أنت وحيد جدا"هذه أول الكلمات التي سمعتها وبدأت

في فهمها....بعدها لم أعلم أن هناك أشياء كثيرة في

الكون قد تجعل مني أبدي على وجهي إبتسامة منذ

رحيل ذلك الشخص الذي كنت أشعر معه براحة نفسي

حتى أنه يقال "أنك لن تدرك قيمة الشيئ،مالم تفقده

أولا"... و إني أذكر أخر ماحدث والكلمات التي قالها لي

وهو مودع خلفه" ستعيش يا ريو لوقت طويل بدوني

ستنظر في أوجه العابرين على أمل أن تجد ضوء أمل قد

يعيدني إليك ولو للحظة،ستجد الليالي المقمرة فارغة

بشكل غريب،لأنك حين تنادي بإسمي لن تجد إجابة

ستشعر بفراغ في قلبك دائما لأجلي...لكن عقلك سيخيل

لك أنك ستجدني في ترحالك المسقبلي" بعدها فقدت

الوعي ولم أعلم ماحدث بعد ذلك.. حين إستيقضت وجدت

نفسي في المستشفى كنت لا أزال أشعر بالغثيان

والدوار وبعض الاشياء تدور في عقلي ...ذهبت للحمام

لأغتسل ونظرت في المرآة حتى أجد نفسي أشبه شابًا

أقبل على 18 سنة....لكن قبل أن أفقد الوعي عندما كنت

مع ذلك الشخص الذي لا أذكر إسمه كان عمري مايقارب

ال10 سنوات أي أني فقدت الوعي لمدة 8

سنوات....لمست المرآة بينما لازلت أسأل نفسي ....

