الفصل الثاني والعشرون "السحره و الفرسان"
بمجرد نزول نيفاليس، والعجوز إلياس، والثلاثة إلى الطابق السفلي، وقعت أنظار الجميع عليهم.
لكن نيفاليس تجاهل كل هذه الأنظار وذهب ليجلس على كرسي منتظرًا العجوز إلياس.
وبالفعل جاء العجوز إلياس وسحب كرسيًا وجلس عليه أمام نيفاليس، وقال له:
"إذا، ما الذي في عقلك ليجعلك تمتلك كل تلك الثقة؟ نحن لا نملك أي شيء. نحتاج إلى المال، الجنود، الأسلحة، والخبرة. وهؤلاء الأطفال لا يمتلكون أي شيء مما ذكرته. فكيف ستحل كل ذلك؟"
ابتسم نيفاليس في وجه إلياس ثم قال:
"بالنسبة للمال، لا تقلق، لدي الكثير منه. أما بالنسبة للجنود، فبالفعل لدينا الكثير؛ فالأحياء الفقيرة منتشرة في جميع أنحاء المملكة.
أما بالنسبة للأسلحة، فلا داعي للقلق أيضًا، فلدي الكثير. قد لا تكون شاملة، ولكنها ستفي بالغرض الآن.
أما بالنسبة للخبرة، فهي الشيء الذي سيحتاج وقتًا وجهدًا، لكنني لدي بالفعل بعض الأفكار."
نظر إلياس إلى نيفاليس قليلاً، لقد حل بالفعل نصف المشاكل، لكن لا يزال هناك نواقص.
لاحظ نيفاليس نظرته، فأكمل:
"بالنسبة لجزء التدريب، فجزء النظري وبعض العملي سأقوم به أيضًا. فبعد كل شيء، رأسي مليء بكل الكتب التي نحتاجها. لذا، سواء كان سحرًا أو حتى فرسانًا، أستطيع أن أُنشئها طالما وجد الشخص المؤهل.
وبالنسبة أيضًا لجزء تدريب السحرة، فأنت ستكون جزءًا منه بالطبع، هذا إن انضممت."
لم يفوت نيفاليس جزء إلياس في الدائرة السحرية.
فوجئ الجميع أولًا من كلام نيفاليس، ثانيًا من أن جدهم ساحر.
وسع نيفاليس منظوره ووجه نظره إلى ما وراء العجوز إلياس إلى أولئك الأطفال وقال:
"إذن، هل هناك أحد سينضم؟"
سكت الجميع، لم يرد أحد، ولكنهم نظروا إلى العجوز إلياس وكأنهم يقولون: "إنه هو من سيقرر الأمر."
تكلم إيفان وقال للعجوز:
"جدي، أنا أرى أن علينا الانضمام."
فوجئ الجميع بكلام إيفان.
نظر العجوز إلياس إلى إيفان، فقد عرف بالفعل سبب موافقة ذلك الطفل، لكنه أراد أن يسمع وجهة نظره، بل يسمعها الجميع.
فقال:
"ولماذا يجب أن ننضم إلى شيء قد يكون معاناتنا الجديدة؟"
تكلم إيفان قائلاً:
"لكن... على الأقل نحاول. لا أريد أن أقضي حياتي متخفيًا في الزوايا، عاجزًا عن حماية إخوتي. أريد القوة، جدي... القوة لأنتقم لأختي، القوة لأكسر سلاسل هذا الجحيم الذي نعيش فيه."
أريد القوة لحماية من أهتم لأمرهم، القوة للانتقام لأختي، القوة لإسقاط أولئك الأوغاد عن عروشهم.
أفهم أننا سنعاني إذا فشلنا، ولكن ماذا في ذلك؟ نحن نعاني هنا بالفعل. أفضل المعاناة وأنا أحاول التحرر من هذا الكابوس، من الوقوف صامتًا مختبئًا في أحد الشوارع."
أومأ العجوز إلياس على إجابة إيفان. لقد أراد أن يقول مثلما قال، لكنه كان خائفًا.
خائفًا من دمار أولئك الأطفال، خائفًا من الفشل في حمايتهم. فبعد كل شيء، لقد فشل مرة في حماية عائلته، لذا كان خائفًا من الفشل مرة أخرى.
