# الفصل الثلاثون
في صباح أحد الأيام، بعد حوالي شهر من بدء تدريبنا مع الأستاذ إيليا، استيقظت على إحساس غريب. كان هناك شعور بالتوتر في الهواء، كما لو أن الظلال نفسها كانت قلقة ومضطربة. لم أستطع تحديد مصدر هذا الشعور، لكنه كان قويًا بما يكفي لإيقاظي من نومي.
جلست في سريري، وأنا أحاول التركيز على الإحساس. كان أحد الدروس الأولى التي علمنا إياها الأستاذ إيليا هو الاستماع إلى الظلال، والانتباه إلى التغييرات الدقيقة في نسيجها. وكان هناك شيء مختلف بالتأكيد هذا الصباح.
ارتديت ملابسي بسرعة وخرجت من غرفتي. كان الممر خاليًا في هذه الساعة المبكرة، والضوء الرمادي للفجر يتسلل عبر النوافذ العالية. توجهت مباشرة إلى غرفة سيلينا، متسائلاً عما إذا كانت قد شعرت بنفس الشيء.
طرقت على بابها بهدوء، ثم بقوة أكبر عندما لم أتلق ردًا. بعد لحظة، فتح الباب، وظهرت سيلينا. كانت ترتدي ملابسها بالكامل، وكان واضحًا أنها كانت مستيقظة منذ فترة.
"أنت تشعر به أيضًا"، قالت، وهي تنظر إلى وجهي بتعبير جاد.
أومأت برأسي. "هناك شيء ما... في الظلال. شيء مختلف".
"إنه يقترب"، قالت بصوت منخفض. "شيء قوي. شيء خطير".
"هل تعتقدين أنه أحد المراقبين القدامى؟" سألت، وشعرت بقشعريرة تسري في جسدي.
هزت كتفيها. "لا أعرف. لكنه ليس شيئًا عاديًا".
"يجب أن نجد الأستاذ إيليا"، قلت.
"لقد حاولت بالفعل"، قالت سيلينا. "ذهبت إلى مكتبه، لكنه لم يكن هناك. وليس من المفترض أن نلتقي به اليوم في الملاذ".
"إذًا، ماذا نفعل؟" سألت.
فكرت سيلينا للحظة، ثم قالت: "يجب أن نستعد. إذا كان هناك خطر قادم، فيجب أن نكون جاهزين لمواجهته".
اتفقنا على الاستعداد والبقاء معًا طوال اليوم. كان من المفترض أن نحضر الفصول الدراسية كالمعتاد، لتجنب إثارة الشكوك، لكننا سنبقى يقظين ومستعدين لأي شيء.
مر الصباح ببطء وتوتر. كان من الصعب التركيز على المحاضرات مع الشعور المستمر بالخطر المتزايد. كنت أجد نفسي أنظر باستمرار نحو النوافذ والأبواب، متوقعًا هجومًا في أي لحظة.
لاحظت أن سيلينا كانت متوترة أيضًا، على الرغم من أنها كانت أفضل مني في إخفاء ذلك. كانت تجلس بهدوء، لكن عينيها كانتا تتحركان باستمرار، تراقبان كل حركة في الفصل.
عندما انتهت المحاضرة الأخيرة، شعرنا بارتياح كبير. كان الشعور بالخطر لا يزال موجودًا، لكنه لم يتحول إلى أي تهديد ملموس حتى الآن.
"ربما كان مجرد إنذار كاذب"، قلت بأمل، ونحن نغادر قاعة المحاضرات.
"لا أعتقد ذلك"، قالت سيلينا بجدية. "الشعور أقوى الآن. إنه قريب".
كانت محقة. بينما كنا نسير عبر الفناء المركزي للأكاديمية، شعرت فجأة بموجة من البرودة تجتاح المكان. ليس البرودة العادية، بل برودة غير طبيعية، كما لو أن الحرارة نفسها كانت تُمتص من الهواء.
توقفنا في مكاننا، ونظرنا حولنا بحذر. كان الفناء مزدحمًا بالطلاب الآخرين، لكن لم يبدُ أن أحدًا منهم يلاحظ التغيير. كانوا يتحدثون ويضحكون كالمعتاد، غير مدركين للخطر المتزايد.
"هناك"، همست سيلينا، وأشارت برأسها نحو الجانب البعيد من الفناء.
نظرت في الاتجاه الذي أشارت إليه، ورأيت شخصًا يقف وحده، يراقبنا. كان رجلاً طويلًا ونحيلًا، يرتدي معطفًا أسود طويلًا وقبعة واسعة الحواف تخفي معظم وجهه. كان هناك شيء غير طبيعي في وقفته، كما لو أنه لم يكن إنسانًا تمامًا.
"من هو؟" همست.
"لا أعرف"، قالت سيلينا. "لكنه مصدر الشعور بالخطر. إنه... يتغذى على الظلال".
كانت محقة مرة أخرى. عندما ركزت، رأيت أن الظلال حول الشخص الغريب كانت تتحرك بشكل غير طبيعي، تنجذب نحوه كما لو كان يمتصها. كان هذا بالضبط ما وصفه الأستاذ إيليا عندما تحدث عن "الظلال المفترسة".
