# الفصل الخامس والعشرون:

في صباح اليوم التالي، توجهت إلى الفصول الدراسية بشعور من الترقب الحذر. لم أكن متأكدًا مما يمكن توقعه من سيلينا بعد تبادلنا للرسائل الغامضة عبر الظلال الليلة الماضية. هل ستستمر في تجاهلي، أم ستكون مستعدة للتحدث؟

وجدتها جالسة في مقعدها المعتاد في قاعة المحاضرات، تحدق في الأمام بتعبير محايد. عندما دخلت، التقت أعيننا للحظة وجيزة. لم يكن هناك برود جليدي كما في اليومين الماضيين، ولكن لم يكن هناك دفء أيضًا. كان هناك شيء يشبه التردد، الحذر، وربما لمحة من الفضول.

جلست في مقعدي، على بعد بضعة مقاعد منها كالعادة، وشعرت بالتوتر يخيم في الهواء بيننا. مرت المحاضرة ببطء، وكلانا يتجنب النظر إلى الآخر بشكل مباشر، لكنني كنت أشعر بوعيها بوجودي، تمامًا كما كنت أعي بوجودها.

عندما انتهت المحاضرة وبدأ الطلاب في المغادرة، بقيت جالسًا للحظة، أجمع شجاعتي. كان عليّ أن أتحدث معها. كان عليّ أن أحاول إصلاح هذا الشرخ بيننا.

نهضت وتوجهت نحوها ببطء. رفعت رأسها عندما اقتربت، وكان تعبيرها لا يزال حذرًا. "سيلينا"، بدأت بصوت منخفض، "هل يمكننا التحدث؟"

نظرت إليّ للحظة، وعيناها الجليديتان تتفحصان وجهي. ثم أومأت برأسها ببطء. "حسنًا".

"ليس هنا"، قلت، وأشرت برأسي نحو الطلاب القلائل المتبقين في القاعة. "هل يمكننا الذهاب إلى مكان أكثر خصوصية؟ ربما... غرفة التدريب؟"

ترددت للحظة، ثم وافقت. "تمام".

سرنا في صمت عبر ممرات الأكاديمية المزدحمة. كان الصمت بيننا ثقيلاً، لكنه لم يكن عدائيًا كما كان من قبل. كان أشبه بهدنة هشة، كلا الطرفين غير متأكد من الخطوة التالية.

وصلنا إلى غرفة التدريب الخاصة رقم سبعة. دخلت سيلينا أولاً، ووقفت في منتصف الغرفة، وذراعاها مكتوفتان. دخلت خلفها وأغلقت الباب، وشعرت بأن قلبي يخفق بقوة.

"سيلينا، أنا..." بدأت، ثم توقفت، غير متأكد من كيفية صياغة كلماتي. "أنا آسف على الطريقة التي تحدثت بها إليك قبل ليلتين. لم يكن يجب أن أشكك في مشاعرك أو أتحدث عن... ظل الهوس بهذه الطريقة".

نظرت إليّ، وكان تعبيرها لا يزال غامضًا. "هل ما زلت تعتقد أنني مهووسة؟"

"أعتقد أن سحر الظل يؤثر علينا جميعًا بطرق قد لا نفهمها تمامًا"، قلت بحذر. "وأعتقد أننا بحاجة إلى أن نكون حذرين وندعم بعضنا البعض. لم أقصد أن أؤذيكِ أو أرفضكِ. كنت قلقًا فقط".

"قلقًا عليّ، أم قلقًا منّي؟" سألت بهدوء، لكن حدة السؤال كانت واضحة.

"كلاهما، ربما"، اعترفت بصدق. "أنتِ قوية، سيلينا. وقوتكِ تنمو بسرعة. وهذا مثير للإعجاب، ولكنه قد يكون خطيرًا أيضًا، لنا ولكِ. أنا لا أريد أن نؤذي أنفسنا أو بعضنا البعض".

"أنا أستطيع التحكم في قوتي"، قالت ببرود. "وأنا أستطيع التحكم في مشاعري".

"أعلم أنكِ تحاولين"، قلت بلطف. "لكننا نتعامل مع قوى قديمة وقوية. لا عيب في الاعتراف بأننا بحاجة إلى المساعدة، أو أننا بحاجة إلى توخي الحذر".

صمتت للحظة، ونظرت إلى الأرض. عندما رفعت رأسها مرة أخرى، كان هناك شيء من الضعف في عينيها. "لقد شعرت بالوحدة، أليكس"، قالت بصوت منخفض. "عندما ابتعدت... شعرت وكأنني فقدت الشخص الوحيد الذي يفهمني".

شعرت بوخز من الذنب مرة أخرى. "أنا آسف، سيلينا. لم أقصد أن أجعلكِ تشعرين بهذه الطريقة. كنت بحاجة فقط إلى بعض الوقت للتفكير، لوضع الأمور في نصابها الصحيح في رأسي".

