علت الھتافات و تصاعدت اصوات الرھانات للسماء. كانت كل المدرجات التي تتسع لالاف الاشخاص ممتلئة فعكس كل المباريات التي تقام فيھا و التي ھي عبارة عن مباريات موت. كانت ھذھ اول مباراة زواج.
في اقصي يمين الحلبة التي تجاوز قطرھا 500 متر و المصنوعة من حجارة بيضاء، تناسب ما يحيطھا. وقفت كريسينا محاربة الرتبة s, في احدى يديھا فاس ذھبي ذو قبضة مستديرة يخرج منھا عدة اشواك. مما يدل على كونھا ليس مصنوعة للحماية بل للھجوم كذلك.
وفي الجانب الاخر من الحلبة وقف كريس، فارع الطول و عريض الكتفين، عضلات مصقولة اكثر من الحديد على حامي كتفيھ، لا يحمل اي سلاح سوى ابتسامتھ السارقة لقلوب الفتيات.
توقفت كل الاصوات بعد ان تحدث الحكم و الذي كان اب كريس.
انتم اليوم تشھدون مباراة لا مثيل لھا، حيث يلتقي الموت و الحياة. اذا ما فاز كريس فعلى كريسينا الانصياع و قبول طلب زواجھ.
توقف قليلا ثم تابع
لكن اذا ما خسر فعليھ ان يقيل مصيرھ و الذي ھو...
اخذ الحكم وقفة عدة ثواني ثم اكمل
الموت.
حظا موفقا للطرفين، تذكرو لا غش، غير ذلك كل شيء مسموح. يحدد الفائز اذا ما اعترف طرف منكم بالھزيمة او خرج من الحلبة. لقد ختمنا قوى كريستينا من قبل لذلك يمكنم ان تبدأو حالا.
اعطى الحكم صافرة الانطلاق لكن لم يقم الطرفين باي حركة.
كسرت كريستينا الصمت، لم لم تحضر اي سلاح؟
افضل استعمال قبضتاي، فكما تعلمين انا بارع في استخدام يداي، كما اني لا اود وضع اي خدش على جسد زوجتي الجميل.
تتحدث كما لو انك فزت بالفعل، يالھا من ثقة سنرى ان كنت ستستطيع قول نفس الكلام بعد ان اھزمك و اقطع لسانك، ولفعل ذلك لا احتاج لسلاح.
غرزت كريستينا فأسھا الذھبي ارضا ثم اندفعت بسرعة ناحية كريس.
علت ھذا الاخرين ابتسامة ضخمة، يبتسم ھكذا رغم ان حياتھ على المحك، اما انھ يملك ورقة رابحة او انھ فقط مجنون ببساطة.
وصلت كريستينا امام كريس و بدأت تصوب لكمات نحو المناطق المميتة، ترغب في انھاء المباراة بسرعة لكن كريس تصدى للكماتھا و ركلاتھا ببراعة.
يصدق القول ان كريس من ابرع المقاتلين من الفئة E بل حتى يمكن مقارنتھ بذوي الرتبة D بسبب مھاراتھ القتالية فقط لولا اختلاف الاحصائيات لامكن وضعھ مع اصحاب الرتب s من ناحية قوة المعركة و ھذا ما لم يعلمھ احد لانھ دائما حاول التخفي و عدم اضھار كل قوتھ.
بعد ان تصدى كريس لضربة قدم كانت موجھة نحو رقبتھ بذراعھ قال و ھو يتراجع متھرب من عاصفة لكمات اخرى.
لقد راقبت كل معاركك السابقة، استطيع التنبؤ بكل حركاتك ولو كنت مغمض العينين. ھذا اغضب كريستينا و بدأت تتدفق من جسمھا ھالة خضراء مشعة.
لكونھا تحت التقيد خرج فقط جزء ضئيل من القوة و بفعل ذلك انتفخت عروقھا و تضخمت عضلاتھا مما زاد من سرعتھا وقوة لكماتھا.
لم يتوقع كريس ان تستعمل كريستينا مھارتھا بعذھ السرعة لذلك فوجئ بالزيادة المخيفة في سرعة اللكمات. و سرعة تحركھا. لكن رغم ذلك تمكن من تجنبھا و صد الخطيرة منھا او على الاقل حاول فلقد اصبح التصدي لضرياتھا مؤلم و جعلھ يفعل قدراتھ الشفائية ايضا.
ارسلت كريستينا التي اعماھا الغضب واصبح جلدھا اخضر مزيج من اللكمات نحو وجھ كريس محاولة انھاء القتال بسرعة، مرت اكثر من نصف ساعة ولا يضھر على كريس اي ملامح تعب عكسھا ھي التي استعملت قواھا بكثرة و استنزفتھا.
كانت متفاجئة ايضا من ان كريس قادر على مواكبتھا، غير انھ يملك قدرة تحمل ھائلة ھو ايضا يملك فھما عميقا لفنون القتال و تفادا كل فخاخھا و ھجماتھا المخفية.
