الفصل 37"أهي الجنة أم الجحيم؟"
"شمس الصباح تشرق من جديد على الجحيم الذي يوشك أن يشتعل..."
البداية اليوم تكون في أحدى الأماكن الذي لطالما إمتلئ بأصوات ضحك الأطفال وسعادة الكبار،لكن اليوم هو مكان مهجور بقي لشخصين فقط...غاب الوالد منذ فترة وغابت الأم منذ دهر قد مضى فقد توفت قبل تشهد كبر إبنتها آنا... اليوم هو مكان يفتقر لمن يعتني به فمنذ غياب الأب لم تلقى الإبنتان خبرا يريح بالهن فقد غاب جميع الأشخاص عنهما ماعدا شخص واحد يأتي دائما ليطمأن على حالهما منذ حادثة إختفاء والدهما المثيرة للريبة...لكن حتى هذا الشخص له أشخاص عزيزون عليه قد إختفو ولم يلقى لهم أي خبر...
"أاه...أختي...هل سيأتي بابا حقا؟...ااه..."
"...لاتقلقي يا آنا...سيأتي عما قريب...ربما لديه عمل ما قد أدى به إلى الذهاب..."
"...لكن...لما لم يخبرنا أنه ذاهب يا أختي؟..."
"...لابد أنه كان مستعجلا لذلك لم يخبرنا يا آنا..."
"...ااه هكذا إذا..."
"...أجل يا آنا...والأن نامي ياعزيزتي فالوقت قد تأخر..."
"...حسنا...لكن يا أختي..."
"...ماذا هناك يا آنا؟..."
"...هل...هل سنكون بخير إلى حين عودة بابا؟..."
"...اهمه...لاتقلقي،فأنا معكي ياعزيزتي...لذا لا داعي للقلق من أي شيئ يا آنا..."
"همه...نعم...حسنا يا أختي..."
"...والأن نامي ياعزيزتي..."
"...أختي..."
"نعم يا آنا؟..."
"أنا أحبك يا أختي..."
"هاه...وأنا أيضا يا آنا...ليلة سعيدة ياعزيزتي..."
...وأخيرا غفت الصغيرة آنا الذي بدى الحزن مفطرا لقلبها الصغير المتمسك بأمل عودة والدها إليها عما قريب...أما عن الأخرى ليلي فجل قلقها حول ماسيحدث لها ولأختها الصغرى في ضل غياب والدها عنهما...
"...أااااه...أبي أيها الأحمق...إلى أين ذهبت وتركتنا لوحدنا؟...ألست قلقا على إبنتك آنا..."
"...أاااه...علي أن أنام أيضا ففي الصباح لدي عمل كثير في الإعتناء بهذا المنزل...وأيضا لولا إيلينا وإعتنائها بآنا لكانت إبتسامتها قد إختفت منذ مدة..."
"...أأاااه أرجو أن تعود بسرعة يا أبي..."
أمل الفتاتين الصغيرتين كبير في عودة والدهما إلى جانبهما وخصوصا آنا التي تمر بوقت عصيب منذ أن غاب زيتورو عنهما...تتمنى أن يكون هناك أمل لتجتمعا بوالدهما مجددا في وقت قريب...
في ضل هذه الليلة الهادئة ذات السماء الصافية كان هناك من يتجه لمكان ما...ماخلف حدود المدينة ليستكشف مكان لعله يكون مكان يوكي داكي فيوقع به قبل مباشرته بحربه ضد البشرية...
"...فورستر هل ذهبت من قبل إلى هذه الغابة؟..."
لايمكنني أن أخبره بما حدث في الماضي...ذلك التاريخ سيبقى مدفونا حتى أموت ويدفن معي...
"...لا لم أذهب...لما تسأل؟..."
"لاشيئ فقط أردت أن أسألك ليس إلا..."
"...حسنا لابأس...هل مازال مايثير فضولك أيضا؟..."
"...أجل مازال هناك الكثير...لكن سأختصر الأمر عليك..."
"...حسنا...ماهو سؤالك التالي؟..."
"...اممم...لما سميت تلك الغابة بغابة الظلال المظلمة؟ ألم تجدو إسم أخر لوصفها؟..."
