357 - المجلد 9: الفصل 2: التحضير للحرب

الفصل الثاني: التحضير للحرب

♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦

♦ ♦ ♦

الجزء 1

‏‏‎ ‏‏‎

بعد شهر واحد.

عُقد الاجتماع في قصر فالنسيا في مملكة ري-إيستيز. كان غازيف سترونوف يقف بلا حراك بجانب الملك رانبوسا الثالث ، الذي كان جالسًا على عرشه. قام بالنظر إلى النبلاء أمامه ، واتسعت عيناه قليلاً عندما رأى أن النبلاء الستة العظماء موجودين هنا معا.

اجتماع ستة منهم معًا كان حدثًا نادرًا بالفعل.

سيطر رؤساء هذه العائلات الست على مساحة كبيرة من أرض المملكة تقريبًا مثل الملك ، و من بينهم هناك من تفوقت قوته العسكرية على قوة الملك . ولهذا السبب ، وجدوا في كثير من الأحيان أسبابًا لإعفاء أنفسهم من استدعاء الملك. كان هذا صحيحًا بشكل خاص بالنسبة لزعيم الفصيل المناهض للملك - فصيل النبلاء - ماركيز بولوب ، الذي لم يكلف نفسه عناء إخفاء ازدرائه للملك. كان سيئًا لدرجة أن الناس ظنوا لفترة من الوقت أن المملكة قد تتفكك من الداخل بسبب ذلك.

بعد ذلك ، توجهت عيون غازيف إلى أبناء الملك الثلاثة.

كانت الابنة الثالثة للملك ، "الأميرة الذهبية" ، رانار تيير شاردون رايل فايزيلف ، أكثرهم لفتًا للأنظار من بينهم جميعًا.

بعد ذلك كان ابنه الثاني ، الأمير الثاني ، زاناك فاليون إيغانا رايل فايزيلف ، أثناء الاضطراب الشيطاني ، نال الكثير من الثناء عندما تبع الملك وقام بالدفاع عن الشعب.

كان الأخير هو الابن الأكبر ، الأمير الأول باربرو أندريان إيلد رايل فايزيلف ، كان لديه جسم قوي وقصة شعر مشذبة بدقة ، وكان الرجل الذي كان ماركيز بولوب يحاول وضعه على العرش ، كان ماركيز بولوب حاضرًا في هذا الإجتماع بناءً على طلب باربرو الخاص.

كان من المؤكد أن أي اجتماع يحضره ماركيز بولوب من فصيل النبلاء سيكون اجتماعا شديدا ، أبعد غازيف عينيه عن الأجواء الثقيلة ، التي بدت وكأنها تلوح في الأفق مثل تجمع سحب العاصفة ، ونظر إلى بقية النبلاء.

من بين الرجال الثلاثة الحاضرين ، الذين كانوا ينتمون إلى الفصيل الملكي ، كان ماركيز بلومراش أول من لفت انتباه غازيف ، وهو الشخص الأكثر فخامة هنا.

هذا النبيل صاحب الملامح الوسيمة ، يقترب من الأربعينيات من عمره. احتوت أرضه على مناجم الذهب والميثريل ، وبفضل هذه المعادن الثمينة أصبح أغنى رجل في المملكة. ومع ذلك ، انتشرت شائعات سيئة بأنه كان جشعًا للغاية ، لدرجة أنه قد يخون عائلته للحصول على عملة ذهبية.

كانت هناك شائعات أيضًا تقول بأنه خان المملكة وكان يبيع المعلومات للإمبراطورية. ومع ذلك ، وبسبب نقص الأدلة الملموسة ، لم يكن من الممكن فعل أي شيء بشأنه. بعد كل شيء ، قطع رأس (قتل) ماركيز بلومراش - مؤيد بارز للفصيل الملكي - دون أي دليل من شأنه أن يدفع جميع النبلاء الذين تبعوه إلى التحول إلى فصيل النبلاء المناهض للفصيل الملكي. إذا كان مدركًا لهذه الحقيقة واستغلها لمواصلة بيع المعلومات ، فسيكون حقًا أكثر شخص حقير حاضرًا.

ㅤㅤ

(تم تأكيد هذه المعلومة (على أنه بيع معلومات المملكة للإمبراطورية) من قبل رانار وزاناك ورايفن في المجلد 6 وأيضا ذَكر جركنيف في المجلد 7 أنه يحصل على المعلومات من قبل نبلاء المملكة)

ㅤㅤ

ثم حرك غازيف بصره والتفت إلى أصغر شاب وسيم بين النبلاء العظماء ، ماركيز بيسبيا.

كان متزوجًا من الابنة الكبرى للملك ، وأصبح ربًا لأسرته في نفس وقت زواجه. على الرغم من أنه لم يكن يُعرف الكثير عن قدراته وشخصيته ، إلا أن والده كان يتمتع بشخصية ممتازة وكان رجلاً كفؤًا ، لذلك شعر غازيف أن الشاب بيسبيا قد يأخذ منصب زعيم العائلة بعد والده.

في المقابل ، كان مارغريف أوروفارنا الأكبر بين النبلاء الستة. كان ذو شعرٍ أبيض ، ولم يبق منه سوى القليل لدرجة أنه ربما لم يكن هناك أي شيء على الإطلاق. على الرغم من أن جسده وأطرافه تبدو وكأنها أخشاب ميتة ، إلا أنه لا يزال يحتفظ بالجاذبية المتوقعة كشيخ كبير.

كان أوروفارنا أكثر النبلاء العظماء إقناعًا.

وكان الاعضاء الثلاثة في فصيل النبلاء يقفون في الصف المقابل ضدهم.

الأول كان جوهر فصيل النبلاء ، ماركيز بولوب ، الذي سيطر على معظم الأراضي بين النبلاء العظماء. كان وجهه مليئًا بالندوب ، كان يبدو وكأنه محارب.

نظرًا لأنه كان بالفعل في الخمسينيات من عمره ، فإن جسده القوي الذي شُحِذ من خلال التدريب المستمر لم يكن أكثر من مجرد ذكرى من الماضي ، لكن صوته ونظرته المفترسة جعلت الناس يعتقدون أنه كان هناك بعض بقايا المحاربين داخله.

على الرغم من أنه "محارب" إلا أنه فقد الكثير من قوته مع تقدمه في السن ، ولكن كقائد فقد كان أفضل حتى من غازيف ، مما جعله لا غنى عنه للمملكة مثل الكابتن المحارب.

بجانبه كان الكونت ليتون

لقد كان رجلاً يستدعي مظهره صورة الثعلب ، وأيضًا أحد الأعضاء الأقل مرتبة بين النبلاء الستة. وعلى هذا النحو ، فقد لجأ إلى السبل والوسائل لرفع مكانته. ومع ذلك ، فإن شخصيته المتمثلة في عدم الاهتمام بمعاناة الآخرين طالما أنه يستطيع توسيع سلطته لم تلق قبولًا جيدًا من قبل النبلاء الآخرين. يجب أن يكون تحالفه مع ماركيز بولوب خطوة إستراتيجية للهروب من أعدائه.

الرجل الأخير من فصيل النبلاء كان لديه شعر أشقر ناعم وعينان زرقاوان ضيقتان.

كان وجهه شاحبًا وغير صحي المظهر ، وكان هذا دليلا على أنه لم يتعرض لضوء الشمس كثيرا ، كان طويلاً ونحيفاً. إلى جانب بشرته الشاحبة مما أعطى انطباعًا بأنه ثعبان. لم يكن قد بلغ الأربعين بعد ، لكنه بدا أكبر سنًا بسبب شحوبه الغير صحي.

بمشاعر مختلطة تتأرجح في قلبه ، نظر غازيف بعيدًا عنه - من ماركيز رايفن.

قضية خلافة العرش جعلت الصراع على السلطة في القصر أكثر تعقيدًا.

دعم كل من ماركيز بولوب و الكونت ليتون من فصيل النبلاء ، وكذلك مارغريف أوروفارنا من الفصيل الملكي ، الأمير الأول باربرو ، بينما دعم معظم النبلاء الغير منتسبين ماركيز بيسبيا ، الذي تزوج الأميرة الأولى. كان رايفن إلى جانب الأمير الثاني زاناك ، بينما لم يكن ماركيز بلومراش مهتمًا بمسائل الخلافة.

شكل هذا الوضع بشكل غير مباشر سبب عدم تمكن الملك من التنازل عن العرش حتى الآن. لأنه بمجرد أن يُسمي الملك الوريث التالي ، فقد يتسبب ذلك في نشوب حرب أهلية.

حتى وقت قريب ، لم يكن لدى غازيف رأي في من يجب أن يصبح الملك القادم. لكن الآن ، كان قلبه يميل نحو زاناك. إما ذلك ، أو الأميرة رانار كمرشحة ، لكن المملكة ، طوال تاريخها الطويل ، لم تحكمها ملكة أبدًا ، لذلك ربما كان ذلك غير وارد.

"الآن ، دعونا نبدأ."

بدت لهجة الملك مختلفة قليلا عن المعتاد. أولئك الذين لديهم آذان حساسة ربما خمّنوا سبب اجتماع اليوم وأظهرو تعابير جادة.

"اقرأ الإعلان الذي جلبه المبعوث من الإمبراطورية."

وفقا لأوامر الملك ، بدأ التابع في قراءة محتويات الرسالة.

كان محتوى الإعلان تقريبًا كما يلي:

***

تعترف إمبراطورية باهاروث بسيادة مملكة نازاريك المستقلة ، التي يحكمها الساحر العظيم المعروف باسم الملك الساحر آينز أوول غون ، وتعترف بمملكة نازاريك رسميًا كحليف للإمبراطورية.

في الأصل ، كانت المنطقة القريبة من إي-رانتيل هي مِلك الملك الساحر آينز أوول غون ، تحتل مملكة ري-إيستيز هذه الأراضي بشكل غير قانوني ويجب عليها الآن إعادتها إلى مالكها الشرعي.

إذا لم تمتثل المملكة لهذا المطلب ، فسوف تساعد الإمبراطورية الملك الساحر آينز أوول غون في غزو المملكة لإستعادة أراضي الملك الساحر.

هذا تصرفٌ لإحقاق العدالة لأجل تحرير بلده من حكمٍ غاشم.

***

بعد قراءة المحتويات ، انفجرت الغرفة في ضجيج من النقاش. كانت هذه الشروط مجنونة ، وكذلك كان أي شخص يوافق عليها.

" من أجل تأكيد الحقائق ، لقد طلبت من الباحثين أيضًا دراسة تاريخ المملكة ، لكن لا يوجد تاريخ يذكر أن شخصًا يُدعى آينز أوول غون قد حكم ضواحي إي-رانتيل. ليس هناك شرعية لهذا الادعاء ".

"بعبارة أخرى ، هذا ليس مطلبًا عقلانياً ، إنه هذيان مجنون!"

دوى الصراخ الصاخب في جميع أنحاء القاعة.

يبدو أن حضور ماركيز بولوب الهائل يمنح النبلاء الآخرين الشجاعة ، وقد انتشرت ضجة في المكان ووافقوا على كلامه بطريقتهم الخاصة.

"على الرغم من أنه تم تأخير الأمر ، ولكن أليس هذا نفس الغزو الإمبراطوري القديم الذي يعلنونه كل عام ؟ دائمًا ما يجدون سببًا غبيًا لإعلان الحرب ، لابد وأن أعذارهم قد نفدت منهم وقاموا بإلقاء اسم هذا الساحر في هذه المعمعة ، أليس كذلك؟ أريد أن أرى أي نوع من المهرجين أعطاه هذا اللقب المضحك " الملك الساحر". "

أعقبت كلمات الكونت ليتون ضحكات ساخرة بين النبلاء.

"لكن…"

مع نظر ازدراء في عينيه أدار الكونت عينيه نحو غازيف.

"أعتقد أننا سمعنا عن هذا الملك الساحر المجنون من قبل ، أليس كذلك ، أيها الكابتن المحارب سترونوف دونو؟"

"... بالفعل ، لقد كان الساحر الذي قدم لي يد العون في ضواحي إي-رانتيل."

ضحك الكونت ليتون ساخرًا قبل الرد:

"هكذا إذاً ، أنه لا بد أنه ساعده لأنه اعتقد أنه أحد فلاحيه."

كان من الممكن سماع ضحكات النبلاء في كل مكان ، ولكن لم يوقفهم أحد ، لأن غازيف ، الذي وُلد من عامة الناس ، كان مكروهًا من قبل العديد من أعضاء فصيل النبلاء.

إذا كان عضوًا في الفصيل الملكي ، لكان الملك قد تدخل ، ولكن بما أن الكونت ليتون ينتمي إلى فصيل النبلاء ، فإن الملك لا يمكنه إلا أن يتجاهل.

"يبدو أن الإمبراطورية هي التي أحرقت القرى الزراعية بالقرب من إي-رانتيل، ألا تعتقدون ذلك؟ يبدو أن الكابتن المحارب دونو يعتقد أنه كان من عمل ثيوقراطية سلين. الشخص الذي أنقذك مع أتباعك كان يدعى غون ، أليس كذلك؟ أليس ذلك الساحر متورطًا مع الإمبراطورية؟ أعتقد أن أحدهم قال سابقًا أن الساحر كان جاسوسًا يحاول التسلل إلينا ، ولم تتمكن من العثور على أي أثر لجثث الأشخاص الذين كادوا أن يقتلوك ، أليس كذلك أيها الكابتن المحارب دونو؟ "

في ذهنه ، استذكر غازيف مشهد الأعضاء الأقوياء من الكتب الستة المقدسة السرية (كتاب ضوء الشمس المقدس) ، بالإضافة إلى الشكل العظيم لآينز أوول غون.

"على الرغم من اختفاء الجثث كما قال الكونت ليتون ، لا أشعر أن الإمبراطورية متورطة. عندما كنت في قرية كارني ، كان الفرسان الذين هاجمونا أقوى بكثير من فرسان الإمبراطورية. لقد استخدموا الملائكة (استدعاءات) ، وليس هناك شك في أنهم كانوا وحدة من ثيوقراطية سلين ".

"ولماذا تفعل الثيوقراطية ذلك؟"

كيف لي أن أعرف؟

بالفعل ، إذا كان بإمكان غازيف إعطاء إجابة من هذا القبيل ، فسوف يجعله ذلك يشعر بتحسن كبير.

تمامًا كما كانت القاعة على وشك الوقوع في شجار بسبب صمت غازيف ، نطق شخص كان يقف بجانب الكونت ليتون.

" حسنًا، لا حاجة للاكتراث لأمر هذا الساحر! ما نحتاج إلى اتخاذ قرار بشأنه هو كيفية الرد على الإمبراطور المزيف ، أليس كذلك يا جلالة الملك؟ "

"كما يقول ماركيز بولوب. نحن بحاجة إلى أن نقرر ما سيكون جواب المملكة ".

قال ماركيز بيسبيا وهو يتقدم: "أرجو الإذن بالتحدث" ، "قبول شروط الإمبراطور سيكون صعبًا للغاية. ملاذنا الوحيد هو الحرب ".

أثار ذكر الحرب نشاطًا بين صفوف النبلاء.

"أوه! الآن هو الوقت المناسب لسحقهم مرة واحدة وإلى الأبد ، ومن ثم نقل القتال إلى عتبة الإمبراطورية ".

"أنت محق تمامًا ، لقد سئمت غزوات الإمبراطورية المستمرة."

"حان الوقت للسماح للحمقى في الإمبراطورية بمعرفة مدى رعبنا!"

"بالضبط ، تمامًا كما يقول الماركيز."

بهذه الكلمات اندلع ضحك بين حشود النبلاء ودخلت هذه الضحكات إلى آذان غازيف.

في السنوات القليلة الماضية ، تحاربوا بانتظام مع الإمبراطورية في سهول كاتز.

كانوا قد حددوا مسار الحرب وواجهوا بعضهم البعض ، أو اشتبكوا لفترة وجيزة مع خسائر طفيفة للمملكة. من المحتمل أن يحدث نفس الشيء هذا العام ، وقد اتخذ النبلاء جوًا من التراخي كما تخيلوا الأحداث القديمة نفسها تتكرر مرة أخرى.

ومع ذلك ، تحدث غازيف ، مدفوعا بصرخة غرائز المحارب.

"لا تعتقدوا أن هذه المعركة ستنتهي بمناوشة صغيرة كما كانت دائمًا!"

بدا النبلاء وكأنهم قد رُشوا بدلوٍ من الماء البارد ، ونظروا نحو غازيف بطريقة شنيعة.

"هكذا إذن ، هذا ما يؤمن به الكابتن المحارب بالفعل. هل يمكنك أن تعطينا سببًا لذلك؟ "

"نعم ، جلالة الملك ، هذا―"

في تلك اللحظة جاءت إلى ذهنه صورة شخص معين و دقت جرس الإنذار في قلبه.

"― هذا بسبب وجود ذلك الساحر ، آينز أوول غون."

"الشخص الوحيد منا الذي رآه وجهًا لوجه هو أنت ، الكابتن المحارب ، وإذا كان الأمر هكذا ، فهذا يعني أننا يجب أن نعطي بعض الوزن لكلماتك. هل يمكنك إخبارنا ما الذي يجعلك تقول ذلك؟ "

كان غازيف عاجزًا عن الكلام. لم يستطع إعطاء إجابة جيدة. لم يكن يعرف كيف يشرح ذلك ، لكن غريزة المحارب كانت تخبره أن اتخاذ قرار سيئ بشأن هذه الحرب سيكون في غاية الخطورة.

"يا ملكي ، ألا يمكنك تسليم ضواحي إي-رانتيل إلى الإمبراطورية ... لا ، بل إلى ذلك الساحر؟"

بعد لحظة صمت ، تطايرت الصيحات الغاضبة في الهواء.

"أيها الجبان! إلى أي مدى من الوقاحة ستصل ، أيها الجبان؟! "

جاءت تلك الصيحات من نبلاء الفصيل الملكي.

"بعد أن أظهر لك جلالة الملك مثل هذا اللطف ، استدرت وأعطيته ظهرك وأخبرته أن يسلم أرضه لغريب؟ متى بدأت في خدمة الإمبراطور المزيف ؟! ناهيك عن أنك لم تجب حتى على سؤال جلالة الملك! "

في مواجهة مثل هذا العقاب المستحق ، لم يستطع غازيف الإجابة. لو كان في وضعهم ، لربما فعل الشيء نفسه.

"يكفي"

لقد كان ملك غازيف هو من مد يد العون إليه في ساعة حاجته.

"لكن يا جلالة الملك!"

"أنا ممتن للغاية لأنكم غاضبون لأجلي. ولهذا السبب أطلب منكم أن تتذكروا أن تابعي الكابتن المحارب لن يخونني أبدًا. لقد دفع نفسه بلا خوف إلى الخطر مرات لا تحصى لأجلي ، شخص كهذا لن يفعل أبدًا أي شيء من شأنه أن يؤذيني ".

انحنى النبلاء الذين صرخوا على غازيف للملك. وبينما اعترف بهذه الحقيقة ، واصل التحدث إلى غازيف.

"الكابتن المحارب ، الذي أثق به مثل يدي اليمنى. حتى لو كنت أنت من قدم هذا الاقتراح ، فلا يمكنني الموافقة عليه. إن التنازل عن السيادة دون قتال لا يليق بحاكم. مثل هذا العمل لا يمكن السماح به من أجل أولئك الذين يعيشون على تلك الأرض ، إذا فعلت هذا فهذا يعني أن حياتهم المُسالمة ستتدمر"

لم يكن تسليم الأرض أثناء نقل جميع السكان دون الإضرار بهم أكثر من قصة خيالية. حتى لو كان ذلك ممكناً ، فلن تكون هناك طريقة للسماح للسكان النازحين بالعيش كما اعتادوا ، وفي النهاية ستكون حياتهم أسوأ بالنسبة لذلك.

"هذا بلا شك يا جلالة الملك ، وآمل أن تغفر لي كلماتي الحمقاء."

قام غازيف بخفض رأسه كما تحدث معه ملكه الذي أحب الناس بشدة. إذا كان نبيلًا أحمق - مالك أرض رأى في شعبه أنهم مجرد وسيلة لكسب المال ، لما قال الملك ما قاله. وبسبب تعاطف الملك مع شعبه ، كان غازيف على استعداد لبذل قصارى جهده لأجله.

قبل نصف عام ، في الطريق إلى قرية كارني ، تذكر الكلمات التي قالها لنائبه.

"عندما تطلب المساعدة ، فإن الذين سيأتون للمساعدة هم النبلاء والأشخاص الأقوياء ".

"هؤلاء هم الذين سيأتون لمساعدة الضعفاء ، بغض النظر عن الخطر".

لم يكن غازيف ليقول مثل هذه الأشياء قبل دخوله البطولة القتالية الكبرى ، تمامًا مثل نائبه ، كان يظن أنه لا يوجد نبلاء يخاطرون بأنفسهم من أجل عامة الناس.

ولكن بعد أن بدأ في خدمة الملك ، أدرك غازيف لأول مرة أن مثل هؤلاء النبلاء موجودون ، ولكن للأسف ، كان هؤلاء النبلاء يفتقرون إلى السلطة.

كانت هناك العديد من الأرواح التي لم يستطع إنقاذها ، وكثير من الحوادث التي أدى فيها فخر النبلاء إلى رمي العقبات في طريقه*.

ㅤㅤ

(بسبب كبرياء النبلاء لم يستطع تأدية عمله بشكل المطلوب)

ㅤㅤ

ومع ذلك ، فإن الرجل الذي خدمه لم يستسلم. لقد استمر في العمل من أجل بناء مملكة حيث يمكن لشعبها أن يعيشوا حياة أفضل يومًا بعد يوم.

كان غازيف فخوراً بملكه رانبوسا الثالث. إذا لم يكن الأمر كذلك ، لكان قد انشق إلى الإمبراطورية عندما حاول الإمبراطور نفسه (جركنيف) كسبه في ساحة الحرب.

على الرغم من اعتقاده ذلك ، اندلعت سحابة سوداء في قلبه.

ما قاله الملك هو الحقيقة ، وكان لديه النظرة الصحيحة للأمور. كان الملك دائمًا مليئًا بالرحمة ، لكن غازيف كان يعرف سبب اتخاذ الملك مثل هذه اللهجة القاسية.

بعد الاضطراب الشيطاني ، تحول ميزان القوى بين الفصيلين بشكل كبير.

تنقسم المملكة إلى فصيلين ، الفصيل الملكي الذي يدعم الملك وفصيل النبلاء ، وكانا يتقاتلان على السلطة بإستمرار. حافظ الفصيلان على التوازن لفترة طويلة ، ولكن الآن توسع الفصيل الملكي ، بينما تقلص فصيل النبلاء.

نظرًا لأن الملك قاد الجيش لصد جالداباوث ، فقد كان ينظر إليه الناس على أنه حاكم قوي ، وقد ألقى عدد لا بأس به من النبلاء دعمهم وراء الملك. وبالتالي ، لا يستطيع الملك أن يظهر الضعف هنا. ومع ذلك ، فإن قول ذلك يعني―

"ومع ذلك، الكابتن المحارب لديه وجهة نظر ، أليس كذلك؟ يمكننا تجنب الحرب من خلال تسليم مدينة واحدة. كما أن على الملك واجب منع المعاناة التي لا داعي لها لشعبه. ألن يكون الملك الحقيقي على استعداد لتمزيق جسده من أجل شعبه؟ "

الشخص الذي تحدث كان من فصيل النبلاء. كانت الكلمات جميلة ، لكن تم حسابها لتقليل مساحة الأرض التي يسيطر عليها الملك ، وعلى هذا النحو ، دحضها الفصيل الملكي على الفور.

"تلك الأرض هي مِلك الملك! إذا كنت تريد أن تتنازل عن الأرض للعدو ، فلماذا لا تُسلم أرضك له أولاً؟! "

جاء الرد بنفس السرعة

"ما هذا الهراء؟! طلبت الإمبراطورية إي-رانتيل ومحيطها! هل تعتقد حقًا أنهم سيقبلون أرضي والتي هي على الجانب الآخر من المملكة؟ لماذا لا تفكر قبل أن تتكلم ؟! "

نما الفصيل الملكي وأصبح أقوى ، في حين أن فصيل النبلاء أصبح أضعف. هذا ببساطة جعل فصيل النبلاء أكثر يأسًا في عرقلة الملك.

التوازن المضطرب بين الفصيلين كان مصدر قلق غازيف. بمجرد انهيار التوازن بين الفصائل ، ستتكثف جهود فصيل النبلاء لإضعاف الملك. قد يؤدي ذلك إلى تقسيم المملكة إلى قسمين ويقاتل كل منهما الآخر.

وإذا كان الأمر هكذا ، سيتعين على الملك أن يتباهى بقوته لقمع أي محاولات تمرد من قِبل المتمردين المحتملين. لكن-

ألم يكن عدم القدرة على الاعتراف بالضعف أمراً خطيراً في حد ذاته؟

***

بعد أن ضاع في أفكاره ، عاد غازيف إلى الواقع بعد أن لاحظ أن بعض النبلاء من الفصيل الملكي يحدقون فيه بطريقة قاسية ، لا بد أنهم اعتقدوا أنه إنحاز سرًا إلى فصيل النبلاء لأنه اقترح تسليم أرض تحت سلطة الملك للعدو. في الوقت نفسه ، كانوا ينظرون إلى غازيف ، لكونه فلاحًا نسي سخاء الملك اتجاهه.

