في مكان ما فوق المحيط الوسع ، ظهر صدع مرعب فوق المحيط مباشرة ، خرج منه شاب و شابة ، كان الشاب يحمل طفل صغير ملفوف في قطعة من القماش البيضاء. أنهما شو لينغ و تانغ لين.

ظلت تانغ لين تتفحص محيطها بحيرة و بعد فترة من الوقت استسلمت.

"الاخ لينغ لماذا اتيت بينا الي هذا العالم منخفض المستوي؟!" كانت تانغ لين في حيرة شديدة ، علي الرغم انها تفحصت كل زاوية في هذا العالم إلا أنها لم تجد أي شئ ملفت للنظر.

"لينير عليك أن تصغي إلي كلامي بهدوء شديد ولا تتوتري علي الاطلاق." تحدث الشاب بنبرة شديد الجدية.

اومأت تانغ لين مثل قطة مطيعة صغيرة.

ابتسم الشاب بشكل مريح عندما رأي رد فعلها و بدأ يتكلم مرة أخري.

"في هذا العالم هناك عده عوامل يمكن أن تحدد إلي أي مدي يمكن أن يصل الشخص في طريق الزراعة الواسع و اللانهائي"

" الحظ و الموهبة و الخليفة ، يمكن للشخص أن يمتلك موهبة مرعبة لكنه يموت في منتصف الطريق ، أو في مرحلة ما عندما يصل إلي عوالم متقدمة وآفاق اعلي لا يمكنه الاستمرار في التقدم لأنه في السابق كان يعتمد علي موهبته بشكل أعمي."

"الحظ أيضا لا يمكن الاعتماد عليه دائما لأنه في مرحلة ما سوف ينفذ"

"أما بالنسبة للخليفة ، علي الرغم من أن الشخص الذي يمتلك خليفة قوية يحظي بحياة سهلة إلا أنه في مرحلة ما يمكن أن يفقد خليفته القوية أو يصل إلي مرحلة أعلي بحيث لم تعد خليفته مفيدة."

"الحظ و الموهبة و الخليفة ، كلها عوامل مهمه لكنها ليست الأهم ، لينير هل تستطيعين أن تقولي لي ما هو الاهم؟"

اجبت تانغ لين بدون تفكير " الجهد و المحن التي مر بها المزارع في سعيه للقمة مهمة للغاية أيضا و إدراة الشخص علي تحمل تلك المصاعب هي الاهم."

" كما هو متوقع من صغيرتي الذكية ، هذا صحيح الجهد و إرادة المزارع و المثابرة و المحن التي مر بها المزارع طوال الطريق مهمة للغاية أيضا"

"بعد كل شي علي الرغم من أننا نملك خليفة مرعبة و موهبة كبيرة إلا أننا انا وانت مررنا بالعديد من الصعاب معا لنصل إلي مستونا الحالي "

" علي الرغم أننا عنينا الكثير لكي نصبح ما نحن عليه الأن،إلا اننأ لم نبدأ من الصفر كونا نملك أساس و خليفة منذ ولدتنا"

"لهذا أنا أريد ترك تيان إير هنا لكي يبدأ من الصفر."

بمجرد انتهاء شو لينغ اندفعت تانغ لين و في ومضة خطفت منه الطفل ، وقالت في ذعر " مستحيل ، لن يحدث هذا ابدا لن يكبر تيان إير بعيدا عني ، أيضا الاب بالتأكيد لن يوافق علي اقتراحك"

"لا تقلقي بشأن ابي ، حسنا لن أخذ تيان إير رغم عن اراتك لكن عليك أن تعلمي إذا بدأ تيان إير من الصفر فذلك سيكون مفيد جدا لمستقبله"

ابتسم شو لينغ وقال " هل تعلمين أنني شعرت قبل عام أن زراعتي يمكن أن تتقدم أكثر من ذلك."

"غير ممكن كيف يمكن هذا؟! جميع الخبراء في الكون اجمعوا علي أن هذا هو الحد النهائي" أظهرت تانغ لين نظرة الكفر و هي تتحدث.

"لينير عليك أن توسعي افاقك قليلا ، أنه مثل عالم صغير كالذي نحن فيه إذا اخبرت أحد الخبراء هنا أن هناك ملايين العوالم في الكون وان هذا العالم مجرد نقطة صغيرو في الفضاء فإن أغلبهم بالتأكيد لن يصدق ذلك"

"ماذا اذا كان كوننا أيضا مجرد نقطة صغيرة في كون أوسع بكثير؟"

ذهلت تانغ لين قليلا ولكن عندما فكرت علي مهمل وجدت أن هذا محتمل للغايه.

"اذا بدأ تيان إير من الصفر فإن تقدمه سيكون أسلس بكثير في المستقبل لذا عليك أن تفكري في الأفضل له "

"ليس الأمر أنني اب بلا قلب ، أنه صعب أيضا بالنسبة لي لكنه الأفضل لتيان إير"

ظهرت الدموع في عيون تانغ لين " لكنه سيكبر بعيد عنا وماذا إذا تعرض لحادث؟! " كان شكلها بالتأكيد يفطر القلب.