إنعكست أمامي صورة لشخص بشعر شديد السواد رغم

أني كنت فاقدا للوعي قبل قليل إلا أنه كان لايزال يبدو

ناعما وطويلا وكأنني صففته قبل لحظات... أعين

سوداء،ووجه خال من العيوب ...في البداية لم أصدق أن

هذا أنا....لكن بعد وقتٍ ليس بالطويل أحسست بألمٍ في

بطني بينما أصابني الغثيان ومازاد الطين بلة هو الصداع

الذي عاد من جديد أقوى من أي وقت مضى وكأنني

وضعت داخل خلاط بينما سمعت صوت خاليا من المشاعر

بجانب أذني...."حانت بدايتك مجددا يا ريو" "حياتك وحماية

حياة من تهتم لأمرهم تبدأ من هنا ..من يعلم ما يخبئه

لك المستقبل؟" بسماعي للكلمات الأخيرة أدركت كل

شيئ لكنني لم أستطع أن أهنأ بذلك لأن صرخاتي علت

المكان قبل أن أسقط أرضا واعيث في صمت واستشعر

في أعضائي ألما لايقدر بشر على تحمله.... أحسست أن

نفسي تحتضر شعرت أنها "نهاية البداية" هذه أول فكرة

خطرت في ذهني...بينما كنت منغمسا في ذلك الألم

وتوقف صوتي وعدم مجيئ شخص لمساعدتي بدأت

أفقد الوعي شيئا فشيئا وبعدها بوقت ليس بقصير بدأت

أسمع أصواتا.. أصوات لم أسمعها منذ مدة أصوات أطفال

تتهاتف بفرح وسرور لم أفتح عيني حتى أسمع صوت

إمرأةٍ أمامي وهي تنادي "ريو..ريو..ريو..إنها الساعة9

صباحا ولم تستيقظ بعد؟""ألن تذهب للعمل؟" حتى فتحت

عيني فأجد نفسي مستلقيا فوق سرير ملمسه رائع

وجميل، وأجد أمامي إمرأة حسناء لاتكاد تستطيع وصف

جمالها،من كثرة حسنها ظننت نفسي في عالم

أخر...بعدها قالت "ماذا بك ياعزيزي؟ لماذا ترمقني بنظرة

ذهول كأنك تنظر إلي لأول مرة؟"فقلت في نفسي قبل

أن أجيب "عزيزي؟ من تقصد بعزيزي؟ أهي تتحدث إلي

حقا؟...حتى دخلت طفلة صغيرة منظرها يبدي على أنها

بعمر ال4 سنوات تنادي ماما... ماما... قولي لبابا أن يلعب

معي... قولي لبابا أن يلعب معي... حتى اقدمت إلي

وهي ملتهفا وتقول بابا إلعب معي ! بابا إلعب معي!! لم

أقدر على فهم الامور لأن مشاعري قدت إختلطت

بالخوف والحزن وكان أكثرها الذهول...كنت في

المستشفى فاقدا للوعي وبعدها أستيقظ وأجد نفسي

عندي زوجة حسناء وطفلة!! هذا غير منطقي!! بعدها

أجبتها وقلت لها حسنا سأستحم وأتِ للعب معكِ...بعدما

ذهبت للحمام نظرت في المرآة مباشرة بنبض وتسارعٍ

في النفس لا أعلم كيف إستطعت ألا أبدي هذا المظهر

أمام تلك المرأة.... وجدت نفسي أني أشبه رجلا في عمر

ال25 سنة إعتقدت أنه حلم وسينتهي بعدما

أستيقظ....ولكن هذا لم يكن حلما أبدا لأن كل شيئ فيه

عبارة عن واقع حقيقي لامجال للحلم فيه....بعدما أيقنت

أنه ليس بحلم وأني لست نائم عدت إلى الغرفة التي كنت

بها وحاولت أن أعرف في أي عام نحن... لكن لم أستطع أن

أعرف شيئ لأني لم أجد شيئا أستطيع أن أعرف به

فذهبت إلى المطبخ حيث سمعت صوت تلك المرأة

والطفلة وبعد مشدة في كلام قصير سألتها"في أي عام

نحن؟" فقالت وهي في حيرة من أمرها "ماذا بك يا

عزيزي؟ ألا تعلم أننا في عام 2030؟" فتملكتني مشاعر

خوف وذهول حتى أني كدت أسقط على الارض أبكي

على ماضاع من حياتي سلفا بدون ما أعرف ماذا حدث...

بعدها إحتضنتني تلك المرأة قائلتًا "أنت تبدو غريبا اليوم

ياعزيزي !! ألم تنم جيدا؟" قلت وانا في حيرة وبعينين

تملؤهما الدموع "لا أعرف شيئا لا اعرف من أنتما لا أعرف

أين أنا كنت شابا وأصبحت رجلا له زوجة وطفلة!! ماذا

حدث؟ رأسي يؤلمني لم أعد أميز بين الحقيقة

والوهم"....بعدها نضرت إلي بعينين يملؤهما الأمل

والحب وضمتني الى صدرها وقالت لي بصوت حنون

"لاتقلق ياعزيزي أنا هنا لأجلك إحكي لي كل شيئ

سأساعدك بكل ما أقدر عليه"..عاد ريو لنفسه وهو يسمع

العديد من الأصوات داخلها " من هذه المرأة حتى؟ من

هي؟ كيف تقول له عزيزي؟ من أنا ؟ أين أنا؟ مالذي

يجري؟ من أنا ؟ أين الحقيقة وأين الوهم؟ ماهو الحقيقي

وماهو الخيال" ...ضل ريو منغمسا في أفكاره حتى بدأ

يتمتم أمامها ما أنا ؟ ما أنتِ؟ مانحن؟ لماذا حدث هذا

؟؟...وبعدها نظر إليها وبقي يقول لها من أنت؟ من أنت؟

من انت----- أمسكته من يديه وبدأت تصرخ عليه"ماذا

بك يا ريو؟ أنا زوجتك إيلينا ألا تعرفني؟ وهذه إبنتنا

هينامي ألا تذكرها؟؟ نظر إليها ووجهه مليئ بالتعابير

الغير مفهومة وقال "لا أفهم شيئا ماذا جرى ولا من

أكون... لا أذكر شيئا... كل ما أذكره هو أني سمعت صوتا

يقول حانت بدايتك مجددا يا ريو"ترمقه إيلينا بنظرات

ذهول وعدم التقبل وتقول في نفسها"ماذا به؟ هل هذا

حقا ريو؟ ماذا حدث له بين ليلة وضحاها؟....إيلينا مجددا

وهي تضحك ضحكات قلق على زوجها وما أصابه وتقول

له"هاهاها لاتكثر على نفسك بالتفكير ياعزيزي ربما

تكون قد رأيت حلما سيئا البارحة!!....مارأيك أن نخرج في

نزهة عائلية لعلك تتحسن قليلا ؟؟ هينامي: ماما ستأخذنا

في رحلة ماما ستأخذنا في رحلة.....ريو في نفسه:"لكن

هذا ليس حلما كيف إنتقلت إلى هنا حتى؟...."إيلينا:

هينامي إسبقيني لغرفتك لكي أغير لك ملابسك سآتي

ورائكي ياعزيزتي...هينامي: حسنا يا ماما إيلينا لريو :

لاتظهر هذه التعابير المخيفة أمام هينامي ياعزيزي لا

أريد أن أراها حزينة لأجلك أنت تعرف كم تحبك إبنتنا لذى

إبتسم من أجلنا... وسنتحدث عن ماكنت تقوله لي فيما

بعد ياعزيزي" ريو:"ماذا؟ مالذي تقصدينه بالحديث فيما

بعد؟" إيلينا: عزيزي تبدو منهكا قليلا لما لا تحاول

الإسترخاء قليلا بينما أجهز امتعتنا؟"....يعم صمت في

أرجاء البيت بينما تخرج العائلة إلى نزهة لعلها تعيد ريو

إلى رشده {هذا ماكان يدور في رأس إيلينا إعتقدت أن

زوجها أصابه حلم سيئ ليس إلا}.....

2023/02/13 · 422 مشاهدة · 987 كلمة
TADAKUNI
نادي الروايات - 2025