نظر العجوز إلياس إلى الأطفال الآخرين، فقد وجد العزم والتصميم على وجوه أغلبهم. كانت كلمات إيفان مثل الضوء الذي أنار روحهم مرة أخرى.
في تلك اللحظة، أدرك أنه لا يستطيع أن يمنعهم من نضالهم بسبب أنانيته.
نظر العجوز إلياس إلى نيفاليس مرة أخرى وقال:
"سننضم إليك، ولكن بعد أن أسمع خططك الكاملة. أثق أنك لم تخطط لهذا فقط."
ابتسم نيفاليس ثم وقف من كرسيه وقال:
"من هذه اللحظة، كل من سينضم فقط هو من يبقى."
لقد توقع خروج البعض، ولكن لم يخرج أحد. كان على وجوه البعض تردد في السابق، ولكن بعد موافقة العجوز إيفان، اختفى ذلك التردد، مما يوضح مدى ثقتهم في العجوز.
بعد أن لم يخرج أحد، قال نيفاليس:
"جيد." ثم جلس على كرسيه من جديد، ثم نظر إلى العجوز وقال:
"استمع جيدًا أيها العجوز، فبعد كل شيء، أنت ستكون المدير الذي سيشرف على كل شيء في غيابي."
وتابع قائلاً:
أولًا سأشرح تقسيم المملكة، لأن معظمكم يبدو أنهم لا يعرفون. تنقسم المملكة إلى أربع طبقات:
. النبلاء (الطبقة الحاكمة): العائلة الملكية، الدوقيات الكبرى، الكونتات، البارونات.
. الطبقة المتوسطة: التجار الأثرياء، الضباط، والجنود المحترفون.
. العوام: الفلاحون، العمال.
. المنبوذون (الأحياء الفقيرة)."
قال نيفاليس:
"سأشرح الآن طبقة النبلاء والجيش لأنهم الطبقة التي ستوفر لنا الخبرة والتدريب.
بالخصوص طبقة البارونات. هناك أربعة وعشرون عائلة بارون في المملكة. كل عائلة تمتلك فرسانًا وسحرة، وفي نهاية كل سنة يكون هناك تجنيد للجنود والسحرة. وهذا ما نستهدفه بعد التعلم الأساسي هنا الذي سأعلمه لكم. ستقسمون أنفسكم بين العائلات وتخضعون للتجنيد. فالحروب بين عائلات النبلاء ستكسبكم بعض الخبرة المطلوبة.
ثانيًا، هناك الجيش وهذا أسهل. فالتطوع في الجيش أسهل.
والأهم من هذا كله، أنه على المملكة المشاركة في إخضاع الوحوش الإجباري كل عشرين سنة. وهو حدث إجباري على العائلات والجيش. وهذا الحدث بقي عليه ثلاث سنوات، وهو الحدث الأهم في الخطة. به سنسعى للتوسع الأكبر سواء في الجيش أو العائلات.
أما بالنسبة لعائلات الدوقات الأربعة، فلا يسمح لأحد أن يفكر في التطوع هناك، فالفحص هناك ليس شيئًا يمكن تجنبه وسنكشف على الفور."
أخرج نيفاليس زفرة كبيرة بعد أن انتهى من الكلام وسكت لبضع ثواني، ثم أكمل:
"ثالثًا، هناك فروع المغامرين والمرتزقة. وهذا الاختيار أكثر أمانًا، وستكتسب منه خبرة. وأيضًا المرتزقة يشاركون أحيانًا في حروب النبلاء، لذا فهو اختيار مربح أيضًا."
سكت نيفاليس قليلاً بعد أن أدرك أنه قال الكثير من المعلومات، فقرر أن يتركهم يستوعبون الكلام قبل أن يكمل مرة أخرى.
...
بمجرد أن تركهم نيفاليس لبعض الوقت ليستوعبوا ما سمعوه، حتى العجوز إلياس لم يتكلم لأنه عرف أيضًا أن هؤلاء الأطفال يحتاجون الوقت لاستيعاب حجم ما هم مقدمون عليه.
بعضهم أدرك الموقف وغمق وجهه قليلاً، وبعضهم ما زال يستوعب، ولكنهم جميعًا كانوا يفكرون في شيء واحد فقط: هل فكر ذلك الطفل في كل هذا؟ فنيفاليس لم يكن أكبر منهم، بل كان أصغر من بعضهم، كان يبدو حوالي أربعة عشر عامًا فقط.
