خلف نيران الجحيم التي زرعتها بيترا في حديقة الجد والدخان الشديد الذي غطى قرية هيفن سارع سكانها لإطفاء هذه الحرائق التي مست حتى بيوتهم وحقولهم وهم يصرخون وتتعالى أصواتهم في المثابرة لإنقاذ ما تبقى من القرية في أمل مسارعين لذلك لكن هناك مايمنعهم الحرائق شديدة لايمكن لهم وحدهم أن يستطيعو إخماد هذه النيران الأكلة للأخضر واليابس في هيفن ... الشيء الوحيد الذي سيساعدهم في إطفاء هذه الحرائق هو تدخل القوات الخاصة للمملكة وإلا فلن يتبقى شيء من عذه القرية وستغدو رمادا منثورا .. سكان القرية قد أدركو ذلك بالفعل وقد بعثو برسول لرايدن لجلب المساعدة الفورية .. جلب دلاء الماء بهذه السرعة لن يساعد في شيء إنما يزيد من الخطورة على حياة السكان الذين إنقسمو لقسمين قسم يكافح لإنقاذ ممتلكاته وقسم يسارع في الهروب من المكان... الشيء الوحيد الذي بإمكانه إنقاذهم من هذا المكان هو قطار رايدن ... شيسا وآنا بالفعل قد أدركوه وهم بداخله بينما السكان يزداد صراخهم وتدافعهم لمن يركب وينقذ حياته .. غرفة القيادة بالفعل ترسل لهم بأصوات بأن القطار قد إمتلئ ولا يمكنه تحمل المزيد لكن السكان يأبون الرجوع للوراء مما أدى إلى قائد قمرة القيادة بالسير للأمام بسبب إقتراب النيران من القطار .. ومائن صفر صفيره وإندثر دخانه الأسود وإنطلق إذ سقط بعض الناس أمامه وقام بدعسهم كأنهم حشرات صغيرة بحيث كسرت عظامهم وإندثرت أشلائهم وأحشائهم تحت القطار الذي سحق جماجهم وهذا كله راجع لسبب واحد الا وهو تدافع الناس لأجل انقاذ حياتهم ... لكن هيهات هيهات فقد بقي أغلب السكان محاصرون في تلك النيران بينما القطار قد أقلع بالفعل .. صراخ الناس اليائس في طلب المساعدة يزداد سوءا طلبا من الإله أن يخلصهم من هذا المصير المشؤوم لكن لا احد يوجد لإنقاذهم أملهم الذي كان في القطار قد زال بالفعل وإنطلق ... شيسا وآنا جلسا في زاوية نافذة القطار يشاهدان النيران وهي تنتشر بشدة في القرية بعدما كانت قبل قليل جنة خضراء خالية من أي نار .. ذلك الهجوم من بيترا لم يكن فقط مدمرا بل كأنه الجحيم بحد تعبير لتلك القوة الشديدة التي ألقتها ناحية ريو وأزوما لقتلهما .. شيسا قلقة وتنظر لقمة القرية وهب ترى لهيب النيران قد التهم منزل طفولتها وبيتها القديم ومنزل جدها العزيز ... حلها الوحيد في هذه الأثناء هو الهروب من هذا المكان إلى أقرب منطقة أمنة .. القطار إبتعد عن القرية قليلا ويكاد يصل إلى الجسر الذي يربط رايدن بهيفن وبما يسمى جسر رايدن العظيم الذي يسمى بالجسر المعجزة فهو تحفة معمارية قد شيدتها المملكة خصوصا إرتفاعه الشاهق والمناظر الخلابة التي يراها الإنسان من خلالها ... آنا بالقرب من النافذة وهي تنظر إلى هناك مثلما كانت في أول قدوم لها لهيفن لكن هناك شيء ناقص الحماس القديم الذي كانت به قد زال تماما وهاهي فقط قلقة على نجاة ريو من ذلك الهجوم المميت ... لايوجد إحتماال كبير لنجاته فلو أصابه ذلك الهجوم مباشرة فقد يكون مات بالفعل اما إن كان قد نجى فذلك معجزة بالفعل ... شيسا إقتربت من آنا ومسحت فوق شعرها وقالت:"آنا عزيزتي لاتقلقي عليه