ ظهر هذا السؤال في ذهن كلايمب ، لكن المشكلة لم تكن هنا ، فكر في معنى كلام سيباس ، وتأكد من أنه يفهمه ، ثم قدم رده.
"أنا مستعد لذلك ، أَترك الباقي لك ".
"هل أنت متأكد من أنك لن تموت؟"
كلايمب هز رأسه ، هو لن يموت.
كان ذلك لأن كلايمب دائما ما كان لديه سبب ، وهو سبب سيبقيه متشبثًا بالحياة حتى لو اضطر إلى الزحف على الأرض مثل الدودة.
نظر سيباس في عيني كلايمب ، كما لو كان يتنبأ بنواياه من خلالهما ، ثم أومأ برأسه بشدة.
"حسنا ، سنبدأ التدريب هنا ".
"هنا؟"
"نعم ، سيكون الأمر سريعاً ، بضع دقائق ستفي بالغرض ، إسحب سيفك من فضلك ".
ماذا سيفعل؟
اِسْتَلَ كلايمب سيفه كما طلب ، كان في قلبه شعور مختلط من القلق والارتباك بشأن المجهول ، مع أسس خافتة من الفضول والتوقعات.
تردد صدى صوت السيف وهو يخرج من غمده عبر الزقاق الضيق.
كلايمب وضع سلاحه في وسط جسمه وإتخذ وضعية القتال ، وكانت عيون سيباس مثبتة عليه.
"ها أنا قادم ، حاول البقاء واعيا ".
وفي اللحظة التالية -
- شعر كما لو أن شفرات جليدية قد قُذفت في جميع الاتجاهات من جهة سيباس.
كلايمب لم يقدر على التكلم.
وقف سيباس الآن في قلب دوامة نية القتل.
شعر كلايمب بأن نية القتل هذه يمكنها أن تسحق قلبه في لحظة ، وبدت هالة القتل مرئية حيث غمرته مثل تسونامي ، في مكان ما من بعيد ، كان يسمع صراخ روح تسحق ، شعر أنها قريبة من جانبه ، لكنها بعيدة ، وربما كان صوته هو نفسه.
عندما جرفه تدفق نية القتل بعيدًا ، شعر كلايمب أن وعيه يتحول تدريجياً إلى اللون الأبيض ، هذا الرعب الهائل جعل جسده يريد التخلي عن الوعي.
"...هل هذا كل ما لديك من " رجولة "؟ إن هذا مجرد إحماء ".
كان صوت سيباس المُحبَط يبدو عالياً بشكل غير عادي في وعي كلايمب المُتلاشي.
اخترقت تلك الكلمات قلب كلايمب أعمق من أي شفرة ، حتى أن نَسيَّ الخوف الذي أمامه للحظة.
خفق قلبه بشدة.
"هاااااااهاااااااا!" لهث كلايمب بشدة.
كان مرعوبًا ، أراد أن يهرب ، لكنه قاوم الرغبة في القيام بذلك ، حتى عندما كانت الدموع تنهمر على خديه و ارتجفت يداه وهما يمسكان بسيفه ، وتراقص سيفه مثل نحلة مجنونة ، إرتعش جسده بالكامل مما أحدث قميص السلسلة الخاص به ضوضاء عالية.
ومع ذلك ، قام كلايمب بصر أسنانه وحاول مواجهة الرعب المميت الذي أتى من سيباس.
ضحك سيباس على المشهد المثير للشفقة أمامه ، ورفع قبضته اليمنى وشدها ببطء وشكل قبضة ، في غمضة عين ، كانت القبضة التي أمامه مستديرة مثل الكرة.
ثم سحب قبضته للخلف ، كما لو كان يسحب سهماً للوراء لإطلاقه.
فهم كلايمب ما كان سيحدث ، وهز رأسه ، بالطبع ، لم يبالي سيباس برده.
"إذاً... لتمت رجاءً."
إخترقت قبضة سيباس الهواء مع إصدار صوت أزيز ، مثل سهم مندفع بالكامل تم إطلاقه.
- لقد كان موتًا فوريًا.
عندما بدا أن الوقت يتباطأ إلى حد الزحف ، تحدثت غرائز كلايمب إليه ، سيطرت صورة موته المؤكد على عقله ، مثل كرة تحطيم ضخمة كانت أكبر بكثير منه تقترب بسرعة لا تصدق ، حتى لو رفع سيفه لصده ، فمن المؤكد أن تلك القبضة ستسحقه بسهولة.
تصلب جسده ، لقد أصبح متيبساً من التوتر.
لم يستطع الهروب من الموت أمامه
إستسلم عقلياً ، إلا أن الغضب إجتاح كلايمب بسبب ذلك.
إذا لم يستطع الموت من أجل رانار ، فلماذا لم يمت في ذلك الوقت؟ كان يجب أن يتجمد حتى الموت تحت المطر في ذلك اليوم.
ظهرت ابتسامة رانار الجميلة أمامه.
يقال أنه عندما يكون الأشخاص على وشك الموت ، سيرون حياتهم تومض أمام أعينهم مثل شريط فيديو ، كان الرأي السائد هو أن الدماغ كان يبحث بيأس في سجلاته السابقة عن طريقة للهروب من مأزقه الحالي ، ومع ذلك ، كان من المضحك إلى حد ما أن يكون آخر شيء يراه كلايمب هو ابتسامة أميرته المحبوبة.
بالفعل ، رأى كلايمب رانار وهي تبتسم.
عندما أنقذته في ذلك الوقت ، لم تبتسم رانار ، متى بدأت تبتسم له؟
لم يستطع التذكر ، ومع ذلك ، فقد تذكر بوضوح ابتسامة رانار الخجولة منذ ذلك الحين.
كيف سيكون رد فعلها إذا علمت أن كلايمب قد مات؟ هل ستصبح تلك الابتسامة قاتمة ، مثل الغيوم التي تحجب الشمس؟
-هل تمزح معي؟!
اندلعت نيران الغضب في قلب كلايمب.
كانت قد التقطت حياته التي أُلقيت بعيدًا على جانب الطريق ، هذا يعني أن حياته لم تعد ملكه ، لقد عاش من أجل رانار... لمنحها السعادة ، مهما كانت ضآلة تلك السعادة-
أليس هناك سبيل للخروج من هذا الوضع-!
كسرت العاطفة المتفجرة بداخله قيود الخوف التي كانت تقيده.
يمكنه أن يحرك يديه.
يمكنه أن يحرك ساقيه.
فُتحت عيونه التي كانت تسعى إلى أن تُغلق ببطء ، و سعى بشدة للحصول على صورة واضحة للقبضة التي كانت تتجه نحوه.
تم دفع حواسه إلى أقصى حدودها ، لدرجة أنه تمكن من الشعور بالحركات الخافتة للجسيمات في الهواء.
كانت هناك ظاهرة تسمى "اندفاع الأدرينالين" ، حيث تقوم أدمغة الأشخاص الذين يتعرضون للإكراه الشديد بإطلاق القيود المفروضة على أجسادهم المادية ، مما يسمح لهم بإخراج قوة لا تصدق.
في الوقت نفسه ، يفرز الدماغ كميات هائلة من الهرمونات وستركز قدرة العقل الكاملة على البقاء على قيد الحياة ، يحسب الدماغ كميات هائلة من المعلومات لإيجاد أفضل طريقة ممكنة للعيش.
في تلك اللحظة ، وقف كلايمب في عالم المحاربين من الدرجة الأولى ، ومع ذلك ، فإن سرعة هجوم سيباس كانت تتجاوز هذا النطاق ، ربما فات الأوان لمراوغة قبضة سيباس ، ربما كان الوقت قد فات منذ مدة ، ومع ذلك ، كان لا يزال يتعين عليه التحرك ، لم يستطع الاستسلام هنا.