"...في حقيقة لا أحد يعلم تاريخ أو الشخص الذي ألقى هذا الإسم على تلك الغابة...لكن كل ما أعلمه هو أن تلك الغابة تقبع فيها كل الأرواح الشريرة وما إلى ذلك من كائنات أخرى معادية لجنسنا البشري...فكلما تعمقت داخل الغابة أكثر حسبما يقال فسوف تجد كائنات أقوى مما سبق ويقال أن تلك الغابة بالكاد لها نهاية..."
"...حقا؟....هذا مريع ومخيف في نفس الوقت..."
"...أجل أعلم ذلك جيدا...أعتقد أنه بسبب تلك الكائنات تم تسميتها بذلك الإسم..."
"...هذا يبدو غريبا يافورستر..."
"...ماذا هناك ياشيسا؟..."
"...أنظر إلى السماء يافورستر هناك شيئ غريب..."
"اااه حقا؟...أنا لا أرى شيئا سوى سماء صافية...هل أنتي بلهاء؟..."
"هاه حقا؟...ألا ترى وجهي في السماء أيها الغبي؟..."
"هاه وجهك؟...هل أنتي بخير أيتها الغبية؟..."
"فورستر...إنها تقصد القمر فقط..."
"أتمزح معي؟...هي تشبه نفسها بالقمر هل أنت تمزح؟..."
"أنا لا ألومك على كلامك هذا يافورستر لكن أرجو أن تتحمل ما ستراه عيناك بعد قليل..."
"...ماذا تقصد بهذا..."
"أهرب بجسمك...فقط تقطعك وهي غاضبة بهذا الشكل.."
"...فورستر...أيها الللعييييين...اليوم سيكون أخر يوم تعيشه في حيااااااااااتك....كيف لك أن تحرجني هكذا أمام الفتى المستجد...أليس لديكم علم بما يشعرن النساء حين تدهسن على كرامتهن هكذا؟...سأقتلك حقا أيها الللعييييين..."
"...هاااع....أنا أسف ياشيسا لقد كنت أمزح فقط... أنا أسف حقا..."
"...لن يغير إعتذارك شيئا أيها الأحمق فقد فات الأوان على ذلك..."
"...اههم..اههمم..اهمم..اهاهاهاهااها...أنتما مضحكين يارفاق...أنتما حقا مضحكين...أهاهاهاها....أنا...اهاها...أنا اهاهاهاها...لم أضحك مثل هذا منذ مدة حقا...اهاهاهاها..."
"...ولما تضحك هكذا أنت أيها الأحمق؟...هل تسخر متي أنت كذلك..."
"...دعيه يضحك ويستمتع فربما تكون هذه أخر ليلة قد يستمتع بها كما يريد...لاتفسدي متعته ياشيسا..."
"...حقا؟...ماذا جرى حتى أصبحت تهتم بهذا الفتى إلى هذا الحد؟...هااه؟ أين فورتستر اللعين المتشائم من كل شيئ هاه؟ أين هو؟.."
"...أصمتي أيتها الغبية...لاتتصنعي أشياءا من نسيج خيالك أيتها الحمقاء..."
"...فورستر هل يمكننا إكمال مسيرنا...لقد إستمتعنا قليلا...لذا من الجيد أن نستمر في مهمتنا بدلا من الجلوس هنا..."
"...معك حق...دعونا نستمر الأن...هيا ننطلق..."
بينما هم يستمرون في المضي قدما نحو هدفهم لإتمام مهمتهم هناك من يراقبهم من بعيد ويرسل المعلومات لسيده عن كل خطوة قد خطوها حتى الأن...
"...مالأخبار التي أتيت بها أيها التابع؟..."
"سيدي لدي بلاغ..."
"تكلم أيها التابع...وأرجو أن لايكون الخبر مجرد كلمات لإضاعة وقتي..."
"...سيدي هناك إثنان من أعضاء الأوردر ومعهما شخص ثالث مجهول الهوية... متجهين نحو غابة الظلال المظلمة...وأعتقد أن هدفهم هو مقرنا ياسيدي..."
