هل تتواجد الشياطين على الأرض ؟
أي نوع من الشياطين ؟ الشياطين الرمزية؟ أم الشياطين الدينية؟
عرف غو جون أن طريقته في تفسير هذه الكلمة، «الشياطين»، كانت جزءًا من الاختبار. من وجهة نظر المحاور، يمكن أن يعكس فهم المرشح للاستبيان وعي الشخص وسماته الشخصية ومعتقداته.
كانت الشياطين التي كانت في ذهنه الآن شياطين دينية. ومع ذلك، لم يكن متأكدًا من هذا الأدراك. في الوقت الحالي، هل كان هناك أي شياطين لا يستطيع العلم فهمها ؟
لو كان ذلك قبل بضعة أشهر، لكان قد قال لا. الآن، كان الأمر مختلفًا. تمامًا كما كان التوقيت يتجاوز الخمسة ثوانٍ، أجاب: «نعم».
في اللحظة التي رد فيها، قام المحاورون الثلاثة بالخربشة على الوثائق أمامهم بسرعة. لم يكن لدى غو جون أي فكرة عما كانت الإجابة المثالية. طبقًا لما هو مألوف، فإن حلاً مشابهًا للرد المثالي من شأنه أن يسفر عن نقطتين، وستكون الإجابة المختلفة إلى حد كبير هي 0 نقطة، وأخيراً نقطة واحدة للرد المحايد.
سأل الرجل ذو الوجه المربع على اليسار مرة أخرى، «هل ترغب في الذهاب إلى الجنة بعد الموت ؟»
«نعم»
"سقط كلب ضال في المحيط وغرق. هل يجعلك هذا حزيناً ؟ "
«نعم».
"موت شخص غريب مقارنة بموت الكلب. أي من الأثنين يشد قلبك أكثر ؟ "
الآن، هذا سؤال غريب حقًا. بناءً على الفرضيات المختلفة، ستتغير الإجابة بشكل جذري. على الفور، أغرقت اعتبارات متعددة عقل غو جون.
ماذا لو كان ذلك الغريب قاتلاً ؟ ماذا لو كان هذا الكلب شريكى المقرب لسنوات ؟ لماذا لم أفكر في ان رجل طيب والكلب هو الشرير ؟ هل أعتقد أن الكلاب أكثر طيبة من الإنسان ؟
هل هذه صفاتي الشخصية وفهمي للعالم ؟
بعد بعض التفكير، كان على غو جون أن يختار، «في مكان ما بينهما».
«هل تستمتع بالعاطفة الشديدة والشغف؟»
«في مكان ما بينهما».
«هل تعتقد أن الشخص المجنون دنيء؟»
«نعم ولا، في مكان ما بينهما».
بغض النظر عن رد غو جون، إما تجهم في أفكاره أو انزلاق الإجابة بسرعة من فمه، ظل المحاورون الثلاثة باردين بدون تعبير. ظل الرجل ذو الوجه المربع يتحدث برتابة بنبرة غير متذبذبة.
«كطبيب، هل ستنقذ حياة رجل شرير ؟»
هذا حير غو جون مرة أخرى. كانت هذه مسألة متعلقة بأخلاقياته. بصفتهم ممارسين طبيين، كانت الإجابة الصحيحة هي إنقاذ هذا الرجل. يجب أن يقوموا بعملهم ويتركوا الأحكام لممارسي القانون. ومع ذلك، لم يكن هناك من طريقة أن يكون الواقع بهذه البساطة. لا بد من حدوث أوقات سترغب فيها في عدم إنقاذ شخص ما. أجاب غو جون، «في مكان ما بينهما».
«هل تعتقد أن ماضيك حقيقي ؟»
سؤال غريب آخر تاركاً الكثير لغو جون ليفكر فيه. حتى أنه ربط أفكاره بتجربة الشق المزدوج لميكانيكا الكم (1). بعد ذلك أجاب: «في مكان ما بينهما».
«هل المعرفة هي أعظم قوة ؟»
وهو يفكر بعمق لمدة 2 ثانية، أجاب غو جون «لا».
«هل تتوق إلى السلطة ؟»
«نعم».
«معنى الحياة، حدود العلم وحقيقة الكون، هل تهتم بهم ؟»
«نعم».
«من أجل هذه الإجابات، هل ستخاطر بكل شيء ؟»
وقع غو جون في صمت مرة أخرى. المخاطرة بكل شيء ؟ كان هذا تصريح ثقيل ومطلق، ومع ذلك، إذا كان بإمكانه حقًا الحصول على جميع إجاباته.
أجاب: «في مكان ما بينهما». كان بأمكانه تجاهل سلامته، لكنه لم يرغب في إيذاء الآخرين.
«هل تثق في العلاقات العائلية ؟»
«نعم».
«هل تثق بالصداقة ؟»
«نعم».
«هل تثق بالحب ؟»
تعثرت إجابات غو جون السريعة. الحب ؟ هذا الشيء أكثر تعقيدًا بكثير.
