الفصل الثالث: معركة أخرى
♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦
♦ ♦ ♦
الجزء 1
كان الأمير الأول باربرو أندريان إيلد رايل فايزيلف غاضبًا عندما كان يقود رجاله شمالًا ، تاركًا وراءه صخب إي-رانتيل والجنود الذي يستعدون للذهاب إلى سهول كاتز.
”اللعنة. ذلك اللعين ماركيز رايفن ... "
لم يستطع باربرو التراجع عن شتمه.
خلال الاضطراب الشيطاني ، استعار شقيقه الأصغر (زاناك) رجال رايفن للقيام بدوريات في المدينة والحفاظ على النظام ، مما أعطى للنبلاء انطباعًا بأنه مستعد وقادر على الدخول في المعركة (معركة ضد الشياطين). نتيجة لذلك ، بدأت أفكار أخرى تتشكل عند النبلاء الذين دعموا الأمير الأول باربرو. الآن بعد أن ألقى ماركيز رايفن دعمه وراء الأمير الثاني ، قفز بعض هؤلاء النبلاء إلى جانبه أيضًا.
عدم الخروج أثناء الاضطراب الشيطاني كان خطأً فادحًا.
لم يكن باربرو قد ذهب إلى خط المواجهة وظل في القصر الملكي لأنه لم يكن لديه رجال.
لقد كان الشيء الصحيح الذي ينبغي فعله ؛ كيف يمكن لشخص واحد أن يذهب إلى الخطوط الأمامية للمساعدة؟ هو ببساطة سيعترض طريق الآخرين. إلى جانب ذلك ، ربما هاجمت الشياطين القصر الملكي أيضًا.
بدون رجال ماركيز رايفن ، لم يكن ليكون شقيقه الأصغر قادرًا على الحفاظ على النظام أيضًا.
إعتقد باربرو أنه اتخذ القرار الصحيح. ومع ذلك ، فإن هؤلاء الحمقى (النبلاء) لم يفهموا ذلك وخدعتهم المظاهر. في النهاية ، سار كل شيء وفقًا لخطة ماركيز رايفن.
"ألم يعرف أحد خططه ونواياه؟ علاوة على ذلك ، كانوا يقومون بدوريات فقط ، ولم يقاتلوا حتى أي شياطين! "
لو دخل شقيقه الأصغر في قتال ، لكان بالتأكيد قد جعل من نفسه أضحوكة. عندما يفكر المرء في ذلك ، يستطيع إدراك مدى ذكاء ماركيز رايفن.
كان هناك أيضًا شيء آخر أثار استياء باربرو.
وهي حقيقة أنه ذاهب إلى قرية كارني النائية.
لقد تخلف في الصراع على العرش.
لهذا السبب كان على باربرو أن يميز نفسه بأنه الأمير الأول خلال هذه الحرب مع الإمبراطورية. كان عليه أن يستعيد الشهرة التي سرقها شقيقه الأصغر ليُعلم الجميع أنه كان الخيار الأفضل لوراثة العرش.
وهكذا كانت هذه الحرب مهمة جدا بالنسبة له. ومع ذلك فقد تلقى أوامر جعلته يقوم بمهمة غير مجدية مثل الخادم. ما هي الشهرة والسمعة التي سيُحققها بتوليه مهمة التحقيق في الصلة بين قرية نائية وآينز أوول غون؟
في تلك اللحظة ، أصابته قشعريرة في عموده الفقري.
هل ربما تم التخطيط لكل هذا لمنع باربرو من تحقيق أي شيء؟
وأن والده قد اتخذ قراره منذ فترة طويلة لتسليم العرش لأخيه الأصغر ، ولم يرغب في السماح لباربرو بإنجاز أي إنجازات لقلب الطاولة ، لذلك أرسله إلى هذه القرية النائية.
أصبح تنفس باربرو مضطربًا. كان قلبه يحترق من الكراهية تجاه والده ، الذي كان ينظر إليه بازدراء ، هو الأمير الأول وأراد أن يعطي العرش لأخيه الأصغر لأنه أظهر القليل من الشجاعة.
مِن قُبيل الصدفة البحتة لاحظ حصانًا يقترب منه بينما الإحباط أعمى عينيه.
"أميري ، هل أنت على ما يرام؟ هل أجلب لك كاهنًا لفحصك؟ "
تردد صدى الصوت الصاخب من مسافة قريبة بصوت عالٍ وبدا وكأنه يمزق دماغه مباشرة ، بل جعله يرغب في التقيؤ. ومع ذلك ، فقد تغلب علي ذلك. لحسن الحظ ، جعله هواء الشتاء البارد أكثر هدوئا ، وكذلك بفضل مهارات التظاهر والتي تدرب عليها كونه جزء من العائلة الملكية.
فقط الأحمق سيكشف عن مشاعره الداخلية.
"لا ، لا ، لا تهتم. كنت أفكر ببساطة في كيفية التعامل مع المهمة التي كلفني بها أبي ، وأيضا؛ بارون تشينيكو ، ألم تذهب لزيارة المغامر ذو تصنيف الأدمنتايت مومون؟ ماذا حدث؟"
"أوه ، بالحديث عن هذا ، استَمِع إلي أيها الأمير! حدث شيء مزعج للغاية! حسنًا ، مومون لم يكن موجودًا ، ولم أقابله ".
"حسنًا ، يبدو أنه مجرد حظ سيء. بعد كل شيء ، هو مغامر من تصنيف الأدمنتايت. فلماذا أنت غاضب جدا؟ أنت لم تحدد موعدًا معه ، لذلك باليد حيلة لأنه لم يكن موجودًا ".
"لا! ليس بسبب ذلك! كانت رفيقة مومون هي التي أغضبتني ، تلك المرأة نابيه ".
”نابيه؟ آه ، الأميرة الجميلة. "
تذكر باربرو الجمال الساحر الذي رآه في العاصمة الملكية ، وكانت جميلة بما يكفي لمنافسة أخته الصغيرة. أرادها باربرو ، لكنها كانت رفيقة مغامر كان والده يُفضله ، لذلك لم يكن بإمكانه فعل ما يريد معها كما لو كانت من عامة الشعب.
"وماذا فعل هذا الجمال لك؟"
"لقد رفعت يدها علي! من فضلك انظر يا أميري! "
أزال البارون تشينيكو قفازته ، وكشف عن كدمة كبيرة.
"ماذا؟ حتى مغامر ذو تصنيف الأدمنتايت لا يمكنه استخدام العنف ضد نبيل ".
"لكن تلك المرأة التي تُدعى نابيه أمسكت بيدي فجأة وطردتني!"
كانت هناك معلومات قليلة بشأن هذه الحادثة ، ولم يرغب باربرو في طرح أسئلة أكثر. فقد إعتقد أن البارون تشينيكو يخفي سبباً ما.
"أميري! أتوسل إليك أن تعاقب بشدة تلك المرأة الحمقاء لأنها سببت الأذى لي! "
إذا استخدم ذلك كوسيلة ضغط ، أفلا يمكنه أن يفعل ما يشاء لتلك المرأة؟
أخذ بابرو ذلك في الإعتبار.
لقد فكر فيما إذا كانت هناك طريقة لمساعدة البارون وأخذ نابيه لنفسه ، لكنه لم يستطع التفكير في أي شيء. كان هذا البارون غبيًا مطلقًا ، وقد يعتقد أنه كان يسدي معروفًا للأمير.
يا له من رجل عديم الفائدة. حسنًا ، أعتقد أنه يمكنني أن أكون صديقًا له في الوقت الحالي ، ولكن بمجرد أن أتولى العرش ، سيكون أول من أتخلى عنه. قبل ذلك ، سأستفيد منه جيدًا.
كان باربرو يخطط بالفعل لكيفية سير الأمور ، لكنه في الوقت نفسه كان مكتئبًا إلى حد ما من حقيقة أن شخصًا مثله لديه أرض خاصة به وأتباع - القدرة على شن معركة دون الاضطرار إلى الاعتماد على أي شخص آخر – بينما هو (الأمير باربرو) لم يكن لديه جنود مُحلفين.
عندما نظر إليه البارون بعيون مليئة بالترقب ، لوح باربرو بعيدًا.
"عندما أُصبح ملكًا ، سأفكر في ذلك."
"شكرا لك يا أميري!"
لم يعد باربرو يرغب في التحدث إلى هذا المهرج الذي ينحني بعد الآن ، لذلك طرح سؤالاً على أحد الجنود بجانبه والذي كان قائد قوات النخبة التابعين للماركيز بولوب.
"أوي ، لدي سؤال؟"
"ما الأمر يا صاحب السمو؟"
في الحقيقة ، لم يكن يريد طرح أي سؤال له ، لكنه لم يستطع أن يقول إنه لم يعد يريد التحدث إلى البارون ، لذلك كان يبحث ببساطة عن عذر. توقف لبرهة ليفكر ، وخرج بسؤال مناسب ، وعندها ظهر الفكرة البغيضة التي كان يُفكر فيها مسبقاً.
كانت فكرة ماركيز بولوب هي إرسال باربرو إلى هذه القرية الحدودية ، مما يعني─
أمن الممكن أن الماركيز قد انقلب علي؟ هل اِنحاز إلى جانب أخي ؟
أراد أن ينكر هذا الاحتمال.
كان باربرو متزوجًا من ابنة الماركيز بولوب ، وكان صهرًا جيدًا طوال هذا الوقت. بمجرد تولي باربرو العرش ، سيصبح قائد النبلاء الستة العظماء. اختيار دعم شقيقه الأصغر الآن لن يؤدي إلا إلى صراع مع ماركيز رايفن. لكن ما هو السبب الآخر الذي يمكن أن يكون؟
إذا كان هذا صحيحًا ، إذن ... هل حقيقة أنني قد أُرسلت إلى هذه القرية النائية لإعلام جميع النبلاء الآخرين أنني لا أستطيع المساهمة كثيرًا في الحرب؟
"ما الخطب؟ هل تحتاج إلى راحة؟ "
"─اخرس."
مهما حاول جاهدًا ، لم يستطع قمع الحقد الذي أخرجه.
رأى أن الجندي كان مذهولًا ، لكنه لا يزال غير قادر على تحمله.
عندما تسربت النية القاتلة من بين أسنانه ، أمر باربرو:
"أنا آمرك أن تنهي بسرعة مسألة قرية كارني مع الاستعداد للمضي قدمًا إلى سهول كاتز في نفس الوقت. بمجرد وصولنا إلى قرية كارني ، سننهي مهمتنا على الفور ونغادر ، وأعتقد أننا سنكون قادرين على الوصول إلى إي-رانتيل بحلول الليل. بعد ذلك ، سنرتاح طوال الليل ثم نذهب بسرعة إلى سهول كاتز عند شروق الشمس ".
ظهرت ملامح العبوس في وجه الجندي.
"مع كل احترامي ، أعتقد أن ذلك سيكون صعبًا للغاية. من فضلك القى نظرة يا صاحب السمو. تضم تشكيلتنا 3500 رجل من قوات الماركيز و 1500 رجل من مختلف النبلاء الذين قدموا دعمهم. من أجل إكمال مهمتنا بسرعة ، قمنا بتقليل تكوين قوات الإمداد لدينا ، واستبدلناهم بـ 50 عربة شحن ".
"أنا أعلم ذلك. ما هي المشكلة؟"
"لدينا 4500 رجل يمشون على الأرض و 500 الباقين يركبون على الخيول. حتى لو أكملنا مهمتنا في قرية كارني في غضون ساعة ، فإن العودة إلى إي-رانتيل بحلول الليل سيكون أمراً صعباً ".
"ولهذا كنت أسأل ، وسأسأل مرة أخرى. هل هناك مشكلة؟ إذا لم تكن هناك أي مشكلة ، فلماذا لا يمكنك فعل ذلك؟ "
"أميري ... قد ينتهي أمر الجنود المشاة بالإرهاق وقد ينهارون."
"يبدو أن لديك إعتقاد خاطئ ، ليست هناك فائدة من الذهاب إلى قرية نائية يرثى لها. ما نحتاج إلى القيام به هو المضي قدمًا إلى سهول كاتز وهزيمة الإمبراطورية. ألستم تابعين للماركيز؟ في هذه الحالة ، دعني أسألك هذا ؛ هل هذه الحرب سهلة بما يكفي للسماح لما يصل إلى 5 آلاف جندي بالتسكع في جميع أنحاء الريف؟ هل تعتقد ذلك؟"
ضغط الجندي على فمه.
"عليك بترتيب أولوياتك بشكل صحيح. قلت إن الرجال سوف يتعبون؟ إذن إجلدهم بالسوط لجعلهم يركضون. فبعد كل شيء ، لقد اجتمعتم جميعًا هنا لخوض حرب في سهول كاتز".
─و أيضا لتحسين سمعتي.
"... كما تأمر يا صاحب السمو"
أحنى الجندي برأسه تقديراً.
"كان يجب أن تجيب على هذا النحو من البداية. اذهب وخطط متى يمكننا الوصول إلى إي-رانتيل وأيضا متى يمكننا الذهاب إلى سهول كاتز ، سأترك التفاصيل لك ".
"نعم! سأناقش الأمر بسرعة وأعود بالإجابة التي تريدها، صاحب السمو! "
بحلول الوقت الذي دفع فيه الجندي حصانه نحو رفاقه ، كان باربرو قد أخرجه من عقله ولم يعد يهتم به.
هل أبي يكرهني؟ أم أنه أصبح خرفًا ولم يعد قادرًا على التفكير بشكل صحيح؟ لهذا السبب أراد أن يعطي العرش لأخي الأصغر. خلافة الابن الأكبر للعرش هي الأصح ، أو أنه يريد الإساء إلى النبلاء؟
أَقسم على الخروج من هذا الوضع الذي وُضع فيه ، وأن يجعلهم يندمون على إعطائه 5000 رجل تحت قيادته.
كان هذا التصميم هو الذي دفع باربرو.
"أيها البارون!"
"نعم يا سيدي!"
"لا تخيب ظني!"
يبدو أن البارون رد بصوت حاد ، ولكن ما قاله دخل في أذن باربرو وخرج من الأذن الأخرى.
اللعنة عليك يا زاناك. اذهب وأنظر إلى سُرت بطنك* في العاصمة الملكية.
ㅤㅤ
(يشير إلى أحد هاذين المعنايين)
(يشتم فيه يعني أنو سمين ولا يستطيع حتى النظر لسُرته)
(الانغماس في الذات أو التفكير المفرط في الذات أو في قضية واحدة)
ㅤㅤ
صحيح أنهما كانا مرتبطين بالدم ، ولكن أيضًا كان خصمه على خلافة العرش ، وبالتالي كان لا بد من التخلص منه. لم يكن مُصرا على قتله ، ولكن إذا اعترض طريقه ، فلن يمانع في إصدار أمر قتله.
حالما أصعد العرش .. ماذا أفعل به؟ هل يجب أن أقتله حتى لا يتمكن هؤلاء النبلاء الأغبياء من الالتفاف حوله ويقوموا بتمرد؟ أم أن ذلك سيكون مضيعة؟ لو كان امرأة ، لكان له استخدامات عديدة ... قد تكون أختي (رانار) غبية لكنها تتمتع بوجه جميل. سأبيعها لمن يدفع أكثر... سيكون من المزعج أن يكون لديك عائلة فرعية تحمل دما ملكيا ، لذلك من الأفضل أن أزوجها إلى عائلة ملكية في مملكة ما بعيدة... على الرغم من أنها يمكن أن تكون مفيدة وتخدم كأساس لقوتي ، حسنًا ، يمكنني التفكير في ذلك.
بينما كان يتخيل المستقبل المثالي لمملكة ري-إيستيز التي سيُنشأها ، ضاقت أعين باربرو وأصبح شارد الذهن.
رأى نفسه جالسًا على العرش ، حيث انحنى جميع النبلاء له باحترام.
رأى أتباعه يسارعون إلى تنفيذ الأوامر التي أعطاها.
"ألن يكون رائعًا؟"
لم يستطع إلا أن يبتسم، ثم غطى نفسه بسرعة.
بعد الانتهاء من مهمتهم على الفور في قرية كارني ، ما هي المدة التي يمكن أن تستغرقها الرحلة إلى سهول كاتز؟ شعر باربرو أن هذا هو ما سيحدد ما إذا كان حلمه سيصبح حقيقة أم سيظل خيالًا.
... بافتراض أنه يمكن إجبار الجنود على السير ، فإن أهم شيء هو ما إذا كان بإمكاننا الوصول قبل بدء الحرب ، أو بالأحرى هل يجب أن نراقب الحرب بهدوء ونقوم بنصب كمين؟
لقد شعر أنها خطة ذكية ، لكنه لم يكن واثقًا من قدرته على استخدام قواته بمهارة ، مستفيدًا من عدم استعداد العدو ليتم مهاجمتهم من الجانب أو الخلف.
لقد أراد بشدة السماح للجنود بالتعامل مع هذا الأمر ، لكن هذه الحرب كانت فرصة لإثبات استحقاقه للعرش ، لذا لم يكن السماح للآخرين بالتعامل مع هذه الأمور فكرة جيدة.
ماذا يفعل ليحصل على أفضل النتائج ويؤمن العرش لنفسه؟ فكر باربرو ، وفجأة خطرت له فكرة.
هل سيكون من الممكن استخدام سكان قرية كارني للتفاوض مع آينز أوول غون؟
كان الأمر كما لو أن ضوء من السماء يتسرب إليه.
كانت حركة بارعة بالفعل.
مهما كان سبب قيام آينز أوول غون بإنقاذ قرية كارني ، يجب أن يكون وجودهم قابلاً للاستخدام كورقة مساومة.
إذا انسحب آينز أوول غون ، الساحر الذي لم يسمع به أحد من قبل ، من هذه الحرب ، فإن إمبراطورية باهاروث ستفقد دافعها وربما سيسحبون قواتهم لتجنب أن يتم وصفهم بالغزاة.
وإذا اتضح أن تصرفات باربرو هي التي جعلت الإمبراطورية تنسحب─
ألن يكون هذا شيئًا رائعًا؟ وبعدها لن يستمر أبي في احتقاري وسيأخذني على محمل الجد ، وسيكون مقعد العرش مضمونًا لي.