"قلت إثنين من أعضاء الأوردر؟...يبدو أن أيوري يستهزئ بنا كثيرا...ولا يعلم أنه قد وقع في فخنا سلفا..."
"...أيها التابع نادلي تاداكوني ورفاقه حالا..."
"...حاضر ياسيدي سأفعل ذلك حالا..."
"...لاداعي لذلك فأنا هنا منذ زمن طويل ياسيدي..."
"...حسنا...لابأس بذلك أيضا..."
"...تاداكوني لطالما خدمتني وأطعتني في كل أمر أمرته لك...واليوم قد حان الوقت لتأخذ أخر أمر ياتاداكوني...جهز نفسك فهذه الليلة ستكون مجزرة دموية سيشهد عليها التاريخ..."
"...حاضر ياسيد كلي طاعة لك وتنفيذا لأوامر جلالتك..."
"...اليوم نعلن عن قيامة الكيان العظيم ليوكي داكي...الذي سيغير مجرى تاريخ هذا العالم..."
"الليلة ستكون أخر ليلة للأوردر وبداية ماكان يخشوه منذ زمن..."
"سيدي ماهي أول خطوة سنقوم بها؟..."
"هممم...دعنا نتجه لإستعادة حجر الأساس أولا..."
"...حسنا ياجلالتك...سنباشر بالعملية الأن..."
"...وأيضا ياتاداكوني أنت ستبقى هنا لتحرص المكان فهناك ضيوف قادمون إلى هنا...أنا أرجو منك أن تستقبلهم أحسن إستقبال يافتاي الصغير..."
"...حسنا ياجلالتك لك ذلك..."
"...وسأترك لك أولائك الثلاثة الذين أحضرتهم لي..."
"ولكن ياسيدي هل ستكون بخير وأنت وحدك؟..."
"...من تعتقد أنني أكون ياتاداكوني؟...وأيضا من أخبرك أنني سأذهب وحدي؟...هناك الكثير مما لاتعلمه يافتى...عليك مراجعة مامنحته لك يابني وإلا ستبقى في رتبة ضعفك هذه..."
"...حاضر ياسيدي...أرجوك أعذرني على فضاضتي المشينة في هذا الموقف....أنا أستميحك عذرا أنا خارج الأن..."
"...إذهب إذهب...لاداعي لذلك...ففي النهاية أنت أحد تلاميذي الذين أعتبرهم مثل أبنائي..."
نار الحرب أوشكت على أن توقد ويوكي داكي باشر بعمله دون أن يعلم به أي شخص،ووجهته الحالية تكمن في إستعادة حجر الأساس الذي تم إخفائه في قاعدة الأوردر منذ زمن طويل...أما عن المهمة الثانية لطاقمه فهي الهجوم على مقر الأوردر وإبادة كل شخص فيه...
"...هاااه...وأخيرا قد وصلنا إلى مبتغانا...شيسا هل يمكنكي فتح الختم للعبور..."
"هااه؟...لما لاتفتحه بنفسك يافورستر؟..."
"...لقد نسيت كيف أفعل ذلك...لذا من فضلك إفتحيه..."
"هييه...يالك من مستهتر يافورستر...أنت دائما أحمق كبير...لايمكن الإعتماد عليك أبدا...جيد أنني هنا فلولاي لما كنتما تستطيعان الدخول حتى..."
"...عذرا...لكن أنا أستطيع عبوره دون أن تفتحيه ياشيسا...لا أعلم كيف لكني لمست هذا الجدار هنا وإستطعت إدخال يدي..."
"هااه ماذا؟؟...أبعد يدك بسرعة أيها الأحمق الصغير..."
"ااااه؟ لماذا؟..."
"...قلت لك أبعدها فقد تقطع من قبل الوحوش التي بالداخل..."
"...هااه حسنا...قد أبعدتها أنا أسف على إزعاجك ياشيسا"
"...أنتما حقا أحمقان...كيف لأيوري أن يرسلني مع مجموعة من الأغبياء لايعلمون شيئا عما نحن موشكون على فعله..."
