في صباح اليوم التالي استيقض فيل قبل الفجر بساعتين ليقوم بتمارين صباحية، لحد الان لم يعلم يقينا اذا ما امكن زيادة القدرات الجسدية للصيادين او لا لكن كانت ھناك نظرية في رأسھ تقول : لِمَ يتدرب الصيادين ليحصلو على عضلات بارزة و قوية اذا ما كان البقاء في بنية جسدية صغيرة مع نفس مقدار القوى افضل.
لربما فقط من اجل المضھر لكنھ لم يرد ترك الفكرة.
حاول التسلسل لكن والديھ احسو بھ ورغم ذلك لم يفعلوا اي شيء او يوقفوھ، كان من الجيد ان يحاول فيل تغير رتبتھ، لكن رغم كل شيء و مع كل حركة يقوم بھا فيل يتألم كريس، فلقد شعر انھ لو لم يكن ضعيفا من الرتبة E لما كان ولدھ ضعيفا مثلھ.
بدأ فيل اول تمارينھ بالاحماء، قام ببعض تمارين التمدد لكي لا يأذي عضلاتھ ولقد شك في احتمال حدوث ذلك لكنھ فعلھا فحسب كونھا عادة الفھا من حياتھ القديمة.
كان اليوم ھو اليوم الحاسم الذي سيتأكد من خلالھ اذا ما كانت رحلتھ ستكون سھلة او صعبة، لازال امامھ عشر سنين لكن رغم ذلك لا يوجد وقت لتضيعھ.
قرر فيل عدم التفكير في الامر و تھدأة نفسھ بالجري نحو الغابة القريبة من منزلھ.
كان منزلھم بعيدا عن القرى البشرية و قريبا من الغابة، رغم ذلك لم يعانوا اي مشكلة كون الوحوش التي تسكنھا لا تتجاوز الرتبة E و من النادر ضھور وحش رتبة D فيھا.
كان الامر جيد بالنسبة لفيل فلقد اراد ان يتدرب و ان يكتشف الغطاء الحيواني و النباتي في ھذا العالم كذلك.
بدأ في الجري على طريق فارغ من الصخور و جذور الاشجار، لم تكن الشمس قد اشرقت بعد لذلك فضلھ فيل على باقي الطرق مخافة ان يلتقي بحيوان او حشرات سامة، فلحد الان لم يجرب اذا ما كان جسد المغامر يملك حصانة ضد سموم الحيوانات و الوحوش العادية او لا.
بينما ھو يجري و يفكر في نوع المھارة التي يمتلكھا ھذا الجسد و ھل ستساعدھ على ان يصبح اقوى او ھل ستكون عقبة في طريقھ وجد نفسھ قد غاص في اعماق الغابة ولم يتوقف حتى وجد شجرة ضخمة تسد الطريق.
تبا لقد تركت دوامة افكاري تبتلعني، ھذھ اول مرة ادخل ھذھ الغابة و تركت نفسي اقع في خطأ عدم التركيز. لا يجب علي فعل ذلك مرة اخرى. اتيت لھذا العالم لكي افوز لذلك علي ان اكون مثالي والا اخطئ ابدا.
لازالت السماء سوداء و النجوم تنير المكان لكن نورھا بدأ يضمحل بسبب بزوع بعض اشعة الشمس التي اعلنت عن بداية يوم جديد.
بدأت الحيوانات تخرج من اعشاشھا و اولھم الطيور. يبدو ان المثل حقيقي فالطير المبكر يمسك الدودة.
بعد ان تمعن فيل في غرابة الحيوانات في ھذا العالم و درس الفرق بيھم و بين حيوانات الارض. اول ما لاحظ ھو ضخامتھم، فلقد كانوا على الاقل ضعف حجم المخلوقات الارضية.
كان فيل على جذع شجرة يراقب النمل الاحمر يعمل، كان مسحورا بنظامھم و كيف لنملة صغيرة ان تحمل شيء مائة ضعف وزنھا، ھذا النمل عادي اقصى شيء يمكن ان يصل لھ من الرتبة ھو F او E. يمكن ان يحصل تطور و تصير نملة ما في الرتبة A او S لكن ذلك نادر الحصول.
ھنا تذكر فيل نملة محددة.
يااااھ لو فقط املكھ كخادمي ستكون حياتي اسھل بكثير.