"همف! إذن ، لماذا لا تطلب من الملك أن يبادل أراضيك مع المنطقة المحيطة بـ إي-رانتيل، ثم يسلمها ؟! "

"كما لو أن الأرض يمكن تداولها بسهولة! ايها الأحمق!"

"أنت الأحمق هنا!"

اجتاح لهيب هذه المشاجرة الطفولية قاعة الاجتماع بأكملها. في الماضي ، كان من الممكن أن تنتهي مثل هذه النزاعات بالتعادل بسبب توازن القوى ، ولكن الآن أصبحت أصوات الفصيل الملكي أعلى من أصوات فصيل النبلاء.

في العادة ، كان الملك سيوقف هذا. لكنه الآن صامت ، ربما لأن العائلة الملكية كانت تتمتع بالميزة.

سيجد أي إنسان تقريبًا صعوبة في وضع حد للظروف التي تصب في صالحه. لابد أن الملك أراد أيضًا التنفيس عن إحباطاته مع فصيل النبلاء*.

ㅤㅤ

(أظن أن هناك خطأ في هذه الجملة من المفترض أن تكون الجملة "يُنفس عن احباطاته مع "الفصيل الملكي" وليس "فصيل النبلاء"" ولكن سأتركها كما هي)

ㅤㅤ

يبدو الأمر كما لو أنه يشرب سمًا حلوًا...

ببطء ، بدأ غازيف يشعر بسواد بارد في عيون فصيل النبلاء. تدفقت قشعريرة أسفل عموده الفقري

كان هجوم قائد الشياطين* (جالداباوث) هو سبب كل شيء.

ㅤㅤ

(كانت الكلمة الإنجلزية Archdemon وعندها عدة ترجمات منها " قائد الشياطين ، شيطان عظيم ، شيطان أعلى" وأنا اختر واحدة منهم ، Archdemon يصنف أنه فوق الشيطان العادي ولكن تحت لورد الشياطين)

ㅤㅤ

في ذلك الوقت ، كان قرار الملك بقيادة رجاله إلى المعركة هو الأفضل. بدون مساعدته ، ربما إنكسرت خطوط المعركة وتم تجاوز المغامرين. لو سقط فريق الوردة الزرقاء معهم ، لكانت المملكة في ورطة كبيرة.

ومع ذلك ، عندما نظر غازيف إلى المشهد الذي يتكشف أمامه لم يسعه إلا التفكير في أنه ربما كان يجب عليه اختيار طريقة أخرى في ذلك الوقت.

كيف كان سيكون هذا الإجتماع هذه لو كان توازن كلا الفصيلين متساويًا؟

لا أعرف ، لكن ... آه ، هذا صحيح ، ماذا لو خسرنا هذه الحرب مع الإمبراطورية؟ هل سنواصل المقاومة حتى النهاية؟ أم لا ؟ سيخسر الفصيل الملكي قدرًا كبيرًا من قوته على الفور ، بينما سترتفع قوة فصيل النبلاء. هل سنعود إلى الأيام التي كان فيها الجانبان متكافئين بالتساوي بعد هذه الحرب؟ أم أن ميزان القوى سينهار بالكامل وتغرق البلاد في حرب أهلية؟ هل سيكون هذا على ما يرام ؟

لقد كره هذا الشعور ، والشعور بأنه على الرغم من اتخاذ خياراته الخاصة ، إلا أنه في النهاية كان لا يزال يتم التلاعب به من قبل شخص آخر.

هل يمكن أن يكون كل هذا قد تم التخطيط له منذ اللحظة التي التقيت فيها بغون دونو؟ لا ، لا أريد أن أعتقد أن الأمر كان ذلك. تحدثنا مع بعضنا البعض لفترة وجيزة فقط ، لكن لم أشعر بأنه من هذا النوع من الأشخاص بالنسبة لي.

من الطريقة التي خاطبه بها غازيف بشرف واحترام حتى في خطابه - وأفكاره الداخلية - كان من الواضح أنه لا يحمل أي نوايا سيئة تجاه الساحر آينز أوول غون ، على الرغم من أنه أصبح الآن عدوًا.

ㅤㅤ

(غازيف هو من لا يحمل نوايا سيئة اتجاه آينز ويخاطبه بإحترامه حتى في أفكاره)

ㅤㅤ

... ربما يمكنه السيطرة بشكل سلمي على ... آه ، لا ، إذا واصلت التفكير بهذه الطريقة فسيكون ذلك بمثابة خيانة.

"أعتقد أن الوقت قد حان لوقف هذا الشجار التافه."

قطع صوت ذكر عميق هذه الفوضى - صمت الجميع أثناء محاولتهم العثور على مصدره.

عض غازيف ، كان من المفترض أن تكون هذه مسؤولية الملك (مسؤولية إسكات الجميع) ، ولكن شخص آخر أخذ هذا الدور.

كان ذلك الانتصار مثل العسل الحلو...

لم يعتقد أنها كانت مشكلة كبيرة. ولكن هل ينسى الملك نفسه بهذه الحلاوة؟ هل سيختفي الملك الذي يفتخر به غازيف؟ لم يستطع محو هذه الأفكار من عقله.

"جلالة الملك ، بما أننا على يقين من أن الإمبراطورية على وشك الغزو ، يجب علينا أيضًا الاستعداد للحرب."

"ماركيز رايفن ، صاحب الجلالة وحده من― "

قاطع ماركيز رايفن تلك الكلمات والتي كان يتفوه بها أحد النبلاء والذي ينتمي إلى فصيل النبلاء.

"-لحظة من فضلك. إذا هُزمت قوات جلالة الملك ، فمن يدري أين ستهاجم الإمبراطورية بعد ذلك؟ لذلك ، سأتعاون بشكل كامل مع جلالة الملك من أجل حماية منطقتي".

ساد الصمت بين الجميع.

جنود المملكة هم مواطنون عاديون يتم تجنيدهم ، وتختلف قوتهم اختلافًا كبيرًا عن فرسان الإمبراطورية المحترفين. الطريقة الوحيدة لهزيمة ميزة الإمبراطورية في جودة قواتها كانت بالتفوق عليهم بأعداد هائلة. كانت هذه هي الطريقة التي سارت بها الأمور في السنوات القليلة الماضية. إذا لم يتمكنوا حتى من حشد ما يكفي من القوات لمواكبة ومجاراة الإمبراطورية ، فإن نتيجة الحرب كانت بالفعل نتيجة مفروغ منها.

بعد سماع كلمات رايفن ، تخيل أعضاء فصيل النبلاء فرسان الإمبراطورية وهم يدمرون أراضيهم أيضًا.

وكان أول من أعلن دعمه للملك النبلاء الذين امتلكوا أرضًا بين العاصمة و إي-رانتيل، تلاهم النبلاء الذين تربطهم صلات وثيقة بالمجموعة الأولى ، وفي النهاية تعهد جميع النبلاء بدعمهم.

"حسنا ، إذن ، سوف نؤخر ردنا على الإمبراطورية قدر المستطاع ، ونجمع قواتنا في المكان المعتاد قبل أن نعلن الحرب. بطبيعة الحال ، سأذهب كذلك ".

"من فضلك دعني أنضم إليك في ساحة المعركة ، أبي!"

كان صاحب الصراخ هو الأمير باربرو ، الذي كان جالساً بصمت بجانبه حتى الآن.

"…لا لا. ليست هناك حاجة لإزعاج نفسك و الذهاب لميدان الحرب بما أنك من سيخلف العرش. سأذهب هذه المرة ، أخي. "

استدار الأمير باربرو أولاً إلى الشخص الذي تحدث من بجانبه ، الأمير الثاني زاناك. كانت إجابة باربرو قصيرة ومباشرة.

"لا حاجة؟!"

كان رده مليئا بالعداء.

كان اقتراح زاناك منطقيًا. نظرًا لأن الملك كان متجهًا بالفعل إلى ساحة المعركة ، فسيكون من الخطير جدًا إحضار ابنه الأكبر معه. لقد فهم باربرو ذلك ، ولكن مع ذلك ، فإن رفضه جاء من كراهيته لزاناك.

وقد نشأ هذا أيضًا من الاضطراب الشيطاني.

خلال الاضطرابات الشيطانية ، قام زاناك بدوريات في العاصمة وحصل على ثناء العديد من المواطنين ، و من جهة أخرى ، اختبأ باربرو داخل القصر. نتيجة لذلك ، زاد عدد النبلاء الذين يدعمون زاناك بشكل حاد أيضًا.

من النظر اليه ، لم يبدو زاناك بطوليًا بشكل خاص ، والتباين بين مظهره وأفعاله الشجاعة جعله يبرز. على العكس من ذلك ، بدا باربرو مثيرًا للإعجاب ، لكن عدم فعله لشيء جعله يبدو جبانًا. من أجل محو هذا العار ، أراد باربرو الذهاب إلى ساحة الحرب لإظهار شجاعته القتالية.

كان الأمير الأول (باربرو) محاربًا موهوبًا بشكل معقول ، تماشياً مع مظهره. ومع ذلك ، كان لا يزال يعيش حياة محمية ، ولم يكن قويًا بما يكفي ليهزم شخصًا مثل الحارس الشخصي للأميرة رانار ، كلايمب ، الذي درب نفسه بلا كلل.

ومع ذلك ، لا يزال من الممكن القول إنه أقوى مقاتل في العائلة الملكية. شخص مثله لم يستطع تحمل الخسارة أمام زاناك ، الذي كان وزنه يعني أنه بالكاد يستطيع الحفاظ على توازنه بعد أرجحت السيف مرة واحدة. على الرغم من أن ماركيز رايفن قد قال ذات مرة ، "ما فائدة سيف الملك؟" ، كان باربرو يعلم أنه أدنى مرتبة من زاناك من الناحية الفكرية ، وعلى هذا النحو ، كان أكثر إصرارًا على عدم الخسارة في تخصصه المختار.

بغض النظر عن أي شيء ، لا يمكن للمرء أن يتخلف وراء خصمه في لعبة العروش.

تألمت أحشاء غازيف عندما فكر في الأزمات المحتملة المختبئة داخل المملكة.

على الرغم من أنه أراد الاستقالة من منثبه بعد أن يتنازل الملك عن العرش ، ويكرس نفسه لحماية رانبوسا الثالث ، ولكن سيكون ذلك صعبًا.

علاوة على ذلك ، إن استقالته من منصبه كـ الكابتن المحارب تعني أنه لن ينقذ الأرواح التي من الممكن انقاذها ، ولهذا قد لا يسمح له الملك بإستقالة في المقام الأول.(لن يسمح له بإستقالة من منصبه ويجعله يبقى مع من يخلف العرش)

إذا كان هناك شخص في مستواه يمكن أن يحل محله ، فسيجعله ذلك سعيدا ، ومع ذلك ، لم يستطع التفكير في مثل هؤلاء الأشخاص. كان هناك شخص واحد قوي مثل غازيف، لكن هذا الشخص لن يوافق أبدًا على أن يصبح الكابتن المحارب في مكانه.(يقصد برين)

ما الذي يخطط برين للقيام به في المستقبل؟ ما الذي يفكر فيه؟

على الرغم من أن برين أصبح تابعًا مباشرًا للأميرة رانار ، كان لدى غازيف شعور بأنه سيغادر قريبًا. إذا اختفى بالفعل ، فمن المحتمل أن يكون ذلك من أجل صقل مهاراته في السيف. كرجل يتواجد دائما في القصر ، لم يستطع غازيف إلا الإعجاب بأسلوب الحياة هذا.

تذكر غازيف مهارة برين في المبارزة.

بعد الاضطراب الشيطاني ، خاض غازيف وبرين مباراة ودية بينهما.

على الرغم من أن غازيف قد انتصر في تلك المباراة الخطيرة ، إلا أنه شعر بالساعات التي قضاها برين في تدريبه على السيف بينما كانت ريح مرور سيفه تتطاير في شعره.

على الرغم من كل ما يعرفه ، قد ينتهي الأمر ببرين ليصبح أقوى منه في غضون بضع سنوات.

إذا وافق برين على أخذ مكاني كـ كابتن المحاربين ، فسأركز كل جهودي على تدريب الجيل القادم ، حتى تحصل المملكة على نصيبها من المحاربين المهرة في المستقبل.

"أنا أوافق بالتأكيد!"

قاطع صوت ماركيز بولوب أفكار غازيف. الآن ليس الوقت المناسب للقلق بشأن المستقبل البعيد.

" طالما سمح الملك ، سأقوم بإعارة جزء من أقوى جنودي ليعملوا كحراسه الشخصيين. ماذا عن ذلك يا جلالة الملك؟ "

”أومو. كابتن المحاربين ، ما رأيك؟ "

لم يستطع التظاهر بأنه لم يسمع. كان ذلك سيكون غير ملائم ، حرك رايفن حاجبيه وتظاهر غازيف بعدم رؤيته.

يبدو أن ماركيز بولوب ، الذي دعم الأمير باربرو ليكون الملك القادم ، يقترح وضع باربرو في ساحة الحرب. ومع ذلك ، لم يكن لدى غازيف أي دليل على ذلك ، لذلك لم يكن هناك سوى إجابة واحدة يمكنه تقديمها.

"أعتقد أن كل هذا يتوقف على رأي جلالة الملك."

أومأ الملك برأسه بعمق ، وشعر غازيف فجأة بآلام الذنب.

"حقا ... حسنًا ، إذا كان هذا هو الحال ... فعندئذ يجب أن تأتي أيضًا." (الملك يخاطب باربرو ليأتي إلى الحرب)

"نعم! سأقطع بالتأكيد رأس الإمبراطور المزيف وأهديه لك أبي! "

وبينما كان يستمع إلى رد باربرو الحماسي ، لم يسع غازيف إلا أن يأمل في أن تزيل الاستعدادات الوشيكة غيوم القلق التي تتشكل على قلبه.

♦ ♦ ♦

كانت قدرة ماركيز رايفن السياسية لا يعلى عليها بين النبلاء الستة العظماء ، لذلك يتوقع المرء أن يكون المكتب الذي أظهر فيه قدراته مكتبًا مثيرًا للإعجاب. ومع ذلك ، لم يكن هذا هو الحال. سيتفاجأ الكثير من الناس إذا علموا أن العديد من القرارات المتعلقة بمستقبل المملكة قد تم اتخاذها في مثل هذا المكان المتواضع والضيق.

امتلأ الجزء الداخلي من الغرفة بأرفف الكتب ، وتم ترتيب الكتب والمخطوطات بدقة بطريقة تشير إلى شخصية مالكها. ومع ذلك ، ليست هذه الأشياء هي التي تجعل الغرفة تبدو ضيقة ، على الرغم من أنها كانت جزءًا من سبب ذلك.

لا يمكن رؤية السبب الأكبر بالعين المجردة.

تم بناء منزل رايفن من الطوب المطلي بالجص. كان هذا مألوفًا عندما يتعلق الأمر ببناء منزل نبيل ، ولم يكن مكتب رايفن استثناءً.

ومع ذلك ، تم طلاء الجزء الداخلي من تلك الجدران بألواح نحاسية كانت تغلف الغرفة بأكملها.

تم إجراء ذلك لإعاقة التعويذات المستخدمة للتنصت أو المراقبة أو الكشف عن موقعه.

الغرفة الضيقة التي لا تحتوي حتى على نوافذ تُشعر المرء بالضيق ، ولكن من وجهة نظر الأداء مقارنة بالسعر ، كانت عملية ويجب تحملها.

عند عودته من قصر فالنسيا ، إتجه رايفن مباشرة لهذا المكتب ، والذي يحتوي على دفاعات سحرية مثالية. عَبَر إلى الجانب الآخر من مكتب عمله الثقيل قبل أن يجلس على كرسيه ، بطريقة توحي بأن طاقته قد نفدت تمامًا.

ثم غطى وجهه بيديه. أي شخص رآه لن يفكر في نبيل عظيم يتمتع بسلطة وامتياز لا مثيل لهما في المملكة ، فقط رجل في منتصف العمر أنهكه ثقل الضغط والمسؤولية.

نفث شعره الأشقر المتناثر واتكأ على الكرسي بينما كان وجهه ملتويًا.

ربما كان ذلك بسبب استراحته الآن ، لكن التوتر المتراكم خلال الإجتماع السابق تحول إلى غضب ملأ قلبه. في غضون لحظات ، تجاوز قدرته على الاحتواء وانفجر في الهواء بصراخ عظيم.

" جميعهم أغبياء!"

لا أحد يفهم ما كان يجري. لا ، إذا كان شخص ما قد فهم الموقف واستغل هذا الموقف ، فسيكون مخطط بارعا بالفعل.

في الوقت الحالي ، كانت المملكة في خطر كبير.

أدت الحرب المتكررة ضد الإمبراطورية إلى مشاكل حادة مثل نقص الغذاء ، وبعد ذلك كانت هناك قضايا أخرى بدأت تتعجل. السبب الوحيد لعدم ظهور تصدعات في المملكة حتى الآن هو أن النبلاء كانوا يؤمنون بصدق "أننا بحاجة فقط إلى الصمود لفترة أطول قليلاً حتى ينهار الفصيل الآخر أولاً".

استخدمت الإمبراطورية محاربين محترفين معروفين بالفرسان ، لكن المملكة لم يكن لديها جنود مكافئون بين صفوفهم. لمقاومة غزوات الإمبراطورية ، احتاجوا إلى تجنيد الفلاحين. وكانت نتيجة ذلك أن القرى في كل مكان تعاني من نقص في القوى العاملة لفترة من الزمن.

كان لدى الإمبراطورية فهم قوي لممارسة التجنيد الإجباري في المملكة ، وبالتالي أعلنوا الحرب خلال موسم الحصاد.

خلال الموسم الأكثر ازدحامًا في قرية زراعية ، لا يمكن المبالغة في تقدير تأثير الذكور البالغين - أهم مصدر للعمالة - لمدة شهر واحد. بطبيعة الحال ، فإن فكرة عدم التجنيد الإجباري خطرت ببال الكثير من الناس ، ولكن في مواجهة جيش الإمبراطورية ، الذين كانوا أفضل ، تدريبًا وتسليحًا ، لم تستطع المملكة حشد أي مقاومة دون ثُقل الأعداد من جانبهم.

كانت هناك مرة واحدة أدى فيها نقص المجندين إلى خسائر فادحة للمملكة. لحسن الحظ ، نجح الهجوم المضاد الذي قاده غازيف، مما أسفر عن مقتل اثنين من الفرسان الأربعة "السابقين" ووضع حد للحرب ، لأن كلا الجانبين قد انتصر وخسر. لكن الحقيقة هي أن المملكة أُضعفت ، وفي ظل خسارة العديد من المواطنين ، خرجت المملكة متضررة أكثر.

وحتى في ظل هذه الظروف...

"أولائك الأغبياء القذرون! هذا الصراع على السلطة الأحمق! هؤلاء البلهاء ، يتقاتلون على مقعد غبي! "

كان ماركيز بلومراش ، أحد النبلاء الستة العظماء ، قد خان المملكة ببيع معلوماتها إلى الإمبراطورية. انقسم النبلاء إلى فصيلين وكانا يناضلان من أجل الهيمنة. كان الأميران يتطلعان إلى الخلافة مثل كلاب تتنازع على عظم.

قام ماركيز رايفن بضرب مكتبه مرارًا وتكرارًا ، معربًا عن غضبه.

"الملك ليس أفضل حالا أيضًا! إنه ليس غبيًا وليس مهووساً بالسلطة ، لكنه لا يفكر على الإطلاق! إذا لم يتخلى عن مقعده قريبًا ، فلن يؤدي ذلك إلا إلى تفاقم أزمة الخلافة! أعطته الأميرة رانار فرصة جيدة من خلال جعل الأمور مواتية للفصيل الملكي ، لذلك يجب عليه الإسراع ونقل السلطة إلى الجيل التالي! "

أثناء الاضطراب الشيطاني ، كانت الأميرة رانار هي التي شجعت الملك على الإنضمام للقتال.

وبسبب ذلك ، ازداد نفوذ الفصيل الملكي بشكل كبير ، وكان من المفترض أن يكونوا قادرين على وضع الأمير زاناك على العرش إذا كانوا قد دافعوا عن ذلك في ذلك الوقت. لكن-

"انتهى الأمر بهذا الشكل لأنه أشفق على ابنه الأول. ليس الأمر وكأنني لا أفهم مشاعره ، لكن لا أحد يفكر فيما هو مهم! لا أحد على الإطلاق! "

يوجد بالفعل مثل هؤلاء الأشخاص ، الذين يفكرون بطريقة صحيحة ، لكن للأسف معظمهم موالون لرايفن.

ما كان ينبغي له أن يضعهم جميعاً تحت جناحه. بدلاً من ذلك ، كان يجب أن ينشرهم بعناية في جميع الفصائل الأخرى وأن يكون لهم تأثير على القادة من الداخل. ومع ذلك ، لم يكن استفزازه موجهًا إلى نفسه لأنه لم يفعل ذلك في وقت سابق ، بل كان موجهًا إلى أعضاء الفصائل الأخرى ، الذين تسبب ضعفهم العقلي في إصابته بالصداع.

"جميعهم أغبياء!"

صرخ رايفن في إحباط عندما كان يفكر في هؤلاء الحمقى الذين لا يمكنهم الرؤية إلى المدى البعيد.

"― مع ذلك ، ماذا علي أن أفعل؟ فكر ، رايفن ، فكر! "

نما إحباط رايفن مع هدوء تنفسه.

كان عليه أن يفكر في كيفية الحفاظ على استمرار المملكة ، حتى في مواجهة الأخطار المقبلة.

"بادئ ذي بدء ، هذه الحرب مع الإمبراطورية خطيرة ، خاصة إذا كانت هذه الحرب مع آينز أوول غون تتطلب قوة عظمى. يجب أن أبدأ بافتراض أنه يمكن أن يتسبب بنفسه في وقوع أكثر من 10 آلاف ضحية قبل أن أبدأ التخطيط الاستراتيجي. ثم في الوقت نفسه ، سأضغط من أجل أن يكون الأمير هو الملك القادم ... هل سيكون ذلك صعبًا للغاية؟ "

تحدث رايفن بالكلمات في ذهنه بصوت عالٍ بينما كان ينظم أفكاره. بصراحة ، أراد مشاركة هذا الأمر مع شخص ما ومناقشته معه. لهذا السبب دعم رايفن الأمير زاناك.

كان الأمير الثاني حليفه الوحيد - على الرغم من وجود الآن شخص آخر ، الأميرة رانار ، من بين أفراد العائلة الملكية. كلاهما أدرك الخطر الذي تواجهه المملكة ، واعتبرها رفيقة يمكنها التخطيط للمستقبل.

إذا استطاع فقط أن يصعد إلى العرش (زاناك) ، فسيخفف ذلك من العبء.

"... لا أعتقد أنه كان يمزح عندما وعد بأن يجعلني رئيس الوزراء. على الرغم من أن ذلك لن يخفف العبء كليا ، إلا أنه على الأقل سيحسن حالة المملكة ".

كان هدف رايفن الحالي هو وضع الأمير زاناك على العرش. إذا فشل في ذلك ، ستتخذ البلاد خطوة أخرى نحو الخراب.

"بمساعدة الأميرة رانار ، ستكون وظيفتي أسهل ، على الأقل."

تنهد رايفن بشدة وهو يعبر عن أفكاره وخططه المستقبلية.

حتى أن في بعض الأحيان كانت هناك أوقات أراد فيها ترك كل شيء والمغادرة.

في بعض الأحيان ، جعله القلق المفرط يفكر في تدمير المملكة بيديه ، على الرغم من أن هذا التفكير الخاص راوده مرة أو مرتين.

كان الأمر كما لو كان يحاول بناء قلعة من الرمال ، محاطة بصغار يحاولون ركلها ، في بعض الأحيان كان هو بنفسه يريد أن يدمر تلك القلعة الرملية ، فقط لحرمانهم من الرضا. ومع ذلك ، كان لديه سبب لتجاهل تلك الدوافع المدمرة والمضي قدما.

كان هناك طرق على الباب.

كان المكان الذي صدر فيه الصوت منخفضًا للغاية. للحظة ، أظهر رايفن تعبيرا مختلفا عن طبيعته. ربما يمكن القول أن تعبيره ذاب ؛ كانت حواجبه تتدلى ، وحتى زاويا فمه كانوا مسترخين بشكل غير معهود.

"هذا ليس جيدا. لا يمكنني صنع وجه كهذا ".

صفع رايفن وجهه بخفة ، لأن إرادته لم تكن كافية لاستعادة الكرامة المناسبة له. بعد أن قام بترتيب شعره الفوضوي ، التفت إلى الباب المعدني وتحدث حتى يسمعه الشخص الموجود على الجانب الآخر. رغم أن صوته كان عالياً ، إلا أنه احتوى على لطف مدهش ، حتى لا يعرف الطرف الآخر أنه كان غاضبا.

"ادخل"

تشير السرعة التي فُتح بها الباب الثقيل إلى مدى تطلع الطرف الآخر إليه.

على الجانب الآخر من الباب كان هناك ولد.

تم تلوين وجه الصبي البريء والرائع باحمرار طفيف على بشرة وجنتيه الشاحبة. بدا أنه يبلغ من العمر خمس سنوات تقريبًا ، وركض عبر الغرفة وتوقف عند ركبة رايفن.

" أنت تعلم أنه لا ينبغي عليك الركض في الداخل ، فهذه وقاحة."