"...على رسلك ياشيسا...فريو لم يقصد مافعله حتى...وأيضا ألا تلحظين أنه هو الوحيد القادر على إختراق الختم دون فتحه...وكذلك الختم لم يصعقه حتى فلو كان شخصا أخر لمات فورا..."
"...لايهم ماتقوله...مافعله شيئ خطير علينا لذلك سأعاقبه عندما نعود للمقر..."
"ولكن لايوجد أي إصابات...ونحن لم نحذره من لمسه...لذلك ألا ترين أن هذا خطأنا في المرتبة الأولى ياشيسا؟..."
"اااعه...تبا لك يافورستر...أنت...أنت...حقا...ااااعه إنسى ماحدث الأن ولنكمل مهمتنا بسرعة..."
"ماخطبك فجأة ياشيسا..."
"...هذا ليس مفاجئا يافورستر ففي النهاية هي إمرأة..."
"اااه..أنتما الإثنان تزعجانني حقا...سأقتلكما حقا لو زدتما كلمة أخرى...لذا أصمتا ودعاني أكمل فتح الختم..."
"حاضر...نحن أسفان حقا..."
"...ريو...أريد أخبرك أمرا مهما الأن لذلك إستمع لي جيدا.."
"...هاااه حقا؟...ماهو هذا الأمر المهم؟..."
"...أرجو أن لاتعتقد أن مايوجد خلف هذا الختم هو بشر مثلنا...فما ستراه بعد عبورك من هذا الختم لا أنصحك به...فكل مايوجد خلفه هو عدو للبشرية لذا من فضلك لاتخفض دفاعك أبدا بعد دخولنا له...وأيضا إياك والإبتعاد عنا ولو خطوة واحدة..."
"...حاضر يافورستر...لاتقلق فأنا جاهز مسبقا لما سيحدث...ولست نادما على شيئ قد فعلته وأدى بي إلى هذا المكان..."
"...إذا انهيتما حديثكما فدعونا ندخل فمن حسن حظنا لايوجد أحد عند هذا المكان ولكن لنسرع فقد يلحظ هذه الفتحة أحد تلك الوحوش ويأتي مسرعا نحوها...هيا أسرعا أيها الغبيان..."
"...نحن أتيان مابك تصرخين هكذا..."
"اااعه...كيف لا أصرخ وأنت تعلم حجم القوة التي يتطلبها فتح فتحة صغيرة في هذا الختم أيها الغبي..."
"...أنا أسف حقا ياشيسا...فبسببي تحتم علينا إستخدام قوتك لفتحه...أرجو منك تقبل إعتذاري المتواضع..."
"...حقا؟...إذا أنت تدين لي بمقابل يافورستر..."
"...هااه؟...ماهو؟...مالذي تريدينه مني لأفعله لك؟..."
"...لاتقلق حينما نعود سأخبرك ماهو...لذا من الأفضل أن تجهز محفظتك حينما نعود..."
"ااااااي أنت...لاتخبرينني أنك تريدين مني أن أفلس...فقد إستلمت مصروفي البارحة فقط..."
"...هيهيهي لايهمني ذلك فقد أخبرتني أن أقول لك ما أريد وأنت تنفذه لي لذا من الأفضل لك أن تفعله..."
"...اااعه أيتها الخبيثة..."
"...هيهيهي لاتلقي اللوم علي فأنت من قال ذلك..."
"...حسنا...لقد فهمت ماتريدنه ياشيسا..."
"...يارفاق ألا تلحظان وجود عدد لايحصى من أنواع النباتات هنا؟...أنا لم أرى أزهارا مثل هذه من قبل ولا حتى أشجارا بهذا الطول...إنها حقا كبيرة جدا..."
"ريو لاتلمس تلك الأزهار فهي سامة..."
"اااعه حقا؟..."
"ااااه...يالك من غبي ألم أحذرك من أن لاتلمس شيئا قبل دخولنا؟...أنت حقا فتى غريب...أعطني اللقاح ياشيسا قبل أن يصل السم إلى قلبه..."
"...حاضرة...تفضل ولاتعطه الكثير منه..."
"...جيد أننا أخذنا إحتياطاتنا...لحظة هناك شيئ يقترب منا...إنه سريع جدا...فورستر إحذر إنه خلفك مباشرة..."