مع تباطؤ الوقت إلى حد الزحف ، رأى كلايمب أن تحركاته كانت بطيئة مثل الحلزون، لكن مع ذلك ، لوى جسده ، محاولًا التحرك.
وثم-
مع دوي ، مرت قبضة سيباس بجانب وجه كلايمب ببضعت مليميترات ، أدى ضغط الرياح الذي جاء بفعل هجوم سيباس إلى قطع عدة خصلات من شعر كلايمب.
صوت هادئ تغلغل الى أذنيه.
"تهانينا ، كيف هو شعورك وقد تغلبت على خوفك من الموت؟ "
-
وقف كلايمب هناك بغباء ، غير قادر على فهم ما قاله.
"كيف شعرت والموت أمام عينيك؟ وكيف هو شعورك بتجاوزه؟ "
تنفّس كلايمب بشدة ، ونظر إلى سيباس وكأن روحه قد سُرقت ، لم تكن هناك أي نية قتل منبعثة من سيباس ، وكأن الأمر لم يكن أكثر من كذبة ، استرخى عندما بدأ يدرك تدريجياً ما قصده سيباس.
انهار كلايمب مثل الدمية التي قطعت خيوطها.
سقط على ساقيه و يديه في الزقاق ، وهو يلهث بشدة ويمتص الهواء النقي الى رئتيه.
"...لحسن الحظ لم تمت من الصدمة ، يحدث هذا أحيانًا عندما يكون المرء على يقين من موته لدرجة أن المرء يتخلى عن رغبته في الحياة ".
كان هناك طعم مر في أعماق حلق كلايمب ، كان على يقين من أنه طعم الموت.
"إذا كررت هذا عدة مرات ، فأنا متأكد من أنك ستتمكن من التغلب على الخوف العادي ، ومع ذلك ، هناك شيء واحد يجب أن تعرفه وهو أن الخوف يحفز غريزة البقاء على قيد الحياة ، إذا كنت مخدرًا بهذا الشعور ، فلن تكون قادرًا على الشعور حتى بالخطر الواضح أمامك ، يجب أن تكون قادرًا على تحديد وقت اقتراب تهديد حقيقي بوضوح ".
"...إغفر لي وقاحتي ، ولكن من أنت؟" كلايمب سأل وهو يلهث في مكانه على الأرض.
"ماذا تقصد؟"
"إن نية القتل تلك لم تكن طبيعية ، ماذا بالضبط…"
"أنا مجرد رجل عجوز لديه بعض الثقة في مهاراته ، في الوقت الراهن على الأقل."
لم يستطع كلايمب أن يشيح عينيه بعيدًا عن وجه سيباس ، بدت ابتسامته ودودة ولكن بدت أيضًا وكأنها ابتسامة متوحشة من شخص ذو قوة مطلقة ، والذي تجاوز غازيف بكثير.
ربما كان كائناً أعظم من غازيف ، وغازيف المعروف عنه أنه أقوى محارب في الدول المجاورة.
- أراد كلايمب إشباع فضوله ليكون راضيًا ، ولكن شعر أنه سيكون من الأفضل عدم الاستمرار في التدخل في شؤون غيره.
ومع ذلك ، من أين أتى هذا الرجل العجوز سيباس؟ كان هذا هو السؤال الوحيد الذي أحرق قلبه ، حتى أنه تساءل ، هل من الممكن أنه أحد الأبطال الثلاثة عشر؟
"إذاً ، لنحاول مرة أخرى -"
"-انتظر! ارجوك انتظر! لدي سؤال أود أن أطرحه عليكما ".
قاطع صوت رجل خائف سيباس من الخلف.
الجزء 3
الشهر التاسع ، شهر سبتمبر اليوم 3 الساعة 10:27
غادر برين منزل غازيف.
نظر إلى الوراء وفكر في كيفية عودته ، ثم حفظ بعناية مظهر المنزل في ذاكرته ، كان عقله مشوشاً بسبب انخفاض حرارة الجسم عندما أحضره غازيف سابقا إلى هنا ، لذا كانت ذكرياته من ذلك الوقت ضبابية.
كان يعرف عنوان غازيف لأنه كان يخطط لتحدي الرجل في مبارزة يومًا ما ، ومع ذلك ، فقد تم جمع هذه المعلومات شفهياً ، وكانت غير دقيقة إلى حد ما.
"لا يوجد سيف عالق في السقف."
شتم المخبر الذي أخبره بهذه المعلومات ، وفحص المنزل بعناية. (في مخبر عطاه معلومات عن مكان إقامة غازيف بس لحين شاف انو المخبر عطاه معلومات غلط)
كان أصغر بكثير من المساكن التي يعيش فيها النبلاء ، وبدى أشبه بمسكن لعامة الناس ، ومع ذلك ، فقد كان أكثر من كافٍ لغازيف والزوج والزوجة (خادمين يعيشان معه) اللذين يعيشان معه هناك.
بعد حفظ مظهر المنزل من الخارج ، تقدم برين إلى الأمام.
لم تكن لديه أي وجهة معينة ليذهب إليها.
لم يكن يريد شراء أسلحة أو دروع أو عناصر سحرية.
"ماذا علي أن أفعل من الآن فصاعدا..."
تلاشى صوته الغامض في الهواء.
لم يكن يعارض بشكل خاص التلاشي في مكان ما ، في الواقع ، كانت الفكرة لا تزال جذابة للغاية بالنسبة له. (يعني عادي بالنسبة له يموت)
لقد بحث داخل نفسه عما يجب أن يفعله ، لكنه لم يجد سوى الفراغ في قلبه ، تم تدمير هدفه تمامًا ، وتم القضاء عليه تمامًا دون ترك أي أثر وراءه.
وإذا كان الأمر هكذا ، فلماذا -
نظر إلى أسفل إلى يده اليمنى التي لا تزال تمسك بـ「كاتانا」 ، و كان لا يزال يرتدي قميص السلسلة* تحت ملابسه.
(ما ذكرت ذا من قبل ولكن قميص السلسلة من ما يوحي إسمه قميص من سلسلة حديدية يتم إرتداه تحت الملابس عشان تعطي شوي دفاع ، يلي بدو يشوف شكله يكتب في قوقل Chain Shirt)
كان الخوف هو الذي جعله يُبقي سيفه في يده خلال رحلته إلى العاصمة الملكية ، كان يعلم أن سيفه عديم الفائدة ضد تلك الوحش التي يمكنها أن تحرف أفضل هجماته بظفر خنصرها (الإصبع الصغير) ، لكن البقاء غير مسلح جعله مرعوبًا.
في هذه الحالة ، لماذا كان لا يزال يمسك بسيفه؟ كان بإمكانه تركه في منزل غازيف ، هل كان ذلك لأنه كان لا يزال خائفًا؟
فكر برين في الأمر ، ثم هز رأسه.
لم يكن الأمر كذلك.
في هذه الحالة ، لماذا كان يمسك بـ 「كاتانا」؟ في النهاية لم يجد الجواب.
أثناء سيره تذكر برين المرة الأولى التي أتى فيها إلى العاصمة الملكية ، ظلت بعض المباني على حالها ، مثل نقابة السحرة أو القصر الملكي ، ولكن كان هناك العديد من المباني الجديدة التي كانت غائبة عن ذكرياته ، عندما كان برين يرى الفرق بين ذكرياته والواقع ، لاحظ ضجة أمامه.
جعله الضجيج يجعد حواجبه ، لقد شعر بالعنف القادم من الحشد الذي أمامه.
