الفصل التاسع
" ايتها العاهرة الصغيرة اذا كنتى تريدين الموت فلتموتى وحدك ودعينى وشأنى ولا تجرجرينى معك الى القبر ! انتى؟ هل تحاولين ان تحرقينى حية ؟ "
اصيبت جدتها بالذعر الشديد عند رؤيتها للنار تنتشر فى كل مكان حولها فأخذت تصرخ وتهدد وتزحف محاولة ان تبتعد عن النيران ووجهها يصرخ بالرعب .
مشت مويانياو على ضوء النيران التى اضاءت المنزل كأنه النهار تجاه جدتها وجذبت الكومود بمنتهى العنف حتى وقع على ساق جدتها المكسورة فصرخت العجوز " آه ....آه"
كانت صرخاتها عالية للغاية حتى ان مويانياو سدت اذنيها وانتقل الصوت فى الظلام حتى وصل للجيران فى هدوء الليل.
" ياو....عزيزتى ياو..."
نادتها والدتها وهى ترتجف بشدة وكانت عيناها تعمسان الصراع الذى يدور داخلهما فنظرت لها مويانياو واختفت القسوة والكراهية من وجهها لتحل محلها البراء وتتدفق الدموع من عينيها وهى تقول " أمى اننى لم يكن لدى أى اختيار لقد فعلت ذلك لحمايتنا ارجوكى ان تصدقينى فإننى مستحيل ان اؤذيكى "
فقد كانت مويانياو تخشى ان تخاف منها والدتها وان تظن انها قاسية لا قلب لها ولكنها لم يكن لديها اختيار فلم تكن تستطيع ان تترك امها تموت عند ذهابها الى منزل هذا المدعو زانج بعد اربعة ايام ولهذا عليها ان تتغير وتصبح اكثر قسوة حتى ولو كان هذا التغيير سيلوث يديها بدماء الآخرين فإنها لن تستسلم ابدا لهذا المصير الاسود ولهذا كان عليها ان تستغل جدتها فى الخلاص من زانج سيزو وبهذا ستكون هى وامها فى امان.
" عزيزتى ياو لا تخافى سأقول اننى انا التى اشعلت النيران فى المنزل واننى كسرت قدم جدتك هيا اذهبى فإنك يجب ان تهربى الآن."
جذبت سوكينج ابنتها فى حضنها وهى ترتجف فقد كانت خائفة للغاية لدرجة ان قدماها لم تعد تستطيع ان تحملاها من الذعر وبالرغم من انها كانت لا تسعفها الكلمات إلا انها كانت تريد ان تقول لابنتها ان فكرة رؤية ابنتها مؤذية لم تخطر فى بالها اطلاقا واكملت قائلة " عزيزتى ياو استغلى هذه الفرصة للهرب وكلما ابتعدت كان افضل ولا تعودى هنا مرة اخرى"
نظرت الوالدة الى الجدة والكراهية تشع من عينيها فهى دائما كانت تحب الجميع وتتمنى الخير لكل الناس ولكنها لأول مرة تكره شخص وتتمنى له الأذى بهذا الشكل بسبب مافعلته بهم هذه العجوز التى لا قلب لها من تعذيب واهانه واخيرا باعتهم كعبيد لرجل ثرى .
فلسنوات عديدة كان زوجها وابنتها هما محور حياتها والآن بعد ان مات زوجها قد انكسر قلبها ومع ذلك كان عليها ان تظل قوية لتحمى ابنتها كأى أم فإنها حتى لو ضحت بحياتها ستنقذ ابنتها من هذا الجحيم.
" لا يا أمى فقط اهدئى اننا لن نموت ففى هذه المرة سنعيش ونحيا حياة مريحة والناس الذين ظلمونا وعذبونا هم الذين سيموتون " ونظرت ببرود الى جدتها وهى تنهى حديثها.
اشتعلت النيران بعنف فى المنزل وانتشرت بقوة بسبب ان المنزل كان مصنوع من الخشب القديم إضافة الى ان الهواء فى الشتاء يكون جافا للغاية مما جعل اقل شعلة تؤدى الى نيران قوية للغاية وماهى إلا لحظات حتى كان الكومود الذى نزل على ساق لى شى منذ قليل يشتعل كباقى المنزل .
اخذت لى شى تصرخ وتصرخ حتى جف حلقها وبدأت تتضرع لحفيدتها بعد ان كانت تصب عليها اللعنات منذ قليل " عزيزتى ياو اننى جدتك ولذلك عليك ان تنقذينى ،ارجوكى انقذينى "
"جدتى ؟ بالأمس فقط ركعت امى امامك تترجاكى ألا تبيعيننا ولكنك لم توافقى فهل تظنين بعد هذا اننى سأنقذك؟"
قالت جدتها بتذلل " اننى لن ابيعك فمنذ الآن سنعيش معا نحن الثلاثة ولن اترككم ابدا"
ردت مويانياو بسخرية " ها ! هذا يبدو لطيفا ولكننى لا استطيع تصديقك مع الأسف ولكن لا تحزنى فأننى لن اتركك تموتين على الاقل ليس الآن"
وبينما كانت تتحدث مع جدتها سمعت اصوات اهالى القرية يصرخون بسبب النيران ويحاولون اطفائها فقد كان المنزل ينهار تحت وطئتها ووقع عمود من الخشب المشتعل امام مويانياو مما جعل امها تحاول دفعها بعيدا ولكن الفتاه الصغيرة وقفت بثبات عجيب وهى تقول لأمها " امى لا تخافى فسأحميكى "
نظرت مويانياو الى العمود المشتعل الذى سقط امامها وامسكته بقوة وهى تجز على اسنانها حتى تتحمل الألم وانتشرت فى المكان رائحة لحم يحترق نتيجة لإمسكاها بالخشب المشتعل وعضت مويانياو على شفتيها بثوة من الالم حتى كادت ان تقطعهما .
صرخت والدتها " ابنتى"
شحب وجه مويانياو من الالم فيدها كانت محترقة للغاية ولمست بها وجه امها لتترك آثار دماء على وجهها ثم بدأت تدفع الكومود لكى تخرج جدتها من تحته.
" امى ساعدينى لكى نحرر جدتى "
" ياو ..."
" ثقى فى ياأمى ونفذى ما اقول"
فالوقت كان يجرى ولا وقت لديها لتشرح خطتها.
كانت جدتها مذعورة للغاية وتصرخ بلا انقطاع " مسخ انكى حقا لمسخ ، ساعدونى ، انقذونى ، ايتها العاهرة الصغيرة ايتها العاقة ايتها الجالبة للنحس اذهبى اذهبى بعيدا عنى"
فإذا كانت مويانياو بهذه القسوة تجاه جسدها نفسه واستطاعت ان تحرق يدها بنفسها فماذا تكون غير مسخاً.
كان تعبير وجه مويانياو باردا كالثلج وكانت قد بدأت بالفعل فى رفع جانب من الكومود ولكنها عند سماعها لكلمات جدتها تركته على الفور مرة اخرى ' كررراااك'
صدر صوت كسر آخر فى ساق العجوز حتى انها كادت ان تنقسم الى نصفين وتسبب الألم الشديد والصدمة فى جعلها تفقد الوعى.
ساعدت سوكينج ابنتها لكى تزيح المومود جانبا وبدأوا يسحبون جسد الجدة تجاه باب المنزل.
يتبع....