"جيد ، جيد جدا."
إذا اتضح أن آينز أوول غون قد ساعدهم بالصدفة وهو يمر عبر ذلك المكان ، فقد لا يسحب قواته. في هذه الحالة ، كل ما كان عليه فعله هو إجبار سكان قرية كارني على حمل السلاح والقتال ضده ، عند نشوب حرب يتم تجنيد جميع الفلاحين من جميع أنحاء البلاد إجباريا ، لم يكن للفلاحين في قرية كارني الحق في الرفض.
يبدو أن أبي قد أعفى سكان قرية كارني من التجنيد الإجباري ، لكن الوضع الآن مختلف. كان الأمر متروكًا للقائد "باربرو ، في ظل هذه الظروف" للتعامل مع الأمور فور ظهورها.
إذا قتل آينز أوول غون سكان قرية كارني ، فيمكن استخدامها كشكل من أشكال الدعاية والقول أنه شخص شرير ودنيئ ، يجب أن تكون دعاية كهذه فعالة ضد الإمبراطورية التي تقف خلفه.
ارتجف باربرو من استراتجيته المثالية.
بكل صدق ، كان يعتقد أنه أغبى من إخوته الصغار ، ولكن من الصعب الآن قول ذلك. حقيقة أن هذه الحكمة نائمة في عقله كانت مثيرة لباربرو.
الجزء 2
بالنسبة للقرى الصغيرة كان موسم الشتاء مثل الجحيم ، كل ما استطاعوا فعله هو الدعاء من أجل قدوم المواسم الأكثر دفئًا أثناء تجاوز الأيام الباردة في منازلهم. إذا تأخر الربيع ، أو إذا كان حصاد الخريف ضئيلًا ، فقد يضطرون إلى أكل مخزونهم من الحبوب ، وسيظل الناس يموتون جوعاً حتى لو فعلوا ذلك.
على الرغم من عدم وجود عمل ميداني تقريبًا في فصل الشتاء ، لكن الحياة في القرية والعمل الجاد مرتبطان ارتباطًا وثيقًا ، كان هناك العديد من المهام التي يتعين القيام بها في الداخل ، مثل رعاية الماشية ، وصيانة أدوات الزراعة ، وإصلاح منازلهم ، وحظائر الماشية ، وما إلى ذلك. ببساطة لم يكن هناك وقت للراحة.
كان هذا صحيحًا بشكل خاص بالنسبة لقرية كارني ، حيث قاموا بتربية الخنازير لإطعام الوحوش التي تأكل اللحوم ، الوحوش المعروفة باسم الغيلان. تم شراء هذه الخنازير عندما تم بيع الأعشاب بسعر جيد.
أخذ العفاريت تلك الخنازير إلى غابة توب العظيمة لأكل جذور الأشجار والسيقان وما إلى ذلك ، نظرًا لأن الخطة كانت لا تزال في المرحلة التجريبية ، فلم يكن هناك سوى عدد قليل من الخنازير في الوقت الحالي ، ولكن إذا سارت عملية التكاثر بشكل جيد وإذا تمكنوا من اجتياز الشتاء ، فسوف يزيد عددهم بشكل تدريجي في المستقبل.
في العادة ، سيحتاجون إلى دفع ضرائب لمالك الأرض التي كانوا يرعون فيها ، لكن لحسن الحظ ، لم تكن قرية كارني بحاجة إلى القيام بذلك. والسبب هو أن غابة توب العظيمة كانت موطنًا للوحوش ولم يحكمها البشر.
بدى مستقبل قرية كارني مشرقًا جدًا حقًا.
كل هذا بفضل آينز أوول غون ، الذي أنقذ القرية وساعدها بعدة طرق. بالإضافة إلى ذلك ، قام المحارب الأسود مومون بإخضاع ملك الغابة الحكيم ، كثير من الناس في القرية قدموا الشكر لهما ، حتى أن البعض دعا لهما على الإفطار ، وكانا يبجلانهما في نفس الوقت كما فعلوا مع الآلهة.
كان هذا الفائض من الأمل بالتحديد هو الذي أعطى الرئيسة الجديدة ، إنري إيموت ، الكثير من العمل.
اليوم ، توجهت إنري إلى كوخ صغير للقيام بعملها ، تبعها نيفيريا.
في قرية نائية مثل قرية كارني ، عمل كل فرد في القرية معًا كما لو كانوا عائلة واحدة. إذا لم يفعلوا ذلك ، فلن تكون هناك طريقة للبقاء على قيد الحياة. لقد تشاركوا أدواتهم الزراعية وطعامهم ، بل وتناوبوا على استخدام أبقارهم في حرث الحقول.
لذلك ، يتم رعاية الماشية من قبل جميع القرويين ، كما تتم إدارة علف الماشية بشكل مشترك من قبل الجميع ، وكذلك كان الحال بالنسبة للكوخ الذي يخزن الطعام الرئيسي والتبن للأبقار في فصل الشتاء.
فتحت إنري الباب الخشبي ودخلت ، وتبعها نيفيريا. دخلت إنري مباشرة بعد أن فتحت الباب وجلست على كومة من القش ، وتركت مؤخرتها تغوص في القش الناعم.
بعد إغلاق الباب ، جلس نيفيريا بجانبها ، وضوءه السحري ينير المحيط.
"يا رئيسة ، علينا أن نلعب لاحقًا ؛ ما زلنا بحاجة إلى معرفة ما إذا كان لدينا ما يكفي من التبن ثم اتخاذ عدة قرارات بعد ذلك ".
" نادني بـ الرئيسة مرة أخرى..."
لم يستطع نيفيريا إلا أن يضحك على رد إنري المكتئبة.
"حسنًا ، لا بأس بذلك ، أليس كذلك؟ أنا الرئيسة ، بعد كل شيء! نعم ، مقارنة بـ أغو الذي يعتقد أنه يمكنني سحق كل العفاريت إذا أردت ذلك! فهذا شيء لا يُذكر! "
منذ أن فازت في كل مباراة مصارعة للذراع مع أغو ورفاقه ، بدا أن هناك جوًا من "ربما تكون حقًا ..." يحوم حول سكان القرية ، الأمر الذي آلم قلبها حقًا. بالمناسبة ، لم تتحدى الغيلان. لأنه إذا خسرت ، فلن يثبت ذلك شيئًا ، وإذا فازت ، أو على الأقل خسرت بفارق ضئيل ، فسيزداد الأمر سوءًا.
ㅤㅤ
(لو تتذكرون أنه في المجلد 8 كان العفاريت يقولون أن إنري قوية جدا وهي فقط تتظاهر بالضعف ،وهنا العفاريت تعمدوا الخسارة عند مواجهتهم لإنري لكي يظهروا لأغو والغيلان أنها حقا قوية )
ㅤㅤ
―هل هذا يعني أنني لن أتمكن من الزواج إذا تركت نيفي يفلت؟
ㅤㅤ
(تقصد أنه إذا إعتقد الجميع أنها حقا قوية فلن تتمكن من الزواج إذا تركها نيفيريا)
ㅤㅤ
بدأ كف إنري يتصبب بالعرق ببطء.
"آه ... بالمناسبة ، هل أفتح النافذة؟ الجو جاف جدًا هذا الموسم ، ولا مشكلة في فتح النافذة.".
"هاه؟ لا ، لا حاجة ، لسنا بحاجة إلى ذلك ، أليس كذلك؟ وأيضا ، لدينا ضوء سحري هنا ".
"حقا؟ حسنًا ، إذا لم تعتقد أن الأمر ضروري ، فلن أفعل ذلك نيفي".
كانت الإضاءة السحرية أكثر إشراقًا من ضوء الشمس. لقد عرفت ذلك ، لكن اقتراح إنري استند تمامًا إلى المنطق القائل "بما أن الشمس ساطعة بالخارج ، أليس من التبذير استخدام المانا للحصول على ضوء سحري"؟ بالإضافة إلى ذلك ، أرادت تغيير المزاج الحالي في الغرفة. لم يكن هناك سبب محدد لذلك ، ولا مشكلة إذا رفض. ومع ذلك ، يبدو أن نيفيريا لديه رد فعل غريب وهو جالس بجانبها ، وكانت آذانه حمراء اللون لسبب غير مفهوم.
هل يستخدم حقًا الكثير من مانا؟ لكنني سمعت أن صنع الأضواء السحرية لم يكن متعبًا ... هل استخدم تعويذة أخرى قبل المجيء إلى هنا؟ بالتفكير في الأمر ، فهو لا تصدر منه رائحة الأعشاب. في الواقع ، تصدر منه رائحة... زكية.
"ما خطبـ- ما خطبك إنري؟"
جاءت كلمات نيفيريا في صرير مذعور بينما قربت إنري أنفها نحوه.
"همم؟ هممم؟ آه ، لا شيء ، لقد ظننت أنني شممت رائحة زكية... "
"فـ- فعلت؟ حسنًا ، من الجيد سماع ذلك ، إنه العطر الذي صنعته".
" حقا؟ لماذا لا تحاول بيعه في المدينة في المرة القادمة؟ أنا متأكدة من أنك تستطيع بيعه مقابل الكثير من المال ".
"لا ، هذا... هذا... إنه ليس معروضًا للبيع..."
"همم... حسنًا ، انس الأمر. على أي حال ، يجب أن يكون هناك ما يكفي من التبن في هذا الكوخ ، فهل نذهب إلى المكان التالي؟ "
"مم ، أجل. إذن ، قبل أن نكمل ، اسمح لي أن أتحقق من شيء ما أولاً ، لأن الجو بارد في الخارج ، بعد كل شيء ".
"... حسنًا ، هذا المكان ليس دافئًا أيضًا... آه ، لا يهم."
"ذلك... بشأن ذلك. أريد مناقشة عدة أشياء معكِ ".
بدى نيفيريا ، الذي كان جالساً بجانبها ، متوتراً بعض الشيء.
ماذا حدث له؟
بينما كانت إنري تنظر إليه بريبة ، أخرج نيفيريا حفنة من الأوراق.
كانت هناك كلمات صغيرة مكتوبة على الورقة ،.على الرغم من أن إنري تعلمت بِضْعَ كلمات ، ولكن عندما نظرت إلى تلك الكلمات بلمحة سريعة إكتشفت أنها لم تستطع فهم تلك الكلمات.
"أول شيء هو كيفية إطعام العفاريت الباقين على قيد الحياة من قبيلة أغو و الغيلان."
"إيه؟ ألسنا بخير كما نحن؟ لقد ساعدوا في حصاد الخريف ، وتمكنا من شراء طعام الغيلان من المدينة ".
"مممم ، نظرًا لأن الأعشاب تُباع بسعر جيد ، يمكننا القول أن لدينا احتياطيات غذائية وفيرة. يجب أن يكون ذلك كافيا للتعامل مع هذا الشتاء. حتى لو أضفنا القليل من الإضافات ، يجب أن يظل مخزون الطعام لدينا صامدًا. ولكن إذا استمرت أعدادنا في الازدياد ، فستكون الحياة قاسية جدًا. ربما ينبغي علينا الحصول على غدائنا بوسائل أخرى ".
كان هناك 14 شخصًا في قبيلة آغو الآن. لم يولدوا ، لكنهم تمكنوا بدلاً من ذلك من الهروب من أراضي عملاق الشرق وثعبان الغرب.
"مممم. على الرغم من أنني لا أرى مشكلة ، فمن المحتمل أن نشتري المزيد من الطعام من إي-رانتيل. ومع ذلك ، كنت أخطط لتوفير بعض المال لشراء بعض أدوات الزراعة المعدنية للغيلان ".
"إذا تمكنا من صنع بعض الأدوات الزراعية للغيلان ، فمن المفترض أن تتم عملية زرع البذر الربيعي* بشكل أسرع. ... لكن المشكلة هي أننا إذا طلبنا أدوات للغيلان ، فستكون كبيرة بما يكفي بحيث لا يمكن لأي إنسان استخدامها ، وهذا سيجعل الأمر مريبا للآخرين ".
ㅤㅤ
(زرع البذور في دفيئة مصغرة بالخارج خلال فصل الشتاء ، مما يسمح لها بالإنبات في الربيع)
ㅤㅤ
"وإذا انتشرت أخبار عن عمل الغيلان في القرية ، فسوف يتسبب ذلك في الكثير من المشاكل ، أليس كذلك؟"
عندما جاء محصلوا الضرائب في الخريف ، كان على جوغيم و أنصاف البشر (الغيلان والعفاريت) الاختباء لتجنب اكتشافهم. بالمناسبة ، كان محصول الحبوب وفيرًا بفضل العفاريت والغيلان ولهذا كان عليهم إخفاء كمية كبيرة من تلك الحبوب*.
ㅤㅤ
(لأن القرية تعرضت للهجوم من قبل وخسرت الكثير من الأفراد وسيشكون في الأمر إذا وجدوا أن محصولهم وفير بدون سبب وجيه)
ㅤㅤ
منذ أن تعرضت قرية كارني للهجوم من قبل فرسان الإمبراطورية ، فقد تم إعفائهم من دفع جزية الحبوب ، والتي كانت ضربة حظ بالنسبة لهم. بالإضافة إلى ذلك ، تم إعفاؤهم من التجنيد الإجباري لعدة سنوات قادمة.
كان معظم ذلك شكلاً من أشكال الاعتذار عن عدم حماية قرية كارني بشكل صحيح ، بدا أنهم شعروا بالذنب حيال ذلك ، لقد ظنوا أن الجدران العالية ستثير الشكوك ، لكن محصلوا الضرائب علقوا ببساطة "إذن هذا هو لطف ذلك الساحر ، همم؟" وتركوا الأمور عند ذلك الحد. وإذا كان الأمر هكذا ، اعتقدت إنري أنه يجب أن يكونوا قادرين على قبول وجود الغيلان أيضًا ، لكن نيفيريا هز رأسه.
"ليس هناك شك في ذلك ─ نعم. إذا ساءت الأمور ، فقد ترسل المملكة قوة تأديبية لأجلهم ".
"هذا فظيع!"
"من غير المجدي أن تغضبي ، لأن الغيلان عادة ما تكون وحوشًا خطرة يمكنها أن تأكل الناس. السبب الوحيد الذي يجعلهم يستطيعون العيش معنا في هذه القرية هو أن جوغيم سان، أقوى من الغيلان. لا تنسي ذلك ".
"لم أنسى..."
"شيء آخر هو أن لدينا عدد قليل جدًا من الناس في هذه القرية. نحن بحاجة إلى التفكير في كيفية الحصول على المزيد من السكان. سيكون رائعا لو وصل القادمون الجدد مع موسم الزراعة الربيعي ".
"قد يكون ذلك صعبًا. أيضًا ، سيكون الأمر مزعجًا إذا شعر القادمون الجدد بالخوف من العفاريت والغيلان─ ما الأمر؟ "
هذا السؤال جاء من إنري. كان نيفيريا يتصرف بشكل غريب الآن. كان الأمر كما لو... أنه شارد الذهن.
"إيه؟ آه ، لا ، لا شيء! "
لا يبدو وكأنه لا شيء. هل رجع لعادته وأصبح لا ينام كثيرا؟ بعد كل شيء ، كان لعشيقها عادة سيئة تتمثل في التخلي عن كل شيء لينغمس في جرعاته.
عندما عبست إنري، أخذ نيفيريا نفسًا عميقًا واتكأت عليها.
همم؟ إذن فهو متعب حقًا ، بعد كل شيء؟ يقوم بالكثير من التجارب كل يوم... لكنه سيكون باردا إذا نام هنا. على الرغم من أنه سيصبح دافئا قليلا إذا نام على التبن...
بينما كانت إنري تفكر في هذا. انحنى نيفيريا ببطء أكثر فأكثر عليها.
ما خطبه؟ بالتفكير في الأمر ، سيكون من الأفضل لو كان نيفيريا أقوى قليلاً... يجب عليه أن يأكل المزيد من اللحوم ، يبدو أنه لا يأكل و لا ينام بشكل كافٍ.
جاء اندفاع مرحة من إنري ، واندفعت نحو نيفيريا. كانت تنوي في الأصل استخدام القليل من القوة ، لكن لأنها استخدمت الكثير من القوة ، انتهى بها الأمر بأن تصبح فوقه وهو تحتها.
"ايييه ؟"
بينما هو أسفل إنري تحول وجهه المتفاجئ والمربك إلى اللون الأحمر الساطع ببطء.
آآآه ، لابد أنه أمر محرج للرجل أن يخسر أمام امرأة في القوة ، لهذا قلت إنك بحاجة لتناول المزيد...
تمامًا كما تدحرجت إنري عنه ، استلقى نيفيريا على التبن وأغمض عينيه.
ظلوا على هذا الحال لعدة ثوان ، وتركوا الهواء يتدفق من حولهم.
"... ما خطبك نيفي؟ هل تريد النوم؟"
جلس نيفيريا من جديد ، ووجهه أحمر بشكل غير معهود.
"آه ... أوه ... أممم. لا شيء ... "
"―إنري آني سان!"
بصوت عالٍ ، فُتح الباب دون أن يطرق. أصدر الباب ضوضاء عالية بسبب قوة الفتح المفرطة.
" ههويي؟"
جاء الصوت الغريب من نيفيريا.
"ما- ماذا حدث؟"
"آسف لإزعاجكما ، لكن هذه حالة طارئة!"
"ماذا حدث؟"
كانت هذه هي المرة الأولى التي رأت فيها جوغيم بهذا القلق منذ أن هجوم الترول. بدا أن هاجسًا غريبًا رهيبًا يمر عبر جسدها.
" إنه جيش! تفيد التقارير أن جيشا قادم إلى القرية! "
"إيه ؟! ماذا ، ماذا قلت؟ جنود من هم "
"نحن لا نعرف عن شعارات النبالة لذلك لا يمكننا معرفة ذلك. ولكن هناك الكثير من شعارات النبالة المختلفة ، لذا يجب أن تأتي وتنظري... على أي حال ، يجب أن نغلق البوابة أولاً. ماذا علينا ان نفعل؟"
"آه! آه ... حسنًا ، هل يمكن أن تخبرني كيف يبدو معظم شعار النبالة* ؟ إذا كان بإمكانك وصف الشعار لي أو رسمه ، ربما يمكنني التعرف عليه ".