كان برين على وشك الالتفاف والتوجه إلى مكان آخر عندما لاحظ رجل عجوز ، اندفع الرجل العجوز بين الحشد كما لو كان ينزلق بينهم.
"ماذا... ما هذا؟ ما خطب الطريقة التي يتحرك بها؟ "
رمش عدة مرات ، وهو يلهث في رهبة دون وعي ، كانت حركات لا يفترض برجل عجوز القيام بها ، تساءل برين عما إذا كان يحلم ، أو إذا كان قد تأثر بنوع من السحر.
ربما حتى برين قد لا يكون قادرًا على التحرك مثل الرجل العجوز ، لقد كانت تقنية عالية جدا تتطلب من المرء أن يفهم بشدة إرادة نظيره ، أو في هذه الحالة أن يفهم تدفقات القوة والحركة داخل الحشد بأكمله.
- بعبارة أخرى ، كانت تلك الحركات نوعا من الذروة. (حركة وصل بها الى مستوى نهائي)
حملته قدماه نحو الحشد دون تردد.
دفع برين الآخرين بعيدًا عن الطريق ، وعندما وصل إلى المركز ، رأى اللحظة التي ضرب فيها الرجل العجوز ذقن الرجل الأخر.
ماذا؟ هل يمكنـ... هل كان بإمكاني صد تلك الضربة التي قام بها الرجل العجوز؟ سيكون الأمر صعبًا ، هل لفت انتباهه الرجل الآخر؟ أنا ابالغ في التفكير في هذا؟ ومع ذلك ، كانت تلك ضربة رائعة.
لقد أعاد تذكر تلك الضربة التي رآها للتو ، ولم يسعه إلا أن يُطلق تأوهًا من التعجب.
من المؤكد أنه لم يلقي نظرة فاحصة عليه ، وكان من الصعب جدًا قياس المبارزين و الملاكمين على نفس المقياس (يلي يستعملون السلاح ويلي يقاتلون بقبضاتهم فقط) ، ومع ذلك ، فإن تلك اللمحة القصيرة جعلت برين يدرك أن الرجل العجوز الذي كان أمامه كان ماهرًا بشكل لا يصدق.
ربما قد يكون هذا الرجل العجوز أقوى منه.
عض برين شفته وهو يقارن صورة وجه الرجل العجوز بمحترفي تقنيات الدفاع عن النفس في ذاكرته ، ومع ذلك ، لم يجد تطابق.
من يكون هذا العجوز بحق الجحيم؟
خرج الرجل العجوز من الحشد في لحظة وغادر ، وتبعه من الخلف صبي مراهق ، في نزوة تبع برين الصبي ، كما لو كان مدمن مخدرات تم شده من قبل تأثير النشوة الرائع.
أخبرته غرائزه أن الرجل العجوز لديه عيون في مؤخرة رأسه ، لذلك لم يجرؤ على ملاحقته مباشرة ، ومع ذلك ، إذا تبع الشاب المراهق ، فلن يضطر إلى القلق بشأن أن يتم رصده ، من وجهة نظر أكثر مكراً ، سيظل في أمان حتى لو تم اكتشاف الصبي.
أثناء ملاحقتهم ، شعر برين بوجود العديد من الأشخاص يخفون أنفسهم ، ومع ذلك ، لم يهتم برين بهم.
وسرعان ما استدار الاثنان الى الزاوية ودخلا منطقة مظلمة ، شعر برين بعدم الارتياح ، لأن هذه الخطوة بدت وكأنها محسوبة لإغرائه نحو فخ.
ألم يجد ذلك الطفل هذا الأمر غريباً؟ بمجرد أن بدأ يشعر بالدهشة ، تحدث الصبي إلى الرجل العجوز.
تحدث الاثنان بالقرب من نقطة الإنعطاف في زقاق ، وهكذا ، اختبأ برين عند ركن المنعطف وتنصت عليهم.
باختصار ، كان الصبي يطلب من الرجل العجوز تدريبه.
كما لو أن ذلك سيحدث ، رجل عجوز مثله لن يقبل أبدًا فاسقاً مثله كتلميذ.
إذا قارن أحدهما بين الاثنين ، فسيكون الصبي حصاة ، بينما كان الرجل العجوز حجر كريم عملاق ، عاش الاثنان في عالمين مختلفين تمامًا.
…كم هذا محزن ، عدم معرفة مدى حجمك في العالم أمر محزن حقًا ، فلتستسلم فقط يا فتى.
لم يتكلم برين بهذه الكلمات ، بل تمتم بها لنفسه.
كانت هذه الكلمات موجهة إلى الصبي ، وكانت أيضًا نقدًا صريحًا لأبله مطلق كان يعتقد ذات مرة أنه لا يقهر - أي نفسه في الماضي.
واصل الاستماع - على الرغم من عدم اهتمامه ببيت الدعارة - ويبدو أن الرجل العجوز كان على استعداد لتدريب الفتى ، لم يكن لدى برين أي فكرة عما كان لدى هذا الطفل لكي يَعرضه لهذا الرجل العجوز المذهل.
ما هذا؟ هل أساء الحكم على شخص ما مرة أخرى؟ لا ، لا يمكن ، هذا الطفل لديه القليل من القدرة كمحارب ، بالتأكيد لا يمكن أن تكون لديه أي موهبة!
كيف يريد الرجل العجوز تدريبه؟ كان يسمعهم فقط من زاوية الزقاق ، لكنه لم يستطع رؤية ما يجري ، فضوليًا ، أخفى برين وجوده وهدأ تنفسه بُغية إختلاس النظر عليهم ، لكن قبل أن يعرف ذلك -
هالة مرعبة انطلقت وتوجهت نحوه.
صرخ بلا كلام.
تجمد جسده بالكامل.
شعر وكأن آكل لحوم ضخم يضغط على وجهه ويخرج زفيره في كل مكان ، في الواقع ، أدى سيل نية القتل هذه إلى صبغ العالم بلون مختلف ، لم يستطع حتى أن يرمش ، ناهيك عن الحركة ، اعتقد للحظة أن قلبه توقف عن النبض.
إعتقد برين أن شالتير بلادفولن كانت أقوى كائن في العالم ، لكن ما شعر به الآن كان مشابهًا لها.
شخص ضعيف الإرادة سيكون قلبه قد توقف عن النبض بِفِعل نية القتل هذه.
ارتجفت أرجله ، ثم سقط على مؤخرته على الأرض.
حتى أنا قد تم اختزالي إلى هذه الحال ، ألا يعني ذلك أن الطفل سوف يسقط ميتًا على الفور؟
إذا كان محظوظًا ، فقد يفقد وعيه أولاً.
زحف برين على الأرض ، وألقى نظرة متوترة على الاثنين ، ما رآه صدمه حتى النخاع ، لدرجة أنه نسي خوفه للحظة.
كان الطفل لا يزال واقفاً.
كانت ساقاه ترتجفان مثل برين ، لكنه كان لا يزال واقفا.
ماذا ، ما الذي يحدث؟ لماذا لا يزال هذا الفاسق الصغير واقفاً على قدميه؟!
لم يستطع برين أن يفهم لماذا لا يزال الفتى قادرًا على الوقوف بينما الخوف قد حول ساقيه الى هلام مرتعش.
هل كان لديه نوع من العناصر السحرية أو فنون الدفاع عن النفس التي قاومت الخوف؟ أم كان لديه موهبة خاصة؟
بالفعل ، ليس هناك ما يضمن أنه لا يمتلك عنصر سحرياً من نوع ما ، ومع ذلك ، أخبرته غرائزه أنه ليس لديه أي من هذه الأشياء عندما نظر إلى الطفل المرتعش ، كان من الصعب تصديق الإجابة ، لكنها كانت الإجابة الوحيدة الممكنة.