سينجو بالفعل هيا إبتهجي قليلا ..." قالت شيسا هذه الكلمات وهي أشد قلقا على ريو من أي أحد آخر لتواسي مشاعر آنا الصغيرة .. قربت شيسا آنا عندها وأعطتها قبلاتها وضمتها لصدرها قائلة:"سيكون كل شيء بخير لاتقلقي ياعزيزتي".. هذه الكلمات طمئنت قلب آنا قليلا وإرتاحت في حضن شيسا مستمرة في مرور الوقت غير مبالين لما هو قادم لهما.. وبينما آنا مرتاحة في حضن شيسا غفت قليلا وغطت أعينها من شدة التعب الذي نالته جراء تحرير قوتها تلك حتى بالقطار بدأ يهتز قليلا ويسمع صوت غريب فوق سطحه وصوت غريب في طريقة دوران عجلاته كأنه صديد مزعج وشديد ... حتى بإهتزاز أخر شديد يرفع الجميع يقفزون في الهواء جراء الصدمة الثانية التي أدت لإهتزاز شديد عن المرة الاولى جعلت آنا تقفز من حضن شيسا في الهواء .. عم صراخ الناس في القطار ومن ثم عاد الوضع كما كان وعاد الإطمئنان لقلب جميع الناس حتى شيسا وآنا ... تسائلت شيسا عن سبب ذلك قليلا ولكن لم تعره ذلك الإهتمام الشديد حتى تسمع صوت أقدام تجري فوق سقف القطار بسرعة نحو مقدمة القطار لغاية مجهولة .. لم يلبث كثيرا حتى يسمعو صوتا من مقدمة القطار يقول وهو يصرخ:"اااااعه توقف توقف اااااهه اااااااااهه توقف أرجوك ..." ثم إختفى الصوت تماما وخلق نوعا من الخوف والرعب في أجسام الناس .. شيسا جهزت نفسها لأي شيء قادم حتى بها بدون سابق إنذار إرتفع جسدها في الهواء دون أن تدري سبب ذلك لتنظر من النافذة لتجد حراشف عملاقة بها أعين حمراء تحاول إيقاف القطار .. لم تلبث لوقت طويل في الهواء حتى إنحرف القطار عن مساره ونجحت الحراشف في قلبه رأسا على عقب فوق جسر رايدن كما ذكرنا سابقا ... الكثير من الصراخ والخوف إرتفع للحظات قبل قليل من سقوطه لكن الان بقي فقط أنين الألم جراء إنقلاب القطار بتلك الشدة ... نهضت شيسا من مكانه ووجدتت فوقها بعضا من جثث الناس التي سقطت معها .. ابعدتهم عنها ووقفت داخل القطار في محاولة منها للإرتكاز في جوانبه الحديدية ... الدم يسيل من رأسها جراء السقوط القوي الذي أصابها ... إنفتحت ربطة شعرها وإنسدل شعرها مع دمائها فوف وجهها وهي تنادي بجهد وصراخ بإسم آنا ولا أحد يجيبها ... سيطر الخوف عليها وإنهال عليها ضغط القطار مجددا بحيث أنه معلق فوق سطح الجسر نتيجة السقوط .. سقطت شيسا مجددا نتيجة إهتزاز القطار ومن ثم أعادت الكرة ونهضت بقوة وهي تمسح الدماء عن وجهها ومررت شعرها للوراء وهي تنادي على آنا بصعوبة ومرتكزة مع مقاعد القطار وتنادي آنا ولا أحد يستجيب لها .. مشت خطوة خطوة بصعوبة في الحركة ودقات قلبها ترتفع بشدة من خطر فقدان آنا بهذا الوقت الرهيب .. وبينما هي تمشي وتنظر في جوانب المقاعد حتى وجدت آنا وهي متعلقة بأحد المقاعد ممسكة بشدة ومغمضة لعينيها وغير مدركة لشيئ البتة .. إنهالت شيسا عندها وهي تعانق فيها وتقبل فيها وتقول وهي تبكي بحرقة ":الحمد لله أنك بخير الحمدلله أنك بخير ..