ㅤㅤ
(شعارات النبلاء ، الجنود يرتدون شعارات للنبلاء الذين يخدمونهم)
ㅤㅤ
بعد الاستماع إلى شرح جوغيم ، انتشر تعبير محير على وجه نيفيريا.
"غريب. إنه علم المملكة. إذا عرفنا أي شعارات النبلاء كانت ، يمكننا تحديد من أين هم قادمون ".
كانت قرية كارني قرية نائية ، وقبل أن يتم تأسيسها لم يكن هناك سوى غابة هنا. كان من الواضح أن هدفهم كان قرية كارني ، لكن سبب مجيئهم إلى هنا كان لا يزال لغزًا.
"ماذا يحدث بحق الأرض؟ هل تعرف أي شيء، نيفيريا؟ "
"لماذا يأتي الجيش الملكي إلى القرية؟ إذا كانوا يريدون الذهاب إلى غابة توب العظيمة، فسيكون من الغريب جدًا إرسال جيش. كان بإمكانهم فقط إرسال المغامرين بدلاً من ذلك. إذا كان هذا هو الحال ... ربما هناك تمرد أو شيء من هذا القبيل... "
"هل حدث مثل هذا الشيء حقًا؟"
"إنها مجرد إشاعات ، لكنني سمعت أن سلطة الملك في المملكة ليست قوية جدًا. حاليًا ، يبدو أن النبلاء في صراع مع الملك. إذا كان الأمر كذلك ، هل أتوا إلى قرية كارني لمهاجمة أراضي الملك؟ "
أصبح وجه إنري شاحباً.
هل يمكن أن تتعرض القرية لاعتداء مروع مثل المرة السابقة؟
―ومع ذلك ، الظروف الآن مختلفة عما كانت عليه في ذلك الوقت.
قررت إنري أن تواجه الأمر.
"يجب أن نهرب إلى الغابة قبل أن يصل الجيش إلى هذا المكان!"
"... إنري آني سان، أنا آسف. لقد رصدناهم بعد فوات الأوان ، إذا أردنا الهروب الآن ، أخشى أننا سنضطر إلى ترك كل الإمدادات وراءنا. بالإضافة إلى ذلك ، نظرًا لأنه الشتاء ، فإن فرص ظهور الوحوش في الغابة عالية جدًا أيضًا. إذا هربنا من مشكلة ما ، فسينتهي بنا الأمر إلى الوقوع في مشكلة أخرى بدلاً من ذلك ".
جعل تعبير جوغيم المؤلم إنري تشعر بالدوار.
لن يتمكنوا من النجاة إذا أحرق الجيش القرية في الشتاء.
"إذا كان هذا هو الحال... آه! هذا صحيح! إذا لم نتمكن من الفرار بإمداداتنا ، فعلينا الاستعداد للمعركة وإخفاء الطعام والضروريات الأخرى في نفس الوقت! "
"نعم! هذه خطة جيدة إنري! لم يتم دفن الأقبية التي اختبأ فيها جوغيم و الغيلان من محصلوا الضرائب حتى الآن. سننقل كل شيء إلى هناك! "
تمامًا كما كانت إنري على وشك التصرف ، تذكرت سؤالًا لم تطرحه بعد.
ما هي أعدادهم؟ يمكن للقرويين تقدير عدد الأشخاص الذين يجب تعبئتهم إذا عرفوا عددهم.
"كم هي أعدادهم؟ يجب أن يكونوا حوالي 100 ، أليس كذلك؟ "
"لا…"
إجابة جوغيم المترددة جعلت إنري ترغب في تغطية أذنيها.
"لا بل... عددهم بالآلاف."
اتسعت عيون إنري على مصراعيها. وحصل نفس الشيء لنيفيريا بجانبها.
"لديهم حوالي 4000 شخص على الأقل ، على ما أعتقد."
"ولكن هذا... لماذا أرسلوا الكثير ..."
"ليس لدي أي فكرة. لماذا يرسلون هذا العدد الكبير من الجنود إلى قرية كهذه؟ ... إنري ، هل من الممكن أنهم عرفوا بشأن العفاريت في القرية؟ "
"مستحيل. هذا مستحيل."
أجابت إنري على الفور.
بغض النظر عن طريقة تفكيرها ، لم تستطع التفكير في أنه تم تسريب أمر العفاريت. كان هناك مهاجرون إلى القرية ، لكنهم جميعًا إعتقدوا أن العفاريت كانوا أكثر جدارة بالثقة من البشر. منذ هجوم الترول ، اختفت الحواجز بين السكان القدامى والسكان الجدد في القرية.
ربما كان ذلك بسبب المغامرين الذين أتوا إلى القرية - لقد ماتوا جميعًا ، باستثناء مومون ونابيه - لكن نيفيريا أصر على أن هذا لا يمكن أن يكون هو الحال.
"إذن... بينما نستعد للهرب ، يجب أن نسألهم عن سبب قدومهم. القتال... هو الملاذ الأخير ".
لم يكن من الممكن تحدي جيش مكون من 4000 رجل لأن ذلك يعتبر انتحار.
"كما قال نيفي ني سان ، هذا كل ما يمكننا فعله ... بالنظر إلى أعدادهم الهائلة ، لا توجد طريقة أخرى."
”أومو. لهذا السبب ، علينا كسب الوقت أثناء الاستعداد للهروب. إذا فلنذهب!"
***
لقد أخبروا القرويين والغيلان الذين كانوا بجانب البوابة أن يذهبوا ويخفوا الطعام. لم يتبق سوى إنري وجوغيم وبعض العفاريت ، جنبًا إلى جنب مع بريتا والعديد من أفراد قوات الدفاع.
كان أول شيء فعلته إنري هو سؤال بريتا عن الموقف ، وسؤالها عن هوية الطرف الآخر ولمن تعود شعارات النبالة التي يرتدونها. لكن للأسف ، لم تستطع بريتا تقديم أي إجابات لها.
وفقًا لها ، في الماضي كانت دائما ما تسلم هذا النوع من الأشياء لشخص آخر. في تلك اللحظة ، أدركت إنري أهمية أن تكون لديك معرفة جيدة. وبسبب ذلك ، كان كل ما يمكنهم فعله هو انتظار نيفيريا لتقديم تقريره بعد عودته من برج المراقبة.
على الجانب الآخر من الجدار ، كان يمكنهم سماع عدة حوافر (حوافر الخيول) ، ثم دخل صوت عال إلى آذانهم.
"أنا مبعوث الأمير الأول لمملكة ري-إيستيز ، باربرو أندريان إيلد رايل فايزيلف! افتحوا البوابة ودعونا ندخل! "
شكت إنري في أذنيها.
على الرغم من أنها سمعت الكثير من الأشياء المدهشة في فترة قصيرة من الزمن ، ولكن ربما كان هذا هو الأكثر صدمة.
"الأمير الأول؟!"
ما الذي يفعله شخص مثله هنا؟!
لم يكن لدى إنري أي فكرة عما يجري. واشتبهت في أنها ربما داخل حلم.
ومع ذلك ، من الطريقة التي كان نيفيريا يندفع بها عائداً من برج المراقبة ، كانت متأكدة من أن كلمات المبعوث كانت صحيحة.
"هناك علم ملكي بين الأعلام ، وهو علم لا يمكن إلا للعائلة الملكية استخدامه!"
"إيه؟ ماذا يعني ذلك؟"
"هذا يعني أن العائلة الملكية قد جلبت الجيش إلى قريتنا!"
رفعت إنري صوتها ، غير قادرة على فهم ما يجري.
"لماذا ، لماذا يحتاجون إلى إرسال هذا العدد الكبير من الجنود إلى قرية نائية مثل قريتنا؟"
"القرويون أمثالك لا يحتاجون إلى معرفة ذلك! هذه الأرض مِلك للملك ، وطاعة الأمير واجب! أم أنكِ تتحدين الملك - وتنوون التمرد؟ "
ارتجف جسد إنري.
بصفتهم رعايا للملك ، يجب أن يفتحوا أبوابهم. لكن-
-تبادل جوغيم نظرة مع إنري من الجانب.
حتى لو أرادوا فتح البوابة ، فلن يتمكنوا من القيام بذلك على الفور. قبل ذلك ، كان عليهم إخفاء العفاريت والغيلان.
"آه ، إنري آني سان. سنخفي أنفسنا بأسرع ما يمكن. حتى ذلك الحين ، يرجى كسب بعض الوقت لنا ".
أومأت إنري برأسها. وأعربت عن أسفها لإعطائهم تعليمات لإخفاء الطعام هناك ، لكن الوقت قد فات على الندم الآن.
"أكرر. افتحوا البوابة!"
"أنا آسفة جدا! في الوقت الحالي ، نستعد الآن لاستقبال جلالة الأمير! من فضلك ، انتظر قليلا! "
"كرري ما قلته يا امرأة! هل أنت المسؤولة عن هذه القرية؟ هذا التأخير غير مقبول! لا تضيعوا ولو ثانية واحدة في فتح البوابة! "
"... لماذا أنت مُستميت للغاية للدخول ؟!"
كانت إنري غير مرتاحة بالفعل ، وردت بصرخة غاضبة. بينما كانت تعلم أن الأمر كان وقحًا للغاية ، لكن لم تستطع استبعاد احتمال أن يكونوا جنودًا من دولة أخرى يتنكرون في زي جنود المملكة.
كانت دفاعات قرية كارني صلبة للغاية. لقد صُدم محصلوا الضرائب عندما رأوا الجدران.
لن تكون مفاجأة إذا أراد بلد آخر استخدامه كحصن. بعد كل شيء ، هاجم الترول القرية لهذا السبب بالتحديد*.
ㅤㅤ
(غير صحيح ، آينز أرسلهم لِكي يقوم بإختبار للوبيسرغينا ، وبعد أن زاروا آينز في نازاريك قال لهم هذه الكذبة)
ㅤㅤ
صمت الطرف الآخر للمرة الأولى ، وتردد الطرفان بقلق.
"لماذا لا تجيب! أنتم محتالون يتظاهرون بأنكم من جنود المملكة ، أليس كذلك! "
بعد هذا الصراخ المذعور ، حصلت أخيرًا على إجابة.
"... الساحر المسمى آينز أوول غون جاء مرة واحدة إلى هذه القرية ، أليس كذلك؟"
ظهرت صورة منقذ القرية في رأس إنري.
"هذا الساحر عدو للمملكة الآن. ونحن نتحرى عنه ، وعلى هذا النحو ، نود أن نسألكم عن هذا المسمى آينز أوول غون ، أنتم يا من كنتم على صلة به ".
صُدمت إنري لدرجة أنها لم تستطع قول أي شيء.
إلا أن همسات أحد أفراد قوات الدفاع دخلت أذنها.
"إذا كان غون سما يعارض المملكة... إذن أليست المملكة هي المُخطئة؟"
لم يكن لدى القرويين سوى لون الاتفاق في عيونهم.
وتجدر الإشارة بشكل خاص إلى هؤلاء القرويين الذين انتقلوا إلى قرية كارني بعد أن أُحرقت منازلهم الأصلية ، فلقد تحولت كراهيتهم للمملكة لعدم قدرتها على الدفاع عنهم بسرعة إلى احترام للساحر الذي أنقذ هذه القرية.
سواء كانت هديته "البوق" الذي استدعى العفاريت ، أو توفير الغوليم الذي بنوا الجدران القوية التي تحميهم الآن ، أو الخادمة (لوبيسرغينا) التي أنقذت القرية عندما هاجمهم الترول ، كل هاته الأشياء عززت ثقتهم في آينز.
"هل من الصواب فتح البوابة ؟"
"... لكن ، هناك الكثير منهم. إذا لم نفتح البوابة ... "
"إذا قمنا بخيانته هكذا بعد أن تلقينا لطفه..."
"انتظر! قالوا فقط إنهم يريدون التحقيق. هذا لا يعني أننا نخونه... "
"هل تعتقد ذلك؟ يبدو الأمر نكراناً للجميل بالنسبة لي ".
كانت عيون الجميع على إنري.
لقد فهمت جيدا كلا الرأيين. وبسبب ذلك ، لم تكن إنري قادرة على الاختيار ، وترددت ، فقط في تلك اللحظة ، جاء صراخ غاضب من خارج البوابة.
"هل تفهمين؟ إذا فهمتي ، فقوموا بفتح البوابة الآن! إذا لم تفعلوا ذلك الآن ، فسيتم معاملتكم كخونة للمملكة! "
بعد أن دُفعت إلى أقصى الحدود ، صرخت إنري بشيء لمحاولة كسب الوقت.
"هناك روث بقر في كل مكان! لا يمكننا أن ندع الأمير يدخل إلى مكان كهذا! "
بعد صمت قصير ، بدا أن الطرف الآخر قد استعاد معنوياته أخيرًا وقال بصوت عالٍ:.
"أوه ، أم. حسنا. إذن ماذا عن هذا. سوف ندخل بدلاً من جلالة الأمير. سنفكر فيما سيحدث لاحقًا ".
لم يكن هناك المزيد من الأعذار التي يمكن أن تقدمها.
دون تفكير ، صرخت بالكلمات التي خرجت من رأسها الفارغ:.
“آسـ- آسفة! الروث على يدي! لا أستطيع فركه! اسمح لي أن أغسل يدي وسأعود! "
"―أو -أوي!"
شاهدت إنري تراجع جوغيم والآخرين. كانت قلقة بشأن مقدار الوقت الذي يمكن أن تكسبه لهم.
♦ ♦ ♦
بلغ إحباط باربرو حدوده القصوى. حدق في الجندي الذي عاد بنظرة مخصصة لعدو وليس حليف.
"قل ذلك مرة أخرى ، ما هذه الحماقة؟!"
فاض غضب باربرو مع كل كلمة قالها من بين فجوات أسنانه ، وكرر الجندي ما قاله.
"سيدي! قرية كارني لم تفتح البوابة بعد".
وبينما كان يستمع لرد الجندي الهادئ ، كان باربرو مليئة بالرغبة المفاجئة في لكمه.
ومع ذلك ، كان فعل ذلك حماقة. كافح باربرو للسيطرة على الغضب المتصاعد في قبضته.
بما في ذلك هذا الجندي، لا أحد هنا أقسم بالفعل لباربرو. في المقام الأول ، لم يكن باربرو يقود أي قوات. كان هؤلاء الجنود يتبعون أوامر أسيادهم (النبلاء) ، أو بصحبة أسيادهم. وبسبب ذلك ، لم يستطع ضرب هذا الجندي بينما كان رفاقه يشاهدون.
"-لماذا هذا؟ لماذا لا يفتح هؤلاء الفلاحون في قرية كارني البوابة؟ الأرض تحت سلطة العائلة الملكية! من واجبهم أن يطيعوني! أنا آمرهم بفتح البوابة الآن! "
مع تزايد إحباطه ، تفاقم هِياجه ، ولم يعد باربرو يختار كلماته بعناية.
"أنا لا أفهم! هل يظنونني أحمق؟في ماذا يفكرون بحق الجحيم ؟!"
كان القرويون كائنات أدنى بكثير من الأمير الأول.
هذه الكائنات الآن تهينه.
بمجرد ظهور هذا الفكر في ذهنه ، بدا أن تفاقمه خلال الأشهر القليلة الماضية - كل الأشياء الصغيرة المزعجة التي أحبطت باربرو منذ الاضطراب الشيطاني - قد وجدت منفذًا ، وانفجر.
انفجر السد في لحظة.
”خونة! كلهم خونة! أُعلن أن كل شخص في قرية كارني خائن! "
أثار صراخه ضجة مفاجئة بين الجنود الذين سمعوه.
"لحظة من فضلك! إذا فعلت ذلك─ "
حدق باربرو الغاضب في الجندي المذعور الذي رد.
إذا صنفوا القرية على أنها خائنة ، فسيتعين عليهم قتل كل شخص متواجد فيها ، ثم حرق القرية حتى لا يبقى أي أثر لوجودها.
لكن ماذا في ذلك؟
أعطى الأمير باربرو أوامره ، ولم يستطع فهم سبب عدم اتباع الجنود لذلك الأمر. هل من الممكن أن جنود الماركيز قد نظروا إليه بإزدراء وبالتالي رفضوا إطاعة أوامره؟
"إذن ماذا لو فعلت ؟! السماح لهم بالعيش بعد عصيان أمر ملكي هو خطيئة! "
سيتم النظر إلى أفراد العائلة الملكية بازدراء إذا أعفوا عن العوام الذين تمردوا ضدهم. عدم قتلهم سيؤدي في النهاية إلى فقدان سلطتهم.
حتى في أراضي النبلاء ، بمجرد أن يتمرد أي من الفلاحين ، سيتم تدميرهم بلا شك. كان يجب أن يعرف جنود الماركيز هذا القدر.
"من فضلك انتظر يا أمير! الحرب مع الإمبراطورية قادمة قريباً. إذا قتلنا مواطنين في أراضي الملك ، فسيؤثر ذلك سلباً على معنويات الجيش بأكمله! كما أدعو أن تنظر إلى تحصينات قريتهم. من المستحيل أن تكون هذه قرية عادية. على الرغم من أن القرويين ليسوا كثيرين ، إلا أن محاولة كسر البوابة بالقوة الغاشمة ستكون صعبة للغاية. إذا كان الأمر كذلك ، يجب أن نتعامل مع الموقف بسلام ونطلب منهم أسباب عدم فتح البوابة بعد أن تهدأ الأمور هنا ".
"... لا بأس أن تتبنى موقفًا وديًا أولاً ، ولكن بعد ذلك يجب أن أشنق بعض الأشخاص ".
"... ما باليد حيلة. بعد كل شيء ، لقد أبقوا البوابة مغلقة في تحدٍ تام لأوامرك ، باربرو سما ".
" لا بد لي من شنق هؤلاء الناس وتعليقهم على البوابة! لكي يكونوا عبرة للآخرين! "
"كما تقول."
حدق باربرو في قرية كارني.