جاء صوت أنثوي من وراء الفتى الصغير.

كانت امرأة ذات وجه جميل ولكن كان هناك جو كئيب يحيط بها. لم تكن تبدو وكأنها امرأة سعيدة. كانت ملابسها رائعة الصنع ، لكن ألوانها كانت باهتة.

انحنت المرأة بشكل أولي لرايفن ، ثم ابتسمت.

مع القليل من الإحراج ، ابتسم رايفن رداً لها.

متى بدأت زوجته تبتسم؟

عن غير قصد ، تذكر ماركيز رايفن الماضي.

عندما كان ماركيز رايفن شابًا ، كان قلبه مليئًا بالطموح والقيادة التي كانت السمة المميزة للشباب. وكان هدف هو العرش.

كان التطلع إلى العرش يعتر خيانة.

ربما شعر ماركيز رايفن الشاب ، المليء بالثقة في قدراته ، أنه ليس لديه هدف آخر يستحق أن يكون هدفه مدى الحياة. لتحقيق هذه الغاية ، عمل بهدوء ، ووسع نفوذه ، وراكم الثروة ، ووسع علاقاته ، وسحق أعدائه السياسيين.

لم يكن الزواج أكثر من جزء من خطته. طالما أنه يستطيع بيع هذا المنصب "منصب الزوجة" بسعر مرتفع ، لم يكن يهتم بنوع المرأة التي سوف تصبح زوجته ، اتضح أنها كانت امرأة جميلة ، لكنها قاتمة ، لكن رايفن لم يمانع. بعد كل شيء ، كان الشيء المهم هو العلاقات التي أقامها مع عائلة زوجته.

كانت حياتهم المنزلية عادية.

لا ، هذا ما شعر به رايفن. اعتنى بالمرأة التي تزوجها كأداة ، لكن لم يكن هناك حب بينهما.

ولكن الماركيز رايفن قد تغير كليا بسبب مسألة صغيرة.

أدار عينيه إلى الصبي الذي أمامه.

أول ما فكر به عندما علم أن لديه ابنًا هو أن لديه أداة أخرى ليستخدمها. ومع ذلك ، عندما كان الطفل حديث الولادة أمسك إصبعه بيديه الصغيرتين ، انكسر شيء ما داخل ماركيز رايفن.

كان هذا ابنه الناعم الصغير ، من المؤكد أنه لم يعتقد أنه كان رائعا. ومع ذلك ، عندما شعر بالدفء الذي يشع من إصبعه ، بدا كل شيء آخر في نظره سخيفًا فجأة.

شعر بأن العرش وكأنه قمامة بالنسبة له.

الرجل الذي كان مدفوعا بالطموح قد اختفى في مرحلة ما.

بعد ذلك ، عندما ابتسم رايفن بفضل زوجته التي أنجبت للتو ابنه ، تذكر بوضوح التعبير على وجهها. لقد كان مضحكًا ، حتى لو لم يقل ذلك بصوت عالٍ. كان تعبيرا يقول ، "من هذا الشخص؟"

بالطبع ، اعتقدت زوجته أن هذا كان مجرد تغيير مؤقت بسبب علمه أن لديه وريثًا. ومع ذلك ، استمر رايفن في التغيير بعد ذلك ، واستمرت زوجته تتساءل عما إذا كان هناك خطب ما به.

في النهاية ، عندما نظرت زوجته في زوجها قبل تغييره وبعده ، توصلت إلى استنتاج مفاده أنها تفضل رايفن الجديد ، وتغير موقفها أيضًا. كان الاثنان ، أخيرًا ، زوجين عاديين.

مد رايفن يده لأسفل ورفع ابنه ، الذي كان يحاول تسلق ركبته.

ابتسم الصبي فرحًا وهو جالس على فخذ رايفن. كان يشعر بحرارة جسده من خلال ملابسه ، والوزن المألوف أشعره بالراحة وملأ صدره ارتياح دافئ وثابت.

الآن ، كان لدى رايفن هدف واحد فقط.

" التنازل عن أراضيه لابنه في حالة ممتازة." لقد كان هدفًا لأي أب نبيل.

نظر رايفن بحرارة إلى الصبي على ساقه ، وتحدث إليه.

"ما هو الأمر تشو؟ ري تان؟ تشو تشو ~ "

شخصان فقط في العالم سيشاهدان نبيلًا عظيمًا يُجعد شفتيه ويقول "~ تشو ".

أحدهم ، الصبي ، والذي يبتسم فرحًا.

"... عزيزي ، الحديث معه سوف يُأثر على قدراته اللغوية."

"همف! هراء ، هذه مجرد شائعات لا أساس لها من الصحة ".

بعد قوله هذا ، قرر رايفن أنه سيكون أمرًا سيئًا إذا قام بتربية ابنه بشكل سيء.

نظرًا لأنه ابنه ، يجب أن يكون موهوبًا جدًا. أو بالأحرى ، كان الأمر جيدًا حتى لو لم يكن موهوبًا ، ولكن بصفته أحد الوالدين ، كان عليهم التزام باكتشاف أو تنمية قدرات أطفالهم. على هذا النحو ، سيكون أمرًا سيئًا إذا أثروا عليه سلبًا. ومع ذلك ، فقد رفض التخلي عن ألقاب المحبة له.

كان الحب أفضل معلم بعد كل شيء.

"أليس هذا صحيحًا ، ري تان؟ ماذا جرى؟ هل تريد إخبار بابا بشيء ما؟ "

تجاهل رايفن تعبير زوجته المضطرب وسأل مرة أخرى.

"هههه ، حسنًا ~"

بدا وكأنه يريد مشاركة سر من نوع ما ، انطلاقًا من الطريقة التي غطى بها فمه بيديه الصغيرتين. عندما رأى تلك الحركة ، ذاب قلب رايفن ، وانخفضت زوايا عيونه ، وصنع وجهًا لا يتوقعه المرء أبدًا من الرجل الذي تمت الإشارة إليه على أنه أفعى.

"ماذا؟ تريد أن تخبر بابا ~ ؟ آه ما الأمر؟ "

"عشاء الليلة ~"

"مم ، مم!"

"إنه المفضل لدى بابا!"

"هواا! سيكون بابا ~ سعيدا جدا! ماذا على العشاء الليلة؟ "

"إنه سمك الغابوا بالزبدة والليمون."

"هل هذا صحيح؟ ما الخطب!؟ ري تان؟ "

رأى رايفن تعبير غير سعيد على وجه ابنه وتبعه بشكل محموم بسؤال.

"أردت أن أقول ذلك!"

بدا البرق وكأنه يومض خلف ظهر رايفن.

"حقا ، أعني ، هل هذا صحيح؟ حسنًا ، هذا خطأ بابا. رجاءً سامحني. ري تان ، هل تريد أن تخبرني بأي شيء؟ "

عندما نظر إليها رايفن بحاجبين مجعدين ، غطت زوجته وجهها ، وهي لا تعرف ماذا تفعل.

"ري تان ، لماذا لا تخبر بابا ~؟"

وبنفس الانزعاج ، هز الصبي رأسه جانباً. بدا رايفن وكأنه قد تعرض للتو لصدمة هائلة ، يائسًا جدًا لدرجة أنه أراد أن يموت.

"أنا آسف حقًا ، ري تان ، بابا~ معتوه ولذلك نسيت ~ ، هل يمكن أن تخبرني؟"

عندما رأى أن الطفل الصغير يُلقي نظرة خاطفة على تعبيراته ، كان على بعد خطوة واحدة فقط من كونه أباً.

"ألن تخبر بابا ~؟ بابا ~ سوف يبكي "

"إنئـ- حسنًا ، إنها سمكة بابا المفضلة ~"

” حقا! بابا سعيد للغاية لسماع ذلك! "

لم يستطع رايفن إلا أن يُقبل خدود ابنه الوردية مرارًا وتكرارًا. دغدغه ، وضحك الصبي ببراءة.

"حسنًا ، فلنذهب لتناول العشاء!"

"―- لا أعتقد أنه جاهز بعد."

"حقا"

شعرت وكأن حوضًا من الماء البارد قد ألقى على رأسه ، وانتشر تعبير منزعج على وجه رايفن ،. كان من السهل أن يطلب من الطهاة الإسراع ، لكنهم ما زالوا بحاجة إلى اتباع الخطوات المناسبة للقيام بعملهم ، ويجب تنفيذ هذه الخطوات في توقيت محدد. وبالتالي ، إذا قام بتعطيل روتين حياتهم بأنانية ، فلن يكون الطعام جيدًا كما ينبغي.

هذا هو السبب في عدم إعطاء رايفن تلك الأوامر ، حتى لو لم يكن سعيدًا بالانتظار. كان ذلك أيضًا لأنه أراد أن يحصل ابنه على أفضل وجبة ممكنة.

"حسنًا ، والدك في منتصف العمل. لنذهب."

"حسنا ~"

لم يستطع رايفن إخفاء وحدته التي شعر بها عندما سمع رد ابنه الحيوي.

”مهم! انتظر ، في الواقع ، لقد انتهيت من العمل ".

"حقا؟"

”أومو. لقد انتهيت حقًا من العمل ".

"…أحقا هذا؟ أم أنك تخطط فقط لتأجيله حتى الغد؟ "

"..."

حتى لو كانت زوجته تدحرج عينيها عليه ، لن يدع رايفن ابنه ينزل من على ركبته. أمسك الصبي بإحكام وتنهد وهو يشعر بالحرارة من جسد ابنه الساخن تتدفق إليه.

"... حسنًا ، لقد وصلت بالفعل إلى طريق مسدود على أي حال ،" تمتم. "ليس الأمر وكأنني سأنتهي من الأمر في يوم واحد."

لم يكن هذا عذرا. الحقيقة هي أنه لم يكن لديه أي شيء عاجل للعناية به.

بدا أن زوجته أدركت ذلك وأومأت برأسها عدة مرات.

"حسنا ، ولكن مع ذلك ... يبدو الأمر مزعجًا حقًا."

"هذا ما قلته. لست بحاجة إلى مزيد من الأذرع والأقدام لأقوم بعملي ، فقط إلى أدمغة جيدة ".

"ماذا عن أخي؟"

"إنه موهوب ، ولكن بالنظر إلى أن إدارة أملاك أسرتك تفرض ضرائب كافية كما هي عليه الآن. ، لا أعتقد أنني أستطيع أن ألقي المزيد من العمل عليه. هل تعرفين أي شخص آخر يمكن الوثوق به؟ "

كان رايفن قد طرح هذا السؤال عدة مرات ، وأعطته زوجته نفس الإجابة ؛ لا يوجد نبيل يمكنه العمل بنفس مستواك.

الحقيقة هي أنه إذا كان هناك مثل هذا الشخص ، فلن تكون حياته صعبة كما هي الآن. في النهاية ، كل ما يمكنه فعله هو البحث بين عامة الناس. إذا كان هذا مكانًا مثل الإمبراطورية ، حيث كان هناك نظام تعليمي وطني يقوم بتدريب الناس على الخدمة العامة ، لكان الأمر جيدًا ، لكن في المملكة ، كان البحث عن المواهب المخفية مثل العثور على إبرة في كومة قش. كل ما يمكنه فعله هو الاستماع إلى شائعات الموهوبين وتجنيدهم.

بينما كان يفكر في مقدار الوقت والجهد الذي سيحتاجه هذا ، غرق قلب رايفن. في هذه اللحظة ، كانت لدى ابنه فكرة جيدة وتحدث.

"بابا ~ ، أريد مساعدتك في العمل أيضًا ~"

"ري تان~ ، شكرًا جزيلاً لك! أنا أحبك ~ تشو أكثر من أي شيء آخر! "

لم يتوقف رايفن عن تقبيل ابنه ذو الفم الحلو. كانت هذه بلا شك أسعد لحظة في حياته.

بهذا يمكنه نسيان ضغوط حياته اليومية وتحقيق قدر ضئيل من السلام.

تعهد رايفن في قلبه حتى لو اضطررت للتضحية بنفسي ، سأحمي كل هذا.

‏‏‎ ‏‏‎

الجزء 2

‏‏‎ ‏‏‎

لقد مر شهران منذ إعلان الإمبراطورية الحرب ، والآن حان الموسم الذي جعل أنفاس المرء بيضاء. (الشتاء)

في قرى جميع أنحاء المملكة ، انتقل الجزء الأكبر من العمل من الخارج إلى الداخل. قلة من الناس غامروا بالخروج الآن. لم يكن الكثير من الناس ما زالوا يعملون ، حتى المغامرين الذين يعطون انطباعًا بأنهم يعملون على مدار السنة.

على الرغم من وجود حالات ظهرت فيها الوحوش الجائعة فجأة في القرى وكانت هناك طلبات طارئة لإستدعاء المغامرين ، إلا أنه لم يكن هناك الكثير للقيام به في معظم الأحيان. كان الدخول إلى منطقة مجهولة أكثر خطورة خلال هذه الفترة ، سواء أكان ذلك لاستكشاف آثار أو أراضي غير المعروفة خلال هذه الفترة ، وبسبب ذلك ، اعتبر المغامرون أن هذا شيء يشبه موسم الراحة ، ووجهوا طاقاتهم إلى التدريب أو الترفيه أو أعمالهم الجانبية.

ومع ذلك ، فإن مدينة إي-رانتيل لم تكن كذلك في الوقت الحالي. كانت مليئة بالحياة والنشاط.

ومع ذلك ، كان هذا الاضطراب مختلفًا إلى حد ما عن مدن المملكة الأخرى. لم يولد النشاط هنا من الطاقة المعتادة لحياة المدينة.

مصدر هذا النشاط جاء من القطاع الخارجي للجدران الثلاثة.

كان هناك عدد كبير من الناس ، وجميعهم تقريبًا كانوا يرتدون ملابس رثة. كان معظمهم من عامة الشعب. لكن أعدادهم كانت مذهلة - كان هناك حوالي 250 ألف منهم. بالطبع ، لم يكن لدى إي-رانتيل دائمًا الكثير من الأشخاص.

كان صحيحًا أن إي-رانتيل كانت حلقة الوصل بين التجارة وحركة المرور بين الممالك الثلاث ، حيث يتدفق الناس والمال والسلع وأشياء أخرى عبرها بحرية. وبسبب ذلك كانت المدينة كبيرة.

ومع ذلك ، لم يكن هذا في حد ذاته سببًا كافيًا لتعبئة قطاع واحد فقط بـ 250 ألف شخص.

في هذه الحالة ، لماذا كان هناك الكثير من الناس هنا؟

كان أفضل من يسلط الضوء على هذا الأمر هو مجموعة من الشباب.

حمل العديد من الشبان رماحًا خالية من الشفرات - أشبه بالعصي ، وطعنوا دمى مصنوعة من الخشب والقش يرتدون دروعًا صدئة.

كان هذا تدريبًا قتاليًا. نعم - الناس المجتمعون هنا اليوم ، كل 250 ألف منهم ، قد تجمعوا للحرب ضد الإمبراطورية.

رنت صرخات المعارك الصاخبة في كل مكان. بالطبع ، قلة من الناس صرخوا بموقف إيجابي. كان الخوف من الحرب القادمة مستحوذًا على معظمهم ، وقد تدربوا على صرف انتباههم عن القلق المزعج من أنهم لن يعودوا إلى منازلهم بعد ذلك.

ومع ذلك ، لم يكن جميعهم يمارسون التدريب بجدية.

كانت الحرب مع الإمبراطورية تحدث سنويًا ، وقد مات الكثير من الناس بالفعل ، كان هناك من يستلقون في أماكن غير متوقعة و كان هناك من عبروا عن إحباطهم لمن حولهم. و كان هناك من جلسوا وعانقوا ركبهم.

كلما تقدموا في السن ، كلما كان من المرجح أن يفعلوا ذلك.

لم تكن لديهم روح قتالية على الإطلاق وأرادوا فقط العودة إلى ديارهم أحياء.

كان هذا هو الوجه الحقيقي للجيش الملكي. ومع ذلك ، ما باليد حيلة. بادئ ذي بدء ، تم إحضارهم بالقوة. ثم قيل لهم أنهم سيضطرون إلى المخاطرة بحياتهم في حرب دموية من أجل عدم تحقيق أي مكسب لأنفسهم. حتى لو تمكنوا من العودة أحياء ، فإنهم سيعودون إلى الحصاد الضائع ، وستكون حياتهم صعبة للغاية ، مثل حبل مشنقة يخنقهم ببطء.

لم يكن هذا مختلفًا عن الإعدام المُطول.

مرت العربات من أمام هؤلاء الجنود وكانت العربات ممتلئة وتحمل كمية كبيرة من الطعام.

من الناحية المنطقية ، سيكون من الصعب إسكان وإطعام 3٪ من سكان المملكة في مدينة واحدة. ومع ذلك ، كانت إي-رانتيل هي خط المواجهة في الحرب مع الإمبراطورية ، وقد تم تصميمها لاستيعاب القوة العسكرية للمملكة.

بعد عدة معارك مع الإمبراطورية ، كانت المدينة مستعدة للتعامل مع 250 ألف شخص بسهولة. كانت مخازنهم ضخمة ، وربما كانت أكبر المباني في المدينة.

استمرت الإمدادات في التدفق على تلك المستودعات.

نظر الأشخاص الغير متحمسين بخوف إلى تلك العربات. كان الأمر كما لو كانوا يحدقون في الموت يزحف نحوهم ببطء.

الجميع يعرف ما سيحدث بعد ذلك.

كان هذا نقلًا واسع النطاق للحصص التموينية.

هذا يعني أن الحرب مع الإمبراطورية ستبدأ.

♦ ♦ ♦

كان هذا هو القطاع الأعمق من الجدران الثلاثة لـ إي-رانتيل.

في وسط المدينة كان قصر عمدة إي-رانتيل ، باناسولي غروزي دي ريتينماير ، على الرغم من أنه كان قصراً فخمًا يستحق قيادة المدينة ، إلا أنه لا يزال باهتًا مقارنة بالمبنى المجاور له.

كان هذا المبنى الأكثر إثارة للإعجاب في المدينة – فيلا الشخصيات المهمة –. تم إغلاقها عادةً ، ولم يُسمح إلا للعائلة الملكية أو المقربين منهم باستخدامها.

والآن ، في غرفة داخل هذه الفيلا ، اجتمع العديد من الرجال حول الملك رانبوسا الثالث والنبلاء العظماء.

وقف غازيف بصمت بجانب الملك الذي جلس على عرشه البسيط.

أحاط النبلاء بالطاولة الكبيرة في منتصف الغرفة ، وهم يحدقون في الخريطة الكبيرة المنتشرة على الطاولة. تم وضع العديد من قطع الشطرنج على الخريطة ، وتناثر عدد لا يحصى من الأوراق حول الطاولة ، والقوائم الاسمية ، وتقارير الاستطلاع ، وسجلات القتال ، وتقارير ظهور الوحوش وما شابه ذلك. على الرغم من وجود خدم يحملون الماء معهم ، ولكن الأن لم يتبق سوى القليل من الماء.

كان ذلك شاهداً على حدة المناقشات التي دارت هنا.

الحقيقة هي أن التعب قد بدأ بالظهور على وجوه النبلاء. كلما كبر الجيش ، كان هناك المزيد من الأشياء التي يجب مناقشتها ، والمزيد من القرارات التي يجب اتخاذها. بينما يمكن تفويض القضايا ذات المستوى المنخفض إلى المرؤوسين ، ولكن عندما تريد إجراء تعديلات مفصلة مع النبلاء الآخرين ، يجب أن يتم تنفيذ هذه المناقشات الدقيقة من قبل زعيم الفصيل.

بصفتهم نبلاء مع فخرهم على المحك ، لم يكن بإمكانهم تحمل إحراج أنفسهم أمام الآخرين ، الأمر الذي زاد من عبء عملهم فقط.

ومع ذلك ، فقد انتهى ذلك الآن.

ماركيز رايفن ، الذي بدا أنه الأقل إجهادًا من بين الجميع هنا ، فتح فمه للتحدث.

لا ، كان من الأفضل القول إنه كان دائمًا أول من يتحدث. ربما تم الاستهانة به باعتباره "خفاشًا" ، لكن لم يشك أحد في ذكائه. كان تَرَؤسه لهذه الاجتماعات بين الفصائل هي أسرع طريقة لإنجاز الأمور.

"شكرا لكم جميعا على عملكم الشاق ، أعتقد أننا انتهينا من استعداداتنا في الموعد المحدد. من الآن فصاعدًا سنبدأ مناقشة استراتيجية الحرب القادمة ضد الإمبراطورية ".

اجتاحت نظرة رايفن جميع الحاضرين ، أمسك ورقة ورفعها ليراها الجميع.

"هذا إعلان من الإمبراطورية وصل قبل عدة أيام. تنص على الموقع المقترح لساحة المعركة ".

نشأ مفهوم مواقع ساحة المعركة المقترحة من حقيقة أن ساحات القتال أصبحت على الدوام مواقع ملعونة أدت إلى ظهور الأوندد. لذلك ، طالما توصل الطرفان إلى توافق في الآراء ، فإنهم سيخصصون مواقع محددة حيث سيقاتلون ، يمكن أن يخوضوا المعركة هناك دون الإضرار ببلد بعضهم البعض.

بالطبع ، لم يتم خوض كل الحروب بهذه الطريقة. أو بالأحرى ، كان من النادر إبرام مثل هذه الاتفاقات. لكن المملكة والإمبراطورية قاتلا في ساحات معارك محددة خلال السنوات القليلة الماضية.

حتى لو أخذوا أرضًا جديدة ، فسيكون الأمر أكثر صعوبة مما يستحق إذا وُلِد أوندد في مكان قريب ، ولم يكن هناك فائدة من الدفاع عن الأرض من الغزاة إذا انتهى الأمر بأن الأرض أصبحت ملعونة وغير الصالحة للسكن على أي حال. كلا الجانبين يشتركان في نفس وجهة النظر ، ومن هنا جاءت الاتفاقات.

لهذا السبب ، تنهد أحدهم بارتياح عندما أعلن رايفن عن الرسالة. يجب أن يكون هذا النبيل قد اعتقد أن هذه الحرب ستكون مثل أي حرب أخرى ، بالنظر إلى الطبيعة المألوفة للإعلان.

"أما بالنسبة لساحة المعركة ، فهي هنا—"

"أليس نفس المكان القديم ، ماركيز رايفن؟ أين يمكن أن يكون؟"

"بالفعل. كما يقول ماركيز بولوب ، فإن ساحة المعركة هي نفس المكان مثل كل السنوات السابقة. تلك الأرض الملعونة التي يلفها الضباب ، سهول كاتز. على وجه التحديد ، المنطقة الشمالية الغربية ".

"بما أنه نفس المكان ، فهل يعني ذلك أن غزو الإمبراطورية سيكون كما هو دائمًا؟"

على الرغم من أن الإمبراطورية ادعت أنها تساعد الساحر آينز أوول غون في استعادة أراضيه المشروعة ، شعر معظم النبلاء أن هذا كان مجرد سبب لإعلان الحرب ضدهم كما فعلوا دائمًا.

لو كان هذا كل شيء ، لكان غازيف قد وافق ، لكن رايفن هز رأسه.

"لسوء الحظ ، ماركيز بلومراش ، لا يبدو أن هذا هو الحال. وفقًا لمصادري ، حشدت الإمبراطورية قدرًا كبيرًا من القوة العسكرية لهذا الاشتباك. لقد أرسلت أتباعي - فريق من المغامرين المصنفين سابقًا في تصنيف الأوريهالكم - لمتابعة هذا الأمر ، وعلى الرغم من أنهم غير متأكدين من الرقم الدقيق ، بناءً على شارات وشعارات النبالة ، فقد أرسلت الإمبراطورية ستة فيالق. "

"ستة؟!"

ساد الفزع بين النبلاء المجتمعين.

كان للإمبراطورية ثمانية فيالق من الفرسان ، ولكن في الحروب السابقة كان أكبر عدد فيالق قد تم إرساله هم أربعة فيالق. لكن هذه المرة ، أحضروا ستة فيالق كاملة.

"هل هم ... جادون؟"

السؤال جاء من نبيل مع تعبيرات مضطربة على وجهه.

احتوت فيالق الإمبراطورية الستة على 60 ألف رجل. كان لدى المملكة 250 ألف رجل ، ولكن على الرغم من أن لديهم ميزة في العدد ، كان العكس صحيحًا من حيث جودة القوات.

"لست متأكدًا تمامًا ، لكن قد نحتاج إلى اعتبار أن هذه المعركة قد لا تنتهي بمناوشة بسيطة."

في الحروب السابقة حتى الآن (حيث صراع 40.000 رجل من الإمبراطورية ضد 200.000 من المملكة ) كانت الإمبراطورية ستشن هجومًا ، والذي ستتصدى له المملكة ، وستكون هذه نهاية الحرب. كان هدف الإمبراطورية هو استنفاد المملكة ببطء وإهدار مخزونهم من الطعام ، لذا فإن مجرد إجبار المملكة على دخول الميدان من شأنه أن يحقق أحد أهدافهم.

إذا كانوا يخططون لفعل الشيء نفسه ، فلن تكون هناك حاجة لحشد 60 ألف رجل. إعتقد رايفن أن هذا يعني أن لديهم دافعًا آخر للقيام بذلك.

"يبدو أن زيادة الضريبة كان القرار الصائب الذي يجب اتخاذه."

لكن النتيجة هي أن تكاليف الحرب زادت ، الأمر الذي أصبح مصدر إزعاج.

