بعد ان راى بوليفيموس قاتل والدته أمامه وهو مكبل لا يستطيع الحركة وتذكر كيف قطع رأس والدته أمامه شعر بالدماء تغلي في عروقه وقام بالانقضاض عليه بسيفه وغرزه في رقبته...
ولأن بوليفيموس كان ما زال صغيرا لم يستطع قطع رقبته من أول مرة لذا ظل يسحب سيفه ويغرزه مرات عديدة الى ان قطع رقبته بالكامل..
وقام باحضار شعلة ووضعها على جسده الذي بدون رأس ليفعل به مثلما فعل مع والدته وتركه ليتفحم....
لم يكن بوليفيموس قد هدأ بعد لذا نظر للرجال المكبلين أمامه وتذكر كيف لعبوا برأس والدته أمامه بأرجلهم وظلوا يمررونها لبعضهم البعض...
لذا ذهب الى أرجلهم المكبلة وهم ما زالوا على قيد الحياة ورفع سيفه وهو يبكي وقطع أرجلهم فردًا فردًا وتناثرت دمائهم في كل مكان
ظلوا يعتذرون له ويترجونه أن يتوقف
"أتوقف؟.... أَرُجاكم هذا سيعيد والدتي؟!..."
وسقط بوليفيموس على ركبتيه وهو يبكي ويتذكر ما حدث لوالدته
"بعد أن اقتلكم سأتمنى أن تعودوا للحياة، لأقتلكم مرة أخرى... مرة واحدة لا تكفي أبدا... "
وبعدها قام باحضار شعلة اخرى وحرقهم بها وجلس يشاهدهم وهم يحترقون وهم ما زالوا أحياء....
-الوقت الحالي-
وبعد ان روى بوليفيموس لسربينس ما حدث سأله سربينس
"وماذا فعلت بجثثهم؟"
كانت أرضية غرفة بوليفيموس عبارة عن خشب ويوجد تحته فراغ كبير نوعا ما وتحته حجارة وتحته السرداب
نظر بوليفيموس الى أرضية غرفته وهو يبتسم وقام بالنقر بقدمه عليها
"جثثهم قد احترقت وتحولت الى رماد، أما بالنسبة لأرجلهم المقطوعة قمت بدفنها تحت قدمي ووضعت شعارهم على الأرضية معهم... وهل ترى تلك الجمجمة التي هناك"
وأشار الى جمجمة كانت اعلى من بقية الجماجم الموجودة في الغرفة
"هذه الجمجمة هي جمجمة قاتل والدتي، قمت بأخذ رأسه ونزعت منه الجلد والأعضاء وعلقته، شعرت بنشوة كبيرة بعد ان قتلتهم، كان شعورًا لا يوصف"
"فكرة عبقرية، ولكن أليس من الغريب انه تم القبض على المنظمة بهذه السهولة؟"
"لا أعلم، ربما كانت مجرد منظمة ضعيفة"
________
كانت المدينة التي يحكمها بوليفيموس تتكون من اثنين وعشرين قرية لا وجود لأي حدود بينهم حيث يمكن لأي شخص من قريةٍ ما ان يذهب الى اي قرية اخرى دون اي مشقة، وكانت القرى متآلفة يحب اهلها بعضهم البعض
________
-بعد قليل في مكان آخر-
كان يوجد رجل ملثم واقفا امام حشد من الناس
"يجب علينا ان نحتج ليعلموا اننا لسنا بضعاف، ان تجمعنا كلنا فلن يستطيعوا ردعنا، ولا اقصد هذه القرية فقط، بل كل القرى!"
وكان قد أرسل العديد من مساعديه الى كل القرى ليتجمعوا بالناس
وبعد بضعة ساعات كانت توجد مظاهرات كبيرة لا يمكنك ان ترى بدايتها من نهايتها، فقد تجمع كل اهالي القرى وكانوا في اتجاههم الى قصر بوليفيموس!
.
.
.
.
.
.
.
كان بوليفيموس جالسا على كرسيه في غرفته حينما دخل عليه جندي وهو يلهث
"ما بك؟"
"هناك تجمهر للشعب يا سيدي وهم قادمون الى هنا الآن"
"ماذا؟! كيف هذا؟!"
"لا أعلم ولكنهم اقتربوا"
"حسنا اذهب"
وذهب بوليفيموس مسرعًا الى الجيش
"لقد تجمهر الشعب وهو في طريقه الى القصر، فلينزل بعضكم ويأت خلفهم وليأتي الباقي من امامهم، وانتظروا إشارتي لتنقضوا عليهم."
وصاح الجيش
"سمعا وطاعة!"
