فتحت عيناي و اول مشهد صور في عيني سماء حمراء كالدم.




و لكن في الحقيقة هي فقط تعكس المشهد الذي تحتها لانه بمجرد التجول بعيناك في المكان يمكنك مشاهدة ابشع مشهد على الاطلاق.



بحر من الدماء يصل الى اقصى مجال للنظر تطفو عليه جتة متعفنة و أطراف مقطوعة مخلوطة بالقيح و الفضلات شكل مشهدا يفوق الخيال.




رائحة الدم المتختر و القيح ممزوجة برائحة الاحشاء و الاجساد المتعفنة تمر على انفي تجعل الغريزة التي ولدت مع رضيع متلي تصل إلى اوجها في هذا الوقت.



ابدو كقطعة لحم متل باقي القطع اطفو في هذا البحر الا متناهي.



يصل صراخي إلى ابعد مدى ممكن من هذا المجال لكن لا شيئ يمكن ان يؤتر على سكون و ابدية المكان.




كان هذا اول مشهد و حدت في حياتي.



كانت بداية طريقي الانهائية.




...



كل ما يوجد في هذا الموقع مجرد نواتج وبقايا لحرب لا يعلم اي شخص كم إستمرت و سبب بدايتها و ما حدت خلالها وسبب نهايتها و كيف إنتهت ليس هنالك اي شخص يستطيع الاجابة على هذه الاسئلة لان كل من شهدها لم يعد موجودا.





ولدت خلال هذه الحرب و بالتحديد في نهايتها.



ولكن ملدي جلبني الى ساحة القتال.




الجواب على هذا التساؤل سهل.



ببساطة ولدت هناك.





الانسان بطبيعته يخاف من الموت و عند الخوف يفرغ كل ما في جسده كرد فعل غريزي طبيعي.







ولك ان تتخيل شدة الحرب التي تجعل حتى المرأة الحامل تدخل القتال.




حرب بهذا الحجم ليست من اجل مصالح او شهوات بل إبتغاء شيئ واحد فقط وهو الحياة كل المقاومة التي ستقوم بها كل التضحيات التي ستقدمها بمجملها من اجل الحياة و التي في اساسها مجرد رغبة انانية.






تم طرحي في مكان متل هذا مملوء بجميع انواع الاحلام و الرغبات الفانية التي لن تتحقق.






مشهد متل هذا لن يستطيع اي فنان تمتيله على لوحته و لن يستطيع اي كاتب وصفه بقلمه.





ولكن هناك علامة واحدة في هذا المشهد الانهائي تعكر مزاج هذا المكان الخالد.




مجرد طفل فتح عيناه بعد اسبوعين من خروجه عكس كل هذا في بئبئيه.




...



من شدة إتساع هذا المكان أتصل بنهر قريب منه و حوله إلى خط احمر يقطع الارض.




تم جرفي مع مجرى النهر إلى وجهة غير محددة.





"ما ه........ذا ؟ " تحدت احد افراد مجموعة من الرحالة يسيرون بجوار النهر املا في إلتقاط أي بقايا جرفت مع النهر من ساحة الحرب , لم يجرأ اي شخص على الاقتراب إلى ذلك المكان و لكن بعض البشر لا يمكن إشباع فضولهم بسهولة لهذا يحاولون الاقتراب من الاطراف للحصول على بعض الغنائم و لكن لا يمكن تعميم هذا على الجميع فهناك ايضا من يحاول إستكشاف الاحدات التي جرت في ذلك المكان.




"تبا , فلتصمت و ركز على ما نحن نقوم به" صرخ في وجهه قائد المجموعة كان قلقا و متوترا لهذا افزعه صوت الذي بجانبه.




"ولكن لحم يتحرك هناك " كأنه لم يسمع صوت زعيمه الذي يحترمه عادة و بقي يحدق في إتجاه واحد طوال الوقت مع وجه شاحب من الرعب.





"يبدو أنك بدأت تشيخ يا كارل , كيف يمكن أ.................."علقت الكلمات في حلقه بعد وجه نظرته نحو ذلك المكان.