في الماضي ، كانت معاركهم تدور في موسم حصاد في فصل الخريف. ولكن هذه المرة تم تقرير خوض هذه الحرب في فصل الشتاء ، مما يتطلب نفقات مثل الحطب والملابس الدافئة وما إلى ذلك والتي لم تكن هناك حاجة إليها من قبل.

هذه الحرب مولها الملك. إذا لم تزدد قوة الفصيل الملكي ، لكان من الصعب على الملك جمع الأموال ، وكانت سلطة الملك ستنخفض بشكل حاد.

"ومع ذلك ، ماركيز رايفن. ألا تعتقد أنهم حشدوا المزيد من الرجال أكثر من المعتاد من أجل إثارة إعجاب ذلك الساحر الذي يطلق على نفسه اسم الملك ، والذي قد تحالفوا معه ، أو أنهم فقط للعرض ؟ بعد كل شيء ، عدم حشد جيش كبير ضدنا سيؤدي إلى فقدان ماء الوجه أمام حلفائهم ".

"أعتقد أن هذا أمر محتمل للغاية. في الحقيقة ، نظرًا لأننا لم نتلق أي اتصال من آينز أوول غون هذا ، أظن أن هذا الحادث ربما يكون مدبراً من الإمبراطورية وأن آينز أوول غون هذا مجرد متفرج انجذب إلى هذا. قد لا يشارك حتى في هذا بمحض إرادته ".

شخصيا ، شعر غازيف أنه سيكون من الرائع لو كان هذا هو الحال بالفعل. بهذه الطريقة لن يحتاجوا حقًا إلى تكوين عدو لذلك الساحر العظيم ، وكم عدد الأشخاص الذين سينقذهم ذلك؟ ومع ذلك ، قد يكون مفرطً في التفاؤل.

فتح غازيف فمه الذي كان مغلقًا حتى الآن.

"هل لي أن أتحدث؟"

"بالتأكيد"

بإذن من الملك ، بدأ غازيف بإعراب عن عدم إرتياحه.

"لا أعتقد أن هذا هو الحال ، مع ارسال ثيوقراطية سلين تلك الرسالة ، لا أعتقد أن إعلان الحرب هذا مجرد خدعة ".

كان الاستياء واضحا على وجوه النبلاء.

كانت إي-رانتيل والمناطق المحيطة بها نقطة التقاء ثلاث دول. في كل مرة خاضت فيها المملكة والإمبراطورية حروبهما الصغيرة ، كان الثيوقراطيون يعلنون رأيهم و كانوا يقولون ، " إي-رانتيل والمناطق المحيطة بها تنتمي في الأصل إلى ثيوقراطية سلين. وقد استولت عليها المملكة بغير حق وعليهم إعادتها إلى أصحابها الشرعيين. ومن المؤسف للغاية أن تصبح هذه الأراضي التي تم الاستيلاء عليها بشكل غير لائق موضع صراع على السلطة "، وما إلى ذلك.

عندما سمعوا ذلك ، أراد كلا البلدين أن يطلبا منهم التوقف عن التدخل ، ولكن حتى الآن لم يحشد الثيوقراطيون قواتهم ، لذلك اعتقدوا أن خلافهم كان لفظيًا بحتًا.

لكن هذه المرة ، كانت النبرة التي اتخذوها مختلفة للغاية.

"الثيوقراطية ليس لديها سجلات عنه ولا يمكننا إصدار حكم في هذا الشأن ، ولكن إذا كانت هذه الأرض مملوكة بحق لأينز أوول غون ، فإننا نعترف بشرعية ادعائه".

هذا ما قاله بيانهم.

كان نبلاء المملكة غاضبين من هذا البيان ، الذي بدا وكأن الثيوقراطيون يتفوهون بالهراء. ومع ذلك ، كان هناك من فهم المعنى الحقيقي للوثيقة.

كان الثيوقراطيون يقولون ، "ليس لدينا نية لاستعداء آينز أوول غون" على المستوى الوطني. (استعداء ، جعله عدو لنا)

هذا يعني أن ثيوقراطية سلين ، أقوى دولة في المنطقة ، لم تكن مستعدة للمخاطرة بمواجهة ساحر واحد.

إعتقد غازيف أن هذا كان مفهوماً.

"لقد قضى بسهولة على أحد الكتب الستة المقدسة... وعلى الرغم من أنه قال إنه لم يقتلهم ، فإن ثيوقراطية سلين تشعر أنه سيكون فكرة سيئة أن تصنع عدوًا لشخص بهذه القوة. إذا تم جر آينز أوول غون إلى هذه الحرب من قبل الإمبراطورية ، فلن يحتاجوا إلى إصدار ذلك التصريح ".

"همف. إذن ماذا لو كان لديهم ساحر آخر؟ ألسنا نحن من يضم 250 ألف شخص؟ "

ضحك الكونت ليتون في مواجهة حذر غازيف ، و السخرية واضحة في صوته.

حارب غازيف الرغبة في تجعيد حواجبه. على الرغم من أنه فهم القوة المذهلة لذلك الساحر العظيم ، إلا أنه فهم أيضًا من أين أتى الكونت ليتون.

إذا لم يكن أدرى بالأمر ، لكان قد فكر بنفس الطريقة أيضًا.

على سبيل المثال ، كان هناك ساحر شهير في الإمبراطورية ، فلودر باراداين. كان اسمه معروفًا في البلدان البعيدة. ترددت شائعات عن قدرته على استخدام سحر الطبقة الخامسة أو السادسة ، ولكن بصراحة ، لم يعرف أحد مدى قوته حقًا.

كان ذلك لأنه لم يشارك قط في حروب الإمبراطورية ، ولم يستخدم سحره لهزيمة جيوش المملكة.

في حين أن الطبقة السادسة من السحر كانت مثيرة للإعجاب ، إلا أنه لم تكن هناك فكرة دقيقة عن مدى قوة هذه الطبقة من السحر.

حتى غازيف ، الشخص الذي نجا من معارك لا حصر لها كـ كابتن محارب المملكة ، شعر بهذه الطريقة.

لم يكن النبلاء عبارة عن سحرة ، ولكن ربما تم إخبارهم فقط عن السحر كجزء من تعليمهم. كثير من نبلاء المملكة لم يفكروا كثيرًا في فلودر ، معتقدين أنه ليس أكثر من ملصق لدعاية الإمبراطورية. النبلاء الذين لم يكن لديهم اتصال يذكر مع مستخدمي السحر مثل المغامرين كانوا أكثر عرضة للتفكير بهذه الطريقة.

كان الكونت ليتون واحدًا منهم. بالنسبة له ، كان السحرة أكثر بقليل من سحرة المسرح. بالطبع ، كان الكهنة الذين لجأ إليهم عندما كان مريضًا أو مصابًا أمرًا مختلفًا.

"... لا أعتقد أن هذا صحيح تمامًا. قد يكون من الصعب جدًا التعامل معهم إذا استخدموا سحر الطيران والهجوم بتعويذات تأثير المنطقة. يمكن أن تكون الهجمات بعيدة المدى مدمرة للغاية. بالطبع ، لا يقوم السحرة المحترفون بأشياء لا تفيدهم. ومع ذلك ، فإن معاملة الإمبراطورية لآينز أوول غون غريبة للغاية. لن يذهبوا إلى هذا الحد لو كان مجرد ساحر عادي ، لذلك من الأفضل لنا أن نبقى على أهبة الاستعداد ".

هذه الكلمات القاسية تحدثت بها مارغريف أوروفارنا ، الذي كان شعره الأبيض ووجهه المتجعد ينقلان الكرامة الصارمة لكبار السن. باعتباره الأكبر من بين النبلاء الستة العظماء ، كان على النقيض من الكونت ليتون الشاب. كل كلمة وإيماءة له جعلت الكونت يومئ متفقا على مضض. ومع ذلك ، كان هناك شخص عارضه - ماركيز بولوب.

"همف! من هذا آينز أوول غون؟ مثلما قال ليتون ، ماذا يستطيع رجل واحد أن يفعل؟ إذا طار في الهواء ، سنطلق عليه السهام. نفس الشيء إذا هاجم من بعيد. ماذا يمكن لساحر واحد أن يفعل؟ تلك القصص عن السحرة الذين يغيرون مجرى ساحة الحرب بأنفسهم هي مجرد قصص! "

"... أستميحكم ​​عذرا ، ولكن أليس من الممكن أن تكون بعض الملاحم البطولية حقيقية؟"

"أعتقد أن الكابتن المحارب دونو ليس بحوزته كل الحقائق. تم تزيين القصص للفت الانتباه. بعد المبالغة في الحقائق ، القصص بعيدة عن الواقع. يزداد هذا الأمر سوءًا فقط عندما ينشر الشعراء قصصًا يسمعها شعراء آخرون ".

"ومع ذلك ، إذا تمكنوا من جمع الكثير من السحرة الذين يمكنهم استخدام 「كرة النار」 -"

"وما مدى احتمالية تمكنهم من جمع مجموعة كاملة من الأشخاص الذين يمكنهم استخدام 「كرة النار」 ، همم ، الكابتن المحارب دونو ؟"

"أنا ... أعتقد أن هذا صعب جدًا."

「كرة النار」 كان تعويذة من الطبقة الثالثة. سيكون من المستحيل تجميع عدد كبير من السحرة الذين يمكنهم استخدام هذه التعويذة ، حتى لو كان لدى المرء اكاديمية تعليم السحر مثل تلك الموجودة في الإمبراطورية.

"إذن ، أليس هذا هو الجواب؟ السحر سلاح جيد ، لكن مهما كانت قوته ، لا يستطيع رجل واحد تغيير مجرى الحرب! أنت أيها الكابتن المحارب دونو مثال ممتاز ، لا يمكن لأي شخص أن يضاهي مهاراتك في مبارزة ، ولكنك لن تستطيع أن تقتل عشرات الآلاف من الأشخاص دفعة واحدة! "

لقد كان محقا. لم يجد غازيف أي شيء لدحض حجة ماركيز بولوب.

كانت تلك الحكايات عن قتل عشرة آلاف رجل بتعويذة واحدة مريبة في أحسن الأحوال. حتى تلك الجدة ، ريغريت بيرس كاوراو* والتي كانت أحد أعضاء الأبطال الثلاثة عشر ، لم تستطع إنجاز مثل هذا العمل.

ㅤㅤ

(يقصد تلك العجوز التي ظهرت في فصل الإستراحة في المجلد 7 مع بلاتينيوم دراغون لورد)

ㅤㅤ

ومع ذلك ، كان غازيف لا يزال غير مرتاح.

هل من الممكن أنه لم يقابل ساحرا مذهلاً حقًا من قبل ، لكنه كان جاهلاً بكل بساطة؟

"... إذن ، ماذا لو كان تنينًا؟"

" ماركيز بلومراش... إن ذلك الساحر هو إنسان. لماذا أتيت على ذكر تنين هنا؟ "

"لا ، قصدت أن التنانين هم فقط من يستطيعون مواجهة جيش كامل..."

"في المقام الأول ، لا فائدة من ذكر التنانين ونحن نتناقش في نطاق البشر! أنا لا أعرف ما الذي تفكرون فيه جميعًا ، خائفون جدًا من ساحر صغير تافه― "

وجه ماركيز بولوب نظرة حادة إلى غازيف.

"بصفتكم نبلاء المملكة ، عليكم أن تخجلوا من أنفسكم ، مرتعدين من مجرد شخص واحد! ... مع ذلك ، ليس الأمر كما لو أنني لا أفهم قلق الكابتن المحارب دونو ... إذن ، دعونا نعتبر أن آينز أوول غون قادراً على معادلة خمسة آلاف رجل ".

"خمسة- خمسة آلاف ؟!"

اتسعت عيون الكونت ليتون.

"ألا تعتقد أن الأمر كثيرًا ، رجل واحد يساوي خمسة آلاف؟ مساواته بالنصف ستظل أكثر من اللازم ".

"أنا ، على سبيل المثال ، أعتبر الكابتن المحارب دونو معادلاً لألف رجل ، وبالنظر إلى أن الكابتن المحارب دونو حذر جدًا من هذا الشخص ، فخمسة أضعاف ستكون ملائمة. لدي ثقة في تقييم الكابتن المحارب دونو له ".

"شكرا جزيلا لك"

على الرغم من أنه لا يزال يشك في أن القوة القتالية لآينز أوول غون كانت تساوي خمسة آلاف رجل فقط ، إلا أنه كان من الصعب بالفعل تصديق أن شخص واحد يمكن أن يساوي هذا القدر. سيكون من الأفضل عليه أن يعرب عن امتنانه لإرضاء الطرف الآخر ، مع أخذ ذلك في الاعتبار ، خفض غازيف رأسه.

في هذا المنعطف ، فتح الأمير الأول باربرو الصامت فمه.

" إذا سمح لي بالكلام... لقد كنت أفكر. لماذا لا نجند المغامرين في الجيش؟ بعد كل شيء ، هم يعملون في المملكة ، ألا يخضعون لتجنيد المملكة؟ لماذا لا نجبرهم على الالتحاق بالجيش؟ لا أذكر أي قانون في المملكة يمنع ذلك ".

نظر النبلاء العظماء إلى بعضهم البعض. بصفتهم قادة ، فهموا بوضوح قيمة وقوة المغامرين. وبسبب ذلك ، لم يفكروا كما فعل باربرو.

من جانبه ، شعر غازيف أن السبب وراء مثل هذه الأفكار لباربرو كان بسبب الملك. لو كان الملك قد منحه إقطاعية ليديرها ، لما فكر هكذا.

سعل ماركيز رايفن.

"أميري. أثق في أنك تفهم أنه بصرف النظر عن المغامرين ذَوِي تصنيف النحاس ، فإن كل مغامر أعلى من ذلك أقوى من الجندي العادي؟ "

”أومو. أعلم ذلك. طالما يتم تجنيدهم وأخذهم إلى ساحة المعركة. سيكونون قادرين على هزيمة فرسان الإمبراطورية بسهولة! "

"أنا لا أجادل في هذه النقطة. ومع ذلك ، إذا فعلنا ذلك ، فإن أعدائنا - الإمبراطورية - سوف يجندون المغامرين أيضًا. لن تكون نتيجة ذلك معركة بين مغامرين ، بل ذبحًا ممنهجًا للجنود من قبل المغامرين. ستكون الخسائر أكبر بكثير ، وسيموت الكثير من الضعفاء. هذا هو السبب في أن كلا الجانبين لا يستخدم المغامرين لتجنب سباق التسلح. بالإضافة إلى ذلك ، فإن قواعد نقابة المغامرين لن تسمح بذلك أبدًا ".

للأسباب نفسها ، لا يمكن توظيف العمال. بالإضافة إلى ذلك ، كانوا عادة أكثر تكلفة من المغامرين وأقل موثوقية.

"هكذا إذا ... أفهم الفكرة ، حتى لو لم أقبلها. إذن ماذا لو تعرضت مدينة بَقُوا فيها للهجوم؟ إذا لم يقدموا المساعدة في ذلك الحين ، ألن يكون ذلك أمرًا لا يغتفر؟ "

"أنا أفهم ما تقصده ، ولكن من الصعب علينا أن نحكم على ما إذا كانوا يعتبرون أنفسهم شعبًا للمملكة ، بالإضافة إلى ذلك ، قد يسافرون أيضًا إلى الخارج في ذلك الوقت. على أية حال ، كلما كانوا أفضل ، كلما تضاءلت الأمة عندما يموتون في الحرب. قد يأتي موقف يظهر فيه وحش ، لكن لا يوجد مغامر في الجوار قادر على إيقافه. على هذا النحو ، نحن بحاجة إلى التعامل مع المغامرين بعناية ".

"... ماركيز رايفن ، ألم تذكر سابقًا أنك قمت بتجنيد بعض المغامرين المتقاعدين في قواتك؟قلت أنهم... من تصنيف الأوريهالكم ؟ لماذا هذا مسموح به؟ "

"يبدو أن هذا لا بأس به. فَهُم لم يعودوا ملزمين بقواعد نقابة المغامرين ، فلقد تقاعدوا ولم يعودوا أعضاء. لهذا السبب وظفتهم ".

"... كيف أقول هذا ، أنا أسمع ما تقول ، لكن ما زلت غير قادر على قبول ذلك نفسي."

جاء الضحك الخفيف وأصوات الاستحسان من النبلاء.

"ومع ذلك ، هذا ينطبق فقط على المغامرين ذَوي تصنيف الأوريهالكم. المغامرون ذَوي تصنيف الأدمنتايت أمر مختلف تمامًا ، الفريقين ذوي تصنيف الأدمنتايت في المملكة... "

لم يكن هناك أحد هنا لم يكن يعلم بالمآثر الجريئة لفريق الوردة الزرقاء أثناء الاضطراب الشيطاني.

"قبل أن يحتلوا مركز الصدارة ، كانت هناك مجموعة أخرى من المغامرين ذوي تصنيف الأدمنتايت. على الرغم من تقاعدهم جميعًا ، لكن لم يتم توظيفهم من قبل أي شخص ... اليس كذلك ، الكابتن المحارب دونو؟ "

"هذا صحيح. هناك أربعة منهم. افتتح أحدهم مدرسة لتدريب على السيف حصرية للتلاميذ الذين اختارهم بنفسه. ذهب اثنان آخران في رحلة. وآخرها كانت الجدة التي كانت تنتمي إلى الوردة الزرقاء قبل أن تختفي ".

ㅤㅤ

(في هذه الجملة هم يتكلمون عن الأعضاء السابقين لفريق الوردة الزرقاء ، والجدة هي ريغريت بيرس كاوراو)

ㅤㅤ

استذكر غازيف الوجوه المألوفة لأولئك الأشخاص الأربعة.

لقد تذكر أنه عندما كان يتجول في العاصمة الملكية ، تم جره إلى قاعة تدريب بواسطة معلمه المستقبلي ، وتعرض لأيام من التدريب القاسي على السيف و الإستماع إلى المحاضرات الطويلة وما إلى ذلك.

بسبب هذا اللقاء ، انتهى الأمر بالغازيف الذي كان يجب أن يكون مجرد مرتزق ، بخدمة الملك ، ولكن حتى لو كان الأمر كذلك―

لا ، بالتفكير في الأمر ، كانت تلك ذكريات جيدة أيضًا.

"أرا. لقد سمعت أيضًا أن فريق المغامرين المسمى "الظلام" موجود داخل هذه المدينة. لو تمكنا فقط من الاعتماد على نابيه "الأميرة الجميلة" لمحاربة آينز أوول غون ... رغم أن ذلك يبدو صعبًا ".

بينما كانت هذه فكرة جيدة في الأساس ، فإن نقابة المغامرين لن تسمح بذلك أبدًا.

بدأ العديد من النبلاء بشتم النقابة بصوت عالٍ.

على سبيل المثال ، "هم ليسوا أكثر من فلاحين!"

على سبيل المثال ، "من يعتقدون أنه يدفع لهم ؟!"

على سبيل المثال ، "إذا كانوا من مواطني المملكة ، فينبغي أن يعملوا لصالح المملكة!"

كان من الطبيعي أن يغضب من هم في السلطة على نقابة المغامرين ، التي رفضت الخضوع لتلك السلطة. ومع ذلك ، فقد كانت حقيقة أنهم هم الوحيدون الذين يمكنهم التعامل مع الوحوش.

إذا غادر المغامرون المملكة ، فلن يكون لديهم أي وسيلة لهزيمة الوحوش القوية. نتيجة لذلك ، ستُدمر المملكة ببطء ، ولن يغير وجود غازيف ذلك.

تمتلك الوحوش العديد من القدرات الخاصة ، وسيتطلب هزيمتهم مجموعة متنوعة من الهجمات والدفاعات وأساليب الشفاء. لهذا السبب ، كان لا غنى عن المغامرين. سيكون الأمر مختلفًا إذا تمكنوا من دمج السحرة والجوال* في قواتهم ، كما فعلت الإمبراطورية ..

ㅤㅤ

(الجوال أحد المهن مثل ساحر ، كاهن ، مدافع )

ㅤㅤ

"آه ، كما هو متوقع من سموك! أشعر أن هذه فكرة رائعة! "

الشخص الذي تحدث كان بارون.

لقد كان متدني الترتيب لدرجة أنه لم يتمكن من المشاركة في هذا الاجتماع ، مما يعني أنه كان تابعًا لشخص ما.

"بصفتها ساحرة ، قد يكون لديها بعض الأفكار حول هذا الموقف. قد يكون من الجيد مجرد الاستماع إلى ما ستقوله. ربما يجب أن نرسل مبعوثًا ، تحسبا ".

قوبلت الفكرة بقدر ضئيل من الموافقة. معظم الذين وافقوا كانوا من النبلاء ذوي الرتب المنخفضة ، وبالنظر إلى الطريقة التي كانوا يمدحون بها باربرو ، فمن المحتمل أنهم كانوا كلابًا من فصيل النبلاء.

لا يبدو أنهم لاحظوا الوجوه التي كان يصنعها أصحاب العيون الشديدة

"إذن اذهب " أمر الملك بصوت متعب. "مومون دونو هو مغامر من تصنيف الأدمنتايت. لا تسئ إليه تحت أي ظرف من الظروف! "

”مفهوم! هذا تشينيكو*(اسمه) سينفذ أمرك الملكي حرفيا! "

" حسناً ، إذن احرص على عدم الإساءة إلى مومون دونو ".

ولوح له الملك مرة أخرى بعد أن كرر أوامره. النبيل المعني غادر الغرفة مفعمًا بالفخر.

لا يبدو أنه قد أدرك أنه سيتم إقصاؤه بلا قلب إذا حدث خطأ ما.

"هاه ... لقد انحرفنا عن موضوعنا الأصلي. الآن ، أين كنا ... آه. لذا ، بالنسبة للقوة القتالية لآينز أوول غون ، لا أعتقد أن أي شخص يعترض عليه إذا كان العدد المقدر له هو خمسة آلاف رجل؟ "

نظر ماركيز رايفن إلى غازيف.

"ليس لدي اعتراض."

شخصياً ، شعر غازيف أن ضعف هذا الرقم لن يكون كافياً ، لكنه فهم أن أولئك الذين لم يروا قوته بشكل مباشر قد لا يكونوا قادرين على قبول هذه الحقيقة.

" إذن ، بما أن الإمبراطورية قد وافقت بالفعل على اختيار ساحة الحرب ، فأنا على ثقة من أنه يمكننا جميعًا البدء في تحريك جيوشنا نحو سهول كاتز ؟ "

نظر ماركيز رايفن إلى كل النبلاء في الغرفة واحد تلو الآخر ، وأجاب النبلاء واحدًا تلو الآخر بالإيجاب. عندما وصل إلى ماركيز بولوب أخيرًا ، كان رد الرجل مرتفعًا وواضحًا.

"لن تكون هناك أي مشاكل ، ماركيز رايفن. قواتي جاهزة للخروج في أي وقت. إذن ، جلالة الملك ، هل يمكنني تقديم اقتراح؟ أتمنى أن أعهد بشيء إلى الأمير ... "

لم يكن هناك سوى أمير واحد. تحولت عيون الجميع إلى باربرو.

"يبدو أن آينز أوول غون ظهر ذات مرة لإنقاذ قرية تسمى قرية كارني. إذا كان ذلك بدافع الإيثار* فقط ، فسيكون ذلك جيدًا. ومع ذلك ، ربما كان لديه دافع استراتيجي في الاعتبار. أشعر أنه سيكون من الأفضل إذا حشدنا بعض القوات وحاولنا استجواب القرويين حول التفاصيل. أود أن أعهد قيادة تلك الوحدة إلى الأمير ".

ㅤㅤ

(الإيثار ، نية حسنة ، عطف ، شهامة ، انقذهم كرما منه)

ㅤㅤ

" ―ماركيز!"

باربرو حدق في ماركيز بولوب.

قال الملك: " هدوء ". "هذه ليست فكرة سيئة. ابني ، أنا آمرك - بالذهاب إلى قرية كارني واجمع معلومات من القرويين ".

حاول غازيف ما بوسعه عدم تجعيد حواجبه.

إذا ذهبوا إلى قرية كارني الآن ، فلن يكون من المحتمل أن يجمعوا معلومات مفيدة حول هذا الساحر. بالإضافة إلى ذلك ، لم يكن تقسيم قواتهم خطوة حكيمة ، حتى لو كان مقدارًا صغيرًا نسبيًا.

"... بما أنه أمر الملك ، لا يمكنني إلا طاعته. لكني آمل أن يعلم والدي أنني غير راغب بالقيام بهذه المهمة بإرادتي ".

نظرًا لأن الملك لا ينوي التراجع عن أوامره ، خفض باربرو رأسه دون أن يكلف نفسه عناء إخفاء التعبير التعيس على وجهه.

"سأقدم لك بعض قوات النخبة الخاصة بي لمرافقتك إلى القرية. سأرسل أيضًا النبلاء لمرافقة الأمير. سيكون إجمالي قوة وحدتك حوالي خمسة آلاف رجل ".

"إذن. أنت على أهبة الاستعداد ضد قوات الإمبراطورية*. لم أتوقع أقل من ذلك منك ، ماركيز بولوب ".