لكن ظل شو لينغ غير متأثر بعيونها و تحدث بثبات " عليك أن توافقي فقط و سأقوم انا بما يلزم "

بعد فترة من الصراع الداخلي نظرت تانغ لين إلي الطفل بين ذراعيها بحنان شديد وقالت " حسنا انا موافقة"

بعد انتهاءها من الكلام ، رفعت يدها الجميلة مباشرة و ظهر ضوء ابيض حليبي فجاءه في راحة يدها ، ثم ضغطت برفق علي جبين الطفل. و دخل كامل الضوء إلي جبين الطفل.

تنهد شو لينغ و هز رأسه " لينير انتي حقا فظيعه للتفكير انك اقتطعتي جزء من روحك و اضافتيه إلي تيان إير."

تكلمت تانغ لين بنظرة حزينة قليلا "علي الرغم أنني اعلم أن تيان إير بالتأكيد عبقري إلا أن جزء روحي سيعزز فهمه إلي مستوي أخر و يجعل أساس روحه أكثر ثبات و قوة "

" أما بالنسبة لي انني سأتعافي مع بعض الوقت"

"حسنا بما انكي اعطيتي تيان إير هديه فلن أكون بخيلا انا ايضا" بمجرد ان انتهي من الكلام ، لوح بيده و دخلت ضوء ذو لون خافت بين حاجبي الطفل.

"الاخ لينغ ماذا اعطيت تيان الصغير؟" سألت لين تانغ.

ابتسم شو لينغ وقال في غموض " أعطيته تنقية زراعة فريدة للغاية حتي انا لم استطع معرفة عمقها، لقد عثرت عليها في خراب قديم لكنني لم استطع تدريبها لأنها تتطلب بدأ الشخص من الصفر ، لم اعتقد انها ستكون يوما ما من نصيب ابني"

ابتسمت تانغ لين ببراعة لأنها تعلم أن تقنية الزراعة التي لم يعرف حتي زوجها مدي حدودها بالتأكيد ليست بالشئ البسيط

"حسنا لينير عليك أن تودعي تيان إير الان" بعد أن تحدث شو لينغ نظرت تانغ لين إلي ابنها بنظرة شوق و حنان و حب

"لينير ليس الأمر أنك ستفقديه إلي الأبد أننا فقط نفعل ذلك لأجل مصلحته" بعد فترة من النظر إلي ابنها الصغير ظلت تحتضنه فترة من الوقت ، بعدها اخير علي مضض شديد سلمته إلي زوجها.

"الاخ لينغ إذا حدث مكروه لتيان إير فلن اسامحك طول حياتي ابدا" تكلمت تانغ لين و هي تنظر إلي شو لينغ بكأبه

ابتسم شو لينغ و لم يرد عليها و نظر إلي ابنه وقال" صديقي الصغير المرة القادمة التي نلتقي بها وجها لوجه ستكون بالتأكيد رجلا قادر علي زحزحة العالم "

لم تكن هذه الكلمات كلمات احتمال بل كانت كلمات ثقة قويه للغاية بإبنه الصغير .

قالت تانغ لين بشئ من الفخر " المرة التي نلتقي فيها سيكون ابني بالتأكيد رجلا وسيما أكثر بكثير منك ، بعد كل شي أنه ابني."

" حسنا ، لينير عودي الي العشيرة اولا ، لأن ترتيباتي غالبا لن تروقكي" تحدث شو لينغ بنرة لا تقبل الجدل.

نظرت تانغ لين إلي ابنها ثم قبلته علي جبينه و قالت بصوت خافت " عندما نتقابل مره اخري اتمني ألا تلوم الام ، أن هذا فقط لمصلحتك".

وفي لحظه اختفت من مكانها وكل ما تبقي تيار خفيف من الدموع بعد ذهابها.

ظل شو لينغ واقفا في مكانه لفترة و لم يتحرك ثم نظر إلي الطفل الصغير بنظره حنان سرعان ما تحولت إلي حزم و تمتم" بعد كل شئ انت ابني شو لينغ كيف يمكنك أن تكون شخصا عاديا للوصول إلي افاق أعلي مني لا يكفي فقط الاعتماد علي موهبتك."

سرعان ما اختفي في ومضة كأنه لم يكن موجود في الأساس.

في مكان يسمي مدينة سحابة الرياح ، كان الجو عاصف و البرق يظهر باستمرار في السماء مثل الثعابين التي تنقص علي فريستها يليه صوت هدير الرعد المرعب.

هناك جبل في الطرف الشمالي من مدينة سحابة الرياح يسمي جبل الخيرزان الساقط ، المكان هناك هادئ بشكل ينم علي الدهشه عكس العاصفة في جميع أنحاء المدينه. فجاءة ظهر صوت لبكاء طفل صغير ، يبدو كأنه لم يبلغ من العمر عاما حتي .

بعد حوالي نصف الوقت اللازم لحرق عصا البخور ، ظهر رجل عجوز يبدو في السبعينات من عمره يمتلك مظهر كريم و وشعر ابيض مثل الثلج و لحية بيضاء طويله تصل إلي أسفل صدره ، و عيون تبدو وكأنها تمتلك بحر من الحكمه و المعرفة التي لا تنتهي.

