عندما رأى صورة المخلوق في صفحة الملف الأولى، تجهم غو جون. لم يكن نوع الوحش الذي كان يتوقعه. حيث أنه لم يكن مخلوقًا بشريًا في الصورة ولكنه شيء أقرب لدودة عملاقة. تحت الصورة تم تصنيفها بأسم «الدودة العملاقة الجوفية». يمكن أن يصل طول هذا النوع من الدود إلى عشرة أمتار في مرحلة البلوغ، ويصل ارتفاعها وعرضها إلى نصف متر. لقد كانت حرفيا دودة عملاقة. وكانت لها نفس عادات الدودة الطبيعية. لقد أمضت معظم حياتها تحت الأرض، ولم تظهر إلا بسرعة مدهشة لتندفع إلى فريستها، مثل البشر، لتتغذى. لم يقدم الملف الكثير من التاريخ أو موطن للدودة العملاقة. وبدلاً من ذلك، ركز على الإجراء الجراحي المطلوب عند التعامل مع ضحاياها. من خلال التمعن فى الأمثلة الجراحية المقدمة، شعر غو جون ببرودة في عموده الفقري، مما أدى إلى قلب معدته.
بخلاف التسبب في إصابة خارجية خطيرة، فإن الدودة العملاقة ستدرج العديد من الديدان الطفيلية الصغيرة في جروح فريستها. ستنمو الديدان الصغيرة سريعاً داخل الجروح، وتشكل أكياس مكورة في النسيج الندبي (1). إذا لم يتم تطهيرها بشكل صحيح، فستستمر في التكاثر، مما يتسبب في وفاة الضحية أخيرًا من خلل داخلي في الأعضاء. في إحدى الصور، كان هناك واحد مع تشريح الجثة المرضية. أظهر كيسًا كاملاً يهتز مع طفيليات بحجم الدودة. بدوا كما لو أنهم يأكلون الجسم من الداخل إلى الخارج. أولئك الذين يعانون من رهاب الثقوب (2) سوف يلقون بالملفات بالتأكيد، ويصرخون، في هذه المرحلة. حتى بالنسبة لغو جون، لم يكن لديه أي تحمل للنظر في الملفات مجددا.
لكن بالنسبة للأطباء الحاضرين، كان الوقت جوهريًا. وكانوا مضطرين لتنظيف الطفيليات الموجودة في جروح الضحايا قبل أن تتاح لهم الفرصة للانتشار ثم تطبيق الضمادة على الإصابة بشكل اعتيادى. كان التركيز الرئيسي هو التأكد من تنظيف الجرح بنسبة مائة بالمائة. لا يمكن ترك دودة واحدة لأنه إذا كان هناك حتى خانق واحد، فستستمر في التفاقم مرة أخرى إلى مئات وآلاف مرة أخرى.
«فوو». وضع لي هاولونج الملفات وفرك ذراعيه بكلتا يديه، بشرته كله مقشعرة. فهم غو جون سبب إصابة أعضاء قسم العمل حتى مع معداتهم ؛ يجب أن يكون جحيما؟ ما كان عليهم أن يمروا به.
وهذا يفسر أيضا سبب رؤيته للجرحى راقدين في أسرّة خاصة مغطاة بأنابيب زجاجية ؛ كان عازل معقم. بالنسبة للضحية، كان الهدف هو منعهم من الإصابة بأمراض أخرى، وكان ذلك بمثابة منع إصابة الآخرين بالطفيلي. الوحش الصفائحى، الدودة العملاقة الجوفية، وكذلك الزومبي، الكائن العميق، والدهول المذكورين في المهام الجحيمية... لا يسع المرء إلا أن يتساءل عن عدد أنواع "المخلوقات غير الطبيعية" الموجودة في هذا العالم، حيث أن التعريف الذي كان لدى فيكدا فيما يتعلق بـ «المخلوق غير الطبيعي» هو أنها لا ينتمي إلى أي من الرتب التصنيفية السبعة الرئيسية (3).
كانت الرتب التصنيفية تصنيفًا بيولوجيًا ويبدو وكأنه كان التصنيف الذي يستخدمه النظام أيضًا، لذلك لن يتم اعتبار الجينمينكين مخلوقًا غير طبيعي، لكن الدودة العملاقة الجوفية كانت بالتأكيد كذلك.
