# الفصل الأول:
ألم حارق في مؤخرة رأسي كان أول ما استقبلني في هذا العالم الجديد، أو ربما، في هذه الحياة الجديدة. لم يكن مجرد صداع عادي، بل شعور ثقيل، نابض، كأن أحدهم قد استخدم جمجمتي كطبل في احتفال همجي. فتحت عيني ببطء، لأجد نفسي أحدق في سقف مزخرف بشكل مبالغ فيه، ثريا كريستالية تتدلى منه كعنقود عنب متجمد، تلقي بضوء خافت ومتراقص على الجدران المغطاة بورق جدران حريري ذي نقوش ذهبية معقدة.
أين أنا؟
لم يكن هذا سؤالي الأول بالضبط، بل كان أشبه بضباب من الارتباك يخيم على عقلي. آخر ما أذكره كان شاشة حاسوبي المضيئة، وشخصية "أليكس فون إيستر" البائسة وهي تتلقى ضربة قاضية في أحد مشاهد لعبة "أبطال النجوم" التي كنت أدمنها. كنت قد تركت تعليقًا لاذعًا للعبة على أحد المنتديات بسبب مدى إحباطي من هذه الشخصية الثانوية عديمة الفائدة، ثم... لا شيء. فراغ أسود.
رفعت يدي لألمس رأسي، وشعرت بضمادة خشنة ملفوفة حوله. اليد التي رأيتها لم تكن يدي. كانت شاحبة، نحيلة، بأصابع طويلة وأظافر مقلمة بعناية فائقة. بدت كيد أرستقراطي لم يعرف يومًا معنى العمل الشاق. تحركت ببطء، محاولًا الجلوس على السرير الفاخر الذي كنت أستلقي عليه. كان الفراش ناعمًا بشكل لا يصدق، مصنوعًا من حرير ومحشوًا بما شعرت أنه زغب طيور نادرة. الغرفة بأكملها تصرخ بالثراء الفاحش، من الأثاث الخشبي المصقول الداكن، إلى السجادة السميكة ذات النقوش المعقدة التي تغطي الأرضية.
لكن هذا الترف لم يبعث في نفسي أي شعور بالراحة، بل زاد من قلقي. هذا المكان... هذه اليد... هذا الشعور الغريب بالانفصال عن جسدي. نهضت من السرير، وشعرت بدوار خفيف يجتاحني. كانت ساقاي ضعيفتين، كأنهما لا تخصانني. اتكأت على عمود السرير للحظات، ثم توجهت بخطوات مترددة نحو مرآة طويلة بإطار ذهبي مزخرف كانت تقف في زاوية الغرفة.
ما رأيته في انعكاسها جعل أنفاسي تتجمد في صدري. لم يكن وجهي الذي اعتدت رؤيته كل صباح. كان وجهًا آخر، وجهًا أعرفه جيدًا من ساعات لا تحصى قضيتها أمام شاشة الحاسوب. شعر أسود فاحم، منسدل بشكل فوضوي قليلًا ليلامس ياقة قميص نوم حريري أبيض. بشرة شاحبة كالقمر، وعينان... عينان رماديتان داكنتان، حادتان كشظايا الجليد، لكنهما الآن تحملان نظرة مرتبكة وضائعة. كان وجهًا جميلاً بشكل شيطاني، جمال بارد وحاد يمكن أن يسلب الأنفاس، لكنه كان جمالاً مألوفًا بشكل مرعب.
إنه أليكس فون إيستر. الشخصية الأكثر إثارة للشفقة والازدراء في لعبة "أبطال النجوم". الشرير من الدرجة الثالثة، الابن المنبوذ لعائلة نبيلة فقدت بريقها، الفاشل الذي لا يمتلك أي موهبة حقيقية سوى الغرور والحسد، والذي كان مصيره المحتوم الموت بشكل مهين على يد البطل الأصلي أو أحد أتباعه في وقت مبكر من القصة.
أنا... أصبحت أليكس فون إيستر؟
شعور بالذعر البارد بدأ يتسلل إلى عمودي الفقري. لا، هذا مستحيل. يجب أن يكون هذا كابوسًا. قرصت ذراعي بقوة، وشعرت بألم حاد وحقيقي. لم أستيقظ. اللعنة! هذا ليس حلماً.
تراجعت بضع خطوات، وسقطت على كرسي مخملي قريب، وعقلي يدور في حلقة مفرغة من الإنكار والصدمة. تجسدت؟ في لعبة؟ وكشخصية أليكس اللعين؟ هذا أسوأ من الموت نفسه! أليكس كان كبش فداء لكل مشكلة، أضحوكة الأكاديمية، والشخص الذي يستخدمه المؤلف دائمًا لإظهار مدى روعة البطل الأصلي من خلال إذلاله.
