# الفصل السادس والعشرون:
بعد مغادرة الأستاذ إيليا، بقيت أنا وسيلينا في الحديقة الخلفية الهادئة، والصمت يلفنا مرة أخرى. كان عرض الأستاذ الغامض يتردد في أذهاننا، مليئًا بالوعود والمخاطر المحتملة.
"إذًا..." بدأت سيلينا الحديث أخيرًا، وكسرت الصمت. "ما رأيك؟ هل يمكننا الوثوق به؟"
تنهدت، وأنا أنظر إلى المياه المتلألئة في النافورة القديمة. "لا أعرف، سيلينا. إنه يعرف الكثير، أكثر مما ينبغي. ويبدو أنه صادق في رغبته في المساعدة. لكن دوافعه لا تزال غامضة".
"بالضبط"، وافقت سيلينا. "لماذا نحن؟ لماذا الآن؟ وماذا يعني بـ 'تكرار التاريخ'؟ يبدو وكأنه يحمل عبئًا ثقيلاً من الماضي".
"ربما"، قلت. "لكن بغض النظر عن دوافعه، فهو يقدم لنا شيئًا نحتاجه بشدة: الإرشاد والمعرفة. نحن نتعامل مع قوى لا نفهمها تمامًا، ونواجه أعداء لا نعرفهم. محاولة المضي قدمًا بمفردنا قد تكون انتحارًا".
"أنت تعتقد أننا يجب أن نقبل عرضه؟" سألت سيلينا، ولا يزال الشك واضحًا في صوتها.
"أعتقد أننا يجب أن نكون حذرين"، قلت. "يجب ألا نثق به ثقة عمياء. يجب أن نراقب، ونتعلم، ونحافظ على حذرنا. لكن نعم، أعتقد أننا يجب أن نقبل مساعدته في الوقت الحالي. إنه أفضل خيار لدينا".
صمتت سيلينا مرة أخرى، تفكر في كلماتي. رأيت الصراع في عينيها - بين عدم ثقتها الطبيعي وإدراكها لخطورة وضعنا. أخيرًا، تنهدت وأومأت برأسها. "حسنًا. لنقبل عرضه. لكن بأعين مفتوحة".
"بالطبع"، وافقت. "سنكون حذرين. وسنتعلم كل ما في وسعنا، ليس فقط عن قوتنا، ولكن عنه أيضًا".
اتفقنا على أن نبلغ الأستاذ إيليا بقرارنا في اليوم التالي. شعرنا بأن خطوة مهمة قد اتخذت، على الرغم من عدم اليقين الذي لا يزال يحيط بنا. كان لدينا الآن مرشد محتمل، شخص قد يساعدنا في كشف أسرار الظلال والبقاء على قيد الحياة في مواجهة التهديدات القادمة.
في اليوم التالي، بعد انتهاء الفصول الدراسية، بحثنا عن الأستاذ إيليا. وجدناه في مكتبه الصغير والمزدحم بالكتب في قسم التاريخ. كان جالسًا خلف مكتبه، يقرأ مخطوطة قديمة على ضوء مصباح خافت.
"أستاذ إيليا"، قلت، وأنا أطرق الباب المفتوح بلطف.
رفع رأسه، وابتسامة خفيفة ترتسم على شفتيه مرة أخرى. "أليكس. سيلينا. كنت أتوقعكما. هل اتخذتما قرارًا؟"
"نعم، أستاذ"، قالت سيلينا. "لقد فكرنا في عرضك. ونحن نقبله".
"بحذر"، أضفت بسرعة.
ضحك الأستاذ إيليا ضحكة خافتة. "الحذر فضيلة، خاصة في مجالنا. أنا سعيد بقراركما. أعتقد أننا سنحقق الكثير معًا".
"إذًا، ما هي الخطوة التالية؟" سألت.
"الخطوة التالية هي البدء في فهم طبيعة قوتكما الحقيقية"، قال الأستاذ إيليا، وأشار لنا بالجلوس على الكرسيين أمام مكتبه. "قوة الظل ليست مجرد أداة، إنها جزء منكم. وهي تتفاعل معكم ومع العالم من حولكم بطرق معقدة".
"لقد بدأنا ندرك ذلك"، قالت سيلينا، ربما تفكر في "ظل الهوس".
"جيد"، قال الأستاذ إيليا. "الوعي هو الخطوة الأولى. الآن، يجب أن نتعلم كيفية التحكم والتوجيه. قوتكما الخام مثيرة للإعجاب، لكنها غير منضبطة. مثل نهر هائج، يمكن أن تكون مدمرة إذا لم يتم توجيهها بشكل صحيح".
"كيف نفعل ذلك؟" سألت.
