# الفصل السابع والعشرون:
في اليوم التالي، بعد انتهاء آخر محاضرة، توجهت أنا وسيلينا نحو البوابة الشرقية للأكاديمية كما اتفقنا مع الأستاذ إيليا. كان الهواء مشحونًا بالترقب، وكلا منا يتساءل عما يخبئه لنا هذا التدريب السري.
وجدنا الأستاذ إيليا ينتظرنا هناك، يرتدي عباءة داكنة ذات قلنسوة تخفي معظم وجهه. لم يكن هناك أي أثر لابتسامته الخفيفة المعتادة؛ بدا جادًا ومركزًا.
"هل أنتما مستعدان؟" سأل بصوت منخفض عندما اقتربنا.
أومأنا برأسنا في نفس الوقت.
"جيد. اتبعاني، وحافظا على الصمت واليقظة"، قال، ثم استدار وبدأ يسير مبتعدًا عن الأكاديمية، متخذًا طريقًا غير مألوف يؤدي إلى الغابة الكثيفة المحيطة بالمباني.
تبعناه عن كثب، ونحن نلقي نظرات حذرة حولنا. كان المسار ضيقًا ومتعرجًا، والأشجار القديمة تحجب ضوء الشمس، مما يخلق جوًا من الغموض والسرية. لم يكن هناك أي أثر لأي شخص آخر، وبدا وكأننا ندخل عالمًا مختلفًا تمامًا عن الأكاديمية الصاخبة.
بعد حوالي عشر دقائق من السير في صمت، توقف الأستاذ إيليا أمام جدار صخري مغطى باللبلاب الكثيف. بدا وكأنه نهاية الطريق المسدود.
"إلى أين نحن ذاهبون؟" سألت سيلينا، وهي تنظر حولها بارتياب.
لم يجب الأستاذ إيليا على الفور. بدلاً من ذلك، مد يده ولمس جزءًا معينًا من الجدار الصخري، وتمتم بكلمات قليلة بلغة قديمة لم أتعرف عليها. للحظة، لم يحدث شيء. ثم، بدأ اللبلاب يتوهج بضوء أرجواني خافت، وانزاح الجدار الصخري ببطء ليكشف عن فتحة مظلمة.
"هذا..." تمتمت، مندهشًا من السحر الواضح الذي تم استخدامه.
"هذا هو الملاذ"، قال الأستاذ إيليا. "مكان تم إنشاؤه منذ زمن طويل من قبل أولئك الذين فهموا طبيعة الظلال. إنه محمي بحواجز قوية، ولا يمكن لأحد الدخول أو حتى اكتشافه دون معرفة الطريقة الصحيحة".
"مذهل"، همست سيلينا، وعيناها تتسعان بالإعجاب.
"ادخلا بسرعة"، قال الأستاذ إيليا. "الحاجز لن يبقى مفتوحًا لفترة طويلة".
دخلنا الفتحة المظلمة، وشعرنا بتغير طفيف في الهواء، كما لو كنا نعبر حاجزًا غير مرئي. خلفنا، انزلق الجدار الصخري عائدًا إلى مكانه، واختفى التوهج الأرجواني، وعاد كل شيء ليبدو طبيعيًا مرة أخرى.
وجدنا أنفسنا في كهف واسع ومضاء بشكل خافت. لم تكن الإضاءة تأتي من مشاعل أو مصابيح، بل من بلورات أرجوانية متوهجة منتشرة في الجدران والسقف، تلقي ضوءًا ناعمًا وغريبًا على المكان. كان الهواء باردًا ونقيًا، وكان هناك صوت خافت لقطرات الماء يتردد في الصمت.
كان الكهف أكبر بكثير مما بدا من الخارج. كانت هناك مساحة واسعة في المنتصف، مثالية للتدريب، بالإضافة إلى عدة ممرات جانبية تؤدي إلى أماكن أعمق وغير مستكشفة. كانت الجدران مغطاة بنقوش ورموز غريبة، تشبه تلك التي رأيتها في الكهف حيث وجدت ميراث الحارس الأول.
"مرحبًا بكما في الملاذ الخفي"، قال الأستاذ إيليا، وهو يخلع قلنسوته ليكشف عن وجهه الجاد. "هنا، يمكننا التدرب بأمان، بعيدًا عن أعين المتطفلين".
"هذا المكان... إنه يشبه الكهف الذي وجدت فيه الكتاب"، قلت، وأنا أتفحص النقوش المألوفة.
"ليس من المستغرب"، قال الأستاذ إيليا. "كلاهما من بقايا عصر قديم، عندما كان سحر الظل أكثر شيوعًا وفهمًا. هذا المكان كان بمثابة مركز للتعلم والممارسة لأولئك الذين ساروا في طريق الظل".
"من بناه؟" سألت سيلينا.