بدأت الذكريات تتدفق إلى رأسي، ليست ذكرياتي، بل ذكريات أليكس الأصلي. مشاعر الغضب، الحسد تجاه البطل "رايان"، الإحباط من ضعفه، الخوف من نبذ عائلته، الرغبة اليائسة في الحصول على الاعتراف والقوة... كل هذه المشاعر المتضاربة والمظلمة اجتاحتني كالسيل، مهددة بإغراقي. لكن وسط هذه الفوضى، برزت معرفتي الخاصة باللعبة كمنارة في الظلام.
أنا أعرف هذه اللعبة. أعرف أحداثها، شخصياتها، أسرارها، ونقاط ضعفها. أعرف مصير أليكس المحتوم. أعرف "أعلام الموت" التي تنتظره عند كل منعطف. هذه المعرفة... قد تكون فرصتي الوحيدة للنجاة.
هدأت أنفاسي المتسارعة تدريجيًا. الذعر لن يفيدني. يجب أن أفكر ببرود. أنا الآن أليكس فون إيستر، طالب في السنة الأولى في أكاديمية أستريا المرموقة، أرقى مؤسسة تعليمية في إمبراطورية سولاريس. هذه الأكاديمية هي مركز الأحداث الرئيسية في اللعبة، المكان الذي يلتقي فيه البطل بالبطلات، وحيث تبدأ المؤامرات الكبرى بالتشكل.
سمعة أليكس في الأكاديمية في الحضيض. الجميع يعرفه كمتغطرس عديم الموهبة يعتمد على اسم عائلته المتدهور. يتنمر على الطلاب الأضعف، ويحاول التقرب من البطلات بطرق مثيرة للشفقة، مما يجعله مكروهًا من الجميع تقريبًا، بما في ذلك بعض الأساتذة. الضمادة على رأسي... تذكرت. في اللعبة، كان هذا نتيجة شجار غبي بدأه أليكس مع أحد أتباع البطل الأصلي، وانتهى به الأمر ملقى على الأرض فاقدًا للوعي.
إذن، أنا هنا في بداية القصة تقريبًا. هذا جيد وسيء في نفس الوقت. جيد لأنني لم أصل بعد إلى نقاط اللاعودة الكبرى، وسيء لأن سمعتي مدمرة بالفعل، وقدراتي الحالية شبه معدومة. وفقًا للعبة، يمتلك أليكس قدرًا ضئيلًا من المانا وموهبة متواضعة في سحر الظل الأساسي، لكنه لم يكلف نفسه عناء التدريب الجاد.
نظرت حولي في الغرفة الفاخرة مرة أخرى. يبدو أن عائلة إيستر، رغم تدهور نفوذها، لا تزال تحتفظ ببعض الثروة. هذه الغرفة في سكن الطلاب مخصصة للنبلاء ذوي المكانة العالية. يجب أن أستغل أي موارد متاحة. بحثت في الأدراج وعلى المكتب. وجدت بعض الكتب المدرسية المتعلقة بالسحر وتاريخ الإمبراطورية، وزيًا رسميًا للأكاديمية معلقًا بعناية في الخزانة الكبيرة - سترة داكنة أنيقة مع شعار الأكاديمية الذهبي مطرزًا على الصدر، وقميص أبيض، وبنطال متناسق.
على المكتب، وجدت دفتر يوميات صغيرًا بغلاف جلدي. كان لأليكس الأصلي. ترددت للحظة قبل فتحه. قراءة أفكار شخص آخر، حتى لو كان شخصية لعبة، شعرت بأنها انتهاك للخصوصية. لكن البقاء على قيد الحياة يتطلب معلومات. تصفحت الصفحات بسرعة. كانت مليئة بالشكوى، والحسد، والتهديدات الفارغة، وخطط طفولية للانتقام من البطل "رايان" أو لإثارة إعجاب البطلة الأولى، سيلينا آيسلين، الطالبة العبقرية الباردة.
"سيلينا ستكون لي... سأري رايان من هو الأفضل... أبي لا يفهمني... الجميع يسخر مني..." كانت الكتابات مليئة بالمرارة واليأس المقنع بالغطرسة. لم يكن هناك أي شيء مفيد حقًا، فقط تأكيد على مدى بؤس هذه الشخصية.
أغلقت الدفتر وألقيته جانبًا باشمئزاز خفيف. لا يمكنني أن أكون هذا الشخص. إذا بقيت على هذا المسار، فالموت ينتظرني بالتأكيد. يجب أن أتغير. يجب أن أصبح شخصًا مختلفًا تمامًا.
