الفصل 26"سلسلة المعاناة"

...كانت الدماء في كل أرجاء ساحة المنزل...أحشاء متناثرة وأعضاء متطايرة في الأرض ورؤوس مقطوعة بوحشية وجثث هامدة ملوحة في ساحة المنزل...كان ريو لازال منكبا الأرض والدموع تكاد تجف من عينه لشدة بكائه...

ريو:"...لقد إنتهى كل شيئ بالنسبة لي...اااااااااعه يارفاق...كيف حدث هذا.....ااااااااااعه لو لم أذهب في ذلك اليوم....اااااااااااعه لما مات أي أحد....لكانت أوشيما حية ولما كانت إيلينا قد أختطفت حتى....هذا كله بسببي..."

في حين بكائه وندمه الشديد إذ يدخل عليه زيتورو مسرعا....ليجد أن كل منطقة منزله قد دمرت تماما...لم يأتي أي أحد من السكان تجاه منزله لأنه كان يسكن في منطقة غير سكنية....

تقدم زيتور نحو الأمام بإتجاه المنزل وقلبه يكاد ينفجر لخوفه على إبنتيه...وصل إلى باب المنزل وفتحه ليستوقفه مشهد تاداكوني وهو مرمي على الأرض ودم يسري من كل أنحاء جسده....يمشي نحوه ليجده لازال حيا يقاوم الموت...

زيتورو:"...أين آنا وليلي ياتاداكوني؟...."

أدار تاداكوني وجهه نحو زيتورو وكان وجهه لايكاد تعرفه من شدة الدماء التي فيه وقال بصعوبة:"تشه...ااااعه....أنا...أسف ياسيد هانس..."

صدمة كلمات تاداكوني قلب زيتورو وأدت به إلى إخفاض رأسه وأماله نحو الأرض ومشى بإتجاه الحديقة الخلفية للمنزل...باشر بخطوته الأولى نحو الخارج مشى وكله هم وقلق على إبنتيه الوحيدتين المتبقيتين من عائلته

...وصل إلى حديقة منزله حتى وجد كل شيئ مدمر ورأى يد فوشي وهي مقطوعة ومرمية على الأرض مما زاد قلقه ضعفين...كان ريو منكبا على ركبتيه عند تلك الشجرة صامتا وشاردا إتجه نحوه زيتورو وهو يكاد يحبس أنفاسه....وصل عند رأسه ليرى أن فوشي مقتول بوحشية كبيرة ورائه وإيلينا ساقطة على يساره وشيزورو ساقطة على يمينه مما أدى إلى تسرعه وأمسك بريو من من شعره ورفعه في الهواء بقوة وقال وهو يصرخ:"أين إبنتي ياريو؟----" حين رفعه إذ يرى عيناه قد إحمرتا من شدة الدماء المتسربة لداخلهما فهو كان يعذب نفسه بيده حتى خرب شكل وجهه تماما...

زيتورو:"قلت لك أين إبنتي ياريو؟..."

إبتسم ريو وضحك بجنون ثم ضرب ريو بقبضته وقال:"لقد ماتو....ماتو جميعا....ألا ترى ذلك....لقد قتلتهم جميعا أنا سبب موتهم...."

زيتورو:"أنا أسأل لأخر مرة....أين إبنتي؟"

ريو:"هيهيهيهيهي.....لقد قتلتهما....لقد قتلت حتى أصدقائي...أنا مذنب..."

ريو:"أنظر...ذاك رأس إبنتك الصغيرة آنا.....لقد كانت تصرخ بإسم أختها عندما قمت بإقتلاع أعينها....والأخرى كانت تصرخ بإسمك وتقول ساعدني يابابا....ساعدني يابابا...."

أخفض زيتورو رأسه من شدة الألم والغضب في نفس الوقت...مشى ريو نحو الشجرة وقام بقطع الكيس البلاستيكي المعلق فيها....حتى تتساقط أعضاء إبنتي زيتورو منه نحو الأرض...وإتجه ريو نحو رأسي إبنتيه وقام بإحضارهما ووضعهما فوق أعضائهما وقال بجنون:"هيهيهيهاهاها وهكذا قد أعدت لك إبنتيك يازيتورو....هاه مارأيك الأن...ألا ترى أنهما أفضل هكذا...."

رفع زيتورو رأسه حتى يجد منظرا مهولا من الدماء مما أدى إلى إرتفاع حزنه وغضبه وقال بصوت خافت:"...سأقتلك ياريو..."

نشأة هالة كبيرة على زيتورو وهجم نحو ريو بسرعة كبيرة...لكن هيهات عليه فريو لم يعد كما كان في السابق فهو الأن يستطيع رؤية هجماته بسهولة....

ريو:"هاهاها...ماذا ألم تقل بأنك ستقتلني هيا إفعلها إذا..."