كان ذلك الطفل أقوى من برين.
مستحيل! لا يمكن!
بدا الطفل وكأنه كان يتدرب بنفسه ، لأنه لم يكن يمتلك عضلات كافية ، بعد ملاحظة الطريقة التي تحرك بها الطفل أثناء تتبعه ، إستنتج برين إلى أن الطفل كان بالكاد موهوبًا ، ومع ذلك ، كان هذا الطفل العادي واقفًا بينما هو سقط على الأرض.
ماذا ، ما الذي يحدث؟ هل أنا حقًا بهذا الضعف؟
رؤيته أصبحت مشوشة.
عرف برين أنه كان يبكي ، لكنه لم يستطع أن يمسح دموعه.
حاول ابتلاع أنينه ، لكن الدموع استمرت في التدفق بغض النظر.
"لماذا ، آه... لماذا."
تشبث برين بالحائط وحاول أن يجبر نفسه على الوقوف على قدميه ، ومع ذلك ، فإن تسونامي نية القتل تلك جعلته غير قادر على الحركة ، رفضت ساقاه التحرك وكأنه تحت سيطرة شخص آخر ، كل ما إستطاع فعله هو رفع رأسه ومشاهدة الاثنين.
رأى ظهره.
كان الصبي لا يزال واقفا حتى الآن.
كان الصبي لا زال واقفاً ضد الرجل العجوز وموجة نيته القاتلة ، بدا هذا الضعيف الآن بعيدًا عن المنال.
"هل أنا..."
هل كان حقا بهذا الضعف؟
عندما تلاشت نية القتل مثل الضباب ، إستطاع عندها الوقوف على قدميه ، إلا أن هذه الحقيقة أحبطت برين.
بدا الرجل العجوز والصبي وكأنهما مازالا يريدان التدرب أكثر ، لكن برين لم يعد قادرًا على كبح نفسه ، جمع شجاعته ، واندفع من حول الزاوية وصرخ:
"-انتظر! ارجوك انتظر!"
لم يعد برين يأبه بشأن مقاطعة جلسة التدريب الخاصة بهم ، أو حتى اختيار الوقت المناسب لإظهار نفسه لهم.
استدار الشاب عندما سمع تلك الصرخة اليائسة ، ارتجف أكتافه وكانت هناك نظرة صدمة على وجهه ، لو كان في مكانه ربما كان برين قد فعل الشيء نفسه.
"أولا ، اسمحوا لي أن أعتذر لكما ، أنا ببساطة لم أستطع الانتظار أكثر من ذلك ".
"...هل تعرفه ، سيباس سما؟"
"لا ، انا لا أعرفه ، فهمت ، إذاً فهو لم يكن صديقًا لك ".
وجه الاثنان نظرات مريبة إليه ، لكن برين كان يتوقع ذلك بالفعل.
"من فضلك اسمح لهذا الشخص أن يذكر اسمه ، اسمي هو برين أنغلاوس ، من فضلك اسمح لهذا الشخص بالاعتذار مرة أخرى لكما ، أنا حقا آسف جدا لهذا ".
إنحنى بعمق لهما ، وأمكنه أن يشعر بحركة طفيفة من كليهما.
بعد الانتظار لفترة طويلة بما يكفي للتعبير عن صدقه ، رفع برين رأسه ، وشعر أن حذرهم منه قد تضاءل إلى حد ما.
"إذاً ، ما الذي أتى بك إلى هنا؟"
رداً على سؤال الرجل العجوز ، نظر برين إلى الشاب.
"كيف فعلتها؟"
عندما رأى نظرة حيرة على وجه الطفل ، سأله برين مرة أخرى ، كما لو كان يسعل الدم.
"كيف… كيف أمكنك أن تبقى واقفاً أمام نية القتل تلك؟!"
اتسعت عيون الصبي ، نظرًا لأنه عادة ما يضع نظرة فارغة على وجهه ، فإن هذا التغيير الصغير يشير إلى اضطراب عاطفي كبير بداخله.
"أردت فقط أن أعرف ، كان مستوى نية القتل تلك أكثر مما يمكن أن يتحمله معظم الناس ، حتى أنا... عفوا ، حتى هذا الشخص (نفسه) لم يستطع تحملها ، ومع ذلك كنت مختلفا ، لقد تحملت ذلك ، لقد وقفت ضدها ، كيف فعلتها؟ كيف أنجزت مثل هذا العمل الفذ ؟! "*(هو يتكلم عن نفسه بضمير الغائب عأساس هو نكرة وليس ذو شأن)
حماسته جعلته يكرر سؤاله ، لكنه لم يستطع التراجع الأن ، عندما واجه القوة الساحقة لـ شالتير بلادفولن ، كان خائفًا جدًا لدرجة أنه هرب ، ومع ذلك فإن هذا الصبي قد واجه نفس درجة نية القتل وصمد أمامها ، أراد أن يعرف ما هو الفرق بينهما.
كان عليه أن يكتشف ، بغض النظر عن التكلفة.
يبدو أن برين قد نقل شغفه الجاد للشاب ، لأن كان مرتبكًا ، لكنه نظر في الأمر بعناية قبل أن يجيب:
"…انا لا اعرف ، أنا لا أفهم ذلك ، ليس لدي أي فكرة عن كيف إستطعت تحمل عاصفة نية القتل تلك ، ومع ذلك ، ربما... ربما كان ذلك لأنني كنت أفكر في سيدتي ".
"... سيدتك؟"
"نعم ، طالما أفكر في الشخص العظيم الذي أخدمه... لدي القوة للاستمرار. "
كيف يمكن لأي شخص أن يتحمل نية القتل تلك لمثل هذا السبب ، كاد برين أن يصرخ ، لكن قبل ذلك ، شرح الرجل العجوز بهدوء ما قصده الفتى.
"بعبارة أخرى ، كان ولائه كافياً للتغلب على خوفه ، أنغلاوس سما ، يمكن للناس الحصول على قوة كبيرة من أجل شيء يعتزون به ، على سبيل المثال ، يمكن للأم أن تحمل عمودًا لمنزل منهار لإنقاذ أطفالها ، أو يمكن للزوج أن يمسك بزوجته بيد واحدة قبل أن تسقط ، أعتقد أن هذه هي قوة البشر ، بعبارة أخرى لقد استغل هذا الشاب تلك القوة ، كما أن الأمر لا يقتصر عليه ، طالما لديك شيء لن تتخلى عنه ، ستتمكن بالتأكيد من الحصول على قوة لم تكن لتتخيلها أبدًا ".
لم يستطع برين تصديق ذلك ، كان هدفه ، الشيء الذي لن يتخلى عنه - تعطشه للقوة - لكن هذا لا معنى له الآن ، لقد تحطم هذا الحلم بسهولة ، وكل ما يمكنه فعله هو الهرب في خوف.
تدريجيًا أصبح وجه برين كئيباً ، وأنزل رأسه لينظر إلى الأرض ، ثم ، الكلمات التالية للرجل العجوز جعلته يرفع رأسه مرة أخرى.
"...الشيء الذي تنشأه بنفسك يكون هشًا ، بمجرد أن تسقط فتلك هي النهاية بالنسبة لك ، لا تعتمد على نفسك في كل شيء إذا تمكنت من بناء ثقتك بنفسك مع شخص آخر ومنح نفسك للآخرين ، فلن تسقط حتى لو عانيت من انتكاسة ".
صمت برين ، هل كان لديه شيء من هذا القبيل؟
لم يستطع التفكير في أي شيء ، كان ذلك لأنه تخلى عن كل شيء آخر باستثناء سعيه للحصول على القوة ، هل يمكن أن تكون الأشياء التي تجاهلها في بحثه عن القوة هي في الواقع الأشياء المهمة؟
لم يستطع برين إلا أن يضحك ، ضحك على حياته المليئة بالأخطاء ، لذلك لم يستطع إلا أن يقول شيئًا مثل الشكوى.