اااعه الحمدلله... الحمدلله ..." ... ثم نهضت من هناك وعانقت آنا لمرفقيها ووقفت بينما تشاهد آنا وجهها الجميل المليء بتسرب دمائها الغزير فمسحت عنها شعرها وسألتها قائلة:"شيسا .. هل أنتي بخير؟؟.." فاجابتها شيسا قائلة بلطف:"لاتقلقي إنه مجرد جرح صغير ليس إلا ..." .. وبينما هما على هذا الحال إهتز القطار مجددا بسبب إختلال في وزنه وتدنى قليلا للسقوط من اعلى الجسر ... إرتبكت شيسا لذلك ونظرت نحو أحد الأبواب فوجدت أغلبها مغلقو ولايمكنها الخروج منها .. فلم يبقى لها حل إلا أن تكسر نوافذ القطار للنجاة من هذا ... أمسكت شيسا آنا ووضعتها أمامها وشدت قبضتها وبدأت تضرب في النافذة التي في السقف بقوة حتى ينكسر الزجاج .. ضرباتها تزداد حدة للنجاة لكن ذلك لايجدي ... قطرات الدماء بدأت تتساقط من قبضتها بينما تضرب بكل قوتها لتكسر ذلك الزجاج .. ومع زيادة الضغط بدأ يشتغل مفعول ضرباتها وأحدثت شقا في زجاج النافذة حتى كسرتها ومن ثم ارخت ذراعها أرضا مشيرة لتعبها الشديد لذلك ووممسكة لبطنها بسبب الإصابة من الماضي التي لم تشفى منها تماما ... امسكت بآنا برفق ورفعتها خارج النافذة ومن ثم أخرجتها تماما ومن ثم تعلقت هي الأخرى بالنافذة وسحبت جسدها نحو الخارج بينما القطار يتزحزح للأسفل الجسر وهي لاتزال تحاول الخروج .. أمسكتها آنا وحاولت شدها إليها للخروج بقوة لكن هيهات فلم تستطع ذلك لصغرها وتعبها الشديد.. كان بعض من الناس قد خرجو هم أيضا .. رأوهما وهما يكافحان لحياتهما لكن لا أحد منهم تحرك لنجدتهم مخافة من أن يسقط القطار بهم ... لكن هناك شاب غريب الملامح طويل القامة أسمر البشرة صاحب عيون حادة سوداوين.. وجهه مقبول وبه لحية قليلة سارع ناحيتهما وأمسكا بشيسا من يدها ورفعها بسرعة من نافذة القطار تلك وأمسكها بين يديه وخرج نحو السكة فوق الجسر ومائن إبتعد بهم قليلا حتى بالقطار ينجرف للأسفل ويسقط بقوة من هذا الإرتفاع الشاهق ... لم يلبث قليلا حتى شكرته شيسا على فعله هذا وأخبرته بأنها عليها الرحيل ... حاول إقناعها بالبقاء قليلا لكنها تأبى ذلك في خوف منها مما رأته قبل قليل وهو ذلك الحرشف العملاق الذي يشبه الأفعى ذو العين الحمراء ... شيسا تدرك أن بيترا تلاحقهما ولن تهدأ حتى تمسكهما ... وقد أدركت في نفسها أن ريو قد خسر المعركة بالفعل فعدوته كانت قوية جدا .. وهاهي الان تمشي رفقة آنا بإتجاه المملكة في أمل منها أنها ستنقذ نفسها .. وبينما هي تمشي سمعت اصوات اقدام الناس وهم يتبعونها ... ومائن إستدارت خلفها حتى برؤوسهم تتطاير أمامها في مشهد مرعب وشديد الدموية صراخهم وهتافهم يزيد ومع كل إزدياد إلا وتتطاير رؤسهم الواحد تلو الأخر حتى بقي آخر شخص منهم وهو ذلك الشخص الذي أنقذها وهو ينظر لها بإبتسامة حادة بينما يلعق دماء الناس من على سيفه وهو يقول:"مزال طعم الدماء قذر .. أعتقد علي أن أجرب دمائك..أيتها الجميلة.." أخذت شيسا آنا ورائها وقالت وهي تنظر له بحدة وغضب وفي نفس الوقت يشوبها بعض الخوف مما سيقدم نحوها:"من تكون أنت .. ولما فعلت هذا بهؤلاء الناس.." ....