ريو:"هيهيهي هاهاا لقد أعطيتك فرصة من قبل لتقتلني لكنك أضعتها....وبسببك ماتت إبنتيك لو أنك قتلتني حينها لما مات أحد هنا الأن..."

سكت زيتورو قليلا ثم قال:"...شي نو إتشيغيكي...صرخة ...الموت..." إنبعث ضغط هائل منه وأوجه بسيفه نحو ريو ليقتله وقال:"حسنا هذه المرة سأحرص على موتك...."

ريو:"هيهيهي....هيا إفعلها أنا أنتظرك..."

رفع ريو يداه في الهواء وفرشهما تجهيزا لإستقبال ضربة زيتورو...هلم إليه زيتورو وفي لحظة الزمن إذ تنهض شيزورو مسرعة من الأرض نحو ريو وتمسكه بيداها حتى تجد سيف زيتورو قد إخترقهما مع بعض...هي في ظهرها وهو في صدره....

ريو:"تشه...شيزورو ....لماذا فعلتي هذا أيتها الحمقاء..."

رفعت شيزورو رأسها وقالت بصوت يملؤه الحزن:"...ااااععه...هذا مؤلم....فقط لم أرد أن تتحمل هذا العبئ وحدك ياريو...."

ريو:"....اااااااعه....شيزورو....لم أرد....لم أرد....قط أن...أدخلك....في ملحمتي هذه....أنا أسف...."

شيزورو بإبتسامة:"لاعليك....فقد حاولت أن أخبرك بأنني أ----"

قطع زيتورو رأسها قبل أن تكمل كلامها وقال:"أنتما الإثنان كان عليكما الموت منذ مدة...."

صدم ريو وبدأ يصرخ من الألم من جهة ومن فراقه مع محبوبته الثانية من جهة أخرى... فزيتورو لم يدعها حتى تكمل إعترافها بحبها لريو...

ريو:"هي لم تفعل شيئا لما ق----"

قتله زيتورو قبل أن ينهي كلامه وقال:"لقد قلت أنتما الإثنان لاتستحقان العيش..."

...الوحيد الذي بقى حيا هو زيتورو في وسط هذه الدماء....رفع بسيفه في الهواء ونحر نفسه هو أيضا....

....بعد هذه الملحمة وجد ريو نفسه نائما فوق العشب ويستمع لكلام زيتورو دون وعي منه...نهض قليلا دون الوقوف على قدميه...ووضع يده على وجهه ليجد دموعه تتساقط....

زيتورو:"ريو!!...ريو!!!...ماذا بك تبكي؟..."

ريو:"هيهيهاها....لقد كان حلما طويلا....هيهاهاها.....اااااااااااعه....اااااااعه.....لقد كان سلسلة طويلة من العذاب......ااااااااعه......اااااااااااااااااعه....."

زيتورو:"اااااااوه يافتى إهدئ مالذي حدث لك فجأة..."

ريو:"....لاتقلق أنا بخير الأن يازيتورو...."

زيتورو:"أيها الأحمق لما إنفجرت بالبكاء هكذا؟...."

ريو:"لاشيئ لاعليك...."

ريو في نفسه:"هااهاها....لقد...لقد عدت بالزمن للوراء...."

زيتورو:"إذا هل نكمل كلامنا؟...."

ريو:"ااااه نعم لنكمل..."

زيتورو:"....يبدو أن لديك هدفا جديدا تجري ورائه..."

ريو:"هذا ليس هدفي...هدفي الوحيد هو الإنتقام من كل شخص ساعد في قتل عائلتي..."

ريو في نفسه:"لقد قلت هذا الكلام من قبل....."

زيتورو:"هممم يبدو أن حربا ستقوم في المستقبل القريب...أليس كذلك ياتاكاشي..."

ريو بذهول:"لقد أتى تاكاشي أيضا....إذا الجميع أحياء الأن...اااااه الحمدالله..."

زيتورو:"مالذي تقصده بالجميع أحياء ياريو؟..."

ريو:"....اااااه لاتقلق نفسك يازيتورو لاشيئ البتة...."

زيتورو:"هممم حسنا..."

تاكاشي:"....إذا....منذ متى وأنت تعرف بوجودي ياسيد هانس؟"

زيتورو:"...هممم منذ اللحظة التي بدأت رحلتك في مراقبتي..."

...نظر ريو نحو تاكاشي ورسم على وجهه إبتسامة جميلة والدموع تسري بغزارة من عينه وقال:"أنت لم ترحل ياتاكاشي...."

تاكاشي:"هيه وما خطبك تبكي الأن ياريو...."

...لم يستطع ريو مسك نفسه وقال:"لاشيئ بتاتا...أنا...أنا...أنافقط أسف....أااااااعه....أسف....أااااااااعه....أسف...لو لم أكن موجودا هناك لما ماتت أوشيما...أسف ياتاكاشي---"

تاكاشي:"عن ماذا تتحدث أيها الأخرق....إن أوشيما بخير ولم يحدث لها أي شيئ..."