وبدأ الجنود بالتحرك وفق خطة بوليفيموس
جاء سربينس الى بوليفيموس وقال:
"ماذا ستفعل؟"
"لا شيء هم فقط حمقى ثائرون، بعض التخويف وسيهربون على الفور لأنهم يفضلون حياتهم على أي شيء"
"معك حق يا سيدي"
وقبل ان يقترب الشعب من القصر اعطى بوليفيموس اشارته للجيش وانقضوا على الشعب وقتلوا من كان يقف أمامهم، وبعد ان رأى الشعب أفراده التي قُتلت خافوا وهربوا وانفض هذا التجمهر
وبعد ان رجع الشعب وعاد كل شخص الى منزله وهو خائف بدأوا يكنون الكره لمورتوس لأنه هو من حفزهم وكان سببا في قتل الذين فقدوهم
-في قصر بوليفيموس-
كان بوليفيموس يعطي أوامره لسربينس
"أريدك ان تقوم بوضع حدود بين القرى ولا تجعل أي شخص من قرية يصل الى قرية اخرى بسهولة، وأيضا ضع جنودا على الحدود واجعلهم مجهزين بالأسلحة لأي محاولة دخول للقرى الأخرى"
"حسنا، ولكن لم هذه الحدود؟"
"لقد ثاروا اليوم لأنهم يستطيعون الوصول الى بعضهم البعض، ان قمنا بتفريقهم لن يستطيعوا الوصول لبعض، وسيسهل علينا هذا نشر الفتن بينهم"
"حسنا معك حق، أتريد مني شيء آخر يا سيدي؟"
"نعم بعد ان تضع الحدود ضع لكل قرية حاكما خاصا بها يكون من الأشخاص الفاسدين المنافقين واجعله ممن لديه عندنا فضائح لكي نتحكم به كما نحب"
"حسنا، سأذهب الآن وانفذ ما تريد"
-بعد عشر أيام-
جاء سربينس لبوليفيموس
"لقد أوشكنا على الإنتهاء من الحدود ووجدنا شخصا يهمك أمره"
"من؟"
"لقد قبضنا على مورتوس! وجدناه يقوم بتوزيع أوراق لجعل الناس تثور عليك"
"أحضره لي الآن!"
ذهب سربينس مسرعا لاحضار الشخص الذي تم القبض عليه
بعد قليل عاد سربينس وفي يده شخص مكبل أدخله الى غرفة التعذيب
"اذا ظننت أنك اذكى مني أليس كذلك؟"
"صدقني انا لست مورتوس"
"اذا لماذا كنت تهتف في الناس"
"انا فقط داعم لمورتوس"
فهمس سربينس في اذن بوليفيموس
"لقد تتبعناه وعرفنا اين يسكن، واتضح ان لديه ابنًا في شهره الاول"
"أحضره"
وبعد مدة قليلة جاء سربينس وهو يحمل في يده طفل رضيع
أمسك به بوليفيموس ونظر لوالده
"انظر، إنه ابنك الجميل يا له من ظريف"
وأدخل مفتاحا في حلق الطفل بشدة وبدأ الطفل يختنق ورماه الى والده مع سكين
"انقذه واخرج المفتاح، او قم بذبحه واخرج المفتاح! "
وخرج وأقفل الباب
.
.
.
الطفل يبكي بشدة ولا يستطيع التنفس
نظر الأب الى ابنه بذعر وبدأ يحاول انقاذه بجميع الوسائل الممكنة
وفجأة توقف بكاء الطفل...
لقد مات الطفل في يد والده... شعر الأب بالخوف، لم يستطع تحمل الصدمة، سقط على الأرض ولم تستطع قدماه ان تحملاه
بدأت الدموع تنهمر من عينيه
وكان بوليفيموس وسربينس يقفون خارج الغرفة
سأله سربينس
"ولكن لماذا فعلت به هذا؟"
"إن كان مورتوس فقد عذبناه وإن لم يكن فسندعه يخرج للشعب ليروا كيف أصبح حاله ليخافوا أن يعارضوني"
"معك حق، ولكن الا تظن ان القبض على مورتوس لن يكون بهذه السهولة؟"
"نعم من الممكن، الى أين وصل بناء الحدود؟ "
"لقد اوشكنا من الانتهاء واخترنا اثنين وعشرين حاكما بالمواصفات التي طلبتها، ولكن لم تريدهم هكذا؟"
"إن الحُكم لا يتفق مع الاخلاق في شيء، والحاكم الملتزم بالاخلاق ليس بحاكم بارع، ولذلك هو غير راسخ في عرشه
لا بد للحاكم من الالتجاء للرياء والنفاق والمكر، الإخلاص والنبل والأمانة تصبح رذائلًا في الحكم، وهي تساهم في زعزعة العرش وسلبه من الحاكم.... وان كان غير ملتزم أخلاقيا سيسهل علينا التحكم به كما نحب..."
"معك حق"
-بعد اسبوع-
كان الاب لا يزال محبوسا في الغرفة بدون طعام أو شراب وكانت لا تزال جثة ابنه أمامه وبجانبها السكين... "
نهض وهو لا يبدو انه في وعيه وأمسك السكين والدموع تنهمر من عينيه
"سامحني يا ولدي، ولكني أريد أن أعيش"
وانقض على ابنه بالسكين وبدأ بتقطيعه إلى عدة قطع بحثًا عن المفتاح الى ان وجده وفتح الباب وخرج ولم يوقفه أحد
كان بوليفيموس وسربينس يشاهدوه من بعيد فقال سربينس
"لم أتوقع أن يذبح ابنه بالفعل"
"الانسان يفضل حياته على أي شيء اخر، غريزة البقاء الموجودة عنده بالفطرة تطغى على كل شيء"
"بالفعل، بالمناسبة لقد اكتمل بناء الحدود"
"جميل جدا...أريدك ان تجهز الجيش"
"لماذا؟"
"سنحتل قرية ميزوبوتاميا..."