"لقد تخليت عن كل شيء ، هل فات الأوان بالنسبة لي لفعل تلك الأشياء؟ "
"ستكون على ما يرام ، حتى شخص ليس لديه موهبة مثلي تمكن من فعل ذلك ، شخص مثلك يمكنه بالتأكيد فعل ذلك أيضًا ، أنغلاوس سان! بالتأكيد لم يفت الأوان بالنسبة لك! "
لم يكن هناك أساس لكلمات الشاب ، ومع ذلك ، من الغريب أن كلماته أسعدت قلب برين.
"أنت حقًا شخص لطيف وقوي... أنا آسف حقًا."
تجمد الصبي بينما اعتذر له برين فجأة.
كان برين قد نظر سابقاً بإزدراء لهذا الفتى.
أنا أحمق ، أنا حقا أحمق…
"آه ، نعم ، لقد قلت إنك تدعى برين أنغلاوس... هل أنت نفس برين أنغلاوس الذي قاتل سترونوف سما بالتساوي في الماضي؟"
"...أنت تعرف... هل شاهدت ذلك القتال؟"
"آه ، لم أفعل ، لقد سمعت أحدهم يتحدث عن ذلك ، قال سترونوف سما أنك كنت مبارزًا رائعًا ، وأنك كنت بسهولة من المترشحين من أجل لقب أقوى رجل في المملكة ، بعد رؤية حركاتك واتزانك الهادئ ، أدرك الآن حقيقة كلمات سترونوف سما! "
غارق في القوة المطلقة لحسن نية كلايمب ، كافح برين للحصول على إجابة.
"...إيه ، شكرًا... شكرًا لك ، أعتقد أن الطريق لا يزال طويلا ، ولكن... يسعدني أن أتلقى مثل هذا الثناء منك ".
"همم...أنغلاوس سما"
"اه ، من فضلك نادني بـ أنغلاوس فقط ، ليست هناك حاجة لأن تكون رسميًا جدًا مع شخص مثلي ".
"في هذه الحالة ، أنا سيباس تيان ، لكن أتمنى أن تناديني بـ سيباس... الآن ، أنغلاوس كن."
مناداته بـ "كن" قد أحرجت برين قليلاً ، ولكن بالنظر إلى الاختلاف في أعمارهم ، فإن هذا المصطلح كان مناسبًا.
"هل يمكنني تكليفك بتدريب كلايمب كن؟ أعتقد أن هذا سيكون مفيدًا لك أيضًا ، أنغلاوس كن ".
"آه! المعذرة! اسمي هو كلايمب ، أنغلاوس سما "
"ألم تقل أنك تريد تدريبه بنفسك... أسف ، ألم يكن سيباس سما ينوي أن يدربك؟ أعتقد أنني قاطعتكما بينما كنتما في منتصف مناقشة شيء ما...؟ "
"بالفعل ، كانت هذه نيتي ، لكن يبدو أن لدينا ضيوفًا ، كنت أنوي مناداتهم - آه ، إنهم هنا ، يبدو أنهم استغرقوا بعض الوقت لإعداد أنفسهم للمعركة ".
نظر سيباس إلى جانب واحد ، استغرق برين وقتًا أطول قليلاً للنظر في نفس الاتجاه.
كشف ثلاثة رجال عن أنفسهم ببطء ، كانوا يرتدون قمصانًا متسلسلة ويحملون خناجر حادة في أيديهم محمية بقفازات جلدية ثقيلة.
لم يكونوا يشعون بالعداء ، بل نية قتل كاملة ، بدا أن نية القتل موجهة إلى الرجل العجوز ، لكنهم لم يبدو مثل النوع الذي يسمح للشهود بالعيش.
لم يستطع برين إلا أن يُصدم عندما رآهم ، وصرخ:
"مستحيل! مازالو يريدون الإقتراب حتى بعد تعرضهم لنية القتل تلك؟ ما مدى قوة هؤلاء الأشخاص؟! "
إذا كان الأمر كذلك ، فربما كان كل واحد منهم على قدم المساواة مع برين- لا ، سيكونون أقوى منه ، هل من الممكن أن مهاراتهم رديئة في الشعور بنية القتل لأنهم كانوا محاربين مدربين و لم يكونوا بارعين في الشعور بالأحاسيس المحيط في الجو؟
وبعد ذلك ، خفف سيباس من مخاوف برين.
"نية القتل التي أطلقتها وجهتها لكما فقط"
"...إيه؟"
حتى برين شعر أن رده بدا غبيًا جدًا..
"نية القتل الموجه إلى كلايمب كن كانت لتدريبه ، ولكن في حالتك كان ذلك لأنني لم أكن أعرف من أنت ، وأردت أن أخرجك ، إما ذلك ،أو كسر روحك القتالية و ألا أدعك تهرب ، لكني كنت أعتبرهم أعداء منذ البداية ، لذلك لم أقم بتوجيه نية القتل إليهم ، سيكون من السيئ إذا أخفتهم وهربوا ".
صُدم برين بما يفوق قدرته على التعبير عنه لأنه سمع سيباس يشرح بشكل عرضي حقيقة مذهلة ، كانت القدرة على التحكم بدقة في نية القتل بتلك الشدة تتجاوز ما كان يعلم أنه ممكن.
"فهمت ، إذاً ، هل تعرف من هم ، سيباس سما؟ "
"انا أستطيع أن أخمن ، ومع ذلك ، لا يمكنني التأكد ، وبالتالي ، أود الإمساك بواحد أو اثنين منهم للاستجواب ، لكن-"
أحنى سيباس رأسه معتذراً.
"يبدو أنني أشركت كلاكما بطريق الخطأ في هذا الأمر ، هل يمكنكما مغادرة هذا المكان على الفور؟ "
"قبل ذلك ، أود أن أطرح عليك سؤالاً ، هل هم... مجرمون؟ "
"...يشِعون بهذا الشعور ، من الواضح أنهم أشرار ".
اشتعلت النيران في عيون كلايمب عندما سمع برين يقول ذلك.
"ربما أكون عائقا في طريقك ، لكنني أرغب في القتال أيضًا ، كرجل يحمي النظام العام للعاصمة الملكية ، يقع على عاتقي الدفاع عن شعبها أيضًا ".
ليس الأمر كما لو أننا على يقين من أن سيباس في الجانب الخير هنا ، فكر برين في ذلك في داخله ، وهو يلعب دور المحايد هنا في هذا التصريح ، بالفعل ، نظرًا لموقفه الصادق والمباشر ، بدا أن سيباس بالتأكيد على حق مقارنة بهذه المجموعة ، ومع ذلك ، لم يتمكنوا من التأكد من ذلك.
إنه حقًا أخضر ... (يقصد انو ما عندو خبرة ، نية مسكين ، يفكر بحسن نية في الأخرين)
ومع ذلك ، يمكنه أن يفهم كيف شعر هذا الشاب.
حتى برين يمكن أن يستنتج على الفور من الذي يجب أن يساعد ، بين الرجل الذي أنقذ طفلاً من مجموعة من السكارى والرجال الآخرين.
"شخصيًا ، لا أعتقد حقًا أنك بحاجة إلى المساعدة ، ولكن... سيباس ساما ، أرجو أن تسمح لي... إيه ، لا ، أرجوا أن تسمح لهذا الشخص بمد يد المساعدة لك ".