ضھرت على وجھ كريس ابتسامة خفيفة، تفادا لكمة خطافية كانت موجھة لاذنھ ثم بركلة دائرية افقد كريستينا توازنھا و بدل ان يتركھا تسقط ارضا امسكھا من يديھا و باستعمال وزنھ سقط ھو ارضا وجرھا حولھ و عانقھا.
قبل ان تستعمل كريستينا قوتھا للتخص من احكامھ او ضريھ حتى، ھمس لھا كريس بشيء في اذنھا.
كانت كريستينا ھي الوحيدة التي تمكنت من سماع ھذا
اسف حقا، وددت لو امكنني اطالة القتال لكني مجھد واعلم اني لن استطيع الفوز عليك باي طريقة غير ھذھ.
ثم ارجع ركبتيھ قرب بطنھ و ركل كريستينا مرسلا ايھا محلقة لتخرج من الحلبة.
بسبب تركيز كريستينا على الھجوم و اخفاضھا حذرھا ضد كريس لم تستطع رؤية كيف كان يتحرك و يجرھا لتتبع خطواتھ بينما يقريھا من طرف الحلبة.
لم تعي كريستينا ما حدث حتى شارفت على الخروج من الحلبة. قبل ان تتخطى قدمھا حدود الحلبة، مدت يدھا لتنادي على فأسھا فلھ خاصية ان يأتي نحوھا عندما تنادي عليھ. بما انھ مغروس بشدة في الارض فقوة الجذب ستجعلھا تجذب نحوھ و ليس العكس.
بدأ الفأس يحاول ان يذھب ناحيتھا لكنھ كان عالق ھذا ما تبث كريسينا قليلا في الھواء و خفف زخمھا، حتى بدأت تجذب نحوھ، انطلق الفأس كسھم ثابق جھتھا.
بسبب تلك الجرة القليلة من الفأس تمكنت كريسينا من ان تبقى داخل الحلبة وبينھا وبين الخسارة نصف سنتمتر، لكن بعد ان حطت بقدميھا على الحلبة تفاجئت بكريس اتى من جانبھا مندفعا و حاول لكمھا على الصدر.
اذا قفزت لليمين او الشمال ستعتبر خاسرة لتجاوزھا حدود الحلبة لذلك خيارھا الوحيد ھو ان تصد الضربة. او ھذا ما ظن كريس انھا ستفعل فاذا ما ضريھا الزخم الذي ولد بعد اندفاعھ ناحيتھا سيتمكن فيل من أن يدفعھا خارج الحلبة.
لذلك عكس توقعات الجميع امام القبضة المتوجھة ناحيتھا قفزت كريستينا فوق كريس ووجھت فأسھا نحوھ و شقت ضھرھ بضربة نضيفة ارسلت كريس ليحلق خارجا من الحلبة.
حتى كريس لم يتوقع ذلك. لكن كما ھو متوقع من كريستينا الملقبة بفالكيري خرجت بحركة قلبت الطاولة.
انزلق كريس بعد اصطدامھ بطرف الكولوسيوم والدم يتدفق من الجرح العضيم على ضھرھ و ملامح الخيبة على محياھ.
ھرع المعالجون نحوھ كرد فعل طبيعي فذلك ما كانوا متعودين عليھ لكنھ اوقفھم بعد ان نھض خائيب الامل مطأطأ الرأس و ذكرھم بنتيجة القتال.
تقدم كريس بخطوات ثابتة نحو موتھ. رغم انھ سيموت الا ان الابتسامة لم تفارق محياھ و كل ھذا الوقت لم يكلف نفسھ عناء شفاء ذلك الجرح خاصتھ بمھارتھ.
قفز كريس داخل الحلبة و بابتسامتھ العريضة تقدم نحو كريستينا و قال : لم اتوقع ان اخسر ظننت انھ بسبب عدم تعودك على انخفاض احصائياتك و مھاراتي القتالية ستكون كافية لمفاجئتك و القيام بحركة رابحة لكن يبدو اني خسرت.
اسعدني قتالك، و من المؤسف اني لم اربح فكنت اود منك ان تكوني زوجتي حقا. تسك.
تقدم كريس بخطوات بطيئة ثابتة نحو كريستينا في صمت قاتل، كان كل الجمھور يترقب ما ستفعل كريستينا ثاليا. ركع امامھا ووضع يديھ وراء ضھرھ وھو مطأطأ الرأس ثم صرخ :
يا حكم اعلن النتيجة.
كان والد كريس يضھر وجھ البوركر خاصتھ، رغم انھ لم يتوقع خسارة كريس الا انھ وضع ذلك الاحتمال في الحسبان، وبما ان ولدھ قبل نزال الموت ھذا فالقوانين ھي القوانين لا يمكنھ فعل اي شيء لانقاذھ.
بدأت الحكم بالكلام بطريقة باردة شبيھة بالالات، كما لو لم يكن الشخص الذي سيموت بعد قليل ابنھ.
لقد خسر المتباري كريس بسبب خروجھ من الحلبة. و عقوبة الخسارة ھي الموت. يمكن للفائز المطالبة بجائزتھ الان.
توجھت كل النظرات نحو كريسينا الان، و التي احكمت امساك فأسھا، رفعتھ للاعلى ثم لوحت بھ.