ㅤㅤ

(يقصد في حال ما تمت مهاجمتهم من قبل قوات الإمبراطورية وهم في الطريق)

ㅤㅤ

كان بإمكان غازيف رؤية المنطق في كلمات رايفن. ومع ذلك ، كان لا يزال لديه شكوكه في أن الجيش الإمبراطوري سوف يستخدم مثل هذه الأساليب المخادعة حتى بعد الاتفاق على موقع ساحة المعركة. في حين أن هذا كان تكتيكًا قتاليًا أساسيًا ، فإن القيام بهجوم تسلل مثل هذا بعد الاتفاق لن يؤدي إلا إلى جلب العار لأنفسهم بين الدول المجاورة. كانت الإمبراطورية ستجعل الأمر أسوء بالنسبة لها.

"على الرغم من أنني لا أشعر أنني بحاجة إلى هذا العدد الكبير من الجنود ، ولكن بما أن الماركيز قد اقترح الفكرة بلطف ، لم يتبق لي خيار سوى القبول".

"شكرا جزيلا سموك. إذن لدي سؤال آخر ".

توقف ماركيز بولوب للحظة ، بدلاً من التقاط أنفاسه ، كان هذا التوقف اللحظي يهدف إلى لفت الانتباه إلى ما سيقوله بعد ذلك.

"من سيكون القائد العام لهذه الحرب؟ أنا على ثقة من أن لا أحد سيعترض إذا توليت هذا المنصب؟ "

تغير جو الغرفة.

كان هذا تصريح غير مباشر. تمت صياغته على أنه استعلام للملك ، ولكنه يحمل في طياته الثقل والقوة الغير معلنين لاختيار الرجل الذي سيتولى السلطة على الجيش بأكمله.

إذا سُئلوا من سيكون القائد الأفضل بين الملك رانبوسا الثالث وماركيز بولوب ، فإن العديد من النبلاء سيشيرون إلى ماركيز بولوب. كان هذا صحيحًا بشكل خاص نظرًا لأن قوات الماركيز كانت تشكل خُمس الجيش الملكي - 50 ألف رجل.

بالإضافة إلى ذلك ، قاد ماركيز بولوب أيضًا قوات النخبة ، كان مستوحى من فرقة المحاربين التابعين لـ غازيف، وبالتالي أنشأ وحدة من المحاربين المحترفين.

كانوا مقاتلين جيدين جدا. على الرغم من أنهم كانوا لا يزالون أدنى من فرقة المحاربين الذين تحت قيادة غازيف، إلا أنهم كانوا لا يزالون متساويين مع فرسان الإمبراطورية - وربما أقوى. وتجدر الإشارة بشكل خاص إلى أعدادهم كانوا حوالي 5000 رجل. إذا اشتبكوا مع فرقة المحاربين التابعين لغازيف ، فإن قوات ماركيز بولوب الأكثر عددًا سينتصرون بهامش كبير.

إذا لم يكن الملك حاضرًا شخصيًا ، فإن سلطة القيادة ستقع بلا شك في يد ماركيز بولوب. ولكن بما أن الملك كان هنا ، فمن الطبيعي أن يكون الملك رانبوسا الثالث هو القائد الأعلى ، على الرغم من أن نبلاء فصيل النبلاء ربما لن يقبلوا بذلك.

اشتد وجه غازيف عندما ضغط ماركيز بولوب على الملك بسؤاله ، لكن ماركيز بولوب ظل غير متأثر حتى عندما رأى تعبيرات غازيف. بالنسبة إلى ماركيز بولوب ، كان غازيف مجرد شخص من عامة الناس يتمتع بمهارة جيدة بالسيف ، وكان السماح لشخص ليس له دماء نبيلة بالبقاء في هذه الغرفة أمرًا لا يطاق تقريبًا.

"... ماركيز رايفن."

"نعم!"

"سوف اترك أمر قيادة الجيش بأمان إلى سهول كاتز لك ، من هناك ستكون أيضًا مسؤولاً عن المعسكر والتحصين ".

"مفهوم."

أومأ رايفن برأسه لقبول امر الملك. على الرغم من أن المنصب الذي أراده ماركيز بولوب قد أُخذ منه ، إلا أنه لم يستطع الشكوى إذا كان رايفن. كان يعلم أن الرجل موهوب ، ونتيجة لذلك ، فإن انتقاده سيكون صعبًا للغاية. الأهم من ذلك ، كان لدى رايفن معارف واسعة ، وكان العديد من رجال ماركيز بولوب يدينون له بخدمات. إذا حاول أن ينتقد رايفن بقسوة ، فإن ذلك سيجعلهم يشككون فيه بدلاً من ذلك. على هذا النحو ، لم يكن لدى ماركيز بولوب أي خيار سوى الابتسام وتحمل ذلك.

"ماركيز رايفن ، ستكون قواتي بين يديك. واسمح لي أن أعرف إذا كنت بحاجة إلى أي شيء."

"شكرًا جزيلاً ، ماركيز بولوب. سأعتمد عليك عندما يحين الوقت ".

كان غازيف سعيدا بقرار الملك الرائع كما لو كان قراره هو.

"هل هناك شيء آخر؟"

انتظر الملك فترة لكن لم يُجب أحد.

"... إذن دعونا نبدأ الاستعدادات لإرسال القوات. سنغادر غدا. سوف يستغرق وصولنا إلى ساحة المعركة يومين ، لذلك لا تتراخوا في استعداداتكم. إذن يمكنكم الإنصراف. ماركيز رايفن ، استمر ".

"مفهوم ، جلالة الملك."

خرج النبلاء بثبات من الغرفة لبدء استعداداتهم للإنطلاق ، ولم يتبق سوى الملك وغازيف.

أدار رانبوسا الثالث رأسه ببطء. وصل صوت الطقطقة إلى أذن غازيف. لا بد أن عنقه كان متيبسا جدا. بعد التمدد ، ظهرت تعبيرات الارتياح على وجه الملك.

"شكرا لك على عملك الشاق ، جلالة الملك."

"آه ، لقد كان عملاً شاقًا بالفعل. أنا مجهد."

ابتسم جازف بسخرية لملكه ، كلمة "مجهد" لم تصف حتى الحالة الحقيقة لإدارة الفصائل الملكية والنبلاء فقد كان الشعور أبعد من ذلك بكثير ، ومع ذلك ، كان لا يزال هناك أشخاص مجهدون أكثر من رانبوسا الثالث.

"لقد حان الوقت-"

بمجرد أن كان رانبوسا الثالث على وشك الاستمرار ، جاءت طرق من الباب. ثم فُتح الباب ببطء ، ودخل الضيف المنتظر.

كان يشبه كلب بولدوج ممتلئ الجسم. عكست فروة رأسه الضوء ، وكان شعره متناثرًا وتقريبا لم يكن موجود ، وما بقي منه كان أبيض اللون.

كان جسده مستديرًا وبطنه منتفخ وذقنه وفكه مترهلان.

ومع ذلك ، وعلى الرغم من مظهره الواضح ، إلا أن نور الذكاء كان يتلألأ في عينيه. ابتسم رانبوسا الثالث له وديًا.

"أنا سعيد لأنك أتيت ، باناسولي."

"جلالة الملك" ، قال عمدة إي-رانتيل وهو ينحني أمام ملكه. ثم حول نظره.

"قد مر وقت طويل ، سترونوف دونو."

كان باناسولي نبيلًا ، لكنه كان مهذبًا للغاية مع غازيف ، وهو من عامة الشعب. و لأنه كان بهذه الأخلاق والوقارة تم تعنيينه هنا. (في إي-رانتيل)

"تحياتي ، أيها عمدة ، لقد اعتنيت بي في ذلك الوقت .. شكري لتولي مهمة معاجة أتباعي ، كنت في عجلة من أمري لتقديم تقرير إلى العاصمة ، لذلك هرعت دون أن أشكرك بشكل صحيح. ارجو قبول اعتذاري."

"آه ، لا ، لا ، لا تقل هذا. أنا أفهم كم كان من المهم بالنسبة لك الإبلاغ عن الكمين ، الكابتن المحارب. من المستحيل إلقاء اللوم عليك على هذا النوع من الأشياء"

ضحك الملك فرحًا ، عندما رأى أن كلا الطرفين ينحنان لبعضهما البعض.

"باناسولي ، ألن تفعل ذلك الشيء الأزيز بأنفك؟"

"جلالة الملك ... ليست هناك حاجة للقيام بذلك حول الأشخاص الذين لا يحتقرونني ، جلالتك اتعتقد حقا أنني سافعل هذا أمامك وأمام سترونوف دونو أتعتقد بأنني مهرج يتاجر في هذا العمل بالذات؟ "

"آسف ، آسف ، لقد كانت مزحة. أرجوك سامحني ، باناسولي ".

"آه ، لا ، لقد تجاوز خادمك المتواضع حدوده. أنا من يجب أن أطلب المغفرة يا جلالة الملك. إذن ... هل نبدأ؟ "

"لا ..." تردد الملك ، ثم أجاب: "لا ، لا يزال هناك شخص آخر لم يصل بعد. دعونا ننتظره ".

"جيد. إذن، هل يمكننا أولاً مناقشة موضوع تكاليف الغذاء داخل المدينة؟ بعد ذلك ، سأقدم تقريرًا عن التوقعات حول القوة الوطنية للمملكة للعام المقبل ، بناءً على البيانات التي تم جمعها من قبل ماركيز ".

”أومو. وكلما أسرعنا في التخلص من هذه الصداع ، كان ذلك أفضل ".

عندما بدأ باناسولي في الحديث ، عبس غازيف ، الذي لم يكن معتادًا على إدارة الشؤون الداخلية للدولة.

يتعلق تقريره بالوضع المخيف للنفقات الحالية والمستقبلية للبلد. أدى جمع المواد الغذائية في جميع أنحاء المملكة إلى تفاقم نقص الغذاء. وتجدر الإشارة بشكل خاص إلى حقيقة أن البلاد ستستمر في الانخفاض حتى بعد عودة المواطنين هنا من تجنيدهم الإجباري.

كانت تنبؤات باناسولي على الجانب المتفائل ، وحتى لو سمعه الآخرون فسيظهرون وجوه متشنجة.

أما الملك فكان وجهه قناعًا فارغًا.

"كيف أصبحت الأمور هكذا..."

"إذا ... إذا استمرت الإمبراطورية في هجماتها السنوية ، فإن فرص انهيار المملكة من الداخل ستكون عالية جدًا. سيؤدي الحفاظ على الضرائب كما هي إلى موت الكثير من الناس جوعاً ، وإذا خفضنا الضرائب ، فلن يكون لدينا ما يكفي لتمويل سياساتنا ".

وضع رانبوسا الثالث يديه على جبهته وغطى وجهه.

كان هذا نتيجة للرد على استفزازات الإمبراطورية وخوض حروب معها. بحلول الوقت الذي أدركوا فيه هدف الإمبراطورية المتمثل في تقليص قوة المملكة ، كان الأوان قد فات.

"جلالة الملك..."

"كم… هذا مزعج. إذا كنا عرفنا هذا في وقت سابق ... إذا كنا فقط قد تعاملنا مع هذا قبل أن ينقسم النبلاء بالكامل إلى فصيلين ... يا لها من حماقة ".

"بالتأكيد لا ، جلالة الملك. أعتقد أنه حتى لو حاولت الرد في ذلك الوقت ، فإن ذلك سيؤدي فقط إلى حرب تُقسم المملكة إلى قسمين وإثارة حرب أهلية ، وكانت الإمبراطورية ستستغل ضعفنا لغزونا وقهرنا ".

كان غازيف متأكدًا من ذلك - فقد قام الملك ، رانبوسا الثالث ، بعمل جيد.

كانت الظروف التي أدت إلى هذا الوضع نتيجة تقاعس الملوك السابقين. كان من المستحيل على جيل واحد أن يمحو الذنوب المتراكمة لكل أسلافه.

"أريد فقط أن أترك مملكة محترمة إلى الملك التالي - لأولادي."

على الرغم من أن الملك كان يتكلم ببطء ، إلا أن كل كلمة كانت مرتبطة بهدف قوي.

"إذن ... أليست هذه فرصة للقيام بذلك؟ لدي الكثير من المؤيدين الآن بسبب الاضطراب الذي حدث مؤخرا. ألا يجب أن نوجه ضربة موجعة للإمبراطورية ، بغض النظر عن التكلفة ، حتى نتمكن من كسب بضع سنوات من السلام للمملكة؟ "

كان بإمكان غازيف أن يرى النور في عيون الملك. هذا الضوء جعله يقلق. كان يعلم أنه كان يجب أن يعارض هذا ، لكنه لم يستطع إصدار صوت.

إذا كان الملك قد تحدث من أجل إشباع رغباته وطموحاته ، فربما كان قادرًا على التكلم. لكن عندما أدرك أن الملك كان يتحدث عن ضمان سلامة شعبه وبلده ، لم يستطع أن ينطق بكلمة.

كشاهد مباشر على ملك يتألم على حال بلاده ، لم يستطع الكابتن المحارب التحدث ضده.

"في حين أن هذا ممكن بالتأكيد ، إلا أنني على ثقة من أنك تدرك أيضًا أن هذه خطوة خطيرة للغاية. إذا عملت على تقليص سلطة النبلاء ، فقد تسقط البلاد في حالة من الفوضى ".

تجعدت حواجب الملك ، وتوجع قلب غازيف.

"أنت محق كالمعتاد ، باناسولي. على الرغم من أن الشخص قد يموت أثناء الجراحة ، إلا أنه من المحتمل أيضًا أن يعيش لفترة أطول. إذا تجاهل الشخص ذلك ، سينتشر المرض في جسمه ويقتله ببطء. في هذه الحالة ، ألا يجب أن نتقدم ونغتنم هذه الفرصة؟ "

"يا ملكي ، العمليات الجراحية غير موثوقة. سيكون من الأفضل إيجاد حل آخر بدلاً من ذلك ".

" إذا كان هناك نوع من السحر يمكن أن ينقذ المملكة ، فأنا أريد حقًا الاعتماد عليه. لسوء الحظ ، لا يوجد شيء من هذا القبيل. الطريقة الهمجية لقطع الجسد لإزالة الجزء المصاب هي العلاج الوحيد لمأزقنا الحالي ".

كان هذا الإجراء المخيف والخشن (الجراحة) ، الذي دعا إليه مينوتور الحكيم* ، العلاج الوحيد للمملكة.

ㅤㅤ

(مينوتور الحكيم ، هناك احتمال 99% أنه كان لاعبا من يغدراسيل ، جاء إلى هذا العالم قبل 200 عام، تم ذكره لأول مرة في المجلد 7 ، عندما وصل إلى هذا العالم ابتكر العديد من العناصر التي لم يعرف سكان هذا العالم كيفية استخدامها وأيضا أدخل مفهومة الجراحة في هذا العالم)

ㅤㅤ

ساد صمت كئيب الغرفة التي شهدت ملكًا أُجبر على اتخاذ إجراءات صارمة لإنقاذ بلاده.

مثلما بدى أن هذا الجو القمعي سيستمر إلى الأبد ، جاء طرق من الباب ، وحطم هذا الجو المملوء باليأس.

الرجل الذي دخل دون انتظار رد كان ماركيز رايفن.

"أيها السادة المحترمون. أعتذر عن التأخير."

انتشرت راحة البال في جميع أنحاء الغرفة.

"آه ، لقد كنا في انتظارك. ماركيز رايفن ، آسف لإلقاء عبئا كبيرا على ظهرك ".

بدا رايفن مرتبكًا للحظة وهو يحاول معرفة ما تحدث عنه الملك بالضبط ، لكنه رد على الفور بتعبير متعب.

"لا ، لا تأخذ الأمر على محمل الجد ، يا جلالة الملك. في الحقيقة ، فإن إسناد الأمر إلى ماركيز بولوب كان سيكون حماقة إلى أبعد الحدود. بعد كل شيء ، لا يعرف سوى أمر الهجوم والإنسحاب ".

لم يكن من الواضح ما إذا كان رايفن قصد بصدق انتقاده القاسي. ربما قال ذلك عمدًا لتخفيف الكآبة التي شعر بها عندما دخل الغرفة.

"بالإضافة إلى ذلك ، إذا كان جلالتك سيتولى السيطرة المباشرة على الجيش ، فسيعترض فصيل النبلاء على ذلك وسوف يسحبون جنودهم قبل بدأ الحرب. على هذا النحو ، لا يوجد مرشح مناسب لهذا المنصب أكثر مني. ومع ذلك ، أود استراحة من كل هذا العمل المُجهد. أود أن أعلن مقدمًا أنه بعد انتهاء هذه الحرب ، أود أن أستريح في أرضي لعدة أشهر ".

بعد أن تكلم ، شدد ماركيز ريفين تعابير وجهه.

"أعتذر عن فظاظتي ، لكن لا يمكننا إضاعة الوقت هنا ، لذلك دعونا ننتهي من هذا بسرعة."

على الرغم من أن وجهه ظل باردًا مثل وجه الثعبان ، إلا أن غازيف استطاع أن يشعر بالعواطف الإنسانية بداخله ، فضلاً عن الصفات التي يمكن أن يعجب بها.

كُنت أحمق لأنني لم أر طبيعته الحقيقية مسبقًا. هل أنا حقًا سيء جدًا في قراءة الناس؟

تذكر غازيف مع الأسف الاجتماع في غرف الملك قبل مغادرتهم العاصمة. كان هناك خمسة أشخاص حاضرين في ذلك الوقت ؛ الملك رانبوسا الثالث ، وغازيف نفسه ، والأميرة الثالثة رانار ، والأمير الثاني زاناك ، وماركيز رايفن. الأشياء التي قالها زاناك و رايفن ملأت غازيف بالدهشة وحطمت تصوراته المسبقة عن القصر الملكي. على وجه الخصوص ، كان هناك ذلك الرجل الذي احتقره غازيف ، الرجل الذي يشبه الثعبان والعقرب... على وجه الخصوص ، عندما علم أن الرجل الذي احتقره غازيف هو في الواقع الرجل الذي عمل بجد من أجل الملك ، صدمه بما يتجاوز طاقته.

"يبدو أنني أتسبب باستمرار في المشاكل لك ولابنتي ماركيز رايفن."

ㅤㅤ

(ابنته رانار كانت دائما ما تعطيه اقتراحات من شأنها أن تساعده في ادرة المملكة)

ㅤㅤ

خفض رانبوسا الثالث رأسه إلى رايفن وهو جالس على الكرسي ، بتعبير صادق على وجهه.

"جلالة الملك ، من فضلك لا تفعل ذلك. لقد فعلت الكثير من الأمور بدون علمك ، أنا آسف ، فقط لأنني لم أتخذ أي إجراء مسبقا ".

"ماركيز رايفن ، اسمح لي أن أعتذر لك أيضًا" ، قال غازيف ذلك وهو ينحني بعمق. "لقد خدعتني الانطباعات السطحية وأخذتني أفكار غير محترمة عنك دون فهم نواياك الحقيقية. من فضلك اغفر لهذا الأحمق. "

" الكابتن المحارب دونو ، لا داعي للقلق بشأن ذلك."

"ومع ذلك ، إذا لم أعاقب على حماقتي ، فإن هذه الشوكة في قلبي لن تزول."

بدا وجه رايفن وكأنه يقول "حقًا؟" ثم هز رأسه عدة مرات. بعد ذلك ، أمر بعقوبة غازيف

"حسنا... إذن ، من الآن فصاعدًا ، لن أخاطبك بصفتك الكابتن المحارب دونو ، ولكن بصفتك غازيف دونو. اعتبر ذلك عربون احترامي لك ".

لقد كانت عقوبة لا تعتبر حتى عقوبة.

رد غازيف بامتنان صادق.

"شكرًا جزيلاً ، ماركيز رايفن."

" لا تشغل بالك بالأمر ، غازيف دونو. إذن ، دعونا نبدأ في مناقشة الاتجاه الذي ستسير فيه المملكة من هذا اليوم فصاعدًا ".

‏‏‎ ‏‏‎

الجزء 3

‏‏‎ ‏‏‎

مر غازيف عبر البوابة الرئيسية ، ووصل إلى مكان التمركز في الجزء الخارجي ، زفر بعمق لتخفيف التعب الذهني المختبئ في جسمه.

كان منهكا.

الاجتماع الذي حضره للتو جعله يدرك تمامًا أنه مجرد شخص من عامة الشعب.

رافق الملك لفترة طويلة و راقب مجتمع النبلاء ، وأصبح قادرًا على فهم أفكارهم.

ومع ذلك ، فقد واجه في كثير من الأحيان ردودًا ومواقف لا يفهمها إلا أولئك الذين ولدوا وترعرعوا في مجتمع النبلاء. لم يستطع غازيف فهم سبب تفكيرهم بهذه الطريقة ، لا سيما مفهوم تقدير فخر النبلاء على الفوائد الملموسة.

لا ، كان الأمر الأكثر غموضًا من ذلك هو إعطاء الأولوية لفخر المرء على مواطنيه.

قام غازيف بفحص محيطه ببطء.

اندفع الجنود ذهابًا وإيابًا وهم يصرخون - كانوا من عامة الشعب. لقد كانوا أبناء المملكة ، الذين أتوا من قرى في جميع أنحاء البلاد لخوض هذه الحرب. لم يبدوا موثوقين للغاية كجنود. كان من المفترض أن يمسكو معاول ومجارف في ايديهم.

أليس واجب من يقف على القمة أن يحمي عامة الشعب.

إذا سلموا إي-رانتيل ، فسيؤذون الناس الذين يعيشون داخل المدينة ، تمامًا كما قال الملك.

لكن-

استذكر غازيف صورة آينز أوول غون وهو يرتدي قناعه الغريب.

عندما عاد إلى قرية كارني بعد الظلام مباشرة ، لم يكن يبدو أنه قد عانى من قتال عنيف.

كان هذا صحيحًا. كان الاثنان قد هزموا بسهولة الأعداء الذين قضوا تمامًا على غازيف وقواته.

حقًا ، كان الملك الساحر - هذا اللقب يناسب شكله الذي لا مثيل له في تلك الليلة.

محاربته مباشرة كان حماقة. وإنما― لكن هذا من شأنه أن يجعل الناس يعانون.

"اللعنة!"

لعن غازيف ، غير قادر على التفكير في حل. ماذا يجب ان يفعل؟ كان الارتباك في ساحة الحرب علامة على الموت الوشيك. حتى الرجل الذي تم الترحيب به باعتباره الأقوى في الدول المجاورة يمكن أن يموت إذا لم يستطع التركيز.

كان هذا صحيحًا بشكل خاص إذا كان خصمه هو آينز أوول غون.

صحيح أنه لم يشهد المعركة التي أنقذت قرية كارني. وهو نفسه لم يقل إنه فاز ، فقط أنهم هربوا وطاردهم.

لكن يمكن لأي شخص أن يقول أن هذه كانت كذبة واضحة.

"بالحديث عن ذلك ... لماذا كان عليه أن يكذب وقال أنهم هربوا؟"

بعد أن غادر آينز وألبيدو ، ذهب إلى السهول حيث قاتلوا ، لكنه لم يجد أي علامات على مذبحة. لم يعثر على جثة واحدة ، لكن دفن عشرات الجثث كان سيستغرق وقتًا طويلاً. بدون جثث - دون أدلة مادية - اكتسب بيان "هربوا" مصداقية.

ومع ذلك ، كان هذا على افتراض أن آينز أوول غون لم يستخدم السحر. من كان يعلم ، قد تكون هناك تعويذات يمكن أن تنقل الجثث بعيدًا أو تدمرهم.

بالإضافة إلى ذلك ، كان لدى غازيف حدس.

على الرغم من أن ذلك الحدس نشأ تمامًا من غريزة المحارب ، ولكن عندما رأى آينز الغير مصاب يعود إلى القرية ، استطاع أن يشم رائحة الموت الباهتة تتصاعد منه.

لم يكن الأمر أنهم هربوا ، لكنه "سمح لهم بالهرب".

وبسبب ذلك ، وثق غازيف في حدسه وصدق ما قاله آينز. لم يكن هناك أساس أو دليل على ذلك على الإطلاق. لم يتم العثور على جثث أعضاء كتاب ضوء الشمس المقدس في أي مكان ، لكنهم كانوا ميتين بالتأكيد.

"... لا أفهم ذلك ..."

لقد كان ساحراً يمكنه إبادة الأعداء الذين هزموا غازيف ، وكان بإمكانه فعل ذلك دون أن يصاب بخدش واحد.

ما مدى قوته؟ بالتأكيد ، كان أعلى من غازيف وفرقته المكونة من المحاربين بعدة مستويات.

ماذا سيحدث إذا ظهر كائن مثل هذا في ساحة الحرب واستخدم سحره؟

مرة أخرى نظر غازيف إلى الناس ، مليئًا بالإثارة والخوف واليأس والإحباط.

عندما يستخدم ساحران سحرًا من نفس الطبقة ، سيكون من الطبيعي أن يكون بمقدور الساحر الأقوى أن يلقي تعويذة أقوى.

إذن ، ما هو الرعب الذي سينتج إذا قام آينز أوول غون بإلقاء 「كرة النار」؟

الآباء الذين اضطروا لإطعام أطفالهم الرضع ، والأبناء الذين اضطروا لإعالة والديهم المرضى ، والشباب الذين على وشك الزواج ، كل هؤلاء الأشخاص قد تركوا عائلاتهم ورائهم ليأتوا إلى هنا. هل هناك أي احتمال للنجاة من هذا النوع من الهجوم؟

سيكون ذلك مستحيلا

سينتهي أمر الشخص الذي ستصيبه تعويذة هجومية من ذلك الساحر العظيم.

