|||زاحفا... مليئا بالدماء! رجلاي لم تقوى على الحراك، الدم ينزل من رأسي متدفقا مغطيا نصف وجهي الأيسر، يدي اليسرى مكسورة و متضررة بشدة و أزحف باليمنى فقط! اصرخ ألما، و كان قادما بخلفي... ذلك الشئ الضخم! بشع الوجه! أسنانه المسننة تملؤ ابتسامته القبيحة، جسده الرمادي المشعر بالبياض الممزوج بحمرة دمي أشبه بجسد الغيلان التي في قصص الرعب المصورة، مصدرا زمجرة ممزوجة بضحكته المخيفة، و ينظر الي بكل شفقة! كنت في حال... يرثى لها حقا|||
≈قبل ثلاثة أيام≈
|||كنت باحثا عن هذا الشيطان الذي التقطه الرادار الملكي ديوس، أليس لقبا رائعاً؟ حسنا هذا غير مهم، على كل حال، ذهبنا إلى زقاق ما، حسنا توقعت أن أرى شخصا يحاول التحرش بإمرأة و سيتوجب علي إنقاذها و بعدها يتضح أنه الشيطان الذي كنا نبحث عنه و أقاتله بعدها و اهزمه! حسنا كان المكان مثاليا لهذا المشهد! لكن... لم يحدث ما ظننته، لأن ما حدث، أبعد عن خاطري هذه الأفكار المملة و المكررة التي رأيتها في مئات الروايات التي قرأتها و الأنميات التي شاهدتها...|||
دين :"واو المكان هادئ هنا! تبا هذا يشبه أفلام الرعب جدا"
ديوس :"لا تبدو خائفاً إطلاقا"
دين :"أوه حقا؟ حسنا لا أعتقد أن هناك شئ مخيف أكثر من وجهك الذي رأيته في أحلامي"
ديوس :"شكرا لك"
دين :"لم يكن مدحا!"
ديوس *في رأسه و من الداخل :"رأي وجهي في أحلامه؟ هل يعقل أن عقله الباطني قد أحس بي عندما تسللت إلى ذكرياته بينما كان نائماً لكي أعرف متى كسر السلسلة؟ حسنا هذا لا يهم، فقد عرفت بالطبع متى و أين قام بكسرها، [يبتسم] هذا مثير للإهتمام فعلا!"
ديوس *من الخارج :"انتظر فقط و ستعرف الرعب الحقيقي"
دين :"هل الشياطين بهذا الرعب حقا؟"
ديوس :"يمكنهم البقاء في هيئتهم البشرية التي استولوا عليها إن أرادوا، كما أن هنالك منهم من اختلط بالبشر بالفعل و يعيشون بينهم"
دين :"هذا يبدو سيئا"
ديوس :"هذا بالنسبة للبشري العادي، أما حتى الطاردين العاديين فيمكنهم تمييز الشيطان الضعيف المتنكر بهيئة بشرية فوراً، و تزداد صعوبة التعرف على الشيطان مع إرتفاع رتبته"
دين :"هل هناك رتب أيضا!؟"
ديوس :"نعم نعم لكن لا حاجة لأن تعرفها لأن من نبحث عنه مجرد شيطان متدني المستوى يمكن لطارد متوسط القوة أن يهزمه بكل سهولة"
دين :"إذا... ما رتبتي بظنك؟"
ديوس :"ضعيف"
دين :"[يصدم و يضع يده على صدره] ضربني في الصميم! ماذا؟"
|||سمعت أصواتا قادمة من أمامي، صوت غريب، و كأنما كان هناك شئ لزج يتخبط هنا و هناك، مع صوت قرقرة خفيف، كلما اقترب أكثر أسمع أصواتا أوضح كصوت قضم و قطع، و شممت رائحة عفنة، رائحة براز مخلوط بدم! عندما أخذت منعطفي يسارا بكل بطئ، و أبصرته هناك، كان رجلا معطيا ظهره لي جالساً على ركبتيه دافنا وجهه في شئ ما و أسمع بكل وضوح صوت القضم و البلع، لم ينتبه لي إطلاقا، فقد كانت فرصة ملائمة لأتخلص منه بسرعة، فأخذت نفسا و بلعت ريقي، و تقدمت خطوة و حاولت تجميع الشعلة في يدي، لكن يا لحظي السعيد...دعست علبة كولا '_'|||
دين *في رأسه :"تبا!"