أخذ برين مكانه بجانب كلايمب ، لم يكن سيباس بحاجة لمساعدتهم ، لقد قال بالفعل إنه يمكنهم المغادرة وسيكون بخير ، ومع ذلك ، أراد التعلم من كلايمب ، الذي قاتل من أجل الآخرين ،أراد أن يختار الطريق الذي لم يكن ليسلكه في الماضي ، أراد حماية الصبي بقلب قوي.
رأى برين الأسلحة التي كانت بحوزتهم ، وعبس.
"سم... استخدامم لسيف ذي حدين تعني أن لديهم بعض الخبرة القتالية... هل هم مغتالون؟"
الخناجر التي كانوا يستخدمونها كانت تسمى قواطع ، كانت هناك خزانات منحوتة في شفرات أسلحتهم ، وكانت الخزانات تعكس التوهج الزيتي لسائل خطير ، كانت حقيقة أن هؤلاء الرجال أعطوا الأولوية لخفة الحركة وسهولة الحركة - على عكس المبارزين المحترفين - مؤشرًا أفضل للحقيقة من تمتمات برين الموجهة ذاتيًا.
" كلايمب كن ، من الأفضل أن تكون حذرًا ، ما لم يكن لديك عنصر سحري يقاوم السم ، فلا تندفع إليهم بتهور وإلا سوف تواجه وقت عصيبا ".
شخص بمستوى براعة برين الجسدية سيكون محصنا الى حد كبير ضد السم ، لكن أشخاص مثل كلايمب قد لا يستطيعون مقاومة السموم القوية.
"لقد ظهروا أمامنا لكنهم لم يتحركوا بعد ، هل ينتظرون أن يحاصرانا الشخصان الآخران من خلفنا ويقومون بهجوم كماشة؟ بما أن هذه فرصة نادرة ، فلماذا لا نخترقهم من الأمام؟ "
رفع سيباس صوته عمدًا بما يكفي ليسمعه المحيطين به ، وتجمدت حركات الرجال ، من الواضح أنهم قد اهتزوا عندما تم كشف خطتهم.
"يبدو أن هذا صحيح ، سيكون أكثر أمانًا سحق الموجودين في المقدمة ثم الإهتمام بأولئك الموجودين في الخلف ".
يبدو أن برين يشارك سيباس رأي ، ومع ذلك ، رفض سيباس كلام برين.
"آه ، لكن هذا سيسمح لهم بالفرار ، ماذا عن هذا - سأتعامل مع الثلاثة في المقدمة ، لذا هل يمكنني ترك الاثنين من خلفنا لكما؟ "
أومأ برين ، وكذلك فعل كلايمب ، كانت هذه معركة سيباس ، وكانوا هم من فرضوا على سيباس أن يسمح لهم بالمساعدة ، يجب أن يستمعوا إلى سيباس ، طالما أنه لم يصدر قرارات خطيرة.
"حسنا ، نذهب."
بعد أن قال ذلك لكلايمب ، أدار برين ظهره للرجال ، السبب الذي جعله يجرؤ على إظهار ظهر الأعزل لهؤلاء الرجال هو أن سيباس كان موجودًا أمامه ويحمي ظهره ، عندما ترك ظهره لسيباس ، شعر بالأمان كما لو كان يتم الدفاع عنه بجدار قلعة سميك.
"حسنًا ، يا للأسف سأكــ... من فضلكم اسمحوا لي أن أكون خصمكم - أويا ، أرجوا ألا تهتموا بهذين الشابين خلفي"
نظر برين إلى الوراء ورأى سيباس مع ثلاثة خناجر بين أصابع يده اليمنى ، فتح يده وتناثرت الخناجر التي ألقوها على برين و كلايمب على الأرض.
كانت نية الرجال في القتل تضعف.
بالتأكيد ، سيفقد أي شخص الرغبة في القتال بعد رؤية الخناجر التي تم إلقاؤها تُصد بهذه الطريقة ، هل أدركوا أخيرًا مدى قوة سيباس سما؟ ومع ذلك ، فقد علمتم ذلك بعد فوات الأوان.
كانوا جميعا محاصرين داخل راحة الرجل العجوز ، حتى لو إنقسموا الى ثلاث مجموعات فلا فائدة من ذلك.
"مدهش."
وقف كلايمب بجانب برين ،
"بالفعل ، إذا قال أي شخص إن سيباس ساما أقوى رجل في المملكة فسأوافقه الرأي ".
"أقوى من الكابتن المحارب؟"
"تقصد سترونوف ، همم ، حسنًا ، هذا الرجل العجوز هو شخص... أنا... ...آسف ، سأتحدث بنبرة أكثر استرخاءً الآن ، حتى لو واجهته أنا وسترونوف في وقت واحد ، فإننا سنخسر بكل بالتأكيد... أوه ، ها هم آتون ".
استدار الرجلان الآخران وظهروا من ورائهم ، كان هذان الاثنان يرتديان نفس ملابس الثلاثة في الأمام.
جاء صوت السيف وهو يُسحب من غمده من جانب برين ، وبعد لحظة ، سحب برين سيفه.
"رربما لم يبقوا شخصًا مختبئًا لإلقاء السكاكين علينا لأن الرجل العجوز كشف خدعتهم."
تعمل الكمائن فقط عندما تكون غير متوقعة ، إذا كان شخص ما قد رأى ذلك مسبقًا ، فلن يقوم إلا بتقسيم قواته ، يجب أن يكون العدو قد رأى أنه سيكون من الأفضل مهاجمتهم دفعة واحدة بعد أن تم كشفهم.
"يا للسذاجة... تسلق كن ، سأتعامل مع الشخص الموجود على اليمين ، أنت تعامل مع الشخص الموجود على اليسار ".
بعد فحص حركاتهم ، شعر برين أن أحدهم كان أضعف من الآخر وأعطى تعليماته إلى الشاب المتواجد بجانبه ، أومأ الشاب برأسه ورفع سيفه ، كانت حركاته الغير مترددة هي تلك التي يمكن للمرء أن يجدها فقط في أولئك الذين قاتلوا من أجل حياتهم ، شعر برين بالارتياح لأنه لم يكن مبتدأً لم يختبر للقتال.
يجب أن يكون لدى كلايمب كن فرصة أفضل للفوز ، ولكن... نظرًا لاستخدام خصمه للسم ، فقد يكون انتصارًا صعباً.
حتى لو كان كلايمب لديه خبرة قتالية فعلية ، فإن برين لم يشعر بأنه محارب دموي واجه خصومًا يستخدمون السم ، ربما قد تكون هذه هي المرة الأولى التي يفعل فيها هذا.
حتى برين كان يعاني من مشكلة ضد الوحوش الذين يستخدمون أحماض مؤذية للجلد أو سم قوي ، عند قتالهم ، أصبح شديد الحذر ولم يستطع الإندفاع بقوته الكاملة نحوهم بتهور.
هل يجب أن أقتل هذا الرجل على الفور ثم أساعده؟ ألا بأس في ذلك؟ هل سيتأذى كبريائه إذا هرعت لمساعدته؟ هل أقاتل الإثنين نيابة عنه؟ أم أن سيباس سما ينوي المساعدة إذا كان هناك أي خطر؟ إذا لم يتدخل سيباس سما ، فهل هذا يعني أنني يجب أن أتدخل؟ للإعتقاد أنه سيأتي يوم أقلق فيه بشأن شيئ كهذا...
حك برين رأسه بيده الحرة وحدق في خصمه.
"حسنا ، إعذرني على استخدامك كتضحية للتعويض عن وقتي بلا تدريب ".
♦ ♦ ♦
ثلاث ضربات.
تقدم سيباس إلى المجموعة من الرجال الثلاثة ، الذين لم يتمكنوا حتى من الرد عليه ، ناهيك عن الدفاع عن أنفسهم ، ثم قام بثلاث لكمات وانتهت المعركة.
