الفصل الثالث والعشرون " سبع فرسان وخمس سحره "
الآن، لنبدأ أولاً باختبار الهالة. لقد كان اختبارًا بسيطًا، يضخ فيه نيفاليس بعض الهالة في أجسادهم. إذا تمكنوا من استشعارها أو شعروا بحرارة ووخز في أجسامهم، فإن الاختبار سيكون ناجحًا. أما إذا لم يشعروا بشيء سوى ألم خفيف، فهذا يعني أنهم لا يمتلكون الموهبة لاستخدام الهالة، وسيظلون عالقين في طبقة المحارب. بالطبع، هذا ليس أمرًا مطلقًا، فهناك من اكتسبوا الهالة حتى بعد أن فشلوا في الاختبار، ولكن هذه الحالات نادرة.
لقد أخذ هذا الاختبار للجميع أكثر من ساعتين ونصف. بالطبع، كل واحد كان يأخذ على الأكثر أربع دقائق، ولكن المشكلة كانت في نيفاليس. فبعد كل شيء، هو لا يستطيع بعد استخدام هالة حقيقية بشكل كامل. لقد كان يقلدها فقط بواسطة المانا النقية، ومع ذلك، حتى هذا كان يأخذ منه وقتًا ومجهودًا وطاقة عقلية هائلة.
وبعد أكثر من ساعتين ونصف، أخيرًا انتهى الفحص. كان نيفاليس مفاجأ قليلاً، فقد وجد سبعة أشخاص محتملين لاستخدام الهالة. "بحق الجحيم، لما هم هنا يتعفنون في مثل هذا المكان؟" تمتم في نفسه. كان أي عائلة سترحب بهذا العدد من الفرسان المحتملين بأذرع مفتوحة على مصراعيها. حتى الدوقات كانوا سيرغبون بهذا العدد من الفرسان.
بعد بضع دقائق تخطي نيفاليس صدمته فبعد كل شئ ليس كل من يمتلك مؤهلات سيصبح فارس
والان مع الأهم والاسهل نسبيا أخبار المانا.
"إذن، من يريد أن يكون أول من يخضع للفحص؟"
على الفور، أراد الجميع التقدم، ولكن إيفان كان أول من تقدم وقال:
"أنا الأول!"
لقد كان يبدو متحمسًا جدًا، ولم يعترض أحد، فصعد مع نيفاليس وكان أول من يخضع للفحص.
بعد نصف ساعة، وبعد فحص الجميع، جلس نيفاليس على كرسي. كان يبدو مذهولًا.
تمتم نيفاليس في نفسه بصدمة:
"خمسة... خمس سحرة."
أظهر اختبار الدائرة السحرية وجود أربعة سحرة، وبإضافة العجوز إلياس، أصبح لدى نيفاليس خمسة سحرة. هذا فاق تصوره بكثير، فحتى أقوى عائلات البارونات يمتلكون ثلاثة سحرة على الأكثر. بالطبع، هناك فرق بين السحرة، فأقوى هؤلاء السحرة لا يتجاوزون الثلاث دوائر. وخمن نيفاليس أن السبب إما أن ذلك بسبب أوامر من الدوقيات الأربعة والعائلة الإمبراطورية، أو بسبب حدود موهبة هؤلاء السحرة، أو ربما الاثنين معًا، أو حتى بسبب الحروب المستمرة بين عائلات البارونات.
حتى الساحر الأعلى في العائلة الإمبراطورية هو ساحر رتبة خامسة فقط.
والآن أمامه خمسة سحرة يمتلكهم. بالطبع، أربعة منهم ما زالوا لم يبدأوا طريقهم في السحر بعد، ولكن هذا مذهل!
لقد استوعب نيفاليس صدمته من اختبار الهالة، وكان قد صدم بالفعل بإمتلاك سبعة مؤهلات لاستخدام الهالة. لكن طريق الفرسان لا يُقرر بناءً على امتلاكك لمؤهلات الهالة أم لا، بل يتطلب الكثير من الخبرة والموهبة والإصرار للتقدم فيه.
