2

من بين الاشخاص اللذين حافظو على القليل من رباطة جأشهم الزعيم و ريس بالاظافة إلى الطفل و المرأة الوحيدة بين المجموعة.



أما بالنسبة للخامس فقد عبس بشدة , من اللحظة التي رأى كتلة الجلد على شكل حبل المتدلية من اللحم المتعفن لم يزح عينيه عنها و ظل يحدق بها.



كلما فكر في إحتمال معين إزدادت الشكوك في نفسه.



بعد صراع قصير بين قلبه و و عقله للحظات قصيرة قرر رجل في مقتبل العمر بين 30 و 35 عاما الإقتراب لإشباع فضوله و تأكيد شكوكه.




بشعر رمادي يميل إلى الفضة و ملامح وجه تبدو عميقة إقترب الرجل بخطوات متسارعة , و ركزت عيناه السوداوتان على كتلة اللحم الفاسدة التي تصرخ و تتحرك.






"رون مالذي تفعله" إستوعب الزعيم أخيرا ما يجري و صرخ مباشرة في رون بسبب أفعاله الغريبة , سيطر الخوف على قلبه في هذه اللحظة للذلك لم يستطع حتى الحركة فلم يكن لديه خيار سوى فعل هذا.





لم يأبه رون لما قاله لانه لم يسمعه من الاساس في هذه اللحظة شغل عقله شيء واحد فقط و هو ما أمامه.




عندما وصل أمام اللحم أدخل يده في جيبه الأيمن و أخرج قفازين أبيضان دائما ما يحملهما , إذا دققت جيدا بهما فستلاحظ بعض علامات الشحوب الظاهرة من كترة غسلهما , لما لبسهما إنحنا و مد يديه و حمل كتلة اللحم المتعفنة بين ذراعيه , لم يكن عليه أي علامة على الخوف أو الاشمئزاز بل عكس ذلك ظهرت بضع لمحات من الحماسة على وجهه.








بدأ رون بإزالة العشب الأسود عن اللحم واحدة تلو الاخرى بشكل بطيئ و سلس كأنه يحمل شيئا تمينا و يخاف كسره.




مع كل عشبة يزيلها تتوضح الصورة أمامه شيئا فشيئا و أخدت الشكوك في قلبه تزداد , بمجرد أن انتهى من إزالة العشب اليابس باشر في إزاة اللحم المتختر بنفس الطريقة .





"مستحيل" بإزالة رون لآخر قطعة توضحت الصورة بشكل كامل , على الرغم من شكوكه و توقعه لما أمامه إلا أن الواقع قد صدمه بشكل كامل.




لقد كان يحمل طفلا حديث الولادة بين يديه.



...




كان رون يعمل كطبيب في إحدى المستشفيات بمدينة راشسان و لم يكن مجرد طبيب عادي لقد إعتبر الاول في مجاله ليس في تلك المدينة فقط و لكن في عشارات المدن الاخرى المجاورة لها داخل إمبراطورية سومر و وصل به الامر إلى ان اصبح صوته عند الناس داخل هذه المدن اهم من صوت حكامها و هذا بالطبع لم يعجبهم و أزعجهم بشدة و أحسو بتهديد فقدان مناصبهم لهذا حاولو بكل الطرق قمعه لكنهم لم يجرؤو على الطمع في أخد حياته بسبب مكانته عند الناس . لكن رون فقد كل هذا في يوم واحد فقط , بعد أن بدأ في البحت و دراسة موضوع خاص تمت إزالة كل شيئ يملكه عمله و أمواله و حتى منزله رغم كل هذا لم يلاحظ على وجهه أي علامة على الندم , غادر المدينة و أتى إلى هذا المكان بحتا على شيئ يفيد أبحاته لأنه لم يتخلى عنها رغم ما حدت له كما أنه يحاول إستكشاف أي شيئ قد يفتح عليه مجالات جديدة في دراسته.





و قد وجد ما يبحت عنه بالفعل لهذا فإن الحماسة قد سيطرت عليه تماما في هذه اللحظة.