كتلة لحم متعفنة ملفوفة بمجموعة من الاعشاب السوداء مع حبل يخرج من وسطها تظهر عليها آتار بسيطة من الحركة.




"ما هذا بحق الجحيم ؟" تتكون المجموعة من 10 افراد كانو في الاساس خائفين حتى الموت من هذا المكان الان بعد ان رأو هذا الشيئ تجمدت النظرة على وجوههم حتى أن واحدا منهم تبول في سرواله.




هذه المجموعة تتكون غالبيتها من الاشخاص العاديين حتى أن إتنين منهم مجرد أطفال لم يتجاوزو 15 سنة و إمرأة تظهر تجاعيدها أنها قد تجاوزت 50 سنة , لولا الفقر و خشية الموت جوعا لما تجرؤو على القدوم لمتل هذا المكان.




"راك إذهب و استكشف ما ذاك الشيئ " امر الزعيم أحد الطفلين دون أن ينظر إليه.




" ها؟ لماذا انا؟ " خاف و تراجع خطوة إلى الوراء بشكل لا إرادي كأنه يحاول الهرب.




"ماذا ؟ أتجرؤ على مخالفة اوامري " عبس الزعيم بشدة في وجهه.




"لكن...."



"أظن أن قضاءك ليلة مع ريس لن يكون سيئا لك " ألقى الزعيم نظرة إزدراء على راك و تجاهله.






بمجرد ان سمع راك هذا الكلام القى نظرته لا شعوريا على أحد افراد المجموعة على رجل طويل القامة إقترب من الوصول إلى مترين مع جسم رقيق للغاية لدرجة أنك قد تظن أن مجرد ريح عابرة ستتسبب في سقوطه

بمجرة ان رأى راك نظرة ريس له صعدة القشعريرة في جسده إلى حد رأسه و إبتلع لعابه بصعوبة.





أما بالنسبة لريس فبمجرد أن سمع هذا الكلام أحس بنشوة غير مسبوقة و نظر إلى راك بنظرة شوق لا توصف.





لم يتأخر بعد ذلك و سرعان ما أخد راك عصاتا بجانبه و إتجه نحو كتلة اللحم الفاسد التي تتحرك.





إقترب منها ببطئ و وجه العصى بإتجاهها و أبعد جسده إلى الوراء كأنه يحاول الاقتراب من جرف عميق.





أحس بالتواني في هذه اللحظة تمر و كأنها ساعات و بدأ العرق يتصبب من جسده بدون توقف.




لم يلمه أحد عما يفعله حتى أن البعض إستدار في الجهة المقابلة و إستعد للهروب في حالة حصول أي شيئ.




بعد إقترابه بشدة من اللحم المتعفن أصبح كل سانتمتر تمر به العصا بإتجاه اللحم لحظة قلق و رعب بالنسب لراك حتى أنه بدأ بتخيل مجموعة الاحدات التي من الممكن أن تحصل , و مع كل شيئ يتخيله يزداد الرعب في قلبه.







اشتعلت أنفاسه في حلقه وهو يحاول ألا يتراجع عن النظر.










إقترب خطوة بخطوة.



















و أخيرا أصبح الخيال حقيقة و أوشكت العصى على الوصول إلى اللحم.




" وهاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا "





"..."




بمجرد أن لمست العصى كتلة اللحم إنطلق صراخ رضيع بشكل مدوي.




تجمدت وجوه الجميع في هذه اللحظة وكادت قلوبهم أن تخرج من أفواههم حتى أن 5 من الموجودين أغمي عليهم على الفور كل من حاولوا الهرب تجمدت رجولهم على الفور من الرعب أما بالنسبة لراك فقد إختفى سواد عينيه و كان أول من أغمي عليه.







.......


إستمتعوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو!





ملاحظة : ما في وقت محدد لتنزيل الفصول


أتمنى أسمع رأيكم






الكاتب : Dark




2021/01/06 · 194 مشاهدة · 935 كلمة
Arkam
نادي الروايات - 2024