كما قال الجندي ، بالإضافة إلى البوابة القوية ، قامت القرية حتى ببناء جدران متينة. نظرًا لأن القرية كانت بجوار غابة توب العظيمة ، فقد يكون هذا مقصودًا. ومع ذلك ، من طريقة وضع أبراج المراقبة ، كانت تشبه القلعة أكثر من كونها قرية نائية.
إذا كانوا ينوون الهجوم فسوف يستغرقون الكثير من الوقت.
اصطف أكثر من ألف جندي أمام البوابة وهم يصرخون عليهم ليفتحوا.
إذا استمع المرء باهتمام ، يمكن أن يسمع نفس الأصوات من بعيد ، من خلف البوابة.
كانت هذه الصيحات مثل شرارات من صوان* (حجر القداحة) ، مما أدى ذلك إلى إشعال النيران المظلمة في قلب باربرو. والذي لم يعد يتصرف بعقلانية.
"أوي! أطلق سهام مشتعلة! "
"سها- سهام مشتعلة ؟!"
"هذا صحيح. من يدري كم من الوقت سيستغرق هذا إذا استمررنا على هذا المنوال ، استمع جيدًا ، ليس لدينا وقت نضيعه على هذه القرية بعد الآن! سيكون شيئًا آخر إذا تمكنت من فتح تلك البوابة في بضع دقائق ، لكن لا يمكنك ذلك ، أليس كذلك ؟! "
عض الجندي شفته وأومأ.
"هددهم بسهام مشتلعة. انتهى وقت ممارسة الألعاب الطفولية مثل الوقوف خارجاً والصراخ. الآن سنظهر لهم كيف يتعامل الكبار مع الأمور !! "
عندما كان الجندي يحدق بصدمة وفمٍ مفتوح ، تدخل رجل من جانبه.
"للإعتقاد أنك ستعصي أوامر سموه... لا أستطيع أن أصدق أنك أحد رجال الماركيز. سموك ، هل تسمح لرجالي بتنفيذ هذا الهجوم؟ "
كان البارون تشينيكو. وخلفه كان هناك العديد من زملائه أصحاب الأنوف البنية.
كان الأمير باربرو سعيدًا لأن مثل هذا الرجل الأحمق يمكن أن يكون مفيداً في مثل هذه الأوقات. لا ، لقد كان نبيلًا أيضًا ، إذا كانت قرية في أرضه قد تجرأت على التمرد ، فمن المحتمل أن يفعل الشيء نفسه أيضًا. وربما لهذا السبب يمكنه أن يفهم الأمير باربرو.
"... حقًا. إذن ، آمرك أن تفعل ذلك ، بارون. أطلق سهام الشتعلة على القرية ... لا ، استهدف برج المراقبة ، بإسقاط ذلك البرج لن يتأذى أحد ، أليس كذلك؟ "
"أوهه! يا له من قرار رحيم! كما هو متوقع من سموك! إذن ، ما عليك إلا أن تراقبنا! "
♦ ♦ ♦
” إنري آني سان! نحن جاهزون! الجميع مختبئون. نحن الوحيدين― ما هذا؟ "
بدا أن جوغيم شعر بغرابة في الهواء من حولهم ، وابتلع كلماته.
كان أفراد قوات الدفاع الذين بقوا هنا يعارضون بعضهم البعض تمامًا. نصفهم عارضوا على مضض فتح البوابة للجيش في الخارج بينما وافق النصف الآخر على فتح البوابة. كان أصل الخلاف هو ما إذا كانوا سيخونون منقذ القرية آينز أوول غون أم لا. نتيجة لذلك ، كان من الصعب اتخاذ قرار.
"في الواقع…"
كانت إنري على وشك أن تقول شيئًا لـ جوغيم عندما جاء صوت عالٍ من وراء الجدران.
“―مواطني قرية كارني. نظرًا لأنكم لم تفتحوا البوابة فورًا عندما أمرت بذلك ، فقد تم التشكيك في حقيقة ما إذا كنتم سكاناً مخلصين للمملكة. على هذا النحو ، سنأخذ ممثلين من بينكم إلى ساحة الحرب ، حيث ستقنع آينز أوول غون بالاستسلام ، يجب أن تثبتوا أنكم مخلصون للمملكة ، وأنكم مواطنوها! "
بدأ الجو يتغير. اشتعلت الكراهية في قلوبهم بشدة لدرجة أنها بدت وكأنها تهز الهواء.
إنري لم تكن استثناءً.
صحيح أن القرويين كانوا من مواطني المملكة ومخلصين. ومع ذلك ، فقد تضاءل هذا الولاء مقارنة بالامتنان الذي شعروا به للرجل الذي أنقذ قريتهم دون مقابل أو التزام. بعد كل شيء ، عندما قُتلت عائلاتهم وأصدقائهم وأحبائهم ، كان الشخص الوحيد الذي مد يده لمساعدتهم هو ذلك الساحر الرائع.
"لن أسمح لهم بِجَرِي إلى ساحة الحرب والوقوف ضد آينز سما!"
"ألا يمكننا الاختباء في الغابة ونرى كيف تسير الأمور قبل اتخاذ القرار؟"
تشاجر الجميع إلى ما لا نهاية.
ومع ذلك ، فإن الشيء الوحيد المشترك بينهم هو أنه لا أحد يريد فعل أي شيء قد يزعج منقذهم وبطلهم.
في هذه اللحظة كانت أصوات الطقطقة تصل إلى آذانهم من الخارج ، تلى ذلك صوت عدة أجسام تتطاير في الهواء. عندما اقترب الصوت ، ظهرت خطوط من الضوء الأحمر اللامع أمام أعينهم ، وسقطت الأسهم مثل المطر على برج المراقبة. ملأ الصوت الواضح للسهام التي تخترق الخشب آذان الجميع.
"…مستحيل…"
أخذت إنري نفساً مفاجئاً عندما أدركت أن المملكة تستخدم القوة المميتة ضدهم.
لحسن الحظ ، لم يكن هناك أحد في برج المراقبة. يجب أن يكونوا قد عرفوا ذلك قبل أن يهاجموا. أو ربما-
-ربما كانوا سيطلقون على أي حال ، حتى لو كان هناك شخص على البرج.
“إنرـ إنري آني سان! لا يبدو أنهم يستهدفوننا حتى الآن ، لكن لا يجب أن نقف في نطاق سهامهم! إلى هنا بسرعة! "
أمسك جوغيم بيد إنري وهي تنظر إلى برج المراقبة في حالة ذهول. قاد إنري التي لا تقاوم بعيدًا. ركضت معه ، لكن عيناها ظلتا ملتصقتين ببرج المراقبة.
بمجرد أن تراجع أعضاء قوات الدفاع إلى الخلف ، بدأ برج المراقبة بإحتراق.
اشتعلت النيران في السقف المصنوع من القش في لحظة وتحول إلى حريق ، اشتد ضراوة النار في الثانية وانهار السقف.
كان بإمكان الجميع في القرية رؤية الدمار الذي لحق بالبرج ، بغض النظر عن مكان وجودهم. ارتفع عويل الحزن من كل مكان حولها. واحد على وجه الخصوص كان صاخبًا بشكل خاص. عندما أصبح تنفس إنري مضطربا من هذه الصدمة ، رأت الرجل الذي صرخ بأعلى صوت ، وكان صوته أكثر معاناة.
لقد كان رجلاً انتقل حديثاً إلى القرية.
كان وجهه مزيجًا من الكراهية واليأس. نظرت حولها ، وكان لدى العديد من المهاجرين تعبيرات مماثلة على وجوههم.
تذكرت إنري.
تذكرت أن قُراهم قد أُحرقت بطريقة مماثلة.
" إنهم أعداء!" صرخ الرجل. " إنهم أعداء! إذا لم يكونوا أعداء لما فعلوا هذا! أريد محاربتهم! "
"اللعنة على المملكة! إنهم حثالة لم يساعدونا حتى! والآن يريدون حرق هذا المكان أيضًا ؟! "
جاء هذا الصراخ من امرأة ممتلئة الجسم.
"لن أسامحهم على هذا! إذا كانوا يريدون قتلي ، سأواجههم! وسآخذ أكبر عدد ممكن من الأوغاد معي! سأنتقم منهم! "
جاء هذا الكلام من شاب صرخ من تلقاء نفسه.
كان الهواء مشبعاً بالجنون والكراهية ، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى سهام المشتعلة.
"… إنري آني سان. حان الوقت لاتخاذ قرار ".
كان جوغيم صلبا كالفولاذ عندما قال ذلك
"إيه؟ ... لكنهم جميعًا غاضبون جدًا لدرجة أنهم لا يستطيعون التفكير بشكل صحيح. ألا يجب أن ننتظر قبل اتخاذ قرار؟ "
"ليس هناك وقت. ولا أحد يستطيع أن يضمن عدم هياجهم. من الأفضل أن تقرري ما الذي ستفعله القرية الآن ".
كان هذا اقتراحًا معقولًا. كان الجيش قد دمر بالفعل برج المراقبة بسهام مشتعلة. في المرة القادمة ، من المحتمل أن يفعلوا شيئًا أسوأ. لا يمكن أن يترددوا للحظة.
أخذت إنري نفسا عميقا. نظرت بإيجاز إلى نيفيريا، الذي كان يمسك بيد نيمو ، وأومأوا ردا لها ، كما لو كان ذلك تشجيعا لها.
كان هناك القليل من الدفء في صدرها.
كانت تلك هي الجرعة الأخيرة من الشجاعة التي احتاجتها إنري.
"جميعا! أود أن أطلب من جميع الحاضرين اتخاذ قرار نيابة عن القرية بأكملها ، و أتمنى أن تلتزموا به! "
وافق الحشد على كلامها.
"فليرفع يده من يرغب في القرية أن تفعل ما تقوله المملكة!"
لم يرفع أحد يده.
وبينما كان قلبها ينبض بقوة في صدرها ، صرخت إنري مرة أخرى.
"إذن! فليرفع يده من يرغب في محاربة المملكة حتى أنفاسه الأخيرة "
مع هدير مدو ، ارتفعت أيدي عدد لا يحصى في انسجام تام. لم يكتفوا برفع أيديهم. كانت قبضاتهم مشدودة بإحكام. أظهرت النظرات على وجوههم تصميمهم على المقاومة حتى النهاية.
بالطبع ، كانوا خائفين. لكن هذا كان متوقعا فقط. لقد اختار الجميع هنا طريقًا ينتهي بموتهم. ومع ذلك ، كان هناك شيء حفز الجميع هنا شيء يفوق الخوف من الموت.
ㅤㅤ
كانت الرغبة في عدم رد اللطف والعون الذي تلقوه بالخيانة. (لا يريدون التعاون مع المملكة التي لم تدافع عنهم)
ㅤㅤ
"إذن - سنقاتل! سنقاتل جميعًا! سنقوم بسداد الدين الذي ندين به! جوغيم سان! سأترك خطة المعركة لك! "
تقدم جوغيم بسرعة إلى الأمام ووقف بجانب إنري.
"... لقد رأيت تصميمكم. ستموتون جميعًا هنا. هل أنتم بخير مع ذلك؟ "
قوبلت كلمات جوغيم بموافقة إجماعية.
"أنتم قادرون على الصراخ بصوت عالٍ على الرغم من وجوهكم الشاحبة ، رائع... ومع ذلك ، يؤسفني أن أحبطكم ، بعد أن أعلنتم جميعًا بصوت عالٍ عن استعدادكم للقتال حتى النهاية ، ولكن ألا يجب أن ندع الصغار يهربون أولاً؟ بعد كل شيء ، إذا كان لابد من التضحية ، فيجب أن نكون نحن وكبار السن ".
تحدث رجل كبير السن.
"معك حق - لكن أليس هذا مستحيلاً؟ الجنود متمركزون عند البوابة الأمامية والبوابة الخلفية. حتى لو تسلق أحد الجدران ، فسوف يتم رصده على الفور ".
"حسنًا ، هذا صحيح ... إذا هربت بالطريقة المعتادة ، كما قلت."
ابتسم جوغيم بشكل شرير بينما واصل كلامه.
"لا يمكننا الاختباء ثم الهروب. إذن إليكم ما سنفعله ، أولا سنفتح البوابة الأمامية ونجر العدو في الداخل. عندما يأتي الأعداء بلا مبالاة ويدخلون ، سنأخذ زمام المبادرة ونهجم ، سنضربهم بقوة. إذا تمكنا من إلحاق الضرر الكافي ، فإن العدو سيجمع قواته المشتتة ويركز علينا ".
نظر جوغيم حوله.
"ومع ذلك ، قد يعرف العدو أنها خدعة. ومع ذلك ، طالما لدينا قوة هجومية كافية ، فلن يكون أمام العدو خيار سوى تجميع قواته. أي أسئلة؟"
"لا يبدو الأمر كذلك ، لكن جوغيم سان ، إلى أين يجب أن يهربوا؟"
"أليس هذا واضحًا ، إنري آني سان ؟ إلى غابة توب العظيمة ، سأدع الأشخاص الذين هم على دراية بالغابة مثل أغو و بريتا يذهبون مع فريق الهروب. أنا متأكد من أنه يمكننا تدبر أمرنا لفترة من دون وجودهم ".
كان القرويون قد أعدوا أنفسهم بالفعل للموت ، لكنهم بالطبع لا يريدون أن يموت الأطفال معهم. مع العلم أن أطفالهم لديهم فرصة للبقاء على قيد الحياة خفف من روحهم القتالية.
كما رآهم جوغيم خاطبهم بتعبير قاتم على وجهه.
"اسمعوا. الضربة الأولى هي معركة لجعل العدو يعزز قواته. الضربة الثانية ستكون معركة لاستنفاد قوتهم القتالية ، حتى لا يتبقى لديهم أي شيء ، كلما كانت تلك المعركة أكثر شراسة ، كانت فرص الهاربين أفضل ".
"هاهاهاها! هل هذا كل شيء! آه ، حسنًا ، هذا يبعث على الارتياح ".
خرجت نوبات قليلة من الضحك. لم يولد هذا الضحك من اليأس أو الجنون - لقد كان مجرد ضحك بسيط ومريح.
"طالما أنه يمكن إنقاذ زوجتي وأولادي ، فلا أشعر بأي ندم. حان الوقت الآن لرد الجميل الذي أظهره لنا آينز أوول غون سما! "
"آه ، هذا صحيح! لن أكبر كعذر عديم الفائدة لأب! "
"إذن ... من سيكون في فريق الهروب؟"
نظر جوغيم بعناية إلى الجميع عندما أجاب على سؤال نيفيريا.
"ستكون أنت و إنري آني سان مسؤولين عن حماية النساء والأطفال ، وكما قلت سابقًا ، ستحتاج إلى بريتا و أغو والعفاريت الآخرين للمساعدة في توجيهكم عبر الغابة ".
"اه؟"
هتفت إنري في مفاجأة.
بصفتها رئيسة القرية ، كان عليها واجب الوقوف مع الآخرين. إنري هي التي قررت إرسال القرويين إلى الموت، لم يكن بوسعها أن تفعل شيئًا سوى الوقوف إلى جانبهم وهم يقاتلون. ومع ذلك ، تحدث القرويون قبل أن تتمكن إنري من ذلك.
اتفق الجميع مع جوغيم. تمامًا كما كانت إنري تفكر في كيفية الرفض ، توصلوا بالفعل إلى قرار دون استشارتها.
"إنري تشان ، سأترك الأمر لك."
"من فضلك اعتني بأولادي. ماتت زوجتي في ذلك الوقت... ولكن على الأقل ، أولادي ... "
امتلأت أيدي القرويين بأفكارهم ومشاعرهم وهم يضغطون على يدي إنري. أصبحت عيون إنري ساخنة ورطبة ، ثم وقف نيفيريا بجانبها.
"إنري ، فلنذهب. معركتنا ستبدأ بعد أن ننجو ، وهذه معركة لا يُسمح لنا بخسارتها. إلى جانب ذلك ، قد يأتي آينز أوول غون سما لإنقاذنا مرة أخرى. عندما يحين الوقت ، سيكون من الأفضل أن نكون في الجوار ، مثل الأشخاص الذين تطأ أقدامهم منطقته ".
"هو على حق"
"جوغيم سان..."
"ذلك البوق الذي استخدمته لاستدعاءنا... أعتقد أنه يجب عليك استخدامه فيما بعد ، ألا تظنين ذلك؟ إذا استخدمته الآن ، فسيكون مثل محاولة إخماد منزل محترق بكوب من الماء. سيكون من الأفضل أن تقومي بإستعماله بعد انتهاء كل هذا واستدعاء المزيد من الرفاق لمساعدتك ".
شعرت إنري بالدموع في عينيها ، ومدّت يدها ومسحت زوايا عينيها بقوة.
"فهمت! سأحمي زوجات وأطفال الجميع! لنذهب! نيفي! "
♦ ♦ ♦
فُتح جانب واحد من البوابة ببطء.
"كما اعتقدت ، كان علينا استخدام السهام المشتعلة من البداية. حسنًا ، كانت السهام المشتعلة التي رُميت لاحقا إهدارا... "
التوى وجه الأمير باربرو. لقد ضيعوا الكثير من الوقت. من أجل تعويض التأخير ، يجب أن يتم يندفع الرجال بسرعة عالية. لكن هذا كان لا مفر منه.
كان هذا كله خطأ رجال الماركيز. إذا لم يأمر باستخدام السهام المشتعلة بنفسه ، فمن يعلم كم من الوقت كان سيضيع؟
نظر باربرو إلى السماء ، وشتم سوء حظه لأنه مثقل بأتباع غير أكفاء.
لقد فكر في الوقت المطلوب لاحقًا - أول شيء هو المدة التي سيستغرقها شنق القرويين.
كان سيشنقهم و يعلقهم على جدران القرية ، ليُظهر للجميع المصير النهائي لأي شخص أحمق بما يكفي لتحدي العائلة الملكية.
بعد ذلك ، كان عليه أن يجد أي شخص لديه علاقات وثيقة مع آينز أوول غون. قد يستغرق ذلك وقتًا أطول من تعليق القرويين على الجدران.