لم يجبها وتقدم نحوها ببطئ وهو ينظر لها بسماجة عالية مستخفا بها وبما تكون حتى إقترب إليها وجها لوجه وهو يناظر عينيها بإستهتار منه بينما شيسا مغطية لآنا ورائها بيدها المبتورة .. ومن ثم بسرعة خاطفة منها إذ توجه له ضربة سريعة لوجهه لم يحالفه الوقت لتفاديها ومن ثم مرة أخرى قامت بركله من مكانه بكل مالديها من قوة لتقذفه عدة أمتار عنها ويسقط أرضا أمامها ... شيسا واقفة تستنشق الهواء بشدة وذلك راجع لتعبها الشديد الراجع لإصابتها القديمة والصدمة التي تلقتها أثناء إنقلاب القطار .. لم تلبث وقتا طويلا حتى بها تجفي ساقطة على ركبتيها تبزق وتتقيئ دما وتتنفس بصعوبة لذلك الهجوم .. آنا إقتربت منها وهي تتفقد حالتها وتساعدها للوقوف من هذا المكان والذهاب .. لم يلبث ذلك الشخص قليلا حتى حلت عينيه مجددا وهو ساقط أرضا يناظر السماء وقد أدرك في نفسه أن شيسا ليست كما كان يعتقد أنها ضعيفة لدرجة أنها لن تقاتل ... وقف مجددا في مكانه وقال بينما هما ذاهبان من هنا:"إلى أين تعتقدين أنك ستذهبين؟...المعركة قد بدأت الأن ههمهمهههي ..." نظرت شيسا لورائها عنده وصرخت بأعلى صوتها فيه وهي تقول:"اااااااااعهه إن لم تبتعد عنا الأن سأقتلك وأنهي وجودك ...أقسم أنني سأقتلك ..سأقتلك بكل ما أوتيت من قوة ولن أأبه أبدا لما سيحصل لي .. هل تفهم سأقتلللك..." شعر هذا الشخص بالمفاجئة والقشعريرة فهو لم يتوقع ردا مثل هذا على الإطلاق ليتقدم خطوة أخرى من مكانه بإتجاه شيسا محاولا ضربها بلكمة قوية لكن لذكاء شيسا القتالي فما إن وصلت قبضته لوجهها إلا وأمسكتها بهدوء شديد وأدارتها في الهواء لتقلبه أرضا بعد ذلك بقوة ساحقة محطمة به أرضية الجسر وليتلقى هو ضربة قوية أدت لكسر بعض العظام في ظهره مما سيساعد شيسا وآنا على الهروب بالفعل .. حالت في نفس شيسا بعض التعب الشديد فهي لاتستطيع المتابعة في هذا القتال أبدا فبعد كل شيء هو قتال عقيم بالنسبة لها لأنه سيؤدي حتما لموتها إن لم تهرب ... تابعت المشي بعد ذلك وهي مرتكزة على كتفي آنا ناحية الأمام إلى أن قطعو شوطا من الوقت ولم ينتهي الجسر بعد ذلك .. كان الهدوء حاكما على مكانهم خصوصا أن الجسر يطل على عديد الأماكن الطبيعية الجميلة ... لم يلبثو كثيرا في المشي ليسمعو صوتا إهتزاز كبير في المنطقة كأنه زلزال شديد هز الجسر والبحيرة التي تحته .. ليتوقف الإهتزاز بعد ذلك ويهدئ المكان في جو مريب جدا شيسا ظلت متأهبة لأي شيء قد يحصل وهي ممسكة لآنا خلفها .. ولم تتنبه لجوانب الجسر حتى تظهر حراشف عملاقة من أسفل الجسر للسماء وقد كانت نفس الحراشف التي ظهرت عند إنقلاب القطار .. شيسا وآنا صدما من المشهد فهم لم يرو شيئا عملاقا مثل هذا من قبل .. شيسا أخفت آنا ورائها بينما هي تصرخ من الخوف وترتعب .. العين الحمراء في ذلك الحرشف قد رأتهما وأعطت معلومات عنهما لسيدته ألا وهي بيترا .. والتي أدركت مكانهما لتقوم يعد ذلك بإظهار نفسها من تحت جلد الحراشف في مشهد يبث القشعريرة في الجسد وفي نفس الوقت القرف .. خرجت من هناك وهي تناظر شيسا وجها لوجه وهي مبتسمة إبتسامة شنيعة جدا بينما شيسا قد تملكها الخوف وهي تنظر لهذه المرأة الخبيثة وتخبئ في آنا ورائها .. لم تتحدث بيترا أبدا لها إنما أقدمت بخطوة سريعة من مكانها ناحية آنا لأخذها من شيسا .. أدركت شيسا خطوتها في آخر لحظة وتحركت من هناك بسرعة هي الأخرى لكن مائن