لكن كيف؟ لا يمكنني فجأة أن أصبح بطلاً نبيلاً. هذا سيثير الشكوك، وقد يكون خطيرًا. الناس هنا ليسوا مجرد أكواد برمجية، إنهم حقيقيون. لديهم مشاعر، وذكاء، وقدرة على الشك. التغيير يجب أن يكون محسوبًا.
البرود. نعم، هذا قد ينجح. أليكس الأصلي كان متقلبًا وعاطفيًا بشكل مفرط. إذا أصبحت هادئًا، باردًا، ومنعزلاً، قد يفسر الناس ذلك على أنه نتيجة للضربة التي تلقيتها، أو ربما نضج مفاجئ ناتج عن الصدمة. البرود سيمنحني الوقت للتفكير، للتخطيط، ولإخفاء نواياي الحقيقية. سيجعلني أقل هدفًا للسخرية المباشرة، وقد يثير فضول البعض بدلًا من الازدراء.
نظرت إلى المرآة مرة أخرى. الوجه الوسيم بشكل شيطاني كان لا يزال هناك. هذه الوسامة... كانت أحد الأشياء القليلة التي يمتلكها أليكس. في اللعبة، لم يستفد منها أبدًا بسبب شخصيته المقيتة. لكن ربما... ربما يمكنني استخدامها. الجمال يمكن أن يكون سلاحًا، خاصة في مجتمع النبلاء المهووس بالمظاهر.
هدفي الأول: البقاء على قيد الحياة. وهذا يعني تجنب "أعلام الموت" المعروفة. يجب أن أتجنب استفزاز البطل الأصلي رايان وأتباعه. يجب أن أتجنب التورط في المؤامرات الخطيرة التي لا أستطيع التعامل معها بقوتي الحالية. يجب أن أجد طريقة لزيادة قوتي بسرعة وبهدوء. اللعبة مليئة بالأسرار والعناصر المخفية والفرص التي يعرفها اللاعبون فقط. يجب أن أستغل معرفتي هذه.
سمعت طرقًا خفيفًا على الباب، تلاه صوت خادمة متردد: "سيدي أليكس، هل أنت مستيقظ؟ الإفطار جاهز، وموعد المحاضرة الأولى يقترب".
أخذت نفسًا عميقًا، وحاولت التحكم في تعابير وجهي. يجب أن أبدأ الآن. ارتديت قناع البرود واللامبالاة. أجببت بصوت هادئ ومختلف قليلاً عن نبرة أليكس الأصلية المتغطرسة: "سأكون هناك بعد قليل".
صمت للحظة خارج الباب، ثم ردت الخادمة بصوت بدا عليه بعض الارتباك: "ح-حسنًا، سيدي".
ابتسامة باردة وخافتة ظهرت على شفتي للحظة واختفت. يبدو أن التغيير قد لوحظ بالفعل. هذه مجرد البداية. الطريق سيكون طويلاً وخطيراً. أنا الآن أليكس فون إيستر، الظل الذي قرر أن يخرج إلى النور، أو على الأقل، أن ينجو في الظلام. أكاديمية أستريا، أنا قادم. ولن أكون الضحية هذه المرة.
فتحت الخزانة وأخرجت الزي الرسمي. قماشه كان فاخرًا، وتصميمه أنيقًا. بينما كنت أرتديه، لم أستطع إلا أن أفكر في البطلات. سيلينا الباردة، ليليا الخجولة، إيزابيلا الطموحة... في اللعبة، كن جميعًا مقدرات للبطل. لكن الآن، أنا هنا. وجودي بحد ذاته يغير كل شيء. هل سيقعن في حبي؟ لا، هذا سخيف. هدفي ليس الرومانسية، بل البقاء. لكن معرفتي بهن... قد تكون مفيدة. أو قد تكون أخطر "أعلام الموت" على الإطلاق.
توقفت أمام المرآة للمرة الأخيرة، أضبط ربطة عنقي. العينان الرماديتان الداكنتان في الانعكاس لم تعدا تحملان الارتباك، بل تصميمًا باردًا كالفولاذ. لم أعد اللاعب الذي يشاهد من الخارج. أنا الآن قطعة على رقعة الشطرنج هذه، قطعة مكروهة وضعيفة، لكنها قطعة تعرف كيف ستتحرك القطع الأخرى. وهذا قد يكون كل ما أحتاجه.
فتحت باب الغرفة وخرجت، مستع
دًا لمواجهة اليوم الأول من حياتي الجديدة كظل في مرآة مكسورة.