"هل وضعتها في نصابها الصحيح الآن؟" سألت، وبحثت في عيني عن إجابة.

"أعتقد ذلك"، قلت. "أعتقد أننا بحاجة إلى بعضنا البعض. نحن حلفاء، ونواجه تهديدات حقيقية. لكننا بحاجة أيضًا إلى وضع بعض الحدود، والتأكد من أننا لا ندع الظلال تسيطر علينا. هل يمكننا الاتفاق على ذلك؟"

نظرت إليّ لفترة طويلة، وبدا وكأنها تزن كلماتي. ثم أومأت برأسها ببطء. "يمكننا المحاولة".

شعرت بموجة من الارتياح تجتاحني. "شكرًا لكِ، سيلينا".

"لكن هذا لا يعني أنني أوافق على كل ما قلته"، أضافت بسرعة، وعادت لمحة من التحدي إلى عينيها. "أنا لست ضعيفة، ولست بحاجة إلى حماية. يمكنني الاعتناء بنفسي".

"أعلم ذلك"، قلت بابتسامة صغيرة. "لكن حتى الأقوياء يحتاجون إلى حلفاء في بعض الأحيان".

بدا وكأن التوتر بيننا قد انحسر قليلاً. لم نعد إلى ما كنا عليه تمامًا، لكن الهدنة الهشة أصبحت أقوى قليلاً. كان هناك تفاهم حذر، واستعداد للمضي قدمًا معًا، ولكن بحذر أكبر.

"إذًا، ماذا الآن؟" سألت سيلينا. "هل سنستأنف التدريب؟"

"أعتقد ذلك"، قلت. "لكن ربما... بوتيرة أبطأ قليلاً؟ وربما نركز أكثر على تمارين التطهير والتأريض أيضًا؟"

وافقت سيلينا. "و يجب أن نواصل بحثنا أيضًا. ما زلنا لا نعرف الكثير عن أبناء الغسق أو المراقبين القدامى".

"أتفق معك"، قلت. "ربما يمكننا العودة إلى الأرشيفات، أو محاولة العثور على تلك الأماكن المخفية التي تحدثنا عنها".

كنا على وشك البدء في مناقشة خططنا عندما سمعنا طرقًا على باب غرفة التدريب. نظرنا إلى بعضنا البعض في مفاجأة. لم يكن من المفترض أن يعرف أحد أننا هنا.

اقتربت من الباب بحذر وفتحته قليلاً. كانت إيلارا واقفة في الخارج، وتبدو قلقة ومضطربة.

"إيلارا؟ ماذا هناك؟" سألت.

"أليكس، سيلينا، أنا آسفة على المقاطعة"، قالت بسرعة، وصوتها يرتجف قليلاً. "لكن هناك... هناك شخص يريد رؤيتكما. إنه ينتظر في الخارج".

"من هو؟" سألت سيلينا بحدة من خلفي.

"إنه... إنه الأستاذ إيليا"، قالت إيلارا، وبدا عليها الارتباك. "قال إن لديه شيئًا مهمًا ليناقشه معكما".

تبادلت أنا وسيلينا النظرات. الأستاذ إيليا؟ مدرس التاريخ القديم الغامض، الذي بدا دائمًا وكأنه يعرف أكثر مما يقول؟ لماذا يريد رؤيتنا؟

"أين هو؟" سألت.

"إنه ينتظر في الحديقة الخلفية للأكاديمية"، قالت إيلارا. "بدا الأمر عاجلاً".

"شكرًا لكِ، إيلارا"، قلت. "سنذهب لرؤيته".

أومأت إيلارا برأسها وغادرت بسرعة، ولا يزال القلق واضحًا على وجهها.

أغلقت الباب والتفتت إلى سيلينا. "الأستاذ إيليا؟ ماذا تعتقدين أنه يريد؟"

هزت سيلينا كتفيها، لكن عينيها كانتا متيقظتين. "لا أعرف. لكنه دائمًا ما يظهر في لحظات غريبة. ربما يعرف شيئًا عن... قوتنا".

"هذا ممكن"، قلت، وشعرت بمزيج من الفضول والقلق. "يجب أن نذهب ونرى ما يريده".

غادرنا غرفة التدريب وتوجهنا نحو الحديقة الخلفية للأكاديمية. كانت منطقة هادئة ومنعزلة، مليئة بالأشجار القديمة والممرات المتعرجة. وجدنا الأستاذ إيليا واقفًا بالقرب من نافورة قديمة، يحدق في الماء بتعبير غامض.

كان رجلاً في منتصف العمر، ذو شعر رمادي وعيون حادة وذكية. كان يرتدي دائمًا ملابس داكنة وبسيطة، وكان لديه هالة من الهدوء والمعرفة القديمة.

"أستاذ إيليا"، قلت عندما اقتربنا. "إيلارا قالت إنك تريد رؤيتنا".

استدار الأستاذ إيليا نحونا، وابتسامة خفيفة وبالكاد ملحوظة على شفتيه. "أليكس إيستر. سيلينا آيسلين. نعم، أردت التحدث معكما".