♦ ♦ ♦
♦ ♦ ♦
بالتأكيد ، اِحتل سيباس قمة قوة نازاريك القتالية ، يمكنه التعامل مع مغتالين من مستواهم بطرف إصبعه الصغير فقط.
انقلب الرجال ، وانهاروا على الأرض مثل الحبار ، ابتعد سيباس عنهم ونظر إلى المعركة خلفه.
كان برين قد طغى على خصمه من البداية ، مما جعله ذلك مرتاحًا.
بدا أن المغتال الذي يواجهه كان يبحث عن فرصة للفرار ، لكن برين لم يتركه ، في الواقع ، بدا وكأنه كان يلعب مع خصمه... لا ، لم يكن ذلك لعباً ، شعر سيباس أن برين كان يخرج كل ما لديه من حركات لإعادة صقل مهاراته الصدئة.
حسنًا ، أعتقد أنني سمعته يقول شيئًا عن " للتعويض عن وقتي بلا تدريب " ، أيضًا ، يبدو أنه قلق بشأن كلايمب كن ، وبالتالي فهو لا يقاتل بجدية حتى يتمكن من مساعدته في أي وقت ، يبدو أنه رجل لطيف للغاية.
حول سيباس انتباهه من برين إلى كلايمب.
همم ، يجب أن يكون على ما يرام.
إستمر القتال بينهما ، حقيقة أن خصمه استخدم السم جعلته غير مرتاح قليلاً ، لكن لا يبدو أن هناك حاجة لمساعدته على الفور ، لقد شعر بعدم الارتياح لإشراك شخص ليس له علاقة بالأمر - وخاصة الشخص الذي أعجب به - في شؤونه الخاصة ، ولكن -
إذا لم يقل أنه يريد أن يصبح أقوى ، لكنت ذهبت لمساعدته ، قتال تضع فيه حياتك في خطر هو تدريب جيدة للغاية ، سأساعده إذا كان في خطر.
قام سيباس بمداعبة لحيته وراقب كلايمب وهو يقاتل.
كلايمب صد هجمة من الخنجر بسيفه.
تدفقت قطرات من العرق البارد على ظهره ، كاد الهجوم أن يصطدم بدرعه ، كانت هناك نظرة خيبة أمل على الوجه الرجل الذي كان يقاتله.
دفع كلايمب سيفه للأمام ، وقاس المسافة بينهما ، ولاحظ أن خصمه كان يتراجع ببطء ، ولكن لم يرد أن يترك الرجل يفلت.
كان أسلوب القتال المعتاد لكلايمب هو الدفاع بالترس والهجوم في نفس الوقت بالسيف ، كان إجباره على القتال بسيفه فقط تجربة شاقة ، جعله الخنجر المسموم متوترا للغاية ، كانت القواطع أسلحة مخصصة لهجمات الطعن فقط ، لذلك كان يعلم أنه يجب عليه القلق بشأن الطعن فقط ، ومع ذلك ، فإن حقيقة أنه لا يمكن أن يسمح لنفسه بأن يتم جرحه بالسلاح جعلت حركاته صلبة.
لقد هدأ تنفسه المضطرب ، الذي أصابه بسبب إجهاده البدني والعقلي.
الرجل الآخر متعب أيضًا ، أنا لست الوحيد المتعب.
كانت جبين خصمه مليئاً بالعرق ، استخدم الرجل خفة حركته للاستهزاء بخصمه ، والتي كانت حقًا طريقة قتال شبيهة بالمغتال ، وهكذا فإن إصابة أي من أطرافه ستجعله يفقد الميزة ويخل بتوازن القوة القتالية.
ستحسم المعركة بضربة واحدة.
كان هذا مصدر توتر الطرفين ، جميع المعارك المتكافئة كانت هكذا ، لكنها كانت أكثر وضوحًا في هذه المعركة.
"هااااااااااااه!"
مع طرد حاد من التنفس ، أرجح كلايمب السيف في وجه خصمه ، تحركت أرجحته ببطء ولم يضع الكثير من القوة فيها ، كان ذلك لأنه سيترك دفاعه مفتوحاً إذا قام بأرجحة كاملة وقوية وتفاداها خصمه.
تفاداها المغتال بسهولة وحرك يده نحو جيب صدره ، لاحظ كلايمب الهجوم القادم وراقب يد المغتال.
تم قذف خنجر و صده كلايمب في الهواء بسيفه.
لقد كان محظوظا ، لقد تمكن من لنحريف الخنجر لأنه كان مركزاً.
ومع ذلك ، لم يستطع الراحة بعد ، لأن المغتال قد خفض موقفه وانزلق ودخل إلى نطاق الهجوم.
هذا سيء!
تحول عموده الفقري إلى جليد.
لم يستطع صد هجوم متتابع ، لقد أرجح سيفه بشدة عندما قام بإبعاد الخنجر الذي تم إلقاؤه بدافع الخوف ، كان سيفه الآن معلقًا في الهواء ، وقد فات الأوان لإعادته إلى الخلف لصد خصمه ، لقد فكر في التفادي ، لكن رشاقة المغتال كانت تفوق رشاقته.
لم يكن هناك شيء آخر يمكن القيام به ، ربما يمكنه استخدام ذراعه كدرع -
بمجرد أن حل الأمر بنفسه ، أمسك المغتال القادم بوجهه وتعثر إلى الوراء.
يبدو أن حصاة بحجم حبة الفول قد أصابت المغتال فوق عينه اليسرى ، وأكد إدراك كلايمب ، والذي إزداد حدة بسبب الوضع الخطير ، هذه الحقيقة.
كان يعرف من ألقى الحصاة حتى دون النظر إلى الوراء ، كان صوت سيباس من خلفه خير دليل على ذلك.
"الخوف عاطفة مهمة لكن لا تدعه يقيدك ، لقد كنت أشاهدك تقاتل ، وأشعر أن أسلوبك القتالي بسيط للغاية ، إذا كان عدوك على استعداد للتضحية بذراعه فمن المؤكد أنك كنت ستموت ، إذا كانت قدراتك الجسدية أدنى من خصمك فعليك أن تهزمه بروحك ، يمكن لقوة الإرادة أن تتجاوز أحيانًا ضعف الجسد ".
أجاب كلايمب بـ "نعم" في قلبه ، وكان متفاجئًا تمامًا عندما وجد نفسه أكثر استرخاءً ، ليس لأن أحدًا ساعده ويمكنه الاعتماد عليه ، ولكن لأن أحدًا كان يراقبه من الجانب ، ذلك طمأنه.
بالطبع ، خوفه من الموت لم يختف تمامًا ، ولكن مع ذلك -
"إذا... إذا مت ، من فضلك أخبر رانار سما... صاحبة السمو... عن معركتي المجيدة."
أخرج نفساً طويلاً ، ثم رفع سيفه بصمت.
استشعر كلايمب بريقًا في عيون المغتال ، لقد مرت فترة قصيرة فقط ، لكنه شعر وكأنه مرتبط بروح المغتال على مستوى ما خلال صراع الحياة أو الموت هذا.
شعر المغتال أن كلايمب كان مستعدًا للموت ، وبدا أنه وضع حياته على المحك أيضًا.
تقدم للأمام دون أن يقول كلمة ، وفلص المسافة بحركة واحدة.
بعد التحقق من أن المغتال كان في نطاق هجومه ، قام كلايمب بإسقاط سيفه في شكل قطع ، في تلك اللحظة ، قفز المغتال إلى الوراء ، يبدو أنه قد حصل على مقياس مدى سيف كلايمب واستخدم نفسه كطعم ليخدع كلايمب.