"هل تعتقدين أنه أحد المراقبين القدامى؟" سألت مرة أخرى.
"لا"، قالت سيلينا. "لا أعتقد ذلك. إنه شيء مختلف. ربما... ربما يكون مبعوثًا أو خادمًا".
بينما كنا نراقب، بدأ الشخص الغريب يتحرك نحونا ببطء. كانت حركته غريبة ومتقطعة، كما لو أنه يتحرك بين لقطات متتالية بدلاً من حركة سلسة.
"يجب أن نبتعد عن هنا"، قلت بإلحاح. "هناك الكثير من الطلاب الأبرياء. لا يمكننا المخاطرة بإصابة أي منهم".
وافقت سيلينا. "الغابة. يمكننا قيادته إلى هناك، بعيدًا عن الأكاديمية".
بدأنا نتحرك نحو حافة الفناء، متجهين نحو الغابة المحيطة بالأكاديمية. نظرت خلفي ورأيت الشخص الغريب يغير اتجاهه ليتبعنا. كان يعلم أننا لاحظناه، ولم يعد يحاول إخفاء نواياه.
تسارعت خطواتنا عندما وصلنا إلى حافة الغابة. بمجرد أن أصبحنا بين الأشجار، بعيدًا عن أعين الطلاب الآخرين، توقفنا واستدرنا لمواجهة متعقبنا.
لم نضطر للانتظار طويلاً. ظهر الشخص الغريب بين الأشجار، لا يزال يتحرك بتلك الطريقة المتقطعة الغريبة. عن قرب، كان هناك شيء أكثر إزعاجًا في مظهره. كان وجهه شاحبًا بشكل غير طبيعي، وعيناه سوداء تمامًا، بلا بياض أو قزحية. كان فمه مجرد شق رفيع، بلا شفاه.
"ما الذي تريده؟" سألت، محاولاً إخفاء الخوف في صوتي.
لم يجب الغريب. بدلاً من ذلك، رفع يده ببطء، وأشار إلينا. ثم، بصوت أجوف وغير بشري، قال: "أنتما... تحملان... الظل".
شعرت بقشعريرة تسري في جسدي. كان صوته يبدو وكأنه يأتي من مكان بعيد، صدى من عالم آخر.
"من أنت؟" سألت سيلينا بحدة.
"أنا... رسول"، قال الغريب. "أنا... أختبر".
"تختبر ماذا؟" سألت.
"قوتكما"، قال الغريب. "استحقاقكما".
ثم، بدون أي تحذير آخر، هجم علينا. كانت حركته الآن سريعة بشكل مذهل، متناقضة تمامًا مع بطئه السابق. كان يتحرك مثل ظل، يندفع نحونا بسرعة لا يمكن تصورها.
بالكاد تمكنت من تفعيل "عباءة الظل" الخاصة بي في الوقت المناسب. اصطدم الغريب بدرعي، وشعرت بقوة هائلة تضرب الحاجز. كان أقوى بكثير مما كنت أتوقع، وتراجعت عدة خطوات من قوة الضربة.
رأيت سيلينا تتحرك بسرعة، تشكل سلسلة من شفرات الظل وتطلقها نحو الغريب. أصابت بعضها هدفها، لكنها بدت وكأنها تمر عبره دون أن تسبب أي ضرر حقيقي.
"الظلال العادية لا تؤثر عليه!" صرخت سيلينا. "إنه يمتصها!"
كانت محقة. كان الغريب يبتلع هجماتنا، ويزداد قوة مع كل ضربة. كان علينا تغيير استراتيجيتنا.
تذكرت درسًا من الأستاذ إيليا: "ليست كل الظلال متشابهة. بعضها يمكن أن يكون سلاحًا ضد أنواع أخرى من الظلال".
ركزت على الظل الداخلي الخاص بي، محاولاً استدعاء نوع مختلف من القوة. ليس الظل العادي الذي كنت أستخدمه عادة، بل شيء أكثر أصالة وقوة - ظل الروح.
شعرت بتغيير في داخلي، كما لو أن شيئًا عميقًا وقديمًا كان يستيقظ. كانت قوة مختلفة عما اعتدت عليه، أكثر كثافة وحرارة. كانت أشبه بالنار السوداء منها بالظل العادي.
مددت يدي، وشكلت كرة من هذه الطاقة الجديدة. كانت تنبض بالحياة، وتتوهج بضوء أسود غريب. ثم أطلقتها نحو الغريب.
أصابت الكرة هدفها مباشرة، وهذه المرة، كان هناك تأثير واضح. صرخ الغريب صرخة غير بشرية، وتراجع عدة خطوات. كان هناك ثقب يدخن في صدره حيث أصابته الكرة.
"استمر!" صرخت سيلينا. "هذا يؤثر عليه!"