"عن ماذا؟" سألت سيلينا مباشرة.

"عن قوتكما"، قال الأستاذ إيليا بهدوء. "وعن الخطر الذي يحيط بكما".

تجمدنا للحظة. هل كان يعرف؟ كيف؟

"لا أعرف ما الذي تتحدث عنه، أستاذ"، قلت بحذر، محاولاً الحفاظ على رباطة جأشي.

ضحك الأستاذ إيليا ضحكة خافتة. "أوه، أعتقد أنكما تعرفان. لقد كنت أراقبكما. كلاكما تمتلكان ألفة نادرة وقوية مع الظلال. قوة لم نشهد مثلها في الأكاديمية منذ وقت طويل جدًا".

تبادلت أنا وسيلينا نظرات قلقة. كان يعرف.

"كيف...؟" بدأت سيلينا تسأل.

"لديّ طرقي"، قال الأستاذ إيليا ببساطة. "لقد درست تاريخ السحر القديم لسنوات عديدة، ورأيت علامات مماثلة من قبل. أنتما لستما أول من يمشي في هذا الطريق المظلم".

"إذًا، ماذا تريد منا؟" سألت، وشعرت بالشك يتسلل إلى ذهني. هل كان حليفًا أم عدوًا آخر؟

"أريد أن أساعدكما"، قال الأستاذ إيليا. "أرى الإمكانات فيكما، لكنني أرى أيضًا الخطر. هناك قوى أخرى تدرك وجودكما الآن. قوى قديمة وخطيرة، تسعى لاستغلال قوتكما أو تدميركما".

"هل تتحدث عن أبناء الغسق؟" سألت سيلينا.

"إنهم جزء من المشكلة"، قال الأستاذ إيليا. "لكن هناك آخرون. المراقبون القدامى ليسوا مجرد أساطير. وهم يستيقظون".

شعرت بقشعريرة باردة تسري في جسدي. "ماذا تعرف عنهم؟"

"أعرف ما يكفي لأقول لكما إنكما في خطر كبير"، قال الأستاذ إيليا بجدية. "قوتكما تجذب انتباههم. وأنتم لستم مستعدين لمواجهتهم بعد".

"إذًا، ماذا تقترح؟" سألت.

"أقترح أن تقبلا مساعدتي"، قال الأستاذ إيليا. "يمكنني إرشادكما، وتعليمكما كيفية التحكم في قوتكما بشكل أفضل، وحمايتكما من أولئك الذين يسعون لإيذائكما. لديّ معرفة وموارد قد تكون مفيدة لكما".

نظرت إلى سيلينا. كانت تنظر إلى الأستاذ إيليا بتعبير متشكك. "لماذا تفعل هذا؟" سألت. "ما مصلحتك في كل هذا؟"

تنهد الأستاذ إيليا ونظر بعيدًا للحظة. "لديّ أسبابي الخاصة. لقد رأيت ما يمكن أن يحدث عندما تقع هذه القوة في الأيدي الخطأ، أو عندما تترك دون رادع. لا أريد أن يتكرر التاريخ".

كان هناك شيء في صوته، نبرة من الحزن والندم، جعلتني أصدقه. بدا وكأنه يتحدث من تجربة شخصية مؤلمة.

"ماذا تطلب في المقابل؟" سألت.

"ثقتكما"، قال الأستاذ إيليا ببساطة. "وأن تستخدما قوتكما بحكمة ومسؤولية. هذا كل ما أطلبه".

كان عرضًا مغريًا. كنا بحاجة إلى مرشد، شخص يفهم طبيعة قوتنا ويمكنه مساعدتنا في التنقل في هذا العالم الخطير. لكن هل يمكننا الوثوق به؟ كان لا يزال غامضًا، وكانت دوافعه غير واضحة تمامًا.

نظرت إلى سيلينا مرة أخرى. كانت لا تزال تبدو متشككة، لكنني رأيت أيضًا لمحة من الاهتمام في عينيها. كانت تعرف، مثلي تمامًا، أننا بحاجة إلى مساعدة.

"نحن بحاجة إلى وقت للتفكير في عرضك، أستاذ"، قلت أخيرًا.

أومأ الأستاذ إيليا برأسه. "بالطبع. لكن لا تتأخرا كثيرًا. الوقت ليس في صالحكما".

ألقى علينا نظرة أخيرة ذات مغزى، ثم استدار وغادر الحديقة، تاركًا ورائه أسئلة أكثر من الإجابات.

وقفت أنا وسيلينا هناك في صمت لعدة دقائق، نعالج ما حدث للتو.

"هل نثق به؟" سألت سيلينا أخيرًا.

"لا أعرف"، قلت بصدق. "لكنني أعتقد أنه قد يكون أفضل فرصة لدينا الآن".

2025/05/06 · 57 مشاهدة · 1402 كلمة
Uzuki
نادي الروايات - 2025