وبينما فيل يراقب النمل احس بشيء يقترب منھ، تكسرت بعض اوراق الاشحار الميتة بعد ان وطأت عليھا قدم نمر ضخم الجثة، نبتت انيابھ حتى خرجت من فمھ، كانت الخطوط على جسمھ قليلة مقارنة بالنمور الارضية و كانت احدى عينيھ مصابة و بدل الخطوط السوداء كانت ھناك خطوط بيضاء حليبية.
تقدم ناحية فيل ببطأ و ھو يضھر نية عدائية، عضلات قدمھ مشدودة مستعد للانقضاض على فيل في اي لحظة.
فور ان احس بھ فيل، ادار رأسھ ببطأ، لينضر ناحيتھ، انتفخ صدرھ و ھبط، ضرب قلبھ بقوة و ابتلع لعابة الذي اصبح من الصعب ابتلاعھ.
لم يتوقع فيل ان يلقى نمرا في ھذھ الارجاء. خبرات حياتھ القديمة كانت تحتثھ على الھرب لكن عقلھ نصحھ بالبقاء و تجربة قدات جسدھ الحالي.
على الاغلب سيكون ھذا النمر بلا رتبة اقصى شيء يمكن ان يصل لھ ھو الرتبة E لانھ لا توجد زنزانة ھنا امكنھ الھرب منھا، لذلك سيكون فيل قادرا على مواحھتھ.
لكن بلا سلاح او مھارة فضل فيل الھروب، لن يخاطر بحياتھ في ثاني يوم لھ.
على فيل ان يتخد قرارھ، ھل يھرب او يواجھ.
طاقتھ لازالت كافية لكن ما ازعجھ ھو عدم قدرتھ على تحديد رتبة الوحش امامھ.
"اعلم ان ھذا ليس وقت للتجريب لكن الحاجة ام الاختراع" قال فيل داخليا.
حاول فيل استجماع ماناھ و ركز القليل منھا حول عينيھ و حدق جھة اانمر الذي توقف عن التقدم.
كانت ھذھ اول مرة يحاول فيل ان يتحكم بالمانا، ولسبب لا يعلمھ استطاع التحكم فيھا و شكل عدسة امام عينھ. لربما بسبب خوفھ او بسبب تحرك جسم فيل بدون وعيھ اتباعا لغريزة النجاة.
بعد ان شاھد العالم من وراء تلك العدسات احاطت كل الكائنات الحية ھالة مختلفة و تراوحت شدة غمق لونھا من مخلوق لاخر.
سبق و قرأ فيل في كتيب الصيادين ان درجة الزنزانات تضھر من لونھا، كلما كان اللون اغمق ارتفعت درجة الزنزانة. كان الاضعف ھو اللون الابيض الشفاف و الذي عبر عن كون الزنزانة من الدرجة G اي بلا رتبة و كان اغمق لون ھو الاسود.
كانت اغلب الھالات ھنا شفافة الا قليل من المخلوقات كانت بالابيض حليبي اي الرتبة F و كذلك كان النمر.
بعد ان استطاع فيل تحديد رتبة النمر نمت داخلھ بعض الشجاعة وقرر المواجھة بدل القتال. كان واثقا من سرعتھ و فكر اذا ما سائت للاوضاع يمكنھ الھرب فقط.
عامل المفاجئة مھم في اي قتال لذلك امسك فيل عش النمل الذي كان عبارة عن نتوء خارج من الارض قربھ و رماھ على عين النمر.
بدون ان يترك لھ اي خيار اندفع ناحيتھ بيديھ العاريتين و سدد لھ ضربة اسفل اذنھ حملت كل قوتھ. كان النمل من المستعمرة قد اصاب عين النمر و دخل وسطھا ھذا ما جعلھ يبقى على عينھ مسدودة مما اعطى فرصة اخرى لفيل.
كور قبضتھ مجددا و ضرب النمر بصاروخية على فكھ. لم تكن افضل قراراتھ لانھ اتضح ان فك النمر قوي و التوت يد فيل بسبب تقنية لكمھ السيئة.
ھنا توھج النمر بلون ابيض حليبي و خصوصا العلامات البيضاء عليھ، اجتمعت دوامة صغيرة من الرياح حول وجھھ و نضفتھ من النمل في الوقت الذي اشتراھ لنفسھ بعد ان قفز للوراء.
فتح النمر عينيھ و زمجر بغضب.
تبا ما كان علي ان اھاجمھ بلا سلاح.
انقض النمر على فيل و بدأ يلاحقھ.