ومع ذلك ، فقد نسي المغتال شيئًا واحدًا.
ربما كان قد أدرك تحركات كلايمب ، ومع ذلك ، لم يكن يعرف هذه الحركة ، كان كلايمب لديه ثقة كبيرة في هذا الضربة الساقطة ، كانت أسرع من كل حركاته الأخرى ، وأكثر قوة.
تم إيقاف الضربة عند الكتف بواسطة القميص المتسلسل للمغتال ، وبالتالي لم يشق جسد الرجل إلى نصفين ، ومع ذلك ، فقد كسرت الترقوة* (عظمة موجوده في منطقة الكتف) بسهولة وسحق لحمه مع كتفه.
انهار المغتال بشدة على الأرض ، كان لعابه يسيل من الألم الشديد وعوى من الألم.
"رائع."
ظهر سيباس خلفه وداس على بطن المغتال.
مع ذلك ، صمت المغتال ، مثل دمية قطعت خيوطها ، لابد أنه أغمي عليه.
من زاوية عينه ، رأى أن برين قد قضى بالفعل على المغتال الذي كان يواجهه ، لوح كلايمب للاحتفال بفوزه.
"إذن سأبدأ الاستجواب ، إذا كان لديكم أي أسئلة لا تترددوا في طرحها."
أحضر سيباس أحد الرجال وصفعه ليستيقظ ، استعاد الرجل وعيه بصدمة ، وضع سيباس يده على رأس الرجل ، لم يستخدم سيباس الكثير من القوة ولكن في غضون ثانيتين مال رأس الرجل للخلف ، ثم إنتصب و عاد إلى موضعه الأصلي.
أصبحت عيون الرجل الآن مشوشة ، كما لو كان مخمورا.
بدأ سيباس بطرح الأسئلة ، المغتال و هو رجل يفترض به ألا يفتح فمه ويثرثر باح بالحقيقة ، في مواجهة هذا المشهد الغريب ، سأل كلايمب سيباس: "ماذا فعلت له؟"
"هذه مهارة تسمى 「كف محرك الدمى」... لحسن الحظ ، يبدو أنه تم تنشيطها بنجاح."
لم يسمع كلايمب بهذه التقنية من قبل ، لكنه استاء مما كان يقوله الرجل.
كانوا مغتالين تم تدريبهم من طرف الأذرع الستة ، أقوى مقاتلي الأصابع الثمانية و يبدو أنهم اتبعوا سيباس لقتله ، سأل برين كلايمب:
"...أنا لا أعرف الكثير عنهم ، لكن يجب أن تكون الأصابع الثمانية منظمة إجرامية كبرى ، أليس كذلك؟ أعتقد أن لديهم صلات مع بعض المرتزقة... "
"نعم ، والأذرع الستة هم الأكثر رعبًا منهم جميعًا ، يشير مصطلح الأذرع الستة إلى المقاتلين الستة الذين يشكلون أقوى قوة قتالية في المنظمة ، سمعت أن كل واحد منهم يمكن أن ينافس مغامرًا من تصنيف الأدمنتايت ، ومع ذلك ، لست متأكدًا بالضبط من هؤلاء الأشخاص الستة ، لأنني لست على دراية بشأن تفاصيل منظمتهم."
وأكمل الرجل ليقول إن "ساكيلونت" ، الذي زار منزل سيباس ، كان عضوًا في " الأذرع الستة " ، المعروف باسم "شيطان الأوهام" ، كانت خطته على ما يبدو القضاء على سيباس والقيام بما يرضيه مع سيدة المنزل.
عندما سمع هذا ، شعر كلايمب بهبوب رياح باردة فوقه ، كان مصدر ذلك البرد هو سيباس.
نهض سيباس ببطء ، وخاطبه برين.
"ماذا تخطط أن تفعل الأن ، سيباس سما؟"
"لقد قررت ، أولاً ، سأدمر هذا المكان المزعج ، إلى جانب ذلك ، يبدو أن ساكيلونت موجود هناك أيضًا وفقًا لهذا الرجل ، من الأفضل إطفاء الحرائق قبل أن تنمو ".
برين و كلايمب على حد سواء شهقا بشكل حاد عند سماع تلك الإجابة العفوية.
حقيقة أنه أعلن نيته في شق طريقه إلى مقر العدو تشير إلى أنه واثق من هزيمة مغامر من تصنيف الأدمنتايت - بمعنى آخر ، رجل كانت قوته القتالية في أوج الإنجاز البشري.
ومع ذلك ، لم يتفاجأ أي منهما.
يمكنه هزيمة ثلاثة مغتالين مهرة في غمضة عين ، وحتى أنغلاوس ساما الشهير أظهر احترامًا له ، أي نوع من الرجال هو سيباس سما؟ هل من الممكن أنه مغامر متقاعد من تصنيف الأدمنتايت؟
"...أيضًا ، سمعت أن هناك أسرى آخرين هناك ، سيكون من الأفضل التحرك بسرعة ".
"هذا منطقي ،إذا لم يعد المعتالون ، فسوف يثير ذلك الشك لديهم ، لن نتمكن من إنقاذ الأسرى إذا تم نقلهم إلى مكان آخر ".
كان سيباس في وضع لم يكن فيه الوقت إلى جانبه ، ولكن إلى جانب العدو.
"إذاً سأذهب إلى هناك الآن ، أعتذر ، لكنني مستعجل في الذهاب ، هل يمكنني أن أزعج كلاكما في جر هؤلاء المغتالين إلى أقرب نقطة حراسة؟ "
"من فضلك انتظر سيباس سما! إذا كنت لا تمانع ، هل يمكنك السماح لي... هل يمكنك السماح لهذا الشخص بمساعدتك؟ بالطبع ، هذا فقط إذا كنت على استعداد للسماح لي ".
"أنا أيضا ، حماية سلام العاصمة الملكية هو واجبي بصفتي الخادم المخلص لرانار سما ، إذا كان مواطنو المملكة يعانون فسوف أشهر سيفي لمساعدتهم"
"...لا أعتقد أن أنغلاوس كن سيواجه أي مشكلة ، لكن الأمر قد يكون خطيراً بعض الشيء بالنسبة لك."
"انا افهم ذلك."
"كلايمب كن... أعتقد أن سيباس سما يعتقد أنك قد تعترض الطريق ، على الرغم من أنني ربما أكون مثلك في عينيه ".
"لا ، لا ، لم يكن هذا ما قصدته ، كنت قلقة عليك ، أتمنى أن تفهم أنني لن أستطيع حمايتك مثلما فعلت قبل قليل".
"أنا مستعد لذلك."
"...ما أنا على وشك فعله تاليا قد لا يحظى بالشرف لك أو لسيدتك ، أعتقد أن هناك فرصًا أخرى أكثر ملاءمة لك للمخاطرة بحياتك ، ألا تعتقد ذلك؟"
"أن غضضت النظر عن الأمر لأنه خطير ، فهذا سيثبت فقط أنني رجل لا أستحق أن أخدم سيدتي ، تمامًا كما أنقذت سيدتي عامة الناس ، أود أيضًا أن أفعل كل ما في وسعي لتقديم يد العون لمن هم في حالة يرثى لها ".
تمامًا مثلما مدت يدها إليّ -
نظر سيباس وبرين إلى بعضهما البعض ، ربما شعروا بتصميمه الحديدي.
"…هل أنت عازم على هذا؟" سأل سيباس.
كلايمب أومأ برأسه.
"مفهوم ، إذا كنت مصمماً هكذا ، فلا يوجد شيء آخر يمكنني قوله ، آمل أن تساعدني كلاكما ".
♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦
نهاية الفصل الرابع
¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤
【ترجمة Mugi San 】
¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤
♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