"لا أحد يعرف على وجه اليقين"، قال الأستاذ إيليا. "تقول الأساطير إنهم كانوا مجموعة من الحكماء القدامى الذين سعوا إلى فهم التوازن بين الضوء والظلام. لكن تاريخهم ضاع في غياهب الزمن".
"إذًا، ماذا سنتعلم هنا؟" سألت، متلهفًا للبدء.
"اليوم، سنبدأ بالأساسيات"، قال الأستاذ إيليا. "سنتعلم كيفية الشعور بالظلال المحيطة بنا والتفاعل معها بوعي أكبر. قوتكما الحالية تعتمد بشكل كبير على الغريزة والعاطفة. يجب أن نتعلم كيفية إضافة التحكم والدقة".
أشار لنا بالجلوس على الأرض في منتصف الكهف. جلسنا في وضعية متربعة، متواجهين، بينما وقف الأستاذ إيليا أمامنا.
"أغلقا أعينكما"، أمر بصوت هادئ. "خذا نفسًا عميقًا، وأفرغا عقليكما من كل الأفكار والمخاوف. ركزا فقط على الظلام خلف جفونكما".
فعلنا كما طلب. أغمضت عيني وحاولت تهدئة عقلي المضطرب. كان الأمر أصعب مما يبدو، خاصة مع كل ما حدث مؤخرًا. لكنني ركزت على صوت تنفسي، وعلى الظلام الهادئ خلف جفوني.
"الظلال ليست مجرد غياب للضوء"، بدأ الأستاذ إيليا يشرح بصوته الهادئ الذي يتردد في الكهف. "إنها قوة أساسية، نسيج يربط كل شيء. إنها موجودة في كل مكان، حتى في وضح النهار. إنها في الفراغات بين الذرات، وفي أعماق وعينا. مهمتكم الأولى هي أن تتعلموا كيفية الشعور بهذا النسيج".
"ركزا على الإحساس بالظلال من حولكما. ليس فقط الظلام المادي في هذا الكهف، ولكن الظلال غير المرئية التي تتدفق عبر الهواء، عبر الصخور، عبر أجسادكم. حاولوا الشعور بوجودها، بوزنها الخفي، بحركتها البطيئة".
حاولت التركيز. في البداية، لم أشعر بشيء سوى الظلام المعتاد خلف جفوني. لكن بينما واصلت التركيز، مسترشدًا بصوت الأستاذ إيليا الهادئ، بدأت أشعر بشيء مختلف. إحساس خافت بالضغط، مثل وجود شيء غير مرئي يحيط بي. شعور بالبرودة الخفيفة، ليس فقط على بشرتي، ولكن في داخلي أيضًا.
"جيد"، قال الأستاذ إيليا، كما لو كان يستطيع الشعور بتقدمنا. "الآن، حاولوا الوصول إلى تلك الظلال بوعيكم. لا تجبروها، فقط مدوا إحساسكم نحوها بلطف. تخيلوا أن وعيكم هو يد تمتد في الظلام، تلامس هذا النسيج غير المرئي".
فعلت ذلك. تخيلت وعيي يمتد ببطء، يتجاوز حدود جسدي، ويلامس الظلال المحيطة بي. كان الشعور غريبًا، مثل الغوص في ماء بارد وحريري. شعرت بالظلال تستجيب لوجودي، تتموج وتتحرك حولي.
"يمكنكم الشعور بها، أليس كذلك؟" قال الأستاذ إيليا. "إنها حية، بطريقتها الخاصة. وهي تستجيب لكم، لأنكم جزء منها".
فتحت عيني للحظة ورأيت سيلينا لا تزال مغمضة العينين، وتعبير من التركيز العميق على وجهها. بدا وكأنها تشعر بنفس الشيء.
"الآن، الدرس التالي هو التفاعل"، تابع الأستاذ إيليا. "حاولوا سحب جزء صغير من تلك الظلال نحوكما. ليس بقوة، بل بلطف، مثل جذب خيط حرير. اشعروا به يتدفق نحوكما، يندمج مع ظلالكم الداخلية".
أغمضت عيني مرة أخرى وركزت. تخيلت أنني أسحب خيطًا رفيعًا من الظل المحيط بي. شعرت بمقاومة طفيفة في البداية، ثم بدأ شيء ما يتدفق نحوي، شعور بالبرودة والكثافة يتركز في صدري. لم يكن شعورًا مزعجًا، بل كان مألوفًا ومريحًا بطريقة غريبة.
"ممتاز"، قال الأستاذ إيليا. "الآن، حاولوا دفع هذا الظل بعيدًا مرة أخرى، وإعادته إلى النسيج المحيط. اشعروا بالانفصال، وبالعودة إلى التوازن".
ركزت على الظل الذي جمعته في صدري، ثم دفعته بلطف إلى الخارج. شعرت به يغادرني، يمتزج مرة أخرى مع الظلال في الكهف. شعرت بإحساس طفيف بالخفة، كما لو أن عبئًا صغيرًا قد رفع.