وبالمثل، مسار الساحر يحتوي على العديد من الشروط التي تفرق حتى السحرة في نفس الرتبة، مثل فهمهم لسحرهم. فحتى لو كان هناك ساحران في نفس الرتبة وبنفس السحر، سيكون هناك فرق في القوة حسب فهم كل منهما للسحر الذي يستخدمه. وهناك أيضًا موهبة استرجاع المانا.
فرك نيفاليس جبينه ثم ركز على ما أمامه الآن. كان أمامه اثنا عشر شخصًا: خمسة سحرة وسبعة فرسان محتملين.
قرر نيفاليس أن يبدأ بهم واحدًا تلو الآخر. أولًا، سيبدأ بالقسم الذي سينتهي سريعًا: السبعة فرسان.
نظر إليهم نيفاليس ثم قال: "مبروك، أنتم فرسان محتملون، لذا أمامكم ثلاث مسارات تمشون فيها."
"أولًا، الذهاب إلى أحد البارونات تحت عائلة الدوق لانكروس، فهي معروفة بأنها عائلة الفرسان الأقوى والأفضل في القارة، وأنا شخصيًا أرشح هذا الخيار."
"الخيار الثاني، وهو الانضمام للجيش. وهذا أيضًا خيار جيد، فهو سيوفر تدريبًا وخبرة ومالًا، وهناك أيضًا مناصب للترقي داخل الجيش."
"الخيار الثالث، وهو الخيار الذي لا أرشحه، وهو الذهاب إلى أحد نقابات المغامرين والمرتزقة. هذا الخيار سيوفر الخبرة، ولكن لن يوفر التدريب، وفرص الموت للمبتدئين مثلكم كبيرة."
"إذاً، ما هو خياركم؟"
بعد بضع ثوانٍ، تقدم فتى يبدو تقريبًا في نفس سن ريان، كان يمتلك ملامح وجه حادة وعضلات ليست كبيرة، ولكن بارزة. تقدم وقال: "أسمي كايلين، وسأذهب إلى الجيش." ومن ورائه، تقدم اثنان آخران يبدو أنهما اتخذا نفس الخيار.
قال نيفاليس: "جيد." ثم التفت إلى الثلاثة الآخرين. فتقدم أكبرهم مترددًا، وبعد تردد بضع ثوانٍ قال:
"مثل كايلين، اسمي كورين، أرغب في الذهاب إلى عائلة نبيلة." قال ذلك بتردد وكأنه لا يرغب في ذلك.
عرف نيفاليس السبب وراء تردده، ولكن سأله: "من الواضح أنك لا ترغب في الذهاب إلى عائلة نبيلة، إذاً لماذا اخترت ذلك؟"
وقعت جميع الأنظار على كورين منتظرين إجابته. فبعد كل شيء، كانوا يعرفون كراهيته للنبلاء، فاستغربوا من اختياره.
صمت كورين قليلاً، ثم رفع رأسه بحزم، كان على وجهه تصميم لا يتزعزع، ثم قال: "لا أريد الذهاب، فأنا لا أريد الاختلاط بأولئك الحقارة، ولكننا سنتطر إلى إسقاطهم في النهاية، لذلك سأذهب بينهم. وعندما تحين الفرصة، سأصقهم جميعًا، سأقتلهم جميعًا بلا رحمة. لن أترك منهم أحدًا." وعندما كان يتكلم كورين، كانت الكراهية تبدأ في عينيه، فإذا كانت النظرات تقتل، لكان أولئك النبلاء ماتوا آلاف المرات بالفعل.
صمت جميع الحاضرين فقد شعروا بكراهية كورين الطاغية للنبلاء.
أومأ نيفاليس برأسه، ثم نظر إلى الاثنين الباقيين.
بعد كلمات كورين، اتخذوا قرارهم وقالوا: "سنذهب أيضًا إلى عوائل نبيلة." قالوها والتصميم بادي عليهم.
أومأ نيفاليس برأسه لهم فقد أعجبه تصميمهم.
والآن تبقى واحد، ولكن تركه نيفاليس مع جزء السحرة، وهو شخص لديه جسد مثله يستطيع استخدام كل من الهالة والسحر. لقد كان ريان.
