# الفصل التاسع والعشرون:
مرت الأيام والأسابيع، وتحول تدريبنا مع الأستاذ إيليا إلى روتين ثابت. كنا نلتقي في الملاذ الخفي كل يومين، ونقضي ساعات في استكشاف أعماق سحر الظل تحت إشرافه اليقظ.
تقدمنا بسرعة، خاصة مع التوجيه المنظم الذي قدمه لنا. لم نعد مجرد ممارسين غريزيين لقوة لم نفهمها؛ كنا نتعلم المبادئ الأساسية، ونطور تقنيات دقيقة، ونكتسب فهمًا أعمق لطبيعة الظلال.
ركز الأستاذ إيليا بشكل كبير على التحكم الدقيق والتلاعب الواعي. تعلمنا كيفية تشكيل الظلال إلى أشكال بسيطة - كرات، حبال، شفرات مؤقتة - وكيفية تحريكها بدقة في الفضاء. كانت العملية تتطلب تركيزًا هائلاً، وشعرت في كثير من الأحيان بأن عقلي منهك بعد كل جلسة تدريب. لكن مع كل نجاح صغير، شعرت بقوتي تنمو وتصبح أكثر قابلية للتحكم.
بدأنا أيضًا في استكشاف التطبيقات العملية لما تعلمناه. علمنا الأستاذ إيليا كيفية استخدام الظلال للتخفي والتمويه، وكيفية التحرك بصمت عبر الظلال الموجودة، وكيفية إنشاء "جيوب ظل" صغيرة لإخفاء الأشياء أو حتى أنفسنا لفترات قصيرة.
"الظل هو حليفكم الأعظم في التسلل والخداع"، شرح الأستاذ إيليا في إحدى الجلسات. "يمكنكم استخدامه لإخفاء وجودكم، وتضليل أعدائكم، وجمع المعلومات دون أن يتم اكتشافكم. لكن تذكروا، هذه التقنيات تتطلب دقة وهدوءًا. أي خطأ، أي فقدان للتركيز، يمكن أن يكشفكم".
مارسنا هذه التقنيات مرارًا وتكرارًا في الكهف الواسع. كنا نختبئ من بعضنا البعض، ونحاول التسلل دون أن يتم اكتشافنا، وننشئ حواجز ظل مؤقتة لعرقلة بعضنا البعض. كانت أشبه بلعبة قط وفأر خطيرة، لكنها كانت تعلمنًا دروسًا قيمة حول حدود قوتنا وأهمية التفكير التكتيكي.
لاحظت أن سيلينا كانت تتفوق بشكل خاص في تقنيات التخفي والتمويه. كانت حركاتها سلسة ورشيقة، وقدرتها على الاندماج مع الظلال كانت شبه مثالية. كان هناك شيء في طبيعتها الهادئة والمنعزلة يبدو أنه يتناغم تمامًا مع فن التسلل.
أما أنا، فقد كنت أفضل في التلاعب المباشر بالظلال وتشكيلها. كانت قوتي الخام لا تزال أقوى، وعندما كنت أركز، كان بإمكاني إنشاء تراكيب ظل أكثر تعقيدًا وقوة. لكنني كنت أفتقر إلى دقة سيلينا وصبرها.
"كلاكما لديه نقاط قوة وضعف مختلفة"، لاحظ الأستاذ إيليا بعد إحدى جلسات التدريب. "أليكس، قوتك هائلة، لكنها تحتاج إلى صقل وتحكم أكبر. سيلينا، دقتك رائعة، لكنك بحاجة إلى تطوير المزيد من القوة الخام والثقة في قدراتك الهجومية".
"يجب أن تتعلموا كيفية العمل معًا، وتكملة نقاط قوة وضعف بعضكما البعض"، تابع. "في مواجهة الأعداء الذين ستواجهونهم، لن يكون بإمكان أي منكما النجاح بمفرده. تحالفكما هو أعظم أصولكما".
كانت كلماته تذكيرًا مهمًا. على الرغم من التوتر المستمر في علاقتي مع سيلينا، كنا فريقًا. كنا نعتمد على بعضنا البعض للبقاء على قيد الحياة.
بالإضافة إلى التقنيات الهجومية والتسلل، بدأ الأستاذ إيليا أيضًا في تعليمنا كيفية حماية أنفسنا باستخدام الظلال.
"كما أن الظلال يمكن أن تكون سلاحًا، يمكنها أيضًا أن تكون درعًا"، قال. "يمكنكم تشكيل الظلال لإنشاء حواجز ودروع قادرة على صد الهجمات الجسدية والسحرية. المفتاح هو فهم كيفية تكثيف الظلال وجعلها صلبة ومقاومة".