«أيها الجراح الرئيسي، ما مقدار الخبرة الجراحية التي لدينا للتعامل مع هذا الطفيلي ؟» ظاهرياً كان سؤال غو جون كما لو كان قلقاً بشأن الجراحة الوشيكة، لكنه كان أيضًا سؤال إيحائي. إذا كان لدى القسم خبرة كبيرة في التعامل مع هذا، فهذا يعني أن الدودة العملاقة الجوفية لم تكن في الحقيقة مخلوقًا غير طبيعياً نادراً.
«ليس كثيرا». كان وجه الجراح تشو مظلمًا. "لقد درستها على الورق فقط، وستكون هذه هي المرة الأولى التي أتعامل فيها معها شخصيًا، لكن لدي الكثير من الخبرة في إزالة الطفيليات. أقترح أن ننظر إلى لقطات الفيديو أولاً. تم إرسالها للتو من قبل المقر ".
كان زينغ ييتشو يتعامل مع هذا لأول مرة أيضًا. حيث لم يكن هذا هو الوضع الذي كان غو جون يأمل في سماعه لأن هذا يعني أن الطاقة غير الطبيعية قد رجعت للنشاط مؤخرًا.
على أي حال، اجتمع الكل أمام الشاشة وأطلعوا على مقاطع الفيديو الجراحية التي تم إرسالها. لم يكن الجو يدعو للتفاءل بالتأكيد ؛ ستكون الجراحة صعبة للغاية.
كان من الصعب اكتشاف طفيلياً صغير، وعندما لم يتكونوا في كيس، لم يكونوا سوى مجرد نقطة بالكاد يمكن أن تلتقطها العين المجردة. لا يمكن جرفها بضغط الماء. كان لا بد من البحث عنها تحت المجهر ثم قطعها يدويًا. إذا كان الجرح في الأطراف وكانت الحالة خطيرة، فقد يتم اقتراح البتر. مع أخذ ذلك
كانت هذه عملية طارئة، لذلك لم يكن هناك وقت لتضييعه. بعد أن انتهوا من مشاهدة مقاطع الفيديو، قرر الجراح تشو اعتماد خطة البتر في حالة فشل خطة حفظ الذراع. بعد ذلك, ذهبوا للتغيير والتعقيم قبل أن يتوجهوا إلى غرفة الجراحة. لمنع العدوى من الجروح، سيقوموا بأستخدام غرفة جراحية معقمة هذه المرة. جاءت مع معدات مثل المجاهر والشاشات.
عندما دخل الأربعة إلى الغرفة، كالمعتاد، كان طبيب التخدير جالسًا بالفعل خلف الجهاز، وكانت الممرضات جاهزات. كانت ضحيتهم مستلقية بالفعل على اللوح الجراحي. مُخدر بالكامل، هادئا كالأموات. يمكن القول إن هذا هو الشيء الوحيد الذي كان أفضل من التعامل مع ضحية مرض بانيان التشوهى. الرجل الكبير والقوي لم يكن له لون على وجهه. من أعلى ذراعه اليمنى إلى راحة يده، لم يكن هناك لحم مرئي، على الأقل ليس أي لحم بشري. كان الأمر كما لو أن الذراع قد تم انتزاعها مباشرة وسحبها فى معدة الدودة العملاقة. بينما تم إرسال الضحية إليهم، كان الطبيب العسكري قد قام فقط ببعض الخياطة البسيطة لوقف النزيف. الآن، كانوا بحاجة إلى فك كل ذلك لفحص حالة الطفيلات داخل الأنسجة.
حالما بدأت الجراحة، بدأ الجراح تشو فى التعرق بالفعل. جاءت الممرضة المتجولة لمسح العرق مرارًا وتكرارًا. بدا زينغ ييتشو مستعداً قدر الإمكان بينما كان لى هاولونغ يهتز قليلاً من التوتر. شعر غو جون بالضغط عليه أيضًا. في الواقع، خلال هذا الوقت، بفضل وظيفة النظام في «قائمة الوظائف الجراحية»، تحسنت مهارته الجراحية بشكل كبير، ولكن مع ذلك، في مواجهة هذا التحدي المتمثل في إزالة الطفيليات والأكياس المجهرية، غمرته صعوبة كل ذلك. رؤية طبقة فوق طبقة من الأكياس متصلة بأنسجة الرجل... انخفضت قيمة S لديه مجددا. لقد اختبرت هذه الجراحة صبرهم ومهاراتهم التقنية ؛ كما اختبرت قدرتهم على التحمل والتركيز.