"من خلال التدريب، والتأمل، وفهم المبادئ الأساسية لسحر الظل"، قال الأستاذ إيليا. "الكتاب الذي وجدته، أليكس، هو بداية جيدة. إنه يحتوي على معرفة قيمة من الحارس الأول. لكنه مجرد جزء من الصورة الأكبر".
"هل تعرف عن الحارس الأول؟" سألت سيلينا في مفاجأة.
"أعرف الأساطير"، قال الأستاذ إيليا. "وأعرف أن قوتكما مرتبطة بهذا الإرث القديم. إرث يحمل في طياته إمكانات هائلة ومخاطر كبيرة".
"ما هي المخاطر؟" سألت، وشعرت بالقلق يتجدد.
"المراقبون القدامى"، قال الأستاذ إيليا بجدية. "إنهم ينجذبون إلى هذا النوع من القوة. يرونها إما تهديدًا يجب القضاء عليه، أو مصدرًا يمكن استغلاله. وفي كلتا الحالتين، أنتما في خطر".
"وأبناء الغسق؟" سألت سيلينا.
"إنهم مجموعة خطيرة، مهووسة بالحصول على قوة الظل لأنفسهم"، قال الأستاذ إيليا. "إنهم يفهمون بعض جوانب هذه القوة، لكن فهمهم مشوه وأناني. إنهم يسعون للسيطرة، وليس للتوازن. وهم يرونكما عقبة أو جائزة".
"إذًا، نحن محاصرون بين قوتين خطيرتين"، قلت بمرارة.
"ليس تمامًا"، قال الأستاذ إيليا. "لديكم أنا الآن. ولديكم بعضكما البعض. وهذا يمنحكم ميزة".
"ماذا يجب أن نفعل؟" سألت سيلينا.
"يجب أن نتدرب"، قال الأستاذ إيليا. "يجب أن تتعلموا كيفية التحكم في قوتكم، وحماية أنفسكم، وفهم أعدائكم. سألتقي بكما بانتظام، في مكان آمن وخاص. سنعمل على تطوير قدراتكما، وسأشارككما معرفتي حول تاريخ سحر الظل وأولئك الذين يسعون إليه".
"مكان آمن وخاص؟" كررت.
"نعم"، قال الأستاذ إيليا. "لا يمكننا التدرب في الأماكن المعتادة. نحن بحاجة إلى مكان لا يمكن لأعين المتطفلين الوصول إليه. أعرف مكانًا مناسبًا".
"ومتى نبدأ؟" سألت سيلينا بلهفة.
"غدًا"، قال الأستاذ إيليا. "بعد الفصول الدراسية، التقيا بي عند البوابة الشرقية للأكاديمية. سآخذكما إلى هناك".
شعرنا بمزيج من الإثارة والترقب. كانت هذه بداية مرحلة جديدة، مرحلة قد تكون أكثر خطورة، ولكنها تحمل أيضًا وعدًا بالقوة والمعرفة.
"هناك شيء آخر"، قال الأستاذ إيليا، ونظر إلينا بجدية. "يجب أن تحافظا على سرية هذا الأمر. لا تخبرا أحدًا، ولا حتى أصدقائكما المقربين، عن تدريبنا أو عن طبيعة قوتكما. كلما قل عدد الذين يعرفون، كلما كنتم أكثر أمانًا".
"نفهم ذلك"، قلت، وفكرت في إيلارا. شعرت بوخز من الذنب لإخفاء هذا الأمر عنها، لكنني فهمت ضرورة السرية.
"جيد"، قال الأستاذ إيليا. "الآن، اذهبا واستريحا. ستحتاجان إلى كل قوتكما وتركيزكما في الأيام القادمة".
غادرنا مكتب الأستاذ إيليا، وشعرنا بأن عبئًا قد أزيح عن كاهلنا، بينما أضيف عبء جديد في نفس الوقت. كان لدينا الآن مرشد، لكن المخاطر كانت أكبر مما كنا نتخيل.
"إذًا، مرشد غامض ومكان تدريب سري"، قالت سيلينا بابتسامة ساخرة صغيرة عندما كنا نسير في الممر. "يبدو الأمر وكأنه بداية قصة مغامرة خطيرة".
"ربما هي كذلك"، قلت، وشعرت ببعض التفاؤل الحذر يعود إليّ. "لكن على الأقل لسنا وحدنا بعد الآن".
نظرت إليّ سيلينا، وللحظة، رأيت الدفء يعود إلى عينيها الجليديتين. "نعم. لسنا وحدنا".
كانت علاقتنا لا تزال هشة، وكان هناك الكثير من الأمور التي لم يتم حلها بيننا. لكن في تلك اللحظة، شعرت بأن تحالفنا قد تعزز، وأننا مستعدون لمواجهة ما هو قادم، معًا.