"اللعنة. كان يجب أن أحضر مستجوباً معي. سنعرض الحفاظ على حياة أي شخص يتعاون ... المشكلة هي الأطفال ... "
لم يكن هناك جدوى من ترك الأطفال يعيشون ، بادئ ذي بدء ، لا يمكن للأطفال العيش بدون والديهم ، لذا فإن شنق الأطفال مع والديهم كان شكلاً من أشكال الرحمة.
"هل هناك ما يكفي من الحبال لهم جميعًا؟ إذا تمكنا من الحصول على بعض الحبال من القرية ، فسيكون ذلك جيدًا ... "
تقدم الجنود ببطء نحو البوابة. ورفع القائد العلم الملكي وسار إلى الأمام ، مما جعل باربرو يشعر بالفخر والرضا. عندما يعتلي العرش ، كان سيتأكد من وجود حراس شرفيين من هذا القبيل.
دخل الجندي الذي كان يحمل العلم إلى البوابة - ثم رُمي للخارج.
ترفرف العلم الملكي الذي كان يمسكه الجندي وسقط على الأرض.
بعد فترة وجيزة ، العمالقة الذين ضربوا الجنود خرجوا بصمت من البوابة.
"―غـ-غـ -غيلان ؟! ماذا يفعل الغيلان هنا ؟! "
فاجأ التطور الغير متوقع تمامًا الأمير باربرو ، ونسي كرامة العائلة الملكية وهو يصرخ.
نعم فعلا. كان هؤلاء هم أنصاف البشر المعروفين باسم الغيلان. أصيب الجنود بصدمة من ظهورهم المفاجئ مثل باربرو. أرسلت هراواتهم القوية عدة أشخاص يطيرون مع كل أرجحه.
وسط رذاذ من الدم ، طار الجنود المصابون بعيدًا و سقطوا على الأرض ، بدى الجنود الآخرون وكأنهم استيقظوا من حلم ، وأصيبوا بالذعر واندفعوا للفرار من البوابة. ظهر العديد من الغيلان من خلف البوابة ، كما لو كانوا يلاحقونهم.
عندما كان الجنود يلوذون بالفرار في هزيمة مخزية ، ضربهم الغيلان واحدًا تلو الآخر بواسطة هراواتهم وأرسلوهم يطيرون في الجو ، بدى الأمر وكأن الأطفال يركلون دماهم.
كان سبب هروبهم "لأنه لم يكن هناك أي نوع من الانسحاب" لأن هؤلاء الجنود كانوا جميعًا من جنود البارون. لقد أطلقوا السهام المشتعلة على القرية من أجل أن جعل القرويين يفتحون البوابة بشكل أسرع ، ومنحهم باربرو شرف أن يكونوا أول من يدخل القرية... من كان يظن أن النتائج ستنعكس بشدة هكذا؟
تمامًا كما كان الأمير باربرو على وشك الصراخ على البارون ، الذي تخلى عن رجاله وعاد مسرعاً إليه ، رن صوت بوق في الهواء.
كان فرسان الماركيز قد رفعوا رماحهم في انسجام تام. لقد كانت حركات أنيقة وموحدة أظهرت أنهم جنود محترفون. ومع ذلك ، كان الجنود يهربون وكان الغيلان يطاردونهم ، لا يمكنهم الاندفاع إلى ساحة معركة فوضوية.
كانت الرماح أسلحة أظهرت قوتها أثناء الإندفاع والهجوم. لم يتمكنوا من التألق في معركة ضارية.
" لماذا لا تطلق السهام؟!" صاح باربرو
السماح للغيلان بالاقتراب لن يؤدي إلا إلى زيادة الخسائر التي قد يتكبدونها. من الأفضل التخلي عن هؤلاء الجنود وقتل رفاقهم مع القرويين.
بمجرد أن بدأ تفاقم باربرو بالتصاعد ، بدأ الغيلان في التراجع فجأة. أصبح الجنود الذين هربوا دروعاً ، ولم يستطع الجنود الإطلاق عليهم ، وراقبوا الغيلان وهم يعودون إلى البوابة.
استقبل رجال باربرو الناجين ثم بدأوا في إعادة تنظيم تشكيلتهم القتالية.
كان قد خطط في الأصل لإنهاء هذه المهمة المملة بسرعة ، ثم الإندفاع إلى ساحة الحرب لكسب المجد في الحرب ضد الإمبراطورية.
الآن ، هذه الفوضى القبيحة كانت كل ما تبقى من حلمه.
على الرغم من أنهم لم يتوقعوا ظهور الغيلان ، إلا أنه إذا تراجع وعاد ببساطة إلى إي-رانتيل دون أن يظهر أي شيء ، فإن سمعته ستنهار أكثر. لن يكون قادرا على اللحاق بزاناك ، الأمير الثاني والخليفة الاحتياطية ، في السباق على العرش.
أو هل يمكن أن يكون كل هذا قد تم التخطيط له مسبقًا؟
لم يستطع إلا النقر على لسانه بإنزعاج ، مع العلم أن عيون النبلاء المحيطة كانت عليه.
ومع ذلك ، لم يكن لديه وقت للتظاهر بالهدوء. التفت باربرو باهتمام شديد إلى الجندي الذي كان يركض نحوه. كان قائد قوات النخبة الماركيز.
"... ما هذا بحق الجحيم؟ هل تم الاستيلاء على تلك القرية من قبل الغيلان؟ ماذا يحدث هنا؟!"
"أنا ، لا أعرف ، يا سيدي. لم يتوقع أحد وجود وحوش هناك ... كان من المفترض أن يزور محصلوا الضرائب هذه القرية مؤخرًا. لكننا لم نتلق أي تقرير يفيد بأن هذه القرية قد استولى عليها الغيلان. إذا ذهبوا ولم يعدوا ، فسيكون ذلك غير طبيعي بالفعل ولكن... ما حدث لهذه القرية بحق السماء ... "
كان يشعر بالارتباك في كلام الجندي. إذا كانت هناك خطة لجعل باربرو يفقد كرامته ويقع في الفخ ، فمن المحتمل أنه لم يكن على علم بذلك أيضًا.
وإذا كان الأمر على هذا الحال ، فقد كان إلى جانب الأمير (الجندي) ، بمعنى ما...
"على أية حال ، نحن لا نعرف الكثير عن العدو. حسنًا ، هذا فقط متوقع ، فقط 5 غيلان خرجوا. إذا كان لديهم المزيد ، لإستمروا في مهاجمتنا ، ربما ليس لديهم أكثر من 10 غيلان في المجموع. يجب أن تكون قادرًا على القضاء على 5 غيلان ، أليس كذلك؟ "
"بالطبع! كل واحد منا قوي كعضو في فرقة المحاربين في المملكة. مجرد 5 غيلان ليسوا شيئًا بالنسبة لنا! "
"أنا لا أشك فيك. ولكن هناك شيء يثير قلقي للغاية ، بقدر ما أعلم ، يجب أن يكون الغيلان وحوشًا غبية ، لكن أفعالهم الآن كانت ذكية جدًا. فتحوا البوابة لإغراءنا بالدخول ، ثم شنوا هجومًا مضادًا في توقيت مثالي. يبدو أن الجانب الآخر لديه قائد. إذا كان أحد القرويين يقودهم ... "
"اغفر فظاظتي. لا يستطيع مجرد فلاح أن يسيطر على غول. أعتقد أنه لا بد من وجود قوة أخرى تعمل على الجانب الآخر. إذا كان بإمكاننا معرفة المزيد عن العدو― "
لم يعد بإمكان باربرو التحكم في نفاد صبره.
"عن ماذا تثرثر؟ انظر هناك!"
أشار باربرو إلى العلم الملكي الذي أصبح مثل قطعة قماش أمام البوابة.
"علم الدولة الآن في تلك الحالة المزرية. سوف تدمر تلك القرية مهما كان الثمن. اجمع قواتك ، واطلق سهام مشتعلة ، واحرق القرية. إنها فرصة الآن للاستفادة من تجربة الحصار بشكل جيد! يبدو أننا لن نكون قادرين على إنهاء هذا دون أي خسائر. لذلك سوف تهاجم بنية هدم تلك القرية! "
"ارجوك انتظر! قد يكون هناك غول ساحر أو نصف بشري لديه ذكاء ، وليس القرويين! "
" وإذا كان هذا هو الحال ، إذاً ماذا ؟"
نظر باربرو إلى وجه الجندي المتفاجئ ، وبدأ يشرح له ببطء ، مثل شخص بالغ يحاضر لطفل.
" اسمع جيدًا ، لا يهم ما إذا كان القرويون يسيطرون على الغيلان ، أو إذا كان يتم التحكم بهم من قبل نصف بشري لديه ذكاء. لقد تمرد هؤلاء القرويون ضد الحاكم الشرعي لأرضهم ، العائلة الملكية. وإذا كان الأمر هكذا ، يجب أن نَعرض عواقب مثل هذه الحماقة على العالم ".
"لكن ، قد يكون هناك بعض القرويين محتجزين كرهائن ؛ ألن يكونوا أبرياء ؟! "
"هل كنت تستمع إلى ما قلته سابقًا؟ من يهتم إذا كانوا كذلك؟ "
هز باربرو كتفيه إلى الجندي ، الذي بدا أنه يجد صعوبة في قبول ما سمعه للتو.
"فهمت ، فهمت. أنا أفهم شعورك. إذن سأُظهر لهم أكبر قدر ممكن من التساهل. قم بإلقاء القبض على هؤلاء القرويين الذين لا يقاومون ، وبعد ذلك سنحاكمهم لاحقًا. هل هذا أفضل؟"
"فهمت يا سيدي!"
انحنى الجندي بعمق لباربرو ، بعد سماع رده القوي ، أومأ باربرو بالموافقة.
"ومع ذلك ، لدي شرط واحد. اريد انتصار ساحق. إذا تعرضنا للخسارة هنا ، فسوف تنتشر كل أنواع الثرثرة. وينطبق نفس الشيء بالنسبة لك. سيتحدث الناس عن كيفية إرسال الورقة الرابحة للماركيز إلى قرية صغيرة وتعرضهم للسحق ".
"لكن كان ذلك بسبب الغيلان"
"لا يمكنك استخدام ذلك كعذر. هذه هي الطريقة التي يعمل بها العالم ".
"مفهوم!"
"إذا فهمت ، اذهب إلى العمل. إجمع الجنود الذين تم إرسالهم إلى البوابة الخلفية. في نفس الوقت ، اقطع الأشجار من الغابة وابدأ في صنع الكباش* المدمرة. سأترك التفاصيل لك. عليك التقليل الخسائر مع ضمان النصر. اقتلوا أي شخص يفر ".
ㅤㅤ
(عارضة ثقيلة ، تلك الأشياء الضخمة التي يصنعونها لكي يحطموا البوابات العملاقة لمن يريد أن يعرف شكلها يكتب في قوقل - Battering Rams -)
ㅤㅤ
♦ ♦ ♦
بعد صب الزيت القابل للإشتعال على جوانب الجدران ، أطلقوا سهاما مشتعلة.
كانت التأثيرات المتفجرة قابلة للمقارنة بانفجار من تعويذة 「كرة النار」 ، مما أدى إلى ظهور ألسنة لهب حمراء ساطعة تنبعث منها أعمدة لا نهاية لها من الدخان الأسود.
بعد أن شعر جوغيم بعدم الارتياح يصدر من أفراد قوات الدفاع ، رفع سيفه السحري وصرخ.
"تماسكوا! ألسنة اللهب مثل هذه لا تستطيع اختراق الجدران! أما بالنسبة للدفاع عن البوابة― "
جاء صوت ارتطام شديد، من خارج البوابة.
كانت الجدران متينة وأكبر من برج المراقبة الذي أصبح الآن رمادا. حتى عندما اصطدمت السهام المشتعلة ببرج المراقبة ، لم تشتعل فيه النيران بسهولة. على هذا النحو ، استنتجوا إلى أن هذا كان مجرد خدعة للفت انتباههم عن هدفهم الحقيقي ، وهو اختراق البوابة. يبدو أن هذا كان القرار الصحيح. مرة أخرى ، جاء صوت ارتطام شديد الجانب الأخر من البوابة.
لقد كان صوتًا أعمق وأقوى من الضربة التي أحدثها الغول بهراوته. كان صوت أسلحة الحصار - على الأرجح الكباش المدمرة.
ㅤㅤ
(مثل ما قلت سابقا ، عارضة ثقيلة ، تلك الأشياء الضخمة التي يصنعونها لكي يحطموا البوابات العملاقة لمن يريد أن يعرف شكلها تكتب في قوقل - Battering Rams -)
ㅤㅤ
"اطلقوا!"
في الوقت الذي صرخ فيه جوغيم، أطلق القرويون سهامهم بكل سهولة.
ارتفعت صيحات الألم من الجانب الآخر من الجدار. لكن الكباش لم تتوقف. لابد أنهم استخدموا كباش متعددة في هجوم مُتتابع.
" اطلقوا!"
مرة أخرى ، طارت الأسهم عالياً بناءً على أمر جوغيم. ومع ذلك ، هذه المرة ، أطلق العدو هذه المرة أيضًا سهامًا كهجوم مضاد. عدة أضعاف عدد الأسهم التي أطلقوها سقطت على القرية مثل المطر.
ومع ذلك ، لم تُصب السهام أحد.
كان هجوم العدو مجرد تخمين لموقع القرويين الذين يطلقون السهام ، لذا فقد أخطأوا جميعًا ، مما أثر بشكل غير مؤذٍ على الجدران والمباني المحيطة. ومع ذلك ، كان لدى العدو المزيد من الرماة إلى جانبهم ، وكانت دقتهم تتزايد ببطء. عليهم أن يتمكنوا من إعادة ضبط الدقة إلى الصفر مرة أخرى ، وإلا ستكون العواقب وخيمة.
"تراجعوا! تراجعوا! نحن بصدد تغيير الموقع! "
خفض جوغيم صوته بذكاء وصرخ ، واتبع القرويون تعليماته وبدأوا بسرعة في التحرك..
حتى الآن ، لم يتعلم القرويون إطلاق السهام إلا من مواقع ثابتة. كان هدفهم هو استهداف المنطقة الواقعة خارج البوابة الرئيسية بدقة. لذلك ، بالنسبة لهذا النوع من الهجوم ، كانت دقتهم عالية جدًا ، ولكن على العكس من ذلك ، بمجرد أن يضطروا إلى الانتقال إلى مكان غير مألوف بالنسبة لهم ، لم تعد سهامهم تصيب أهدافهم جيدًا.
سيكون خوض معركة بعيدة المدى الآن صعبًا للغاية.
”الرماح للأعلى! سننتقل إلى قتال قريب المدى! "
جاء صوت عالٍ من الجانب الآخر للجدار. بدا وكأنه شيء معدني يضرب الجدار ، مختلف تمامًا عن الكباش المدمرة. ربما كان صوت الفؤوس ، وكان الصوت يأتي من كل مكان.
كانت للأعداد ميزة. يمكنهم استخدام هجمات الباب أو الحائط كخداع من أجل الهجوم من اتجاه غير متوقع تمامًا. إذا كان جوغيم هو قائد الجانب الآخر ، لفعل ذلك أيضًا.
كما هو مخطط له... يبدو أن الوضع يسير على ما يرام وأن العدو يتفرق.
قد تكون معظم استراتيجيات الهجوم التقليدية عديمة الفائدة في مواجهة التفوق العددي للخصم ، بالنسبة للقرويين في قرية كارني ، سيكون أفضل رهان لهم هو إضعاف القوة القتالية لأعدائهم بشكل مطرد.
طالما ضعفت تشكيلة العدو ، يمكنهم الإندفاع خارج القرية وشن هجوم. من الناحية المثالية ، سيقومون بتشكيلة حراشف السمك* و يهجمون على قائد الأعداء. بهذه الطريقة ، سيعزز العدو المذعور قواته على الفور.
ㅤㅤ
(تشكيلات حربية في العصور الوسطى ، سوف تظهر بعض أسماء التشكيلات بعد قليل وقد تبدو أسمائهم غريبة ، ولكن أقول لكم لا تهتموا بأشياء ذي ، مجرد أشياء عابرة )
ㅤㅤ
كانت إعادة الغيلان إلى داخل القرية جزءًا من الاستعدادات لهذا الحدث. حتى لو شن الغيلان هجوماً مباشراً بأنفسهم ، فسيكون من الصعب عليهم إثارة ذعر العدو وتحقيق هدفهم المتمثل في سحب القوات المتمركزة عند البوابة الخلفية إلى الأمام.
بمجرد عودة القوات المتناثرة ، سنكون محاصرين بلا مخرج... أعتقد أن هذا هو ما يعنيه مَثَل السير في فم التنين...
بعبارة أخرى ، كان هذا تكتيكًا انتحاريًا.
بالرغم من ذلك-
"حسنًا ، لقد حققنا نصف أهدافنا بالفعل."
تمتم جوغيم مبتهجًا لنفسه بينما انتقل خط بصره إلى البوابة الخلفية المسدودة.
لقد أعد بالفعل طريق هروب لسيدته مع أعلى احتمالية للبقاء على قيد الحياة. لم يكن هناك ما يدعو للقلق. قد يكون قول ذلك قاسياً ، لكن طالما مات جميع القرويين هنا ، فإن العدو لا يملك أي وسيلة لمعرفة عدد الأشخاص الذين فروا ، وسيظل وجود إنري محاطًا بالغموض.
كانت حماية إنري أولى أولويات جوغيم. كان سيدفع أي ثمنٍ لذلك ولن يندم عليه. وبالتالي-
"جميعا! انتظروا حتى يسقط الباب! سنقوم بالهجوم! هدفنا هو مقر العدو! فرصتنا الوحيدة للبقاء على قيد الحياة هي قتل قائدهم! "
"أوه!"
صرخ الجميع بعزم. كان هناك تذبذب طفيف في بعض الأصوات ، لكن لا أحد بدا وكأنه سيتراجع.
كل ما تبقت هي الشجاعة الصافية للرجال الذين كانوا يقاتلون لحماية أطفالهم وأحبائهم.
♦ ♦ ♦
اندفعت إنري ونيفيريا من برج المراقبة الخلفي عند البوابة الخلفية وركضوا نحو الأطفال والنساء المتجمعين أمام البوابة. لم تكن ليزي جدة نيفيريا هناك ، لأنها كانت تخفي حاليًا جميع المواد الكيميائية التي أُقرضت لهم من قِبل آينز.