"هذا هو جوهر التحكم الأساسي"، قال الأستاذ إيليا. "القدرة على الشعور بالظلال، وسحبها، ودفعها بوعي. إنها الخطوة الأولى نحو تشكيلها وتوجيهها لإرادتكم".
قضينا الساعة التالية نمارس هذه العملية البسيطة مرارًا وتكرارًا. سحب الظلال، والشعور بها، ثم دفعها بعيدًا. مع كل تكرار، أصبحت العملية أسهل وأكثر طبيعية. بدأت أشعر بالظلال ليس فقط كقوة خارجية، ولكن كجزء لا يتجزأ من نفسي، مثل ذراع أو ساق إضافية يمكنني تحريكها بإرادتي.
لاحظت أن سيلينا كانت تتقدم بسرعة أيضًا. كانت حركاتها أكثر سلاسة ودقة مني في البداية، ربما بسبب تدريبها السابق مع الكتاب. لكنني كنت ألحق بها بسرعة، وقوتي الخام بدأت تستجيب لهذا النوع الجديد من التحكم المنضبط.
"يكفي لهذا اليوم"، قال الأستاذ إيليا أخيرًا، وكسر تركيزنا. "لقد أبليتما بلاءً حسنًا في جلستكما الأولى. تذكرا هذا الشعور، هذا الاتصال بالظلال. مارساه بمفردكما، في أوقات فراغكما. كلما أصبحتما أكثر ألفة مع هذا الإحساس الأساسي، كلما كان من الأسهل تعلم التقنيات الأكثر تقدمًا".
فتحت عيني وشعرت بالإرهاق، ولكن أيضًا بالرضا. كان هذا النوع من التدريب مختلفًا تمامًا عن التدريب القتالي أو حتى عن ممارستي السابقة مع الكتاب. كان الأمر يتعلق بالفهم العميق والاتصال الدقيق، وليس فقط بالقوة الغاشمة.
"متى سنلتقي مرة أخرى؟" سألت سيلينا.
"كل يومين في البداية"، قال الأستاذ إيليا. "نفس الوقت، نفس المكان. في الأيام التي لا نلتقي فيها، استمرا في ممارسة ما تعلمتماه اليوم، وحاولا تطبيق هذا الوعي الجديد بالظلال في حياتكما اليومية. لاحظا كيف تتفاعل الظلال مع الضوء، مع العواطف، مع السحر الآخر. كلما زاد فهمكما، زادت قوتكما".
"هل هناك أي شيء آخر يجب أن نعرفه؟" سألت.
"نعم"، قال الأستاذ إيليا، وأصبح تعبيره جادًا مرة أخرى. "كونا حذرين. تدريبكما سيجعل توقيعكما في الظلال أقوى وأكثر وضوحًا. قد يجذب هذا انتباهًا غير مرغوب فيه. تجنبا المواجهات غير الضرورية، وحافظا على مستوى منخفض من الظهور قدر الإمكان".
"سنفعل ذلك"، قالت سيلينا.
"جيد. الآن، حان وقت المغادرة"، قال الأستاذ إيليا، وتوجه نحو المخرج المخفي. كرر الكلمات القديمة، وانزاح الجدار الصخري مرة أخرى، كاشفًا عن ضوء الغابة الخافت في الخارج.
خرجنا من الملاذ الخفي، وشعرنا بالعودة إلى العالم الحقيقي. أغلق الأستاذ إيليا المدخل خلفنا، وتأكد من أن كل شيء يبدو طبيعيًا مرة أخرى.
"سأترككما هنا"، قال. "عودا إلى الأكاديمية بشكل منفصل، وتصرفا بشكل طبيعي. تذكرا، السرية هي حمايتكما".
أومأنا برأسنا، وشاهدناه يختفي بين الأشجار. ثم نظرنا إلى بعضنا البعض.
"إذًا..." بدأت سيلينا بابتسامة صغيرة. "الدرس الأول في سحر الظل المتقدم. كيف كان شعورك؟"
"مثير للاهتمام"، قلت بصدق. "ومختلف. أشعر وكأنني بدأت أفهم قوتي بطريقة جديدة".
"أنا أيضًا"، وافقت سيلينا. "الأستاذ إيليا... إنه يعرف الكثير. ربما يمكننا الوثوق به حقًا".
"ربما"، قلت. "لكن لنبقَ حذرين، كما اتفقنا".
"بالطبع"، قالت. "دائمًا".
عدنا إلى الأكاديمية بشكل منفصل، وعقولنا مليئة بما تعلمناه للتو. كان هذا بداية جديدة، بداية مليئة بالإمكانيات والمخاطر. لكن لأول مرة منذ فترة، شعرت بأن لديّ اتجاه واضح، وهدف أسعى لتحقيقه. لم أعد مجرد شخص سقط في عالم غريب بقوة لم يطلبها. كنت أتعلم، وأنمو، وأستعد لمواجهة الظلال القادمة.