ديوس :"أحمق"
الرجل :"[يتوقف عن ما يفعله و يلتفت خلفا]"
|||لا أستطيع أن أصف ذلك المشهد بكل كلماتي، في تلك اللحظة التي التفت لي و نظر نحوي، لم يكن هذا بشري على الإطلاق، لم أستطع حتى أن أميز ما إن كان شخصاً ابيض البشرة او اسمرا، لأنه وجهه بالكامل كان مليئا بالدم! و بين أسنانه الكبيرة البارزة يوجد ذلك الحبل الطويل الذي طوله أطول من الإنسان بثلاثة مرات، لقد كانت امعاءا! عيناه الجاحظتان المتوهجتان بلون أحمر فاتح بارزتان و تضيئان وجهه بالرغم من ذلك الظلام الحالك الذي تواجد فيه، نظر الي محدقا بكل إستغراب، جسدي أبى الحراك، تعرق كل جبيني، قلبي صار يخفق كالحصان! أردت فقط... الهرب!|||
الرجل :"[يشم الهوا مرتين]"
دين :"تبا! [يحاول تجميع الشعلة ف يده اليمنى]"
الرجل :"انت..."
دين *في رأسه :"تسك! إنه قادم!"
الرجل :"هل... تريد القليل؟"
دين :"ماذا؟"
الرجل :"انت... شيطان مثلي... أليس... كذلك؟"
|||معظم كلماته كانت متقطعة، صوته كان عميقا حادا، ثقيلا على سمعي، نبرته تدفن الروح! تمنيت أن أكون في حلم فعلا!|||
دين *في رأسه :"ما الذي يهزي به!؟"
الرجل :"أتريد... القليل؟ [يشفط الأمعاء التي بين سنانه كالمعكرونة] تعال... و انضم... لي! [يبعد جسمه عن ما كان يأكل فيه]"
|||ما كان يأكل فيه لم يكن رجلا كما كنت أتخيل، أو إمرأة كما وضعته في أسوأ تصوراتي، لم يكن حيوانا أيضا! و بالطبع لم يكن وجبة لحوم من كينتاكي، لقد كان يأكل في امعاء طفل! طفل صغير مفقوع العين، مفتوح البطن امعاءه خارجة عن جسمه متدفقا منها الدم و البراز! فمه الصغير المفتوح اثبت لي و بكل تأكيد أنه كان يصرخ طالبا النجدة، لقد أكل كامل بطنه! حتى القميص الأسود الذي كان يرتديه صار في بطن هذا المتوحش الجالس أمامي! عيناي توسعتا، حدقتاي ضاقتا، يداي ارتعشتا، رئتاي اعتصرتا، رجلاي تخدرتا، جسدي... قد مات!|||
الرجل :"تعال... و كل معي... إنه... لا يزال... دافئا!"
دين *في رأسه :"ها؟ ها؟ هااااااا؟! لا يزال ماذا؟ دافئا؟ لا يزال دافئا؟ هل يحاول إخباري... أنه... أنه قد بدأ لتوه؟ هل... هل ترغب بأن تقول لي... بأن... والداه يبحثان عنه في هذه الأثناء؟ هذا الطفل؟ والداه؟ هو؟ أخذه؟ لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟ لماذالماذالماذالماذالماذالماذالماذالماذا؟! انقذوني! هل سمعها و لم يبدي أي ردة فعل؟ هل كان يبتسم؟ ماذا حدث؟ اللعنة! اللعنة! اللعنة! [يكشر على أسنانه مظهرا تعابير غضب] اللعنة عليكم أيتها الشياطين الملعونة!"