لم يكن لديها وقت للهروب ، لكنها قبلت مصيرها بالفعل.
"لا تقلقوا! لا يوجد أحد بالجوار! سنفتح البوابة الآن ونتوجه إلى الغابة! "
كان جميع الأطفال الذين المتجمعين شاحبين من الخوف ، لكنهم أومأوا برؤوسهم بيأس.
في هذه الأثناء ، أدار نيفيريا وبريتا مقبض البوابة ، وفتحوا ببطء جانبًا واحدًا من البوابة.
في اللحظة التي فتحوا فيها البوابة ، أخرجت إنري رأسها للنظر في الأرجاء. لم يكن هناك أحد بالجوار. تماما كما رأت من برج المراقبة ، لم يكن هناك أي جنود في الجوار. نجحت خطة جوغيم.
" حسنا ، هيا بنا!"
كان أول من خرج هو أغو والعفاريت من نفس القبيلة. إذا تعرضوا لكمين في الغابة ، سيكونون هم المسؤولون في التعامل مع ذلك الكمين وإخلاء الطريق لمن هم خلفهم. التالية كانت بريتا. كانت وظيفتها هي اكتشاف الجنود الذين لم ينتبه لهم أغو.
قلقين بشأن الأطفال تباطأ الفريق الأول الذين أخذوا زمام المبادرة وهم يركضون نحو الغابة. وخلفهم ، تبعهم الأطفال في مجموعات مكونة من اثنين. ترافق الأمهات الأطفال وهم يركضون. بالنسبة للأطفال الذين ليس لديهم آباء سيرافقهم أطفال أكبر سنًا.
في الخلف كانت إنري ونيفيريا ينظران إلى بعضهما البعض ويركضان.
حتى بعد الخروج من البوابة ، كانت الغابة لا تزال بعيدة.
كانوا يهزون أرجلهم بشدة.
كانت الغابة لا تزال بعيدة.
لا يزال هناك مسافة يجب قطعها.
عندها فقط ، سمعوا صوت صهيل الخيول من ورائهم.
في الآونة الأخيرة ، تم تطوير قدرة إنري على التحمل القلبي والرئوي بشكل جيد لدرجة أنها وجدت ذلك غريبًا. ومع ذلك ، كان قلبها ينبض بشدة وكان تنفسها فوضويًا. دفعها الخوف إلى النظر إلى الخلف ، وهناك لمحت شيئًا لم تكن تصدق أنه موجود هناك - اليأس.
"مستحيل…"
ظهر أكثر من 100 جندي من خلفهم. لا بد أنهم كانوا يختبئون في البقع العمياء لبرج المراقبة ، لقد ظهروا فقط لأنهم كانوا متأكدين من أنه لن يخرج أي شخص آخر.
كانت مسافة طويلة من القرية إلى الغابة. ومع ذلك ، كان هناك فرق كبير بين سرعة الخيول وسرعة البشر.
ربما يتمكن أغو و بريتا من الهروب. لكن كان من المستحيل على الأطفال أن يهربوا.
حمل الجنود أشياء لامعة في أيديهم. لم يكن هناك شك في أنهم كانوا يخططون لقتلهم من الخلف. الذكريات المخيفة من الماضي جعلتها ترتجف. على الرغم من أن نيمو كانت في مقدمة التشكيلة ، ولكن كان من المشكوك فيه أن تتمكن من الهروب.
"إنري ، استمري في الركض!"
توقف نيفيريا.
"نيفي!"
"سأكست لنا بعض الوقت!"
"هل أنت مجنون؟ لا تعتقد أن هذا سيكون مثل المرة السابقة عندما أنقذتك لوبيسرغينا سان في آخر لحظة! "
"فقط اركضي!"
صرخة نيفيريا الغاضبة كانت موجهة إلى إنري التي توقفت أيضا.
"إذا كنت ترغب في كسب الوقت ، فلدي طريقة أفضل!"
سحبت إنري من جيبها البوق الثاني الذي كان في حوزتها.
يمكنه فقط استدعاء 19 عفريتًا. على الرغم من أنهم لم يكونوا كثيرين ، إلا أن كل واحد منهم كان لا يزال قويًا جدًا. يجب أن يكون هذا كافياً لكسب بعض الوقت لهم.
"غبية! هناك الكثير منهم! ما الذي تستطيعين فعله مع أقل من 20 عفريتًا! "
لم تستطع المجادلة ضد منطق نيفيريا. فالعدو سيتخطى العفاريت بالتأكيد ويهاجمهم. ومع ذلك ، فإن عدم النفخ في البوق سيكون أكثر غباء.
"وأنت ماذا تستطيع فعله وأنت وحدك؟!"
لم يعد لدى إنري وقت لتضيعه في الحديث. وضعت البوق على شفتيها.
― عفاريت سان! ساعدوني من فضلكم!
ما رن كان عبارة عن نوتة موسيقية عميقة جعلت الأرض ترتجف.
اتجهت عينا إنري إلى ما فعلته. في الماضي ، عندما نفخت في البوق و استدعت جوغيم والآخرين ، رن صوت ناعم من البوق. تمامًا مثل لعبة طفل صغير.
"إنـ- إنري …"
أدركت إنري أن نيفيريا المذعور لم يكن ينظر إليها ، ولكن خلفها. اتبعت خط نظر نيفيريا وأدارت وجهها.
كان الجنود يندفعون نحوهم مباشرة ، وما كان ينبغي أن تتمتع إنري ونيفيريا برفاهية النظر. ومع ذلك ، لسبب ما ، كان الجنود يحاولون بشدة إيقاف خيولهم. بسبب التوقف المفاجئ ، سقط البعض عن الخيول.
نظرت إنري خلفها ، و―
"اه؟"
"إيه؟"
♦ ♦ ♦
يمكن للاعبين تسمية العديد من العناصر في يغدراسيل بحرية. ومع ذلك ، كان هناك بعض الاستثناءات. من بينها القطع الأثرية والمنتجات النهائية التي سقطت من الوحوش.
واحد من هذه القطع الأثرية هو بوق جنرال العفاريت.
كان البوق عنصرًا صغيرًا وبسيطًا ، ولكن كانت هناك غرابة غريبة حوله.
يمكنه فقط استدعاء 19 عفريتًا. ومع ذلك ، العفاريت الذين يتم استدعائهم ضعفاء للغاية لدرجة أنهم لم يكونوا ذا فائدة للاعبين أو أن يتأهلوا لمعارضة لاعب يغدراسيل ، إذاً لماذا يتم إعطاء مثل هذا العنصر الصغير مثل هذا الاسم الكبير " جنرال "؟ لم يكن من الغريب أن نطلق عليه اسم "بوق العفاريت".
في الواقع ، هناك بالفعل العديد من لاعبي يغدراسيل فكروا بهذه الطريقة. ومع ذلك ، لم يستطع أي منهم التفكير في سبب مقنع ، وفي النهاية إعتقدوا ببساطة على أنه مجرد اسم...
ومع ذلك ، كان هناك سبب لهذا الاسم.
وهذا السبب كان―
♦ ♦ ♦
أرجح جوغيم السيف السحري العظيم الذي أخذه من عملاق الشرق. صد الجندي الضربة التي وُجهت إليه بكل قوة. ومع ذلك ، لم يستطع تحييد قوة الضربة بالكامل ، وفقد توازنه للحظة. في العادة ، كان جوغيم سيتابع الهجوم على الفور ، لكن الجنود المحيطين لم يسمحوا له بالقيام بذلك.
حاصروا جوغيم من كلا الجانبين ، من أجل تغطية الجندي الذي فقد توازنه.
نقر جوغيم على لسانه ، ولوح بسيفه في الهواء مثل امتداد لجسده ، متفاديًا بدقة السيفين القادمين نحوه.
"... هذا العفريت جيد جدا. يمكنه الصمود أمام ثلاثتنا وحتى أنه إستطاع دفعنا للوراء".
"هذا لا يصدق. لم أكن أعرف أن العفاريت يمكن أن تكون بهذه القوة ".
شعر جوغيم أن خصومه لم يكونوا في حدودهم بعد ، مما جعله يشعر بالقلق.
إذا قاتل هؤلاء الجنود واحدًا لواحد ، فيمكنه الفوز. إذا قاتل اثنين في وقت واحد فستكون مسألة حظ. ثلاثة في وقت واحد يعني أنه سيخسر على الأرجح. و الأن-
كان لا يزال هناك جندي آخر يدور خلفه. اتخذ جوغيم خطوة صغيرة إلى الوراء.
―ضد أربعة أشخاص في وقت واحد ، لم يكن لدى جوغيم أمل في النصر.
في البداية ، كان خصومه بعض الجنود الضعفاء ، الذين اخترقهم بسهولة.
اخترق المحاربون الشجعان من قرية كارني خطوط المعركة ودمّروا تشكيلة جيش المملكة.
لكن بعد ذلك ، بدأ خصوم أقوياء في الظهور ، كما لو أن الأرض قد تغيرت. كانت معداتهم ذات مستوى عالٍ. لا بد أنهم كانوا قوات النخبة في جيش العدو.
على الرغم من أنهم كانوا قريبين من مقر العدو الآن ، إلا أن تشكيلتهم لا تبدو كثيفة جدًا.
ومع ذلك - كان لا يزال صعبًا.
استمر جوغيم في مراقبة الأشخاص الأربعة الذين يواجهونه أثناء تجسسه على المناطق المحيطة. لقد طغت الأعداد المتفوقة على العفاريت تحت قيادته.
لقد كان أقوى وأكثر تحملاً من خصومه... ولكن على الجانب الآخر ، كانت هاتان ميزتان وحيدتان - تمامًا مثل الغيلان.
وقد مات بالفعل عدة أشخاص من قرية كارني. على الرغم من أن العفاريت كانوا في الصف الأول للتشكيلة و قد تحملوا العبء الأكبر لهجمات العدو ، إلا أن الأعداء كانوا كثيرين جدًا ، وكان من المستحيل صد كل هجماتهم ، دائمًا ما نجح العدو بتوجيه ضربه لهم ، وعندما يحدث ذلك ، يسقط شخص ما.
لقد كانت استراتيجية متهورة في البداية ، وكانت هذه النتيجة متوقعة.
ومع ذلك ، أراد جوغيم أن يعتقد أن هناك بعض الأمل.
وفي هذه اللحظة―
لم يستطع صد السيف بالكامل ، وعانى من خدش بسيط تُرك عليه.
"تشيه!"
قام جوغيم بأرجحت سيفه ، مما أجبر خصومه على التراجع.
"أنتم يا رفاق ، من أنتم؟ متأكد من أنكم ليستم فلاحين عاديين ".
كان جوغيم في المستوى 12 (بحسب معايير يغدراسيل) ، مع أخذ ذلك في الاعتبار ، كان خصمه الحالي تقريبًا في المستوى 10 ، أو ربما 11. قد يكون الثلاثة الآخرون في المستوى 9.
كان القروي العادي في المستوى 1. ربما كان بعض أعضاء قرية كارني المدربين في المستوى 2. شعر بأن القوات الذين أتوا مع محصلي الضرائب من إي-رانتيل كانوا أقل من المستوى 3. وهذا يعني أن الجنود الذين كان يقاتلهم الآن كانوا أقوياء جدًا.
بالمناسبة ، كان من الصعب الحكم بدقة على قوة إنري ونيفيريا لأنهم لم يكونوا محاربين ، لكنهم كانوا أقوياء بطريقتهم الخاصة.
"هذا عفريت… لا ، هل هو عفريت عملاق (هوبغوبلين) ؟ أم أنه من الطبيعي مقابلة خصوم أقوياء مثل هذا؟ "
ㅤㅤ
(الكلمة الإنجلزية للعفاريت هي Goblins والعرق الأعلى للـ Goblin هو Hobgoblin (هوبغوبلين))
ㅤㅤ
"لكنهم يقولون إن العفريت العملاق (هوبغوبلين) أكبر حجماً ... هل هو ملك العفاريت؟ ربما سيطر هؤلاء الرجال على القرية بالقوة ... ولكن إذا كان الأمر كذلك ، فلماذا يقاتل القرويون بشدة؟ "
"هاء! أنتم أيها البشر أغبياء للغاية ، بالطبع لأننا أخذنا رهائن وأجبرناهم على القتال ، ألا تفهمون هذا حتى؟"
"لا بد أنه يكذب. لن يقاتلوا بهذه الشدة من أجل مثل هذا السبب الرديء. بدلا من ذلك ، سيقومون بطعنك في الظهر. أستطيع أن أشعر أن هناك شيئًا مثل الصداقة الحميمة بينكم يا رفاق ، صداقة تتجاوز الحواجز العرقية. لماذا؟ لماذا يقاتل البشر والعفاريت جنبًا إلى جنب؟ "
"كما لو كنت أعرف ، غبي!"
"يبدو أنني كنت محقًا بشأن كونهم رفاق بعد كل شيء ؛ خلاف ذلك-"
"آهه ، اخرس! الأشخاص الفضوليون مثلك يغضبونني! "
أرجح جوغيم سيفه العظيم مرة أخرى.
لكن النتيجة كانت هي نفسها كما كانت من قبل.
كان بإمكان الجندي أن يصد الضربة ، لكنه لم يستطع أن يصدها بشكل كامل مع القوة الموضوعة في السيف. كسر توازن الجندي ، ولكن عندما أراد جوغيم متابعة الهجوم ، قاطعته الهجمات التي استهدفت عناصره الحيوية القادمة من الجنود المحيطين
مع وضع ذلك في الاعتبار ، قرر جوغيم عدم تفادي الضربات.
استهدفت الهجمات الأجزاء الغير مدرعة من جسده واخترفت جسده.
بدلاً من الألم ، كان كل ما شعر به جوغيم هو خروج الحرارة من نقطتين على جسده.
جوغيم صر أسنانه ، ونشط مهارته الخاصة. غير اتجاه سيفه ، وضرب الجندي الذي اخترقه من الجانب.
"「ضربة العفريت」"
اصطدمت الضربة القوية بالجزء الأضعف من دفاع الجندي ، وتمزق درعه بضربة قوية ، تاركًا جرحًا كبيرًا في الجسد تحته. وفجأة أصيب الجندي بتشنج.
كانت هذه القوة السحرية للسيف العظيم - السم. ومع ذلك ، يبدو أن خصمه قاوم السم جزئيًا ولم يخرجه من القتال.
لم يكن جوغيم مشتتًا ، لكنه فشل في تجنب ضربة السيف التي جاءت من خلفه.
على الرغم من أن درعه كان يعني أن جرحه لم يكن خطيرًا ، إلا أن جسده كان يئن من ضربة السيف.
"اللعنة!"
"نحن من يجب أن نلعن! كيف تجرؤ على إيذاء بايك! "
" بايك ، تراجع. قف في الخلف! "
خلال هذا القتال الجامح ، كان هناك المزيد من الخصوم أكثر من هؤلاء الأربعة. حاول البعض مهاجمة جوغيم وتم قطعهم فور دخولهم نطاقه. إذا حكمنا من خلال معداتهم السيئة ، فمن المحتمل أنهم كانوا فلاحين مجندين.
ومع ذلك ، كان هناك الكثير منهم. كان التفوق في العدد غير عادل حقًا.
" تراجعوا! هذا العفريت قوي! تراجعوا! سنعتني به. اذهبوا للتعامل مع القرويين من ورائه! "
"هل تعتقد أنني سأترككم ؟!"
أرجح جوغيم سيفه العظيم نحو الجنود. بدا أن الجنود الفلاحين يرتجفون ، ولذا تراجعوا إلى الخلف.
كانت الحرارة التي كان يشعر بها في جسده تتحول ببطء إلى ألم.
كان هناك درس واحد في تدريب المحارب كان أكثر أهمية من حمل السيف ، وهو تحمل الألم .. سر آخر هو معرفة مقدار الضرر الذي لحق به ، وأن يعرف متى ينسحب.
شعر أنه لا يزال بإمكانه القتال ، لكنه كان يعلم أنه كان يتخطى حدوده ، أي شخص يستطيع التخمين كم من الوقت يمكن أن يصمد.
من زاوية خط رؤيته ، لاقى محارب شجاع آخر من قرية كارني نهايته ، ودمائه سالت على الأرض.
لم تتح لهم الفرصة في البداية ، ولكن الآن أصبحت هزيمتهم حتمية.
ومع ذلك ، كان لا يزال يتعين عليه كسب الوقت لإنري والآخرين للهروب. لم يستطع السماح لنفسه بالموت حتى ذلك الحين.
―هدفي هو مقر العدو.
―سأتوجه إلى هناك لوحدي.
بدا أن الجنود الواقفين أمام جوغيم شعروا بتصميمه ، وأصبحت تعابيرهم قاسية.
في تلك اللحظة ، أمسك جوغيم بسيفه ، واستعد للهجوم ، انتشر ضجيج عظيم في ساحة المعركة. نظر جوغيم إلى حيث كانت تتجه عيون خصومه ، ولم يستطع النظر بعيدًا.
كان ذلك بسبب أنه بجانب قرية كارني―
♦ ♦ ♦
كان السبب بسيطًا. لم تكن قوة البوق الحقيقية مجرد استدعاء 19 عفريتاً.
في يغدراسيل ، لم يتمكن هذا العنصر من الكشف عن قيمته الحقيقية وتم إهماله باعتباره قمامة.
ومع ذلك ، في هذا العالم الجديد ، كان هذا العنصر على وشك إطلاق العنان لقوته الحقيقية.
دعونا ننتقل إلى اسم العنصر مرة أخرى.
"بوق جنرال العفاريت".
قوته الحقيقية ، التي تم الكشف عنها فقط عند استيفاء ثلاثة شروط ، كان―
الجزء 3
جاء صوت الطبول القوي والإيقاعي من جانب القرية ، وملأ ساحة المعركة بأكملها. اتسعت كل العيون التي اتجهت إلى مصدر الصوت في اللحظة التالية. كان ذلك لأن جيشًا قوامه أكثر من 5000 شخص كان يتحرك في تشكيل متقارب ، ويتقدم في الوقت المناسب مع إيقاع الطبول.