بدأت هذه الجراحة في الساعة 10:32 صباحًا، وانتهت فقط في الساعة 10:45 مساءً. بينما كانوا يقطعون ويشرحون وينظفون، كان عليهم خياطة الجروح في نفس الوقت. بعد ما يقرب من ثلاث عشرة ساعة، أكملوا الجراحة أخيرًا. عادت العلامات الحيوية للمريض إلى طبيعتها، وحفظوا يده اليمنى.
"لقد تمت. لقد انتهينا ". تنفس الجراح تشو الصعداء ووجد مقعدًا للجلوس. استرخى زينغ ييتشو، الذي كان الأكبر في وحدتهم، وكاد أن ينهار على الأرض. على مدى الساعات الثلاث عشرة السابقة، كان الأطباء الأربعة يقفون بجانب طاولة الجراحة. لم يرتاحوا ولو لدقيقة واحدة ؛ فى الغالب، لم يمدوا أيديهم إلا للتمدد.
«آااه...»أئن لي هاولونج بصوت مسموع وهو يجلس على المقعد. كان غو جون متعبًا جدًا لدرجة أن ساقيه كانتا مخدرتين. لم يكن الأمر أنه كان ضعيفًا ؛ كان سيتم استنزاف أي شخص جسديًا بعد الوقوف والعمل لأكثر من عشر ساعات متواصلة. وجد كرسيه وجلس. قام بمسح قائمة الوظائف الجراحية في ذهنه، وكانت نتائج هذه الجراحة ناجحة. كانت مساهمته الشخصية ثلاثة وعشرين بالمائة واحتلت المرتبة الثانية. استراحوا لفترة داخل غرفة الجراحة ثم توافدوا إلى الممر. جاءت ممرضة مع بضع زجاجات كولا باردة. قام الأربعة بالتخلص من أقنعتهم. أخذوا واحدة لكل منهم وابتلعوا الزجاجة كما لو كانت أمبروسيا (4). لا شيء كان مجزيًا أكثر من زجاجة كولا باردة بعد جراحة شديدة، ليس علبة ما, فقط الزجاجة يمكن ان تملأهم.
«آه جون كان مساعدا كبيرا خلال هذه العملية!» رفع الجراح تشو زجاجته بمديح. «تصفيقاً حاراً للرجل».
صفق الباقى مع أبتسامة. بالفعل، هذه المرة، قام غو جون بعمل أكثر من المساعد الأول. رفع غو جون زجاجته الخاصة في المقابل. كان العمل في الساعات الثلاث عشرة الماضية يستحق العناء بسبب النتيجة.
بعد ذلك جاءت ممرضة أخرى للإبلاغ. "الجراح تشو، هناك أشخاص من قسم التحقيقات هنا. لقد كانوا ينتظرون في الردهة الأمامية لساعات. إنهم هنا من أجل آه جون ".
جفل غو جون عندما سمع ذلك، لكن من ناحية أخرى، كان مستعدًا عقليًا لهذا أيضًا. يمكن للمرء أن يقول إنه كان ينتظر وصول هذا اليوم.
«ماذا ؟» كان الجراح تشو والبقية في حيرة من أمرهم. هرعوا إلى الردهة الأمامية ورأوا وحدة من ثلاثة أشخاص من قسم التحقيق جالسين على مقعد الانتظار، رجلان وامرأة. كانوا جميعًا يرتدون الزي الأسود لوحدة التحقيق. بمجرد أن رأوهم يمشون، وقف الثلاثة، وتم تثبيت نظراتهم على غو جون. تقدم الرجل الأمامى مع فك قوي ليقول، "من الجيد مقابلتكم جميعًا. دكتور غو، مرحبا. أنا وانغ كي، قائد الوحدة الفرعية من مجموعة تحقيق الطاقة غير الطبيعية. أريدك أن تتبعنا ".