قال نيفاليس: "إذاً، لقد تقرر الأمر، ثلاثة سيذهبون إلى الجيش، وثلاثة إلى عائلات نبيلة. والآن دعونا ننتقل إلى جواهرنا الثانية، الذين سيمشون في مسار السحر."
"أولًا، لنبدأ بك أيها العجوز إلياس، أخبرني ما هو سحرك."
صمت العجوز نيفاليس قليلاً ثم قال: "لا ترفع آمالك كثيرًا، فأنا لا أمتلك سحرًا مفيدًا أو سحرًا هجوميًا."
قال نيفاليس: "تحدث أيها العجوز، فلا يوجد سحر عديم الفائدة."
تكلم العجوز إلياس وقال: "سحر الخشب وسحر المعادن بدرجة لا تذكر حتي وسحر التعزيز، ولكن ليس التعزيز العام، بل التعزيز لسحري."
قد يظن البعض أن امتلاكي للعديد من أنواع السحر أمر جيد—أسحار كثيرة، وفوق ذلك سحر التعزيز.
لكن ما الفائدة من كل هذا؟ بحق الجحيم، أين سأستعمل سحر الخشب؟ ببساطة لا فائدة له، ولا حتى استخدام حقيقي له في حياتي.
أما سحر المعادن، فأمتلكه بدرجة بالكاد تكفيني للعمل كحداد متوسط المستوى، لا أكثر.
وسحر التعزيز؟ تبا له! أستخدمه أحيانا لتعزيز سحري قليلاً، ولكن ما النتيجة؟ فقط أصبحت حدادًا أفضل بقليل، لا أكثر!
صمت الجميع، فعلاً لم يكن هذا شيء مميزًا كثيرًا.
بمجرد أن سمع نيفاليس هذا الكلام، انتفض قائما من كرسيه وفتح عينيه.
قال العجوز إلياس: "ألم أقل لك، لا ترفع آمالك، فسحري ليس هجوميًا، وسحر التعزيز الذي استخدمه يعزز سحري فقط."
ولكن نيفاليس كان يفكر في شيء مختلف تمامًا: "ما هذا الجنون؟ ما مدى تخلف العائلة الإمبراطورية لتترك هؤلاء الجواهر يتعفنون هنا؟"
ابتسم نيفاليس وقال: "يبدو أن حظي في ارتفاع مستمر." وضحك.
نظر إليه العجوز إلياس في استغراب، لم يكن هذا الرد الفعل الذي توقعه.
ومع ذلك، قبل أن يتكلم، قال نيفاليس: "ما مدى تخلف العائلة التي كنت فيها، لكي لا يدركوا أهمية معزز سحري مميز مثلك؟ ولكن من حسن حظي أنك سقطت وجئت هنا."
لم يعرف العجوز إلياس إذا كان يضحك أم يبكي على هذا الكلام، ولكنه تجاهله وسأل: "كيف يكون سحري مميزًا؟"
ضحك نيفاليس وقال: "هل تعرف أنواع المعززين؟"
رفع العجوز إلياس حاجبه ثم أجاب: "أليسوا نوعين؟ نوع مثلي يعزز سحره، ونوع يستخدم سحر التعزيز نفسه على جسده."
قال نيفاليس بكل هدوء: "هذا ببساطة كلام سوقي."
كتم الأشخاص في الغرفة ضحكتهم بصعوبة.
قال نيفاليس: "استمع أيها العجوز، ينقسم سحر التعزيز إلى صنفين أساسيين: سحر تعزيز الأشخاص وسحر تعزيز الأشياء. يستطيع سحر تعزيز الأشخاص، كما يوحي اسمه، تعزيز الأشخاص في مجموعتك، وهذا هو النوع الشائع. أما سحر تعزيز الأشياء، فينقسم إلى نوعين: تعزيز سحر الساحر نفسه، أو تعزيز الأشياء المحيطة به. وهو النوع النادر، ويندرج أيضًا تحت السحر النوع المميز. وهو أيضًا سحرك."