إذا كانت تعويذة نارية ، فستكون هناك جثث متفحمة. إذا كانت تعويذة جليدية ، فستكون هناك جثث متجمدة. إذا كانت تعويذة برق ، فسيتم صعقهم بالكهرباء. كان ذلك مؤكدًا.

إذن ماذا عن غازيف؟ هل يمكنه أن يتحمل ذلك؟

كان على يقين من أنه يمكن أن يتحمل ضربة واحدة دون أن يموت.

ومع ذلك ، قد يكون هذا النوع من التفكير ساذجًا للغاية.

"اهههههه... لماذا انتهى كل شيء على هذا النحو؟"

القتال ضد آينز أوول غون كان خطأ بالتأكيد.

شعر غازيف أن آينز أوول غون لم يكن رجلاً قاسياً ، بالنظر إلى الطريقة التي أنقذ بها قرية كارني. ومع ذلك ، في الوقت نفسه شعر أنه ليس رجلاً صالحًا حنوناً ، كانت الصورة التي كانت لديه عن آينز هي صورة رجل لم يُظهر أي رحمة تجاه أولئك الذين عارضوه.

كان يجب أن يتجنبوا الخلاف معه وأن يعاملوه بأدب. بعد ذلك ، ربما يكونون قادرين على إقناعه بإنشاء دولة في مكان آخر.

بينما كان غازيف ينظر إلى الناس من حوله بمزاج كئيب ، رأى شابًا يرتدي درعًا أبيض من زاوية رؤيته. إلى جانبه كان المبارز الذي بدا وكأنه غير مبالٍ ، كانا كلايمب وبرين.

كان هناك شخص ثالث معهم ، وكانوا يناقشون شيئًا ما بشغف.

"من ذلك الشخص؟ أشعر وكأنني رأيته من قبل ... آه! إنه أحد المغامرين السابقين ذو تصنيف الأوريهالكم والذي يعمل تحت قيادة ماركيز رايفن ".

كان غازيف على دراية بفريق المغامرين السابق ، وهم الأشخاص الذين علق عامة الناس آمالهم عليهم ، نظرًا لأنهم كانوا جميعا من عامة الشعب ، هم نفس الأشخاص الذين وصلوا إلى القمة مثل غازيف، وهم أيضًا من كبار السن.

بالادين إله النار ، الذي تميزت وظيفته في محاربة الوحوش المنحازة للشر ، بوريس أكسلسون ، البالغ من العمر 41 عامًا.

كاهن إله الريح ، كاهن محارب يمكنه القتال مع أي مقاتل ، يورلان ديكسجورت ، يبلغ من العمر 46 عامًا.

المحارب الذي استخدم الأدوات السحرية مثل "أسلحة الرقص" للوصول إلى مستوى السيوف الأربعة ، فرانسن ، البالغ من العمر 39 عامًا.

عُرف الساحر باعتباره عالمًا ابتكر عدة تعويذات تحمل اسمه ، لوندكويست ، يبلغ من العمر 45 عامًا.

وأخيرًا ، اللص المعروف باسم "الغيب" ، لوكماير ، يبلغ من العمر 40 عامًا.

تذكرهم غازيف وهو يعدهم على أصابعه. الشخص الذي كان يتحدث بهدوء مع كلايمب هو اللص لوكماير. بالحديث عن ذلك ، يبدو أنه عمل مع كلايمب وبرين أثناء الاضطراب الشيطاني ، حيث ساعدهم على التسلل إلى أراضي العدو لإنقاذ الناس.

لا يبدو أنهم لاحظوا غازيف ، لكن شعر أنه من الخطأ أن يندفع لهم بهذه الطريقة.

ومع ذلك ، سيكون من الوقاحة عدم إلقاء التحية عليهم على الأقل. إلى جانب ذلك ، سيتجهون جميعًا إلى ساحة الحرب قريبًا. على الرغم من أن فرصته في الدخول في القتال كانت منخفضة ، نظرًا لأنه سيوفر الحماية للملك ، لم يعرف المرء أبدًا ما قد يحدث.

― قد تكون هذه هي المرة الأخيرة التي قد نرى فيها بعضنا البعض مرة أخرى.

إذا كان ذلك ممكنًا ، فقد أراد إجراء محادثة خاصة مع الاثنين ، كما لو أن العالم كان يمنح أمنيته ، لوح لوكماير لهما وغادر.

ظل كلايمب و برين يبتسمان على شيء ما.

نمت الروابط بينهما خلال الاضطراب الشيطاني في العاصمة. سواء كانوا أصدقاء أو متدربين أو رفقاء ، فقد بنوا علاقة معقدة ومفيدة للطرفين.

وبسبب تلك العلاقة ، أصبح برين الآن رفيقًا لـ كلايمب، وهو جندي زميل تحت قيادة الأميرة رانار.

ㅤㅤ

لم يستطع غازيف أن يندم على حقيقة أنه سمح بخطف* محارب كان من الممكن أن ينافسه.

ㅤㅤ

(خطفه، يقصد راح يعمل تحت قيادة الأميرة رانار ، بينما كان غازيف يريده أن يأخذ منصبه)

لكن رؤية الاثنين يتعايشان جيدًا ، هكذا كان ينبغي أن يكون الأمر.

ابتسم غازيف وهو يقترب منهما.

ومع ذلك ، ذلك الدرع الذي يرتديه براق جدا وواضح. لابأس بالأمر وهو في العاصمة ، ولكن في ساحة الحرب سيكون من السهل ملاحظته. هل يجب أن أحذر كلايمب عن ذلك؟

كان هناك العديد من الجنود هنا ، لكن كلايمب برز بينهم لأن لا أحد هنا كان يرتدي درعا كاملا. علاوة على ذلك ، تم طلاء درعه باللون الأبيض اللافت للنظر. إذا لمحه رامي السهام فهو أول من سيتم الإطلاق عليه. على الرغم من أن فرص كلايمب كانت جيدة جدًا ضد الفارس الإمبراطوري العادي ، إلا أنه كان لا يزال هناك محاربون أقوى منه. كان فرسان الإمبراطورية الأربعة أحد الأمثلة على ذلك.

إذا لم أكن مخطئًا ، فقد أعطته رانار سما ذلك الدرع ...مع أنها ذكية ولكن يبدو أنها ليست على دراية كبيرة بميدان الحرب بالنظر أنها طلبت طلائه بذلك اللون.

قد تكون جيدة في التكتيكات والإستراتجيات ، لكن يبدو أنها لا تعرف الأمور المتعلقة بساحة الحرب.

إذا مات كلايمب ، ستكون الأميرة حزينة ...

باستخدام الأصباغ السحرية ، يمكنهم تغيير لون الدرع مؤقتًا وإعادته إلى طبيعته بمجرد عودتهم إلى العاصمة.

اقترب منهما من الخلف وهو يفكر في ذلك. أدار برين وجهه ، ومد يده لمقبض الـ كاتانا الخاص به.

كما هو متوقع من برين. يمكنه الإحساس بي من مسافة مثل هذا.

أحدثت الدروع المعدنية ضوضاء عندما سار مرتديها.

لن يكون غريباً على الناس أن يلاحظوا ويتفاعلوا مع الصوت إذا اقترب منهم.

ومع ذلك ، كان هناك الكثير من الناس هنا ، وجميعهم مشغولون بالتحضير للحرب. سيكون من الصعب ملاحظة صوته وهو يتقدم وسط الضجيج هنا. بالطبع ، كان الأمر مختلفًا بالنسبة إلى اللص ، خاصةً اللص الذي لديه تدريب متخصص.

اتسع عيون برين. ثم ألقى نظرة خاطفة على كلايمب وابتسم ابتسامة عريضة ، كما لو أنه خدعه.

على الرغم من أن برين بدا وكأنه قد فهم الفكرة الخاطئة ، إلا أن هذا كان جيدًا أيضًا.

ابتسم بطريقة مماثلة وحرص على عدم إحداث ضوضاء أثناء تقدمه بحذر نحو كلايمب الغير مدرك. على الرغم من أنه لم يتم تدريبه على التحرك بصمت وكان يرتدي درعًا معدنيًا ، إلا أن كلايمب لم يلاحظه ، ويبدو أنه كان يناقش شيئًا ما مع برين.

كان التحدي الذي يواجهه هو الوصول إلى البقعة خلف ظهر كلايمب مباشرة ، وهو ما نجح في القيام به.

استهدف غازيف رأس كلايمب وضربه بحركة كاراتيه.

"اواه!"

تعثر كلايمب للخلف أثناء الصرير بطريقة غير رجولية تمامًا ، عندما تعرفت عيناه على غازيف ، فتح عينيه على مصراعيهما.

"هذ! أليس هذا سترونو― "

"-إهدئ."

بعد أن ابتلع كلايمب كلماته ، تابع غازيف.

" إهدئ. الكشف عن هويتي هنا سيكون مزعجا للغاية. نادني بـ غازيف ".

على الرغم من أنه كان الكابتن المحارب ، أقوى رجل في المملكة ، إلا أن العديد من القرويين من المناطق الريفية بالمملكة لم يعرفوا كيف يبدو شكله. في أذهانهم ، كان الكابتن المحارب على الأرجح بطول مترين ، ويحمل سيفًا عملاقًا ، ويرتدي درعا كاملا مطليا بالذهب اللامع.

لم يرغب غازيف في تحطيم توقعاتهم ، وإلى جانب ذلك ، فإن لفت الانتباه سيكون أمرًا مزعجًا.

"أنا أعتذر عن قلة ما―"

"لا ، لم تفعل شيئًا خاطئًا" ، قال غازيف وهو يقاطع اعتذار كلايمب بابتسامة ساخرة. ثم اتخذت الابتسامة معنى جديدًا.

"على الرغم من أنني يجب أن أقول إنك بحاجة إلى أن تكون أكثر يقظة ، ترك شخص يرتدي درعا يقترب منك ، يدل على أنك متراخي ، ومع ذلك ، أتفهم أيضًا أنه لا يوجد أعداء هنا ، ولكن لا يزال يتعين عليك الانتباه ".

"ماذا تقول يا غازيف؟ الاسترخاء ليس بالضرورة أمرًا سيئًا. الحبل المشدودًا جدًا يمكن أن ينقطع بسهوله ".

"إذن ، يا برين ، كيف اكتشفتني وأنا بعيد جدًا؟"

"أليس هذا واضحا؟ دائما ما يكون الهواء غريبا في وجودك ".

لاحظ غازيف أن كلايمب كان ينظر إلى برين وعيونه مليئة بالدهشة.

" كلايمب ، بصفتك الحارس الشخصي للأميرة رانار ، فإن القدرة على الإحساس بهالات (وجود) الأشخاص حولك أمر مهم. إذا فاتك قاتل مخفي ، فستكون في موقف عصيب ".

"آه ، هذا ما هو عليه الأمر ، انا اردت التأكد فقط ، الان انا ارى. كلايمب كن ، إذا لم أكن مخطئًا ، فأنت تستخدم أسلوبًا مخترعًا ذاتيًا ، أليس كذلك؟ هل يشمل ذلك تدريب حواسك؟ "

"آه ، لا ، أنا أركز على تقنيات القتال. أنا آسف للغاية."

"أنا لا أجد أن هذا خطأ ، انا اردت التأكد فقط. لأكون صادقًا ، اعتدت أن أكون كذلك في الماضي أيضًا. من السهل أن تنسى شحذ مثل هذه المهارات الحسية عندما تتدرب بمفردك. هذه عادة خطيرة. بعد كل شيء ، في كثير من الأحيان لن يكون لديك قتال مباشر ضد مهاجم تعرفه ".

كان وجه غازيف أحمر قليلاً. يبدو أن النظرة على وجهه وهو ينظر إلى برين تقول ، "لم يكن عليك أن تخبره بذلك هنا."

في المقام الأول ، كان تدريب هذا المحارب الشاب المجتهد أيضًا من واجبات الكابتن المحارب. شعر بالخجل لعدم تمكنه من تحقيق ذلك.

نظرًا لأن كلايمب قد ولد من عامة الناس مثله ، كان من المهم عدم السماح للنبلاء برؤيتهم يفشلون أثناء خدمة العائلة الملكية. على سبيل المثال ، إذا هَزم غازيف كلايمب في قتال، فسيهمس النبلاء أن كلايمب لا يستحق حماية الأميرة. في هذه الأثناء ، إذا هَزم كلايمب غازيف ، فسوف يوجهون ثرثرتهم الخبيثة إليه.

لم تكن هناك حاجة لمدح رجل مثله لقيامه بعمل جيد - ليس عندما أعلن ذلك الرجل بفخر أنه سيخدم الملك وبالتالي تخلى عن محارب شاب.

لا ، لا يجب أن أشعر بالخجل. إذا كان لدي الوقت للقيام بذلك ، يجب أن―

"آه ، لا تهتم ، سأترك الأمر عند هذا الحد. نظرًا لأنك كنت لطيفًا بحيث تشير إلى نقاط ضعف كلايمب أمامي ، سأبذل قصارى جهدي لجعله يشحذ هذه المهارات ".

"شكرا غازيف سما."

"... لا ، ليست هناك حاجة للانحناء لي. أنت تخدم العائلة الملكية مثلي - وهذا يجعلك تابعًا لي. ومع ذلك ، فأنا لم أرشدك ، وبدلاً من ذلك قمت بنقل هذه الوظيفة إلى شخص آخر. لست بحاجة لشكري ".

كلما شكره كلايمب، شعر بالذنب.

"أليس هذا مزعجا ، أن تكون شخصًا منغمسا في عالم النبلاء ، الناس يمنعونك من القيام بأشياء لا طائل من ورائها ، ولا يمكنك حتى أن تفعل الأشياء التي تريدها ".

"بما أنك رفيق كلايمب وتحمي الأميرة رانار بجانبه ، ألا يجعلك ذلك واحدًا من هؤلاء الأشخاص أيضًا؟"

"أنا حر مثل الطيور أنا فقط تابع لتلك الأميرة مؤقتًا أو أيا كان ... لا. أنا آسف. ما كان يجب أن أقول ذلك. كوني تابعا للأميرة هو مجرد شيء مؤقت. بمجرد أن أتعب من ذلك أو أشعر بالرضا ، سأنتقل إلى الأمام ".

ابتسم برين ، وكان تعبيره باردًا وواضحًا مثل سماء الخريف. ولم يكن الرجل المُحطم الذي التقى به غازيف في العاصمة.

كان يغار من كيف يمكن لبرين أن يعيش بهذه الطريقة الحرة.

"بالتفكير بالأمر ، هل من المناسب لك أن تتحدث معنا بهدوء ، غازيف سما؟"

"حسنًا ، أنا مشغول نوعًا ما الآن ، لكني أردت فقط أخذ استراحة... بالمناسبة ، هل لديكم وقت فراغ؟"

نظر كلايمب وبرين إلى بعضهما البعض ردًا على سؤال غازيف.

"وقت الفراغ ... هاه."

"نعم ، أعتقد ذلك ، ليست هناك أشياء كثيرة أحتاج لتجهيزها ، فقط تجهيز بسيط لمعداتي ".

قال غازيف وهو ينظر إلى أحد أبراج المراقبة على أسوار المدينة: "إذن ، أتمنى أن ... حسنًا". "هل تريدان التوجه إلى هناك؟"

لم يرفض أحد ، وقاد غازيف الطريق.

بصفته الكابتن المحارب ، لم يوقفه أي جندي. وبهذه الطريقة ، وصلوا إلى المكان الذي كان يدور في ذهن غازيف، المكان الذي يتمتع بأفضل منظر في المدينة.

كانت الجدران الخارجية لـ إي-رانتيل هي أعلى نقطة في المدينة مما يعني أنها تتمتع بأفضل المناظر الطبيعية ويمكن للمرء أن يشاهد حتى المناظر البعيدة.

ولأن الهواء الدافئ بفعل حرارة الكثير من الناس في الأسفل لم يصل إلى هذا المكان ، فقد أنعشت الرياح الشتاء الباردة النقية أجسادهم.

"يا له من منظر رائع!" هتف الفتى بفرح خالص وهو يتطلع نحو الجنوب الشرقي.

"تلك هي سهول كاتز ، أليس كذلك؟"

"أجل. إنه مكان مليء بالأوندد ، يكتنفه الضباب على مدار السنة. ستصبح ساحة الحرب في غضون أيام قليلة ".

بعد الإجابة ، أخذ غازيف نفسًا عميقًا ثم زفر بقوة. ملأ الهواء النقي جسده ، وكان يأمل أن يطرد المشاعر المضطربة التي كانت تنتابه بشأن آينز أوول غون.

“هذا منظر رائع. مجرد رؤية هذا المشهد يستحق أن تصبح تابعًا للأميرة. هل هذا ما يراه السحرة الذين يمكنهم استخدام تعويذة 「الطيران」 طوال الوقت؟ لا عجب أن هناك الكثير من غريبي الأطوار بينهم ".

"أعتقد أن رؤية العالم هكذا يغير وجهة نظرك حقًا ، هاه."

"كما لو كان ذلك صحيحا ، لماذا لا تحضر بعض النبلاء هنا وترى ما إذا كان الأمر سيعمل معهم؟ إذا لم يغيروا من أنفسهم ، فسوف ندفعهم من الجهة الأخرى للحائط. ونقضي على عصفورين بحجر واحد."

ابتسم غازيف بسخرية على نكتة برين. إذا كان من الممكن تغيير الناس بهذه الطريقة ، فسيقيدهم بالسلاسل ويجرهم إلى هنا إذا لزم الأمر.

بدى كلايمب وكأنه لا يعرف كيف يرد ، الأمر الذي جعل غازيف يشعر بتحسن.

"هاها. كان المجيء إلى هنا معكم هو الشيء الصحيح الذي يجب عمله. أشعر بالارتياح الآن ".

"حسنًا ، من الجيد سماع ذلك. إذن ... لماذا أحضرتنا إلى هنا؟ هل أنت متأكد من أن لا أحد يراقبنا؟ لا تخبرني أنك جمعت ثلاثة رجال بالغين لكي ينظروا إلى هذا المشهد؟ أم أن هناك شخص ما تريده ميتا؟ "

العدوان المفاجئ الصادر من برين أثار قلق غازيف.

"حسنًا ، أعتقد أنني لن أكون قادرًا على حماية الأميرة وسيكون من العار ألا أكون قادرًا على تدريب كلايمب كن بعد ذلك (بعد أن يقوم بعمل غازيف القذر ) ... لكن غازيف، أنا مدين لك. سأفعل أي عمل قذر تريده بابتسامة على وجهي ".

لم يكن برين يمزح. كانت النظرة في عينيه جادة.

" الأمر ليس كذلك ، برين. لا أريدك أن تفعل هذا النوع من الأشياء ".

"... أنت تعلم أنني لم أعيش بالضبط حياة نظيفة ، أليس كذلك؟"

"بالفعل، برين ، لقد لطخت سيفك بالدم ، ومع ذلك ، فقد فعلت نفس الشيء ".

"في حالتك ، كانت دماء أعداء المملكة ، أليس كذلك؟ أنا نتيجة رغباتي الخاصة ، والدم الذي أرقته ليس مثل دمك ".

"... هل تحاول التكفير عن خطاياك؟"

"لا ، لا شيء من هذا القبيل. لقد فعلت كل أنواع الأشياء لأهزمك. كرست حياتي لها ولكن حتى بعد اكتشاف أن الهدف الذي كنت أعمل عليه ليس شيئًا مميزًا ، لا أشعر بأي ذنب لما قمت به. لكنك كنت لطيفا معي ، وأريد أن أرد الجميل. هذا كل ما في الأمر - لا تفكر كثيرًا في الأمر ".

"إذن ، طلبي هو ألا تفكر في القيام بمثل هذه الأشياء. علاوة على ذلك ، ماذا تقصد ب "لطيفا"؟ هل كان ذلك عندما التقينا مرة أخرى في العاصمة؟ "

كانت إجابة برين ابتسامة مريرة.

"لا تهتم ، الأمر فقط أنني أشعر شخصيًا أنني تلقيت لطفك."

"كلما أخبرتني أنه لا داعي للقلق بشأن ذلك ، كلما انتهى بي الأمر إلى القلق بشأنه أكثر."

في مواجهة هذا الرفض الذي لا ينضب ، قرر غازيف تغيير الموضوع.

"آه ، بالحديث عن ذلك ، أنت تعلم أنه ليس لدي سبب معين لإحضارك إلى هنا ، أليس كذلك؟"

"إيه؟"

تحدث كلايمب ، لكن برين رفع الحاجب.

"... كنت أفكر فقط أنه سيكون من الجيد لثلاثة منا إجراء محادثة بينما لدينا بعض وقت الفراغ ، وهذا هو المكان الوحيد الذي يمكنني فيه قضاء وقتي في الحديث دون القلق بشأن ما قد يفكر فيه الآخرون. إذا كنا في العاصمة ، فأنا أعرف مكانًا يمكننا فيه تناول مشروب هادئ أيضًا ".

"ماذا ، إذن نحن نتحدث فقط؟ اعتقدت أن لديك بعض الأوامر السرية من أجلي ... "

"لا ، ليس الأمر كذلك. كيف يجب أن أقول هذا…"

يمكن أن نموت في أي وقت في ساحة الحرب ، وقد تكون هذه آخر مرة نرى فيها بعضنا البعض. ومع ذلك ، كيف يمكنه أن يقول مثل هذه الأشياء المشؤومة؟

"لا تهتم. أوه ، هذا صحيح ، كلايمب ، هذا الدرع واضح بعض الشيء. ألن يكون من الأفضل طلائه بلون مختلف؟إذا أبقيته كما هو ، قد تصبح هدفًا ذا أولوية في ساحة الحرب".

"أنا آسف ، سترونوف سما ، أخشى أنني لا أستطيع فعل ذلك."

كلايمب رفض دون تردد.

" طالما أنني أرتدي هذا الدرع اللافت للنظر وأحقق التميز في ساحة الحرب ، فسوف تزداد سمعة الأميرة رانار. بالإضافة إلى ذلك ، يعرف العديد من النبلاء أنني أرتدي درعًا أبيض. إذا غيرت لونه لأنني أخشى الخطر ، فسوف يسخرون مني وستنزعج رانار سما من ذلك أيضًا. بدلاً من ذلك ، أفضل أن أواجه مصيري بشجاعة في ساحة المعركة ، وأن أقوم بتحسين سمعتها ".

عندما نظر في عيون كلايمب ، ابتلع غازيف الكلمات التي أراد أن يقولها.

"الأميرة رانار لا تريدك أن تموت."

"لا تخلط بين الشجاعة والتهور."

"تحمل القليل من المشقة الآن من أجل مستقبل أفضل."

ومع ذلك ، لم يكن أي شيء قد توصل إليه مقنعًا بما يكفي للتأثير على ارادة كلايمب.

كان كما قال كلايمب. كان درعه مثل علم الأميرة رانار. أفعاله البطولية ستحسن من مكانتها ، والعكس كان صحيحًا أيضًا.

تم إنقاذ كلايمب من قبل الأميرة رانار ، وكان في قلبه فكرة أن "حياتي مِلك للأميرة". لم يستطع غازيف زعزعة إيمانه.

كان لديه نفس الولاء للملك ، وبالتالي―

"سأرمي بحياتي بسرور لأجل الأميرة رانار."

لم يكن لدى غازيف أي فكرة عن كيفية الرد على الشاب الذي اتخذ قراره بالفعل.

"أوي ، أوي ، أوي. لماذا تتحدث وكأنك ستموت؟ لا تقلق ، غازيف ، سأراقب كلايمب كن. لن أدعه يفعل أي شيء غبي. بغض النظر عن نوع المشكلة التي يقع فيها ، سأخرجه منها ".

"إذا كان فرسان الإمبراطورية الأربعة فقط ، فلا شك أنك ستفوز ، برين. لكن... ضد هذا الرجل ، آينز أوول غون... أخشى أنك ستفقد حياتك ".

"... هل آينز أوول غون بهذه القوة حقًا؟ آه ، أتذكر أنك ذكرته من قبل في منزلك ".

بعد الاضطراب الشيطاني ، كان غازيف وبرين في حالة سكر وناقشا كيف سارت حياتهما منذ البطولة الكبرى. هكذا ظهر اسم آينز.

" أستطيع أن أؤكد أنه لا يمكن لأحد من فرسان الإمبراطورية أن يهزمك ، وحتى الفرسان الأربعة والذين هم في مستوى آخر عن الفرسان العاديين ، ومع ذلك بالرغم من أنهم أقوياء فلن يستطيعوا أن يهزموك ، حتى لو نزل فلودر باراداين ، أقوى ساحر في الإمبراطورية ، إلى ساحة الحرب ، فمن المحتمل أن تتمكن من الهروب إذا كان الحظ معك. لكن ضد آينز أوول غون... برين ، أنا آسف ، لكن حياتك ستنتهي عند هذا الحد ".

"يبدو قويا ، هاه. ما هو مدى قوته؟ "

"... كل ما يمكنني قوله ، برين ، هو أنه يتجاوز خيالك ، يمكنك أن تأخذ كل ما تتخيله وتضاعفه عدة مرات ".

"همم ، إذا كان بهذه القوة ... أتساءل عما إذا كان يمكنه أن يضاهي سيباس سما؟"

"سيباس؟ أليس هو الرجل العجوز الذي تحدث عنه كلايمب؟ على الرغم من أن هذا الرجل العجوز يبدو قويًا بشكل مذهل ، إلا أنني ما زلت أشعر أن غون دونو سيكون أقوى منه ".