كان يعتقد أن هناك معايير لكل الحب، ولكن هل كان كل ما يفي بالمتطلبات يعتبر حبًا ؟
أجاب: «في مكان ما بينهما».
«هل تعتقد أن هناك حقائق فلسفية خفية أكبر من البشر على هذه الأرض ؟»
متوقفاً لفترة, دارت أفكار غو جون بعنف. البشر هم جزء ضئيل من الحياة، كيف يمكننا بالفعل فهم كل شيء على هذه الأرض ؟
أجاب: «نعم».
«هل تتجاوز هذه الحقائق أهمية عائلتك وأصدقائك والحبيب ؟»
فجأة، خيمت فى الأفق غمامة مظلمة كثيفة على قلبه وتشكلت دون علمه. أجاب بتنهيدة خفيفة: «في مكان ما بينهما».
مجددا، كتب الرجل ذو الوجه المربع مرة أخرى على المستند.
إثناء طرح الأسئلة واحدة تلو الأخرى، أجاب غو جون على كل شيء في غضون 5 ثوانٍ. قرب النهاية، كانوا جميعًا أسئلة فى اتجاه المنطقة الرمادية الأخلاقية. حتى غو جون كان بامكانه أن يشعر بنمط فكره الخاص. ومع ذلك، كان هذا غريبًا بالنسبة له وليس مثل أخلاقياته المتصورة.
لقد حصل أيضًا على فهم أعمق بكثير لاختبار الشخصية غير الأعتيادى هذا.
كانت الاختبارات المعتادة مثل «استبيان عوامل الشخصية 16 لكاتيل»، كان هذا يختبر 16 نوعًا مختلفًا من الشخصيات مثل الجرأة الاجتماعية، الاستقرار العاطفي، الأستنتاج، التجريدات. كانت هناك أيضًا اختبارات أخرى مثل استبيان الشخصيات لإيسنك (2)، واختبار الانطوائية والانفتاحية، والعصبية والنفسية. أيضًا، وأختبار الشخصية متعدد الأطوار لجامعة مينيسوتا (3) وأكثر من ذلك بكثير.
على عكس الاختبار التقليدي، بدا أن الاختبار الذي يقوم به كان يقيس فهمه للبشر والكائنات الأجنبية والمادة والروحانية والصواب والخطأ وغيرهم. ومن هؤلاء، سيقوموا بعد ذلك بتقييم نوع شخصيته من أنواع الشخصيات غير المعروفة داخل القسم السري.
بحلول الوقت الذي انتهت فيه الأسئلة والأجوبة بعد نصف ساعة، كان غو جون قد أجاب ربما على أكثر من ثلاثمائة سؤال.
«هل تعتقد أنك مهم ؟»
«في مكان ما بينهما».
عندما أجاب غو جون على هذا السؤال، أومأ الرجل ذو الوجه المربع برأسه بشكل طفيف. «حسنًا، لقد انتهى الاختبار». على الرغم من هذا التصريح، لم ينته الاختبار عند هذا الحد. تابع قائلاً: "غو جون، سأقول لك كلمة الآن. تاليا، عليك استخدام هذه الكلمة لتكوين جملة سريعاً في غضون ثانيتين ".
أومأ غو جون برأسه. كان هذا اختبار إسقاطي (4) لتحفيز وإبراز عمليات التفكير اللاوعية للفرد.
«حسنا، أذن سنبدأ». بعد ذلك قال الرجل ذو الوجه المربع، «نبيل».
«هذا عمل نبيل». بينما كان غو جون يتحدث، أدرك شيئًا غريبًا. لقد ذكر «عمل نبيل» وليس "شخصًا نبيلًا".
تابع المحاور «لا يوصف».
بعد بعض التفكير, قال غو جون «تلك السيدة تتمتع بجمال لا يوصف».
هل أظهر هذا عقله الباطن ؟ لا، لقد فكر في هذا. كانت هذه إجابته الواعية.
من الواضح أن المحاور لاحظ ذلك أيضًا. ثانيتين كانت بالفعل مدة قصيرة جدا. لقد كان هذا بالفعل أكثر إيجازاً من 3 ثوانٍ التى تم استخدامها فى اختبارات ترابط الكلمات. في ذلك الفاصل الزمنى، كان من النادر رؤية أي شخص قادرًا على التفكير بشكل واعى قبل الإجابة، حتى لو كان التفكير لا ارادى. إو ذا كانت الإجابات مدروسة، فلا توجد طريقة للأختبار ليكشف عن اللاوعي لدى الفرد.
«غو جون، يرجى الرد فى غضون ثانية واحدة من سماع السؤال». لم يكن أمام الرجل ذو الوجه المربع خيار سوى تقديم متطلب إضافي.
نظر الرجل ذو التجاعيد العميقة إلى المرأة ذو الوجه الطويل على اليمين. كانت هذه هي المرة الأولى التي يراهم فيها غو جون بمثل هذا التعبير الحافل.
ما أرادوا الكشف عنه هو عقله الباطن.
بمعرفة هذا، فكر غو جون بهدوء مع نفسه.