اقترب من الطفل علي مهل " كيف ظهر هذا الطفل هنا؟" بعد أن تفحص محيطه لفتره من الوقت حمل الطفل الصغير بين ذراعيه و قال "لا يهم علي أي حال لا يمكنني تركه هكذا ، بالتأكيد ستسعد تلك المرأة برؤية طفل صغير" ابتسم الرجل العجوز بخفه ثم بدأ يتحرك علي مهل و ببطء.

عندها ظهر في مرمي البصر ساحة فناء واسعه تبلغ 200 متر علي الاقل مليئة بالخضرة و الأشجار و الزهور الجميلة ، لكن هناك منزل في منتصف الفناء يبدو و كأنه مصنوع من خشب بسيط مع قليل من القش.

عندما اقترب الرجل العجوز من الفناء توقف فجاءه و صرخ بصوت عالي" ايتها الزوجة انظري لقد اتيت لكي بمفاجأة"

وعندما دخل الفناء و اقترب من المنزل ، فجاءة تم فتح باب المنزل و ظهرت إمرأة عجوز أيضا تبدو وكأنها في الستينات من العمر ، و لكن ملامحها كانت تمتلك بعض اللطف و الجمال ، أنها بالتأكيد من النوع التي ستفتح لها قلبك لحظة رؤيتها.

" الرجل العجوز هيان ما الأمر ؟ لماذا تصرخ بصوت عالي مثل طفل؟!" ولكن بعد أن أنهت كلامها نظرت له ورأته يحمل طفل صغير بين ذراعيه ، سرعان ما صرخت و قالت " اسرع اعطيتي إياه" اندفعت فجاءة إلي الرجل العجوز وخطفت منه الطفل.

عند رؤاية هذا تنهد الرجل العجوز و هز رأسه وكأنه توقع ردت فعلها من البداية.

"يا إلهي يا له من طفل جميل أنه بالتأكيد سيصبح جميلا عندما يكبر." تكلمت المرأة العجوز في فرح شديد ، ثم قالت " العجوز هيان كيف وجدت مثل هذا الطفل الجميل؟ ألم تخرج للبحث عن نبات الجينسنج ذو العشر اعوام؟"

تنهد الرجل العجوز وقال" لقد عثرت عليه في طريقي للعوده يجب أن يكون تخلي عنه اهله."

" ماذا كيف يمكن لأحد أن يتخلي عن هذا الملاك الصغير أنهم بالتأكيد بلا قلب؟! ، حسنا العجوز هيان لقد قررت سنعتني بهذا الطفل الجميل كحفيد لنا ."

ابتسم الرجل العجوز بمرارة و قال " ليس الأمر وكأن اعتراضي سيؤثر علي قرارك."

"من الجيد انك تعلم" ابتسمت المرأة العجوز بانتصار ثم قالت " ماذا يجب أن نسميه إذا؟"

بعد لحظه من التفكير تحدث الرجل العجوز " شو تيان." ، ابتسمت المرأة العجوز " حسنا لقد تقرر انت هو شو تيان من اليوم انت حفيدنا بالتبني شو هيان و شو تونغ".

بعد الانتهاء من الحديث دخل الرجل العجوز و المرأة العجوز المنزل و معهم طفل صغير.

في السماء فوق السحاب كان هناك شاب يراقب الوضع في الأسفل بعدها بثانيه ، ابتسم برفق ونظر إلي جانبه " لينير اعلم انك هنا لا داعي للاختباء" بمجرد من انتهاءه من الحديث ظهرت بجانبه تانغ لين.

"حسنا ايتها الام الحنون حان وقت الذهاب إلي العشيرة كي لا يقلق الاب ، لا تقلقي علي تيان إير علي الرغم من أنني وضعته في مكان حيث سيبدأ الزراعة من الصفر ، الا أن هذا العالم ليس بسيط كما يبدو هناك عدة أشياء إذا حصل عليها تيان إير من هذا العالم فإنها ستفيده بشكل كبير في نموه ، و مع موهبته لن يستغرق وقت طويل للصعود إلي عالم أعلي "

اؤمات تانغ لين علي مضض شديد ثم تحدثت " هل اخدت التدابير اللازمة لحمايته عندما يكون في خطر؟"

ابتسم شو لينغ و لم يرد . عندما رأت تانغ لين هذا كانت قد عرف الإجابة بالفعل و لم تطلب المزيد فقط استمرت بالنظر في اتجاه البيت الصغير ثم فجاءه قالت " هيا بينا لكي لا يقلق الاب"

وحرك شو لينغ ذراعه بشكل خفيف و ظهر صدع صغير كان بالكاد يتسع لاثنان وقال "هيا". في ومضة دخل الصدع و اختفي ثم تبعته تانغ لين بعد لحظه ، بعد دخولها تعافي الفضاء و عاد إلي طبيعته.

2021/07/03 · 1,271 مشاهدة · 1805 كلمة
Heroz
نادي الروايات - 2025