رأيت سيلينا تغلق عينيها للحظة، تركز بشدة. ثم فتحتهما مرة أخرى، وكانتا تتوهجان الآن بضوء أزرق باهت. مدت يديها، وبدأت تشكل سلسلة من الأشواك الجليدية السوداء، مختلفة تمامًا عن شفرات الظل العادية التي كانت تستخدمها.
أطلقت الأشواك نحو الغريب، وأصابت العديد منها هدفها. صرخ مرة أخرى، وبدأ جسده يتشقق، كما لو أنه مصنوع من الزجاج الأسود.
كنا نكتسب ميزة، لكن الغريب لم يكن مستعدًا للاستسلام بعد. فجأة، انفجر في سحابة من الدخان الأسود، وانتشر في جميع أنحاء المنطقة. كان الدخان يتحرك بإرادته الخاصة، يلتف حولنا ويحاول اختراق دروعنا.
"عباءة الظل لن تصمد طويلاً ضد هذا!" صرخت، وأنا أشعر بالدخان يضغط على درعي، يبحث عن نقاط ضعف.
"نحتاج إلى شيء أقوى"، قالت سيلينا. "نحتاج إلى العمل معًا!"
تذكرت تعليمات الأستاذ إيليا: "قوتكما مجتمعة أكبر بكثير من مجموع أجزائها. تعلما كيفية توحيد ظلالكما، وستكونان قادرين على تحقيق أشياء لم تكن ممكنة من قبل".
نظرت إلى سيلينا، وفهمت ما كانت تفكر فيه. مددنا أيدينا نحو بعضنا البعض، وتشابكت أصابعنا. شعرت بقوتها تتدفق نحوي، وقوتي تتدفق نحوها. كان الإحساس مذهلاً، كما لو أن دوائر كهربائية كانت تكتمل.
معًا، ركزنا على الظلال داخلنا وحولنا. ليس فقط الظلال العادية، بل الظلال الأعمق، الأكثر أصالة. ظلال الروح.
بدأت الطاقة تتجمع حولنا، تشكل هالة سوداء متوهجة. كانت تنبض بالقوة، وتتوسع بسرعة، تدفع الدخان الأسود بعيدًا.
ثم، بحركة متزامنة، أطلقنا الطاقة المجمعة. انفجرت في موجة هائلة من القوة، اجتاحت المنطقة بأكملها. اصطدمت بالدخان الأسود، وبدأت تمزقه، تبدده إلى العدم.
سمعنا صرخة أخيرة، صرخة غضب وألم، ثم اختفى الدخان تمامًا. كان الغريب قد هُزم.
وقفنا هناك، لا نزال متشابكي الأيدي، نلهث من الجهد. كان ما فعلناه للتو يتجاوز أي شيء تدربنا عليه. كانت قوة جديدة تمامًا، قوة ولدت من اتحادنا.
"هل... هل قتلناه؟" سألت أخيرًا، وأنا أنظر حولي بحذر.
هزت سيلينا رأسها. "لا أعتقد ذلك. أعتقد أنه... انسحب. عاد إلى من أرسله".
"من تعتقدين أنه أرسله؟" سألت.
"لا أعرف"، قالت سيلينا. "لكنه قال إنه كان يختبرنا. يختبر قوتنا واستحقاقنا".
"استحقاقنا لماذا؟" تساءلت.
"هذا ما نحتاج إلى معرفته"، قالت سيلينا بجدية. "يجب أن نجد الأستاذ إيليا. الآن".
اتفقنا على العودة إلى الأكاديمية والبحث عن الأستاذ إيليا. كان لدينا الكثير من الأسئلة، وكنا بحاجة إلى إجابات.
لكن بينما كنا نستعد للمغادرة، لاحظت شيئًا على الأرض حيث كان الغريب واقفًا. كان شيئًا صغيرًا ولامعًا، يلتقط ضوء الشمس المتسرب عبر أوراق الشجر.
انحنيت والتقطته. كان قلادة صغيرة، مصنوعة من معدن أسود غريب. كان عليها نقش لرمز لم أره من قبل - دائرة بداخلها مثلث، وبداخل المثلث عين.
"ما هذا؟" سألت، وأنا أريها القلادة.
أخذتها سيلينا ودرستها بعناية. "لا أعرف. لكنه يبدو... قديمًا. وقويًا".
"هل نأخذها معنا؟" سألت.
فكرت سيلينا للحظة، ثم أومأت برأسها. "نعم. قد تكون دليلاً. لكن كن حذرًا. قد تكون خطيرة".
وضعت القلادة في جيبي بحذر، وشعرت بوزنها الثقيل بشكل غير متناسب مع حجمها. كان هناك شيء غريب في هذا الشيء الصغير، شيء قديم وقوي.
عدنا إلى الأكاديمية، وعقولنا مليئة بالأسئلة الجديدة. من كان ذلك الغريب؟ من أرسله؟ وما الذي كان يختبرنا من أجله؟
كنا قد واجهنا أول اختبار حقيقي لقوتنا، ونجحنا. لكن كان من الواضح أن هذه كانت مجرد البداية. كانت هناك تحديات أكبر في انتظارنا، وكنا بحاجة إلى أن نكون مستعدين.