في البداية ، الجميع اعتقد أنهم كانوا تعزيزات من جانب باربرو ، والفرق الوحيد هو ما إذا كانوا يتوقعون مثل هذا الدعم أم لا. ومع ذلك ، أخبرتهم أشكال القوات الجديدة على الفور أن الأمر ليس كذلك.
كان أعضاء هذا الجيش جميعهم من العفاريت.
كانوا أنصاف بشر معروفين بإسم العفاريت ، كانت أحجامهم أصغر من البشر ، كانوا بحجم طفل بشري. ومع ذلك ، فإن وجودهم (حضورهم / هالاتهم) جعلهم يبدون ضعف حجمهم في الواقع.
بالإضافة إلى ذلك ، كان هناك لمعان الفولاذ الذي غطى كامل الجسم. كانوا يحملون أسلحة ودروعًا قوية ومصقولة بشكل لامع ، وهي المعدات التي يجب أن يمتلكها المحارب.
لم يكونوا ميليشيات*. كان هذا جيشًا من المحاربين الحقيقيين.
ㅤㅤ
(الميليشيا أو التنظيم المسلح أو الجماعة المسلحة، جيش تشكله عادة قوات غير نظامية من مواطنين، يعملون عادة بأسلوب حرب العصابات)
ㅤㅤ
"الآن! أي شخص لا يزال على قيد الحياة ، اركض بسرعة! تعزيزات! لقد جاءت التعزيزات! اركضوا نحوهم! "
صرخ جوغيم بأعلى صوته.
كانت هوياتهم لغزا. لم يكن يعرف ما إذا كانوا حلفاء أم أعداء أم طرفًا ثالثًا غير مرتبط تمامًا ، لم يكن قرارا صحيحا أن يخبر الناجين بأن يركضوا نحوهم. كان يجب أن يطلب منهم الركض عائدين إلى القرية.
ومع ذلك ، كان لدى جوغيم شعور يمكن للمرء أن يسميه التعاطف. كان لديه شعور بأنه يشارك نفس السيدة مع هؤلاء الأشخاص. كان لديه شعور بأنهم سيقبلونه هو وأصدقائه ويحمون الجميع.
فر مواطنو قرية كارني الباقون على قيد الحياة باتجاه جيش العفاريت دون تردد.
بدأت التشكيلة في الانهيار. عرف الجيش الملكي أنه يجب عليهم أن يطاردوهم ، لكن تحركاتهم كانت بطيئة. كان هذا فقط متوقعًا. كان هناك جيش كبير للغاية أمامهم. كان الاقتراب من ذلك الجيش بلا مبالاة أمرًا خطيرًا.
كان هناك سببان للسماح لهم بالفرار.
الأول هو أنهم شعروا أنه سيكون من الأفضل إعادة تجميع صفوفهم بدلاً من مطاردتهم. كانت الطبول التي تُقرع من ناحية مقر الجيش الملكي إشارة للتراجع.
والثاني أنهم قلقون من تعرضهم للانتقام العنيف فور قتلهم رفاق ذلك الجيش.
قَبِل العفاريت بسعادة جوغيم والآخرين وهم يركضون نحوهم. دخل جوغيم والبقية من خلال فجوات في تشكيلتهم المريحة. بعد أن دخل الجميع ، أغلقوا تلك الفجوات على الفور مرة أخرى ، مثل إغلاق باب.
نظر جوغيم حوله إلى رفاقه المنهكين ، الذين سقطوا على الأرض. لم ينج أحد من ذلك سالمًا ، وفقد العديد من الأشخاص وعيهم على الفور عند وصولهم إلى بر الأمان.
نظر حوله ، وكان الأمر مأساويًا. انخفض عدد العفاريت والغيلان والقرويين.
"ومع ذلك ، نجا أكثر من نصفهم ... نحن محظوظون. كونا! "
نادى على اسم الشخص الوحيد بين العفاريت الذي يمكنه استخدام سحر الشفاء ، الكاهن كونا. ومع ذلك ، هز كونا رأسه ، مشيرًا إلى أنه قد استنفد سحره العلاجي في تلك المعركة.
"فلنفعل ما بوسعنا من إسعافات أولية─"
عندما كان جوغيم على وشك الصراخ ، رأى عفريتًا يرتدي عمامة ، ويرتدي وشاحًا ، ويحمل مروحة من ريش.
بالنظر إلى موقفه ، كان على الأرجح شخصية محورية في جيش العفاريت.
"هوه ، هوه ، هوه. يجب أن تكون قائد حاشية الجنرال إنري. أنا العفريت الإستراتيجي المسؤول عن قيادة جيش العفاريت. الآن وقد وصلنا ، لا يمكن لأحد أن يؤذيكم بعد الآن. لا تقلق. سيهتم فريقنا بمعالجتكم على الفور ".
لوح العفريت الإستراتيجي بمروحته المصنوعة من الريش، وركضت مجموعة من العفاريت القوية مع ألواح خشبية في أيديهم.
"تعال ، هيا ، جميعًا ، من فضلكم استلقوا على هذه الألواح وسنأخذكم لتلقي العلاج. الآن وقد أتينا ، سيكون من العار أن يفقد المزيد منكم حياته ".
تم نقل الضحايا واحدًا تلو الآخر
"لقد تأذيت أيضا. تعال ، سنأخذك لتلقي العلاج─ "
"لا أنا آسف. أشعر بالسوء حيال رفضك لطفك ، لكن هل يمكنك أن تخبرني بما يحدث؟ أنا على ما يرام ".
لم يبدو موقف جوغيم وكأنه كان يتصرف بشكل صارم. بعد التحقق من ذلك ، أومأ العفريت الاستراتيجي برأسه ، وبدأ في التحدث.
"لم أتوقع أقل من قائد حاشية الجنرال إنري. ماذا تريد أن تسأل─ هوه ، هوه ، هوه. لا ، أنا أعلم بالفعل. الجنرال إنري في خيمة القيادة الموجودة في الخلف. ستكون بالتأكيد سعيدة برؤية أنك بخير ".
"هل هذا صحيح؟ هذا جيد ".
تنفس جوغيم الصعداء من أعماق قلبه. في الواقع ، كان مرتاحًا جدًا وجعله ذلك يفقد كل قوته وكاد أن يسقط على الأرض ، ومع ذلك ، لم يستطع السماح لحلفائه برؤية هذا الجانب القبيح منه.
"حسنًا. سأذهب لرؤيتها إذن. علاوة على ذلك ، أشك في أنه سيكون هناك أي دور متبقي لي في المعركة القادمة ".
"هوه ، هوه ، هوه. شكرًا لك على منح المجال لنا نحن الوافدون الجدد ".
"لا. هذا ليس بالشيء الكبير. إنها مهمة كبار السن أن يمرروا الشعلة إلى الأصغر سنا ... شكرا لك ".
"هوه ، هوه ، هوه. إذن ، يجب أن نظهر براعتنا لكبار السن. وإذا كان الأمر هكذا ، فكل ما تبقى لنا هو تحقيق النصر ، المشاة المدرعين إلى الأمام ".
ㅤㅤ
(لا يقصد كبار السن بالمعنى الحرفي ، يعني فقط أنه أقدم منه وهو أول من تم استدعائه من طرف إنري)
***
"ما هذا بحق الجحيم ؟! اللعنة ، لقد كنا قريبين جدًا! "
اتسعت عيون باربرو عندما كان يستطلع المتطفلين الذين دمروا كل شيء.
لا شيء سار كما هو مخطط له. كيف انتهى به الأمر إلى طريق مسدودة مع جيش العفاريت في قرية نائية كهذه؟ كان محبطًا جدًا لدرجة أنه أراد أن يحك شعره.
إذا كانوا الجيش الإمبراطوري ، فسيأمر رجاله بكل سرور بالقتال. ومع ذلك ، كانوا عفاريت. حتى لو فاز فمن سيمدحه؟
"أميري! أرجو أن تسمحوا للرجال بالتراجع! "
نظر بغضب إلى الجندي وهو يخاطبه.
من الناحية المنطقية ، يجب عليهم التراجع الآن. بينما لم يكن يعرف ما الذي كان يفعله مثل هذا الجيش الكبير المكون من العفاريت ، طالما أنه عاد مع معلومات استخباراتية في حوزته ، يجب اعتبار الأمر انجازاً من نوع ما.
ومع ذلك ، فإن الهروب دون قتال سيؤدي بالتأكيد إلى حصوله على لقب مكروه "الأمير الذي هرب من العفاريت".
وإذا خسر ، فسيكون الأمير الذي تعرض للهزيمة من قبل العفاريت. من المؤكد أن النبلاء المتعطشين لهذا النوع من المواضيع سينشرون ذلك في كل مكان ويجعلون الأمر معروفًا للجميع ، الناس الذين لم يروا المعركة بأعينهم لن يهتموا بمدى قوة العفاريت أمامه. لن يهتموا إلا بمدى كون هذه ثرثرة مسلية.
في قلبه ، لعن باربرو أولئك النبلاء الذين سخروا منه وهم في بر الأمان.
"…مرفوض. استمروا بالقتال."
"صاحب السمو! يرجى مراقبة معداتهم وتشكيلتهم المنظمة! يجب أن يكونوا بالتأكيد قوات النخبة الذين هم متساوون أو متفوقون على العفاريت الذين واجهناهم قبل قليل! يتكون جانبنا إلى حد كبير من جنود فلاحين. فرصنا في النصر ضئيلة. أتوسل إليك أن تأمر بالتراجع! "
كان باربرو يعرف ذلك أيضًا ، حتى لو لم يقل الجندي شيئًا. ومع ذلك ، لم تكن هناك طريقة أخرى لحماية سمعته من القتال. كل ما يمكنه فعله الآن هو أن يدعوا أن يكون هؤلاء العفاريت فقط للعرض.
"يالك من أحمق! هل علي أن أخبرك ما مدى خطورة ترك ذلك الجيش ؟! الآن ، الجيش الملكي يشق طريقه إلى سهول كاتز! ماذا تنوي أن تفعل إذا هاجم هذا الجيش إي-رانتيل وهم يعانون من نقص في الجنود ؟! "
"مفهـ- مفهوم."
سوف يجربون التلاحم معهم لمرة واحدة فقط. إذا كانوا أقوياء كما يوحي مظهرهم ، فسوف يتراجعون على الفور ، كانت الحرب مع الإمبراطورية هي الشيء المهم حقًا ، ولم يكن باربرو يريد أن يُهزم هنا. كان على الأقل هادئًا بما يكفي ليفكر في ذلك.
تشكل الجنود في صفوف أمام باربرو. بدأ العفاريت تقدمهم تماشيا مع حركاتهم.
اتخذ العدو تشكيلة ثعبان طويل ، و كان عمق التشكيلة ثلاث طبقات.
تبنت قوات باربرو تشكيلة جناح الرافعة بدلاً من ذلك. لم يستخدموا تشكيلة حراشف السمك لأنهم أرادوا استخدام سلاح الفرسان القوي بشكل فعال ، وكانت تشكيلة العدو ضعيفة في التعامل مع الهجمات من الجانب.
كانت الحافة الأمامية لتشكيلة العفاريت تتكون من مشاة مدرعين ، يحملون تروساً كبيرة كانت طويلة بما يكفي لتغطية أجسادهم. كانت مسيرتهم المثالية مثل اقتراب حائط منهم ، مما جعل باربرو يشعر بضغط شديد.
كانت اليد التي تمسك بسرج حصانه زلقة مع عرق تحت قفازاته ، وشعر بالاشمئزاز.
عندما تصادم الجنود الذين يحملون الرماح في أيديهم بالمشاة المدرعين الذين يحملون تروسا كبيرة معهم، كانت قواته (الجنود) سيمنعون تقدم العدو ، تمامًا مثل الضغط على رأس الثعبان ، ثم يقوم سلاح الفرسان بالهجوم من الجوانب.
اشتبك الجيش مع المشاة المدرعين.
وبعد ذلك ، وصلت الأصوات العالية للعفاريت إلى آذان باربرو.
"نحن أتباع سعادة الجنرال إنري - فيلق المشاة المدرعين! لا تستخفوا بنا وتظنوا أن قوة بهذا القدر تستطيع إيقافنا! "
بدلاً من التساؤل حول هوية الجنرال إنري ، ركز باربرو على كيفية انحسار تشكيل قواته تحت ضغط الاحتكاك.
تم دفع الجنود إلى الوراء من قبل تروس العدو. بطبيعة الحال ، عندما تم دفعهم إلى الوراء ، اصطدموا مع رفاقهم الذين يتواجدون خلفهم ، وبدأت تشكيلتهم في الانهيار.
انطلق سلاح الفرسان على كلا الجانبين بسرعة إلى العمل. كان الجناح الأيمن أسرع قليلاً في التحرك ، وأرادوا مهاجمة العدو من الجانب. ومع ذلك ، ظهر سلاح الفرسان باللون الفضي اللامع من جناح العفاريت - امتطوا الذئاب البيضاء بدلاً من الخيول - 17 راكبًا في المجموع ، انطلقوا لاعتراضهم.
" نحن أتباع سعادة الجنرال إنري - فيلق البالادين! نتعهد بالولاء لسعادتها! "
من الجهة اليسرى ، جاء حشد من الوحوش السحرية يشبهون الذئاب ، ركضوا عبر الأرض. كان هناك عفاريت يركبون عليهم. قاد الطريق ذئب مجنح ، وصاح العفريت الذي صعد على ظهره بصوت عالٍ جدا ووصل إلى آذان جميع الجنود و باربرو.
" نحن أتباع سعادة الجنرال إنري - فيلق راكبو الوحوش! ها نحن قادمون!"
عندما كان الجنود منغمسين في المعركة ، سمع باربرو صوت شد أوتار الأقواس.
رأى عشرات السهام تتساقط من السماء مثل المطر ، تناثرت تلك السهام في ساحة المعركة الفوضوية. أراد باربرو معرفة من كان يطلق السهام ، وحدق في تشكيلة العدو.
في الطبقة الثانية من التشكيلة. هناك رأى مجموعة من العفاريت يرتدون ملابس حمراء زاهية ، ويمتلكون أقواس ضخمة. كان هناك فرق واضح في بنية أجسادهم و بين جوانبهم الأيمن والأيسر ، وأجسادهم مائلة بشكل ملحوظ مع كل خطوة يخطوها. كان أحدهم لافتًا للنظر بشكل خاص وحمل قوسًا كبيرًا جدًا. وفتح فمه:
" نحن أتباع سعادة الجنرال إنري - فيلق رماة الأقواس بعيدة المدى! فلتعلموا أنه لا مفر لكم! "
لم تكن هذه نهاية هجمات العدو بعيدة المدى. أطلقت الطبقة الثالثة للعدو عدة تعويذات انفجرت داخل تشكيل الجيش الملكي ، لكن لحسن الحظ كان باربرو بعيدًا. ومضات كبيرة من الضوء رافقت ازدهار الزهور القرمزية ، وبتلات اللهب الحارقة أدت إلى حدوث موجة صادمة أمامهم ، والانفجارات المتكررة تسببت في دفع الجنود بعيدًا.
كان السحرة ، الذين ألقوا تلك التعويذات قبل قليل ، يرتدون رداءً و يغطون وجوههم. كان كل منهم يحمل عصا طويلة متلألئة بإشراق غامض.
سحب العفريت الذي كان في مقدمتهم الغطاء ، وكشف عن وجه المغطى بالتجاعيد.
“نحن أتباع سعادة الجنرال إنري - فيلق الدعم السحري! فلتعلموا أننا لسنا قادرين على استخدام سحر التعزيز فقط بل سحر الإضعاف وسحر الهجوم أيضا ، فنحن نستخدمهم جميعًا بنفس الكفاءة ".
لم يكونوا هم وحدهم الذين يلقيون التعاويذ. حوّل باربرو عينيه إلى جانب فيلق الدعم السحري ، ورأى فيلقا مماثل هناك. على الرغم من أنهم كانوا مكونين من خمسة أشخاص ، إلا أن وجوههم كانت مليئة بالثقة المطلقة. أمامهم وقف صاحب أجرأ ابتسامة على الإطلاق ، وصرخ بكل قوته:
"نحن تابعون لسعادة الجنرال إنري - فيلق القصف السحري! نحن المتخصصون في تعويذات هجوم المنطقة نحن هم المهاجمون الأكثر قوة في جيش العفاريت! "
"صاحب السمو!"
عاد الجندي إلى جانب باربرو. كان يعرف ما سيقوله الرجل بمجرد إلقاء نظرة على تعبير الصدمة على وجهه. مع وجود سحرة في صفوفهم ، أصبح العدو أكثر خطورة الآن.
"ليس لدينا فرصة! لا يمكننا إيقافهم! إنها مسألة وقت فقط قبل أن يصل إلينا العدو! نحن بحاجة إلى التراجع! "
لم يستطع إنكاره الآن. حتى لو أمر باربرو الجميع بالبقاء والقتال ، فإن النبلاء الذين جاءوا معه سيتسلقون فوق بعضهم البعض للفرار. حتى لو أجبرهم جميعًا بطريقة ما على القتال ، فسوف يستاؤون منه ويصبحون أعداء في المستقبل.
"افعلها. أيضًا ، اطلب من البارون أن يهرب أولاً ".
أراد باربرو أن يكون أول من يهرب ، ولكن إذا فعل ذلك ، فليس من الصعب أن نتخيل كيف سيتم وصفه بالجبان الذي كان أول من هرب في مواجهة العفاريت. وإذا كان الأمر هكذا ، فسيدع البارون يحمل هذا العار بدلاً من ذلك.
"مفهوم!"
تماما كما بدأ الجندي بصراخ لإعطاء الأوامر إلى أتباع بجانبه─
" ─ إلى أين المفر."
جاء صوت غير مألوف من جانبه مباشرة ، وللمرة الأولى ، شعر باربرو أن حياته كانت في الواقع في خطر.
قامت حاشيته بسحب سيوفهم ومسح محيطهم ، ورأوا مجموعة من الأشخاص يرتدون ملابس سوداء يخرجون من الظل. كانت وجوههم مغطاة بقطعة قماش ، لكن عيونهم كانت تتألق بنور شديد.