"أجد صعوبة في تصديق ذلك شخصيًا. بصراحة لا أستطيع أن أتخيل أن أي شخص يمكن أن يكون أقوى من سيباس سما ... ولكن الأهم من ذلك ، لماذا تخاطب هذا العدو بهذا الاحترام؟ "

"إنه عدو جدير. على الرغم من أن قول ذلك سيكون مزعجًا للملك ، لذلك يعتمد الأمر على من أتحدث إليه ".

هز برين كتفيه.

"لقد فعلت الكثير لنا ، المحارب الكابتن سما. كلايمب كن، لقد أنجزت نصيبك العادل من أجل المملكة. بالنسبة لي ، أنا بخير مع أي شيء. تلك الأميرة سما حقا لطيفة للغاية ".

كلمات مثل تلك تناسب برين جيدا. ومع ذلك ، فإن موقفه الغير محترم تجاه العائلة الملكية مسيئ بعض الشيء.

على الرغم من أن الكابتن المحارب غازيف سترونوف الذي كان تابعًا مخلصًا للملك ربما يكون قد جعد حواجبه منزعجا ، إلا أن غازيف سترونوف الذي كان محاربًا لن يبتسم إلا لجرأة الرجل.

إذا كان شخص آخر يشاهد ، كان عليه أن يوبخ برين ، لكن في الوقت الحالي ، الثلاثة منهم فقط كانوا هنا. هذا يعني أنه يحتاج فقط لأن يكون محاربا الآن.

"على الرغم من حقيقة أن رانار سما لا تهتم كثيرًا... حسنًا ، يكفي ذلك. فهمت إذا كان كلايمب لا يريد إعادة طلاء درعه. إذن ، يرجى الاعتناء بأنفسكم ".

"أنا ممتن للغاية للقلق الذي أبداه الجميع لي. ومع ذلك ، أخبرتني الأميرة رانار أن استخدم هذا الدرع الواضح وأعمل بجد*. لذا ، على الرغم من أنني آسف جدًا لأنني لا أستطيع تلبية رغباتك ، فلن أغير رأيي ".

ㅤㅤ

(طلبت منه ارتداء هذا الدرع اللافت للنظر وعدم تغيير لونه لسبب ، سأقول لكم السبب في المجلد العاشر)

ㅤㅤ

"هكذا إذن؟ حسنا أعتقد أن هذا سيفي بالغرض ".

هبت الرياح الباردة على ثلاثتهم. كانت السماء زرقاء لامعة ، ولم يكن هناك شعور بأن الحرب على وشك الاندلاع. على هذه الخلفية ، رأى غازيف كلايمب و نظرة جادة على وجهه. عندما كان يفكر في عدم ترك الكثير من الناس يموتون ، كان قلبه مليئًا بالفرح والحزن.

وكأنه يمحو هذه المشاعر ، قرر غازيف تغيير الموضوع.

"بالمناسبة ماذا كنتما تفعلان قبلا؟"

نظر كلايمب وبرين إلى بعضهما البعض ، ثم تحدث برين.

"حسنًا ، كان لدينا بعض وقت الفراغ ، بخلافك ، لذلك طلبت من كلايمب أن يرافقني للقيام مهمة. كان هناك شخص آخر ، لوكماير ؛ لقد جعلته يرينا ويأخذنا إلى منقذ العاصمة ، ذلك المغامر ذو تصنيف الأدمنتايت. سمعنا أنه يقيم في هذه المدينة ، لذلك قررنا زيارته ".

"أوه ، مومون دونو ، هل أنا محق؟"

"صحيح ، صحيح ، هو بنفسه ، رأيته قبلا في العاصمة ، سمعتهم يلقبونه بأقوى محارب على الإطلاق― "

هنا تغير موقف برين. كان أكثر جدية الآن.

"― لذا أردت مناقشة بعض الأشياء معه."

"مناقشة؟"

كرر غازيف الكلمة مثل ببغاء يتعلم الكلام. كان من الصعب قراءة تعبيرات برين.

"حول مصاصة الدماء. شالتير بلادفولن".

شالتير بلادفولن.

مصاصة الدماء الجبارة ، التي حطمت روح برين أنغلاوس ، منافس غازيف.

كانت وحشًا لا تستطيع الإنسانية هزيمتها ، وقد ظهرت في العاصمة.

اعتقد برين أنها ربما كان لها علاقة بجالداباوث ، لكن―

"... بالحديث عن ذلك ، هل تعلم أن مومون دونو استخدم عنصرًا سحريًا نادرًا جدًا لهزيمة مصاص الدماء هونيوبينيكو؟ على ما يبدو ، تم تدمير جزء من الغابة بسبب انفجار كبير ، وعندما عاد مومون دونو ، كان درعه مغطى بعلامات معركة كبيرة ".

سمع غازيف الكثير من العمدة.

"آه ، نعم ، لقد سمعت عن ذلك أيضًا. لهذا أردت التحدث معه. بادئ ذي بدء ، في رأيي ، شالتير بلادفولن كائنة لا يستطيع حتى مغامر من تصنيف الأدمنتايت التغلب عليها. ولا يعني ذلك أنني أشك فيه أو أي شيء آخر ، لكنني أردت أن أسأل عما إذا كان قد انتهى بالفعل. وكنت مهتمًا أيضًا بمصاص الدماء هونيوبينيكو ".

"هل تقصد ، ربما يكون هناك مصاصو دماء آخرون من هذا القبيل؟"

"هذا صحيح ، كلايمب كن. مما عرفته ، مومون يطارد اثنين من مصاصي الدماء. أردت أن أتأكد ما إذا كانا هونيوبينيكو وشالتير ".

ㅤㅤ

(للتوضيح فقط هونيوبينيكو اسم وهمي أينز أعطاه للنقابة وخدعهم وقالهم أنو يطارد مصاصي دماء)

ㅤㅤ

"وماذا حدث بعد؟"

"حسنًا ، بخصوص ذلك ..."

هز برين كتفيه.

"لسوء الحظ ، لم يكن موجودًا. يبدو أنه غادر المدينة بعد حصوله على طلب. ليس لدي أي فكرة عن موعد عودته ".

"حسنًا ، هذا مؤسف. لم يكن لدي أي حظ أيضا. لم تتح لي الفرصة للتحدث مع مومون دونو. إذا كان لدي بعض الوقت ، أود التحدث إليه. على الأقل ، أود أن أشكره على إنقاذ العاصمة ".

" هكذا إذا؟ حسنا ... بعد انتهاء هذه الحرب ، لماذا لا نذهب سويًا؟ إذا كنا محظوظين ، سنكون قادرين على مقابلته. كلايمب كن ، هل تريد أن تأتي معنا؟ "

"سأكون سعيدا بالذهاب معكما."

"حسنا! هناك شيء نتطلع إليه بعد الحرب. إنه محارب من تصنيف الأدمنتايت. سأكون قادرة على تعلم الكثير منه ".

"بالفعل. سنتعلم بالتأكيد شيئًا مفيدًا. أي نوع من الأعداء حاربهم... أتطلع إلى سماع مآثره ".

"حسنا، هذا مفاجئ. غازيف ، هل تحب هذا النوع من الأشياء؟ "

"أه نعم. بعد كل شيء ، أنا محارب. من الطبيعي أن أكون مهتمًا ... لذا من الأفضل أن تعود سالمًا "

أدار غازيف عينيه نحو سهول كاتز.

"هناك حانة في العاصمة تقدم طعامًا ممتازًا. بمجرد أن تنتهي هذه الحرب ، سنذهب هناك للاحتفال. سيكون هذا علاجي ، المدخرات مخصصة لأشياء من هذا القبيل ".

"دعونا نأمل أن نذهب إلى هناك للاحتفال بالنصر".

مشى برين إلى جانب غازيف، ونظر في نفس اتجاهه.

"إذن ، إيه ، إمم ... هل يمكنني المجيء أيضًا؟"

"كلايمب كن ، هل تشرب؟"

على الرغم من أن قوانين المملكة لم تحدد من الناحية الفنية سنًا قانونيًا للشرب ، إلا أنه لا أحد سيبيع الكحول لصبي في سن المراهقة.

"لا ، لم أشرب من قبل من قبل ، لذلك لست متأكدًا. "

"حقاً؟ إذن يجب أن تشرب قليلاً وترى كيف يبدو الأمر. قد يأتي وقت تحتاج فيه إلى الشرب مع الآخرين ، مثل الآن ".

"بالفعل. قد يكون من الجيد أن تثمل وتعرف ذلك الشعور".

"حسناً. إذن ، آمل أن تسمحوا لي بمرافقتكم ".

"حسن! إذاً ، يجب أن نعود نحن الثلاثة بسلام. لا ترموا بحياتكم هباءً! "

بعد انتهاء غازيف ، أومأ كلايمب وبرين إليه.

‏‏‎ ‏‏‎

الجزء 4

‏‏‎ ‏‏‎

انتشر اللون القرمزي أمام أعين الناظر. كانت أرضًا قاحلة وخالية من جميع المساحات الخضراء تقريبًا. كانت هذه أرض أُطلق عليها حقل الدماء.

كانت سهول كاتز- مكان يتجول فيه الأوندد والوحوش الأخرى ، يخشى الجميع هذا المكان كونه معروف كمكان خطير.

أكثر ما يخيف فيه هو الضباب الذي كان يغطي الوحوش مهما كان الوقت من اليوم. أنتج هذا الضباب ردود أفعال ضعيفة من الأوندد.

في الواقع، لم يفعل الضباب شيئًا للكائنات الحية. لم يستنزف طاقة الحياة ، ولم يلحق أي ضرر. ومع ذلك ، نظرًا لأن الضباب تم تسجيله كمخلوق أوندد في التعاويذ* ، فقد أبطل محاولات اكتشاف الأوندد ، ونتيجة لذلك تعرض العديد من المغامرين لكمين من قبل الأوندد أثناء وجودهم بداخل هذا الضباب.

ㅤㅤ

(عندما يتم تفعيل تعويذة لإكتشاف إذا كان هناك أوندد قريب تلك التعويذة تُخطِر الساحر بأن الضباب هو نفسه كائن أوندد ، ولهذا لا يستطيع الساحر اكتشاف أي أوندد قريب منه لأن الضباب يتداخل مع التعويذة)

ㅤㅤ

ومع ذلك ، لم يكن الضباب موجودا الآن. كانت الرؤية ممتازة ويمكن للمرء أن يرى بوضوح. كان الأمر كما لو أن الأرض كانت ترحب بالمزيد من القتلى في الحرب القادمة.

لم يكن هناك وجود للأوندد مثل الضباب ، فقط أرض صامتة بلا حركة ولا علامات للحياة.

الأبراج المنهارة ، التي بنيت منذ مئات السنين ، بَرُزت من الأرض مثل شواهد القبور المتناثرة. بالطبع ، لم يكن أي منهم سليمًا.

كانت الأبراج التي بنيت منذ زمن بعيد في الأصل بارتفاع ستة طوابق ، لكن كل شيء فوق الطابق الثالث قد انهار ، وكان الحطام في كل مكان. بقي أقل من نصف الجدران السميكة. لم يكن السبب مرور الوقت ، إنه ناتج بشكل أساسي عن قتال الوحوش المختلفة هنا.

توجد مثل هذه المشاهد بجوار السهول العادية المغطاة بالعشب ، والتي تم تحديدها بشكل حاد بواسطة خط غير مرئي. هذا هو السبب في أن سهول كاتز كانت تسمى أرضًا ملعونة.

***

أشرقت الشمس على الأرض التي لم ترَ النور منذ ما يقرب العام. كما لو كان ينظر إلى أسفل على هذه الأرض الغير مرغوبة ، كان يلوح في الأفق فوقها مبنى شاسع من الجانب الآخر من الحدود - عالم الأحياء.

تم بناؤه من جذوع الأشجار الضخمة التي لم يتم العثور عليها في أي مكان في السهول المحيطة ، مع جدران متينة يبدو أنها تمنع مرور كل شيء في المنطقة المجاورة. كان محاطًا بخندق ضحل تم حفره بعناية وملئه بفروع حادة بارزة للأعلى. كان هذا لصد الأوندد الغير أذكياء.

على الجانب الآخر من الخندق ، هناك عدد لا يحصى من الأعلام تلوح في مهب الريح ، وأغلبها أعلام الإمبراطورية - التي تحمل شارات إمبراطورية باهاروث.

كان هذا فقط متوقعًا. بعد كل شيء ، هذا المبنى ، هذا المعسكر ، كان قاعدة حامية تابعة للجيش الإمبراطوري.

حشدت الإمبراطورية 60 ألف فارس لهذه الحرب. يمكن للحامية أن تأويهم جميعًا ، وهذا بدوره يتحدث عن حجم هذه القاعدة. وقد تم بناء هذا المعسكر الهائل ، الذي يشبه القلعة ، على أرض سهلة الدفاع.

تم بناؤه على قمة تل. لم يكن هذا التل موطنًا لسهول كاتز ، ولكن تم تشييده بالكامل بطريقة سحرية.

حتى إمبراطورية باهاروث ، التي تبنت إستراتيجية وطنية لزيادة عدد السحرة لديها ، لم تستطع إكمال مثل هذا العمل في وقت قصير. تم بناء هذا المبنى على مدى عدة سنوات.

في الأصل ، كان القصد من هذا المكان أن يكون نقطة البداية للغزوات التي تستهدف إي-رانتيل. وهذا يعني أنه تم بناء هذه القلعة الضخمة بهدف تحمل حصار ممتد من قبل مئات الآلاف من قوات المملكة.

لم يكن لدى المملكة إجابة على إنشاء هذا المعسكر ، ببساطة لأنه لم يكن لديهم قوة بشرية أو موارد احتياطية لمهاجمة الحامية.

على الرغم من أنهم سيتحدون معا عندما تنوي الإمبراطورية غزو بلادهم ، ولكن عندما يتعلق الأمر بشن غزو ، كان عليهم مناقشة الأمور مع زملائهم من أعضاء فصائلهم ، بالإضافة إلى ذلك ، كان عليهم تحديد من سيدفع فاتورة إعلان الحرب على الرغم من عدم تعرض أرضهم للخطر أيضًا.

في النهاية ، لن ينزعج أي من النبلاء بهذا ما لم يكونوا في خطر المواجهة.

ثلاثة هيبوغريف حلقوا في السماء فوق تلك الصخرة الضخمة. حلقوا في دائرة كبيرة ، تلاه هبوط بطيء. سيعرف أي فارس أن هذا كان الهبوط الاحتفالي للحرس الجوي الملكي – القوات الذين هم تحت القيادة المباشرة للإمبراطور - مما يعني أن مبعوثًا للإمبراطورية كان على وشك الهبوط.

على السطح ، كان هناك حوالي 10 فرسان في شكل دائري ، يرفع كل منهم العلم الإمبراطوري. كان هذا الجواب من الأرض - حفل استقبال مبعوث إمبراطوري. هبطت هيبوغريف في وسط الدائرة ، وكانت دقة الهبوط بمثابة اختبار لمهارات الفرسان ، مما أظهر تميز قدراتهم.

بعد الهبوط ، كشف المبعوثون الإمبراطوريون الذين ركبوا على هيبوغريف عن أنفسهم. على الرغم من أن هؤلاء الفرسان قد تم تكريمهم للقيام بواجبات احتفالية ، إلا أنهم فوجئوا بأنهم زالوا يلوحون بالأعلام التي كانوا يحملونها.

كان سبب ذعرهم القصير هو الرجل الذي كان يرتدي ملابس مختلفة تمامًا عن الشخصين الآخرين المرافقين له.

بمجرد أن أزال خوذته وكشف عن ملامحه الوسيمة ، عرف الجميع على الفور من هو.

شعره الأشقر رفرف بفعل نسيم الرياح ، وكانت عيناه زرقاوين مثل البحر. كان فمه ، الذي يشير إلى وجود إرادة حديدية ، مغلقًا بإحكام. لقد كان صورة الفارس المثالي.

لم يكن هناك فارس لا يعرف من يكون هذا الرجل.

والأهم من ذلك ، لم يكن هناك من لا يعرف الدرع الكامل الذي كان يرتديه. كان مصنوعًا من مادة الأدمنتايت ، ومُلقى عليه سحر قوي. لم يكن هناك سوى عدد قليل من الدروع مثل هذا في الإمبراطورية.

كان مرتدي هذا الدرع من أعلى الفرسان في الإمبراطورية.

كان أحد فرسان الإمبراطورية الأربعة ، نيمبل آرك ديل أنوك " العاصفة العاتية ".

وبصوت حاد يطابق الصورة التي عرضها ، خاطب نيمبل أحد الفرسان.

" اريد ان ارى القائد الاعلى ، الجنرال كارفين من الفيلق الثاني. هل تعرف أين هو؟"

"نعم ، سيدي! الجنرال كارفين في اجتماع الآن للتخطيط للهجوم على المملكة في غضون أيام قليلة! سأصطحبك إلى مقر رئاسة الجنرال ، أنوك سما! "

"هكذا. إذن ... هل وصل الملك الساحر غون دونو إلى هنا؟ "

"لا سيدي! لم يصل الملك الساحر دونو إلى هنا بعد".

"مفهوم."

تنهد نيمبل بارتياح من حقيقة أن الجنرال قد تم إبلاغه مسبقًا وأنه قد وصل قبله.

"إذن هل يمكنني أن أزعجك لقيادة الطريق؟ هناك شيء آخر أريد أن أسألك عنه."

أغلق نيمبل يديه ببطء حول شيء مخبأ في جيب الصدر.

♦ ♦ ♦

أحضر الفارس نيمبل إلى خيمة فخمة ، حيث انتظر قرابة الساعة ، حتى عاد صاحب الخيمة برفقة العديد من الحراس.

كان رجلاً عجوزًا شعره أبيض نقي ، وكان له جو كريم حوله.

على الرغم من أنه كان مدرعًا مثل جميع الفرسان الآخرين ، إلا أنه أعطى انطباعًا مختلفًا تمامًا عنهم. يمكن للمرء أن يقول إنه بدا نبيلًا وليس فارساً.

"مرحبًا بك يا نيمبل."

جعلته الابتسامة العريضة على وجهه يبدو وكأنه نبيل أكثر من فارس. كان صوته هادئًا ، وكأنه لا ينبغي أن يكون في مثل هذا المكان.

استجاب نيمبل بتحية قصيرة.

ناتيل انيم ديل كارفين.

لقد كان نبيلًا طغى عليه الآخرون ، لكن الإمبراطور السابق عرفه لموهبته ووضعه في قيادة الفيلق الثاني. على الرغم من أنه لم يكن يمتلك الشجاعة القتالية كشخص ، إلا أنه اشتهر بقدرته على القيادة ، مع وجود شائعات تقول إنه لم يخسر معركة أبدًا ، مع وجوده في القيادة ، تمتع الفيلق الثاني بمعنويات عالية جدًا.

في الواقع ، لم يتمكن الفرسان المرافقون لكارفين من إخفاء احترامهم له في كل حركة قاموا بها.

"لا أعرف كيف أبدأ في شكر الجنرال كاكا ، الذي جاء كل هذا الطريق لرؤيتي على الرغم من أنك القائد الأعلى لهذه الحملة الأن".

تم تقسيم الجيش الإمبراطوري إلى ثمانية فيالق ، وتم منح كل قائد فيلق لقب "جنرال". عُرف جنرال الفيلق الأول بالمارشال وكان القائد الأعلى للجيش الإمبراطوري بأكمله.

إذا كان الفيلق الأول - إذا لم يكن المارشال حاضرًا ، فإن قائد الفيلق التالي سيتولى منصبه كضابط القائد العام. كان هذا يعني أن الجنرال كارفين من الفيلق الثاني كان يقود الجيش الإمبراطوري بأكمله الأن.

"لا ، لا ، نيمبل. استغني عن الشكليات. أنت هنا بناءً على أوامر جلالة الإمبراطور ، أليس كذلك؟ أنت لست تحت إمرتي. ما عليك سوى التحدث معي بالتساوي ".

حتى عندما قال ذلك ، ابتسم نيمبل بمرارة.

كان الجيش الإمبراطوري مخلصًا للإمبراطور أولاً ، ثم للجنرالات.

فرسان الإمبراطورية الأربعة ، أقوى المقاتلين ، غالبًا ما يتم تكليفهم بتنفيذ أوامر الإمبراطور. من حيث السلطة ، سيتم اعتبارهم مساويين للجنرال. ومع ذلك ، من حيث العمر والخبرة والمكانة ، لم يكن أي منهم مساوياً لكارفين. كان من الصعب عليه أن يعامل كارفين على أنه مجرد مساوٍ ، إلا في حالة لم يكن هناك شخص ثالث حاضر بينهم.

ابتسم كارفين ، كما لو كان يستمتع بالانزعاج على وجه نيمبل.

"يؤلمني أن أحد الفرسان الأربعة ، أقوى محاربي الإمبراطورية ، يجب أن يكون صارمًا ورسميًا مع رجل عجوز مثلي. ماذا عن الاستغناء عن التشريفات؟ "

"فهمت ، الجنرال كارفين."

أومأ الجنرال كارفين برأسه وكأنه يشير إلى موافقته.

"على الرغم من أنك اخترت الوقت المناسب للمجيئ ، لقد تبدد الضباب وكأنه يرحب بك ".

"الجنرال كارفين ، أعتقد أن الترحيب ليس لي ، ولكن للمأساة التي على وشك أن تحصل. أرتجف عندما أتخيل ما سيحدث ".

"مأساة ، همم... حسنًا ، إذن ، نيمبل ، هل يمكنك أن تخبرني من فضلك؟ ما هو الغرض من هذه الحرب؟ حتى الآن ، كان هدفنا الاستراتيجي هو استنفاد المملكة ، لكن الأمر مختلف هذه المرة. هدفنا الحالي هو الاستيلاء على إي-رانتيل بالوسائل الدبلوماسية ، ولهذا سنحتاج إلى هزيمة المملكة بشكل شامل في المعركة ".

تصلبت عينا كارفين عندما وصل إلى هذا الجزء.

"... نواجه أكبر جيش حشدته المملكة في التاريخ المسجل. على الرغم من أن فرساننا أقوى من فرسان المملكة ، ولكن لديهم أعداد كبيرة جدا. ستؤدي معركة ميدانية مفتوحة إلى سقوط العديد من الضحايا. وكل هذا لغرض الاستيلاء على إي-رانتيل، والتي سنقوم بتسليمها فورًا إلى الملك الساحر هذا. بماذا يفكر صاحب الجلالة؟ "

"قبل أن أجيب على هذا السؤال ، آمل أن تجعل الجميع يخرج لكي نبقى نحن الإثنين فقط."

فتح كافيان فمه قليلاً ثم هز رأسه بدلا من ذلك.

"كلكم انصرفوا."

انحنى مستشارو كارفين و غادروا الخيمة.

"شكرا جزيلا."

"إضاعة الوقت سيكون حماقة. الآن ، هل يمكنك إخباري لماذا؟ "

"نعم. لقد تم إرسالي في الأصل لإبلاغ الجنرال بهدف هذه الحرب ".

غير نيمبل موضعه في المقعد.

"الهدف من هذه الحرب هو بناء علاقات جيدة مع الملك الساحر آينز أوول غون. على هذا النحو ، يتعين علينا الإستيلاء على إي-رانتيل بأي ثمن في الأرواح ، ثم التخلي عنها دون تكلفة لصالح آينز أوول غون ، من أجل تعزيز العلاقات بين الطرفين ".

"إذا سقط الفرسان الذين يحافظون على النظام في الإمبراطورية ، فستكون الإمبراطورية في خطر. هل يستحق الملك الساحر كل ذلك حقًا؟ "

"نعم."

طوى كارفين ذراعيه وأغلق عينيه. كان ذلك لفترة وجيزة فقط.

"حسنا. إذا كانت هذه رغبة صاحب الجلالة ، فسأقوم بتنفيذها ".

"ممتن لك."

"ليست هناك حاجة للامتنان... على الرغم من أنه سيتعين علينا العمل بجد للحصول على ثناء الملك الساحر."

قال نيمبل "بخصوص ذلك ، لدي طلب".

كان هذا هو هدفه الرئيسي للمجيء إلى هنا.

"لقد طلبنا من الملك الساحر أن يلقي تعويذة لبدء الهجوم. أود أن أطلب منك تأخير هجوم الفرسان إلى ما بعد تلك التعويذة ".

"وماذا يعني ذلك؟ ألا يفترض بنا أن نكسب ثناء الملك الساحر بدمائنا؟ "

"بالفعل، هذه هي الفكرة. ومع ذلك ، فإننا نعتزم أيضًا التحقق من قوة الملك الساحر. على هذا النحو ، نعتزم جعل الملك الساحر يستخدم أقوى تعويذة يمكنه القيام بها. لقد طلب صاحب الجلالة هذا منه من أجل معرفة قوته ".

"... إذن ،هل الملك الساحر... عدو محتمل للإمبراطورية ؟"

"يبدو أنك فهمت ما أقصد. الملك الساحر "آينز أوول غون" هو عدو للإمبراطورية ".

"هكذا. إذن بعد أن يطلق الملك الساحر تعويذته ، سأدع الفرسان ينتهزون الفرصة للتقدم وتوسيع جروح العدو. ولكن أي تعويذة سيُلقي ؟ آمل ألا تكون تعويذة بسيطة كـ 「كرة النار」؟ "

"نحن لا نعرف ، لذا يجب أن نعرف ما هو قادر عليه. ومع ذلك ، يمكننا أن نفترض أنه أقوى من سحر هجوم باراداين سما".