علمنا تقنية تسمى "عباءة الظل"، وهي درع شخصي يحيط بالجسم مثل هالة داكنة، يمتص أو يحرف الهجمات الموجهة إلينا. كانت تتطلب قدرًا كبيرًا من التركيز للحفاظ عليها، خاصة تحت الضغط، لكنها كانت فعالة بشكل مدهش.
مارسنا هذه التقنية من خلال إطلاق مقذوفات ظل صغيرة على بعضنا البعض، ومحاولة صدها باستخدام عباءة الظل. في البداية، كانت مقذوفاتي تخترق درع سيلينا بسهولة، وكانت مقذوفاتها تتلاشى قبل أن تصل إليّ. لكن مع الممارسة، أصبحت دروعنا أقوى وأكثر موثوقية.
"تذكروا، عباءة الظل ليست منيعة"، حذر الأستاذ إيليا. "الهجمات القوية جدًا، أو أنواع معينة من السحر، لا تزال قادرة على اختراقها. يجب أن تتعلموا كيفية تقييم التهديد وتكييف دفاعاتكم وفقًا لذلك. وأحيانًا، يكون أفضل دفاع هو المراوغة أو الهرب".
كان التدريب مكثفًا وصعبًا، لكنه كان أيضًا مجزيًا. شعرت بأنني أصبح أقوى وأكثر قدرة كل يوم. لم أعد مجرد ضحية للظروف؛ كنت أتعلم كيفية السيطرة على مصيري.
خلال هذه الفترة، لاحظت أيضًا تغييرات طفيفة في سلوك سيلينا. على الرغم من أنها لا تزال تحافظ على مسافة حذرة، إلا أنها بدأت تظهر لمحات من الاعتماد المتزايد عليّ. كانت تسألني عن رأيي في كثير من الأحيان أثناء التدريب، وكانت نظراتها تستمر أحيانًا لفترة أطول قليلاً من المعتاد. لم يكن هوسًا واضحًا كما كان من قبل، بل كان شيئًا أكثر دقة وتعقيدًا - مزيجًا من الاحترام، والفضول، وربما شعور بالملكية.
كنت حذرًا في ردود أفعالي. لم أرغب في تشجيع أي مشاعر غير صحية، لكنني أيضًا لم أرغب في دفعها بعيدًا. كنا بحاجة إلى بعضنا البعض. حاولت الحفاظ على علاقة ودية وداعمة، مع وضع حدود واضحة.
في إحدى الأمسيات، بعد جلسة تدريب مرهقة بشكل خاص، كنا نسير عائدين عبر الغابة في صمت. كان القمر مكتملًا، يلقي ضوءًا فضيًا غريبًا عبر الأشجار.
"أليكس"، قالت سيلينا فجأة، وكسرت الصمت. "هل تعتقد أننا سنكون مستعدين؟ لمواجهة... كل ما هو قادم؟"
كان هناك قلق حقيقي في صوتها، وهو أمر نادر بالنسبة لها.
"نحن نصبح أقوى كل يوم، سيلينا"، قلت، محاولاً أن أبدو واثقًا. "ولدينا الأستاذ إيليا لمساعدتنا. سنكون مستعدين قدر الإمكان".
"لكن المراقبين القدامى... أبناء الغسق... يبدون وكأنهم قوى لا يمكن تصورها"، قالت بصوت منخفض. "هل يمكن لشخصين مثلنا حقًا إيقافهم؟"
"لا أعرف"، اعترفت بصدق. "لكن يجب أن نحاول. ليس لدينا خيار آخر".
صمتت للحظة، ثم قالت شيئًا فاجأني. "أنا... أنا سعيدة لأنك هنا معي، أليكس".
نظرت إليها، ورأيت تعبيرًا من الضعف الصادق على وجهها، مضاءً بضوء القمر. لم تكن الفتاة الجليدية التي عرفتها في البداية. كانت شخصًا حقيقيًا، بمخاوف وآمال حقيقية.
"أنا سعيد لأنكِ هنا أيضًا، سيلينا"، قلت بلطف. "لا أعتقد أنني أستطيع فعل هذا بمفردي".
ابتسمت ابتسامة صغيرة، لكنها كانت حقيقية. "معًا إذًا".
"معًا"، رددت. وشعرت بأن الرابطة بيننا، على الرغم من كل تعقيداتها ومخاطرها، قد أصبحت أقوى قليلاً في تلك اللحظة.
واصلنا السير في صمت، لكن الصمت لم يعد ثقيلاً كما كان من قبل. كان هناك شعور بالتفاهم المتبادل، وبالهد
ف المشترك. كنا نسير في طريق مظلم، لكننا لم نعد نسير فيه وحدنا.