"ما هذا؟ ما الذي يجري؟" كان تشو رويوين مستاءٍ. "غو جون هو مساعدي الثاني! لقد انتهينا للتو من عملية استغرقت أكثر من عشر ساعات، والأن منتصف الليل تقريبًا. بغض النظر عن إلحاح الموقف، عليك على الأقل ترك الرجل يأكل وينام أولاً! "
«هل تحاولون قتله يا رفاق ؟» أضاف زينغ ييتشو.
«أيها الأطباء، تعلمون أن عمل تحقيقنا يتمتع بالسرية المطلقة». قال وانغ كي بشدة:«أنا آسف لأنني لا أستطيع الخوض في مزيد من التفاصيل، لكنني أؤكد لكم، يمكن للدكتور غو أن يرتاح جيدًا في السيارة».
"لا بأس، الجراح تشو. زينغ ييتشو، لا بأس! " هدأ غو جون زملائه. كان يقدر اهتمامهم، لكنه أراد معرفة أكثر. "جميعهم يقومون بعملهم فقط. كابتن وانغ، سأذهب معك، لكن هل يمكنك منحي بعض الوقت للتغيير والاستحمام أولاً ؟ "
«بالطبع». أومأ وانغ كي برأسه. بعد ذلك, قاموا بإرسال غو جون إلى الحمام وغرفة تغيير الملابس. التصقوا بجانبه كما لو أن غو جون مجرمًا من نوعاً ما. بعد ذلك، وقف القسم الطبي بأكمله هناك ورأى غو جون يُقتاده الثلاثة من قسم التحقيقات.
أخرج تشو رويوين هاتفه على الفور للاتصال بالرئيس كيو لمعرفة المزيد من المعلومات، لكن الأخير بدا مغلوباً بنفس القدر على الهاتف. "هذا كله بسبب... تنهد. على أي حال، يشتبه قسم التحقيقات الآن في شيء سخيف. فقط دعهم يمضون بذلك. أنا متأكد من أنهم سيعودون مع الشاب في غضون يومين. "
ماذا يحدث ؟ عرف تشو رويوين أنه لا ينبغي له الضغط أكثر، لذلك لم يفعل، لكنه كان يشعر بالحزن حقًا. بعد كل شيء، كانوا قد أنهوا للتو عملية استمرت اثني عشر ساعة ؛ لقد أنقذوا للتو حياة رجل! وتم اصطحاب غو جون بعيدًا بهذه الطريقة، كما لو كان مجرمًا من نوعًا ما!
سواء كان ذلك زينغ ييتشو أو لى هاولونغ أو الممرضات، فقد كانوا ساخطين من هذا. فى نهاية المطاف، كانوا يعرفون غو جون. لن يصدقوا ذلك إذا قيل لهم إن الشاب فعل شيئًا سيئًا.
ملاحظات المترجم:
(1)النسيج الندبي: عبارة عن مجموعة خلايا وكولاجين يغطي موقع الإصابة. يمكن أن يصاب الناس بأنسجة ندبية على جلدهم نتيجة الإصابة أو الجراحة أو حب الشباب. يمكن أن تصاب مناطق أخرى من الجسم أيضًا بأنسجة ندبية، مثل عضلة القلب بعد نوبة قلبية.
(2)رهاب الثقوب: عادةً ما ينطوي رهاب الثقوب أو التريبوفوبيا على خوف شديد وغير متناسب تجاه الثقوب والأنماط المتكررة والنتوءات وما إلى ذلك، وبشكل عام، الصور التي تقدم طاقة عالية التباين بترددات مكانية منخفضة ومتوسطة المدى.
(3)الرتب التصنيفية السبعة الرئيسية: هم المملكة، الشعبة أو التقسيم، الطبقة، الترتيب، الفصيلة، الجنس، الأنواع. بالإضافة إلى ذلك، فإن المجال (الذي اقترحه كارل وويس) يستخدم الآن على نطاق واسع كواحد من الرتب الأساسية، على الرغم من أنه غير مذكور في أي من رموز التسميات. عادة ما يتم تخصيص رتبة للوحدة التصنيفية عندما يتم إعطاؤها اسمها الرسمي.
(4)أمبروسيا: طعام أو شراب الآلهة اليونانية، غالبًا ما يتم تصويره على أنه يمنح طول العمر أو الخلود لمن يستهلكه. تم إحضاره إلى الآلهة في أوليمبوس بواسطة الحمائم وتم تقديمه بواسطة هبي أو غانيميد في الوليمة السماوية.