وصلت هناك حتى بي بيترا تكون ورائها بالفعل .. بسرعة من شيسا حاولت ضرب بيترا لكن بيترا تفادتها بسرعة خارقة وأودت لها ضربة قوية في بطنها جعلتها تجفي على ركبتيها ارضا وهي تتقيئ دما .. ومن ثم بحركة سريعة منها أمسكت آنا بين يديها وهي تصرخ بإسم شيسا ومائن إلتفتت ورائها ناحية شيسا لتجدها قد إختفت من أمامها ودارت نحوها بسرعة وأعطتها لكمة قوية ناحية وجهها أسقطتها أرضا .. أخذت شيسا آنا بين ذراعيها مرة أخرى وهي تبزق الدماء وتلهث بشدة وتنظر ناحية الأرض وتقول:"إما أن تكون هذه أخر مرة أنقذ فيها شخصا وإما أن أموت ... لن أتراجع عن ذلك ..." نظرت بيترا إلى شيسا وأدركت أن الإستهزاء بها هو خطوة إنتحارية ثم قالت:"...هممم...لو قاتلتني في منزل جدك وأنتي في أوج صحتك لربما تكونين قد تغلبتي علي بالفعل ... سأعترف بذلك لكمة واحدة منك جعلتني أدرك بالفعل كم أن قدراتك عالية جدا في القتالات ... أنتي أفضل بكثير من ذلك الشاب ريو ... لكي خالص إحترماتي... لكن هذا لن يمنعني من قتلك .. أنا هي الاقوى هنا ..." ... خطوة سريعة من بيترا مرة أخرى أسرع من السابقة لاحقت بيها شيسا وضربتها بطريقة عكسية تماما أسقطتها أرضا ... حاولت شيسا النهوض مجددا والهجوم مرة أخرى ولكن مائن إستدارت حتى بها تجد أن بيترا أخذت آنا وإبتعدت عنها قليلا .. حاولت أخذ خطوة ورائها لكن حدث شيء لم تتوقعه أبدا شيء حاد كالسهم إخترق رجلها اليسرى ومن ثم مرة أخرى رجلها اليمنى ومن ثم كلتى يديها ومن ثم فخذيها ومن ثم بطنها وصدرها ... عديد الأشواك قد إخترقت جسمها وأذرفت دمائها في الأرض .. جسمها مثبت و منحن للأرض بينما تلك الأشواك قد غرزت جسمها وهي عبارة عن حراشف حادة صلبة ... شيسا مثبتة بشدة بينما حجم الالم الذي ينثر في جسمها لايتوقف ... هي مصدومة مما تراه فلم تستطع حتى الصراخ من الالم بل دموعها تتساقط وهي تنظر لبيترا الحاملة لآنا بين يديها والتي تصرخ وتبكي بشدة وتضرب في بيترا بلكمات طفيفة .. ثم إقتربت مجددا من شيسا وقالت لها قبل أن تسحب حراشفها من جسدها:"لقد قتلت ريو بالفعل وقتلت زميله ذاك بالفعل .. والان حان دورك سأتركك تموتين هنا ببطئ .." صدمة تلو الأخرى لقلب شيسا لم تكد تحتمل اكثر.. الدماء تتسرب أكثر من جسدها وسماع بأن ريو قد مات بالفعل هو لأمر حزين بالنسبة لها ... سحبت بيترا تلك الحراشف من جسد شيسا ثم سقطت أرضا على ركبتيها في دمائها مجددا .. وهي بهذه الحال مصدومة من كل شيء يحدث الان أتتها ذكريات ماضية عن الجميع .. جدها .. ريو ... الاوردر ... وأخيرا فورستر ... ذكرى فورستر أحدثت خللا كبيرا في عقلها ... لم تستطع المقاومة كثيرا حتى باشرت دموعها تتساقط من جديد لذكرى فورستر وهي تقول بصعوبة كلمات شديدة غير مفهومة البتتة ... ظلت بيترا تنظر ناحيتها وهي تلفظ ماتلفظ من كلمات لم تكن مدركة لما سيحدث تاليا ... آنا مصدومة مما تراه .. لم تعرف أي كلمة تقولها .. البريق يلمع في عينيها مجددا .. لكن هذه المرة أدركت بيترا ذلك بالفعل فضربتها في ضربة قوية أفقدتها وعيها فهي لاتريد إضاعة المزيد من الوقت في هذا .. ومائن حملتها بين