الرجل :"لا...تخجل... تعال... و شاركني... [يقتلع العين الوحيدة و يرميها نحو دين]"
دين :"[يمسك العين بيده اليسرى و ينظر إليها]"
الرجل :"[يبتسم حتى تظهر أسنانه] هيا... فلتبدأ... في الأكل!"
دين :"[يرفع العين أمام وجهه و ينظر إليها بعدم مبالاة]"
الرجل :"رائحتك... مميزة... هل أنت...شيطان... ذو رتبة... عليا؟"
دين :"[يبعد العين عن ناظره و يكشف وجهه الذي يبدي إبتسامة ووجه مليئان بالقلق]"
الرجل *في رأسه :"ما خطب هذا الشخص؟"
دين :"هه...هه...هه...ههههه...ههههه...ههههه....هاهاهاهاهاهاها! هاهاهاهاهاهاها!"
الرجل *في رأسه :"هل جن؟"
ديوس :"هاي ما خطبك؟"
دين :"[يضع يده اليمنى على نصف وجهه الأيمن] هههههههه نعم نعم! هذا مجرد حلم ليس إلا! نعم نعم! كله حلم! ديوس، جسدي الجديد، مركز التسوق، السيدة اولغا، ڤي،الأعور، الطاردين،الكابا، الشعلة الزرقاء، سيد مافريك، جين و زاك و جيف، الطفل، هذا الرجل! كله حلم ليس إلا! نعم نعم! ضربني بروك بشدة و أنا الآن أحلم و موجود في المستشفى! نعم نعم! هذا التفسير المنطقي الوحيد! متى؟ متى؟ متى سأستيقظ يا أيها الطبيب؟! إجعلني أستيقظ بسرعة!"
الرجل :"[ينظر بتمعن] هاي... أنت لست... شيطانا... أليس كذلك؟"
دين :"[ينظر للرجل] ها؟ هل قلت شيئا؟"
الرجل :"من... أنت؟"
دين :"[بقلق] أنا؟ نعم، أنا؟ انا دين فرانكفورت، نعم أنا كذلك! أنا فتى سمين مقرف مقزز قبيح متعفن تخلى والداه عنه و نبذه المجتمع! نعم نعم! أنا هكذا! سأصحو و أجد أن كل هذا مجرد حلم ليس إلا! لقد ظننت أني صرت وسيما هاهاها! نعم! متى... [بصوت عالي] متى سأصحوا من هذا الكابوس يا أيها العالم؟!"
الرجل :"[يقف عن رجليه] هل... أنت... طارد؟"
دين :"اصمت لوهلة [يضرب وجهه مراراً بكفه الأيمن] هيا استيقظ! هيا! [يقرص نفسه] هيا! [يعض يده حتى خرج منها دم ثم يتوقف و بتوتر] الأمر... لا يفلح؟!"
الرجل :"[يبصر الدم الخارج من يد دين و يبتسم ابتسامة قبيحة و يركض نحو دين]"
دين :"ماذا؟"
|||ركض نحوي مسرعاً فاتحا فمه القبيح مظهرا أسنانه الكبيرة المسننة المليئة بالدم المتقطر من فمه في شهوة منه، ألم يشبع من ما فعل؟ رفع مخلبه يده ذات الأظافر المخلبية عاليا و حاول مهاجمتي بها|||
الرجل :"مت!"