لم يكن من الصعب عليه تخمين ما أمامه خصوصا بعد رؤيته للحبل السري و خبراته طوال هذه السنين في الطب.




و مع ذلك يبقى التوقع توقعا و لم يصدق هو بنفسه ذلك في البداية لهذا لما أكد إعتقاده تسبب هذا في صدمة له.




سرعان ما إختفى رد الفعل هذا و أستبدل بإبتسامة خفيفة على زاوية فمه إستدار نحو الزعيم و قال "لقد كان هناك إتفاق بيننا , سأعالج إبنتك مقابل مساعدتي على البحت عما أريد , حسنا لم أتوقع هذا و لكنني قد وجدت ما أبحت عنه . "




" وداعا أراك بعد أسبوعين " لم ينتظر رون رد الزعيم الذي ما زال مصدوما وغادر تاركا إياه في تلك الحالة.




حملني من بطني بدراعه اليمنى و صوت بكائي ما زال يعم المكان كلما إبتعد خف صوتي إلى أن إختفى تماما تاركا في المكان فقط الزعيم و ريس و غيرهم في حالة ذهول لم يستوعبوا حتى ما حدت.





....





تبعد المدينة عن ذلك المكان بحوالي 50 كيلومترا لهذا سيستغرق الرجوع سيرا على الاقدام من 5 إلى 6 ساعات.




"يبدوا أنك محظوظ جدا أيها الصغير لم تمت حتى بعد سقوطك في النهر , أنت أغرب شدود شاهدته في حياتي" بعد ساعة من السير كنت قد هدأت بالفعل و أحدق في الارض التي تتحرك بسبب طريقة حمله لي.





بعد أن غادر رون ذلك المكان بوقت قصير قام بتنظيفي و أزال الاعشاب و الدم الذي ما زال ملتصقا بي تم أزال قفازيه و نظفهما بدقة و تركيز تام أرجعهما لجيبه الايمن فحملني و إستمر في طريقه.














" لكن هناك شيئ ما زال يحيرني ما الذي جلبك ايها الصغير إلى النهر على ما يبدو أنك قد ولدت قبل أسبوعين فقط " لا أعلم إن كانت صدفتا لكنني قد همهمت مباشرة بعد كلامه فبدوت و كأنني أرد عليه.






'من وجهه يبدو أنه لم يتناول أي شيئ مغدي طوال هاذين الاسبوعين بقائه على قيد الحياة معجزة بالفعل أظن أن التفسير الوحيد لهذا هو الدم المختلط بماء النهر يبدو أن دخوله لجسمه عن طريق فمه هو ما سمح لجسده الاستمرار إلى هذه اللحظة . التغدي على الدم مباشرة بعد ولادتك هذا يبدو مرعبا نوعا ما , على كل حال يجب أن أسرع قد لا يستطيع الإستمرار يوما أو يومين آخرين , لكن قبل هذا ... ' فكر رون في نفسه بعدها نظر إلي.






بعد ساعتين و تبقي 30 كيلومترا عن بوابة المدينة توقف رون و جلس بالقرب من شجرة دابلة جمع بعض الاغصان و أشعل بعض النيران ليس للتدفئة أو الاكل بل لأنه سيستعملها في شيئ آخر.



"أيها الصغير سنقوم بفعل شيئ قد يؤلمك قليلا لكن هذا أمر لابد منه . سأقطع حبلك السري" وضعني على جدع مقطوع مسطح قليلا بعد أن نظفه و غطاه بتوب سميك قليلا كان يحمله معه.




بعدها بدأ بالبحت في الحقيبة التي كان يحملها معه و أخرج بعض الادوات الحادة و زجاجات مليئة بمختلف السوائل و بعض الضماذات و غيرها من عدته الطبية التي يحمها معه دائما بكونه طبيبا.







"حسنا , أتمنى أن تتحمل هذا " نظر رون إلى الطفل أمامه بنظرة عميقة.

2021/01/09 · 171 مشاهدة · 975 كلمة
Arkam
نادي الروايات - 2024