" نحن تابعون لسعادة الجنرال إنري - فيلق المغتالين! نحن نتربص في الظل ، وهذه هي المرة الأخيرة التي ترانا فيها! ".
كان هناك شخص آخر.
لقد ظهر وكأنه قد تم سحبه ؛ كان يرتدي قبعة حمراء وحذاء فولاذي. الطريقة التي حمل بها منجل طويل جعلته يبدو مثل قابض الأرواح.
" نحن تابعون لسعادة الجنرال إنري - أحد القبعات الحمراء الثلاثة عشر! الذين يعملون كحراس شخصيين لها. حسنًا ، أعتقد أنه لم يتبق لي شيء لأفعله ".
"احموا سموه! انسحبوا! "
"مثير للشفقة."
لعيون باربرو ، بدا الأمر كما لو أن الظلال تتحرك.
اختفى كل شيء فوق رقبة الجندي في لحظة ، وخرج دمه مثل النافورة.
أدرك باربرو ما كان ينظر إليه ، وعلى الفور دفع حصانه وركض على الفور. لم يعد هناك وقت للقلق بشأن ترتيب الهروب. في الوقت الحالي ، كان يقف على حافة الحياة والموت.
بينما هو يركض بحصانه سمع صوت يقول ، " نحن تابعون لسعادة الجنرال إنري - الفرقة الموسيقية!" رافقه ذلك صوت قرع طبول ، وكان الاستماع إلى ذلك القرع مزعجًا للغاية.
♦ ♦ ♦
♦ ♦ ♦
"... هل من المقبول حقًا تركه يهرب؟"
"الإستراتيجي دونو أمر بذلك. إذا تم أخذ رأس الأمير ، فسوف يجوبون الأرض ليجدوا مكان سقوطه ، وبذلك لن يُتاح لنا مجال للتفاوض مع الطرف الآخر ".
"همف ، بالطبع. إذا سقطت الجنرال إنري في أيدي العدو ، فلن أتوقف عن القتل حتى يموتوا جميعًا أيضًا. حسنًا ، كما هو متوقع من الإستراتيجي. لديه بصيرة ودائما ما يرى الصورة الأكبر. ألهذا السبب لم يأمرنا بالقضاء عليهم جميعًا؟ "
"بالضبط. نحن بحاجة للسماح لهم بإعادة أميرهم إلى مدينتهم. أنا لست سعيدًا بذلك أيضًا. أريد أن أجعلهم يدفعون مقابل مهاجمة قرية الجنرال إنري... أعتقد أن هذا هو الحال، القبعة الحمراء دونو. دعنا نعتني بجثث الذين سقطوا".
"بالفعل. نحن بحاجة لجمع جثث المحاربين الشجعان الذين حاربوا بجانب حاشية الجنرال إنري. " (حاشية يقصد العفاريت من البوق الأول)
الجزء 4
أضاء ضوء القمر السهول ، وكان هناك معسكر في وسط السهل. لا ، لم تكن هناك خيام هنا أو حاجز خشبي ، لذلك كان من المشكوك فيه ما إذا كان مؤهلًا بالفعل كمخيم. سيكون من الأصح القول أنه كانت هناك وحدة عسكرية على العشب.
كان الجميع تقريبًا مستلقين على الأرض ، غير قادرين على الحركة من التعب.
كان هواء الشتاء باردًا بدرجة كافية لصبغ أنفاسهم باللون الأبيض ، لكن حقيقة أنهم يستطيعون النوم في ظروف كهذه بدون فراش أو ما شابه كانت علامة على مدى تعبهم حقًا. وسط كل هؤلاء الناس ، الذين انهاروا مثل الدمى التي قُطعت خيوطها ، كان رجل واحد يتجول.
كان قائد الجيش المهزوم باربرو.
هل يجب أن يشعر بأنه محظوظ لأنه نجا ، أم يشكو لأنه قابل مثل هذا العدو القوي؟
كان جيش العفاريت الذي ظهر في قرية كارني عدوًا قويًا - لا ، لم تكن قواته مساويين لهم على الإطلاق. بمجرد أن قاتلوا مع العدو ، تم سحق قوات باربرو في لحظة ، ولم يكن أمامه خيار سوى الفرار مهزومًا. قُتل جنوده بسرعة كبيرة وكأنهم قد ذابوا.
ما هي بالضبط تلك العفاريت؟
أراد باربرو معرفة ذلك أيضًا.
الاحتمالات التي تتبادر إلى الذهن هي أنهم كانوا جيش أمة ضخمة من العفاريت داخل غابة توب العظيمة. كان هذا هو أسهل تفسير يمكن قبوله عندما اعتبر المرء أنهم صادفهم جنوب الغابة. يبدو أن النبلاء الآخرين الذين نجوا معه قد توصلوا إلى نفس النتيجة أيضًا ، وقد قالوا ذلك عدة مرات لتعزية أنفسهم أثناء رحلتهم إلى هنا.
قال البعض إن حظهم كان سيئًا.
قال البعض إن الجيش الذي واجهوه كان يتألف من قوات النخبة.
قال البعض إن مجرد إعادة الأخبار عن هؤلاء العفاريت سيكون إنجاز عظيم.
"هل هم أغبياء ..."
ضغط باربرو بقبضتيه بإحكام.
الهزيمة كانت هزيمة. كان صحيحًا أن العفاريت كانوا أقوياء. أي شخص قاتلهم سيفهم سبب عدم وجود أمل لباربرو.
ومع ذلك ، فإن أولئك الذين لا يعرفون شيئًا سيعتقدون ببساطة أن باربرو كان الأمير الذي تعرض للهزيمة من قبل العفاريت. من المؤكد أنه سيصبح أضحوكة بين الجميع.
”اللعنة! اللعنة! اللعنة!
اشتعلت نار في بطنه. كان هذا هو السبب في عدم تمكن باربرو من النوم ، على الرغم من تعبه مثل الجنود.
بمجرد أن يغلق عينيه ، كان يسمع الشتائم والضحك الساخر الذي ينتظره بالتأكيد بعد عودته إلى القصر الملكي.
بالنسبة لباربرو ، انتهت الحرب. في حالته الحالية ، من المستحيل عليه الإندفاع إلى سهول كاتز والمشاركة في الحرب ضد الإمبراطورية.
عندها فقط شعر بحضور. لم يأتِ من الرجال المستلقين على الأرض ، بل من الاتجاه الذي فروا منه.
هل كانوا جنودا متأخرين تركناهم في الخلف أم أن أولائك العفاريت ارسلوا مطاردين خلفنا؟
امتلأ قلبه بالرعب ، غير باربرو خط بصره ، وفي اللحظة التالية ، امتلأ وجهه بالحيرة.
ربما لاحظ ذلك الشخص باربرو ، لأنه رفع يده وأعطى تحية عابرة.
"مرحبا ~"
لم تكن لديه أي فكرة عن الوقت الذي ظهر فيه هذا الشخص في وسط هذه السهول.. على بعد حوالي 20 مترًا كان يقف جمال ساحر ، بابتسامة على وجهها لا يمكن وصفها إلا بالبراءة. إذا كان في مدينة ، فمن المؤكد أن باربرو سيحدق بها. ومع ذلك ، كان في وسط سهل. لم تكن هناك قرى في الجوار.
كان أغرب شيء هو الملابس التي كانت ترتديها - بدى زيها وكأنه زي خادمة.
إذا كانت امرأة مسلّحة ومدرّعة ، فربما يكون قد خمّن أنها كانت مغامرة. ومع ذلك ، لم يكن هذا ممكنا.
هل هي وحش؟
جال هذا الفِكر في ذهنه. بعض الوحوش لها مظاهر جميلة جدًا. الجنيات ، على سبيل المثال. ومع ذلك ، لم يستطع فهم زي الخادمة.
"مرحبا ~ سو. جئت للعب معك ~ سو. هل يمكنني أن أزعجك قليلا؟ "
إذا حكمنا من خلال سؤالها ، فمن الواضح أنها كانت تعتبره أحمق.
"من أنتِ؟!"
مد يده إلى السيف عند خصره وهو يستجوبها.
كان هذا السؤال بلا معنى على الإطلاق. ومع ذلك ، لم يكن لديه شيء آخر ليقوله. كان وجودها سخيفًا لدرجة أنه لم يكن يعرف حتى من أين يبدأ بالسؤال.
"أنا لوبيسرغينا ~ سو. خادمة أعمل تحت إمرة آينز سما ~ سو ".
لوحت المرأة الغريبة مرة أخرى وهي تُحييه. فهم باربرو تدريجياً ما تعنيه هذه المرأة - لوبيسرغينا -.
"ماذا ... ماذا قلتِ؟"
أصيب باربرو بصدمة شديدة لدرجة أنه نسي إيقاظ الجنود القريبين منه.
"لا ، لا ، لا تقلق بشأن ذلك في الوقت الحالي ، لا بد أن ذلك كان صعبًا عليك حقًا. ومع ذلك ، كان هذا حقًا غير عادل. جيش العفاريت الضخم ذاك كان أشبه بالغش ~ سو. لقد رأيتهم عندما كنت وراء البشر و إن تشان (إنري) ، لقد تفاجئة حقا وصرخت بشدة ولم أستطع كبح صوتي ~ سو. لم أكن أتوقع أن يخرج الكثير من العفاريت ~ هاهاهاها! "
ضحكت لوبيسرغينا بطريقة مزيفة بشكل لا يصدق.
من الواضح أنها كانت تحاول إفتعال قتال ، لكن باربرو لم يعد قادرًا على كبح جماح مشاعره.
"لماذا أنتِ هنا؟!"
كان يسمع العديد من الأشخاص خلفه وهم يتفاعلون مع صراخه.
ومع ذلك ، إذا أرادت هذه المرأة مهاجمته ، فإن أفعالها كانت غريبة جدًا. لم تكن هناك حاجة لها للظهور أمامهم. أم كان هذا جزءًا من خطة لجذب انتباههم؟ ربما كانت تنوي نصب كمين بينما كان الجميع يستمع إليها.
لا ─ كأمير ، كان يعلم أنه ذو قيمة كبيرة.
إذا كان محظوظًا ، يمكنه التفاوض معها. إذا كان سيئ الحظ ، سيكون رهينة.
ومع ذلك ، قد يكون التفاوض معهم أكثر من اللازم. قد ينتهي به الأمر أن يصبح أسير حرب.
شعر باربرو أن العرش يبتعد عنه أكثر فأكثر.
ومع ذلك ، فإن الأشخاص الذين كان ينبغي معاقبتهم هم كبار المسؤولين في المملكة الذين لم يعرفوا أن هناك الكثير من العفاريت داخل تلك القرية قبل إرساله إلى هناك.
إذا أصبح أسير حرب ، يجب أن تتاح له فرصة لقاء آينز أوول غون. ربما يمكن أن يعرض عليه رُبع المملكة مقابل مساعدته في جعل نفسه ملكًا.
ربما كانت هذه نعمة متنكرة.
فكر باربرو في هذا الاحتمال.
"حسنًا ، لقد أتيت إلى هنا لسبب واحد فقط ~ سو."
توقف لوبيسرغينا للحظة من الزمن ، ثم أعلنت:
"جئت لأقتلكم جميعًا ~ سو."
رمش باربرو عينه عدة مرات ، ثم صرخ:
"هاه ؟! ماذا تقولين بحق الجحيم؟ هل تعرفين من أكون؟ أنا الأمير الأول لمملكة ري-إيستيز ، باربرو أندريان إيلد رايل فايزيلف! "
"أوه ، أعلم أنك أمير ومع ذلك أنت مجرد بشري ، إذن ~ سو. ما هو الفرق ~ سو؟ بالنسبة لنا ، أنتم البشر لا قيمة لهم على حد سواء ~ سو ".
"في هذه الحالة ... فهمت! تقصدين أن تقولي أنكِ ستقتلين الجميع باستثنائي أنا ، أليس كذلك؟ لا أعتقد أنها فكرة جيدة. عليك أن تدعي شخصًا يعيش لينقل الخبر إلى أبي ، وإلا ستكون الأمور صعبة في المفاوضات القادمة ".
أمالت لوبيسرغينا رأسها في مفاجأة.
"لا ، لا ، ماذا تقول ~ سو؟ هل أكرر ما قلت مرة أخرى ~ سو؟ جئت لأقتلكم جميعاً ~ سو. بما أنني جئت لأقتلكم جميعًا ، سأقتل كل واحد منكم ~ سو. هل أنت غبي بشكل خاص ~ سو؟ آه ~ حسنًا ، هذا يجعلك نادرًا ، لكن ليس الأمر كما لو كنت أريد ذلك. "
"ما هذا الهراء الذي تتحدثين به؟! ألا تعرفين كم أنا ذو قيمة؟ أنا الأمير الأول! لماذا تفكرين بقتلي ؟! عادة ستأخذنني كرهينة وتطالبين بفدية ، أليس كذلك ؟! استخدامي كأداة تفاوض له مزايا أكثر من قتلي ، أليس كذلك؟! "
"... هاه ، يا لك من شخص مزعج."
ابتسمت لوبيسرغينا بطريقة محبطة. ثم تحدثت بلطف ، كما لو كانت تشرح الأمور لطفل صغير.
"أنت لست ضروريًا للخطط المستقبلية للشخص الذي لا مثيل له ، آينز أوول غون سما ، ولهذا سأقتلك. هل فهمت؟"
كان باربرو عاجزًا عن الكلام.
لقد فهم أن لوبيسرغينا لم تكن تمزح أو تحاول التحقق في رد فعله بتهديد.
ابتلع دون وعي.
"…هل انتِ جادة؟ ستقتلني حقاً ... "
"آه ، هذا تعبير لطيف على وجهك ~ سو. لقد ارتفعت كثيرًا في تصنيف من يعجبونني ~ سو ".
"إذن─ "
كان باربرو يحاول أن يبتسم بوجه يرتعش ، لكن وجه لوبيسرغينا أصبح فارغًا في اللحظة التالية حيث قالت:
"آينز سما أمرني أن أقتلكم جميعاً. لذلك لن أسمح لأي منكم أن يعود حيا. "
وبعد ذلك استأنفت على الفور تعبيرها المرح.
"على أي حال ، كنت أفكر لفترة طويلة ، حول أي خصوم ستستمتعون بقتالهم. و في النهاية ، وجدت أفضل الخصوم ، خصوم مناسبين لمجموعة أشخاص تعرضوا للهزيمة من قبل عفاريت ~ سو! "
مع "تا تا تا تا ~" رفعت يدها. ظهر حشد من الأشكال الغامضة من خلفها.
"هؤلاء هم القبعات الحمراء الذين طلبت من آينز استدعائهم من أجلي ~سو!"
كان هناك 30 منهم.
العفاريت الذين كشفوا عن أنفسهم يشبهون جيش العفاريت من قبل ، أجسادهم ملتوية وشريرة.
كلهم كانوا يرتدون قبعات حمراء زاهية وأحذية فولاذية على أقدامهم. كانوا يحملون فؤوسًا تتوهج باللون الأزرق تحت ضوء القمر.
” العدو يهاجم! ماذا تفعلون بحق الجحيم! استيقظوا! احملوا اسلحتكم! العدو يهاجم! "
عند سماع صرخة باربرو ، استيقظ الجنود من نومهم ، وقاموا فجأة ، ثم حدقوا في العدو تحت ضوء القمر الساطع.
"إنهم بالمستوى 43 ، هم أقوياء جدا بالنسبة لكم ، لكن المكتبة لم يكن بها أي عفاريت أضعف ~ سو."
ملأت الصرخات الهواء.
لا يمكن للناجين من تلك المعركة الجهنمية مع جيش العفاريت حشد الروح القتالية للوقوف ضد المزيد من العفاريت.
لم يستلوا سيوفهم ، بل تشتتوا في كل الاتجاهات ، ركضوا من أجل حياتهم العزيزة.
"لا تهربوا! قاتلوا! قاتلوا! قاتلوا! أسرعوا واحموني! "
لم يستمع جندي واحد لأوامر باربرو. ركض النبلاء نحو خيولهم أيضًا.
"اهاهاها! هذا رائع! تعتقدون أنه يمكنكم الهروب من سهل كهذا! آه ، هذا ممتع! هذا الأفضل! أنا أحب ذلك!"
عكست ضحك لوبيسرغينا الساخر ما كان يفكر فيه باربرو.
لم يكن هناك سوى طريقة واحدة للبقاء على قيد الحياة. كان عليهم أن يهزموا أعدائهم.
"يبدو أن هناك أشخاص حمقى يعتقدون أن ركوب خيولهم سيساعدهم في الهرب ... هل يمكنكم من فضلكم قطع أقدام هؤلاء الحمقى من أجلي ~ سو؟"
مع صرخة فرحة شديدة للمذبحة الوشيكة ، انطلق فريق القبعات الحمراء للعمل.
كانوا مثل الوحوش البرية.
ركضوا وسط حشد الأشخاص الفارين.
وبعد ذلك ، كان هناك صراخ.
جاء من أحد النبلاء الذي كان يحاول الهروب على ظهور الخيل.
تبع ذلك عدة صرخات أخرى.
"هناك عدد أقل من الأشخاص الآن ، لذلك تم تقليص وقت اللعب أيضًا ... حسنًا ، ما باليد حيلة. من ناحيتي ، سأستمتع بكل أنواع المرح ~ سو. قد لا أمتلك القدرات التي تمتلكها سول تشان (سوليشون)* ، ولكنني أمتلك خدعة أو اثنتين في جعبتي ~ سو ~ "
ㅤㅤ
(سوليشون تتفنن في التعذيب ~~)
ㅤㅤ
مشت سوليشون نحو باربرو ، الذي سحب سيفه. كان الأمر كما لو كانت تتجول في حقل.
الوجه المبتسم المتصدع الذي ظهر عليها جعل باربرو يشعر بالخوف.
***
بعد 30 دقيقة من العذاب تلقى باربرو الإذن بالموت من لوبيسرغينا.
♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦
نهاية الفصل الثالث
¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤
【ترجمة Mugi San 】
¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤
♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