دين :"تبا! [يتجنب الضربة]"
|||استطعت تجنب ضربته تلك عبر التدحرج للأمام، أضفت بعد من الكابا إلى قدمي كما أخبرني ديوس قبل أن نبدأ هذه الليلة|||
الرجل :"لا تهرب!"
|||و حاول مهاجمتي مجدداً، و مجدداً، و مجدداً! و ذهني ما زال في تلك الحالة فلم أكن منتبها بشكل كلي، و جرحني في كتفي الأيسر!|||
دين :"سحقا! [يمسك كتفه الأيسر و ينظر للرجل بغضب وقلق]"
الرجل :"[مبتسما] يبدو أنك... لست سوى... مجرد هاوي! أستطيع... التمييز بينك... و بين البشر العاديين... أستطيع... أن أشعر... بتدفق الكابا... في جسدك... بكل سهولة... لأنها مميزة! لكن... لا يبدو لي... أنك طارد... زيك... أنت لا... ترتدي زيِّهم! أنت مجرد... إنسان عادي... اكتشف أنه له... القدرة على... القيام بأمور... خارقة...و ظن أنه...يمكنه أن... يصبح بطلا! للأسف... هذا ليس... عالما... للأبطال!"
دين :"اصمت"
الرجل :"ماذا؟"
دين :"دعني... [بنظرة حزينة] أفكر في طريقة لأخرج بها من هذا الحلم!"
الرجل *في رأسه :"إنه ضعيف! إنه لقمة سهلة! يا حظي إثنان في وقت واحد و أحدهم لديه كابا مميزة! سأصير أقوى و أقوى!"
ديوس :"إسمع يا دين عليك ان-"
دين :"[بصوت عالي] إصمت!"
ديوس :"..."
دين :"إصمتا كلاكما! [يضع يديه على رأسه] كلاكما ليسا حقيقيين! انتما مجرد هلوسات في رأسي المتوهم! اتركاني أستيقظ!"
ديوس :"[بصراخ] نحن لسنا في حلم أيها الغبي! حياتك هي حياتي فعليك الإستماع لي!"
دين :"لا لا! إصمت! إصمت! أخرج من رأسي حالا! اصمت!"
الرجل *في رأسه :"مع من يتحدث بحق؟"
ديوس :"أيها الاناني الوغد المتوهم ستتسبب في مقتلنا!"
دين :"يكفيييييييييي!"
الرجل *في رأسه :"إنها فرصتي إنه منهار! [يندفع نحو دين]"
|||تجنبته هذه المرة أيضا ضربة حرجة لكنه قام بجرح صدري بمخالبه!|||
الرجل :"إسمي هو... غالان... [يبتسم] لا تنساه... بعد موتك! [يندفع نحو دين]"
دين :"[بصوت مكتئب] يكفي..."
|||فور اندفاعه نحوي و توجيهه ضربته الأخيرة و الذي كنت واقفا مكاني، ما زلت في أفكر في طريقة لأخرج من هذا الكابوس!|||
غالان :"فلتمت! [يضرب دين بضربة خاطفة بيسراه]"
دين :"[يختفى قبل وصول الضربة]"
غالان :"ماذا؟"
دين :"[يظهر مقابلا يد غالان اليسرى جاعلها في جانبه الأيسر] ألم أقل لك... [يمسك قبضته و تشتعل بلهب ازرق] أن... [يضرب غالان في وجهه و بصوت عالي] تتركني أفكر كيف أخرج من هذا الحلم أيها الوغد؟!"
|||ضربته ضربة مباشرة في وجهه مع يدي الي اشعلتها بالشعلة الزرقاء، في اللحظة التي ضربته فيها اشتعل كامل رأسه رجع للخلف وبدأ يصرخ متألما و بصرخات مرعبة، لم أفعل شئ سوا أن لهثت أنفاسي، و أراه يحترق من رأسه كاملا يصرخ تلك الصرخات العالية!|||
ديوس *من الداخل :"[يبتسم إبتسامة شريرة مخيفة] إتصال!"
|||فجأة وجد هذا الشيطان نفسه في مكان آخر، جالسا على الأرض، لم يعد وجهه يحترق، بل وجد نفسه في ظلمات حالكة من كل مكان|||
غالان :"أين أنا؟"
(صوت) :"[من خلف غالان] هاي"
غالان :"[يلتفت خلفه و تتوسع عيناه و بقلقل] م... مل... ملكي؟"
ديوس :"[يبتسم إبتسامة خبيثة]"
¦¦¦إنتهى الفصل¦¦¦