اتسعت عيون كارفين ، لكن ذلك كان للحظة فقط.

"فهمت ، فهمت. على الرغم من أنني أجد صعوبة في تصديق أن أي شخص يمكن أن يكون أكثر قوة من ذلك الساحر العظيم (فلودر باراداين) ، إلا أنني أستطيع أن أرى لماذا يرغب صاحب الجلالة في بناء علاقات جيدة معه إذا كان يمتلك حقًا هذا النوع من القوة ".

بقي نيمبل صامتاً.

"إذا كان بإمكانه قتل مئات الأشخاص بضربة واحدة ، ستكون فرصة جيدة لإختراق خطوط العدو. مع هذا النوع من القوة إلى جانبنا ، سنتكبد خسائر أقل ".

قال نيمبل في ذهنه ‘لو كان هذا كل شيء‘.

بعد التحدث مع زملائه أعضاء الفرسان الأربعة ، "لايناس الانفجار الثقيل" و "بازيوود صاعقة البرق" ، أدرك أن قوة آينز تفوق الخيال البشري. قد يكون قادرًا على استخدام تعويذة تقتل الآلاف ، وربما عشرات الآلاف إذا كانوا مكتظين. على الرغم من أن لديه شكوك حول ذلك ، لكن كان هناك احتمال كبير أن يكون ذلك صحيحًا إذا وافق كلاهما.

تمامًا كما قال كارفين ، فإن مقتل الفرسان الذين كانوا يحرسون الإمبراطورية سيكون خسارة فادحة.

في حين أنها ستكون مناسبة سعيدة إذا تبين أن آينز ، العدو المحتمل للإمبراطورية ، كان ضعيف ، إلا أنه أراد هذه المرة فقط أن يصدق ما قاله رفاقه.

"آه ، أيها الجنرال. هناك شيء آخر أريد أن أسألك عنه. الملك الساحر سيشرك قواته في هذه الحرب ، آمل أن تسمح لهم بمرافقتك ".

"هوه. وكم ألف لديه؟ "

"حول ذلك―"

"سامحني على مقاطعة محادثتكما ، كارفين كاكا ، نيمبل كاكا!"

كان هناك صراخ صاخب خارج الخيمة.

نظر كارفين إلى نيمبل باعتذار ، قبل أن يتحدث إلى الرجل في الخارج.

"يمكنك الدخول."

الرجل الذي جاء كان فارسًا رفيع المستوى.

"ماذا يحدث هنا؟ هل هي حالة طارئة؟ "

"سيدي! وصلت عربة ترفع علم الملك الساحر إلى البوابة الرئيسية. يطلبون الدخول. هل لدينا إذن للسماح لهم بالدخول؟ "

تحولت عيون الفارس إلى نيمبل. نظر إليه كارفين أيضًا. من جانبه ، أومأ نيمبل برأسه.

"... أجل ، دعهم يمرون."

"سيدي! إذن... هل نحتاج إلى فحص العربة؟ "

بغض النظر عمن في العربة ، لا يمكن للمرء دخول المعسكر دون فحص. كان الإجراء المعتاد هو استخدام السحر لفحص الأفراد المعنيين ، للتأكد من أنهم ليسوا متسللين متنكرين بأوهام.

لو كانت هذه هي المملكة ، لما استخدموا السحر في عمليات التفتيش. سبب الإستخدام هنا هو أن السحر والتكنولوجيا السحرية كانا قوة الإمبراطورية. كانوا مدركين للقوة المرعبة للسحر ، وبالتالي كانوا يقظين من استخدامه.

كان هذا صحيحًا بشكل خاص بالنسبة لقاعدة عسكرية ضخمة مثل هذه والتي تستخدم أحدث التقنيات السحرية. كانت هذه التقنيات هي الدعامة التي عززت مستقبلهم ، وإذا تم تسريبها ، فقد تسبب ضررًا كبيرًا للإمبراطورية. لو ظهر الإمبراطور جركنيف شخصيًا ، فعليه أن يخضع لعمليات التفتيش عن كثب من قبل الفرسان.

نتيجة لذلك ، حتى لو كان الزوار من دولة حليفة - لا ، لأنهم على وجه التحديد كانوا من دولة حليفة ، فسيخضعون للتفتيش.

ومع ذلك ، كانت هناك حالات لا يُسمح فيها بمثل هذه الأشياء.

نظر كارفين إلى نيمبل مرة أخرى.

كان نيمبل مثقلًا بالجو القمعي وقوة العنصر الموجود في جيب صدره ، ولم يستطع إلا أن يبتسم بمرارة ردًا على ذلك.

"الجنرال كارفين ، أقدم خالص اعتذاري. إنهم ضيوف مهمون للغاية للإمبراطورية. هذه حالة خاصة ، استثناء من بين الاستثناءات. يرجى السماح لهم بالدخول بدون تفتيش ".

وجه كارفين ، الذي كان يحمل ابتسامة دافئة حتى وقت قريب ، أصبح فجأة بلا تعبير كما لو أن لونه قد تلاشى.

كان ذلك لأنه علم أن نيمبل قد أعطى أمرًا للفارس قبل أن يفعل هو.

مهما كان نوع الرجل ، فإنه لن يكون سعيدًا إذا تلقى تابعه أوامر من شخص آخر.

لقد فهم نيمبل سبب تفاقم حالة كارفين ، ولكن كان هذا أمرًا عليه إصداره.

بخلاف ذلك―

بينما كان نيمبل مترددًا بشأن الكشف عن العنصر الذي كان يخفيه في جيب صدره ، تحدث الجنرال كارفين.

"إذا كان هذا هو أمر الإمبراطور ، فيجب علينا أن نطيع. بعد كل شيء ، الإمبراطورية وكل ما بداخلها تحت قيادة صاحب الجلالة ".

"أنا سعيد جدًا لأنك تفهم ، أيها الجنرال."

الشيء الذي يحمله نيمبل كان مرسوماً إمبراطورياً. كان مكتوبًا على ورق ، ويقال إن لحامله سلطة التصرف بالسلطة الكاملة للإمبراطور. محتوى ذلك المرسوم هو "تقريبا كل ما يتعلق بهذه الحرب" ، خلال هذه الحرب ، كان نيمبل يتفوق على كارفين ، وسيكون قادرًا حتى على إعفائه من القيادة إذا لزم الأمر.

للحظة ، شعر نيمبل بالارتياح لأنه لن يضطر إلى إفساد العلاقة بينه وبين ضابط كبير يحترمه. ثم توتر مرة أخرى ، لأنه لم يكن الوقت المناسب للاسترخاء.

"إذن ، هل نذهب للقاء هذا الملك الساحر؟ بعد كل شيء ، حصل على الكثير من الدعم من جلالة الإمبراطور ، لذلك بالتأكيد يجب أن يكون رجلًا يمكنه منافسة ذلك البطل العظيم (فلودر باراداين)".

شخصيا ، لم يرغب نيمبل في الذهاب.

بعد التحدث إلى الفرسان الأربعة الآخرين ―لا ، لم يكن هناك سوى ثلاثة الآن بما في ذلك نفسه ، وتذكر ما قالوه له تحول تعبير نيمبل وأصبح مريرا. ومع ذلك ، لم يكن لديه خيار سوى اتباع الجنرال.

"بالطبع ، أيها الجنرال كارفين. اسمح لي أن أمشي معك ".

***

على أطراف القاعدة المتمركزة ، كانت عربة فاخرة تتحرك بهدوء ، ما جعل المتفرجين يلهثون هو حقيقة أن العربة ليس بها سائق ، وأن الحصان الذي يجرها كان أكبر من الحصان العادي. لم يكن سليبنير ، بل وحشًا سحريًا بدا مثل حصان صغير الحجم.

ㅤㅤ

سليبنير: مخلوق أسطوري على شكل حصان بثماني أقدام

ㅤㅤ

خاطب نيمبل الفرسان المحيطين وكارفين.

"من فضلك قدموا السلاح لضيفنا."

ㅤㅤ

(ملاحظة المترجم الأجنبي: أعلى شكل من أشكال التحية العسكرية ، مخصص لكبار الضباط وكبار الشخصيات.)

ㅤㅤ

لما؟ يمكن أن يتخيل نيمبل أن هذا ما كان يفكر فيه كل الفرسان وكارفين ، بالنظر إلى التعبيرات على وجوههم.

نص الإجراءات على وجوب تقديم الأسلحة إلى رؤساء الدول الحليفة.

ومع ذلك ، لم يكن هذا الإجراء موجودًا في المنشآت العسكرية. كان ذلك لأن الشخصيات الأجنبية البارزة لا تأتي عادة إلى قاعدة عسكرية.

حتى داخل الدول البشرية ، ستكون هناك مشاجرات واقتتال داخلي. لا أحد سيكون بهذا الإنفتاح.

كان تقديم السلاح إلى شخص خارجي أمرًا يجب القيام به في مكان آمن ومفتوح ، وليس في منشأة عسكرية. يجب أن يكون هذا ما كان يفكر فيه الفرسان الحاضرون.

بالإضافة إلى ذلك ، كان هناك شيء آخر.

لن يقدم المرء سلاحه في ساحة الحرب أبدًا.

نظرًا لأن الفارس الذي يرى قائده يقوم بتقديم سلاحه ، فسوف يعتقد خطأً أن الشخص الذي يتلقى هذا السلاح هو قائد رفيع المستوى. كانت تلك إحدى القواعد الغير معلنة لساحة الحرب.

كواحد من الفرسان الأربعة ، فهم نيمبل مشاعرهم تمامًا. لكن―

"أيها السادة ، يرجى تقديم أسلحتكم."

كرر نيمبل نفسه بنبرة فولاذية.

بعد ذلك ، سمع كارفين يتنهد.

"سمعتموه ، أليس كذلك؟ قدموا أسلحتكم مع اقتراب الملك الساحر ".

هدأت أوامر كارفين الفرسان القلقين. إذا كان أمرًا ، فكل ما كان عليهم فعله هو اتباعه. لم تكن هناك حاجة للتفكير كثيرًا في الأمر.

ألقى نيمبل نظرة ممتنة على كارفين ، وبينما يفعل ذلك ذلك ، لاحظ نظرة ساخرة على وجه كارفين. قال نيمبل في ذهنه ‘يبدو أن الأمر صعب عليك ، لكنه أصعب علي.‘

توقفت العربة أمامهم.

شهق نيمبل والآخرون لسببين.

الأول هو أن العربة نفسها كانت جميلة بشكل مذهل. كان لونها الأساسي هو الأسود الذي يبدو أنه قد تم قطعه من سماء الليل نفسه ، وكان الهيكل بأكمله مغطى بزخرفة متقنة. كان لجسم العربة إشراقة خافتة من النحاس الأصفر ، بينما كان الجلد بلون نحاسي ، مما يمنح جوًا من الأناقة والرقي. على الرغم من أن الزخارف قد تكون مبالغًا فيها قليلاً ، إلا أنها لم تصل إلى مرحلة الابتذال. بدلاً من ذلك ، لم تشبه العربة شيئًا بقدر ما تشبه صندوق الكنز العملاق.

كان نيمبل قد ركب عربة الإمبراطور الشخصية في بعض الأحيان ، وكان لديه رأي راسخ بأن العربة التي أمامه كانت أفضل بكثير.

السبب الآخر الذي جعله يلهث كان بسبب الوحش الذي يسحب العربة. لم يكن بالتأكيد حصانًا. كان المخلوق يتقرقر بهدوء ، ويصدر هديرا منخفضاً ، ويمكن رؤية أسنانه الحادة في الفتحة الطفيفة لفمه. كان جسمه بالكامل مغطى بحراشف يبدو أنها تنتمي إلى زاحف ، وتحت تلك الحراشف كانت هناك عضلات بارزة متموجة.

كان الأمر أشبه بتحويل العنف الساحق إلى شكل حصان.

كان كل من حوله مليئًا بإحساس حاد بالذعر ، و بدأ نيمبل يعاني من اضطراب في التنفس ، وتعرق من ظهره وكفيه. كان الوحش مرعبًا إلى هذا الحد.

عندما كان الجميع يتنفسون بصعوبة ، فُتح باب العربة.

نزلت فتاة دارك إلف. (ماري ، يغلطون يحسبونه فتاة)

كل التفكير توقف.

لا أحد يستطيع الكلام. كانت عيونهم تنجذب إلى الفتاة بشكل لا يقاوم.

كانت الفتاة التي تمسك العصا السوداء الملتوية جميلة ، عندما تكبر ، ستأسر بالتأكيد قلوب الكثيرين. ستكون جميلة لدرجة أن الرجال سيفعلون أي شيء لها. حتى تعبيرها الرزين كان مثل زهرة تتفتح تحت ضوء القمر.

ومع ذلك ، كانت الأشياء الموجودة على يديها تتعارض تمامًا مع الصورة التي عرضتها.

كانت قفازات.

كان القفاز الأيسر شيئًا شريرًا يشبه يداً شيطانية. يبدو أنه مصنوع من نوع من المعدن الأسود المشؤوم الذي كان مغطى بأشواك ملتوية. تم شحذ أطراف الأصابع بحِدة ، وبدا الإشراق المتسخ المحيط به معدنيًا بشكل غامض ، لكنه يشبه نوعًا من الإفراز الغريب. نظرة واحدة فقط ملأت كل من رآها بشعور مقيت ، كما لو كانت أرواحهم ترفضه.

في المقابل ، بدا القفاز الأيمن مثل اليد النقية للعذراء. كان القفاز أبيض اللون وكانت أبعاده النحيلة مغطاة بتطريز ذهبي متقن ، مما يؤكد جماله الرائع. هذا هو بالضبط التألق المبهر الذي يستحق هذا الاسم ، تمامًا مثل رؤية جمال من الطراز العالمي ، شعر المتفرجون أنهم قد يفقدون أرواحهم بسبب ذلك.

(القفازات التي يرتديها ماري هي عنصر عالمي)

"آه ، آينز سما. أعتقد أننا وصلنا ".

"حقًا. شكرا لك ماري ".

مع ذلك ، كشف الشخص الآخر عن نفسه.

في تلك اللحظة ، أصبح الهواء عكرًا.

أصبحت جسد كل رجل حاضرًا مغطئ بقشعريرة من الرعب فجأة. لم تكن هذه نية قتل ، بل شعورًا كان من الصعب وصفه.

ارتدى آينز أوول غون لباساً غريباً من النوع الذي يرتديه الساحر الغامض. بادئ ذي بدء ، كان يرتدي رداءًا أسود نفاثًا ، وفوق ذلك ، عباءة سوداء أخرى ، كانت تثير الفضول بشكل مضاعف. بالإضافة إلى ذلك ، كان يحمل عصا مزينة و فاخرة ، ولكن ليس لدرجة التباهي المفرط ، حول عنقه عِقد من الفضة مرصع بحجر كريم. وكان على وجهه قناع غريب.

" مرحبا بكم ، صاحب الجلالة ، الملك الساحر آينز أوول غون."

خفض نيمبل رأسه. ومع ذلك ، لم يسمع أي شخص آخر يحذو حذوه.

على الرغم من علمه أن الأمر كان وقحًا للغاية ، لكنه أدار وجهه لإلقاء نظرة خاطفة على الجنرال والفرسان الذين يقفون خلفه ، ورأى أنهم جميعًا مجمدين في مكانهم.

لقد طغى عليهم وجود الملك الساحر ولم يتمكنوا من التحرك.

يمكنه فهم ذلك. ومع ذلك ، إذا استمر هذا الأمر ، فلن يسير الأمر على ما يرام.

في النهاية ، كان الجنرال هو الذي قدم الحل لمشكلة نيمبل.

"فيلق!"

الزئير يخص كارفين. لقد كان أمرًا هشًا وقويًا لا يبدو أنه يُناسب نبيلا مثله ، ولكنه يناسب تمامًا رتبته كجنرال.

”انحنوا احتراماً! إلى جلالة الملك الساحر! "

"سيدي!"

صرخ الفرسان في ردهم ، وكواحد ، قدموا أذرعهم إلى آينز.

"شكرا على ترحيبكم بي ، أيها الفرسان يا فخر الإمبراطورية."

لقد كانت استجابة دنيوية تمامًا ، مما جعلها مخيفة أكثر بكثير. لقد شعروا بغرابة في غير محلها ، وكأن شيئًا وحشيًا كان يحاول بذل قصارى جهده للتصرف كإنسان. بعد أن سمع عن الوجه تحت القناع ، اختبر نيمبل هذا الإحساس بشكل أكثر حدة من الآخرين.

"من فضلك ارفعوا رؤوسكم."

في المرة الأولى التي قالها ، لم يرد أحد.

"ألا تستطيعون أن ترفعوا رؤوسكم؟"

بعد المرة الثانية امتثلوا. بعد كل شيء ، كان الانتظار حتى المرة الثالثة شرفًا لا يُمنح إلا لحاكم الفرد.

"جلالة الملك ، أرجوك سامح أولئك الذين لم يرفعوا رؤوسهم على الفور."

كشفت نظرة سريعة عبر الفرسان أن شفاههم كانت بيضاء ووجوههم شاحبة.

"لقد كانوا متحمسين للغاية لرؤية جلالتك لدرجة أنهم نسوا أنفسهم."

"لا ، يجب أن أعتذر. يبدو أنني متحمس بعض الشيء لأنني على وشك الذهاب إلى ساحة الحرب. أتمنى أن تفهموا أنني لا أُحمل أيا منكم هذا الخطأ ".

خلع آينز العباءة السوداء على كتفيه. قماش أسود نفاث رفرفة مثل أجنحة الغراب في الجو. في تلك اللحظة ، اختفى الهواء البارد القمعي الذي كان يحيط به كما لو أنه لم يكن هناك من قبل.

كل ما تبقى هو إنسان عادي بحضور عادي.

كان الأمر مخيفًا.

كان هذا هو الشعور الذي شعر به نيمبل بشدة الآن.

كان قد سمع عن طبيعة آينز الوحشية من رفاقه. ومع ذلك ، بدا الرجل الواقف أمامه عاديًا جدًا ، مما زاد من خوفه. شعر وكأن حيوانًا مفترسًا كبيرًا كان يقترب منه ببطء.

بدأ الفرسان ، الذين لم يعرفوا شيئًا ، في الشعور بغرابة الموقف. امتلأ الهواء بقلق متزايد. بدا أن كارفين فهم الوضع. لم يستخدم عقله بل قلبه وروحه لإدراك ذلك ، كان يعرف نوع الموقف الذي يجب أن يتخذه تجاه الشخص الذي أمامه.

"اسمح لي ، أنا نيمبل آرك ديل أنوك ، أن أقودك إلى مسكنك."

"هكذا إذاً ، سأسبب لك العديد من المتاعب لكن أعتمد عليك".

”مفهوم ، وأيضا ، هذا هو القائد العام لهذه الحملة ، الجنرال كارفين ".

"أنا كارفين ، جلالة الملك الساحر آينز أوول غون. إذا كنت منزعجًا من أي شيء في هذه الحامية ، فيرجى إبلاغي بذلك وسنقوم بتصحيحه على الفور. يمكنني تعيين عدد قليل من الفرسان هنا ليكونوا تابعين لك... "

"لا حاجة لذلك. لدي تابعي هنا ".

أشار إلى فتاة دارك إلف.

" إذا كانت هناك أي مشكلة ، سأحاول حلها بنفسي."

تجمد كارفين.

كان القصد الحقيقي وراء عرض كارفين هو تعيين مراقبين لآينز من أجل منعه من فعل أي شيء غريب في القاعدة.

ومع ذلك ، كان الجواب هو الرفض القاطع ، الجواب الذي لا يمكن أن يقدمه إلا الأقوياء.

ومع ذلك ، نظرًا لظروف كارفين ، لم يستطع السماح بحدوث هذا النوع من الأشياء. على هذا المعدل ، لن يتوصلوا أبدًا إلى توافق في الآراء.

على الرغم من أن نيمبل فهم بوضوح مشاعر كارفين ، إلا أنه لم يستطع ترك هذا الأمر.

"هكذا إذاً... حسنا ، الملك الساحر كاكا ، لا تتردد في إبلاغنا إذا كنت بحاجة إلى أي شيء. الجنرال كارفين ، آمل أن تسمح لي بالتعامل مع الأمور من هنا ".

" ―حسنا"

"آه ... هناك شيء نسيت أن أذكره."

" ما الخطب ، أيها الملك الساحر كاكا؟"

" أعتقد أنني أنا من سأبدأ هذه الحرب بإلقاء تعويذة. في تلك اللحظة ، أود أن تشارك قواتي في الحرب أيضًا. آمل أن تسمحوا بذلك ".

"سيكون هذا شرفاً ومساعدة كبيرة لنا."

بما أنه تمت مناقشة الأمر سلفاً في الخيمة ، وافق كارفين على الفور.

ومع ذلك ، فقد جعد جبينه في حيرة.

"... ومع ذلك ، ستبدأ المعركة في غضون عدة أيام ، ربما في وقت مبكر بعد غد. من أين ستأتي قواتك يا جلالة الملك؟ لا يمكننا الانتظار طويلا... "

"لن تكون هذه مشكلة. هم بالفعل في الجوار ".

أثارت الإجابة الشكوك في قلب نيمبل. نظر إلى السماء ، فلم يرى جيشا يقترب من الحامية.

لابد أن كارفين كانت لديه نفس الشكوك مثله. بطبيعة الحال ، كانت الحامية محاطة بشبكة أمنية واسعة النطاق. سيتم الإبلاغ على الفور عن أي شخص باستثناء قوات الإمبراطورية إلى الأفراد ذوي الرتب العليا. هل يمكن أن يكون التقرير قد فاته؟

نظر نيمبل حوله ، لكن لا يبدو أن أي شخص حاضر يعرف شيئًا عن الأمر.

"المعذرة. لا ، القول بأنهم قريبون لن يكون دقيقًا. حسنًا ، أردت فقط أن أقول إنهم يستطيعون الوصول على الفور ".

"هكذا إذاً ..." يبدو أن كارفين لم يتقبل ذلك ، لكنه استمر في التساؤل ، "كم عدد القوات الذين سيأتون؟"

"حوالي 500."

"500…"

على الرغم من أن كارفين أخفى رد فعله ببراعة ، إلا أن نيمبل لم يستطع إخفاء خيبة أمله.

من أجل إظهار ولائهم لآينز ، كان على الإمبراطورية أن تضحي بالكثير من فرسانها. على هذا النحو ، من المحتمل ألا يتم استخدام قوات آينز على الإطلاق ، لذا سيكون وضعهم في تشكيل الجيش الإمبراطوري أمرًا جيدًا.

"أيها الجنرال ، هل ستكون هناك مشكلة في دمج قوات الملك الساحر مع تشكيلتنا؟"

"إذا كان العدد 500 فقط ، فلن نضطر حتى إلى إعادة ترتيب تشكيلتنا. أما بالنسبة لحراسة الملك الساحر ، فربما يجب أن نترك هذا الواجب لأتباعه ".

كان يرسل تلميحا معناه ، "لا تندفع بسرعة إلى ساحة الحرب." سيتعين على الجيش الإمبراطوري الدخول أولاً وتكبد الخسائر من أجل إثبات صدقه تجاه آينز ، لذا فإن السماح لقوات آينز بفعل الكثير سيكون أمرًا مزعجًا.

أومأ آينز برأسه بارتياح عندما قال نيمبل ذلك. وكأن حمل ثقيل رُفع من قلب نيمبل ، ولكن عندما فكر في الأمر بهدوء ، لم يكن ذلك منطقيًا على الإطلاق. ما الذي يمكن أن يفعله 500 جندي؟ في جميع الاحتمالات ، سيكونون حراسا شرفيين فقط.

ومع ذلك ، ما حدث بعد ذلك تجاوز بكثير توقعات نيمبل.

يبدو أن آينز ألقى تعويذة من نوع ما وكان يتحدث في الهواء.

"هل يمكنكِ سماعي شالتير؟ افتحي 「البوابة」 وأرسلي القوات حيث أقف ".

بدت العيون تحت قناع آينز تتحرك.

"الآن ، أيها جنرال ، لقد استدعيت قواتي."

عندما انتهى من قول ذلك ، انتشرت الجلبة بين المتفرجين.

ظهر جسم أسود نصف كروي خلف ظهر آينز.

تذكر نيمبل شيئًا ما عن 「البوابة」 التي تم ذكرها سابقًا.

فُتِحت البوابة ، و أولئك الذين خرجوا منها―

عَمَ الصمت العالم.

فقط الجو الغير طبيعي والصمت الميت الثقيل يسيطران على كل شيء ، وكأن الصوت المسمى الصمت ينتشر في المكان.

كشف 500 جندي عن أشكالهم. مقارنة بالجيش الإمبراطوري البالغ قوامه 60 ألف جندي ، بدا أنهم قليلون لدرجة الشفقة. ومع ذلك ، لا يمكن لأحد أن ينظر إلى هؤلاء 500 جندي بازدراء.

وقد أوضحت القوات الغريبة التي أمامهم ذلك بجلاء.

"هذه هي قواتي."

قدم آينز أتباعه بمرح إلى المتفرجين الصامتين.

♦ ♦ ♦

♦ ♦ ♦

♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦

نهاية الفصل الثاني

¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤

【ترجمة Mugi San 】

¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤

♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦

2025/04/06 · 13 مشاهدة · 23321 كلمة
Mugi-San
نادي الروايات - 2025