ذراعيها إتجهت لشيسا ومعها سيفها السابق من معركة قرية هيفن .. ووقفت عند شيسا وأوجهته لتطعنها في صدرها وأشاحت به لتضربها إذ بشيسا تختفي من أمامها في مشهد سريع جدا ولم تتدارك ذلك إلا حين اتتها ضربة أخرى من سيف كان يلتاح في الهواء كاد أن يطعن رأسها لو لم تنحن في أخر لحظة لها .. نظرت ورائها ناحية من أخذ شيسا من عندها لتجد شخصا لم يكن بالحسبان .. دخان شديد يطلع منه وغبار كثيف ... توسع بؤبؤ بيترا لذلك وأدركت ماهية هذا المخلوق... عظام كثيفة وجه عظمي مخيف عينان مقعرتان شبيهتان بأعين النسر هيئة ضخمة ووحشية ... إنه وحش الهلاك الفئة العليا... ولكن السؤال الذي تراود في عقل بيترا لماذا وحش هلاك يتواجد هنا وينقذ فتاة بشرية لم تكد تنهي تساؤلها حتى تجد هذا الوحش يصرخ بشدة مثيرا حالة من الهيجان المرعب ... حركت بيترا حراشفها العملاقة نحوه وأعطته هجوما ثقيلا .. لكن لم تتمكن من إخضاعه فقد قطع الحراشف العملاقة إلى نصفين بسرعة ومن ثم هجم نحوها بسرعة ليتصادم في إشتبكاات سريعة في المنطقة مخلفين إرتجاجات قوية... بيترا تكافح لإيقافه لكنها لاتستطيع توقع هجماته حتى قضم جزء من فخذها عبر عضة سريعة .. ومن ثم وجهت له بيترا هجوما أخر سريع اودت به أرضا مبتعدا عنها .. وبعدها وقفت امامه مرتكزة على سيفها في إشارة لتعبها الشديد ولم تلحظ هجوما أخر بالسيف إلا في أخر لحظة لها لتخفض جسمها وتضرب بقدمها لإسقاط من حاول ذلك لكنه تفاداها .. ومن ثم إبتعدت قليلا للوراء لتجد أن الشخص الذي ضربها قد أخذ منها آنا ولم تدرك ذلك ... غضبت غضبا شديدا بينما ترا وحش هلاك يقف أمام بشري ليجعلها تقول:أزووووما ... ااااااعه كيف لازلت حيا ااااااعه ..." ثم أجابها وهو يضحك عليها:"ليس أنا الوحيد من بقي حيا هذا الوحش هنا هو الأخر لازال حيا ..." فردت عليه وهي منبهرة منه:"مالذي تقصده بالحوش؟.." فقال لها:"ألم تدركي بعد من يكون هذا؟...هاهاهاهاهاها إنه الوحش الذي أحرقتيه حيا ... لم يمت إنما تحول لكتلة لحم محروقة .. وتحول لهذا المخلوق فجأة .. الجسم البشري منه قد إحترق تماما ولا اعلم إن كان حيا أو ميتا ... لكن هذا المخلوق قد تشكل دون سابق إنذار لقد أخافني الإهتزاز والإرتجاج الذي أحدثه عندما ظهر وقلت بالفعل أنها نهايتي إذا تقاتلت معه .. لكن فاجئني ذلك بأنه إنطلق بسرعة شديدة خلفك وهو يصرخ بإسمك ..." فقالت بيترا:"إذا هذا هو ريو أنازاكي ؟.. هذا محال لقد تلقى ضربة قوية جدا لايمكن أن يبقى حيا ..." فقال أزوما:"لاتنسي بأن جسده كان بيدقا به هايدا كيوكو ..ولكن وحش هلاك من الرتب العليا لم أكن اعتقد أن به شيئا مثل هذا ...لايهم على أي حال ... الان سأتركك معه .. أنا سأخذ الفتاتين وانتي ستبقين لقمة للموت" غضبت بيترا ولم تدري في أي إتجاه تخوضه .. معركة مكررة ضد ريو أو الكفاح في قتال مع أزوما لأجل أخذ آنا من قبضته .. لكن هذا موحال فالوحش المتشكل في جسد ريو لن يمنعها من الخطو خطوة للأمام فقط بل عينيه مصممة بالفعل على القتال ضدها حتى لو كان يعني نهايته ..

2024/11/03 · 7 مشاهدة · 2889 كلمة
TADAKUNI
نادي الروايات - 2025