"...أجل أعلم ذلك...لاتتحركي ياشيسا فهو لايمكنه ملاحظة الأشخاص الجامدين...لا أستطيع قتله لأني أحمل ريو..."
"...حسنا لاخيار أخر...أرجو أن لايستشعرو وجودنا...سأقتله يافورستر لذا لاترفع رأسك أبدا..."
"...شيسا لاتتحركي من مكانك ألم تلحظي سرعة هذا الوحش...لاتفعلي أي فعل متهور يؤول لمخاطر كبرى---"
"...من تظنني يافورستر حتى تحذرني...أنسيت أنني عضوة في الأوردر مثلك؟..."
"...سريعة جدا لم يلحظ هذا الوحش سرعتها حتى قطعت رأسه...إنها حقا مثال للسرعة والقوة في نفس الوقت...إنها مستقبل الأوردر حقا..."
"هااه...مارأيك بي الأن أيها المتخاذل فورستر؟...هل مازلت تقلل من شأني؟..."
"...همم...حسنا سأعترف...لقد كان عرضا مبهجا...حتى أنا فاجئتني سرعتك هذه..."
"...هاهاهاها...هذا ما أردت سماعه منك يافورستر...هيا إمدحني أكثر هيا..."
"..ااعه...لقد كان قطعك لرقبته مثاليا جدا..."
"اااااعه...هيا هيا...إمدحني أكثر أكثر..."
"...توقفي عن هذا أيتها الغبية...ألا ترين أننا في مهمة؟..."
"...هااه؟...أحم أحم...أعذرني رجاءا فقد تحمست قليلا.."
"...لابأس فأنتي دائما هكذا يا شيسا..."
"...اااعه...ماذا حدث هنا...رأسي يؤلمني...ااااااااااااعه...ماهذا الرأس الذي أمامي..."
"...أووه لقد إستيقظت بسرعة ياريو..."
"...هااه؟...ماذا حدث هنا يافورستر؟...ولما هذا الرأس المريب أمامي؟..."
"...اااعه أنا أسف على وضعك في هذا الموقف ياريو...لكن لقد كان بسبب هذه الحمقاء هناك..."
"...هااه حقا؟...هل هي حقا من قام بقتل هذا الوحش أمامي؟..."
"...أصمت لاترفع صوتك لا أريد أن تسمع----"
"...هااااااا...هل أعجبك قطعه ياريو...هاه قل قل..."
"...اااه...أعتقد ذلك...ولكن لما كنت مستلقيا على الأرض؟"
"...هذا لأنك لمست تلك الأزهار رغم تحذيرنا لك...أنت لاتستمع أبدا...عليك أن تكون أكثر يقظة في هذا المكان فقد تقتل على حين غفلة منك..."
"...تشه أنا أسف...فقد تسببت بهذه المشكلة هنا..."
"...لاتقلق فنحن بخير...لم يصب أي أحد منا لذلك لاداعي لأن تقلق علينا..."
"...إذا كنت تستطيع المشي فإنهض فلازال أمامنا الكثير.."
"ااااه...أنا قادم..."
الوضع في هذا المكان عكس المدينة التي يعيش بها ريو فهو مليئ بأشياء لايعلمها أحد...مكان حيث حقا يسيطر القوي على الضعيف فلولا الأن سرعة شيسا لكان قد مات أحدهم قبل أن يخطو خطوة واحدة...إنه مثال حقيقي للجحيم البريئ فهو يبدي من مظهره على غابة جميلة مسالمة بها أشجار طويلة وأنواع عديدة من النباتات والأزهار لكن هذا ماهو إلا مظهر خارجي يخفي خلفه كائنات شيطانية...
*...هذا المكان لازلت أذكره جيدا...موت صديقي وهما يحاولان إنقاذي...إنه حقا مكان يصعب علي نسيانه..."
"...فورستر ألا يستطيع البشر أن يعيشو هنا في هذا المكان؟..."
"...لايمكننا ذلك...فقد تم السيطرة على هذا المكان منذ عقود قد مضت...ولولا ذلك الختم لكنا قد متنا منذ زمن بعيد..."