حسنًا، لا يمكنني التصرف بشكل صارم، وإلا ماذا سيكون رأيهم في المقابلة السابقة ؟
تابع الرجل ذو الوجه المربع «الموت».
أجاب غو جون على الفور: «الحياة أو الموت، هذا يكون سؤال». للأسف، كانت لا تزال إجابته واعية، لقد تأثرت باقتباس كاى زيكسوان لشكسبير.
مجددا، لم يسجلها الرجل ذو الوجه المربع. هذه المرة، أخذ كومة من الورق الأبيض وقلم حبر. ممسكًا بهم، سار ومررها إلى غو جون. "دعنا نستخدم طريقة الرسم. سأريك بعض الصور على الشاشة. عليك فقط أن تنظر إلى الشاشة وتتحدث عن أفكارك عن الصور بينما تستمر في الرسم على الورق. لا تفكر، لا تتوقف ".
«حسنا». استلم غو جون القلم والورقة. كان يعلم، أنه حتى لو رسم رسومات لا معنى لها، فستكون مادة ممتازة لتحليل عقله الباطن في نظر علماء النفس. لم يكن لديه شك في قدرات القسم في هذا المجال.
بنفس عميق، نظر إلى الشاشة. عندما ضغط الرجل ذو الوجه المربع على زر وحدة التحكم، سطع الضوء.
كانت الصورة الأولى لسماء باهتة مغطاة بستار كثيف من السحب الداكنة.
قال غو جون وهو ينظر إلى الشاشة: «سماء، سحب داكنة»، بينما بدأت يداه في رسم خطوط على الورقة. عندما كان وعيه يركز على وصف الصورة، تُركت رسوماته السريعة لعقله الباطن.
تغيرت الصورة على الشاشة، كانت طاولة إعدام ملطخة بالدماء؛ كومة من الجثث الممزقة؛ بحر أزرق لازوردي؛ نظرة مقربة لذبابة ؛ صورة أسود وابيض لفتاة بجوار جدران...
بدون توقف، استمر غو جون في وصف الصور المتغيرة وهو يواكب الرسم. اثناء العملية، لم يكن يعرف ما الذي كان يرسمه. ومع ذلك، أصبح عقله سريع الانفعال بعض الشيء.
مع استمرار الأجراء، أبقى الرجل ذو الوجه المربع عينيه ملتصقة بالورقة في يد غو جون. ببطء، تعمقت النتوءات المتشكلة على جبهته. وقف كل من الرجل صاحب التجعيدات العميقة والمرأة ذات الوجه الطويل لإلقاء نظرة عن قرب.
"غو جون، شكرا لك. يمكنك التوقف الآن ".
أظلمت الشاشة، مخرجة غو جون من حالة تركيزه. «أوه...» بعد الخربشة لهذه الفترة الكاملة، شعرت يده اليمنى بالتعب الشديد. بعد لوى معصمه، وجد أن تعبير المحاورين قد تغير بشكل كبير. غرق قلب غو جون ونبض بشدة.
فقط ماذا رسمت ؟
نظر إلى الورقة. على هذه الورقة البيضاء العادية، خط قلم الحبر الأزرق الجاف خربش بجنون. شكل خط اليد جملة من الكلمات الأجنبية.
سطر كلمات أجنبية يمكنه قراءتها.
مشؤومة ومريبة وملتوية.
«تنبت ثمار الظلام، يكتنفها ظلام الهاوية. ستعيش طفيليات الموت مع السماء والأرض إلى الأبد».
ملاحظات المترجم:
(1)تجربة الشق المزدوج لميكانيكا الكم: هي التجربة الأساسية التي اخترقت العلم الحديث لفتح ميكانيكا الكم. إنها تجربة مبنية على طبيعة الضوء نفسه. تم تصميم تجربة الشق المزدوج لتحديد ما إذا كان الضوء يعمل كجسيم أو موجة.
(2)استبيان الشخصيات لإيسنك: في علم النفس، استبيان الشخصية لإيسنك (EPQ) هو استبيان لتقييم سمات شخصية الشخص. تم ابتكاره من قبل علماء النفس هانز يورغن إيسينك وسيبيل بي جي إيسينك. تعتمد نظرية هانز إيسنك بشكل أساسي على علم وظائف الأعضاء وعلم الوراثة.
(3)أختبار الشخصية متعدد الأطوار لجامعة مينيسوتا: هو اختبار نفسي ظهر في أواخر الثلاثينيات من قبل الدكتور هاثاواي والدكتور ماكينلي. كان الغرض من هذا الاختبار، الذي لا يزال الناس يستخدمونه حتى اليوم، هو تحديد الأمراض العقلية وقياس شدتها، وكذلك فحص المتقدمين غير المؤهلين للخدمة العسكرية.
(4)اختبار إسقاطي: هي اختبارات شخصية تُجرى في علم النفس من أجل فهم محفزات الشخص. إلى جانب ذلك، يكشف الاختبار أيضًا عن أنواع مختلفة من المشاعر الخفية للشخص - كما أنه يساعدك على فهم النزاعات الداخلية للشخص.
*ألقاكم غداً