بعد بضع دقائق، تابع نيفاليس كلامه:
"الآن، بعد أن بنينا الهيكل الخارجي، سنأتي للدعائم، وهم السحرة." أشار بيده إلى الغرفة التي كان فيها سابقًا.
"هناك دائرة كشف سحرية في تلك الغرفة ستخبرنا إذا كان هناك أحد منكم مؤهلاً ليكون ساحرًا أم لا، وأيضًا ستعرف ما هو سحره."
بمجرد أن قال نيفاليس ذلك، أشرقت وجوه جميع من في المكان، فالسحر كان شيئًا يطمح الجميع لاستخدامه.
ومع ذلك، صدمتهم كلمات نيفاليس التالية:
"لا ترفعوا آمالكم كثيرًا، فالسحرة نادرون. سيكون من المذهل إن كان هناك واحد أو اثنان فقط من السحرة بين الموجودين في هذه الغرفة."
لقد كانت هذه صدمة، فبعد كل شيء، كان هناك أكثر من عشرين شخصًا في الغرفة، وهذا لم يكن حتى الربع.
ومع عدم مراعاة صدمتهم، أكمل نيفاليس كلامه:
"والآن، سأشرح لكم تقسيمات السحر. هنالك 'السحر الرئيسي' مثل:
سحر النار سحر الماء سحر الرياح سحر الأرض سحر الظلام سحر الضوء سحر الصوت
وهناك 'الأسحار الفرعية'، وهي أسحار مشتقة من السحر الرئيسي، وليس كل السحرة يستطيعون استخدامها. فهي تتطلب إبداعًا وعقلًا سحريًا، ولذلك من يستخدمها هم السحرة الخبراء. قد يكون السحر الفرعي أضعف من السحر الرئيسي، ولكن له استخدامات كثيرة، مثل:
. سحر الجليد والضباب مشتق من 'سحر الماء الرئيسي'
. سحر الطيران مشتق من 'سحر الرياح الرئيسي'
وهناك أيضًا السحر المميز، ومن اسمه لا تجد الكثير من المستخدمين له، مثل:
."سحر الشفاء سحر الدم سحر الرمال"
هنالك أسحار أخرى، ولكن لا فائدة من معرفتكم لها.
وأيضًا، هناك رتب للسحرة من المرتبة الأولى إلى التاسعة."
تابع نيفاليس كلامه وقال:
"والآن لنتكلم عن الفرسان، فهذه هي الطبقات التي تبدأ منها لتصبح مؤهلاً لحمل السيف بفخر."
"هناك تقسيمات للذين يمشون في هذا المسار:
جندي ثم محارب ثم يأتي الفارس.
وعندما تصبح فارسًا، ستقدر على استخدام الهالة."
"وهناك تقسيمات للفرسان:'
فارس متقدم'، هؤلاء السيافون أظهروا تميزًا في فنون القتال بالسيف وبدأوا في دمج تقنيات متقدمة في أساليبهم.
'فارس شبح'، فئة نادرة من السيافين يمتلكون مهارات فائقة السرعة ويعتمدون على المراوغة والضربات الخاطفة."
ثم تأتي المرحلة التي يطمح لها كل من يحمل السيف، وهي مرحلة "سيد السيف". كل من يحملون هذا اللقب هم نخبة النخبة، ولا يوجد أحد في القارة بأكملها قد وصل إلى هذا المستوى في هذه الحقبة. لذلك، يمكنكم اعتباره شيئًا أسطوريًا، لكنه موجود.
ولا يوجد تقسيمات داخل هذه الرتبة، فهي تعتمد على الهالة وفن المعركة.
أشرقت وجوه الأطفال مرة أخرى بعد سماع أن هناك مسارًا آخر لأولئك الذين لن يصبحوا سحرة، وليس مسارًا أقل من مسار السحر.
تابع نيفاليس:
"وأيضًا هناك من يستطيعون استخدام كلاً من السيف والهالة مثلي، ولكنهم نادرون جدًا."
صدم جميع من في الغرفة بهذه المعلومة.
ولكن نيفاليس، كالعاده، لم يهتم بصدمتهم وقال بأبتسامه واثقه
إذا هل نبدأ.