"...هاااه حقا؟ بالنسبة لي فأنا أرى أن البشرية محبوسة داخل ذلك الختم ولايمكنهم الهروب منه لأنه وببساطة لو هرب منه أحدهم لتم إلتهامه من قبل هذه الكائنات...أليس كذلك يافورستر؟..."
"...هممم...الختم وجد ليحمينا ياريو فلولاه لما كان هناك وجود لنا ياريو---"
"...هذا خطأ يافورستر...الختم لم يوجد ليحمينا قط بل ليتم حبسنا عما هو موجود هنا...إنه يحد من حريتنا ليس إلا..."
"...لا أتفق معك ياريو...لايمكنني ذلك فأنت لم تشهد بعد العذاب الذي في هذا المكان...لاتدع جمال هذا المكان يخدعك...فهو جحيم حقيقي لايمكن لأحد أن ينساه مهما حدث..."
"...لا أعلم معنى العذاب الذي تقصده يافورستر...لكن من وجهة نظري فهذا أنسب مكان لعيش البشرية فيه...أفضل من تلك المدينة المشؤومة التي نعيش بها..."
"...تششه...ألاتفهم ياريو؟لايمكن أبدا تحويل جحيم إلى جنة يعيش بها البشر...مهما كان الذي تفعله...حتى وإن قضيت على جميع الوحوش هنا فلن يصبح هذا المكان نعيما للبشرية أبدا...فطبيعة الإنسان الهمجية تمنعه من ذلك..."
"مالمقصد من كلامك هذا يافورستر؟..."
"...ما أقصده من كل هذا...أنه حتى وإن أصبح لايوجد أي عدو يهدد البشرية فسيصبحون هم أعداء أنفسهم..."
"...ااااي أنتما...يبدو أن هناك مشكلة هنا...فتلك الشجرة هناك لاتدل على خير..."
"...هااه ماذا هناك ياشيسا؟..."
"...أنظر إليها...إنها بعيدة قليلا لكن يمكنك رؤية بعض الأشياء وهي معلقة عليها..."
"...أنا أرى ذلك...دعونا نتفقد أمرها إذ لربما نجد دليلا يأخذنا إلى يوكي داكي..."
"...همم لا أعتقد أن هذا هو الفعل الصواب يافورستر فحدسي يخبرني أن تلك الشجرة خطرة جدا..."
"...لابأس فهذا المكان كله خطر من البداية...لذا هيا بنا..."
"...مهلا...إنتظر...لايمكننا حقا الذهاب إليه..."
"...اااه لماذا؟..."
"...لاشيئ...فقط عدني إن أصبحت الأوضاع خطيرة جدا سننسحب يافورستر..."
"...همم هذا فقط؟..."
"...ااه أجل هذا فقط..."
"...إذا لابأس لكي ذلك ياشيسا...ريو هيا ماذا تفعله هناك..."
"...حاضر أنا قادم يافورستر..."
"...ريو مارأيك أن نتسابق لمن يصل إلى هناك أولا؟..."
"...حسنا...لكن إن فزت عليك ماذا سأجني من ذلك؟..."
"...فقط فز علي أولا وسأنفذ أي طلب تريده عدى أن أعطيك المال..."
"اااعه...أنتما أيها الحمقى أنسيتما أننا لانريد إحداث جلبة أثناء عبورنا في هذه الغابة؟..."
"...نحن نتأسف على ذلك..."
"...دعونا نذهب بهدوء لكي لانجذب أي أحد تجاهنا..."
"...حسنا لابأس بهذا أيضا..."
شيسا:"رياح شمالية؟...هذا لايدل على الخير..."
يأتي بعض النسييم العليل بين أشجار تلك الغابة،فيضرب وجوه الرفاق فينتثر شعر شيسا يمينا ويسار مما يبدي على وجهها نظرة كئيبة قليلا...وتهتز الأشجار وتتمايل الورود متعددة الأولوان...ويبدأ كل شيئ من هنا مرة أخرى...بين شيسا المحتارة مما ينتظرهم عند تلك الشجرة وفورستر الواثق...بدأت رحلة معاناة جديدة لا أحد يعلم بخباياها...