زيتورو:"....أعتقد أنه يفكر في تلك المعركة التي جرت بينهما في مقر عصابة القمر الأسود...."

تاكاشي:"هيه...لاتتأسف ياريو ففي النهاية نحن من قام بخطفك في ذلك الوقت...."

ريو:"...لابأس أنا قد إرتحت الأن..."

زيتورو:"هممم إذا لما أنت هنا ياتاكاشي..."

تاكاشي:"....لاشيئ بتاتا فقط أتيت من أجل ريو ليس إلا..."

زيتورو:"ريو؟...ماذا تقصد؟..."

ريو:"...زيتورو أنا سأذهب مع تاكاشي من الأن فصاعدا...لايمكنني تعريض رفاقي للخطر بعد كل هذا..."

زيتورو:"...لكنه هو من عرض رفاقك للخطر..."

ريو:"...كفاك هراءا يازيتورو أنا أعلم أن تاكاشي صديق قديم لك...وأعلم أيضا أنكما إتخذتماني كسبب للقضاء على يوشيتاكي وعصابته.....لا أعلم لماذا لكن أعرف أنكما تتحدان معا في الخفاء...."

رفع تاكاشي يديه وبدأ يصفق لريو وقال:"هاهاها جيد جدا....والأن يازيتورو هناك من يعرف عنا مالذي سنفعله؟..."

زيتورو:"لن نفعل شيئ...ففي النهاية كنت أخطط لأخبرهم جميعا...."

تاكاشي:"هيه؟....هكذا إذا.....لكن لما لم تخبرني في المقر ياريو؟...."

ريو:"...اااااهااااهاا....لم ألاحظ ذلك حينها...لقد لاحظت في الأونة الأخيرة فقط..."

زيتورو:"حسنا أنا أعتقد أن علي الذهاب فلدي بعض الأمور لأقوم بها...."

ريو:"حسنا...نحن أيضا سنذهب.....ولكن إنتظر لحظة يازيتورو..."

إنحنى ريو إلى الأرض وقطف زهرة حمراء وإستنشق عطرها وبعدها مشى نحو زيتورو وأمسكه من يداه وقال :"يمكنك أن تعطي هذه لإيلينا يازيتورو...."

...نظر زيتورو في عيني ريو بصمت وبرودة وقال:"همم أنت لن تتغير أبدا ياريو....حسنا أنا ذاهب..."

ريو:"أاااه أعلم ذلك..."

ذهب زيتورو وترك خلفه تاكاشي وريو لوحدهما في ذلك المكان الجميل...

تاكاشي:"...إذا هل نذهب ياريو؟..."

ريو:"لالا لن نذهب الأن....هناك أمر يجب علي معالجته وإلا سأندم عليه مجددا..."

تاكاشي:"وماهو هذا الأمر ياريو؟..."

ريو:"ستعرف بعد قليل ياتاكاشي....والأن دعنا نلحق بزيتورو دون أن يشعر بنا..."

تاكاشي:"ولما نلحق به؟..."

ريو:"...سنقوم بإنقاذ أحد رفاقي بعد دخوله لمنزله..."

تاكاشي:"هممم....حسنا..."

ريو:"والأن دعنا نلحق به...."

إبتعد زيتورو قليلا عن ريو وتاكاشي ولم يشعر بأن هناك أشخاص يلاحقونه...صعد تاكاشي في البنايات التي على يمين طريق زيتورو وريو على يساره....وركضا ورائه حتى وصل إلى منزله ودخل إليه....

بينما هو فتح الباب ووضع خطوته الأولى كانت إيلينا تمشي نحو المنزل ممسكة بيدي آنا حتى سمعت صوت الباب الخارجي وهو يفتح فارتسمت على وجهها إبتسامة عريضة ظنا منها أن ريو وزيتورو هما اللذان عادى إلى المنزل...راحت مسرعة نحو الصوت فوجدت أن زيتورو هو الوحيد الذي عاد إلى المنزل...وقالت له بصوت رقيق:"عذرا ياسيد هانس لكن أين ريو؟..."

نظر زيتورو نحوها نظرة جدية وقال:"لها إتبعيني إلى الخارج نحو تاداكوني وفوشي ستعلمين هناك..."

....بعد دخوله إلى منزله كان ريو وتاكاشي قد وصلا ورائه وجلسا يراقبان المكان منتظرين خروج أحدهم من منزل زيتورو...

تاكاشي:"وماذا سنفعل الأن؟...."

ريو:"إصبر قليلا...سيخرج بعد لحظات...."

....لازال كل منهما ينتظران ظهور الشخص الذي سيخطف إيلينا متلهفين لمعرفة من يكون فياترى مالذي سيحدث في الدقائق القليلة الأتية؟....

2023/03/23 · 53 مشاهدة · 1223 كلمة
TADAKUNI
نادي الروايات - 2025